❞ ورأيت حولهم جمهرة من الخدم يحملون أكياسا معلقة في أطراف عصي صغيرة، وفي تلك الأكياس كثير من الحصى والمسامير. ولشد ما تملكتني الدهشة حين رأيتهم يضربون بها أفواه من يقتربون منهم أو آذانهم، من غير أن أعرف لذلك سببا. على أنني قد أدركت السر في ذلك؛ فقد علمت أن ذلك الشعب غارق في التفكير لا يكانُ يفيق، وهو دائم الصمت لا يكاد يصغي لما حوله، ولا يكاد يسمع ما يقال له، ولهذا يلجأ الخدم إلى إيقاظه بتلك الأكياس كلما أرادوا أن يفضوا إليه بخبر، أو يحدثوه بأمر من الأمور، ولا سبيل إلى إيقاظه – من تفكيره العميق – بغير هذه الوسيلة. ومن عادة كل خادم أن يصحب سيده كلما خرج، ويضربه بذلك الكيس على فمه كلما رأة يتعرض لخطر من الأخطار؛ ليوقظه من سباته وأحلامه، وينبهه إلى الخطر المحدق به، ويقيه شر السقوط في هوة أو غدير، أو الاصطدام بصخرة أو إنسان يعترضانه في الطريق. ❝ ⏤كامل كيلانى
❞ ورأيت حولهم جمهرة من الخدم يحملون أكياسا معلقة في أطراف عصي صغيرة، وفي تلك الأكياس كثير من الحصى والمسامير. ولشد ما تملكتني الدهشة حين رأيتهم يضربون بها أفواه من يقتربون منهم أو آذانهم، من غير أن أعرف لذلك سببا. على أنني قد أدركت السر في ذلك؛ فقد علمت أن ذلك الشعب غارق في التفكير لا يكانُ يفيق، وهو دائم الصمت لا يكاد يصغي لما حوله، ولا يكاد يسمع ما يقال له، ولهذا يلجأ الخدم إلى إيقاظه بتلك الأكياس كلما أرادوا أن يفضوا إليه بخبر، أو يحدثوه بأمر من الأمور، ولا سبيل إلى إيقاظه – من تفكيره العميق – بغير هذه الوسيلة. ومن عادة كل خادم أن يصحب سيده كلما خرج، ويضربه بذلك الكيس على فمه كلما رأة يتعرض لخطر من الأخطار؛ ليوقظه من سباته وأحلامه، وينبهه إلى الخطر المحدق به، ويقيه شر السقوط في هوة أو غدير، أو الاصطدام بصخرة أو إنسان يعترضانه في الطريق . ❝
❞ التفت الوالي إلى أخي القتيل. قال: «اهدأ نفسا، وقر بالا، لن أقصر لحظة واحدة في إنصافك من قاتل أخيك. كن على ثقة أنه ملاق جزاءه العادل، لكن لي عتبا على أخيك. إنه - يرحمه الله – أتى أمرا لم يكن له أن يقدم عليه، إنه ارتكب – بهذا التصرف الأحمق - ذنبين، لا ذنبا واحدا: الأول: أنه اختار لنفسه أن يجتاز هذا الطريق، في الوقت الذي ألقى الفران بنفسه من أعلى المئذنة، الثاني: أنه أنقذ بموته الفجائي حياة إنسان غير جدير بالبقاء. على كل حال، لم يعد في قدرتنا أن نحاسب أخاك على سوء تصرفه، بعد أن أثر الفرار إلى الدار الآخرة. على أن في قدرتنا – لحسن حظ العدالة وحظك – أن ننتصف لأخيك من قاتله. هذا واجبنا أمام الله، ولن نتهاون في أدائه. حكمنا لك أن تصنع بالقران، مثل ما صنع بأخيك. أذنا لك في أن تصعد إلى أعلى المئذنة، كما صعد قاتل أخيك، ثم يقف القران – حيث وقف أخوك – ثم تلقي بثقلك عليه من أعلى المئذنة، فتصرعه كما صرع أخاك.». ❝ ⏤كامل الكيلانى
❞ التفت الوالي إلى أخي القتيل. قال: «اهدأ نفسا، وقر بالا، لن أقصر لحظة واحدة في إنصافك من قاتل أخيك. كن على ثقة أنه ملاق جزاءه العادل، لكن لي عتبا على أخيك. إنه - يرحمه الله – أتى أمرا لم يكن له أن يقدم عليه، إنه ارتكب – بهذا التصرف الأحمق - ذنبين، لا ذنبا واحدا: الأول: أنه اختار لنفسه أن يجتاز هذا الطريق، في الوقت الذي ألقى الفران بنفسه من أعلى المئذنة، الثاني: أنه أنقذ بموته الفجائي حياة إنسان غير جدير بالبقاء. على كل حال، لم يعد في قدرتنا أن نحاسب أخاك على سوء تصرفه، بعد أن أثر الفرار إلى الدار الآخرة. على أن في قدرتنا – لحسن حظ العدالة وحظك – أن ننتصف لأخيك من قاتله. هذا واجبنا أمام الله، ولن نتهاون في أدائه. حكمنا لك أن تصنع بالقران، مثل ما صنع بأخيك. أذنا لك في أن تصعد إلى أعلى المئذنة، كما صعد قاتل أخيك، ثم يقف القران – حيث وقف أخوك – ثم تلقي بثقلك عليه من أعلى المئذنة، فتصرعه كما صرع أخاك.» . ❝