كتابه ﷺ إلى النجاشي .. وكتب ﷺ إلى النجاشي ( بِسمِ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كتابه ﷺ إلى النجاشي وكتب ( بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ من محمد رسُولِ إِلَى النَّجاشِي مَلِكَ الحَبَشَةِ أَسلِم تَسلَم فإِني أَحمَد إِلَيكَ اللَّهَ الذي لا إله إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ وَأَشْهَدُ أَنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ رُوحُ وكَلمتُهُ القَاهَا البَتُولِ الطَّيِّبَةِ الحَصِينَةِ فَحَمَلَت بعيسى فَخَلَقَهُ الله مِن رُوحِهِ ونفخه كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيدِهِ وإني أَدعُوكَ إِلى وَحدَهُ شَرِيكَ له والمُوالَاة عَلى طَاعَتِه وَأَنْ تَتَّبِعني وتُؤمِنَ بالَّذِي جَاءَنِي فَإِني رَسُولُ وجُنُودَكَ عَزَّ وَجَلَّ وقَد بَلَّغتُ وَنَصَحتُ فأَقبَلُوا نَصيحتي وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى ) فكتب جواب كتاب النبي بسم الرحمن الرحيم رسول أصحمة سلام عليك يا نبي ورحمة وبركاته أما بعد : فقد بلغني كتابك فيما ذكرت أمر فوربُ السماءِ والأرض إن يزيد ما ذكرتَ ثَفروقاً إنه كما وقد عرفنا بعثت زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك ضمن نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ كتابه ﷺ إلى النجاشي . وكتب ﷺ إلى النجاشي ( بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسُولِ اللَّهِ إِلَى النَّجاشِي مَلِكَ الحَبَشَةِ ، أَسلِم تَسلَم ، فإِني أَحمَد إِلَيكَ اللَّهَ الذي لا إله إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ رُوحُ اللَّهِ وكَلمتُهُ القَاهَا إلى مَريَمَ البَتُولِ الطَّيِّبَةِ الحَصِينَةِ ، فَحَمَلَت بعيسى فَخَلَقَهُ الله مِن رُوحِهِ ونفخه ، كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيدِهِ ، وإني أَدعُوكَ إِلى اللَّهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ له ، والمُوالَاة عَلى طَاعَتِه ، وَأَنْ تَتَّبِعني ، وتُؤمِنَ بالَّذِي جَاءَنِي ، فَإِني رَسُولُ اللَّهِ ، وإني أَدعُوكَ وجُنُودَكَ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وقَد بَلَّغتُ وَنَصَحتُ فأَقبَلُوا نَصيحتي ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى ) ، فكتب النجاشي جواب كتاب النبي ﷺ ( بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد رسول الله ، من النجاشي أصحمة ، سلام عليك يا نبي الله الله ورحمة الله وبركاته ، الله الذي لا إله إلَّا هُوَ ، أما بعد : فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فوربُ السماءِ والأرض ، إن عيسى لا يزيد على ما ذكرتَ ثَفروقاً ، إنه كما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً ، وقد بايعتك ، وبايعت ابن عمك ، وأسلمتُ على يديه الله رب العالمين . والثفروق: علاقة ما بين النواة والقِشر ، وتوفي النجاشي سنة تسع ، وأخبر رسول الله ﷺ بموته ذلك اليوم ، فخرج بالناس إلى المصلى ، فصلى عليه ﷺ ، وكبر أربعاً. ❝
❞ كتابه ﷺ إلى النجاشي .. وكتب ﷺ إلى النجاشي ( بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسُولِ اللَّهِ إِلَى النَّجاشِي مَلِكَ الحَبَشَةِ ، أَسلِم تَسلَم ، فإِني أَحمَد إِلَيكَ اللَّهَ الذي لا إله إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ رُوحُ اللَّهِ وكَلمتُهُ القَاهَا إلى مَريَمَ البَتُولِ الطَّيِّبَةِ الحَصِينَةِ ، فَحَمَلَت بعيسى فَخَلَقَهُ الله مِن رُوحِهِ ونفخه ، كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيدِهِ ، وإني أَدعُوكَ إِلى اللَّهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ له ، والمُوالَاة عَلى طَاعَتِه ، وَأَنْ تَتَّبِعني ، وتُؤمِنَ بالَّذِي جَاءَنِي ، فَإِني رَسُولُ اللَّهِ ، وإني أَدعُوكَ وجُنُودَكَ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وقَد بَلَّغتُ وَنَصَحتُ فأَقبَلُوا نَصيحتي ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى ) ، فكتب النجاشي جواب كتاب النبي ﷺ ( بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد رسول الله ، من النجاشي أصحمة ، سلام عليك يا نبي الله الله ورحمة الله وبركاته ، الله الذي لا إله إلَّا هُوَ ، أما بعد : فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فوربُ السماءِ والأرض ، إن عيسى لا يزيد على ما ذكرتَ ثَفروقاً ، إنه كما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً ، وقد بايعتك ، وبايعت ابن عمك ، وأسلمتُ على يديه الله رب العالمين . والثفروق: علاقة ما بين النواة والقِشر ، وتوفي النجاشي سنة تسع ، وأخبر رسول الله ﷺ بموته ذلك اليوم ، فخرج بالناس إلى المصلى ، فصلى عليه ﷺ ، وكبر أربعاً. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كتابه ﷺ إلى النجاشي . وكتب ﷺ إلى النجاشي ( بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسُولِ اللَّهِ إِلَى النَّجاشِي مَلِكَ الحَبَشَةِ ، أَسلِم تَسلَم ، فإِني أَحمَد إِلَيكَ اللَّهَ الذي لا إله إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ رُوحُ اللَّهِ وكَلمتُهُ القَاهَا إلى مَريَمَ البَتُولِ الطَّيِّبَةِ الحَصِينَةِ ، فَحَمَلَت بعيسى فَخَلَقَهُ الله مِن رُوحِهِ ونفخه ، كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيدِهِ ، وإني أَدعُوكَ إِلى اللَّهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ له ، والمُوالَاة عَلى طَاعَتِه ، وَأَنْ تَتَّبِعني ، وتُؤمِنَ بالَّذِي جَاءَنِي ، فَإِني رَسُولُ اللَّهِ ، وإني أَدعُوكَ وجُنُودَكَ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وقَد بَلَّغتُ وَنَصَحتُ فأَقبَلُوا نَصيحتي ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى ) ، فكتب النجاشي جواب كتاب النبي ﷺ ( بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد رسول الله ، من النجاشي أصحمة ، سلام عليك يا نبي الله الله ورحمة الله وبركاته ، الله الذي لا إله إلَّا هُوَ ، أما بعد : فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فوربُ السماءِ والأرض ، إن عيسى لا يزيد على ما ذكرتَ ثَفروقاً ، إنه كما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً ، وقد بايعتك ، وبايعت ابن عمك ، وأسلمتُ على يديه الله رب العالمين . والثفروق: علاقة ما بين النواة والقِشر ، وتوفي النجاشي سنة تسع ، وأخبر رسول الله ﷺ بموته ذلك اليوم ، فخرج بالناس إلى المصلى ، فصلى عليه ﷺ ، وكبر أربعاً. ❝
❞ في قصة الحُديبية ... ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ في قصة الحُديبية .. ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ). ❝