البداية : في غرفتي جالس لوحدي أتصفح أحد الكتب التاريخية الموجودة في مكتبتي اقلب صفحات واحدة تلوى أخرى اقرئها بدون تمعن أغوص في عزلتي بعيدا عن واقعي الذي أصبح موحش بت لا أطيقه سبيلي الوحيد هو الهروب ، اهرب و أفر من هذا العالم اللعين ولا أجد شئ يؤنس وحدتي سوى تلك الأوراق التي ارسم عليها احلامي الضائعة بقلم اسود حالك كسواد واقعي والكتب التى بها اسرح بخيالي أنا على يقين تام أن هناك شيء معي في وحدتي ام أنه مجرد ضرب من خيال اعلم اني لوحدي بين جدران غرفتي لكن أشعر بذالك الشئ يراقبني نعم أنا أشعر أيضا بتلك الأنفاس الحارة في عنقي كأنما أحدهم يجلس خلفي يتصفح معي الكتاب الذي بيدي ويشاركني غرفتي وتفاصيل حياتي شئ دافئ يحتضنني عندما انهمر في بكاء شئ يحاول أن يكون بجاني دوما اعتقد احيانا أنه يراقبني ، لا أعلم ماهو أو ماهي ماهيته لكن كل ماأدركه أنه يلازمني منذ مدة ليست بقصيرة ذات مرة اذكر اني ذهبت للمطبخ ليلا لأشرب كوب ماء بارد عله يطفئ غليل ونار قلبي لمحة ذالك شيء كان خلفي شعرت به و بأنفاسه المتقطعة متأكد اني لمحته لكن بمجرد أن إلتفتت اختفى استدرة مرة أخرى وحدث نفس الشيء كأنه يريد اللعب معي لعبة الإختباء ولسوء حظي أني سئ فيها أخبرت عائلتي بما حدث و عن ما أعانيه من كوابيس وهواجس تحرم عيني لذة النوم وتعكر صفو حياتي وصفوني بالمجنون و اني اتوهم و خصوصا ابي الذي تذمر كثيرا لا أدري لما هوا ليس راضي عني مع علم اني درست جيدا واجتهدت لأدخل الكلية التي اختارها لعلي انال رضاه وحدث ما أراده وأصبحت دكتور في الصيدلة اعمل ليل نهار لأجعله فخورا بي ومع هذا لا يزال غير راضي أو ربما أنا أعتقد هذا فقط ، وأما عن اصدقائي كنت محط لسخرية عندهم حتى تلك التى اضعت نفسي في حبها ولم تصدقني وتغيرت مشاعرها تجاهي منذ أن أخبرتها بما مررتبه اتذكر كيف أطلقت تلك الضحكة العالية وقالت بعدها " هل بدأت بالتخريف وأتلف عقلك وانت في لم تتجاوز العشرين " تقدمة لها رفضتني لسبب تافه متحججة بأنها لا تستطيع العيش مع شخص يتوهم كثيرا تلك التى قالت لي يوما اني شمعة التي تنير لها حياتها ولكن أنا الغبي نسيت أن شمعة تذوب لتنير عتمة لغيرها وفي نهاية تستبدل خرجت مثل كل يوم على ساعة خامسة صباحا بعد ادائي لصلاة في مسجد ، احب السير في هذا الوقت حيث تكون الشوارع خالية الكل نيام ، هدووووء يعم الأزقة ، تسمع فقط صوت اوراق الاشجار التي حركتها نسمات الرياح الباردة فجرا ، استنشق الهواء العليل الذي يزيل همي ويشرح صدري ليدفعني للإستمرار والعيش يوما آخر اعود للمنزلنا البسيط لأجد امي قد استيقظت بالفعل و بدأت بتحضير فطور تقابلني بابتسامتها المعتادة صباح الخير يا عاصم ، خرجة باكرا كعادتك __انتِ تعلمي أني أحب المشي في هذا الوقت عاصم __أخبرني يا أماه لماذا تغيرت طباعك أخبرني مما تشكو يا بُني . __ اعتقد اني أخبرتك وحتى انتِ لم تصدقيني على كل حال لم اعد اهتم حتي أنتِ يا أماه لا تهتمي ، أنا صاعد لغرفتي أن لأرتاح قيلا قبل ذهابي لعمل . توقف كل مرة تتهرب من