❞ يلتقي رابح وكريستين بالصدفة في مشروع عمل مشترك، يقعان في الحب سريعًا وينتهي بهما الأمر لبدء علاقة ستستمر حتى آخر العمر. غالبًا ما تكون البدايات ساحرة: هناك شخص نرغب في التعرف عليه، نُظهر اهتمامنا غير المشروط، نسأل ونجيب ويصبح أقل الأشياء حدث يستحق أن نقضي ليلتنا في الحديث عنه.
لكن الحياة الواقعية سريعًا ما تفرض نفسها، يتحوّل هذا الحب العاصف إلى شيء آخر، حب هو الآخر، لكنه أكثر هدوءًا. تستيقظ الخيبات أحيانًا، نظن أننا قد عرفنا ما يكفي عن الآخر، ننشغل بأشخاص آخرين أصبحوا شركاء في العلاقة وتزداد روتينية الحياة بصورة مستمرة.
هذه قصة حب تقليدية، يلتقي شخصان ويقعان في الحب، يأتي الزواج ثم الأطفال، يشيخان معًا وما زال كل منهما يحاول فهم الآخر.
وعبر هذه القصة التقليدية، يقدّم دو بوتون رؤيته للحب، وهو في هذا يشبه الراوي العليم، شخص يراقب الأحداث بدقة، يقف في ركن قريب ليتلصص على الحبيبين، يقاطع أحداث حياتهما ليحدّثنا عن رؤيته وأفكاره بخصوص كل حدث، ماذا قال الفلاسفة وعلماء النفس، كيف نتجاوز هذه المشكلة، وكيف نتعرف على أنفسنا من خلال معرفة الآخر.. ❝ ⏤آلان دو بوتون
❞ يلتقي رابح وكريستين بالصدفة في مشروع عمل مشترك، يقعان في الحب سريعًا وينتهي بهما الأمر لبدء علاقة ستستمر حتى آخر العمر. غالبًا ما تكون البدايات ساحرة: هناك شخص نرغب في التعرف عليه، نُظهر اهتمامنا غير المشروط، نسأل ونجيب ويصبح أقل الأشياء حدث يستحق أن نقضي ليلتنا في الحديث عنه.
لكن الحياة الواقعية سريعًا ما تفرض نفسها، يتحوّل هذا الحب العاصف إلى شيء آخر، حب هو الآخر، لكنه أكثر هدوءًا. تستيقظ الخيبات أحيانًا، نظن أننا قد عرفنا ما يكفي عن الآخر، ننشغل بأشخاص آخرين أصبحوا شركاء في العلاقة وتزداد روتينية الحياة بصورة مستمرة.
هذه قصة حب تقليدية، يلتقي شخصان ويقعان في الحب، يأتي الزواج ثم الأطفال، يشيخان معًا وما زال كل منهما يحاول فهم الآخر.
وعبر هذه القصة التقليدية، يقدّم دو بوتون رؤيته للحب، وهو في هذا يشبه الراوي العليم، شخص يراقب الأحداث بدقة، يقف في ركن قريب ليتلصص على الحبيبين، يقاطع أحداث حياتهما ليحدّثنا عن رؤيته وأفكاره بخصوص كل حدث، ماذا قال الفلاسفة وعلماء النفس، كيف نتجاوز هذه المشكلة، وكيف نتعرف على أنفسنا من خلال معرفة الآخر. ❝
❞ لقد سمحت لي الفرصة لأقوم بتجربة مع فريق من العمال الجزائريين الأميّين، حين اضطلعت بمهمة تعليمهم القراءة والكتابة في فرنسا عام (1938).
وكلما تقدمت التجربة شيئاً فشيئاً والتي تابعتها تسعة أشهر كنت أرى وجوه تلاميذي تتغير.
كانت الوجوه ذات وميضٍ وحشيٍّ، وقد تأنّست تدريجيّاً. لقد اختفى بريقها الحيوانيُّ ليحل محلَّها شيءٌ ما، ينمُّ عن فكرةٍ داخليةٍ، عن حضور فكرةٍ.
من ناحية أخرى، فالشفاه أطبقت أو ازداد تقاربها. الرأس الذي تلقى فكرةً قد شغل عضلات الصدغ؛ التي تعمل كنابض يشدّ نحو الأعلى الفك الأسفل الذي يغلق الفم.
حينئذ تتغيَّر ملامح الوجه بطريقة ظاهرة، يمكن على ما أعتقد قياسها بالنسبة للَّذين يهتمُّون بالعلاقات الجسديَّة النفسيَّة.
وبالإمكان أن نتوصّل إلى الملاحظة نفسها بمقارنة مباشرة بين ملامح وجه أخوين يختلف المستوى الفكريُّ عندهما.
وهذه الحالة مألوفةٌ خاصةً في المناطق الريفية الجزائرية؛ حيث تكون فرص التعليم موزعةً بطريقةٍ غير متساويةٍ، حتى داخل الأسرة الواحدة. فنحن في نجد فيها مثلاً أخوين أحدهما متعلّم والآخر أمِّيٌّ.
