❞ كانت تستمع إليه بدهشة، ورغبت في مقاطعته لتصرخ في وجهه وتفرغ بركان غضبها عليه، لعلّه يفيق من غفلته. لكنها فضّلت أن تتركه ينتهي من نشوته.
وبعدما انتهى من حديثه، ردّت قائلة وهي تلتف حوله نصف دائرة لتضع كفها على كتفه من الخلف: “يا أيها الإمبراطور العظيم، أنت تعيش بلا روح، بلا شعور، وبلا عقل. أنت آلة صنعها والدي وحكماؤه وعلماؤه.”
نظر إليها متعجبًا من حديثها، وتساءل في نفسه: كيف عرفت كل هذا؟ وماذا تعرف أيضًا؟ فأكملت وهي تضع عينيها في عينيه قائلة: “لقد كنت فارسًا حرًا شجاعًا، وقد رأيتك تقاتل فوق المحيط ببسالة. كنت صاحب قرار وعزيمة، وروحك ترفض الموت أو الاستسلام. أما الآن، فلا طعم للأشياء. أنت إمبراطور مزيف، حتى هؤلاء الذين تحكمهم هم مثلك تمامًا، قد سلبت إرادتهم، فلا يقولون لك سوى نعم حاضر، ويطيعون أوامرك لأن نظامًا وضع بهم ينص على ذلك.”
قاطعها قائلاً: “من أخبرك كل هذا؟”
قالت: “لا يهم يا حبيبي، المهم أن تفيق وتساعدني لتحرر نفسك.”
قاطعها مبتسمًا: “لقد قلت حبيبي.”
قالت: “نعم، حبيبي الذي أخذوا روحه التي أعشقها وتركوه جسدًا خاويًا.”
قال لها: “ولكن إن عدت لطبيعتي فلن تكوني معي.”
قالت: “ليس مهمًا، المهم أن تعود لطبيعتك.”
نظر إليها مستنكرًا ثم قال: “كيف حبيبي وتريدين أن ننفصل إلى الأبد؟”
ردت قائلة: “أريدك أن تعود لطبيعتك، وتعود لك روحك وحياتك وراحتك. ليس مهمًا أن نكون معًا، المهم راحتك.”
قاطعها بغضب قائلاً: “ومن قال إن راحتي في البعد عنك؟”
ردت عليه وقد ظهرت عليها آثار الغضب قائلة: “راحتك أن تكون أنت، وتعيد هذه الممالك إلى ما كانت عليه.”
#امبراطورية_نون #العمدة. ❝ ⏤اسماعيل حسانين العمدة
❞ كانت تستمع إليه بدهشة، ورغبت في مقاطعته لتصرخ في وجهه وتفرغ بركان غضبها عليه، لعلّه يفيق من غفلته. لكنها فضّلت أن تتركه ينتهي من نشوته.
وبعدما انتهى من حديثه، ردّت قائلة وهي تلتف حوله نصف دائرة لتضع كفها على كتفه من الخلف: “يا أيها الإمبراطور العظيم، أنت تعيش بلا روح، بلا شعور، وبلا عقل. أنت آلة صنعها والدي وحكماؤه وعلماؤه.”
نظر إليها متعجبًا من حديثها، وتساءل في نفسه: كيف عرفت كل هذا؟ وماذا تعرف أيضًا؟ فأكملت وهي تضع عينيها في عينيه قائلة: “لقد كنت فارسًا حرًا شجاعًا، وقد رأيتك تقاتل فوق المحيط ببسالة. كنت صاحب قرار وعزيمة، وروحك ترفض الموت أو الاستسلام. أما الآن، فلا طعم للأشياء. أنت إمبراطور مزيف، حتى هؤلاء الذين تحكمهم هم مثلك تمامًا، قد سلبت إرادتهم، فلا يقولون لك سوى نعم حاضر، ويطيعون أوامرك لأن نظامًا وضع بهم ينص على ذلك.”
قاطعها قائلاً: “من أخبرك كل هذا؟”
قالت: “لا يهم يا حبيبي، المهم أن تفيق وتساعدني لتحرر نفسك.”
قاطعها مبتسمًا: “لقد قلت حبيبي.”
قالت: “نعم، حبيبي الذي أخذوا روحه التي أعشقها وتركوه جسدًا خاويًا.”
