█ ومضت ربع ساعة من بعد الثامنة مساءًا يجلس مكتبه ويكتب لها الرسالة الخطية رقم 39 مستهلًا كلماتها بشوقٍ جارفٍ ولهفةٍ ترنو عينيها المحيط : أسامة : صباحٌ مشرقٌ بنور محياك يا أنا ارتسمت عليه رقتك فاستحال عذبًا رقراقا كأسير الحياة صباح يرنو بعذوبة صوتك وهمسك الأخاذ صباح ٌيتنفس عبقَ هواك ويتعطر بأنفاس صدرك الدافئ دفء َ شمس الشتاء الحانية وضوء القمر حين يحنو الأرض يبدد ظلمتها تكسوها بهجة وفتنة وسحرًا وجمالًا صباحٌ يضحك كضحكتك التي أحالت أحزاني فرحًا وقسوة السنين أملًا وعشقًا وبددت آلام قلبي وأوجاع الجراح والحنين تبقين أنتِ حبيبتي مهما عاندت الدنيا وأوهمتنا أنه المستحيل فلا مستحيل إلا أن نفترق وتنفلت أيدينا عن رباط الحب وعهود العشق والوفاء يرسل إليها رسالته منتظرا ردها بلهفة واشتياق غزتْ قلبَه واعتلتْ رايتُها بنشوى النصرِ والارتقاءِ عصفتْ بحناياه فما عادَ يملكُ مصيرِ هواه الخضوعَ والإذعانَ وإبرازَ هويةِ الاعترافِ قابلها صبيحةِ يوم ٍ أيامِ المتعطشِ وغرامهِ المرسوم ِعلى شاشاتِ عينيهِ ونبراتِ صوتهِ أعياها الشوقُ وأضناها التماسُ السبيلِ لطرحِ ورقاتِ الاعتراف طلب منها الحديثَ أمر يلحُ واصطحبها لركنٍ أركان الكلية كتاب طرق لا تؤدي إلى روما مجاناً PDF اونلاين 2024 الباحثين الأحاسيس والرومانسية المرهفة زمنٍ طغت فيه المادة والخداع والمشاعر الزائفة محبي الأدب الراقي والكلمة الهادفة يسعدني أضع بين يديكم المجموعة القصصية " " راجياً الله تنال إعجابكم
❞ ˝ بدا الليل وقد وشَّح الدنيا بسواده الحالك وراح يفرضُ سطوته على الشاطئ رويداً رويداً حتى أذعنت مملكةُ الشطآن لسلطانه وقبلت باحتضان صولجانه بين رمالها ولو إلى حين .
تمدّد على كرسيه وجهاً لوجه مع صديقه القديم ، يستمع لصوت أمواجه وهي توشوشه همساً حانياً وقد أغمض عينيه ووضع يده على الكرسي الذي يعانق كرسيه ، يتحسسه ويعاتبه :
كم أخشى أن تخلفَ وعدها لنا أيها الخاوي من نورها الذي يضيئ ظلامنا ، ودفء هواها الحاني الذي يسري في أيدينا فيحيي أجساداً قست عليها دنيا البشر ومتاهات القلوب ، دفءٌ كنورِ شمسٍ في شتاءِ يومٍ عاصفٍ يداوي جراحَ الحب ولوعة الشوق والحنين . ❝