❞ _ أجننت، هل تظنني سأمنح ابنتي لرجل في مثل عمري؟
سار باتجاهه بتباطؤ ليُعْلِمَهُ بهدوء ماكر:
_ ليس لي بالتأكيد، لكن لولدي حسان فهو بعمر ولدك، ولا تنسَ ابنتك لن يكون أهلاً لها سوى ولدي فقط.
تركه ليغادر، لكن رافقه صوت عثمان القائل:
_ بعد الغد سنأتي لخطبتها!
خرج والبركان الخامد داخله على وشك الانفجار يمتطي جواده باتجاه مجلس القرية الذي أوشك ينعقد، وجد في انتظاره ثلاث قد بلغ منهم العمر أرذله، يجلسون على أرائك خشبية عتيقة يقابلهم سلمان, جلس بجوارهم بعد أن ألقى السلام؛ ليسأل بهدوء:
_ من الفاعل؟
أجابه صوت متلقلق من الكبر:
_ ناصر من فعلها؟
نظر سلمان وعدنان إلى الشيخ والصدمة ترافق ملامحهما؛ ليستهل سلمان متسائلاً:
_ ناصر! كيف علمت ذلك؟
_ جاءني الفجر يعترف, يريد الدية!
زادت دهشة الجميع ليقولوا بصوت واحد:_ دية!. ❝ ⏤أميرة إسماعيل
❞ _ أجننت، هل تظنني سأمنح ابنتي لرجل في مثل عمري؟
سار باتجاهه بتباطؤ ليُعْلِمَهُ بهدوء ماكر:
_ ليس لي بالتأكيد، لكن لولدي حسان فهو بعمر ولدك، ولا تنسَ ابنتك لن يكون أهلاً لها سوى ولدي فقط.
تركه ليغادر، لكن رافقه صوت عثمان القائل:
_ بعد الغد سنأتي لخطبتها!
خرج والبركان الخامد داخله على وشك الانفجار يمتطي جواده باتجاه مجلس القرية الذي أوشك ينعقد، وجد في انتظاره ثلاث قد بلغ منهم العمر أرذله، يجلسون على أرائك خشبية عتيقة يقابلهم سلمان, جلس بجوارهم بعد أن ألقى السلام؛ ليسأل بهدوء:
_ من الفاعل؟
أجابه صوت متلقلق من الكبر:
_ ناصر من فعلها؟
نظر سلمان وعدنان إلى الشيخ والصدمة ترافق ملامحهما؛ ليستهل سلمان متسائلاً:
_ ناصر! كيف علمت ذلك؟
_ جاءني الفجر يعترف, يريد الدية!
زادت دهشة الجميع ليقولوا بصوت واحد:_ دية!. ❝
❞ _ فلتنهي ... الدم.... دمي... كافِ.
زاغت عيناه عنه ولفظ آخر أنفاسه بين ذراعيه بعد أن نطق الشهادة، ليعلم صديق طفولته نتيجة فعلته، فهل نجح في الثأر لمقتل قريبه من رفيقه؟!
تحجرت الدموع في عينيه ليقوم القاتل ويده تنبض بالدماء التي ذهبت هدراً، تساقطت من أنامله التي كانت على جسد رفيقه لتعود الذاكرة به بجوار ساقية وطفلين، كلاً منهما يحلم بحمل لواء الحق فيجتهدان ليصيرا قاضيين، يعود من الماضي وهو يتمتم:
_ تمنيت أن أصبح قاضياً فأصبحت قاتلاً! حكمت بالموت على رفيقي غدراً، هل هذه هي شفقة الرحمة أم قلب قاتل، هل ستكون الحقيقة أن أحكم وأنفذ الحكم بيدي.. ❝ ⏤أميرة إسماعيل
❞ _ فلتنهي .. الدم.. دمي.. كافِ.
زاغت عيناه عنه ولفظ آخر أنفاسه بين ذراعيه بعد أن نطق الشهادة، ليعلم صديق طفولته نتيجة فعلته، فهل نجح في الثأر لمقتل قريبه من رفيقه؟!