قال لها: “ولكن إن عدت لطبيعتي فلن تكوني معي.”
قالت: “ليس مهمًا، المهم أن تعود لطبيعتك.”
نظر إليها مستنكرًا ثم قال: “كيف حبيبي وتريدين أن ننفصل إلى الأبد؟”
ردت قائلة: “أريدك أن تعود لطبيعتك، وتعود لك روحك وحياتك وراحتك. ليس مهمًا أن نكون معًا، المهم راحتك.”
قاطعها بغضب قائلاً: “ومن قال إن راحتي في البعد عنك؟”
ردت عليه وقد ظهرت عليها آثار الغضب قائلة: “راحتك أن تكون أنت، وتعيد هذه الممالك إلى ما كانت عليه.”
❞ د محمد عمر
وقفات حول قوله تعالي( غلبت الروم )
ايها الاخوة الأحباب دعونا ناخذكم في سطور قليلة نتدبر فيها هذه الآية من مطلع سورة الروم وهي سورة مكية آياتها ستون آية نزلت في منتصف العهد المكي وفيها دلالة علي صدق نبوءة محمد صلي الله عليه وسلم الذي أخبر قومه عن إمر سوف يتحقق في المستقبل وقد وقع ما تنباء به فهو لا ينطق عن الهوى( أن هو الا وحي يوحي .)
والقصة من اولها تبدأ بمعركة كانت وقعت بين القوتين العظميين في ذلك العصر وهما:-
القوة الأولي : وهي دولة الفرس وكانوا مجوس يعبدون النار وكانوا يحكمون بلاد العراق وايران وكانت تواليهم عدد من القبائل العربية المجاورة لحدودهم مثل قبائل المناذرة وكبيرهم النعمان بن المنذر كما كانت اليمن واقعة تحت الحكم الفارسي بعد ان هزم الفرس بقيادة بازان عامل كسري علي اليمن هزم قوات الاحباش بقيادة مسروق بن ابرهه الاشرم وصارت اليمن بعدها ولاية فارسية تابعة لكسري يحكمها بازان الفارسي.
والقوة الثانية : متمثلة في دولة الروم التي كانت عاصمتها في روما ولكنها كانت تحكم شمال أفريقيا وبلاد الشام وكانوا نصاري علي بقايا دين عيسي بن مريم بعد أن دخله التحريف وادخلوا فيه التثليث ونسبوا البنوة لله تعالي
ولقد كان العرب في مكة يعبدون الاصنام التي يظنونها قربي بينهم وبين الله تبارك وتعالي رغم وجود الكعبة بين ظهرانيهم ورغم انتسابهم الي ابي الأنبياء ابراهيم عليه السلام لكن العرب كانوا في نظر اهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يرونهم كفار وكانوا يتعاظمون عليهم كونهم من ابناء بني إسرائيل أحفاد الرسل وأصحاب الكتاب الاول فقد نزلت فيهم التوارة والإنجيل بل كانت يستحلون أموال ودماء العرب لقولهم (ذلك بأنهم قالو ليس علينا في الأميين سبيل )
لذلك كان العرب الوثنيين أكثر ميلا وحبا للفرس أكثر منهم حبا للروم
فلما بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم بالدين الحق وراح يدعو الناس الي معرفة الله ومراقبة البعث والحساب
كان يجد في دعوة اهل الكتاب الي الحق طريقا ايسر من دعوة الفرس الملاحدة الذي لا يومنون بالله ولا يدينون بالبعث ولا بالحساب ولا بالجنة ولا بالنار ولا بالرسل ولا بالكتب بالسماوية ولا وبالحي في الوقت الذي يجد عند بني إسرائيل بقايا من دين الأنبياء الحق الذي شابه التحريف فهم قوم يؤمنون بوجود خالق السموات والأرض وان كانوا نسبوا له الولد وهم يؤمنون بكتب نزلت من عن الله الي البشر وهم يؤمنون بوجود رسل من الله للناس وان كانوا وصفوهم بابشع الصفات وهو يؤمنون بالبعث والحساب رغم قولهم (لن يدخل الجنة الا من كان هو هودا أو نصاري) ورغم قولهم (نحن أبناء الله واحباءه )
واما اهل الإيمان فكانوا يرون في الروم بقايا من الحق الذي يدعو إليه النبي ويرون في الفرس الإلحاد والزنقة
فكان اهل الإيمان اتباع محمد صلي الله عليه وسلم اقرب الي الروم من الفرس وان كانوا يرون الفرقتين علي الكفر لكن من يدين بدين محرف خير ممن لا يدين بدين.
