: - 6 -
خضعت الروبوتات ( المخبولة) و التى أصابها فيروس ( جنون الروبوتات ) و تم صيانتها على يد المهندس المصرى محمود طايع ، للمراقبة و الملاحظة أثناء عملها على حسب نوع النشاط الذى تم تسخيرها من أجله ..
يتم كتابة تقارير يومية بحالة هذه الروبوتات التى تعمل فى مصانع و شركات متنوعة بالجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) .. يتم أرسال هذه التقارير بصفة دورية لمكتب الجزيرى ليقوم بفحصها و دراستها و متابعة الحالة الفنية لهم .. مضى أسبوعان على صيانة الروبوتات المصابة و أنخراطها مرة أخرى فى العمل ، بعد الأطلاع على التقارير و الحالة العامة لهذه الروبوتات خلال الأسبوعان الماضيين .. سادت حالة من الأطمئنان و زادت الثقة في مراكز صيانة ( مدينتنا ) و بالأحرى أرتفع شأن محمود
مهنياً و أرتقت مكانته لدرجات أعلى ..
كانت هذه الثقة المستمدة من واقع الأحداث الماضية وراء الدافع فى أن يستقر الجزيرى بدعم من الماظة و المنفلوطى على أرسال إيميل للشركة اليابانية الموردة للروبوتات ، يكون فيه نص الرسالة لاذعاً ..
بالفعل تم أرسال الإيميل و كانت به عبارات زجر و توبيخ لما أرتكبه مهندسون شركتهم تجاه روبوتات ( مدينتنا ) مما أثر على عجلة الأنتاج !!
بعد ساعة زمن واحدة من أرسال إيميل مصرى يكشف التلاعب اليابانى .. تم الرد بـ إيميل يابانى لكشف سوء الفهم المصرى الذى وقع جراء ما حدث الفترة الماضية .. جاء نص الإيميل اليابانى كالتالى :
ما حدث كان ضمن خطة الدورة التدريبية .. و هذا كان يمثل الجزء الأخير من الأختبار الذى وضعه المدربين اليابانيين ..
*************************
داخل منزل طايع قد تغير الوضع فى أكثر من موضع ، بعد أن وافق طايع مرغماً من تلقاء نفسه على شغل وظيفة محاسب فى محل أبو كرش ..
كانت الحاجة زكية تقف كعادتها فى المطبخ وسط الأبخرة الكثيفة .. كانت الأغانى تصدح من غرفة محمود .. اللون الجديد الذى يصبغ الأغانى بغرفة محمود هو اللون الرومانسى .. لقد أستشعرت الحاجة زكية التغيير الذى طرأ على منزلها و أسرتها الصغيرة .. زوجها طايع يذهب مرغما للعمل مع شخص لا يطيقه و لكن هذا أفضل وضعا من البقاء فى المنزل دون عمل ، أبنها محمود قد تغير مزاجه و أصبح يستمع لأغانى رومانسية و هيمنت عليه حالة من الهيام و الغرام ..
لاحظت الحاجة زكية التغيرات التى طرأت على حياتها الأسرية ، لكن حالة محمود العاطفية قد أسترعت أنتباه والدته و شغلت مساحة كبيرة من ذهنها ..
أنهت الحاجة زكية طهى الطعام و خرجت من المطبخ و لم يأتى طايع بعد .. و هذا طبقاً لمواعيد العمل الجديدة بمحل أبو كرش ، تجولت بنظراتها فى المنزل و لم يكن معها فيه غير محمود .. لذلك لم تجد غير غرفة محمود تصلح لتطرق بابها و هى تنادى عليه أفتح يا مسهوك !!
فتح محمود باب الغرفة و هو يبتسم لها و قال : مسهوك أرحم من فاشل .. أمتى بقى هتفتكرى أن أسمى محمود .. دة أنتى اللى مسميانى !!
مددت الحاجة زكية ساقيها فوق سرير محمود و طلبت منه أن يخبرها عن مبرر للحالة العاطفية التى أصابته تزامناً مع الوظيفة الجديدة .. و سألته :
هل تحب صاحبة العمل الجديد ؟؟
فضحك محمود و قال لها : لا .. الأبنة !!
كاد محمود أن يفصح لوالدته عن الجزء الخفى فى حياته ، لكن كسر مجئ والده طايع هذه اللحظة و فض هذه الجلسة ، لا سيما و أن طايع كان فى حالة يرثى لها و كانت تصرفاته توحى بالغضب و كلماته
تؤكد بأنه مصاب بحالة نفسية مأزومة ..
سألته الحاجة زكية و قد تملكها القلق : مالك يا حاااج خير ؟
رد طايع بصوتاً أجش : و هيجى منين الخير و أنا شغال مع أبو كرش
اللى بالع فى كرشه كل الخير !
انا لا يمكن أكمل فى المحل دة ..
دة عايزنى أقبل أوضاع غلط فى الشغل و يقولى :
مشى حالك حالك يمشى .. أو امشى !!
***************************
كان الجزيرى يتفقد الجيميل و يستطلع الإيميلات المرسلة له ، فأستوقفه إيميل الشركة اليابانية ،
و قد جاء نص الإيميل المرسل من الشركة اليابانية كالتالى :
ما حدث كان ضمن خطة الدورة التدريبية .. و هذا كان يمثل
الجزء الأخير من الأختبار الذى وضعه المدربين اليابانيين ..
فذهب إليهم الرد على هذا الإيميل كالأتى :
و ماذا بعد أجتياز الجزء الأخير من الأختبار بنجاح ؟!!
فتم الرد من الشركة اليابانية على إيميل الجزيرى بمفاجأة جديدة :
تم أهداءكم دورة مكثفة مجانية فى كيفية صناعة الروبوتات ، هذه المنحة لفردا واحداً .. و ستقام الدورة بمقر شركتنا فى اليابان ..
برجاء التأكيد للتجهيز و شكراً لكم على تعاملكم معنا ..
تمكن اليابانيين من أرباك الجزيرى و أصابته بحالة من التفكير الضبابى ، تواصل الجزيرى هاتفياً بالماظة و المنفلوطى و عرض عليهم التطورات بشأن الشركة اليابانية ، فكان جوابهم حاسماً و قاطعاً بأستغلال هذه الفرصة أياً كانت نواياهم و أرسال المهندس محمود طايع للأستفادة من هذه الدورة و أن ينهل قدر المستطاع من خبراتهم لينقلها لزملائه فى مراكز صيانة ( مول المستقبل ) و بدء تنفيذ الخطوة المستقبلية التى طالما حلم بها الماظة منذ بادئ الأمر ..
*****************
كما أقر خبراء الحياة .. أن فى حياة كل إنسان موقف
لا تعود الحياة بعده كما كانت من قبل ..
ظهر أيضاً خبراء فى الحب و أفترضوا .. أن فى حياة كل أنسان شخص
لا تكون الحياة فى وجوده كما كانت من قبل ..
ظهور محمود فى حياة جميلة و كذلك وجود جميلة فى حياة محمود ،
أحدث فارقاً ظاهراً للجميع حتى لضعاف البصر ..
لقد غيرت جميلة أسمها المستعار ( وردة الجنة ذبلت فى جحيم الحياة ) بعد أن لازمها لسنوات .. ليصبح ( وردة الجنة تتفتح ) ..
ظهور محمود فى حياة جميلة كان له فضلاً كبيراً فى تبديل أسمها المستعار .. كما أن محمود قد صارح جميلة أن ظهورها فى حياته له الفضل أيضاً فى أن يغير أسم صفحته من ( موطن الفاشلين ) إلى ( معاً نصنع النجاح ) ..
و أخبرها أنه كان يقصدها عندما سجل الأسم الجديد
و أن - معاً - تعود عليهما هما الأثنان !!
كان محمود يعيش أزهى أيامه الرومانسية و لم يسبق له قط أن مر بمثل هذه الحالة أو تذوق مثل هذه المشاعر التى تغمره الأن ، و قد لاحظت والدته زكية ذلك و قد علقت عليه ..
كذلك جميلة كانت تنتابها حالة من الغرام كانت أقوى من
قدرتها على أخفائها أمام والدها الجزيرى ..
الجزيرى كان لا يصارح جميلة مباشرةً بما يلاحظه ، لكن كلماته كانت تؤكد لجميلة أن والدها على دراية كاملة
بالتغيرات التى طرأت على شخصيتها و حياتها ..
صرح لها عن سعادته لأقبالها على خطوة تغيير أسمها المستعار و أخبرها أنه سيكون أسعد لو أخبرته الدافع وراء هذه الخطوة الإيجابية ..
أكدت له جميلة أن لقانون الحياة قوة قادرة على تغيير البشر !
رد عليها الجزيرى بلهجة أصطناع التأثر :
أنتى محقة فى ذلك .. بمناسبة تغيير البشر .. لقد تغير محمود .. و قرر أن يتخلى عن مراكز صيانة المدينة و وافق على عرض الشركة اليابانية ، و سيسافر للإنضمام لفريق عملهم !
قالت جميلة فى فزع : متى حدث هذا ؟!!
أبتسم الجزيرى و قد لمعت عيناه .. فأنتبهت جميلة أن والدها قد لاحظ أرتباكها .. حاولت جميلة أحتواء الموقف و التشويش على أندفاعها لكن كانت محاولتها دون جدوى ..
************************
كان للجزيرى عينان أقرب لعينان الصقر فى حدتهما و عقل أقرب ما يكون لعقل الثعلب فى مكره .. لقد كان الجزيرى ثاقب النظر لدرجة مكنته من كشف بوادر الحب فى فؤاد أبنته جميلة ، و كان يمتلك من الدهاء
ما يكفى لمحاربة هذه العلاقة و وأدها فى مهدها ..
تواصل الجزيرى سراً مع الشركة اليابانية دون علم الماظة أو المنفلوطى ، و أرسل إليهم إيميل يعرض عليهم فيه تطبيق نظام الأحتراف فى الصناعة كما يحدث فى الرياضة .. أرسل إيميل بما يفيد أن يستقر محمود فى العمل لديهم مدة لا تقل عن ثلاث سنوات و فى المقابل يقوموا بأرسال مهندس يابانى خبير فى صيانة الروبوتات و تصنيعها ليحل محل المهندس المصرى بمراكز صيانة المدينة .. و أكد لهم أنه سيتحمل كافة التكاليف المطلوبة لأتمام هذه المهمة !!
جاء رد الشركة اليابانية من خلال إيميل و كان على النحو التالى :
لا مانع من تطبيق فكرة الأحتراف و الأعارة ، لكن يتحتم موافقة جميع الأطراف .. سوف نعرض الأمر على المهندس المصرى عند مجيئه و فى حالة موافقته فنحن جاهزين لأرسال أحد المهندسين اليابانيين الخبراء فى هذا المجال ..
***************************
عندما يكون نظام العمل فى سياق العمل الجماعى و يكون الفريق بأكمله على قلب رجلاً واحداً .. تكون المحصلة النهائية ممتازة ..
لقد أدى القائمين على مشروع أستصلاح الأراضى الصحراوية كل ما بوسعهم لأنجاز الإجراءات اللازمة لأنجاح هذا المشروع ..
تمكن الماظة و الجزيرى من تسخير علاقاتهم القوية المتشعبة فى خدمة مشروع الزراعة بالمدينة .. لقد تم الأنتهاء أخيراً من بناء محطة معالجة مياه الصرف الصحى فى مدة لم تزيد عن خمسة أشهر ،
و هذا زمن قياسى لأنجاز مثل هذه المهمة !