سؤال بطريقة أو بأخرى لن ادعك اليوم قبل أن أفهم مالذي حل بك ليجعلك هكذا . بالطبع انها امي الشخص الوحيد الذي لا يمكن أن ارفض له جلست تنفيذا لطلبها ولم اتفوه بحرف واحد ظلت تحدق بي و كأنها تترجاني بعينها لأتكلم و أخبرها ، ولكن بماذا أخبرها ، أخبرتها من قبل ولم تصدقني ولم يصدقني أحد . عاصم طلبت منك الجلوس لنتحدث لا لتبقى ساكت ، أنا امك أنا يمكنني أن افهمك واصدقك فقط افتح لي قلبك __ لا أعلم ما سأقوله لك . حدثني بالتفصيل عن مايرهقك يا صغيري ، صدقني إن قلب الأم يتمزق عندما ترى أطفالها يعانون ولا تستطيع فعل شيء لتخفيف العبء عنهم __ صدقيني إذن ، اني امر بمرحلة صعبة حقا منذ وفاة اخي الصغير احمد منذ ذالك الوقت وأنا أشعر بأن شيء ما يلاحقني حتى في غرفتي وحدي أشعر به يترقبني انه ملازم لي فعلا صدقيني اني احس بأنفاسه و احس به يداعب شعري حتى في عملي يتبعني أصبحت اسمع صوت ينادي بإسمي ، ناهيك عن الكوابيس التي بالكاد استطيع النوم بسببها ، نفس الكابوس يتكرر . وماذا ترى فيه __ أرى نفسي في غرفة سوداء كبيرة لا يوجد بها نافذة ولا حتى باب موجود فيها فقط صورة ، صورة كبيرة معلقة على جدار ، وذالك الشئ لم استطيع رؤيته لكنه كان يمسك برأسي ويوجهه نحو تلك الصورة يأمرني بالنظر إليها و كلما نظرت بداخلها رأيت أشياء مرعبة تتحرك داخلها ، وعند قولي مرعبة فأنا أعني ما اقول إضافة إلى تلك الوساوس والأصوات التي أسمعها غريبة جدا لا أعلم بأي لغة كانت ولكنها كانت غريبة جدا بدت لي مألوفة بعض كلماتها بالعربيه ولكن لم يكن بإستطاعتي فهمها....، لا عليك دعينا من هذا يا امي . هذا كابوس أيضا أصبح يلازمني . رغم مرور خمس سنوات كاملة على فراقه اعتقد يابني انك لازلت متأثر بوفاة اخيك __ صحيح أن فراقه اثر فينا كلنا لكن لا أظن أن لوفاته دخل بما أمر . انظر يا عاصم اقترح عليك الذهاب لطبيب نفسي علك تتخلص من كوابيس وهلوسات __ كنت متأكد انك لن تقتنعي ، وما دخل طبيب النفسي في حالتي وما دخله . قلتها بغضب ونهضت من مكاني من البداية كنت أعلم أنها لن تصدقني ، خرجت بتجاه الصيدلة لأزاول عملي و امضي الوقت الذي أصبح بطيئ يكاد أن يمر وعلى تمام ساعة ثالثة زوالا جاءت لصيدلية عجوز ترتدي ثياب سوداء بالية شحبة الوجه شديدة بياض الشعر ، ابتسمت لي فظهرت أسنانها الصفراء و إحدى أنيابها من ذهب تنبعث منها رائحة العفن لم استطع تحملها جلست ولم تتفوه بأي كلمة بادرة بالحديث معها فسئلتها مما تشكو وعن اي دواء تبحث لأساعدها و تخرج فلم يكن بإستطاعتي تحمى تلك رائحة العفنة ، بقيت على حالها و لم تجاوبني أعدت طرح سؤالي ظنن مني أن سمعها ضعيف : ياااا خالة مالذي جاء بك ، اعطيني وصفة طبية لأرى ماذا تحتاجي أجابت هذه المرة ولكن لم افهم اجابتها كانت تموه لشئ ما كل ما فهمته من كلامها ذالك أنا تريد أن تلقاني في الكوخ الخشبي في غابة ، تعجبت من كلامها كثيرا مالذي قد تريده مني عجوز اسلوب كلامها بعث في روحي بعض الشك و الخوف خصوصاً عندما كانت على وشك الخروج تفحصتني بعينها الجاحظتين