فلما دارت الحرب بين الفرس والروم وغلبت الفرس الروم انما فرح مشركي العرب بهذا النصر للفرس وحزن اهل الإيمان لهزيمة الروم لما معهم من بقايا الحق وليس لأنهم مؤمنون فذهبوا الي النبي يروون له ما جري ومدي حزنهم علي هزيمة الروم أصحاب الكتاب الأول وان كانوا حرفوه فأخبرهم النبي أن الروم سوف تغلب الفرس في بضع سنين فخرج المؤمنون يبشرون مشركي العرب بهذا النصر المنتظر للروم تحقيقا لخبر النبي صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فلما طال بهم الانتظار راحو يلمزون النبي أمام ابي بكر ويقولون إن صاحبكم يكذب عليكم فنزل قول الله تبارك وتعالي من اول سورة الروم (الم غلبت الروم في ادني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )وقد تحقق النصر بعد مرور قرابة سبع سنين علي الهزيمةاذا أن البضع هو العدد ما بين ثلاثة وتسعة
وتعالوا بنا نقف عند هذه الايات
اما الدرس الأول الذي يبدوا في الآيات ففي عدد الفرق الموجودة في هذه الآيات انهم ليسوا الفرس والروم وحدهم انما هناك فريق ثالث هو اهل الإيمان قال تعالي (ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وهذا يبين أن الحق ليس مع الفرس وليس مع الروم اذا أن كلتا الطائفيين علي الكفر فإن كان الفرس مجوس لا يؤمنون بالله الخالق فإن الروم هم من قالو (اتخذا الرحمن ولدا) فلماذا فرح اهل الإيمان بانتصار الروم هل لأنهم مؤمنون بالله شركاءهم في الجنة كلا والله فهم من قالو( المسيح ابن الله) وهم من( قالو عزير ابن الله) وهم من قالوا (يدا الله مغلولة) وهم من قالوا (أن الله فقير ونحن اغنياء) وهم من قالو عن لوط أنه زني وقالو عن نوح أنه شرب الخمر ومن قالوا عن داوود انه قتل قائد الجند عنده اوريا الحثي ليتزوج بزوجته وغيرها من الاكاذيب
اذا لماذا فرح اهل الإيمان بنصر الروم انما هو لصدق ما أنباء به النبي محمد صلي الله عليه وسلم وصدق ما نزل من قرآن ومنها يتبين أن الحق واحد وان تعددت الفرق وان الحق وان مال أو ناصر فريقا من فرق الباطل فليس هذا دليل علي أنه حق انما قد يكون من باب اقل الضرر وليس من باب أنه علي الإيمان كما قال ربنا تبارك وتعالي( لتجد أشد الناس عداوة الذين آمنوا اليهود والذين اشركوا) فهل معني هذا أن اليهود وحدهم هم من يعادون المؤمنين كلا والله.
الا فليعلم الناس أن الحق واحد وان ما دون الحق باطل مهما تعددت الفرق
وان اهل الحق أن عادوا نوعا من الباطل فليس هذا دليل علي نصر الباطل الثاني كما قال اهل الضلال من ليس معنا فهو علينا فنقول اننا مع الحق وليس مع الباطل مهما تعددت فرقه
وهذا يأخذها الي واقعنا اليوم فإن كنا نظهر عدائنا وكراهيتنا وانكارنا لمنهج الخوارج بكل فرقهم ونظن فيهم الفساد والإفساد ونقف ضدهم في ما يروجون من دعاوي باطله ضد دين السنة وسماحة الاسلام فليس هذا دليل علي اننا نوالي العلمانيين المفرطين فإن كان الخوارج متنطعين غالين متشددين فإن العلمانيين متسيبين مفرطين ولا يظن الناس اننا نقر بدين الخوارج ولا نقر بدين العلمانيين فإن فرح اهل الإيمان بانتصار الروم فليس هذا لأن الروم اهل ايمان واهل دين ولكنهم فرحوا لتحقيق نبوءة النبي بصدق القرآن هذه هي الحقيقة فإن كان الخوارج أشبه في تنطعهم بالروم فإن العلمانيين أشبه في تفريطهم بالفرس ولسنا مع الفرس ولسنا مع الروم انما نسأل الله عز وجل أن يجعلنا مع المؤمنين جزاكم الله خير وبارك فيكم ونفع بكم
د محمد عمر. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ د محمد عمر
وقفات حول قوله تعالي( غلبت الروم )
ايها الاخوة الأحباب دعونا ناخذكم في سطور قليلة نتدبر فيها هذه الآية من مطلع سورة الروم وهي سورة مكية آياتها ستون آية نزلت في منتصف العهد المكي وفيها دلالة علي صدق نبوءة محمد صلي الله عليه وسلم الذي أخبر قومه عن إمر سوف يتحقق في المستقبل وقد وقع ما تنباء به فهو لا ينطق عن الهوى( أن هو الا وحي يوحي .)