تحجرت الدموع في عينيه ليقوم القاتل ويده تنبض بالدماء التي ذهبت هدراً، تساقطت من أنامله التي كانت على جسد رفيقه لتعود الذاكرة به بجوار ساقية وطفلين، كلاً منهما يحلم بحمل لواء الحق فيجتهدان ليصيرا قاضيين، يعود من الماضي وهو يتمتم:
_ تمنيت أن أصبح قاضياً فأصبحت قاتلاً! حكمت بالموت على رفيقي غدراً، هل هذه هي شفقة الرحمة أم قلب قاتل، هل ستكون الحقيقة أن أحكم وأنفذ الحكم بيدي. ❝
❞ كان يستمع لكلامها وهو يتأمل البيت من الداخل فقد وجد نفسه بعد اجتياز الممر يقف بمصعد يهبط لباطن الأرض برحلة تناقض العالم خارج الباب، يصدمه المكان عندما يفتح المصعد أبوابه لعالم أخر من المعدات تعمل كعجلة منتظمة الوتيرة، الجدران الحجرية الحمراء التي افتقدها وصارت أثار منسية، تعلوها أذرع ألية تمتد بتناسق بين بعضها البعض وهي تعيد تدوير المخلفات وفصلها عن بعضها ببراعة لتصنيع أليات جديدة
#القطاع_٦٥
#أميرة_إسماعيل. ❝ ⏤أميرة إسماعيل
❞ كان يستمع لكلامها وهو يتأمل البيت من الداخل فقد وجد نفسه بعد اجتياز الممر يقف بمصعد يهبط لباطن الأرض برحلة تناقض العالم خارج الباب، يصدمه المكان عندما يفتح المصعد أبوابه لعالم أخر من المعدات تعمل كعجلة منتظمة الوتيرة، الجدران الحجرية الحمراء التي افتقدها وصارت أثار منسية، تعلوها أذرع ألية تمتد بتناسق بين بعضها البعض وهي تعيد تدوير المخلفات وفصلها عن بعضها ببراعة لتصنيع أليات جديدة
#القطاع_٦٥ #أميرة_إسماعيل. ❝
❞ فقط لو علم هؤلاء مدى حماقتهم فـ رفيقي لم يكن أحمق أو غبي أو مستهتر بل هو الجندي الأكثر إخلاصاً لميثاق الشرف، علم أننا فداء الوطن بأرواحنا وأجسادنا، فقط لو أطلق النار من سلاحه عليه لذهب الجميع ضحية لانفجار مخزن الذخيرة لقرب الرجل وحزامه الناسف من موقعه، ولذلك احتضنه وهو ينطق الشهادة وهو يعلم أنه ميت لا محالة، وليس غباءً من القادة، فسلاحه ممتلئ بطلقات الرصاص وجاهز للإستعمال ولكنه فكر في حياة ثلاثة ألاف رجل مجند وضباط جيش والملايين من الدولارات التي ستذهب هباءً بهذا التفجير، فكان هو الشهيد الوحيد فقط بهذا الهجوم.. ❝ ⏤أميرة إسماعيل
❞ فقط لو علم هؤلاء مدى حماقتهم فـ رفيقي لم يكن أحمق أو غبي أو مستهتر بل هو الجندي الأكثر إخلاصاً لميثاق الشرف، علم أننا فداء الوطن بأرواحنا وأجسادنا، فقط لو أطلق النار من سلاحه عليه لذهب الجميع ضحية لانفجار مخزن الذخيرة لقرب الرجل وحزامه الناسف من موقعه، ولذلك احتضنه وهو ينطق الشهادة وهو يعلم أنه ميت لا محالة، وليس غباءً من القادة، فسلاحه ممتلئ بطلقات الرصاص وجاهز للإستعمال ولكنه فكر في حياة ثلاثة ألاف رجل مجند وضباط جيش والملايين من الدولارات التي ستذهب هباءً بهذا التفجير، فكان هو الشهيد الوحيد فقط بهذا الهجوم. ❝