█ كتاب الوجه الأخضر مجاناً PDF اونلاين 2024 يحاول الكاتب أن يجمع خيوطه الملونة ليخلق عالماً متنوعاً قابلاً للعيش الإنسان مهزوم كونياً فعلاً؟ وهل هناك عدالة؟ وما هو مصيرنا كبشر؟ تذكر الموسوعة الأدبية الجديدة "غوستاف مايرينك الذي برز أوساط ماكس برود وفرانس كافكا وبول كورنفيلد يخلقُ رواياته خيالياً عجيباً متكاملاً" وهذا صحيح تماماً وأكثر من ذلك فإنه – وكما يرى كارل غوستاف يونغ شخصية تنهل ينبوعٍ رؤيوي عميق مثل دانتي نيتشه فاغنر شبيتلر وليم بليك إي تي آ هوفمان أو ريدر هاغارد وبينوا كوبين بارلاخ ويقول عن أعمال مايرينك: إن القيمة والقوة تكمنان غرابة وهول الحدث وهو ناحيةٍ أولى برّاقٌ وذو طابعٍ غيبيّ غريب محطِّمٌ لقيمٍ إنسانية وصورٍ جميلة متشابكٌ ومعقّدٌ ومثيرٌ للذعر الفوضى الأبدية صدرت رواية "الوجه الأخضر" بعد سنة صدور "الغولم" التي الدار عام 2017 ويُعدّ هذان العملان أكثر الروايات الأدب الألماني حيث يوظّف الغرابة والخروج المألوف لإيضاح سلطة العالم الروحي المادي
❞ قبل أن أرقد في السرير كنتُ قد قرأتُ عن حياة غوتاما بوذا، وراحت العبارة التالية تمرّ في ذهني بألف شكلٍ وشكل، بادئةً في كلّ مرة من جديد:
˝طار غرابٌ صوب حجرٍ كان يبدو كقطعةٍ من الدهن، وأخذ يفكّر: ربما كان هناك شيء شهيّ لذيذ الطعم. وإذ لم يجد الغراب هناك أي شيء شهيّ لذيذ الطعم، تابع طيرانه. على غرار الغراب الذي اقترب من الحجر، هكذا نهجرُ نحن أيضاً - نحن الباحثين - الناسكَ غوتاما، ذلك أننا فقدنا إعجابنا به˝.
وصورة الحجر، الذي بدا كقطعةٍ من الدهن، تكبر وتتضخّم في دماغي متحوّلةً إلى شيءٍ جبّار رهيب . ❝
❞ أعبرُ حوض نهرٍ جاف وألتقطُ حصىً أملس.
قطعة حصىً زرقاء رمادية يكسوها غبار متلألئ، أُنعِم التفكير فيها، ولا أعرف ماذا أفعل بها، ثم سوداء ذات بقعٍ صفراء كبريتية أشبه بمحاولات طفلِ صغير محاكاة سمندلات منقَّطة ضخمة وثقيلة الحركة.
وأريدُ أن أرميها بعيداً عني، هذه القطعة من الحصى، ولكنها تسقطُ من يدي في كلّ مرة، ولا أستطيع أن أُبعِدها خارج مجالي البصري. تظهرُ من حولي كلّ تلك الحجارة، التي سبق أن لعبتْ دوراً في حياتي.
بعضها يُرغِم نفسه بصعوبة على الخروج من الرمل والصعود إلى النور، أشبه بسرطاناتٍ كبيرة إردوازية اللون حينما يتراجع المدّ، وكأنها تريد فعل كلّ ما في وسعها لتلفتَ نظري إليها، كي تخبرني أشياء في منتهى الأهمية.
وأخرى - مُنهَكة - ترتدّ واقعةً في جحورها خائرة القوى، وتتخلّى عن الكلام نهائياً . ❝