❞ امرأة تقوم بحبس ابن زوجها (ربيبها) الذي لم يتعدى خمسة اعوام لاستقبال اهلها بعيدا عن ما تسميه ازعاجا.
طلبت منه الوقوف في الشرفة وعدم اصدار أي وت الى حين ذهاب ضيوفها.
انستها نذالتها الطفل حتى من بعد ذهاب اهلها.
حل الليل ولم تدخل الطفل.
دخل الزوج وسال عن ابنه وقالت له هو نائم تحتى الغطاء يتنعم بالدفء بعد ان تلذذ بأزكى الاطباق التي اعددتها بحب وتعب خصيصا له.
قرت عين الرجل اكل ودخل الفراش دون ان يتأكد من صدق قولها.
و اذا في المنام تزوره زوجته الميتة ام الطفل وتقول له ابني امانة في رقبتك فاعتني به.
اشتكى الطفل لربه.
اشتكى الطفل الصغير المتجمد من البرد في الشرفة لأمه ظلم البشر له فلم يهن عليها شكواه حتى و هي ميتة.
فأسرعت وهي روح تلهث من اجل طفلها العون فحلت ضيفة على رؤي الرجل الذي كان يوما زوجها ولكنه لم يستيقظ بل فتح عينيه واستغفر الله ونام مرة اخرى.
استلقى الطفل على ارضية الشرفة وانكمش على نفسه من البرد وهو واضع يده تحتى رأسه الصغيرة يئن من البرد ويتلوى من الجوع و الالم.
كان اصغر من ان يفهم ما يحدث له كانت اطرافه تتجمد وبطنه ترتجف.
وعيونه بالدمع تجود لرب عظيم لا يخفى عنه شيء ولا يهمل شيئا.
كان اصغر من ان يدعو ربه لينجده ولكنه كان يحدق الى السماء بحزن وهل يخفى على الله الم طفل صغير مثله.
ان الله اقرب الينا من حبل الوريد.
واذا بالرجل في المنام تزوره مرة اخرى زوجته وتقول له ابني بارد يتالم وجائع يتأوه اعتني به ارجوك.
لكنه لا يقوم بل يسأل زوجته عن ابنه فتجيبه هو نائم ارح بالك.
ينام مرة اخرى واذا بالزوجة الميتة تزوره مرة اخرى عند الفجر وتقول له قلت لك هو امانة وقلت لك هو بارد ولم تقم الان اقول لك هو عندي حيث لن يهينه احد ولن يذيقه احد ما ذاقه اليوم هو عندي لاني توسلت الله ان يرحمه منكم فأتاني به
اسرع الرجل بالنهوض بعد هذه الرؤي للبحث عن الطفل فلم يجده في البيت فايقض الوحش القاتل وسأله عن مكان تواجد الطفل فقال له في الشرفة انسانيه الله تذكره.
لم ينسيها الله تذكره بل شيطانها ونفسها من فعلا.
اسرع الوالد بفتح باب الشرفة الذي اغلقته بالمفتاح لكي لا ينجو الصغير من الموت والعذاب المقرر عليه فوجد جسده منكمشا على نفسه متوسدا يده الصغيرة و هو مزرق من البرد.
مات الطفل من البرد القارص.
او ربما وحشية الانسان من قتل الطفل.
لمذا نحن هكذا
لمذا نحن قسات لا نرحم ونطلب الرحمة. ❝ ⏤سعاد بلونى
❞ امرأة تقوم بحبس ابن زوجها (ربيبها) الذي لم يتعدى خمسة اعوام لاستقبال اهلها بعيدا عن ما تسميه ازعاجا.
طلبت منه الوقوف في الشرفة وعدم اصدار أي وت الى حين ذهاب ضيوفها.
انستها نذالتها الطفل حتى من بعد ذهاب اهلها.
حل الليل ولم تدخل الطفل.
دخل الزوج وسال عن ابنه وقالت له هو نائم تحتى الغطاء يتنعم بالدفء بعد ان تلذذ بأزكى الاطباق التي اعددتها بحب وتعب خصيصا له.
قرت عين الرجل اكل ودخل الفراش دون ان يتأكد من صدق قولها.
و اذا في المنام تزوره زوجته الميتة ام الطفل وتقول له ابني امانة في رقبتك فاعتني به.
اشتكى الطفل لربه.
اشتكى الطفل الصغير المتجمد من البرد في الشرفة لأمه ظلم البشر له فلم يهن عليها شكواه حتى و هي ميتة.