والقصة من اولها تبدأ بمعركة كانت وقعت بين القوتين العظميين في ذلك العصر وهما:-
القوة الأولي : وهي دولة الفرس وكانوا مجوس يعبدون النار وكانوا يحكمون بلاد العراق وايران وكانت تواليهم عدد من القبائل العربية المجاورة لحدودهم مثل قبائل المناذرة وكبيرهم النعمان بن المنذر كما كانت اليمن واقعة تحت الحكم الفارسي بعد ان هزم الفرس بقيادة بازان عامل كسري علي اليمن هزم قوات الاحباش بقيادة مسروق بن ابرهه الاشرم وصارت اليمن بعدها ولاية فارسية تابعة لكسري يحكمها بازان الفارسي.
والقوة الثانية : متمثلة في دولة الروم التي كانت عاصمتها في روما ولكنها كانت تحكم شمال أفريقيا وبلاد الشام وكانوا نصاري علي بقايا دين عيسي بن مريم بعد أن دخله التحريف وادخلوا فيه التثليث ونسبوا البنوة لله تعالي
ولقد كان العرب في مكة يعبدون الاصنام التي يظنونها قربي بينهم وبين الله تبارك وتعالي رغم وجود الكعبة بين ظهرانيهم ورغم انتسابهم الي ابي الأنبياء ابراهيم عليه السلام لكن العرب كانوا في نظر اهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يرونهم كفار وكانوا يتعاظمون عليهم كونهم من ابناء بني إسرائيل أحفاد الرسل وأصحاب الكتاب الاول فقد نزلت فيهم التوارة والإنجيل بل كانت يستحلون أموال ودماء العرب لقولهم (ذلك بأنهم قالو ليس علينا في الأميين سبيل )
لذلك كان العرب الوثنيين أكثر ميلا وحبا للفرس أكثر منهم حبا للروم
فلما بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم بالدين الحق وراح يدعو الناس الي معرفة الله ومراقبة البعث والحساب
كان يجد في دعوة اهل الكتاب الي الحق طريقا ايسر من دعوة الفرس الملاحدة الذي لا يومنون بالله ولا يدينون بالبعث ولا بالحساب ولا بالجنة ولا بالنار ولا بالرسل ولا بالكتب بالسماوية ولا وبالحي في الوقت الذي يجد عند بني إسرائيل بقايا من دين الأنبياء الحق الذي شابه التحريف فهم قوم يؤمنون بوجود خالق السموات والأرض وان كانوا نسبوا له الولد وهم يؤمنون بكتب نزلت من عن الله الي البشر وهم يؤمنون بوجود رسل من الله للناس وان كانوا وصفوهم بابشع الصفات وهو يؤمنون بالبعث والحساب رغم قولهم (لن يدخل الجنة الا من كان هو هودا أو نصاري) ورغم قولهم (نحن أبناء الله واحباءه )
واما اهل الإيمان فكانوا يرون في الروم بقايا من الحق الذي يدعو إليه النبي ويرون في الفرس الإلحاد والزنقة
فكان اهل الإيمان اتباع محمد صلي الله عليه وسلم اقرب الي الروم من الفرس وان كانوا يرون الفرقتين علي الكفر لكن من يدين بدين محرف خير ممن لا يدين بدين.
فلما دارت الحرب بين الفرس والروم وغلبت الفرس الروم انما فرح مشركي العرب بهذا النصر للفرس وحزن اهل الإيمان لهزيمة الروم لما معهم من بقايا الحق وليس لأنهم مؤمنون فذهبوا الي النبي يروون له ما جري ومدي حزنهم علي هزيمة الروم أصحاب الكتاب الأول وان كانوا حرفوه فأخبرهم النبي أن الروم سوف تغلب الفرس في بضع سنين فخرج المؤمنون يبشرون مشركي العرب بهذا النصر المنتظر للروم تحقيقا لخبر النبي صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فلما طال بهم الانتظار راحو يلمزون النبي أمام ابي بكر ويقولون إن صاحبكم يكذب عليكم فنزل قول الله تبارك وتعالي من اول سورة الروم (الم غلبت الروم في ادني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )وقد تحقق النصر بعد مرور قرابة سبع سنين علي الهزيمةاذا أن البضع هو العدد ما بين ثلاثة وتسعة
وتعالوا بنا نقف عند هذه الايات
اما الدرس الأول الذي يبدوا في الآيات ففي عدد الفرق الموجودة في هذه الآيات انهم ليسوا الفرس والروم وحدهم انما هناك فريق ثالث هو اهل الإيمان قال تعالي (ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وهذا يبين أن الحق ليس مع الفرس وليس مع الروم اذا أن كلتا الطائفيين علي الكفر فإن كان الفرس مجوس لا يؤمنون بالله الخالق فإن الروم هم من قالو (اتخذا الرحمن ولدا) فلماذا فرح اهل الإيمان بانتصار الروم هل لأنهم مؤمنون بالله شركاءهم في الجنة كلا والله فهم من قالو( المسيح ابن الله) وهم من( قالو عزير ابن الله) وهم من قالوا (يدا الله مغلولة) وهم من قالوا (أن الله فقير ونحن اغنياء) وهم من قالو عن لوط أنه زني وقالو عن نوح أنه شرب الخمر ومن قالوا عن داوود انه قتل قائد الجند عنده اوريا الحثي ليتزوج بزوجته وغيرها من الاكاذيب
اذا لماذا فرح اهل الإيمان بنصر الروم انما هو لصدق ما أنباء به النبي محمد صلي الله عليه وسلم وصدق ما نزل من قرآن ومنها يتبين أن الحق واحد وان تعددت الفرق وان الحق وان مال أو ناصر فريقا من فرق الباطل فليس هذا دليل علي أنه حق انما قد يكون من باب اقل الضرر وليس من باب أنه علي الإيمان كما قال ربنا تبارك وتعالي( لتجد أشد الناس عداوة الذين آمنوا اليهود والذين اشركوا) فهل معني هذا أن اليهود وحدهم هم من يعادون المؤمنين كلا والله.
الا فليعلم الناس أن الحق واحد وان ما دون الحق باطل مهما تعددت الفرق
وان اهل الحق أن عادوا نوعا من الباطل فليس هذا دليل علي نصر الباطل الثاني كما قال اهل الضلال من ليس معنا فهو علينا فنقول اننا مع الحق وليس مع الباطل مهما تعددت فرقه
وهذا يأخذها الي واقعنا اليوم فإن كنا نظهر عدائنا وكراهيتنا وانكارنا لمنهج الخوارج بكل فرقهم ونظن فيهم الفساد والإفساد ونقف ضدهم في ما يروجون من دعاوي باطله ضد دين السنة وسماحة الاسلام فليس هذا دليل علي اننا نوالي العلمانيين المفرطين فإن كان الخوارج متنطعين غالين متشددين فإن العلمانيين متسيبين مفرطين ولا يظن الناس اننا نقر بدين الخوارج ولا نقر بدين العلمانيين فإن فرح اهل الإيمان بانتصار الروم فليس هذا لأن الروم اهل ايمان واهل دين ولكنهم فرحوا لتحقيق نبوءة النبي بصدق القرآن هذه هي الحقيقة فإن كان الخوارج أشبه في تنطعهم بالروم فإن العلمانيين أشبه في تفريطهم بالفرس ولسنا مع الفرس ولسنا مع الروم انما نسأل الله عز وجل أن يجعلنا مع المؤمنين جزاكم الله خير وبارك فيكم ونفع بكم