█ وقد رأينا محمد علي كلاي الملاكم العالمي المشهور إذا أراد أن ينازل بطلا من أبطال الملاكمة يصلّي ويدعو الله تعالى ويستمدّ منه قوة خصمه فينصره ويهزم عدوه, فهذا هو الأدب المحمدي الذي ينجح كل زمان ومكان كتاب أخلاق الشباب المسلم مجاناً PDF اونلاين 2024 يقول المؤلف: قال سورة (الإسراء: 70) : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} قال القاسمي تفسيره: آدَمَ} "أي بالنطق والتمييز والعقل والمعرفة والصورة والتسلط ما الأرض والتمتع به, {وَحَمَلْنَاهُمْ وَالْبَحْرِ} أي يسّرنا لهم أسباب المعاش والمعاد بالسير طلبها فيهما وتحصيلها {وَرَزَقْنَاهُمْ الطَّيِّبَاتِ} فنون المستلذات التي لم يرزقها غيرهم المخلوقات {وَفَضَّلْنَاهُمْ عظيما, فحقّ عليهم يشكروا هذه النعم بأن يعبدوا المتفضل بها وحده ويقيموا شرائعه وحدوده" فتفضيل للإنسان وتكريمه له بجعله الحاكم المتصرف وتسخيره حيوان ونبات وجماد يتصرف فيه كيف يشاء ويسيّره خدمته يكن بقوة الجسم ولا بخواص الأعضاء فإن كثيراً الحيوان كالأسد والنمر والفيل والدب والفرس والبعير أقوى بكثير وللحيوان مزايا خلقه ليست فمنه أعطي مزية السرعة الجري والسبق كالنعامة والغزال ومنه حاسة الشم أو البصر السمع يفوق الإنسان فالمزية الكبرى والنعمة العظمى وهبها وفضّله هي العقل والأدب كما قال الشاعر: ما وهب لامريء هبة أفضل عقله ومن أدبه هما جمال الفتى فُقِدا ففقده للحياة أجمل به والمراد بالأدب هنا النفسي وهو الخلق الحسن وبه تتفاوت الأمم ارتقاء وانحطاط وقوة وضعفا, وسيادة وعبودية فما أمة كثر حظها خلق إلاّ بلغت أوج الرقي وغاية السعادة وإن كانت قليلة العدد, أرضها ضيقة الغناء والخير غير صالحة للزرع والضرع الحواصل والثمرات ضعيفة الغلات جميع الخيرات والبركات يحمل إليها تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} المراد بالقرية أهلها وهم الأمة والشعب وكما حكى عن إبراهيم الخليل دعائه لأهل مكة (البقرة: 126) {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ الثَّمَرَات} , وفي (إبراهيم: 57) {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} ومن أقام شرّفها حتى قبل عصر الطائرات يرى فيها فواكه الهند وأندونيسيا والشام ومصر لا يكاد عجبه ينقضي مع أنها أرض جبلية قاحلة البلاد البريطانية أكثر يؤكل ويلبس ويقتنى ويتخذ للزينة مجلوباً أطرف الدنيا وهي جزائر البحر ضيّقة الرقعة شديدة البرد لو اقتصر يخرج أرضهم لوقعوا مسغبة
❞ العبادات كلها من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة، وتعلم وتعليم, وجهاد للنفس، وجهاد للعدو، وغير ذلك إنما هي وسائل لتهذيب النفس، وليست في أنفسها غايات، فإذا لم يحصل بها التهذيب المطلوب فهي لغو لا قيمة لها, يزاد على ذلك أنها تدل على عدم إخلاص فاعلها، وريائه ومخادعته لله ولعباده المؤمنين . ❝
❞ الله سبحانه خلق الخلق لغرض واحد يعود عليهم بالخير والسعادة, وذلك الغرض هو عبادته وحده لا شريك له، وهو غنيٌّ عن العالمين، وهم محتاجون إليه، فمن اشتغل بالغرض الذي خلقه الله لأجله فقد أفلح وسعد ورشد واهتدى، وقد ضمن الله رزقه يأتيه من حيث لا يدري, ومن لم يثق بوعد الله، وشغله طلب الرزق عما خلق له شتت الله شمله، وأكثر همّه، ولم ينل من الرزق إلاّ ما قدّر له . ❝
❞ قال ابن أبي حاتم بسنده إلى ثابت قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته خصاصة نادى أهله: "يا أهلاه صلوا صلوا" وقال ثابت: وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة . ❝