فأسرعت وهي روح تلهث من اجل طفلها العون فحلت ضيفة على رؤي الرجل الذي كان يوما زوجها ولكنه لم يستيقظ بل فتح عينيه واستغفر الله ونام مرة اخرى.
استلقى الطفل على ارضية الشرفة وانكمش على نفسه من البرد وهو واضع يده تحتى رأسه الصغيرة يئن من البرد ويتلوى من الجوع و الالم.
كان اصغر من ان يفهم ما يحدث له كانت اطرافه تتجمد وبطنه ترتجف.
وعيونه بالدمع تجود لرب عظيم لا يخفى عنه شيء ولا يهمل شيئا.
كان اصغر من ان يدعو ربه لينجده ولكنه كان يحدق الى السماء بحزن وهل يخفى على الله الم طفل صغير مثله.
ان الله اقرب الينا من حبل الوريد.
واذا بالرجل في المنام تزوره مرة اخرى زوجته وتقول له ابني بارد يتالم وجائع يتأوه اعتني به ارجوك.
لكنه لا يقوم بل يسأل زوجته عن ابنه فتجيبه هو نائم ارح بالك.
ينام مرة اخرى واذا بالزوجة الميتة تزوره مرة اخرى عند الفجر وتقول له قلت لك هو امانة وقلت لك هو بارد ولم تقم الان اقول لك هو عندي حيث لن يهينه احد ولن يذيقه احد ما ذاقه اليوم هو عندي لاني توسلت الله ان يرحمه منكم فأتاني به
اسرع الرجل بالنهوض بعد هذه الرؤي للبحث عن الطفل فلم يجده في البيت فايقض الوحش القاتل وسأله عن مكان تواجد الطفل فقال له في الشرفة انسانيه الله تذكره.
لم ينسيها الله تذكره بل شيطانها ونفسها من فعلا.
اسرع الوالد بفتح باب الشرفة الذي اغلقته بالمفتاح لكي لا ينجو الصغير من الموت والعذاب المقرر عليه فوجد جسده منكمشا على نفسه متوسدا يده الصغيرة و هو مزرق من البرد.
مات الطفل من البرد القارص.
او ربما وحشية الانسان من قتل الطفل.
لمذا نحن هكذا
لمذا نحن قسات لا نرحم ونطلب الرحمة . ❝
❞ الجزء الرابع
(عفتي والديوث )
أعطت ميمي الكاس للراجل الذي معاها وهي تتميل بدلع وانوثه طاغيه
ميمي:ممكن بقا اعرف اسمك ايه
الراجل: بصي انا مش هقولك اي اسم فاك لا هقولك اسمي الحقيقي علشان حاسك مش اللي انتي فيه ده خالص وأنك واحده تانيه مش عارف ليه
ميمي دمعت لانه لمس بكلماته قطعه من روحها مخباءه عن الكل
فأكمل وقال :انا محمود السيوفي
فنظرت له ميمي باستغراب شديد
ميمي:معقول انت محمود السيوفي اكبر راجل اعمال في الشرق الأوسط انت بتهزر ولا بتكلم جد
محمود:وانا ههزر معاكي ليه همحي شخصيتي ليه
ميمي:اصل الناس كلها بتقول انك راجل محترم ونعم الاخلاق مش لامؤاخذه بتاع هلس وكده وضحكت ضحكه خليعه
محمود:لا يا ستي انا فعلا كده بس يمكن لما شفتك مع أشهب غيرت رايي
ميمي :طيب اشرب اشرب بس
محمود :لا يا ستي وادي الكاس اهو وسكبه علي الارض
اطتشاءت ميمي غضبا ولكن حولت أنها ما تبين هذا ونظرت له بنصف عين
وقالت :لا انا ما حبكش وانت كده لازم تشرب هات اعملك كاس تاني
وأخذت الكاس وذهبت للمره الثانيه وكررت مافعلته اول مره دون أن يراها
اخذها وصعودا الي غرفه النوم
فاعطته الكاس حتي تستطيع أن تتم مهمتها
محمود:ياسلام علي احلي ايد في الدنيا وقبل طرف يديها صعودا لكتفها
حولت مريم الابتعاد عنه ولكن لم تستطيع فوقع الكاس فتهشم
فقالت:كده خلتني اكسر الكاس هات اجبلك واحد تاني ومش هسيبك الا لما تشربه
محمود:انتي ليه مصممه اني اشرب الكاس
وظل يقبل فيها حتي وصل إلي شفايفها
وهي تحول أن تبتعد أخذت قطعه من الكأس وهددته بها
ميمي:ابعد عني والا هموتك
نظر له محمود وهو يعرف ما تفعله جيدا ولكن حول استفززها لكي تتكلم
محمود:ليه بقا والفلوس اللي الباشا اخدها مني واستنيك يومين ليه بقا ان شاءالله
ميمي :وهي ترجع للخلف حتي اصطدمت في الحائط ابوس ايديك انا هديك الفلوس دي وزياده كمان بس ارجوك ما تجي ناحيتي
في هذه اللحظه جاء تليفون لمحمود فأشار لها أن تصمت
محمود :حبيبه بابا عامله ايه
المتصله:.....................
