█ أسموديوس وبعد فرحة وصولها للطبعة الثانية خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب والثقة إن هناك من يعمل بجهد للوصول بعملك لأعلى مكانة الآن يتم اختيارها ضمن إصدارات دار ديوان العرب للنشر والتوزيع وترجمتها للغة الإنجليزية كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024 مدن غارقة الظلام لا نرى منها سوى الأرصفة وجدائل الحكايات التي تروى عنها فنجلس أبواب الصفحات الفارغة ننتظر أن يأتي إلينا صاحب الحكاية فننصت له ونحنُ متأهبين متى يسدل الأخير ونعلم نهاية قصة الشيطان
❞ مدن غارقة في الظلام، لا نرى منها سوى الأرصفة وجدائل الحكايات التي تروى عنها، فنجلس على أبواب الصفحات الفارغة ننتظر أن يأتي إلينا صاحب الحكاية، فننصت له ونحنُ متأهبين متى يسدل الظلام الأخير ونعلم نهاية قصة الشيطان . ❝
❞ صرخت هاله مستغيثة، فالظلام حالك والرؤية تكاد تكون معدومة، ظلت تهرول ممسكة ببطنها المنفوخ والدماء تسيل من بين قدميها بغزارة وكلما حاولت الوصول لنقطة ضوء وجدت نفسها تسير في متاهة ليس لها نهاية، ازداد عليها ألم الولادة، راحت تتأوه بشدة. انحنت بجسدها، لتلقي بثُقلها على الأرض، حملها الألم على الصراخ بقوة
جاءها صوت غريبا، رفعت رأسها تبحث عن مصدره، الطريق فارغ، عادت تتلوى ممددة جسدها أرضا، شعرت بوخزة أسفل بطنها، أخذت تغرس أظافرها في الأرض دقائق معدودة حتى استمعت لصرخات طفل صغير.. استلقت على ظهرها مستسلمة، تهادت حركتها محاولة التقاط أنفاسها، نظرت جانبها كي تحمل الطفل لكنها تفاجأت إنه غير موجود، تحاملت على جسدها، لتقف فازعة، أخذت تبحث عنه، لكن عينيها لا تراه وفجأة رأت نورا يشع أمامها وعبر منه جسدا ضخما، يحمل الطفل بين يده ، يزأر بصوت عال، اقترب منها، أمسك بذراعيه وما أن فعل حتى أشتعل جسدها بين يديه واختفت على أثر الصرخات التي دوت في المكان . ❝
❞ دلفت (هاله) إلى غرفتها بعد أن خلعت عنها رائحة الأدوية، توجهت نحو خزانتها، أخرجت بعض الملابس الفضفاضة للنوم ثم راحت تبدلها في شعور بالضيق والإرهاق، وأثناء ما كانت تفعل شعرت إن أحدا مر من خلفها، ألتفتت سريعا وسط دوي ضربات قلبها وصرخة لم تتعدى حنجرتها ولكنها لم تجد أحد فهي تعلم إن الممرضة غادرت وأمها قعيدة الفراش لا تتحرك وهما وحدهما في المنزل، راحت تتراجع إلى الخلف وبدأت تتحدث بلهجة يشوبها الخوف وتنادي ˝هل هناك أحد هنا˝ صارت تكرر تلك الكلمات وهي على يقين إن ليس هناك من أحد ولكنه الخوف الذي تملكها فور شعورها إنها قد تكون ليست وحدها، تحركت بسرعة وتوجهت نحو غرفة والدتها، فتحت الباب فوجدتها نائمة ولا تشعر بشيء، عادت مرة أخرى وبدأت تبحث في أرجاء المنزل خوفا وظنا منها إن يكون لص ولكنها لم تجد أحد، وقفت في منتصف الصالة واضعة يدها فوق جبينها متمتمه ˝لقد تعبت من هذا الأمر ولم يعد بوسعي المواصلة أكثر، أتمنى لو كنت هنا يا مصطفى لتساعدني˝ وفجأة سقط الإطار المعلق على الحائط وتهشم لأجزاء صغيرة جدا، انتفض جسدها وكاد قلبها أن يسقط أرضا، تراجعت للخلف ثم بدأت تتحرك نحو الصورة؛ فوجدتها صورة مصطفى وقد شُوهت نهائيا وكأن أحدا فعل هذا عن عمد. بدأت تشعر إن ما رأته ليس وهما وإن هناك أحدا معها في المنزل، أخذت تدور حول نفسها وتردد˝ هذا مستحيل ليس هناك من أحد، فقط أنا من يخيل لي هذا بسبب الكوابيس التي تراودني، ابتلعت ريقها بصعوبة، اغمضت عينيها وحاولت أن تستحضر شجاعتها، فبعد ما حدث معها الشهور المنصرمة عليها أن تكون أكثر قوة من هذا ولكنها كلما حاولت المرور من هذا المأزق تعود وتسقط داخل بئرا أكثر عمقا.
مر القليل من الوقت حاولت فيه تهدئة نفسها حتى بدأت تضيء كل الأنوار وتوجهت نحو غرفة والدتها لتبقى معها تلك الليلة ولكن الصدمة الحقيقية هي عندما فتحت باب الغرفة لم تجد والدتها في فراشها . ❝