كما تم خلال هذه المدة الحصول على الأعتمادات الفنية بعد الإنتهاء من مرحلة الفحص من الجهات المسئولة ، وذلك للتمكن من أستيراد المعدات الكهروميكانيكية لأستخدامها فى المعالجة الثلاثية ..
تم فتح باب التقدم لشغل وظائف عديدة و متنوعة فى هذا المشروع العملاق الذى سيبتلع أعداداً مهولة من مواطنين ( مدينتنا ) و سيساهم بشكل كبير فى حل أزمة البطالة التى ضربت المدينة ..
بدأ الأستقرار يعرف طريقه لـ ( مدينتنا ) ، كان الهدف الأساسي الظاهر لهذا المشروع هو المساهمة فى حل مشكلة البطالة بالمدينة .. لكن لعب مفكرين و رجال أعمال المدينة على أتجاه أخر غير معلن و هو التركيز على زراعة القمح و لكن أيضاً أعطاء مساحة عادلة لزراعة بعض الحبوب و الغلال الأخرى الصحراوية و كذلك الخضروات مثل : البطاطا و القرع العسلى و الباذنجان و البصل و الملوخية و الخيار و الفلفل و أيضًا البطيخ و الشمام التى يمكن زراعتها فى أراضى المدينة الصحراوية ، و ذلك لتوفير السلع الإستراتيجية التى لا تمكنهم من تحقيق الإكتفاء الذاتى للمدينة فحسب بل و بدء مرحلة التصدير أيضاً و النهوض بأقتصاد المدينة ..
*****************************
بعد مرور شهر ...
كان محمود قد عاد من اليابان بعد أن أنهى بنجاح المأمورية التى تم تكليفه بها ، و عاد لينقل الخبرات التى أكتسبها من الخبراء اليابانيين لزملائه المبتدئين المصريين .. لم يكتف بذلك فحسب بل شرع فى أولى خطوات تصنيع الروبوت !
كان محمود يجلس على مكتبه الذى تم تخصيصه له منذ أن تولى منصب مدير مراكز صيانة ( مول المستقبل ) ، كان يأخذ قسطاً من الراحة مع الأستمتاع بكأس ملئ بعصير المانجو و تغوص فيه قطع من المانجو .. جال فى خاطره صديقه خالد فقرر أن يتصل به هاتفياً .. رد عليه خالد و على غير العادة بادر محمود و طلب منه أن يقابله على المقهى الذى يجتمعان فيه على فترات متباعدة .. لبى خالد طلب صديقه و أتفق معه محمود على الموعد و كان بعد ساعة من الأتصال الهاتفى فأخبره خالد أن لا بئس فالوقت مناسباً له ..
على المقهى كان يجلس محمود قبل الموعد المحدد .. دقائق و ظهر خالد و هذا يعنى أن الساعة قد دقت السادسة مساءً .. أيقن محمود ذلك بعد النظر فى ساعته فهو يدرك مدى مصداقية مواعيد صديقه خالد ، لذلك داعبه محمود بعد مصافحته و قال له : سأطلق عليك أسم خالد اليابانى لدقة مواعيدك !!
أبتسم خالد و قال له : أراك منبهراً باليابانيين بعد سفرك لبلدهم ..
و سحب كلاً منهما مقعداً و جلس عليه و طلب خالد من صديقه
أن يخبره بتجربته فى السفر إلى اليابان ..
كان محمود يسرد له و خالد يستمع له مستمتعاً بما يسمعه و أبدى أعجابه لمحمود بتجربة الروبوتات برمتها .. كان خالد منبهراً بالتطورات التى تحدث فى مجال التكنولوجيا بالمدينة ، و بالأحرى بالأتجاه الذى سلكه رجال أعمال المدينة و تأسيس مراكز صيانة للروبوتات ..
ففاجأه محمود أن هذا كلاماً قديماً و أنه يعيش الأن مرحلة أنتقالية أخرى و أخبره أنه شرع فى تصنيع روبوت كامل ، أخبره خالد أن المنحة قد أتت بثمارها و قال له مازحاً : لو مكثت هناك أكثر من ذلك كنت ستعود إلينا لتطرح فكرة تصنيع سفن فضائية و بيعها للرماديون ..
ضحك محمود و أخبره أن الشركة اليابانية بالفعل قد عرضت عليه العمل لديها بعقد لمدة ثلاث سنوات ، و لكنه رفض فعرضت عليه الشركة اليابانية مرتب مغرى و لكنه رفض أيضاً و تمسك بتنفيذ حلمه فى وطنه الحبيب مصر ..
رد عليه خالد و قد لمعت عيناه بالأعجاب و قال لصديقه مازحاً :
سأمنحك إذاً لقب محمود الوطنى ..
و أستطرد خالد و قال له :
لكن حقآ خطوة تصنيع الروبوتات فى ( مدينتنا ) بمثابة إنجاز عظيم ..
أبتسم له محمود وقال له : ما نعتبره نحن إنجاز فهو بمثابة نشاط يومى فى دولة اليابان و العديد من الدول المتقدمة الأخرى .. هم لم يكتفوا بصناعة الروبوتات لإنجاز العديد من المهام الصعبة فقط ، بل يخططون لتصنيع روبوتات تمتلك مشاعر أنسانية ، تحب و تكره كالأنسان ..
هم يستعدون لأدراج الروبوتات فى الحياة مثلها كمثل البشر و سيسهلون
إتاحة الزواج من الروبوت فيما بعد !!
كان خالد يستمع لمحمود و قد شهق انبهاراً لما سمعه ..
ثم سأل محمود صديقه عن مشروع الزراعة الذى تحول من مجرد حلم قديم لخالد و أصبح الآن حقيقة ملموسة على أرض الواقع ، تحدث معه خالد بفخر عن نجاح المشروع فى خطواته الأولى و التطورات الإيجابية التى ظهرت بوادرها و أنهم يمضون قدماً فى الطريق الصواب ..
كان محمود سعيداً لنجاح صديقه و لكنه آفاقه من حلمه الواقعى عندما سأله عن أخبار طليقته و أخبره أن الوقت بات مناسباً لكى تنصلح بينهما الأمور و تعود لسابق عهدها .. تبدلت ملامح خالد و أخبر صديقه بنبرة أنفعال : لا أمان لامرأة تخلت عن زوجها فى أزمته .. لقد أنتهى هذا الموضوع للأبد ..
حزن محمود لصديقه و تمنى له التوفيق فى حياته القادمة .. و قال له على أستحياء أنه يريد منه طلباً و أخبره أنه لو تمكن من أنجازه
فلن ينسى له هذه الخدمة ..
قال له خالد فى لهفة : أوامر يا صديقى .. خير ؟
قال له محمود :
أرغب فى تعيين والدى فى وظيفة محاسب فى مشروعك الضخم ..
أبتسم له خالد و قال له : هذا أمراً سهلاً .. لقد توقعت ما هو أعقد من ذلك .. لكن أعذرنى فى سؤالى يا صديقى : لماذا لم تقوم بذلك و قد أصبحت مديراً لمراكز الصيانة و بالطبع تمتلك الصلاحية لتقوم بمثل هذا الأمر ؟!
رد محمود قائلاً : أنت محق يا صديقى فلدى الصلاحية لتنفيذ ذلك ..
و لكن سيكون الوضع محرجاً اذا قمت به لأنى وقتها سأكون مديراً
و والدى موظفاً تحت إدارتى ..
من المستحيل أن يقبل الحاج طايع مثل هذا الوضع !
************************
عند أستخدام إمكانية التصوير الجوى فوق مدينة ( مدينتنا ) و سمحنا لطائرة ريموت كنترول مزودة بكاميرا أن تلتقط صوراً للمدينة من الأعلى ، سنجد أن أكثر من نصف المدينة يعكس اللون الأزرق و لا سيما الجانب الشرقى للمدينة ..
هذا اللون الذى أكتسبته فيلات الجانب الشرقى فى أعلاها يرجع لذكاء رجل الأعمال أحمد الماظة مؤسس ( مدينتنا ) ، و الذى عزم على تثبيت ألواح شمسية عملاقة على أسطح فيلات الجانب الشرقى ..
الماظة يمتلك مصنعاً صغيراً فى الجانب الشرقى نشاطه هو شحن بطاريات الطاقة الشمسية ، و هذه البطاريات ذات دورة عميقة و هى تعمل على تخزين الطاقة الكهربائية التى تولدها الألواح الشمسية الفولتوضوئية أثناء النهار فى وقت سطوح الشمس .. سواء من الألواح الشمسية المثبتة على أسطح الفيلات أو من الألواح الشمسية العديدة الأخرى المثبتة بحرفية عالية
بالقرب من مصنع البطاريات الشمسية ..
بالطبع كان ثمن هذه الألواح الشمسية المثبتة على أسطح الفيلات غير مضاف على ثمن الفيلات المباعة ، لأن الماظة هو المستفيد من تثبيت هذه الألواح .. لكن كان لابد أيضاً من مهاداة أصحاب هذه الفيلات لموافقتهم على وجود هذه الألواح الشمسية فى محيط سكنهم ، لذلك قام الماظة بأنشاء محطة شحن كهرباء صغيرة يظهر دور هذه المحطة فى حالة أنقطاع التيار الكهربائي عن المدينة حيث تقوم بأنارة الجانب الشرقى بأكمله مجاناً
حتى عودة التيار الكهربائى مرة أخرى ..
أما بالنسبة لشحن بطاريات الطاقة الشمسية التى ينتجها المصنع فيقوم الماظة بتوريدها لبعض مصانع المدينة التى تحتاجها فى صناعاتها المختلفة ..
ما حدث من تطورات تكنولوجية فى ( مدينتنا ) قد نشط الحافز لدى الماظة لأن تستمر عجلة التكنولوجيا فى المدينة فى الدوران و الإبتكار ..
أخذت الفكرة وقتاً طويلاً لأن تختمر برأس الماظة
حتى بات الوقت مناسباً لتطبيقها ..
أستغل الماظة علاقاته الأخطبوطية و تواصل مع
( جهاز تنظيم مرفق الكهرباء و حماية المستهلك ) للحصول على تراخيص أنشاء محطة شحن كهرباء كبيرة فى الجانب الشرقى و مما سيسهل الوضع تواجد عدداً كبيراً من الألواح الشمسية بالجانب الشرقى ..
و تزامناً مع أستخراج التراخيص و الحصول عليها قام أيضاً الماظة بمراسلة شركة ( تيسلا ) فى فريمونت فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية
لأستيراد سيارات كهربائية !
ثم أعلن الماظة على جروب المدينة أنه سيتم أتاحة سيارات تعمل بالكهرباء من طراز ( تيسلا ٣ ) و سيتوفر منها ثلاث فئات مختلفة
و ستتباين أسعارها على النحو التالى :
50 الف دولار .. 58 الف دولار .. 69 الف دولار ..
على من يرغب فى تسجيل أسمه لحجز أحدى فئات سيارة ( تيسلا ٣ ) الكهربائية فليتقدم لمقر مصنع ( مدينتنا) لبطاريات الطاقة الشمسية لتأكيد الحجز ...
*********************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل السادس
- 6 -
خضعت الروبوتات ( المخبولة) و التى أصابها فيروس ( جنون الروبوتات ) و تم صيانتها على يد المهندس المصرى محمود طايع ، للمراقبة و الملاحظة أثناء عملها على حسب نوع النشاط الذى تم تسخيرها من أجله ..
