█ أخشى المستقبل جداً أن تعود هرماً فتواجه أسداً كنت قد تركته جرواً كتاب فئران السفينة مجاناً PDF اونلاين 2024 كان الخوف لا يزال يملكه ووجه النمرة لم يفارقه يتشكل وجهها ويتشكل فيه يمتزجان يعد يعرف الفرق بينهما كل الذي هو الحلم حلم يخصه فقط حين يراها كانت تتملكه تدفع الدم جسده وكان يكتفي بالتمني وحين عرفها أصبح يخشاها وكانت تدرك ذلك جيدا فإن أدركته لضيعته استغل نقطة ضعف صغيرة بها استفاد منها لكنه يخشى تجد نفسها مرة وحيدة محاصرة ركن ضيق فتتمطى كالتنين وتقتلع شيء أتتها اللحظة الآن؟
❞ قالت إنها لم تظن قط أن تواجه مثل هذا الموقف، وكنت منشغلاً بما يحدث على الشاطئين اللذين سكنت حركتهما تقريبًا بما عليهما من جماد وشجر إلا حركة طائر «أبو قردان» وهو يدب منقاره الحاد في طين الشط، غير آبه بتناثر الوحل على ردائه الأبيض، ثم فرحته وهو يلتقط
دودة سمينة ويحرّكها عاليًا يمينًا ويسارًا كأنه يعلن انتصاره، بينما الدودة مستسلمة تمامًا كأنها ميتة، أو كأنها اشتهت منذ مولدها هذه اللحظة. ثم فجأة تباعد صوتها الذي كان يسكنني لسنوات فانتبهت، كان قاربنا الذي تقاسمناه لفترة كبيرة أو قصيرة – لم يعد يهم - قد انشطر، وكانت تقود بمهارة نسر جارحٍ مقدمتَه، وتشق المياه بسكين حادة، مبتعدةً، ثم بدا ظهرها يلوح لي من بعيد، كجثة ضخمة لحيوان نافق، بينما الجزء المشطور الذي أعتليه يتهادى بي نحو ظلمة بدت لي مألوفة ومحببة . ❝