█ أنتِ جلدي ومع إعلانِ انتصارِ الليل معركته مع غريمه النهار وسيطرة العتمةِ مقاليد الحياة تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ فلستُ استعدادٍ للدخول جدال سفسطائيّ أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج تصرُ هي عليها وكيف أنها ككل أمٍّ تتمنى أن ترى أحفادها عين حياتها؟ ألقيتُ بجسدي المتهالكِ سريري هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ فضح عوالمي السرية عالم القراءة وتدوين المذكرات احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ العنف ولم َ لا؟ فقليلٌ العنفِ يضرُ ها أنا أنزوي أحد أطرافه يومٌ عصيبٌ العمل معلمٌ الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته ورثها الأنبياء ثم عادتي اليومية ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ الشغفِ والإدمان أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة لعله جراء ما حدث لي اليوم حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني فتراتٍ متقطعةٍ كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يوم في الحيرة خيرٌ من ترياق النطاسين، هكذا وقع الشعراء في سحرها وجمالها ˝ حلموا بها دون أملٍ، وماتوا فيها بلا ثمنٍ ˝، كانت تلك النداهة التي تغوي الرجال، وتسلبهم إرادتهم قبل عقولهم بعد أن تكون قد أشعلت نيران شهوتهم وأعلت من ثورات الفحولة والذكورة ببناء الطين الهشّ، ˝ ومنذ أن نادتهم وهم يسعون إليها دون أن يسأل أحدهم نفسه: من الذي بني ذلك الفخ بالغ الجمال؟ ˝
النعمان بن المنذر بن امرئ القيس..... آهٍ يا امرأ القيس، يا من تنازعني حبيبتي عنيزة، أيهما المارق العربيد! أشعر شعراء العرب وحامل لوائهم إلى الجحيم..ها هو حفيدك ابن ماء السماء ذو الوجه الأبرش الدميم والشعر المتوهج، وأمه ماوية بنت جشم تلك الحورية التي من فرط جملها سُمّيت بماء السماء، كيف لهذه المهرة العربية الأصيلة تلد هذا البغل الدميم؟
مسيحيًا نسطوريًا، خشنًا فظًا لا صديق له، فيه من الهمجية والقسوة ما ارتجفت به أيدي المؤرخين وتطايرت بشؤمه رؤوس الشعراء، عبيد بن الأبرص الشاعر في يوم بؤسه! والقائمة تطول.
وماذا عن نديمَيه؟ هذين الوغدين اللذين وُجِد ا ليبررا أداة القتل، ككرة النار التي تحرق الدنيا بأسرها دون وخزة ضمير أو نتفة من ألم.. ألا لعنة الله على حاشية الباطل والرياء في كل زمان ومكان . ❝
❞ - هذه شخصية نرجسية بامتياز يا جاسمين.
- نعم هذا ما أدركته لاحقًا، فهو من النوع الذي يحتاج إلى شخصيةٍ تافهةٍ تتبعه وكأنها خُلقت لتكون يدين لا تتقنان سوى الانبطاح له والتصفيق الحاد والمستمر دون توقف، وإغراقه بطوفانٍ عارمٍ من عباراتِ الثناءِ والشكر ِالدائمِ، والشعورِ بالثناء والامتنان له حتى على أتفه الأمور، وذلك لإرضاء ذاته وغروره المتواصل.
- وهل تعلمتِ من التجربة يا جاسمين؟
- ابتسمتُ ابتسامةً باهتةً يضمدها التعافي..ما دمتُ أحكي لكِ الآن، فاعلمي أني أكملتُ مراحل الشفاء، وتجاوزت نفقه المظلم.. تعلمتُ الخلاصَ من العلاقات السامة؛ تلك التي كانت تنتشي بالتقليلِ مني أو إحداثِ ثقوبٍ من السلبية والخيبات في سفينة إبحاري نحو التفوق والنجاح، أو حين تستميتُ كي ترفعَ أعلامَ الفشلِ الكئيبةِ على ساريةِ صروحِ نجاحاتي في الحياة.
- كعادتها الهزلية، يا واش يا واش، حكيم روحاني حضرتك!
- لا أنكر أنها تنجحُ في كلِ مرةٍ في إخراجي من أحلك أوقات حزني بطريقة هزلية لا يجاريها فيها أحد.
- قالت: دعيني أتفقُ معكِ يا جاسمين..لا أخفيكِ أني تعلمتُ منكِ الكثيرَ؛ تعلمتُ ألا بطولة في مواجهةِ الكائناتِ السامةِ، بل الحكمة في الابتعاد، فمجاملة الأفاعي جريمة.
- نظرتُ إليها نظرةً حانية في محاولة لإنهاء هذه الحديث الذي يُقلّبُ عليّ أوجاعًا، والتي أتحاشى ذكرها، فأجبتها . ❝
❞ - بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في ˝ غادة السمان ˝.
- حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
- قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
- في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
- ولماذا لا تناديني الليلة باسم ˝ غادة ˝ أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
- يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
- نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
- بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء . ❝