❞ لا يُذكر جميل بن معمر إلا تبادر إلى الذهن ذلك الحب العذري الذي شهر به أبناء عذرة قبيلة الشاعر، حتى قيل أنهم إذا أحبوا ماتوا، لما هم عليه من الصدق والإخلاص، ولما اتصفوا به من العفاف وكبح النفس عن شهواتها إذا اجتمعوا بمحبوباتهم، على ما يلقون من الإبعاد والحرمان.
وجميل بن عبد الله بن معمر العذري أصابه ما أصاب غيره من هؤلاء الشعراء التاعسين. فقد أحبّ بثنية بنت حبأ بن حن بن ربيعة، من عذره، فهي ابنة عمه تلتقي وإياه من حنّ من ربيعة في النسب. وقيل أنه أحبها وهو غلام صغير، وهي جويرية لم تدرك وهكذا نما حبه لها، فوقف قبله وشعره عليها، يذكر اسمها مرة، ويكن عنه مرة باسم آخر، حتى شهر بها وشهرت به، فقيل جميل بثينة. وهذا الحب الذي حمله جميل لبثينة لم يخالطه هوى آخر، على كثر الفتيات اللواتي كن يتعرضن له، وهن من عشيرته، ليصرفنه عنها، فما هفا فؤاده إلى سواها، ولا استملح حديثاً غير حديثها، ولا استعذب ثغراً سوى ثغرها، ولم يقل الشعر بعدما أحبها، إلا فيها، ومات ذكرها في قلبه ولسانه؛ وآخر شعر قاله بعث به إليها. وهي التي أوحت إليه الغزل الجميل الذي لم يعرف الشعر القديم أوضح منه أثراً في النفس، ولا أبلغ منه تحريكاً للقلب وإثارة للعاطفة، لا يقتصر على التشبيب بمحاسن المرأة بل يضيف إليه شيئاً روحياً يعنى بنفس الشاعر ومشاعرها وآلامها وأمالها، وربما كانت عنايته بنفسه أكثر من عنايته بوصف محبوبته، فلا يكاد يذكرها حتى ينصرف إلى بثّ شكواه وما يلاقيه من تباريح البعد والحرمان والجفاء، صادق اللوعة، عف الضمير واللسان. وقلما قرأت له من الشعر ما يبعث الشك في عفته وعفة صاحبته إلا أبياتاً قليلة تلمح من خلالها الريبة لمحاً وقد يكون الدافع إليها شخطة منه على بثينة إذا هجرته أو مالت إلى غيره.
أما أخباره ففيها تناقض كثيرة بحسب اختلاف الروايات، فمنها ما تتحدث عن عفته وتغالي فيها، ومنها ما ترينا الريبة في خلواته مع بثينة فتفسد علينا جمال الهوى العذري، فإذا هما عاشقان يقتطفان الملذات كسائر العشاق، فشعره، على علاته، أحق من أخباره بصيانة وجه الجمال العذري، وأكثر أشعاره قيلت في الغزل، وأقلها في المدح والفخر والهجاء.
وهذا الكتاب من سلسلة \"ديوان العرب\" يحوي بين طياته ما رقّ وطاب من شعر جميل بثنية في الغزل والفخر والمدح والهجاء، ولما كانت أكثر أشعاره كما قلنا سابقاً في الغزل فقد أفرد لشعر الغزل في هذا الكتاب باباً مستقلاً برأسه حوى جميع قصائده في هذا الغرض، أما الأغراض الأخرى من مدح وفخر وهجاء فجمعت في باب واحد مستقل؛ مضاف إليها في آخر الكتاب الأبيات المفردات التي لا تنتمي لا للغزل ولا للأغراض الأخرى. ❝ ⏤جميل بن معمر
❞ لا يُذكر جميل بن معمر إلا تبادر إلى الذهن ذلك الحب العذري الذي شهر به أبناء عذرة قبيلة الشاعر، حتى قيل أنهم إذا أحبوا ماتوا، لما هم عليه من الصدق والإخلاص، ولما اتصفوا به من العفاف وكبح النفس عن شهواتها إذا اجتمعوا بمحبوباتهم، على ما يلقون من الإبعاد والحرمان.
