❞ نهضَ إدريس وجلسَ القُرفصاء وفتَحَ فاه وحَدقَ بصالح بعينين متوردتين وقد صُعق... تَلفَتَ حوله ودون انتظار ردّ من صالح، نهضَ وغابَ لفترةٍ وجيزة... راح يمشِي على أصابعِ قدميه يتَطلَّع حولهُ بحذرٍ وخوف، ظلّ يتلفَتْ يمينًا وشمالاً وهو يتفحصُ البحارة النائمين، فجأة جَمدَّ في مكانهِ حين سمع نوْبةِ سعال صادرة من أحدِ البحارة... أدركَ أن الرجل من المدخنين، كان صوتُ صدره وهو يتنفس دليلاً على أنه من المدمنين على لفّ السجائر، أنتظر لبُرهةٍ حتى أدرك أن الرجل يغطُ في نومٍ عميق رغم موجة السعال التي صدرت عنه.
- هل يستحق الأمر كلّ هذا؟ يبدو أن جوري تدفع الجميع للجنون! إنه يدفعني مثلهم للجنون... ما الذي أفعلهُ بحقِ الشيطان؟
خاطبَ نفسه وقد رَكَعَ على قدميهِ بقربِ الرجل الذي كان يتنفس بصعوبة، تلفتَ حوله، كان الهدوء يسودُّ المكان... توَزَّعَ الرجال الاثني عشر على كاملِ سطح المركب، كان يخشى أن يكون ثمة من هو صاحٍ مثلهُ ويراقبه في هذه اللحظة.
- هل تستحق جوري هذه المُجازَفة؟
سأل نفسه، ثم بَركَ على جثةِ الرجل النائم وبدأ يعبثُ في صرةِ ملابسهِ...
- أنتَ لِفَّ السيجارة، أنا لا أعرف كيف يفعلونها؟ هل تعرف أنتَ؟
سأل إدريس صالح وهو يدفع لهُ حفنة من التبغ وحزْمة صغيرة من ورقٍ شفاف أبيض اللون بعد أن عاد متسلِّلاً كلصٍ، بل هو لص!
بعد أن قضيا فترة في تحضير السيجارة... فجأة نظرَ صالح بدهشةٍ إلى صاحبهِ وقد بدا مصدومًا.
- بماذا أشْعلُها؟
تبادلا النظرات المُحيّرة وملامح الخيبة على وجهيهما، تناوبا تلك النظرات برتابةٍ لفترةٍ ثم أدرك إدريس مغزى نظرة صالح فسارع القول بنبرةٍ حاسمة...
- أقسم بالسماء والأرض، لن أُجازف مرَّة أخرى حتى لو...
قاطعه صالح...
- لا تقسم أرجوك... سوف أروي لك قصتنا بكلِّ أسرارها التي لا تتَخيَّلها.
توقفَ إدريس ونظر إلى صالح ثم تساءل سرًا في داخله\" هل يستحق الأمر ذلك؟\"
أمسكَ صالح إدريس من يدهِ وأضافَ بحماسٍ شديد...
- لو أشْعلتُ السيجارة ودخنتُها الليلة أُقْسم لك بأنك ستسمع مني فقط ما يعلمه الله وحده... فيمّا بيني وبين جوري.
- هل تروي لي كلّ شيء بالتفصيل؟
سأل إدريس بنغمةِ شغف وفضول.
- كلَّ ما يعلم به الله؟
ردَّ صالح وما زال يقبض بالسيجارة بين أصابعه...
- كلّ ما يعلم به الله... حتى ما يجري في الفراش بينكُما؟
الغانية والبحر
رواية | أحمد جمعة
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2024
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ نهضَ إدريس وجلسَ القُرفصاء وفتَحَ فاه وحَدقَ بصالح بعينين متوردتين وقد صُعق.. تَلفَتَ حوله ودون انتظار ردّ من صالح، نهضَ وغابَ لفترةٍ وجيزة.. راح يمشِي على أصابعِ قدميه يتَطلَّع حولهُ بحذرٍ وخوف، ظلّ يتلفَتْ يمينًا وشمالاً وهو يتفحصُ البحارة النائمين، فجأة جَمدَّ في مكانهِ حين سمع نوْبةِ سعال صادرة من أحدِ البحارة.. أدركَ أن الرجل من المدخنين، كان صوتُ صدره وهو يتنفس دليلاً على أنه من المدمنين على لفّ السجائر، أنتظر لبُرهةٍ حتى أدرك أن الرجل يغطُ في نومٍ عميق رغم موجة السعال التي صدرت عنه.