محمود:لا يا حبيبتي ما تعمليش حسابي علي العشاء انا هتاخر شوي كلي انتي واخواتك ما تستننيش
المتصله:....................
محمود:عندي شوي شغل وجاي علطول
المتصله:....................
محمود:ماشي يا حبيبتي سلام
واغلق الهاتف وهو ينظر لها وهي دموعها تسيل دون توقف فصرخ بها انتي بتعيطي له دلوقتي
ميمي:ومازال دموعها بالنزول انت عندك بنت وكنت بتكلمها صح
محمود:اه
ميمي :طيب تحب بنتك تبقا زيي
محمود:اخرسي بنتي عمرها ما تبقا زيك
ميمي:والكلام جرحها وكان سكين غرست بقلبها علي فكره انا مش وحشه بس ربنا وقعني في واحد ضحك عليا مش ضحك عليا ذي ما انت فاهم لا انا ليسه بنت
وكانت الصدمه هي سيد الموقف
محمود:ضحك ضحكه هيستريا حتي أنه كاد أن يتخانق
وفجرت مريم علي كوب المياه واعطيه له سريعا
فنظر لها نظره لم تفسرها وقال:انت بتساعدني وانا بضحك عليكي ازاي
ميمي :انا ما عرفش اصلا انا ازاي طلع مني الكلام ده بس حسيتك بجد اب حنين يمكن فاكرتني بوالدي الله يرحمه واللي لو كان هنا ما كنش زماني بقيت في الموقف ده
محمود:انتي شكلك حكايه وروايه وتمثيله كمان انتي ايه حكايتك بالضبط
ميمي:وهيفيدك في ايه انت واحد عاوز تقضي ليله وانا هتصلك بواحده حالا تجيلك بس سابني امشي قبل ما هي تجي علشان بس ما يحصلش مشاكل والنبي
محمود:انا لو عاوزك ولا عاوز غيرك انا عاوز اعرف ايه حكايتك والا مش هتخرجي من هنا
ميمي :امري لله هقولك
~~~~~~~~~~~
في هذه الأثناء كانت رونال مع والدتها تطعمها
فتحيه:قوللي يا بنتي اللي حصل حصلك ازاي
رونال:حبيبتي انا واحد خبطني بالعربيه بتاعته وانا رايحه المقابله والصدفه أنه يطلع المدير اللي رايحه اشتغل عنده وهو من كرم أخلاقه عطني اسبوع رجلي ترتاح وهبقا ابتدي شغل من الاسبوع الجاي
فتحيه :الله يباركله يا بنتي ويجزيه خير
رونال:اللهم امين يا حبيبتي يلا خدي علاجك وارتاحي يلا وانا هشوف الشقه لو محتاجه ترويقه وهبقا انام وقبل أن تخرج سمعت صوت طرقات علي الباب
فتحيه:خير ياربي مين هيجي دلوقتي
رونال:ما تخفيش انا هروح اشوف مين وظلت تحمل علي نفسها حتي تستطيع الخروج
رونال:مين بيخبط
اللي علي الباب انا جاي من طرف الاستاذ سيف السيوفي
فتحت الباب ووجدت اثنين شاب وراجل أربعيني
قال:انا الدكتور محمد خاطر جاي علشان اشوف رجلك الاستاذ سيف قلي علي عنوانك
رونال:انصدمت وقبل أن تجيب وجدت فتحيه تقول لهم اتفضلوا يا ابني بيتكم ومطرحكم
فتنحت رونال عن الباب فدخلوا الي الصالون الذي يسمي هذا لأنه عندهم مجرد كنبه وكرسي من طقم قديم