صحيح أنه يوجد بينهما التشابه الذي يشير إلى أصلهما الوراثي المشترك، ولكن توجد خارج ذلك فوارق بارزةٌ في النظرات، وملامحِ الوجه، التي تنبئ عن اختلاف في اطراد الاندماج الاجتماعي.
وبوجه عام ففي سكان بلد ما هنالك النموذج الريفي، والنموذج المديني يميز بينهما علماء الاجتماع ببعض تفاصيل الملبس.
وحتى لو كان رجل المدينة في ملابس ريفيَّة فإنَّه يسهل التعرف عليه إذ يبدو كريفيّ مزيَّفٍ. ورجل الريف في ملابس الأعياد يبدو مدنياً مزيفاً. والشقيقان من أصل وراثيٍّ واحد وبيئة ريفية واحدة يتمايزان كذلك بعلاماتٍ واضحةٍ جليةٍ إذا كان أحدهما قد تردَّد إلى المدرسة دون أن يفعل الآخر ذلك، فدرجة اندماج الفرد الذي يضع قدمه في عالم الأفكار تتحدد بهذه العلامات. ❝ ⏤مالك بن نبي
❞ لقد سمحت لي الفرصة لأقوم بتجربة مع فريق من العمال الجزائريين الأميّين، حين اضطلعت بمهمة تعليمهم القراءة والكتابة في فرنسا عام (1938).
وكلما تقدمت التجربة شيئاً فشيئاً والتي تابعتها تسعة أشهر كنت أرى وجوه تلاميذي تتغير.
كانت الوجوه ذات وميضٍ وحشيٍّ، وقد تأنّست تدريجيّاً. لقد اختفى بريقها الحيوانيُّ ليحل محلَّها شيءٌ ما، ينمُّ عن فكرةٍ داخليةٍ، عن حضور فكرةٍ.
من ناحية أخرى، فالشفاه أطبقت أو ازداد تقاربها. الرأس الذي تلقى فكرةً قد شغل عضلات الصدغ؛ التي تعمل كنابض يشدّ نحو الأعلى الفك الأسفل الذي يغلق الفم.
حينئذ تتغيَّر ملامح الوجه بطريقة ظاهرة، يمكن على ما أعتقد قياسها بالنسبة للَّذين يهتمُّون بالعلاقات الجسديَّة النفسيَّة.
وبالإمكان أن نتوصّل إلى الملاحظة نفسها بمقارنة مباشرة بين ملامح وجه أخوين يختلف المستوى الفكريُّ عندهما.
وهذه الحالة مألوفةٌ خاصةً في المناطق الريفية الجزائرية؛ حيث تكون فرص التعليم موزعةً بطريقةٍ غير متساويةٍ، حتى داخل الأسرة الواحدة. فنحن في نجد فيها مثلاً أخوين أحدهما متعلّم والآخر أمِّيٌّ.
صحيح أنه يوجد بينهما التشابه الذي يشير إلى أصلهما الوراثي المشترك، ولكن توجد خارج ذلك فوارق بارزةٌ في النظرات، وملامحِ الوجه، التي تنبئ عن اختلاف في اطراد الاندماج الاجتماعي.
وبوجه عام ففي سكان بلد ما هنالك النموذج الريفي، والنموذج المديني يميز بينهما علماء الاجتماع ببعض تفاصيل الملبس.
وحتى لو كان رجل المدينة في ملابس ريفيَّة فإنَّه يسهل التعرف عليه إذ يبدو كريفيّ مزيَّفٍ. ورجل الريف في ملابس الأعياد يبدو مدنياً مزيفاً. والشقيقان من أصل وراثيٍّ واحد وبيئة ريفية واحدة يتمايزان كذلك بعلاماتٍ واضحةٍ جليةٍ إذا كان أحدهما قد تردَّد إلى المدرسة دون أن يفعل الآخر ذلك، فدرجة اندماج الفرد الذي يضع قدمه في عالم الأفكار تتحدد بهذه العلامات. ❝
❞ كانت لعنتي الوحيدة شعوري بمن حولي بشكلٍ مفرط
أتفهم أوجاعهم ،أميز اهتزاز نبرة اصواتهم ،و أحلل نظرات عيونهم الذائغه
كانت لعنتي كلها في امتصاص ما يشعرون به داخلي فأصبح كالقنبلة الموقوتة
لا اعرف شعوراً آخر غير الألم ،أسير في الطرقات أراقب نظرات الناس و أشكالهم و أكاد أجزم أنني أستطيع التعرف علي شعورهم من مجرد نظرة
منتهي البؤس أن تمتص الألام كالأسفجة. ❝ ⏤إيثار السباعي
❞ كانت لعنتي الوحيدة شعوري بمن حولي بشكلٍ مفرط
أتفهم أوجاعهم ،أميز اهتزاز نبرة اصواتهم ،و أحلل نظرات عيونهم الذائغه
كانت لعنتي كلها في امتصاص ما يشعرون به داخلي فأصبح كالقنبلة الموقوتة
لا اعرف شعوراً آخر غير الألم ،أسير في الطرقات أراقب نظرات الناس و أشكالهم و أكاد أجزم أنني أستطيع التعرف علي شعورهم من مجرد نظرة
منتهي البؤس أن تمتص الألام كالأسفجة. ❝