█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ احلام بالنسبة للقدامی تبدو وكأنها رسائل من الالهة لكنها في الغة اليوم عبارة عن خبرات عاطفية وانفعالية تصدر من الذات الداخلية للإنسان . وبما أن الأحلام تعكس الحياة في كل جوانبها الدينية والدنيوية وحتى الخفي منها ، فهذا يعني أن كل ما كان يعتقده القدامى عن عالم الأحلام وكذلك آراء المحللين اليوم هي صحيحة لكنها صحيحة فقط من منظور هم الخاص لأن الأحلام تعبير عن الحياة وانعكاس لكل ما يدور فيها من ناس وأشياء . ❝
❞ بسم الله الرحمن الرحيم سماع اسم الله يوجب الهيبة، (والهيبة) «1» تتضمن الفناء والغيبة، وسماع الرحمن الرحيم يوجب الحضور والأوبة، والحضور يتضمن البقاء والقربة.
فمن أسمعه «بِسْمِ اللَّهِ» أدهشه فى كشف جلاله، ومن أسمعه «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» عيّشه بلطف أفضاله . ❝
❞ يهتم من يقوم بتفسير الأحلام بطبيعة الحلم نفسه ومعرفة معاني الرموز والإشارات دون الاهتمام بالشخص الذي يحلم أو معرفة ظروفه ونمط حياته اليومي . وبما أن الأحلام هي رسائل منا والينا فإن أفضل شخص لتفسيرها ومعرفة ملابساتها هو الشخص نفسه ، لانه وببساطة الشخص الذي يوجد هذه الأحلام ويقوم بنسج خيوطها اثناء النوم . وهذا لا يعني عدم قدرة مفسر الأحلام على قراءة مضمون الأحلام لكن الشيء الذي ليس بمقدوره أن يفعله هو ترجمة رسالة الحلم بكل ماتنطوي عليه من مضامین ودلالات دون أن تكون له معرفة بظروف وأحوال الشخص الذي يحلم . فلو كانت رسالة الحلم على سبيل المثال تنطوي على تحذير من شخص ما يمتلك سيارة زرقاء وتوجد في حديقة بيته شجرة عالية ، هذه الرسالة لاتعني أي شيء وليس لها معنى من منظور مفسر الأحلام . بيد انها تعني أشياء كثيرة بالنسبة لصاحب الحلم لانه الوحيد الذي يعرف ذلك الشخص صاحب السيارة وأكيد سبق وان قام بزيارته ويعرف حديقة ذلك الشخص وأشجارها . ولهذا ينصح من يقوم بمهمة بتفسير الأحلام أن لا يفرض أفكاره التي هي نتاج لخبراته على الآخرين . ❝
❞ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (1)
«يا» حرف نداء، و «أي» اسم منادى، «ها» تنبيه، و «الَّذِينَ آمَنُوا» صلة المنادى. ناداهم قبل أن بداهم، وسمّاهم قبل أن براهم، وأهّلهم فى آزاله لما أوصلهم إليه فى آباده.
شرّفهم بقوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» ، وكلّفهم بقوله «أَوْفُوا» ، ولما علم أن التكليف يوجب المشقة قدّم التشريف بالثناء على التكليف الموجب للعناء.
ويقال الإيمان صنفان أحدهما يشير إلى عين الجود، والثاني إلى بذل المجهود.
فبذل المجهود خدمتك، وعين الجود قسمته فبخدمتك عناء الأشباح، وبقسمته ضياء الأرواح.
وحقيقة الإيمان تحقق القلب بما أخبر من الغيب.
ويقال «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» : يا من دخلوا فى إيمانى، ما وصلتم إلى أمانى إلا بسابق إحسانى.
ويقال يا من فتحت بصيرتهم لشهود حقى حتى لا يكونوا كمن أعرضت عنهم من خلقى . ❝
❞ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة صفة أزلية وهى إرادة النعمة وهما اسمان موضوعان للمبالغة ولا فضل بينهما عند أهل التحقيق.
وقيل الرحمن أشد مبالغة وأتم فى الإفادة، وغير الحق سبحانه لا يسمى بالرحمن على الإطلاق، والرحيم ينعت به غيره، وبرحمته عرف العبد أنه الرحمن، ولولا رحمته لما عرف أحد أنه الرحمن، وإذا كانت الرحمة إرادة النعمة، أو نفس النعمة كما هى (عند قوم فالنعم فى أنفسها مختلفة، ومراتبها متفاوتة فنعمة هى) «1» نعمة الأشباح والظواهر، ونعمة هى نعمة الأرواح والأسرار . ❝