الدكتور محمد :اتفضلي يا بنتي وريني رجلك
رونال :لا مفيش داعي
فتحيه:يا بنتي وريه رجلك احسن يكون فيها حاجه لا قدر الله انتي مش قادره تمشي عليها
رونال :حاضر يا ماما امري لله
أخذت رونال محمد الي غرفتها وابتدا يكشف عليها وبعد فتره خرج وقال
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الرابع
(عفتي والديوث )
أعطت ميمي الكاس للراجل الذي معاها وهي تتميل بدلع وانوثه طاغيه
ميمي:ممكن بقا اعرف اسمك ايه
الراجل: بصي انا مش هقولك اي اسم فاك لا هقولك اسمي الحقيقي علشان حاسك مش اللي انتي فيه ده خالص وأنك واحده تانيه مش عارف ليه
ميمي دمعت لانه لمس بكلماته قطعه من روحها مخباءه عن الكل
فأكمل وقال :انا محمود السيوفي
فنظرت له ميمي باستغراب شديد
ميمي:معقول انت محمود السيوفي اكبر راجل اعمال في الشرق الأوسط انت بتهزر ولا بتكلم جد
محمود:وانا ههزر معاكي ليه همحي شخصيتي ليه
ميمي:اصل الناس كلها بتقول انك راجل محترم ونعم الاخلاق مش لامؤاخذه بتاع هلس وكده وضحكت ضحكه خليعه
محمود:لا يا ستي انا فعلا كده بس يمكن لما شفتك مع أشهب غيرت رايي
ميمي :طيب اشرب اشرب بس
محمود :لا يا ستي وادي الكاس اهو وسكبه علي الارض
اطتشاءت ميمي غضبا ولكن حولت أنها ما تبين هذا ونظرت له بنصف عين
وقالت :لا انا ما حبكش وانت كده لازم تشرب هات اعملك كاس تاني
وأخذت الكاس وذهبت للمره الثانيه وكررت مافعلته اول مره دون أن يراها
اخذها وصعودا الي غرفه النوم
فاعطته الكاس حتي تستطيع أن تتم مهمتها
محمود:ياسلام علي احلي ايد في الدنيا وقبل طرف يديها صعودا لكتفها
حولت مريم الابتعاد عنه ولكن لم تستطيع فوقع الكاس فتهشم
فقالت:كده خلتني اكسر الكاس هات اجبلك واحد تاني ومش هسيبك الا لما تشربه
محمود:انتي ليه مصممه اني اشرب الكاس
وظل يقبل فيها حتي وصل إلي شفايفها
وهي تحول أن تبتعد أخذت قطعه من الكأس وهددته بها
ميمي:ابعد عني والا هموتك
نظر له محمود وهو يعرف ما تفعله جيدا ولكن حول استفززها لكي تتكلم
محمود:ليه بقا والفلوس اللي الباشا اخدها مني واستنيك يومين ليه بقا ان شاءالله
ميمي :وهي ترجع للخلف حتي اصطدمت في الحائط ابوس ايديك انا هديك الفلوس دي وزياده كمان بس ارجوك ما تجي ناحيتي
في هذه اللحظه جاء تليفون لمحمود فأشار لها أن تصمت
محمود :حبيبه بابا عامله ايه
المتصله:.....................
محمود:لا يا حبيبتي ما تعمليش حسابي علي العشاء انا هتاخر شوي كلي انتي واخواتك ما تستننيش
المتصله:....................
محمود:عندي شوي شغل وجاي علطول
المتصله:....................