- هل يستحق الأمر كلّ هذا؟ يبدو أن جوري تدفع الجميع للجنون! إنه يدفعني مثلهم للجنون.. ما الذي أفعلهُ بحقِ الشيطان؟
خاطبَ نفسه وقد رَكَعَ على قدميهِ بقربِ الرجل الذي كان يتنفس بصعوبة، تلفتَ حوله، كان الهدوء يسودُّ المكان.. توَزَّعَ الرجال الاثني عشر على كاملِ سطح المركب، كان يخشى أن يكون ثمة من هو صاحٍ مثلهُ ويراقبه في هذه اللحظة.
- هل تستحق جوري هذه المُجازَفة؟
سأل نفسه، ثم بَركَ على جثةِ الرجل النائم وبدأ يعبثُ في صرةِ ملابسهِ..
- أنتَ لِفَّ السيجارة، أنا لا أعرف كيف يفعلونها؟ هل تعرف أنتَ؟
سأل إدريس صالح وهو يدفع لهُ حفنة من التبغ وحزْمة صغيرة من ورقٍ شفاف أبيض اللون بعد أن عاد متسلِّلاً كلصٍ، بل هو لص!
بعد أن قضيا فترة في تحضير السيجارة.. فجأة نظرَ صالح بدهشةٍ إلى صاحبهِ وقد بدا مصدومًا.
- بماذا أشْعلُها؟
تبادلا النظرات المُحيّرة وملامح الخيبة على وجهيهما، تناوبا تلك النظرات برتابةٍ لفترةٍ ثم أدرك إدريس مغزى نظرة صالح فسارع القول بنبرةٍ حاسمة..
- أقسم بالسماء والأرض، لن أُجازف مرَّة أخرى حتى لو..
قاطعه صالح..
- لا تقسم أرجوك.. سوف أروي لك قصتنا بكلِّ أسرارها التي لا تتَخيَّلها.
توقفَ إدريس ونظر إلى صالح ثم تساءل سرًا في داخله˝ هل يستحق الأمر ذلك؟˝
أمسكَ صالح إدريس من يدهِ وأضافَ بحماسٍ شديد..
- لو أشْعلتُ السيجارة ودخنتُها الليلة أُقْسم لك بأنك ستسمع مني فقط ما يعلمه الله وحده.. فيمّا بيني وبين جوري.
- هل تروي لي كلّ شيء بالتفصيل؟
سأل إدريس بنغمةِ شغف وفضول.
- كلَّ ما يعلم به الله؟
ردَّ صالح وما زال يقبض بالسيجارة بين أصابعه..
- كلّ ما يعلم به الله.. حتى ما يجري في الفراش بينكُما؟
❞ \"حيَ عليَّ الصلاة\"
مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة.
كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء.
كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول...؟
كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة.
وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء.
أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني.
وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه.
وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي..!
كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام.. الله اكبر.
لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ.
وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع...!
نعم الخشوع....!
هو أن تجعل روحك مع الله..
أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل..!
كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي.
كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي.
هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله..
رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه.
جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه..
فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ..
الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس...
حيَ عليَّ الصلاة...
الصلاة خيرٌ من النوم....
بقلمي/أحمد جمعة السرحاني \"العَزِيف\". ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ ˝حيَ عليَّ الصلاة˝
مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة.
كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء.
كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول..؟
كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة.
وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء.
أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني.
وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه.
وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي.!
كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام. الله اكبر.
لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ.
وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع..!
نعم الخشوع..!
هو أن تجعل روحك مع الله.
أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل.!
كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي.
كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي.
هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله.
رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه.
جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه.
فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ.
الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس..
حيَ عليَّ الصلاة..
الصلاة خيرٌ من النوم..