يتم كتابة تقارير يومية بحالة هذه الروبوتات التى تعمل فى مصانع و شركات متنوعة بالجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) .. يتم أرسال هذه التقارير بصفة دورية لمكتب الجزيرى ليقوم بفحصها و دراستها و متابعة الحالة الفنية لهم .. مضى أسبوعان على صيانة الروبوتات المصابة و أنخراطها مرة أخرى فى العمل ، بعد الأطلاع على التقارير و الحالة العامة لهذه الروبوتات خلال الأسبوعان الماضيين .. سادت حالة من الأطمئنان و زادت الثقة في مراكز صيانة ( مدينتنا ) و بالأحرى أرتفع شأن محمود
مهنياً و أرتقت مكانته لدرجات أعلى ..
كانت هذه الثقة المستمدة من واقع الأحداث الماضية وراء الدافع فى أن يستقر الجزيرى بدعم من الماظة و المنفلوطى على أرسال إيميل للشركة اليابانية الموردة للروبوتات ، يكون فيه نص الرسالة لاذعاً ..
بالفعل تم أرسال الإيميل و كانت به عبارات زجر و توبيخ ....... [المزيد]
: 7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى نهج التكنولوجيا و أتقن مجال التسويق الألكترونى لما يحققه من مكاسب كبيرة و فى وقت قصير هكذا أخبر سولى صديقه كما عبر له عن مدى رغبته فى التوغل فى الأسواق العربية و الأجنبية الألكترونية لتغزو منتجاته العالم .. و مشروعه فى مصر و فى الدول الأخرى هو وضع الألية التى تحقق الأقبال على هذا الغزو التجارى و سحب المنتجات و تحقيق الأنتشار بين طوائف الشعب المختلفة فى كل دولة و هذا أمر هام ..
و أضاف مستر سولى لراغب و قال له : بالمناسبة .. أنا ضميت نضال مدرب أسر و ضميت فريدة صديقة ياسمين لفريق عمل الشركة ..
كان يتظاهر راغب الشامى بالأنبهار لنشاط مستر سولى و حماسه الذى يبدو فى حديثه لكنه كان يخفى بداخله ما لاحظه من تغيير على مستر سولى فى أغلب جوانب شخصيته فالحوار يفضح الأفكار فسأل راغب الشامى صديقه سولى : لماذا التوغل بين طوائف الشعب يمثل لك أمر هام يا صديقى ؟؟
كان مستر سولى يملك من سرعة البديهة ما يكفى للجواب دون تردد : لأنه وقتها يكون أجماع على نجاح منتجات شركة الأخطبوط ..
لقد أصبح سولى بالنسبة لراغب الشامى لغزاً
فيبدو له رجلاً أخر غير الذى يعرفه !!
*****************************************
سلك حازم طريق أسكندرية القاهرة الصحراوى ليعود لمنزله لكنه عندما أجرى محادثة هاتفية بأصدقائه و أخبرهم أنه يقود سيارته الجديدة و فى طريق العودة و سيذهب لمنزله ليلتقى بزوجته و يقضى معها اليوم أصر أصدقائه أن يلتقى بهم أولاً ليخبرهم بأدق التفاصيل ثم يأخذهم جولة سياحية داخل القاهرة بسيارته الجديدة ليحتفلوا جميعاً بهذا الحدث ..
لم يكن أمام حازم خياراً أخر أمام أصرارهم و أنصاع لرغبتهم و عندما وصل القاهرة و ذهب للمكان المتفق عليه للتجمع وجد سعيد و مازن و جو فى أنتظاره و رحبوا به فى فرحة عارمة عندما قاموا بمعاينة السيارة الحديثة و لاحظوا أثر النعمة على حازم فأستبشروا خيراً لما هو قادم ..
كانوا يجلسون على كافيه راقى يشرح لهم حازم و قد أتسعت عيناهم و تأهبت حواسهم لأستقبال كلماته و هم فى يقظة غير معهودة ..
سألوه عن الباقات و قيمتهم المادية و العروض الخاصة بكل باقة ..
أجابهم حازم أن الباقات تبدأ من خمسة ألاف جنيهاً تستلم فى هذه الباقة هاتف محمول موديل The Eye و كورس أون لاين للتسويق الألكترونى قيمته خارج الباقة 2000 جنيهاً و عائد مادى ( العمولات ) ليس كبيراً لصغر حجم الباقة ..
و باقة أخرى بقيمة عشرة ألاف جنيهاً تمنح هذه الباقة هاتف محمول و شاشة سمارت 32 بوصة و كورسين أون لاين مجاناً و عائد مادى مقبول ..
و باقة بقيمة خمسة عشر ألاف جنيه و عرضها هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و ثلاث كورسات أون لاين و عائد مادى جيد ..
و ذكر لهم أن أفضل باقة التى قيمتها عشرون ألف جنيهاً فلك الخيار فى عرضين أما عدد أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و أربعة كورسات أون لاين و عائد مادى ممتاز .. أو هاتف محمول واحد و شاشة سمارت 55 بوصة و أيضاً أربعة كورسات تسويق مجانية و عائد مادى ممتاز أيضاً ..
و عرض عليهم فكرة عن قيمة العمولات التى بأمكانهم أن يجنوها من جذب أعضاء جدد و تكوين فريق تسويقى لكل واحد يضم فروعاً تتنامى بأستمرار و عليهم أن يرعوا هذه الفروع البشرية بصفة دائمة
من أجل تحقيق الحلم .. حلم الثروة ..
لم يتردد أحد من السامعين فى خوض هذه المغامرة و قرر أن يشارك مازن و يبتاع باقة الخمسة ألاف جنيه و هذا العرض ليس قدر أستطاعته لكنه سيحاول تدبير مبلغاً يضاف على ما أدخره ليجمع معه خمسة ألاف جنيهاً يبدأ بهم مع أصدقائه بينما قرر سعيد و جو الأشتراك فى باقة العشرون ألف جنيهاً !
عبر لهم حازم أنها بداية موفقة لكنه أعتذر لهم و ذكر لهم أنه مرهق و لن يتحمل ضغوط القيادة داخل شوارع القاهرة المتكدسة بالسيارات و المارة لا سيما و أنه بحاجة لقسطاً من الراحة بعد عناء السفر و وعدهم بالتنزه فى وقت قريب بالسيارة فى الموعد الذى سيتسلم منهم المبالغ المالية ليضمهم فى فريقه التسويقى و يسلمهم عروض الباقات التى سيشتركوا بها ثم يحتفلوا جميعاً ..
غادر حازم تاركاً أصدقائه سابحون فى بحور أحلام الثراء و عاد لمنزله فوجد زوجته نسمة فى أنتظاره و تبدو علامات الغضب على قسمات وجهها ..
ألقى عليها حازم السلام فرحبت به نسمة فى أنفعال , كانت فى أغلب الأحيان ردود أفعال نسمة على نقيض أسمها تماماً .. كانت الغيرة وراء غضبها من حازم هذه المرة لأنه فضل أصدقائه عليها و ألتقى بهم أولاً فقام حازم بتصحيح سوء التفاهم و أكد لها أنها كانت مقابلة عمل و سرد لها ما حدث معه فى فندق الأسكندرية ليثبت لها أنه يشاركها الأحداث لكن تجدد غضبها و بررت ذلك بأنه يزعم أنه يشاركها لكن بعد أن أنهى الأمر دون علمها و أتخذ قراره منفرداً فبرر هو ذلك بأن الأحداث جائت متتالية و سريعة كما أن الفرصة لم تسنح لهما ليلتقيا و يقص عليها ما يدور أولاً بأول و ذلك لأنشغالها فى عملها المتقلب المواعيد فهى دكتورة نساء و توليد و هذا يجعل من لقائهما فرصة نادرة قلما ما تحدث ..
أستائت نسمة لجواب حازم و أخبرته أن عليها الأنصراف حتى لا تتأخر على موعدها بالمستشفى التى تعمل بها فأبتسم حازم فى سخرية لتحقق صحة كلامه فأثار غضبها كالمعتاد ثم أتجه مسرعاً لغرفته ليخلد للنوم و ليخمد نيران خناقة زوجية تكاد أن تشتعل ..
*********************************
أتصل نضال بعم جابر فكان متواجداً فى المقهى فذهب له ليقص عليه ما حدث معه من باب التقدير فقد كان عم جابر شغوفاً لأن يرى نضال فى أفضل حال لذلك كان مهتماً بمتابعة أخباره للتدخل و تقديم النصيحة له أن لزم الأمر ..
كان نضال يبادل عم جابر نفس الشعور الطيب فبادر بمقابلته لأنه كان يود أن يشاركه الأحداث و يسمع وجهة نظره فيما حدث ..
نظر عم جابر للموضوع من منظور نضال الذى لخص له الأمر فى أنه متعلق بقدر الأجتهاد و العمل يكون تحقيق النجاح و حصد الأموال الطائلة لذلك لم يمانع عم جابر و قد أخبر نضال أنه لا يفقه شيئاً فى أمور الأنترنت لكنه أستوعب أن هناك خيراً فيما يحدثه فيه نضال بدليل السيارة الفخمة و حالة نضال المنتعشة و التى لم يره عم جابر عليها منذ زمن طويل و حديثه المفعم بالأمل فأدلى عم جابر بسعادته لنضال لخوضه هذه المغامرة
و التى تسببت فى عودته للأنخراط فى الحياة مرة أخرى ..
عاد نضال لفيلته و بدأ فى متابعة التطورات على الشبكة العنكبوتية فوجد رسالة على جروب مثلث القادة على الواتس من حازم تفيد أن مارك قد نشر أعلانات ممولة لهم عبارة عن بوست فيه صورة لكل واحداً منهم مع سيارته و بعض العبارات التحفيزية لمشاهدى هذه البوستات مضمونها أن الانضمام للعمل بفريق شركة الأخطبوط يتيح لك الحصول على سيارة كهذه فى غضون أسابيع !!
هذا كنوع من الدعاية التسويقية و التى تفيدهم فى مهمتهم .. هذه الرسالة قد أوحت لنضال بفكرة ذكية فقد قرر تشيير هذا البوست فى جروب يشترك فيه منذ فترة زمنية طويلة و كان يتابع بوستاته فى سلبية تامة دون أن يشارك و لو لمرة واحدة فيه .. عندما قرر نضال المشاركة فى الجروب كان بتشيير بوست خاص به دفعة واحدة و ليس حتى مجرد مشاركة بكتابة تعليق سطحى على بوست عابر فى الجروب هذا الجروب و الذى يحمل أسم ( جروب أهالى قرى أبيس الريفية ) , فهو يقطن فى واحدة من هذه القرى و من ضمن موضوعات الجروب يتناول الأمور التى تخص قريته و عليه فهو على يقين أن عدد كبير من أهالى منطقته منضمون لهذا الجروب و هذا يتيح لهم الفرصة لأن يشاهدوا البوست التسويقى له و هذا بدوره يسهل عليه التواصل معهم ألكترونياً و أنتقاء من يناسب لشغل الدور الذى سيكلف به ليتمكن من القيام به دون الخوض فى مناقاشات و مجادلات لن تنتهى على أرض الواقع و هو لا يحبذ ذلك ..