محمود:ماشي يا حبيبتي سلام
واغلق الهاتف وهو ينظر لها وهي دموعها تسيل دون توقف فصرخ بها انتي بتعيطي له دلوقتي
ميمي:ومازال دموعها بالنزول انت عندك بنت وكنت بتكلمها صح
محمود:اه
ميمي :طيب تحب بنتك تبقا زيي
محمود:اخرسي بنتي عمرها ما تبقا زيك
ميمي:والكلام جرحها وكان سكين غرست بقلبها علي فكره انا مش وحشه بس ربنا وقعني في واحد ضحك عليا مش ضحك عليا ذي ما انت فاهم لا انا ليسه بنت
وكانت الصدمه هي سيد الموقف
محمود:ضحك ضحكه هيستريا حتي أنه كاد أن يتخانق
وفجرت مريم علي كوب المياه واعطيه له سريعا
فنظر لها نظره لم تفسرها وقال:انت بتساعدني وانا بضحك عليكي ازاي
ميمي :انا ما عرفش اصلا انا ازاي طلع مني الكلام ده بس حسيتك بجد اب حنين يمكن فاكرتني بوالدي الله يرحمه واللي لو كان هنا ما كنش زماني بقيت في الموقف ده
محمود:انتي شكلك حكايه وروايه وتمثيله كمان انتي ايه حكايتك بالضبط
ميمي:وهيفيدك في ايه انت واحد عاوز تقضي ليله وانا هتصلك بواحده حالا تجيلك بس سابني امشي قبل ما هي تجي علشان بس ما يحصلش مشاكل والنبي
محمود:انا لو عاوزك ولا عاوز غيرك انا عاوز اعرف ايه حكايتك والا مش هتخرجي من هنا
ميمي :امري لله هقولك
~~~~~~~~~~~
في هذه الأثناء كانت رونال مع والدتها تطعمها
فتحيه:قوللي يا بنتي اللي حصل حصلك ازاي
رونال:حبيبتي انا واحد خبطني بالعربيه بتاعته وانا رايحه المقابله والصدفه أنه يطلع المدير اللي رايحه اشتغل عنده وهو من كرم أخلاقه عطني اسبوع رجلي ترتاح وهبقا ابتدي شغل من الاسبوع الجاي
فتحيه :الله يباركله يا بنتي ويجزيه خير
رونال:اللهم امين يا حبيبتي يلا خدي علاجك وارتاحي يلا وانا هشوف الشقه لو محتاجه ترويقه وهبقا انام وقبل أن تخرج سمعت صوت طرقات علي الباب
فتحيه:خير ياربي مين هيجي دلوقتي
رونال:ما تخفيش انا هروح اشوف مين وظلت تحمل علي نفسها حتي تستطيع الخروج
رونال:مين بيخبط
اللي علي الباب انا جاي من طرف الاستاذ سيف السيوفي
فتحت الباب ووجدت اثنين شاب وراجل أربعيني
قال:انا الدكتور محمد خاطر جاي علشان اشوف رجلك الاستاذ سيف قلي علي عنوانك
رونال:انصدمت وقبل أن تجيب وجدت فتحيه تقول لهم اتفضلوا يا ابني بيتكم ومطرحكم
فتنحت رونال عن الباب فدخلوا الي الصالون الذي يسمي هذا لأنه عندهم مجرد كنبه وكرسي من طقم قديم
الدكتور محمد :اتفضلي يا بنتي وريني رجلك
رونال :لا مفيش داعي
فتحيه:يا بنتي وريه رجلك احسن يكون فيها حاجه لا قدر الله انتي مش قادره تمشي عليها
رونال :حاضر يا ماما امري لله
أخذت رونال محمد الي غرفتها وابتدا يكشف عليها وبعد فتره خرج وقال
كنت جالسة في غرفتي انتظر منك رسالة حتي احدثك عن ماذا حدث لي وبالفعل انتظرتك كثيرا حتي ارسلت لي هذه الرسالة ˝عزيزتي ماذا بكي˝
في تلك اللحظة تحدثت بكل ما بداخلي من الحزن والاضطربات والضغوطات التي تعرضت لها وتحدث عما حدث لي في العمل وعندما كنت اتحدث واكتب لك تلك الرسالة كنت ابكي بشدة.
ولكن صدمني ردك علي.
كنت اتوقع ان تهوون علي وتفرحني وتبدل شعوري بالحزن لسعادة ولكن... انت قلت لي كلمات لا انساها ابدا.
عندما قراءة تلك الكلمات والاحرف شعرت بقلبي انه تحطم اكثر مما كان عليه.. لاانسي تلك الرسالة عندما قلت لي˝عزيزتي انا احبك وانتي تعلمين ولكن انا لا اريد ان نظل سويا حتي لا تتألمين في المستقبل مني، ارجوكي تقبلي هذا الوضع لاني اريد الابتعاد عنك هذا سيكون الافضل لك ولي. مريم انتي قوية للغاية ولا تحتاجين لشخص مثلي يدعمك ويشجعك انتي تقفين علي ارض صامدة واعلم كثيرا ان كي قوية. عزيزتي مريم انا لا اريد ان اظل مع كي اعذريني انا بعتذر علي كل هذا، سأشتاق لكي كثيرا يا عزيزتي، سلام.
عندما قرات تلك الرسالة شعرت بثقل علي قلبي وصدري شعرت ب اني كنت غبية للغاية عندما احببت هذا الشخص الذي تخلي عني في اكتر وقت احتاج لوجوده، اكتشفت اني اخطأن في حق نفسي عندما تحدث معي هكذا وبعد فترة من الوقت ارسلت له ردي وهو ˝احترم رايك جدا واحترم هذا القرار الذي اتخذته ولكن كنت اتوقع انك شخص تستحق الحب ولكن انت لا تستحق هذا ولا تستحق قلبي يا محمد انا بالفعل ناجحة وقوية من غيرك وانت من الان لا تهمني ابدا وتذكر انك من اتخذت هذا القرار.