❞ هل أنتَ بخير؟
أعني نحن لم نتحدث منذ أن إفترقنا فقد أردت الأطمئنان عليك
فأنتَ تعلم أنِ لازلت أُحبك فلا يَعني إفتراقنا هو توقفي عن حُبك
لا أعرف صدقًا لماذا إفترقنا، ومن طلب هذا أساسًا، ولكن الذي أُدركه هو أنني لم أود الأفتراق فقط أعتقد أنها الحياة
أيًا يَكُن أنت بخير صحيح؟
أتمني أن تَكون حققت ما كُنت تتمني، تعلم كُنت أُريد أن أكون معك في تلك اللحظة
كنت أُريد أن أكون أنا من تُشجعك على هذا وليس غيري، وعلى ذكر غيري أتمني أن تكون وجتها
أذكُر دائمًا أنك كنت تُريدها أن تفهمك، صدقني أنا حاولت ولكن لم أستطيع فقط كانت الظروف أقوى مني، وأنت تعلم أنا أستسلم بسهولة
أيًا يَكُن أتمني أن تسعد بحياتك معها، وأن تكون هىٰ من كُنت تبحث عنها.
#مرسالـ1
المُخلصه لَك «مَريَم مُحَمّد عَاشُور»
الرد
تعلمي كَم كُنتُ أحبك؟، وكَم تمنيتك؟، ولَكن هذهِ هىٰ الحياة، تجمع وتُفرق من تشاء، أُريدك تتذكري جيداً أنني كُنتُ ومازلت أُحبك، فا أنتِ لستِ مُجرد فتاة تمناها قلبي، بل أنتِ روحاً سكنت روحي، وقلباً تتيمتُ بحبه، فا أنتِ مَ تعلمتُ الحُب علي يديها، وبحق مَن جمعنا سوياً لا يغفل لي جفنٌ حتي أراكي وأبوحُ لكِ بكُل ما بداخلي، فا أنا أحملُ لكِ الكثير مِن الحُب لا يعلمهُ سوي الله، أُريدك أن تُديري بالك علي نفسك، وألا تُملي فيها، دومتي بخير عزيزتي، وبخير دومتي.
أنا بخير!
الرد علي المرسال الأول.
المُتيم بحُبك«أحمد جمعة السرحاني». ❝ ⏤أحمد السرحاني
❞ هل أنتَ بخير؟
أعني نحن لم نتحدث منذ أن إفترقنا فقد أردت الأطمئنان عليك
فأنتَ تعلم أنِ لازلت أُحبك فلا يَعني إفتراقنا هو توقفي عن حُبك
لا أعرف صدقًا لماذا إفترقنا، ومن طلب هذا أساسًا، ولكن الذي أُدركه هو أنني لم أود الأفتراق فقط أعتقد أنها الحياة
أيًا يَكُن أنت بخير صحيح؟
أتمني أن تَكون حققت ما كُنت تتمني، تعلم كُنت أُريد أن أكون معك في تلك اللحظة
كنت أُريد أن أكون أنا من تُشجعك على هذا وليس غيري، وعلى ذكر غيري أتمني أن تكون وجتها
أذكُر دائمًا أنك كنت تُريدها أن تفهمك، صدقني أنا حاولت ولكن لم أستطيع فقط كانت الظروف أقوى مني، وأنت تعلم أنا أستسلم بسهولة
أيًا يَكُن أتمني أن تسعد بحياتك معها، وأن تكون هىٰ من كُنت تبحث عنها.
#مرسالـ1
المُخلصه لَك «مَريَم مُحَمّد عَاشُور»
الرد
تعلمي كَم كُنتُ أحبك؟، وكَم تمنيتك؟، ولَكن هذهِ هىٰ الحياة، تجمع وتُفرق من تشاء، أُريدك تتذكري جيداً أنني كُنتُ ومازلت أُحبك، فا أنتِ لستِ مُجرد فتاة تمناها قلبي، بل أنتِ روحاً سكنت روحي، وقلباً تتيمتُ بحبه، فا أنتِ مَ تعلمتُ الحُب علي يديها، وبحق مَن جمعنا سوياً لا يغفل لي جفنٌ حتي أراكي وأبوحُ لكِ بكُل ما بداخلي، فا أنا أحملُ لكِ الكثير مِن الحُب لا يعلمهُ سوي الله، أُريدك أن تُديري بالك علي نفسك، وألا تُملي فيها، دومتي بخير عزيزتي، وبخير دومتي.
أنا بخير!
الرد علي المرسال الأول.
المُتيم بحُبك«أحمد جمعة السرحاني». ❝