بالفعل كانت فكرة صائبة من نضال فقد تأهبت حواس و حماس أحد المتابعين على الجروب و الذى تواصل مع عم جابر و طلب منه أن يرتب موعد مع نضال لمقابلته فرفض عم جابر و لكن ألح الشخص فطلب منه عم جابر أن يمهله غفوة من الوقت و قام بالأتصال بنضال و أخبره لكنه تعجب من جواب نضال فقد وافق على مقابلة سيد عصفورة فى مقهى عم جابر بعد أن شاهد سيد البوست الذى قام نضال بتشييره فى الجروب الذى يضم عدد ضخم من أهالى القرى الريفية فى مدينة الأسكندرية ..
قابل نضال سيد فى حضور عم جابر و كان واضحاً على سيد أنه لاهثاً وراء أى مصلحة تدر عليه أموالاً لذلك وقع فريسة سهلة و طلب من نضال أن يضعه على أول الطريق الذى تمطر فيه السماء بالوريقات النقدية .. شرح له نضال فكرة العمل بكيان الأخطبوط و أعطى له نبذة عن باقات الأشتراك فأختار سيد باقة الخمسة عشر ألاف جنيه و أن غداً سيكون المبلغ جاهزاً و سينتظر نضال على مقهى عم جابر ليأخذهم منه و يضمه لفريق العمل .. هنا أخبر نضال عم جابر أن أى مقابلات عمل كهذه و التى تخص أهالى منطقته ستكون على مقهى اللؤلؤة , كنوع من المجاملة لعم جابر و الدعم له من خلال تنشيط الحركة على المقهى و الذى بدوره سيؤدى للأقبال على المشروبات المتنوعة التى يقدمها المقهى ..
***********************
أكتفيت فريدة بتشيير البوست التحفيزى لها برفقة سيارتها على حسابها الخاص على فيس بوك و الذى أصبح يتابعه الألاف بعد أنتشار فيديو العايق على نطاق واسع مما أدى لتلقيها مئات الرسائل من راغبى الأستفسار عن حيثيات شركة الأخطبوط فضاق بها الوضع و بدأت تستشعر الأزمة أنها لم تملك من الوقت ما يكفى لتجيب على كل هذه الأستفسارات لكل هؤلاء السائلين .. أرشدتها ماسة أنه لا مفر من ظهورها لايف فى فيديو تشرح فيه ما يُشبع الفضول العام المحيط بالأعلان لتوفر وقت و مجهود كبيران ستستهلكهما فى الأجابة على كل هذه الرسائل لكن رفضت فريدة و مانعت فحاولت ماسة جاهدة أقناعها و ترفض فريدة حتى أتفقا بصعوبة فى نهاية المطاف على أن تسجل فريدة الفيديو أولاً ثم تقوم بمراجعته و منتجته ثم رفعه على صفحتها ليجيب على كل الأستفسارات التى طرحت عليها بخصوص تحقيق النجاح مثلها و حصد النقود الوفيرة من خلال عمل غير تقليدى و بدون قيود مدراء العمل المريرة و الذى يتحقق من خلال الألتحاق بفريق عمل الشركة ..
و خاضت ماسة حرباً أخرى مع فريدة لتقنعها برغبتها فى أنضمامها لفريق فريدة و مكاتفتها فيما تنوى عليه لكن فريدة رفضت و أخبرتها أنها لا تعقد نية الأستمرارية بالشركة و أنها تتخذها كمحطة و مرحلة معينة وستتجاوزها فلا تحبذ أن ترحل و تغرز صديقتها و تتخلى عنها مستقبلاً ..
أصرت ماسة و أخبرت فريدة أن لا تحاول أن تثنى عزمها عن ما قررت و أخبرت فريدة أنها ستكاتفها خطوة بخطوة و لن تتركها بمفردها كما فعلت سابقاً فى مجابهة العايق معها و أقرت بمواجهة المجهول سويا ً..
ما كان على فريدة سوى أن تنصاع لرغبة صديقتها الملحة و هى تعلم مدى نقاء معدنها و تأكدت من مدى العلاقة الوطيدة التى تربطهما ببعضهما و أضافت ماسة و قالت لفريدة أنها ستشترك فى باقة العشرون ألف جنيه و حسمت أختيارها للعرض الذى يشمل أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة لدرجة أنها خططت و أوضحت لفريدة لماذا مالت لهذا العرض و أخبرتها أنه قد أقترب عيد ميلاد أسلام و تنوى أن تهاديه بهاتف محمول موديل The Eye و تهادى والدها العقيد أحمد السويفى الهاتف الأخر .. و بالنسبة للشاشة فقررت لأن تعلقها فى غرفتها و تقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت ما تشاء ..
أبدت فريدة أعجابها بماسة لقدرتها على تحديد أهدافها و ترتيبهم فى رأسها ثم تضع خطة لتكون الألية التى تحقق بها ما خططت له ..
*************************
كانت الأعلانات الأستعراضية الممولة لمثلث القادة لها تأثير السحر للثلاثة فى أجتذاب شريحة عريضة من الناس ينتقون منهم من يجدون فيهم بذور النجاح لضمهم لفرقهم التسويقية كيفما دربهم مارك على الأستراتيجية التى يعملون بها ..
مما ساعد على تألق نجاح فكرة الأعلانات أنها برزت فى أرض خصبة للتنامى و ذلك يرجع لأن لكل من الثلاثة شريحة عريضة من الجمهور تختلف فى كنهها عن الأخرى و بالمناسبة هذا كان من شروط مستر سولى الغير مذكورة فى الأجتماع و التى وجدها قد توفرت فى هذه الشخصيات التى وقعت عليهم الأختيار .. مستر سولى كان يرغب و بشدة لسبب ظاهر أو خفى أن تتوغل منتجاته بين مختلف بيئات المجتمع و طوائفه !
زيارات سولى السابقة لمصر و التى كانت على فترات متقطعة كانت من أجل متابعة الأحوال و مراقبة الوضع و أصطفاء من هو جدير بالمهمة التى كان يخطط لها لكنه لم يقع على أختيارات مقنعة كما أن تجهيزات تأسيس الفرع الثامن فى مصر لم يحين دورها فى هذا التوقيت , عندما حان الوقت و بدأ مستر سولى برحلة البحث الدقيقة محدداً المواصفات المتطلبة فى الشخصيات التى يبحث عنها لتولى مسئولية أدارة مشروعه الجديد رتب له القدر لأن يتعثر فى فريدة و منها لنضال ثم كان لحازم نصيب معهم فوقع الأختيار على الثلاثة و التشبث بهم ..
نظرة مستر سولى كانت صائبة فيما يخص مهارات الثلاثة و قدرتهم على النجاح و هذه النظرة ليست مبنية على فراغ و لكن على أساس راسخ ناتج من خلاصة الخبرة المستمدة من تأسيس سبع فروع للشركة من قبل ..
فكرة نضال أيضاً كانت صائبة عندما شير البوست الأعلانى الخاص به على الجروب الذى يضم أهالى منطقته لأن الأعلان كان له الفضل فى لفت أنتباه عدد كبير من أهالى منطقته و المشتركون فى هذا الجروب لظهور نضال مرة أخرى و فى حال جيد بل و يعرض عليهم مفاتيح النجاح و الثراء !
أحقاقاً للحق كان لسيد عصفورة بعد أن وافق نضال لضمه للفريق الفضل الأكبر فى معرفة جميع أهالى القرية التى ينتمى لها نضال برواية الثراء السريع الذى يحققه الأنضمام لشركة الأخطبوط !!
سيد كان أنشط من مواقع التواصل الأجتماعى فى الوصول و التوغل بين الناس .. كان هذا مبرر قوى لدى نضال لقبول ضم سيد لفريقه لأنه سيسهل عليه مثل هذه الأمور فنضال مقتنع تماماً مثله كمثل عم جابر بأن مثال سيد تلجأ له عندما تريد أن تذيع خبراً فى القرية من أولها لأخرها فى وقت قصير .. فعليك أن تخبره به و تؤكد له أنه سراً و لك أن تخلد للراحة مطمئناً أن جميع ساكنى القرية
من الأنس و غير ذلك سيعلم بأمر الخبر !
كانت الفرصة كبيرة أمام نضال ليختار و ينتقى من العدد الضخم الذى تقدم راغباً فى معرفة تفاصيل الأنضمام و مزايا ذلك .. لقد تحول مقهى عم جابر و كأنه مقر أنتخابى من الأزدحام المستمر و الأستفسارات المتواصلة مما جعل عم جابر يلجأ لفتح مخزن قديم بالعقار و تم تنظيفه و تجهيزه لتخزين بضائع كمخزون يكفى لأحتياجات الأعداد الجديدة الوافدة على المقهى .. هناك من كان يطلب باقة العشرين ألف جنيه و ذلك لما تحققه من عائد مادى كبير و كان عددهم كبير لكن أغلبهم كان لديه ذات المشكلة و هى أن المبلغ غير جاهز كاملاً و يحتاجون مهلة من الوقت لتدبير باقى المبلغ و لكن المشكلة الحقيقية فى عامل الوقت .. لذلك يجب أن يجدوا حلاً سريعاً لكنهم يفشلوا فيرجع نضال لمارك ليستشيره فيخبره مارك أن فى ظروفهم و فى بيئتهم فالحل السهل لهم أن يبيعوا ما يكتنزوه من مشغولات ذهبية لأنهم سيدخلون بقيمتهم مشروع سيمكنهم من أمتلاك جرامات ذهبية أثقل بكثير مما كانت بحوزتهم فلا مانع
من التضحية بجزء منهم أو جميعهم من أجل تحقيق هدف أسمى ..
و عندما طبق نضال كلام مارك لاقى نجاحاً واضحاً فقد تمكن الكثير بعد أن أقتنعوا بكلام نضال من التصرف فى بعض المشغولات الذهبية التى يمتلكوها و دفع قيمتها النقدية للأبتياع من منتجات شركة الأخطبوط لأختيار ما يناسبهم من الباقات ثم يبدأون فى تطبيق نفس ما حدث معهم مع أناس أخرين و تدور العجلة و تتعثر ثم تدور مرة أخرى و هكذا أستمر الحال ..
بدأ وقت نضال ينشغل و يزدحم من كثرة التواصل على مواقع التواصل الأجتماعى و على أرض الواقع و لكن كانت النتائج تستحق المجهود و التعب لأن المقابل المادى كان دائماً مجزياً جداً ..
*************************************
ذهب حازم للمقر الرئيسى للجريدة الألكترونية التى يعمل بها ليحضر أجتماعاً عقده رئيس التحرير و بعد أنتهاء الأجتماع جلس مع زميله المقرب فى العمل زيزو ليشبع فضوله فيما يدور حول دعوته فى فيديو تم تسجيله على قناته للأنضمام لفريق التسويق الألكترونى لشركة الأخطبوط .. فأخبره بجميع التفاصيل فتحفز زيزو و أخبره أنه سيبتاع باقة العشرون ألف جنيهاً ليكون عضو أساسى و فعال فى فريقه , ثم لمح زيزو لحازم عن تطاير بعض الكلمات التى وصلت أليه تفيد بتضجر رئيس التحرير منه لعدم أهتمامه هذه الفترة بالجريدة و عدم تقديم موضوعات و أفكار جديدة و بينما كان زيزو يحذره أتصل رئيس التحرير بحازم و كان يبدو على صوته الضجر و هو يخاطبه هاتفياً و قد طلب منه أن يحضر فى مكتبه فوراً فأجابه حازم أنه سيلبى ..
دخل حازم مكتب الأستاذ عاطف المنزلاوى رئيس التحرير و قد ظهرت تجاعيد الغضب على وجهه , ألقى حازم عليه السلام لكن بدأ المنزلاوى فى توبيخ حازم و أتهامه بالتقصير فى عمله و أنه لا يقدم كل ما لديه للجريدة بل أخذت القناة التى يديرها أغلب وقته و أهتمامه مما يضع حازم فى مشاكل قد تؤدى لفصله من الجريدة و معاقبته لأشتباه جمعه وظيفة أخرى مع عمله , هنا طلب حازم من رئيس تحريره أن يسمح له بالحديث و أكد حازم أنه على دراية بالمحظورات التى يجب على الموظف تجنبها و أنه على علم بالمادة 151 من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية و المادة 81 لسنة 2016 لذلك فهو فى الأساس يحترم المنشأة الصحفية التى يعمل بها و لا يمارس أى عمل أخر داخل الجريدة و لا يزج بأسم الجريدة فيما يخص عمله خارجها فهو يحرص على أن لا يخالف القوانين أو اللوائح و أعتذر لرئيس التحرير عن أنشغاله الفترة السابقة و وعده أنه سيشغل جزئاً كبيراً من تركيزه الفترة المقبلة فيما يفيد عمله داخل الجريدة ..
أنصرف حازم من مكتب عاطف المنزلاوى ثم أنهى بعض الأعمال المتعلقة و غادر مقر الجريدة و كان منكباً على هاتفه للرد على الأستفسارات الألكترونية التى أنهالت عليه بسبب أنتشار الأعلان الممول الخاص به و الرغبة الملحة لدى شريحة كبيرة جداً من الناس لتحقيق الثراء السريع ..
ضمن الرسائل كان هناك ألحاح من أحد الأشخاص فى الأنضمام لفريق العمل لكنه طلب من حازم أن يجد له حلاً مادياً ليشترك فى أحدى الباقات و ينضم لفريقه التسويقى فطلب منه حازم أن يحكى له عن نفسه و أحواله و حياته و أثناء حديثه أمسك حازم بثغرة فى حديث الرجل عندما ذكر لحازم أنه أدخر أخيراً قيمة مبلغ العمرة التى وعد والديه بها هنا أستخدم حازم تعليمات مارك التى علمهم أياها و أستغل صراحة الرجل معه و أقنعه أن يتيح لأحد والديه السفر هذه السنة و باقى المبلغ يبتاع به الباقة التى ستمكنه فى المستقبل القريب من أن يسفر والديه الأثنان للحج و ليس فقط للعمرة و ما كان على الرجل ألا أن يقتنع ليقتنص الحلم الذى يراه سيتحقق من خلال الأنضمام للعمل فى شركة الأخطبوط !!
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أقنع حازم امرأة و هى سيدة أرملة تسعى لتجهيز شوار أبنتها و ما أن قبضت الجمعية التى أشتركت بها لشراء مستلزمات زفاف أبنتها حتى دفعتها عن أقتناع بعد أن غسل حازم مخها لشراء أجهزة كهاتف و شاشة موديل The Eye ليست بحاجة أليها لتنضم لفريق الثراء السريع و تتمكن من توفير النقود اللازمة التى تساعدها و تنتشلها من أعباء زواج أبنتها التى لا تنتهى ..
و كما لفريدة قانون و لنضال مبدأ فـ لحازم وجهة نظر
الا وهى : لا مانع من أن تطأ بعض الناس فى طريقك لهدفك ..
وضع حازم هدف الثروة أمام ناظريه و سعى للوصول اليه و تحقيقه دون أن يبالى أنه سيطأ بعض الناس فى طريقه لهدفه و يبدو أن ليس حازم فقط الذى يفعل ذلك فقد سبقه نضال و فعلها على غير عادته و يبدو أن العدوى ستصيب فريدة هى الأخرى ..
**********************
دهاء فريدة ساعدها على تطبيق خطوات ناجحة قد أكتسبتها من التدريبات التسويقية التى تقدمها شركة الأخطبوط و قد تعلمت سيستم العمل بسرعة و هذه الخطوات التى نفذتها فريدة حققت أجتذاب عدد هائل من راغبى الأنضمام لفريقها التسويقى و كانت رحاب فتاة الغزالة و متابعة جيدة لحساب فريدة على الفيس بوك أول من بادرت و أرسلت لفريدة تخبرها أنها معها فى فريقها التسويقى فرحبت فريدة بذلك و كان قدمها خير على فريدة فسرعان ما كونت فريدة هى الأخرى فريقها التسويقى و فريق قوى لأنهم أختاروا الباقات المرتفعة و هذا يعنى عائد مادى كبير و عمولة ضخمة لا سيما و أن فروع فريقها بدأت تترعرع و تتشعب و تكبر مما أشعل ظنونها فى أنها تورطت و قد غرزت قدمها فى اللعبة و لم تحسم قرارها و تغادر الشركة بعد ما كونت فريقها المبدئى المكون من ثمانى أشخاص و قد دربتهم ليصبحوا ثمانى قادة مسئولين عن أجتذاب أعضاء جدد و تدريبهم و من المفترض أن مهمتها بالنسبة لنفسها هكذا قد أنتهت ..
شعرت فريدة أنها تركت نفسها فريسة تسقط بين فكى الطمع .. لكنها بررت لنفسها أنها لا تأخذ هذه النقود الوفيرة من ألاف الدولارات و التى تحققها من العمولات الكبيرة التى تجنيها من موقعها فى كيان الأخطبوط و لكنها تستغل هذه النقود لتلبى بها متطلبات و تقضى ألتزامات من أقساط شقة جاسر و مصاريف دراسته و تدريباته الرياضية و علاج والدتها كما أن لها حق فى أن تجهز نفسها للزواج فالعمر يتقدم بها فلا مانع من وضع متطلباتها فى خطتها مما يجعل رأسها مرفوعاً أمام عريس المستقبل دون أن ينقصها شئ فالنقود تكون فى أغلب الأحيان .. سند و ظهر و أمان !
أذا لا مانع من مد المهلة لبعض الوقت لحين الأنتهاء من تحقيق كل الأهداف المادية ثم لعب ماتش الأعتزال و الأنفصال عن كيان الأخطبوط ..
هكذا أقنعت فريدة نفسها فى حوار ذاتى داخلى دار لمدة دقائق فى لحظات تأمل عميقة و تم العدول عن قرارها لكن بصفة مؤقتة و مدته لحين ميسرة ..
كانت الأمور تسير على ما يرام ألى أن جائت شكوى لفريدة من أحد قادة فريقها أن لديه أكثر من عضو لم يوفق فى جذب أعضاء جدد نظراً للظروف البائسة لراغبى الأنضمام معهم و عندما توغل هذا القائد فى حياتهم الشخصية أكتشف أن ليس معهم من المال ما يكفى حتى لشراء أصغر باقة و باتت حياتهم كحلقات سلسلة متشابكة من ديون و أقساط و ما شابه .. هنا ضربت فريدة على هذا الوتر و أخبرت القائد صاحب الشكوى أن الواضح من حديثه أن هؤلاء الأعضاء لديهم من يرغبون فى الأنضمام لكنهم لا يملكون أى نقود بل يملكون صبراً كبيراً للأنتظام فى أقساط و الألتزام بها .. أخبرته فريدة أن هناك مكاتب تقرض مبالغ مالية مقابل فوائد بسيطة على أجمالى المبلغ و تمضى المقترضون أيصالات أمانة بقيمتها .. أعرض عليهم الذهاب لهذه المكاتب و أقتراض مبلغ سيكون لهم فيما بعد طوق النجاة من غرقهم فى أقساطهم و ديونهم !!
وعدها القائد أنه سينفذ و يقدم لهم هذا الحل و أثنى عليها و طلبت منه أن يكون على تواصل أون لاين معها فوعدها أنه سيفعل ..
********************************
على جروب مثلث القادة كانت المحادثات الكتابية تتوالى من الثلاثة ما بين الفرحة العارمة التى أنتابتهم و لا يستطيعون أخفائها و النابعة من أرصدتهم فى البنوك التى تتزايد و جيوبهم و قد أكتظت بالنقود
فقد تحول وضعهم المادى حرفياً ..
و ما بين تأنيب الضمير و الأحساس بتحمل الوزر لما يرتكبوه من دفع الناس و الزج بهم فى التخلى عن جزء من أنسانيتهم فى بعض المواقف ليتمكنوا من الحصول على المبالغ التى تتيح لهم الألتحاق بكيان الأخطبوط و الأنضمام لفريق العمل لتحقيق أحلامهم ..
لقد أبدوا أستيائهم تجاه الأساليب التى يضطروا للجوء أليها فى أوقات كثيرة للحفاظ على أستقرار الفريق التسويقى و ضمان تغذيته و مراعاته حتى يتنامى و يُجنى ثماره المرجوة .. ذكر لهم حازم أن مارك يخبرهم عندما تنتابهم مثل هذه الطاقة السلبية التى تسيطر عليهم الأن أن يتذكروا أثر النجاح و الرفاهية التى يحققوها و يجب أن يحافظوا عليها و يعلموا أن مصدر رزق الشركة هو النفس البشرية و عندما يتطلب الأمر فيجب تفريغ الناس من بشريتهم و ذلك من خلال مخاطبة أطماع الناس و ليس عقولهم و هذا كفيل على أن يفتح أمامكم الكثير من الأبواب المغلقة !!
كلمات كان لها أثر بالغ فى أحتقان فريدة و نضال من مستر سولى و مارك و من أيدولوجية الشركة كلها !
**************************************
رغم النجاح المميز الذى حققه مثلث القادة بعد مرورهم بكم صعوبات جمة فى تأسيس فرقهم التسويقية و دعم فرقهم و متابعتها و محاولة مراعتها لتكبر أمام أعينهم و كأن بناء فريق تسويقى يبدو كنمو طفل صغير تدريجياً أثر المراعاة و الأهتمام الذى يحظى بهما ..
لكن بدأت بعض الزعزعة تتسلل لفرقهم التسويقية و تصيبها بالخلخلة بسبب فشل بعض الأعضاء من تحقيق ما عليهم من تكليفات و بائت محاولاتهم بالفشل فى أجتذاب أعضاء فعالين لفرقهم مما جعلها تنهار و شعروا أنهم تورطوا و أبتاعوا منتجات لم يكونوا فى حاجة أليها من الأساس كما أنهم يروا أن أمكانياتها أقل من قيمتها المادية و بدأوا فى نشر حالة من البلبلة بين صفوف الفريق و ضربت هذه العدوى فرق القادة الثلاثة و ما كان عليهم سوى أن يبلغوا مارك بتطور الأحداث ..
أستقبل مارك أنزعاجهم فى هدوء مدروس و هدأ من روعهم و هو يبدى أعجابه بحماسهم تجاه الحفاظ على ما تعبوا فى بنائه بمجهوداتهم و أخبرهم أنه سينشر صور من شيكات تسليم العمولات لبعض القادة على مستوى الفروع الثمانية للشركة و هى شيكات بقيمة مالية عالية مدمج بهذه الشيكات صور لأصحابها و المدة التى حققوا فيها قيمة هذه العمولات الضخمة كنوع من التحفيز و التأكيد و برهنة للمتخلخل و ثبات لعزيمة الناجح أن هناك نماذج حقيقية على أرض الواقع قد حولت الحلم لواقع ملموس و الخيال لحقيقة مرئية و علي مثلث القادة نشر صور هذه الشيكات على جميع أعضاء الفرق التسويقية لديهم ..