ثم ارسل لي رد اخر˝ مريم ارجوكي تقبلي هذا انا لا اريد ان نكون سويا لا اعلم ماذا سيحدث في المستقبل ˝
وفي هذه اللحظة قمت بحذف رسائله ورقم هاتفه وجلست ابكي بشدة في غرفتي لا اعلم لماذا فعل هذا وبعد فترة صغيرة اهدءت وحمدت الله علي كل هذا لاني اعلم ان ما افعله كان خطأ. وقررت ان لا افعل هذا مرة اخري ولا اتحدث مع شخص في علاقة غير شرعية مرة اخري.
ايها القارئ كل ما هو خطأ سينتهي وبكل سهولة.
فلا تتحدثوا في العلاقات الغير شرعية لانها محرمة ولايوجد اي هدف منها غير فرط مشاعر وحب ليس له هدف.
گ/ولاء وسام. ❝ ⏤Walaa Wesam
❞ ˝كلمات جارحة˝
كنت جالسة في غرفتي انتظر منك رسالة حتي احدثك عن ماذا حدث لي وبالفعل انتظرتك كثيرا حتي ارسلت لي هذه الرسالة ˝عزيزتي ماذا بكي˝
في تلك اللحظة تحدثت بكل ما بداخلي من الحزن والاضطربات والضغوطات التي تعرضت لها وتحدث عما حدث لي في العمل وعندما كنت اتحدث واكتب لك تلك الرسالة كنت ابكي بشدة.
ولكن صدمني ردك علي.
كنت اتوقع ان تهوون علي وتفرحني وتبدل شعوري بالحزن لسعادة ولكن... انت قلت لي كلمات لا انساها ابدا.
عندما قراءة تلك الكلمات والاحرف شعرت بقلبي انه تحطم اكثر مما كان عليه.. لاانسي تلك الرسالة عندما قلت لي˝عزيزتي انا احبك وانتي تعلمين ولكن انا لا اريد ان نظل سويا حتي لا تتألمين في المستقبل مني، ارجوكي تقبلي هذا الوضع لاني اريد الابتعاد عنك هذا سيكون الافضل لك ولي. مريم انتي قوية للغاية ولا تحتاجين لشخص مثلي يدعمك ويشجعك انتي تقفين علي ارض صامدة واعلم كثيرا ان كي قوية. عزيزتي مريم انا لا اريد ان اظل مع كي اعذريني انا بعتذر علي كل هذا، سأشتاق لكي كثيرا يا عزيزتي، سلام.
عندما قرات تلك الرسالة شعرت بثقل علي قلبي وصدري شعرت ب اني كنت غبية للغاية عندما احببت هذا الشخص الذي تخلي عني في اكتر وقت احتاج لوجوده، اكتشفت اني اخطأن في حق نفسي عندما تحدث معي هكذا وبعد فترة من الوقت ارسلت له ردي وهو ˝احترم رايك جدا واحترم هذا القرار الذي اتخذته ولكن كنت اتوقع انك شخص تستحق الحب ولكن انت لا تستحق هذا ولا تستحق قلبي يا محمد انا بالفعل ناجحة وقوية من غيرك وانت من الان لا تهمني ابدا وتذكر انك من اتخذت هذا القرار.
ثم ارسل لي رد اخر˝ مريم ارجوكي تقبلي هذا انا لا اريد ان نكون سويا لا اعلم ماذا سيحدث في المستقبل ˝
وفي هذه اللحظة قمت بحذف رسائله ورقم هاتفه وجلست ابكي بشدة في غرفتي لا اعلم لماذا فعل هذا وبعد فترة صغيرة اهدءت وحمدت الله علي كل هذا لاني اعلم ان ما افعله كان خطأ. وقررت ان لا افعل هذا مرة اخري ولا اتحدث مع شخص في علاقة غير شرعية مرة اخري.
ايها القارئ كل ما هو خطأ سينتهي وبكل سهولة.
فلا تتحدثوا في العلاقات الغير شرعية لانها محرمة ولايوجد اي هدف منها غير فرط مشاعر وحب ليس له هدف.
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبو قايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺 . ❝
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبوقايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺 . ❝