█ المغالطة الثانية هي أنه أي أركون كثيرا ما يُوجه انتقادات للمستشرقين تعاملهم مع الإسلام منهجا تطبيقا مما يُوهم بأنه يُخالفهم مخالفة جذرية هذا مجرد وهم تضليل تغليط لأن كثير المدح الالتزام بمنهجهم الاعتماد تراثهم أما انتقاداته فبعضها شكلية سطحية بعضها الآخر مشبوهة ماكرة تتعلق بحثهم أكثر التركيز طرق هدم إثارة الشبهات حوله سنقيم عليه الأدلة الدامغة صدقه الفصول الآتية من كتابنا إن شاء الله تعالى هو حقيقته تلميذ وفي مؤلفاته شاهدة تدينه بقوة كتاب الأخطاء التاريخية المنهجية مؤلفات محمد عابد الجابري مجاناً PDF اونلاين 2024 الحمد لله رب العالمين الصلاة السلام أشرف المرسلين بعد : خصصتُ كتابي لموضوع الباحثيّن لم أخصصه لإيجابياتها علما بأنها قليلة جدا مصنفات كثيرة بالمقارنة إلى الأول كما أنني أتعرض لكل الرجلين فهناك أخطاء ليست بالقليلة تجاوزتها إما لأنها مكررة أجوبتها سترد الرد أخرى طفيفة أقل خطرا فضربت عنها صفحا و قد اخترتُ الكتابة الموضوع لِما رأيتُ كثرة مقابل الرواج الواسع نسبيا لمؤلفات عِلاتها مضارها التأثير السيئ لكتب –مع قلة رواجها عدد ليس بالقليل المثقفين أهل العلم مختلف بلدان العالم فضلا أن يحملان فكرا خطيرا جوانبه أيضا فكر متقارب متداخل متكامل متشابه جوانب جهة فرأيت الواجب عليّ أقوم بذلك العمل لكشف تلك قصد السبيل عملي اصطيادا للأخطاء إنما عمل علمي نقدي هادف ركّز نقد مشروعين فكريين جانبيّن هما المتعلقة بطريقة الفهم العلمية جانبان الأهمية بمكان قام عليهما قسم كبير المشروعين لا يصح السكوت عنه
❞ إن من نقائص الكتابة العلمية عند أركون أن مؤلفاته كثيرا ما تفتقد إلى الترابط و وحدة الموضوع ، مع كثرة القفز على الأفكار ، و عدم الانتهاء إلى نتائج واضحة محددة موفقة من مناقشاته و شروحه . ❝
❞ و الخطأ الخامس – من أخطاء الكتابة العلمية- إنه -أي أركون- كثيرا ما يعتدي على نصوص القرآن الكريم ، في تفسيره لها ، و تعامله معها ، يفعل ذلك بهوى ، و جهل ، ، و سنذكر من ذلك أمثلة كثيرة ، في الفصلين الثاني و الثالث من كتابنا هذا ، و نكتفي هنا بذكر مثالين فقط ، أولهما إنه زعم أن معنى قوله تعالى : (( رب العالمين )) ، كان يعنى زمن الرسول : (( رب القبائل )) . و قوله هذا كذب ، و افتراء على القرآن الكريم نفسه ، لأن معنى (( رب العالمين )) ، القرآن نفسه هو الذي حدده بما يُخالف زعم أركون ؛ من ذلك قوله تعالى : (( رب السموات و الأرض و ما بينهما ))-سورة مريم/65- ، و (( قل من رب السموات السبع ))- سورة المؤمنون/86- ، و (( الله ربكم و رب آبائكم الأولين ))- سورة/الصافات /126- ، و (( رب السموات و الأرض ، و ما بينهما العزيز الغفار ))-سورة/ الزمر/75- ، و (( إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ))- سورة/ الأعراف/54 - ، و (( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله غلا هو ))- سورة/ غافر /62- ، و (( قال فرعون و ما رب العالمين ، قال رب السموات و الأرض و ما بينهما إن كنتم صادقين ))- سورة الشعراء/24-24- . واضح من هذه الآيات أن أركون يتعمد التحريف لأن الآيات التي ذكرناها-و غيرها- بينت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن معنى رب العالمين هو أن الله تعالى هو رب كل المخلوقات ، و رب العالم بأسره ، و ليس هو رب القبائل على حد زعم أركون المعتدي على القرآن .
و المثال الثاني على اعتدائه على القرآن ، هو أنه قال أن سورة التوبة التي تحمل رقم تسعة في المصحف ، هي ليست حسب الترتيب التاريخي للنزول ، فهي (( تنتمي إلى المرحلة الأخيرة من القرآن ، و ليس إلى بداياته ، كما يُوهمنا الترتيب الرسمي )) . و قوله هذا فيه اعتداء على القرآن عندما اتهمه بأنه يُوهمنا في مكان وجود سورة التوبة ، في غير مكانها حسب النزول ، لأن الحقيقة أن القرآن لا يُوجد فيه أي إيهام ، لأنه هو أصلا لم يُرتب حسب النزول في سوره ، و لا في آياته ، فهذا معروف و ثابت في علوم القرآن . و عليه فإن ما ذكره أركون عن الترتيب ليس جديدا ، و اتهامه للقرآن هو بهتان ، و تغليط ، فالقرآن الكريم مُحكم لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، كما نص على ذلك القرآن الكريم . ❝
❞ المغالطة الأخيرة- هي زعمه بأنه لا يُوجد إسلام واحد ، و إنما يُوجد إسلامات ، بقدر الفئات الثقافية و العرقية التي تعتنقه . و قوله هذا زعم باطل ، و مغالطة مكشوفة ، لأن الإسلام في أصله و حقيقته إسلام واحد ، يقوم على القرآن الكريم ، و السنة النبوية الصحيحة الموافقة له –أي للقرآن- . و أما ما أشار إليه أركون من التنوع الثقافي و العرقي ، فهو تنوّع سببه اختلاف الفهوم و التفسيرات ، في مسائل شرعية معروفة مُختلف فيها بين العلماء ، و بعضها من التقاليد و الأعراف ، التي ربما لا تخالف الشرع ، و قد تناقضه و لا تمت إليه بصلة ، و عليه فإن ما زعمه أركون غير صحيح . ❝