█ سامح رشاد "قالت ٢ " استطالت وحلّت ضفائرها للهواء وراحت تهتز بالرقصِ المتخافتْ ادرعت بشالها ثم قالتْ: أنا غُصن زيتونك الأخضر ودرقة روحك الرنَّانة ليالي السهر والحُمَّة "ما من مرةٍ رأيتك إلا وسمَّيت " كُن رفيقًا بي أليست لديك رغبة بالتَشْبيب ولو لمرةٍ أخيرةٍ؟ شَعري كقطيع معزٍ رابض مزين بالناردين والكركم شفتاي ذواتُ رياحين ومزامير مفتولتان القرمز والتفاح خمر روحي زيتون وحنطة لا تقل أبدًا أني بِئرٍ مُعطلة أو عُصافة جافة ألم تَرى بطني تنبعج مثل حبة رُمان؟ والآن ألا تراها انفثئت وتكرمشت كورقة كُرنب؟ كلَّ هذا وأكثر اعرف اعرف أنَّ كلَّ لا يشغلك لم تعد تعبأ فقط ما جاريتي التي وهبتها لك ومن أجلها نسيتني! ورحت تلتصق بها وبسوسنات جسدِها وتعمل شَعرها جرافة مُسننةٌ كأنما كانت_هي_بئرك الطافِح وأنا بئرك المُعطل كنتُ أدرك أن ذرةٌ جسدك تنطبق كلِّ خلية جسدِها كُن بي امسك بيميني دَغدَغني كخرزة مِسبحتك زَحْزَحني ومن وسواسٍ ورجسٍ طهرّني وبين أصابعك اللفافة دحرجني إجعلني غنمة بين معزاتك فروحي يوم تتأجج كيمامةٌ شرقية ألم لي: أنا وسوَسة حُلياكِ المسبوكة بعصير الكواكب والنرجس وأنا نمارقكِ كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ سامح رشاد
نصوص نثرية
˝أتبلبطُ على حَصى الشاطئ لأستكمل تأملاتي˝
......هكذا
أترجلُ وحيدًا بخطواتٍ هشةٍ
فوقَ عَتبات الظَهيرة التي توقّوق في الفلاةِ دائمًا
لأزيحُ عن رأسي عبء الليلِ كلهِ
أسحبُ كرسيّ للوراء
إذ أسمع وأحس وأرى
أسمعُ بشبشةِ النزولِ وجلجلةِ الضحكاتِ
أتباطأ في نُزُلِ الرؤيا وأصغى لهسهسةِ رياحكِ
.................................
يا لكِ من أخاييل وصور
أيتها الأثيمةُ المتفحمةُ بفاكهةِ النهارِ
والممتلئة بالأحابيل والألغاز
إذ أراكِ
تهبطين من المحلِ الأرفعِ مُتلفعةٌ بالدرجِ الأخضرِ واليواقيتتْ
تتمايلين ورائي في وقفتكِ كأعواد الحنطةِ اللينةِ
تستضحكين وتدّرعين بشالكِ الأبيضِ وتدّحرجينه أمامي
فيخرج منه عطايا وقطوف
من بخورٍ وصندلٍ طيبِ الدِهانِ
وحبقٍ ومرٍ يتقطر من شهدٍ زاهٍ
وحرائر وجواري ناعماتِ الطرفِ
مغسولاتٍ باللبن والحناءِ الخضراءِ
وعسلٍ مُصفى يخرج من أوراق التوت والعنيبات
........................
يا لكِ من طاغية تشبه الطغاة
إذ أراني
أرتعشُ كقصبةٌ في الريحِ
ومذبذب مثلِ قشةٍ
أو
مُمددًا على الزبدِ الأبيضِ وأنا في كامل هيئتي وشكّتي مثل قرصانٍ عجوزٍ
مُمسكُ بصناراتِ الفراغِ ومنغرزُ بين ضلوعكِ كالنصل
فأصنعُ منكِ محارةٌ وأقدمها لكِ
ربما أراني
أجرجرُ ساقيّ المتعبتين وأصعدُ للأفقِ
أتوسدُ مخدة المجرة حيث الفراغِ الغويطِ
وأنزلُ إلى قيعان النوم مُتلفعًا بحوافِ مشكاواتكِ
لأندسُ خِفية بين أطراف شَعركِ الجميل هذا . ❝
❞ سامح رشاد
˝قالت ٢˝
استطالت وحلّت ضفائرها للهواء
وراحت تهتز بالرقصِ المتخافتْ
ادرعت بشالها ثم قالتْ:
أنا غُصن زيتونك الأخضر
ودرقة روحك الرنَّانة في ليالي السهر والحُمَّة
˝ما من مرةٍ رأيتك إلا وسمَّيت˝
كُن رفيقًا بي
أليست لديك رغبة بالتَشْبيب ولو لمرةٍ أخيرةٍ؟
شَعري كقطيع معزٍ رابض مزين بالناردين والكركم
شفتاي ذواتُ رياحين ومزامير مفتولتان من القرمز والتفاح
خمر روحي من زيتون وحنطة
لا تقل أبدًا أني بِئرٍ مُعطلة أو عُصافة جافة
ألم تَرى بطني تنبعج مثل حبة رُمان؟
والآن ألا تراها انفثئت وتكرمشت كورقة كُرنب؟
كلَّ هذا وأكثر وأكثر.....
اعرف اعرف
أنَّ كلَّ هذا لا يشغلك، لم تعد تعبأ
فقط كلَّ ما يشغلك جاريتي التي وهبتها لك
ومن أجلها نسيتني!
ورحت تلتصق بها وبسوسنات جسدِها
وتعمل على شَعرها مثل جرافة مُسننةٌ
كأنما كانت_هي_بئرك الطافِح
وأنا بئرك المُعطل
كنتُ أدرك أن كلَّ ذرةٌ من جسدك تنطبق على كلِّ خلية من جسدِها
كُن رفيقًا بي
امسك بيميني دَغدَغني، كخرزة مِسبحتك زَحْزَحني،
ومن كلِّ وسواسٍ ورجسٍ طهرّني
وبين أصابعك مثل اللفافة دحرجني
إجعلني غنمة بين معزاتك
فروحي كلَّ يوم تتأجج كيمامةٌ شرقية
ألم تقل لي:
أنا وسوَسة حُلياكِ المسبوكة بعصير الكواكب والنرجس
وأنا نمارقكِ المصفوفة على سُرر الوقت
والموشومة بحليب العصافير؟
كُن رفيقًا بي
فاضت كأسي وَقَد جمري وأنت لم تكن تبصر
تهتُ في البرية بين أعواد السنطْ كعظاءةِ ذنبية
أو كهَاجَةُ بلا نقيق ولا طقطقة
تقلقلت روحي مثل خبيزة ناشفة
كًن رفيقًا بي
كُن رفيقًا بي
كُن رفيقًا بي
بيني وبين فراغ يقال عنه البعد . ❝
❞ ˝أين أنت˝
نصوص نثرية.
هل تَعرِف مَا هِي الأفْكار اَلتِي راودتْني وَأنَا اَلضَّم لَك مِسْبحَتك العاجيَّة هذي ؟
تِلْك اَلتِي تَضعهَا فِي جَيبِك وَبهَا تُختَم صلواتك ؟
أردْتُ أن أَحزُّ رقبتك مِثْل كَبْشٍ !
أين أنت الآن؟
أنَا وَحِيدَة أقفُ تَحْت شَمْس الظَّهيرة المدوَّخة
رفيقاتي ترْكنَني على أَبوَاب القرْية وذهبْن يَغتسِلن ويمْلَأْن جرَّارهنَّ بِضحْكاتهنَّ
وَأنَا وَحدِي أَقِف كَجُرح يستنَد على قدميْن
على رَأسِي تَزعَق الغرْبان،
والسَّمَاء فوقي تُطقْطِق طقطقات موارةٌ
والأرض تتفَتَّتُ حَولِي كالسَّراويل
رُحْت أَدُور فِي السِّكك والطُّرقات كالضَّالِّين
وَجدَنِي الحرس الطَّائف فِي المدينة
سَمعُوني أَصرُخ عليْك
اِلتفُّوا حَولِي كالهرهر الشرسة
جرْجروني مِن شَالِي فانْحلَّ زُنَّار جِلْبابي
نَزعُوا عَنِّي خِمَار رَأسِي فعرْفوني
رأوْا عَينِي الكهْرْمانْتين اللَّتَيْنِ تبررتَا بِالدُّموع
سحبوا ذؤابة شَعري وذَهبُوا بِي لِبَيت أَبِي
إِخْوَة لِي هُنَاك ضَربُوني وفوْق مِصطَبة الظَهر قَيدُوني ، أُمِّي أحْرقتْني بِالنَّار فِي فَمِي حَتَّى لََا أَنطَق اِسْمك
عصرتْ في عينيّ صبار أم اللبن
فِي الصَّبَاح دَخلَت جَدتِي ، رَأتنِي أَتلَوى كقنْفذ بَرِّي ، وَأهَّر كَالقِطط؛ حَدقَت فِيّ بِعيْنَيْنِ مُبْصرتيْنِ وفم أَدرَد، وبضراعة وَشفقَة كاملتيْنِ اِقْترَبتْ منيّ، فَكَّت أغْلالي ، سُرحَت لِي شِعْرِي ومشَّطَتْه ، أسْمعتْني حِكايَات أَلْف لَيلَة وَليْلَة وَأنَا أَستَمع لَهَا وأنْتظرك كمَا أنتظَر اللَّيْلة الألْف
وَفِي كُلِّ لَيلَة كُنْت أَجمَع بَعْض الحطب والْقليل مِن الزَّيْتِ وأَوقَد لَك البخور وَأرَقِي نَفسِي بِالرُّقيِّ والتَّعاويذ أُلْقِي حَوْل طَيفِك بِالْأحْجبة والتَّبْريكات . ❝