واردفت قائلة : إياك أن تنسى أنا في نتظارك خرجت وتركتني في حيرة من أمري ، أكملت عملي وعدت لمنزلي توجهة لأمي اولا فقد انتابني تأنيب الضمير من غضبي عليها في حوارنا السابق قبلة جبينها و طمأنتها اني سأحاول أن اتجاهل هذه الكوابيس واركز على حياتي وبناء مستقبلي فرحة كثيرا عند رؤيتي لها تبتسم ، صعدت لغرفتي ألقيت بجسدي المتهالك فوق السرير لأرتاح قليل ريثما يجتمع الجميع لتناول العشاء ، أغمضت عيني وغفوة لبرهة ولم ارى في منامي ذالك الكابوس اللعين ، لقد كان مختلف رأيتك تلك العجوزة تصرخ في وجهي تأمرني بالذهاب إلى مكان الذي أخبرتني عنه وظلت تردد نفس كلمات حتى أفقت مفزوع على صوت اختي وتين اتصبب عرقا تأه في دوامة من الأفكار المتداخلة لم افهم شيئا من كلام العجوزة ولا من منام الذي رأيته (وتين ) : عاصم ..... يا عاصم ، اين انت شارد اني اكلمك __ اعذرني أنا متعب قليلا (وتين ) : هيا للعشاء ومن ثم اخلد للنوم تبدو شاحبا فعلا ، يبدو أن اليوم كان مليء بالعمل المرهق __ صحيح ماقلتهم حدثت بعض الاشياء جعلتني منزعج قليلا جلست وتين بحانبي ووضعت رأسها على كتفي أغمضت عيونها شعرت بالراحة معها رغم أن عمرها ثامنة عشرة الا انها في نظري اختي صغيرة وطفلتي ذات الخمس أعوام __ وتين هل هناك مايقلقك (وتين ) : صراحة نعم __ وما هوا أخبرني لعلي اساعدك عدلت من جلستها وبدا على وجهها التوتر شعور في داخلي يخبرني انها بصدد قول شيء سيصدمني وهذا ماحدث فعلا (وتين ) : الم تقل أنك تعاني من الكوابيس و تشعر أن هناك شيء يلازمك __ دعك من هذا الموضوع قررت أن اتخطي كل هذا لايهم لا تتعبي دماغك الجميل هذا في أموري التافهة ربما يجب أن أذهب لطبيب نفسي فعلا كما قالت امي ( وتين ) : أنا اصدقك ، اصدقك في كل ما قلته توقفت لمدة وانا أحدق بها هل هي تقول هكذا لتواسيني أم أن هناك سبب اخر __ مالذي جعلك تصدقيني هكذا فجأة (وتين وقد لمحة دموع متحجرة في مقلتيها تكبحها حتى لا تنزل ) : في الحقيقة اظن اني سأعاني مثلك ، منذ شهر تقريبا بدأت أرى كوابيس مثلك و اسمع اصوات ، اصوات أشخاص في غرفتي كنت اعتقد في البداية اني اهلوس وهذا بسبب الأرق الذي اعاني منه لكن الأمر زاد عن حده اصبحت اتعرض لهجمات وكأنما شخص ما يضغط على عنقي يريد قتلي ، انظر الى رقبتي كنت مذهول من هول ما سمعت وزادت دهشتي عندما رأيك اثار الخنق على عنق اختي ، خانتني الكلمات حقا في تلك اللحظة لم اجد ما أقوله بقيت انظر لأختي التى بدأت تذرف الدموع تأكدت أن كل ما أمر به ليس من نسيج خيالي و ليس تأثرا بوفاة شقيقي احمد (وتين ) : الن تقول شيء __ حقا لا أعلم ما سأقوله لك لم اجد تفسيرا لكل هذا كل ما اعرفه اني لست مجنون كما وصفتموني (وتين ) : تعبت كثيرا من هذا أصبحت أخشى الجلوس بمفردي وأخشى النوم ، أنا التي سأجن قريبا __ ألم تخبري أحدا (وتين ) : لا لم أتجرئ لقول هذا ، فأنا على يقين تام اني سأسمع ماسمعته أنت __ لا عليك أنا معك على أقل يوجد شخص يصدقك وبجانبك ، هيا الان معي لتغسلي وجهك الصغير هذا ولننزل لتناول العشاء فقد تأخرنا وان احتجتي اي شيء تعالي عندي. ❝ ⏤Safa Dahmoun
في غرفتي جالس لوحدي أتصفح أحد الكتب التاريخية الموجودة في مكتبتي اقلب صفحات واحدة تلوى أخرى اقرئها بدون تمعن أغوص في عزلتي بعيدا عن واقعي الذي أصبح موحش بت لا أطيقه سبيلي الوحيد هو الهروب ، اهرب و أفر من هذا العالم اللعين ولا أجد شئ يؤنس وحدتي سوى تلك الأوراق التي ارسم عليها احلامي الضائعة بقلم اسود حالك كسواد واقعي والكتب التى بها اسرح بخيالي أنا على يقين تام أن هناك شيء معي في وحدتي ام أنه مجرد ضرب من خيال اعلم اني لوحدي بين جدران غرفتي لكن أشعر بذالك الشئ يراقبني نعم أنا أشعر أيضا بتلك الأنفاس الحارة في عنقي كأنما أحدهم يجلس خلفي يتصفح معي الكتاب الذي بيدي ويشاركني غرفتي وتفاصيل حياتي شئ دافئ يحتضنني عندما انهمر في بكاء شئ يحاول أن يكون بجاني دوما اعتقد احيانا أنه يراقبني ، لا أعلم ماهو أو ماهي ماهيته لكن كل ماأدركه أنه يلازمني منذ مدة ليست بقصيرة ذات مرة اذكر اني ذهبت للمطبخ ليلا لأشرب كوب ماء بارد عله يطفئ غليل ونار قلبي لمحة ذالك شيء كان خلفي شعرت به و بأنفاسه المتقطعة متأكد اني لمحته لكن بمجرد أن إلتفتت اختفى استدرة مرة أخرى وحدث ....... [المزيد]
❞ هون على نفسك هون على نفسك و أرح قلبك يا صديقي أعلم أن شئ ما في قلبك يؤلمك ، و يعكر صفو حياتك يحرمك لذة ابسط الأمور لاعليك دع عنك كل هذا الألم والحزن وتذكر أن الله يعلم ما بك تحديدا ويعلم مما تشكو وما تعانيه ويعلم نيتك الحقيقية ياصديقي القمر إياك أن تحكم على حياتك من موقف سئ فالدنيا ليست موقف قد تحدث بعض الوقائع وتغير نظرتك ناحية الحياة ولتتعلم مما اصابك كلنا مررنا بمرحلة انتقالية في حياتنا ، لا تضيقها على نفسك وعشها كما هي ودائما هون على نفسك ب فكرة أن الله يعلم ما بداخلنا دون أن نبوح به ودون تقديم مبررات و شروحات يدري بكل حروبك الداخلية و حواراتك مع نفسك التي لا تنتهي يعلم يبتلينا الله ليختبر صبرنا و حسن ظننا به عز وجل و لنكفر عن ذنوبنا ، ودائماً ما نذوق مرارة الكسر العسر ليذقنا الله بعدها حلاوة الجبر والتيسير Safa dahmoun. ❝ ⏤Safa Dahmoun
❞ هون على نفسك هون على نفسك و أرح قلبك يا صديقي أعلم أن شئ ما في قلبك يؤلمك ، و يعكر صفو حياتك يحرمك لذة ابسط الأمور لاعليك دع عنك كل هذا الألم والحزن وتذكر أن الله يعلم ما بك تحديدا ويعلم مما تشكو وما تعانيه ويعلم نيتك الحقيقية ياصديقي القمر إياك أن تحكم على حياتك من موقف سئ فالدنيا ليست موقف قد تحدث بعض الوقائع وتغير نظرتك ناحية الحياة ولتتعلم مما اصابك كلنا مررنا بمرحلة انتقالية في حياتنا ، لا تضيقها على نفسك وعشها كما هي ودائما هون على نفسك ب فكرة أن الله يعلم ما بداخلنا دون أن نبوح به ودون تقديم مبررات و شروحات يدري بكل حروبك الداخلية و حواراتك مع نفسك التي لا تنتهي يعلم يبتلينا الله ليختبر صبرنا و حسن ظننا به عز وجل و لنكفر عن ذنوبنا ، ودائماً ما نذوق مرارة الكسر العسر ليذقنا الله بعدها حلاوة الجبر والتيسير