هل جربــت البنج الموضعـي ؟؟ هل جلسـت على كرسي طبيب... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب تأملات فى دنيا الله

- 📖 من ❞ كتاب تأملات فى دنيا الله ❝ مصطفى محمود 📖

█ جربــت البنج الموضعـي ؟؟ هل جلسـت كرسي طبيب الأسنان فتحت فمك أسلمته نفسك ليحقنك بالبنج ثم بدأت تتفرج عليه هو يقتلع ضرسك من جذوره يُخرجه بيده مغموساً بالدم أنت فضول كأنه ضرس رجل آخر قد مات شعورك تماماً ؟؟ إن منظر الجراح يحاصر الجلد يقصه هدوء يقص قطعة الصوف الإنجليزي غريب و الأغرب منه المريض يتابع هذه العملية دهشة ينظر إلى جلده المقص يقطع فيه بلا ألم جلد لا يعرفه جسمه ليس نفسه شيء غير ما إنه يسأل : مَنْ أنا ؟ أنا يمكن أن أكون ذلك الشيء الذي يقطعه الطبيب يرقعه أنا لست الجسم يبتره الشعور موضوع تلك مجرد متفرج الموضوع المائدة و إلهام صحيح إن الإنسان موضوعاً إحالته يُنظَر إليه خارج كما خريطة جغرافية الإنسان الآخر له أعماق " جوانية تحيط بها النظرة الموضوعية الإنسان داخله نهر الأفكار المشاعر متجدد متدفق بغير حدود نهر الأسرار مكشوف لأحد سواه كتاب تأملات فى دنيا الله مجاناً PDF اونلاين 2024 اكثر الكتب التي اثرت فهو به بعض المقولات توصف حالنا الآن: " الماضي كان يوقظ خلقه بالرسل والأنبياء واليوم يوقظهم بالكوارث والزلازل والأعاصير والسيول فاذا لم تجد معهم النذر شيئا ألقى بهم المجازر والحروب يأكل بعضهم بعضا ويفني البعض" " ولأن الفن سلاح قاتل فلا يصح يكون حرا حرية مطلقة وحرية الفنان دعاوي صحيحة فالفنان حر مسئول محاسب وكحامل اي تسحب رخصة استعماله اذا اساء هذا الاستعمال واذا يطالبنا بان نحميه فالجمهور القارئ والمشاهد لهم هم الاخرون حق الحماية الاسفاف يعرض عليه"

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ هل جربــت البنج الموضعـي ؟؟



هل جلسـت على كرسي طبيب الأسنان و فتحت فمك و أسلمته نفسك ليحقنك بالبنج .. ثم بدأت تتفرج عليه و هو يقتلع ضرسك من جذوره و يُخرجه بيده مغموساً بالدم .. و أنت تتفرج عليه في فضول و كأنه ضرس رجل آخر .. و قد مات شعورك تماماً .. ؟؟



إن منظر الجراح و هو يحاصر الجلد بالبنج ثم يقصه في هدوء كأنه يقص قطعة من الصوف الإنجليزي .. منظر غريب ..

و الأغرب منه منظر المريض و هو يتابع هذه العملية في دهشة .. و ينظر إلى جلده و المقص يقطع فيه بلا ألم .. و كأنه جلد رجل آخر لا يعرفه .. و ينظر إلى جسمه و كأنه ليس جسمه .. و ينظر إلى نفسه .. و كأنه شيء آخر غير ما هو عليه .



إنه يسأل نفسه :

مَنْ أنا .. ؟

أنا لا يمكن أن أكون ذلك الشيء الذي يقطعه الطبيب .. و يقصه و يرقعه .

أنا لست ذلك الجسم الذي يبتره الجراح .. أنا لست الشعور الذي مات .

أنا لست موضوع تلك العملية .

أنا مجرد متفرج على ذلك الشيء الموضوع على المائدة .



و هو إلهام صحيح تماماً .



إن الإنسان ليس موضوعاً .. و لا يمكن إحالته إلى موضوع يُنظَر إليه من خارج كما يُنظَر إلى خريطة جغرافية .

الإنسان هو الآخر له أعماق " جوانية " لا تحيط بها النظرة الموضوعية .



الإنسان داخله نهر من الأفكار و المشاعر .. متجدد .. متدفق بغير حدود ..

نهر من الأسرار .. غير مكشوف لأحد سواه هو .. و لا شيء يبدو من هذا النهر من خارجه .. و لا يمكن أن تحيط به نظرة موضوعية .



و أنت حينما تتخذ من الإنسان موضوعاً .. يفقد في يدك الحياة .. و يفقد الوحدة .. و يتفكك و يتحول إلى جسد .. إلى مادة تشريح .. إلى شيء .. أي شيء إلا الإنسان الذي تقصده .

واقع الإنسان المرئي الظاهر .. ليس هو الإنسان .. إنه إفرازه .



و العلم يتحسس الإنسان من خارجه فقط .. يفحص بوله و دمه و نخاعه و عرقه و لعابه .. يفحص إفرازاته .

و هو لا يستطيع أن يخطو عبر هذا المظهر .. إلا بالإستنتاج .



و لكن الفن يستطيع أن يدخل الإنسان عبر العقل و المنطق ليخاطبه من داخله .. ليخاطب مكمن الأسرار فيه مباشرة و كذلك الدين .. و الحب ..



لحظة الحب و الوجد .. مثل لحظة الكشف و الإلهام .. تتكاشف فيها القلوب بلا وساطة .

السر يخاطب السر .



و أنا أؤمن بالعِلم .. و لكني لا أكتفي به .



و أؤمن بالحواس الست .. و لكني لا أكتفي بها .



و أعتقد أن الطبيعة يكتنفها السر .

و أن الحقيقة مغلقة أمام كل محاولة لكشفها بالرادار و الترمومتر و المِجهر وحده .



و أن الطبيعة في ضوء العلم وحده كابوس حقيقي ..

و الحياة بالمنطق وحده سخافة ..

و الواقع بالنظرة الموضوعية مسطح تماماً .



الطبيعة بدون شِعر .. و بدون موسيقى .. غير طبيعية .



هل هي رومانتيكية الرجل الشرقي ؟



نعم أعتقد أني رجل شرقي تماماً .

و لا أعتذر من أجل شرقيتي .



من كتاب / تأملات في دنيا الله

للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
1
0 تعليقاً 0 مشاركة