كما أخبرهم مارك أنه سيقوم بأيجار أحدى القاعات الفخمة فى الأسكندرية لأقامة مؤتمراً و سيتم تصميم الدعاية لذلك و نشرها بين أعضاء الفرق التسويقية , و على مثلث القادة الترويج لهذا المؤتمر الذى سيتم فيه دعوة القادة الناجحين على رأسهم مثلث القادة و الذين تمكنوا من فهم سيستم العمل بكيان الأخطبوط و قاموا بتطبيقه و تحقيق العمولات التى تبدو خيالية لكثير من الأعضاء و غير الأعضاء بفرق عمل الشركة .. هؤلاء القادة حضروا بأنفسهم ليروى كلاً منهم قصة نجاحه للحاضرين و يلخص لهم أهم نقاط تحقيق النجاح .. بعد أن تكسوا شعارات للشركة و منتجاتها جدران القاعة و التى سيتم تجهيزها لمثل هذا الحدث الذى سيتولى تنظيمه طاقم مختص بذلك من قبل الشركة و لتسهيل الدخول عن طريق الحجز مسبقاً و دفع قيمة دعوة المؤتمر عن طريق الأبلكيشنات المختصة بذلك ..
أخبرهم مارك أن هذا المؤتمر الذى سيتم عقده سيكون أنسب رد على خائرى العزم و فاقدى الهمة فأما أن يشحذهم مرة أخرى فيتحمسوا و ينخرطوا فى سيستم العمل و يصبحوا قادرين على العطاء و أما بترهم و فصلهم عن الفرق التسويقية حتى لا يتحولوا لسرطان يصيب باقى صفوف الفرق ..
****************************************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل السابع
7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى ....... [المزيد]
: - 6 -
لم ينتهى الأجتماع عند أعلان مستر سولى ذلك و مغادرته أجواء الأجتماع بل سينتهى عندما ينتزع مارك من أفواه الثلاثة
ما يفيد بقبولهم لعرض مستر سولى ..
كان مارك يحتسى فنجان القهوة الذى لا يتذكر رقمه و هو يتابع الحالة الذهنية لنضال و فريدة و حازم و قد بدا علي رؤوسهم أنها أصبحت حبلى بالأفكار .. سادت لحظات صمت عميق كان يتناول فيها الضيوف مشروبات غازية فى كانزات كانوا قابضين عليهم بأيديهم و محتفظين بهم بعد أن أفرغوا ما بداخلهم فى جوفهم غير مقتنعين بأن يضعوهم على المنضدة لأنهم بذلك سيضعون الكانزات على رزم الدولارات لكن باغتتهم فريدة و قد وضعت الكانز الخاصة بها أمامها على المنضدة على واحدة من رزم الدولارات و كأنها أشارة تعلن بها عن شئ ما بداخلها , لكن حازم سأل مارك عن مكان سلة المهملات فأبتسم مارك لأنه لاحظ على نضال و حازم موقفهما المضاد و رفضهما لوضع الكانزات أمامهما و مد يده لحازم و نضال ليأخذ منهما الكانزات ليلقيها جانبه فى سلة مهملات مزودة بسينسور فتعمل بحركة اليد من على مسافة قريبة ..
جدير بالذكر أن فعل فريدة أثار أنتباه الحاضرين لكن لم يعلق أحد , أصبح مارك الأن ممسكاً بخيوط الحوار لذلك تحتم عليه أن يتجاذب أطراف الحديث و يختار بمن سيبدأ و يسأله عن موقفه من العرض رغم أنه على يقين بموافقة الثلاثة و كان يقينه مبنى على أساس الأنبهار الذى شاهده فى عيونهم عندما كان مستر سولى يلقى عليهم بعرضه ..
قرر مارك أن يبدأ بنضال و أختصه بناظريه و سأله بشكل مباشر عن قراره فكان على نضال أن يجيب و لكنه فضل أولاً أن يعلن عن مبدأه فى الحياة ..
فكما لفريدة قانون فـ لنضال مبدأ ..
عبر نضال فى حماسة و هو يؤكد أن - ليس للضعيف مكاناً على القمة - كذلك الفاشل فهو ضعيف الأرادة و العزيمة فيترك أيضا مكانه خالياً على القمة ليستحوذ عليه غيره ممن يستحق الصعود للقمة !
ثم أوضح لهم نضال أنه مقتنع بفكرة مستر سولى فى توزيع النقود التى كان سيتم أنفاقها على الأعلانات و منحها على هيئة عمولات لمن يستحق و يتمكن من تحقيق ما كانت الأعلانات ستحققه بل و يتفوق عليها فى أنه يضمن للشركة البيع الفعلى لمنتجاتها من خلال أجتذاب أعضاء جدد بأستمرار و الذين بدورهم سيبتاعون من منتجات الشركة حتى يتمكنوا من الأنضمام لفريقها و الأنخراط فى سيستم العمل الخاص بها لتحقيق التارجت الذى يوفر لهم الثراء الموعود ..
و عليه فقد أعلن نضال قراره بالموافقة على أن يكون أحد أضلاع مثلث القادة ..
أرتسمت أبتسامة ثقة على وجه مارك و قد بدأت توقعاته تتحقق و سادت حالة من الطاقة الأيجابية فى المكان و كأن نضال يؤكد أن نظرة مستر سولى كانت صائبة عندما وصف نضال أنه سيكون بمثابة جهاز أصدار موجات أيجابية و داعم لزملائه ..
قال مارك : عظيم .. ثم أدار وجهه لحازم و سأله عن قراره ..
تردد حازم عند الجواب و شرد لبرهة و كان السبب فى شروده لأكثر من مرة أثناء الأجتماع و بعد الأجتماع أيضا يرجع ألى ما حدث معه فى القطار الذى أستقله من القاهرة لينقله الى الأسكندرية و قد تعرف على شاب كان يجلس بجواره فى القطار و كان شاب سكندرى و على قول المثل الشعبى : الطيور على أشكالها تقع فهناك مثل شعبى أخر أكد ذات المعنى بكلمات مختلفة : ما جمع ألا لما وفق .. فقد كان الشاب السكندرى يدخن الحشيش أيضا و قد تعرف على حازم من خلال أطلاعه على أحد فيديوهاته فتم التعارف بينهما و جرى الحوار بينهما فى سياق المخدرات فسأله حازم و هو يلمح له أن الحشيش فى الأسكندرية أصلى و ذا تأثير أقوى عن ما هو متداول فى القاهرة فضحك الشاب السكندرى و أكد صحة كلامه فناوشه حازم و قال له :
طب مفيش حاجة علينا .. عايز أدوق عجينة أسكندرية ..
ففتح الشاب السكندرى علبة سجائره و سحب منها سيجارة منتفخة مكدسة بالحشيش السكندرى و قـدمـهـا لحازم و طلب منه أن يحتفظ بها الى أن يدخنها فى مكاناً أمناً .. فشكره حازم و تبادلا أرقام هواتفهما و نزلا سويا عندما وصل القطار لمحطة سيدى جابر بالأسكندرية و ودعا بعضهما ثم أفترقا و قبل أن يصل حازم للفندق ليحضر الأجتماع كان قد تمكن من تدخين سيجارة الحشيش التى منحه أياها الشاب السكندرى و كان لها تأثير قوى على حازم و قد أطاحت به ليسبح فى سموات الخيال ..
لقد تفاعلت السيجارة فى رأس حازم مما كان لها الفضل فى أن تطلق لخياله العنان أثناء الأجتماع و تذكر الفيديو الذى سجله بخصوص النصب و تخيل أنه يجلس فى فندق كريلون فى باريس و ليس فندق بمدينة الأسكندرية و كان ينظر لمستر سولى و لكنه كان يراه فكتور لوستيج و عليه فكان يرى نفسه الضحية بويسون فيحاول أن يقنع نفسه أن كل ما يحدث مجرد هلاوس أثر السيجارة اللعينة و يحاول أن يطرد من ذهنه هذه الخيالات فينجح تارة و يفشل أخرى لكنه كان على أستيعاب بما دار فى الأجتماع و على يقين أنه سيحصد و يقبض و لن يدفع كـ بويسون فحسم قراره لكنه ما أن يستجمع كلماته التى سيعبر بها عن حسم قراره و يهم بالنطق بها فتتوه و تتبعثر الكلمات و كأن هناك من ينفخ فيها بمجرد خروجها من بين شفتيه !
هنا أرتاب مارك فى أمر حازم عندما وجده متذبذباً و عاد عليه سؤاله ليفيقه من شروده الغير مفهوم بالنسبة له و هو يلاحظ عليه ذلك منذ بدء الأجتماع !
فأنتفض حازم أنتفاضة طفيفة و نظر فى صرامة لمارك و هم أن ينطق ثم صمت مرة أخرى لثوان بعدها أنطلقت الكلمات من فمه و أكد على مارك موافقته على عرض مستر سولى ليصبح ضلعاً أخر فى مثلث القادة ..
تنفس مارك الصعداء و عاد أطمئنانه لصحة توقعاته فيما يخص موافقة الثلاثة على عرض مستر سولى , و عليه نظر فى ثقة لفريدة منتظراً أن تدلى بموافقتها فيخبرهم بالخطوات التالية و يبدأ فى أتمام أجراءات تعيينهم
أضلاع مثلث قادة الفرع الثامن ..
ترقب الثلاثة قرار فريدة و هى تعلنه لكنها خلفت توقعات الجميع !
فاجأت فريدة الحضور بقرارها و هو عدم قبول عرض مستر سولى !
فأصابتهم جميعاً بالصدمة و عندما تدارك مارك ذهوله سألها فى رفق لأمتصاص غضبها الذى حاولت أخفائه لكنها فشلت ..
فقال لها : هل من حقى أن أعرف سبب الرفض ؟!
فقالت له : حقك تعرف زى ما أنا حقى أرفض ..
أخبرته فريدة أنها لا تشبه الفتاة التى فتحت لهم باب السويت ليظن مستر سولى أو يسمح لنفسه و يطلب منها أن تعتمد على مفاتنها فى أطلالتها فى فيديوهات و تستغل جمالها كوسيلة لجذب الأعضاء ..
أنزعج مارك لكلامها و هو يحاول تذكيرها أن مستر سولى ذكر لها أن متابعينها الذين سيشاهدون الفيديوهات من الأناث و الذكور و ليسوا ذكوراً فقط !
فوضعت فريدة مارك فى خانة اليك عندما ذكرته هى الأخرى و قالت له من يرحب بظهورى فى فيديو بل و يسعى للتواصل معى أثر ذلك كما ذكر مستر سولى يكون من الأناث ؟!!
أفتقد الأحساس بالراحة النفسية للأمر برمته و أعتذر عن عدم
قبولى العرض فهو لا يناسبنى !!
و أستأذنت للأنصراف فقام مارك كالنائم مغناطيسياً لتوصيلها للباب فشكرته و غادرت السويت ..
عاد مارك لمقعده مرة أخرى و كان شارد الذهن و عيناه تحلق فى لا شئ لكنه أنتبه لسؤال نضال له : أيه الوضع دلوقت ؟
أجاب مارك : الأمر متوقف على موافقتكم أنتم الثلاثة لأكتمال أضلاع المثلث .. كدة الموضوع متعطل لحين موافقة فريدة ... و ستوافق و وقتها سنبدأ نقطة الأنطلاق لتنفيذ خطة العمل ..
عقد نضال حاجبيه و سأل مارك : أيه المقصود من أنها ستوافق ؟؟ أيه مصدر ثقتك فى الموافقة ؟!
أستمر مارك فى مراوغة نضال فى الحديث و قال له : فريدة حسمت قرارها و هى منفعلة .. أكيد لما تهدى هتعيد تفكير و مش هتضيع فرصة زى دى ..
نضال : و لو محصلش ؟
مارك : ساعتها هندور على بديل مماثل بس دة هيحتاج لوقت طويل ..
صمت مارك ليأخذ شهيقاً و بعد أخراجه زفيراً نظر لحازم و نضال و أخبرهما أنه سيكون على أتصال بهما الفترة القادمة و وعدهما أنه سيعمل على أيجاد حل سريع .. و فى أقرب وقت سيتصل بهما و يخبرهما ببدء تنفيذ خطة العمل ..
ثم هبوا واقفين و هموا بالأنصراف لكن طلب منهم مارك الأنتظار للحظات و أختفى عن أعينهم دقائق ثم ظهر مرة أخرى حاملاً بين يديه كرتونات قام بوضعها على المنضدة أمام حازم و نضال و أخبرهما بأن لكل منهما نصيب من هذه الكرتونات و منح كل واحداً منهما كرتونة تخفى بداخلها شاشة سمارت 32 بوصة موديل The Eye و أيضاً علبة كرتون صغيرة بداخلها
هاتف محمول موديل The Eye
فأبدى نضال و حازم دهشتهما بخصوص ذلك فأخبرهما مارك هذه هى هدية شركة الأخطبوط من قبل مستر سولى الذى وعد بها فى أخر الأجتماع ..
فأعلنا عن سعادتهما لهذا التقدير و أخبرا مارك أن البداية تبدو جيدة و أستأذنا للأنصراف لكن طلب منهما مارك أن ينتظرا للحظات و أجرى محادثة هاتفية بعدها أخبرهما أن هناك سائق فى أنتظارهما أمام الفندق سيقوم بتوصيلهما ألى حيث يرغبان ..
هنا أكد نضال و حازم على مارك أن البداية حقاً جيدة
فضحك الثلاثة ثم أنصرفا الأثنان ..
***********************
مرت أيام على الأجتماع المشهود و قد عبر مستر سولى فور أنتهاء الأجتماع لمارك عن غضبه لتأخير لحظة البداية , فعامل الوقت له مكانة مهمة عند مستر سولى فهو من المطلعين على قيمة الوقت و أهمية أستغلاله لذلك أمر مستر سولى أن يستخدم مارك الخطة البديلة لمثل هذه الأزمات ..
******
فى اليوم الثالث بعد يوم أنعقاد الأجتماع كانت فريدة عائدة لمنزلها بعد يوم عمل فى محل - وشم و رسم - دخلت فريدة المنزل باحثة أولاً عن والدتها لتقبلها قبل أن تذهب لغرفتها لتبدل ملابسها و تخلد للنوم لكنها لم تجدها فى غرفة الليفنج كما أعتادت فى هذا التوقيت و بحثت عنها فى الشقة حتى وجدتها فى غرفة نومها كانت جالسة على السرير خافضة أضاءة الغرفة و كانت فى حالة يرثى لها .. هلعت فريدة لحالتها النفسية المأزومة التى تبدو عليها و سألتها ماذا أصابها , الحاجة سهام كانت تحاول جاهدة أخفاء دموعها و قد لاحظت فريدة ذلك مما زاد من توجسها فتوسلت لوالدتها أن تخبرها ماذا حدث .. كان القلق مسيطر على فريدة مما أجبر الحاجة سهام على أن تخرج عن صمتها و تقرر أن تصارح فريدة بسراً كانت تخفيه عنها فذكرتها بأمر الجمعية التى أشتركت فيها و قبضت الدور الأول و تم أيداع مبلغ الجمعية و قيمته ستون ألف جنيهاً فى مقدم لشقة جاسر و تلتزم معها فريدة كل شهر فى سداد أقساط الجمعية و أقساط الشقة فأكدت لها فريدة أنها تتذكر كل ذلك جيداً و سألتها فريدة هل هناك تقصير من طرفها تجاه هذه الأقساط لكن عبرت لها الحاجة سهام عن مدى رضائها عنها و تدعو لها دائما بالصمود و التوفيق على ما تتحمل من أعباء ليست ملزمة بها .. فزادت حيرة فريدة و التى ألحت على والدتها أن تخبرها عن سبب حزنها العميق الذى وقعت فريسة له ..
تنهدت الحاجة سهام ثم أخبرت فريدة أنه ليس هناك جمعية و الأقساط التى تأخذها من فريدة للجمعية تدخرها حتى يتجمع مبلغ عشرة ألاف جنيه فتذهب لرجل قد أقترضت منه المبلغ كله على أن تعيده له مضافاً عليه قيمة الفوائد و تسدد له العشرة ألاف فى مواعيد متفق عليها و تأخذ منه أيصالاً من أيصالات الأمانة التى كتبتها على نفسها فكل أيصال بقيمة عشرة ألاف جنيهاً ..
هنا صعقت فريدة و سألت والدتها لماذا لم تخبرها بما فعلت قبل أن تقدم عليه فأخبرت الحاجة سهام أبنتها فريدة أنها كانت بالطبع سترفض و كان يتحتم تجهيز المبلغ لأقتناص فرصة أبتياع شقة جاسر بهذا السعر المناسب جداً لهم ..
كانت فريدة تحاول أستقبال الخبر و التعامل معه فأنتبهت و سألت والدتها و ماذا بعد ؟؟
و كانت تخمن أنه مازال فى الأمر أسوأ مما سمعت لكن صدمتها الحاجة سهام بأكثر من توقعها عندما أخبرتها أن هذا الرجل تحولت معاملته فجأة و خلف أتفاقه و يطالبها الأن دون سبب مفهوم بسداد المبلغ كاملاً و سيسلمها الأيصالات أو سيقدمهم لقـسـ ـ ـ
هنا صرخت فريدة وقالت لها لا تكملى و قد نزل الخبر على فريدة كصاعقة كهربائية شلت حركتها و تفكيرها و لكن أنهمرت الدموع من عينى والدتها مما دفع فريدة لأن تجذبها تجاهها لتعانقها و بكت فريدة هى الأخرى و طمأنتها أنها حتماً ستجد حلاً و طلبت منها أن لا تحمل هماً لهذه المشكلة ..
****************
غادرت فريدة غرفة والدتها وهى تجر قدميها جراً متجهة لغرفتها و الدنيا تدور بها لما سمعته مما أكد لها أن ليس أمامها سوى خياراً واحداً ستفعله على دون رغبة منها لتفدى والدتها و تنقذها من أن تأخذ لقب غارمة .. دخلت فريدة غرفتها و تناولت هاتفها و قد بهتت ملامحها و بدت و كأنها زومبى و قامت بالأتصال برقم أعطاه لها مارك لتتمكن من التواصل معه أذا غيرت رأيها و قد حدث و فعلت و هى مرغمة على ذلك ..
رد مارك فتفوهت فريدة بكلمة واحدة : موافقة !
فرد مارك بكلمة واحدة أيضاً : عظيم !
*************************
فكرة أنشاء جروب على الواتس يجمع فريدة و نضال و حازم .. لفريدة الفضل فيها بغرض سهولة التواصل فيما بينهم لأستقبال أى تطورات تخص مهمة العمل و التى تم تكليفهم بها .. و لذلك فيجب أن تنسج خيوط التواصل و تتنامى فيما بينهم من أجل انجاح مهمتهم فى تأسيس الفرع الثامن لكيان الأخطبوط ..
خططت فريدة لأن تـنجز تكوين فريقها التسويقى لتحقق بذلك المقابل للعربون الذى ستتقاضاه مسبقاً و الذى ستسدد منه دين والدتها فور الحصول عليه ثم تتنحى بعد تكوين فريقها التسويقى عن منصبها فى الشركة و تغادرها و قد سددت ما عليها بُمهاداة الشركة بفريقها التسويقى ..
عبر حازم فى أول محادثة جماعية على جروب - مثلث القادة - و قد أجمع ثلاثتهم على تلقيب الجروب بهذا الأسم .. و سأل فى محادثة كتابية :
ما رأيكم فى الأجتماع ؟
فردت فريدة كتابياً : كان لقاء ثقيل على أقل تقدير ..
فرد حازم بأيموشن ضحك بينما أكتفى نضال بأرسال أيموشن لايك ..
كتبت فريدة : أنا كلمت مارك و بلغته موافقتى .. و بعتذر ليكم ياريت محدش يستغرب أو يسألنى السبب لأن ليا أسبابى و أفضل الأحتفاظ بها لنفسى !
كتب كلاً من نضال و حازم على الجروب رداً يفيد بأحترامهما
لقرارها و تقديرهما لها .. بينما كتب نضال فى محادثة أخرى لحازم على الخاص فيما بينهما : مارك كان مكشوف عنه الحجاب باين لما توقع فى تأكيد
أن فريدة هتوافق !!
كتب له حازم : غريبة فعلاً .. بس بلاش نضايقها و نجرف تفكيرها للمجهول فى حاجة مش هتفيد و مش مؤكدة .. من الأصلح التركيز على الطريق لأحضان الثروة ..
و عاد الأثنان مرة أخرى لمحادثة الجروب فأكتشفا أن فريدة تاركة رسالة تفيد أنها أغلقت المحادثة و ستكتب لهم عند حدوث أى تطورات جديدة ..
فغادر الجميع المحادثة و كانوا فى أنتظار لأتصال من مارك يوضح لهم سيناريو الفترة القادمة ..
******************************
رتب مارك مقابلة مع مثلث القادة فى سويت مستر سولى و فى هذه المقابلة تم شرح مارك لكثير من الأمور و التى تخص التعرف على سيستم العمل و الأنخراط فيه و كيفية أستخدامه لبدء العمل به و تكوين فرقهم التسويقية و أضاف للحديث أن لهم صلاحية التواصل مع مثلثات القادة فى الفروع الأخرى لأكتساب الخبرة عندما يحتاجون لذلك ..
و فى نهاية المقابلة قام مارك بتسليم ثمانى ألاف دولار لكل واحداً منهم و أخبرهم أن هذا مبلغ زهيد بالنسبة للعمولات التى يمكن أن يحققوها أذا نجحوا فى مهمتهم و أتفق معهم أنه فى الغد سينهى أجراءات تسجيل توكيلات الأدارة لسياراتهم الجديدة بالشهر العقارى و فى الساعة الثامنة مساءٍ سيتسلموا سياراتهم ..
أنفرجت أساريرهم عند سماع هذه الأخبار و أكدوا أنهم سيكونون على قدر الثقة التى منحها أياهم مستر سولى .. و بدا الرضا واضحاً على وجه مارك و هو يخبر فريدة أن هناك سيارة أمام الفندق ستقوم بتوصيل كلاً منهم لمقصده و أن لها أمانة محفوظة من المرة السابقة و أتصل بالسائق ليحضر فى السويت و طلب منه توصيلهم و هو يحمل الشاشة السمارت و الهاتف المحمول ماركتى The Eye و قد حملهما عن فريدة و أنصرفوا جميعا ً لحين لقاء الغد فى الثامنة مساءٍ ..
******************************
حين تحرك السائق بالسيارة و سأل الثلاثة عن وجهتهم بادر نضال بالجواب و طلب منه أن يقوم بتوصيل فريدة أولاً فسألها السائق عن مقصدها و قد كانت تجلس بالمقعد المجاور له و يجلس نضال و حازم بالكنبة الخلفية .. فطلبت منه أن يذهب أولاً لأقرب شركة صرافة لتبيع الدولارات التى قبضتها و تبدلها بالعملة المصرية لأنها فى أشد الأحتياج لأن تنهى ذلك فى أقصر وقت من أجل قضاء أمر بالغ الأهمية بالنسبة لها بمجرد وصولها المنزل ..
كان السائق مكلف من مستر سولى شخصياً أن ينفذ ما يطلبه منه أضلاع مثلث القادة .. بعد أن تمكنت فريدة من أنهاء مهمتها داخل شركة الصرافة بمساندة نضال و حازم عادوا جميعاً للسيارة ثم توجه بهم السائق الى الحى الذى تقيم به فريدة و ما أن وصلوا حتى نزل السائق و فتح حقيبة السيارة و أخرج كرتونة الشاشة و حملها لفريدة ألى مدخل العقار فشكرته بعد أن ودعت نضال و حازم و أصرت على أن تحملها عنه لينصرف كى يتمكن من
أنجاز ما تبقى له من أعمال ..
عاد السائق للسيارة و هو يسألهما عن وجهته هل هى لمحطة القطار أولاً أم يبدأ مشواره بفيلا نضال .. فطمأنه نضال أن أمامه مشواراً واحداً بعدها سيعود أدراجه مرة أخرى ..
طلب منه نضال أن يقوم بتوصيلهما لفيلته ثم يغادر بعدها لحيث يرغب فتعجب حازم لكن أستدار له نضال الذى أنتقل للمقعد الأمامى بعد نزول فريدة و همس له نضال و قال له ستكون فى ضيافتى الليلة
و ستقيم معى لحين تسلـُم سياراتنا غدا ً..
ما أن نطق حازم بكلمة لكنـ ـ ـ حتى قاطعه نضال و أقسم أنه لن يحدث غير ذلك و أكد على السائق طلبه بعد أن كرره له ..
*******************
كان طارق العايق يجلس على مقهى بلدى قريب من منزل فريدة عندما ظهر مشهد نزول فريدة من السيارة يتبعها رجل يحمل عنها كرتونة أمام عينيه , هذا دون ترتيب مسبق منه لرؤيتها و لكن لا ينفى ذلك أنه يجلس على مقهى بالقرب من منزلها بغرض رؤيتها أن سنحت الفرصة لذلك و قد تطور مظهر الزى الذى يرتديه العايق بعد أن أصبح يرتدى عمة ملونة ملفوفة على رأسه لتخفى جبينه و يرتدى من الزى ما يلائم أرتداء العمة بعد أن لبستها له فريدة مضطراً .. كان يبدو و كأنه يرسم فى ذهنه خريطة بمواعيد تحركاتها , ما أن ظهرت فريدة أمام عينيه فأخذ يترقب خطواتها فى تمعن و يتفحص ما كان يحمله السائق و سلمه لها عند مدخل العقار الذى تقطن به حتى أختفت عن ناظريه و قد أبتلعها مدخل العقار ..
ما أن دخلت فريدة شقتها حتى وضعت ما تحمله و أتجهت مسرعة تنادى على والدتها حتى ألتقتها و مازال الحزن يخيم عليها و طمأنتها أنه فى غضون ساعات قليلة سينتهى الأمر و لن يكون لمشكلة الأيصالات وجود و فتحت الحقيبة الممسكة بها و أخرجت لها رزم النقود فأصاب الحاجة سهام القلق أكثر و سألتها من أين كل هذه النقود فقالت لها فريدة : بعدين .. المهم دلوقت هاتى رقم الندل دة علشان أكلمه و أروحله ..
أتصلت فريدة بالرجل مرابى القروض و كان فى مشواراً بعيداً عن مكتبه لكن بمثابة علمه بغرض أتصال فريدة حتى وعدها أنه فى غضون ساعة سيكون فى مكتبه و فى أنتظارها !
جهزت فريدة المبلغ كاملاً المتبقى على والدتها و كانت الحاجة سهام قد أعدت وجبة الغذاء على مجئ جاسر أيضا من الجيم فجلس الثلاثة الحاجة سهام و فريدة و جاسر على طاولة السفرة و تناولوا وجبة الغذاء بعدها سحبت فريدة حقيبة النقود و قررت الرحيل حتى تذهب و تنهى الورطة التى وقعوا بها لكن والدتها طلبت منها أن لا تذهب بمفردها و تصطحب شقيقها جاسر معها فرفضت لكن أرتاب جاسر فى الأمر و كان لا يعلم عنه شيئاً فأنتابه شعور بالخطر بسبب الغموض الذى يحوم حول كلامهما لكنه فى النهاية أصر أنه سيلازم فريدة و لن يتركها فأستسلمت فريدة فى النهاية لأصرارهما و تحركت فريدة مع جاسر و توجه الأثنان لمكتب المرابى ..
ما أن وصلت فريدة و جاسر للعنوان حتى وجدت الرجل فى مكتبه فى أنتظارها فألقت السلام ثم قالت له : غريبة !
فسألها الرجل فى أهتمام عن ما هو الغريب ؟!
فأجابت فريدة فى جدية و أخبرته أن من الغريب أنه ألتزم بكلمته و بوعده لها أنه سيكون فى أنتظارها فى مكتبه و حدث بالفعل .. فيبدو لمن لا يتعامل معه و لا يعرفه أنه رجلاً على كلمة واحدة .. فأنزعج الرجل و تسلل له أحساس أن فريدة تهزأ به لكن أستطردت فريدة و أخبرته : أنه عندما أتفق و وعد و الدتها أنه لن يفعل شئ بالأيصالات مادامت ملتزمة معه بالسداد فى المواعيد المتفق عليها هى ألتزمت لكنه لم يلتزم و أخلف وعده و نقض عهده معها !
قال لها الرجل بنبرة غضب : ماذا تريدين بالضبط ؟
فأخرجت فريدة المبلغ المتبقى علي والدتها و رصته بعجرفة أمامه على المكتب و قالت له هذا ما يخصك .. و أخرجت خمسة ألاف جنيه و رزعتهم على المكتب بجانب الرزم المرصوصة و قالت له و هذا لك بشرط أن تخبرنى السبب الحقيقى وراء مطالبتك فجأة بسداد قيمة الأيصالات و تهديدك لوالدتى بهم ؟!
كان الرجل يتظاهر بأنه مازال غاضبا لطريقة فريدة و أنها تتهمه بأمور غير مفهومة و أن ليس هناك سبباً غير أحتياجه المفاجئ للنقود لذلك طالبها بها .. ثم أخرج الأيصالات التى تخص الحاجة سهام من درج مكتبه و مد يده بها لفريدة ليسلمها أياها و هو يخبرها : شرفتونى ..
هنا أنفعل جاسر على الرجل فكان واضحاً أنه يطردهم لكن بطريقة مغلفة مما أثار غضب فريدة و جاسر فزمجر جاسر و تطور الأمر عندما هجم جاسر على الرجل و كاد أن يكيل له لكمة لكن صرخت فريدة فى شقيقها ليترك الرجل بعد أن بدأ بعض الرجال يتوافدون من الخارج على أرتفاع صوتهم و هنا دست فريدة الأيصالات فى جيبها بعد أن تفحصتها جيداً لتتأكد منها ثم قبضت على الخمسة ألاف جنيه و أنتزعتهم من على مكتب الرجل و جذبت جاسر من ذراعه
و أنصرفا من مكتب المرابى ..
**************************
دخل حازم على حرج فيلا نضال لكن أسلوب نضال معه داخل الفيلا رفع عن حازم الحرج و طلب منه نضال أن يعتبر نفسه فى منزله فشكره حازم و سأله عن الحمام فصعد معه نضال للطابق العلوى حيث غرفته و غرفة للضيوف و غرفتان الرياضة و باقى الغرف .. ثم أخبره بموقع الغرفة التى سيقضى فيها ليلته و أشار له لموقع الحمام ثم رحل نضال متجهاً للطابق السفلى و سلك الممر الممتد فى جوف الفيلا حتى وصل للباب الخشبى الضخم ليتأكد من أحكام غلقه حتى لا يترك شيئاً يحدث بمحض الصدفة فيتعرض للمفاجأت مثلما حدث سابقاً مع أسر ..
ثم عاد و أجهز وجبة غذاء دسمة و تناولها هو و حازم فى نهم و قضوا وقتاً ممتعاً فى التعارف على بعضهما أكثر مما جعل العلاقة تتنامى بينهما شيئاً فشيئاً و قد بدأ ذلك منذ تطور الأحداث بعد الأجتماع المشهود ..
*****************
فى اليوم التالى ألتقى نضال و حازم و فريدة بمارك و الذى قام بدوره بتسليم كل واحداً منهم سيارته الملاكى الحديثة و معها توكيل أدارة مسجل فى الشهر العقارى كما أتفق معهم .. أخبرهم أنهم قريباً جداً سيشرعون فى تنفيذ أولى خطوات خطة العمل و ودعهم ثم أختفى داخل سيارته التى فى ثوان معدودات كانت قد أختفت هى الاخرى عن الأنظار ..
ودع أيضاً الثلاثة كلاً منهم الأخر و لكن حازم ودع نضال بحرارة و شكره كثيراً لحسن ضيافته مما أكد شكوك فريدة بخصوص أمر نضال و حازم منذ يوم عيد ميلاد أسر ثم تأمل حازم سيارته غير مُصدق ما حدث و ركبها و أختفى عن الأنظار هو الأخر ..
بعدها نضال سأل فريدة هل تجيد القيادة أم يساعدها و يقوم بتوصيلها فشكرته و أخبرته أن بحوزتها رخصة القيادة الخاصة بها و هى كانت تقود سالفاً على فترات متقطعة مما يجعلها تحتفظ بمهارتها فى القيادة كما أخبرته أن القيادة لا تنسى ثم ودعا بعضهما و توجه كلاً منهما لسيارته الجديدة فى نشوة قاصدا طريقه ..
***********************************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل السادس
- 6 -
لم ينتهى الأجتماع عند أعلان مستر سولى ذلك و مغادرته أجواء الأجتماع بل سينتهى عندما ينتزع مارك من أفواه الثلاثة
ما يفيد بقبولهم لعرض مستر سولى ..
كان مارك يحتسى فنجان القهوة الذى لا يتذكر رقمه و هو يتابع الحالة الذهنية لنضال و فريدة و حازم و قد بدا علي رؤوسهم أنها أصبحت حبلى بالأفكار .. سادت لحظات صمت عميق كان يتناول فيها الضيوف مشروبات غازية فى كانزات كانوا قابضين عليهم بأيديهم و محتفظين بهم بعد أن أفرغوا ما بداخلهم فى جوفهم غير مقتنعين بأن يضعوهم على المنضدة لأنهم بذلك سيضعون الكانزات على رزم الدولارات لكن باغتتهم فريدة و قد وضعت الكانز الخاصة بها أمامها على المنضدة على واحدة من رزم الدولارات و كأنها أشارة تعلن بها عن شئ ما بداخلها , لكن حازم سأل مارك عن مكان سلة المهملات فأبتسم مارك لأنه لاحظ على نضال و حازم موقفهما المضاد و رفضهما لوضع الكانزات أمامهما و مد يده لحازم و نضال ليأخذ منهما الكانزات ليلقيها جانبه فى سلة مهملات مزودة بسينسور فتعمل بحركة اليد من على مسافة قريبة ..
جدير بالذكر أن فعل فريدة أثار أنتباه الحاضرين لكن لم ....... [المزيد]