وجميل بن عبد الله بن معمر العذري أصابه ما أصاب غيره من هؤلاء الشعراء التاعسين. فقد أحبّ بثنية بنت حبأ بن حن بن ربيعة، من عذره، فهي ابنة عمه تلتقي وإياه من حنّ من ربيعة في النسب. وقيل أنه أحبها وهو غلام صغير، وهي جويرية لم تدرك وهكذا نما حبه لها، فوقف قبله وشعره عليها، يذكر اسمها مرة، ويكن عنه مرة باسم آخر، حتى شهر بها وشهرت به، فقيل جميل بثينة. وهذا الحب الذي حمله جميل لبثينة لم يخالطه هوى آخر، على كثر الفتيات اللواتي كن يتعرضن له، وهن من عشيرته، ليصرفنه عنها، فما هفا فؤاده إلى سواها، ولا استملح حديثاً غير حديثها، ولا استعذب ثغراً سوى ثغرها، ولم يقل الشعر بعدما أحبها، إلا فيها، ومات ذكرها في قلبه ولسانه؛ وآخر شعر قاله بعث به إليها. وهي التي أوحت إليه الغزل الجميل الذي لم يعرف الشعر القديم أوضح منه أثراً في النفس، ولا أبلغ منه تحريكاً للقلب وإثارة للعاطفة، لا يقتصر على التشبيب بمحاسن المرأة بل يضيف إليه شيئاً روحياً يعنى بنفس الشاعر ومشاعرها وآلامها وأمالها، وربما كانت عنايته بنفسه أكثر من عنايته بوصف محبوبته، فلا يكاد يذكرها حتى ينصرف إلى بثّ شكواه وما يلاقيه من تباريح البعد والحرمان والجفاء، صادق اللوعة، عف الضمير واللسان. وقلما قرأت له من الشعر ما يبعث الشك في عفته وعفة صاحبته إلا أبياتاً قليلة تلمح من خلالها الريبة لمحاً وقد يكون الدافع إليها شخطة منه على بثينة إذا هجرته أو مالت إلى غيره.
أما أخباره ففيها تناقض كثيرة بحسب اختلاف الروايات، فمنها ما تتحدث عن عفته وتغالي فيها، ومنها ما ترينا الريبة في خلواته مع بثينة فتفسد علينا جمال الهوى العذري، فإذا هما عاشقان يقتطفان الملذات كسائر العشاق، فشعره، على علاته، أحق من أخباره بصيانة وجه الجمال العذري، وأكثر أشعاره قيلت في الغزل، وأقلها في المدح والفخر والهجاء.
وهذا الكتاب من سلسلة ˝ديوان العرب˝ يحوي بين طياته ما رقّ وطاب من شعر جميل بثنية في الغزل والفخر والمدح والهجاء، ولما كانت أكثر أشعاره كما قلنا سابقاً في الغزل فقد أفرد لشعر الغزل في هذا الكتاب باباً مستقلاً برأسه حوى جميع قصائده في هذا الغرض، أما الأغراض الأخرى من مدح وفخر وهجاء فجمعت في باب واحد مستقل؛ مضاف إليها في آخر الكتاب الأبيات المفردات التي لا تنتمي لا للغزل ولا للأغراض الأخرى. ❝
❞ اتى رسول الله إلى بيت عائشة في ليلتها ..
فوضع نعليه من رجليه .. ووضع رداءه .. واضطجع على فراشه ..
فلبث كذلك .. حتى ظن أن عائشة قد رقدت ..
فقام من على فراشه .. ولبس رداءه ونعليه .. رويداً ..
ثم فتح الباب رويداً .. وخرج .. وأغلقه رويداً ..
فلما رأت عائشة ذلك .. دخلتها غَيْرةُ النساء .. وخشيت أنه ذهب إلى بعض نسائه ..
فقامت .. ولبست درعها .. وخمارها .. وانطلقت في إثره .. تمشي وراءه .. دون أن يشعر بها ..
فانطلق r .. يمشي في ظلمة الليل .. حتى جاء مقبرة البقيع ..
فوقف عندها .. ينظر إلى قبور أصحابه .. الذين عاشوا عابدين .. وماتوا مجاهدين .. واجتمعوا تحت الثرى .. ليرضى عنهم من يعلم السرَّ وأخفى ..
أخذ r ينظر إلى قبورهم .. ويتذكر أحوالهم ..
ثم رفع يديه فدعا لهم .. ثم أخذ ينظر إلى القبور .. ثم رفع يديه ثانية فدعا لهم ..
ثم لبث ملياً .. ثم رفعها فاستغفر لهم ..
وأطال القيام .. وعائشة تنظر إليه من بعيد ..
ثم التفت r وراءه راجعاً ..
فلما رأت ذلك عائشة .. انحرفت إلى ورائها راجعة .. خشية أن يشعر بها ..
فأسرع مشيه .. فأسرعت عائشة ..
فهرول .. فهرولتْ .. فأحضرَ – أي جرى مسرعاً - فأحضرتْ وجرت ..
حتى سبقته إلى البيت فدخلت ..
ونزعت درعها وخمارها .. وأقبلت إلى فراشها فاضطجعت عليه .. كهيئة النائمة .. ونفَسها يتردد في صدرها ..
فدخل البيت .. فسمع صوت نَفَسها .. فقال :
مالك يا عائش .. حشياً رابية ..
قالت : لا شيء ..
قال : لتخبرني .. أو ليخبرني اللطيف الخبير ..
فأخبرته بالخبر .. وأنها غارت عليه .. فانطلقت تنظر أين يذهب ..
فقال : أنت الذي رأيتُ أمامي ؟
قالت : نعم ..
فدفعها في صدرها .. دفعة .. ثم قال :
أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ..
فقالت عائشة : مهما يكتمِ الناسُ .. يعلمه الله عز وجل ..؟
قال : نعم .. ثم قال مبيناً لها خبر خروجه :
إن جبريل عليه السلام .. أتاني حين رأيت .. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ..
فناداني .. فأخفى منك فأجبته وأخفيته منك .. وظننت أنك قد رقدت .. فكرهت أن أوقظك .. وخشيت أن تستوحشي .. فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفرَ لهم ..
نعم .. كان .. سهلاً لـيِّناً لا يكبر الأخطاء ..
بل كان يرددها في الناس ويقول :
كما عند مسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة .. إن كره منها خلقاً .. رضي منها آخر ..
أي لا يبغضها بغضاً تاماً .. لأجل خلق عندها .. أو طبعٍ يلازمها ..
بل يغفر سيئتها لحسنتها .. فإذا رأى خطأها تذكر صوابها .. وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ..
ويتغاضى عما يكرهه من خلقها .. وما لا يرضاه من تعاملها ..”. ❝ ⏤محمد عبدالرحمن العريفي
❞ اتى رسول الله إلى بيت عائشة في ليلتها .
فوضع نعليه من رجليه . ووضع رداءه . واضطجع على فراشه .
فلبث كذلك . حتى ظن أن عائشة قد رقدت .
فقام من على فراشه . ولبس رداءه ونعليه . رويداً .
ثم فتح الباب رويداً . وخرج . وأغلقه رويداً .
فلما رأت عائشة ذلك . دخلتها غَيْرةُ النساء . وخشيت أنه ذهب إلى بعض نسائه .
فقامت . ولبست درعها . وخمارها . وانطلقت في إثره . تمشي وراءه . دون أن يشعر بها .
فانطلق r . يمشي في ظلمة الليل . حتى جاء مقبرة البقيع .
فوقف عندها . ينظر إلى قبور أصحابه . الذين عاشوا عابدين . وماتوا مجاهدين . واجتمعوا تحت الثرى . ليرضى عنهم من يعلم السرَّ وأخفى .
أخذ r ينظر إلى قبورهم . ويتذكر أحوالهم .
ثم رفع يديه فدعا لهم . ثم أخذ ينظر إلى القبور . ثم رفع يديه ثانية فدعا لهم .
ثم لبث ملياً . ثم رفعها فاستغفر لهم .
وأطال القيام . وعائشة تنظر إليه من بعيد .
ثم التفت r وراءه راجعاً .
فلما رأت ذلك عائشة . انحرفت إلى ورائها راجعة . خشية أن يشعر بها .
فأسرع مشيه . فأسرعت عائشة .
فهرول . فهرولتْ . فأحضرَ – أي جرى مسرعاً - فأحضرتْ وجرت .
حتى سبقته إلى البيت فدخلت .
ونزعت درعها وخمارها . وأقبلت إلى فراشها فاضطجعت عليه . كهيئة النائمة . ونفَسها يتردد في صدرها .
فدخل البيت . فسمع صوت نَفَسها . فقال :
مالك يا عائش . حشياً رابية .
قالت : لا شيء .
قال : لتخبرني . أو ليخبرني اللطيف الخبير .
فأخبرته بالخبر . وأنها غارت عليه . فانطلقت تنظر أين يذهب .
فقال : أنت الذي رأيتُ أمامي ؟
قالت : نعم .
فدفعها في صدرها . دفعة . ثم قال :
أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله .
فقالت عائشة : مهما يكتمِ الناسُ . يعلمه الله عز وجل .؟
قال : نعم . ثم قال مبيناً لها خبر خروجه :
إن جبريل عليه السلام . أتاني حين رأيت . ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك .
فناداني . فأخفى منك فأجبته وأخفيته منك . وظننت أنك قد رقدت . فكرهت أن أوقظك . وخشيت أن تستوحشي . فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفرَ لهم .
نعم . كان . سهلاً لـيِّناً لا يكبر الأخطاء .
بل كان يرددها في الناس ويقول :
كما عند مسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة . إن كره منها خلقاً . رضي منها آخر .
أي لا يبغضها بغضاً تاماً . لأجل خلق عندها . أو طبعٍ يلازمها .
بل يغفر سيئتها لحسنتها . فإذا رأى خطأها تذكر صوابها . وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها .
ويتغاضى عما يكرهه من خلقها . وما لا يرضاه من تعاملها .”. ❝
❞ إذا كان المسلمون بهذا الضعف وبهذا التمزق وإذا كانت عدواتهم لبعضهم البعض أشد من عداوتهم للأجنبي ... فلماذا يخافهم الغرب، ويحتشد ضدهم في كل مكان، ويحاول تدميرهم كامل اجتمعوا وأقول ، المسلمين هم غثاء السيل بالفعل ... ولكن أشتاتهم وفلوهم التي تبدو كغثاء السيل ما اجتمعت مرة على كلمة إلا وغيرت التاريخ. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إذا كان المسلمون بهذا الضعف وبهذا التمزق وإذا كانت عدواتهم لبعضهم البعض أشد من عداوتهم للأجنبي .. فلماذا يخافهم الغرب، ويحتشد ضدهم في كل مكان، ويحاول تدميرهم كامل اجتمعوا وأقول ، المسلمين هم غثاء السيل بالفعل .. ولكن أشتاتهم وفلوهم التي تبدو كغثاء السيل ما اجتمعت مرة على كلمة إلا وغيرت التاريخ. ❝
❞ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:
يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ! رواه الترمذي. ❝ ⏤أبو زكريا يحي بن شرف النووي
❞ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:
يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ! رواه الترمذي. ❝