❞ مراجعة رواية ( مجدولين ) للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي :
لطالما جذبني اسم هذا الكاتب الجليل ورغبت في قراءة أحد أعماله وها قد بادرت بذلك حينما عثرت على تلك الرواية التي طالما بحثت عنها ،
هي رواية يغلُب عليها الطابع الرومانسي مشتقة من بعض الأشعار الفرنسية وقد أعجبني كثيراً أسماء الأبطال وكذلك تلك الرسائل التي كانت تُتبادَل بينهم طيلة أحداثها فطالما رغبت في قراءة شيء كهذا ورغم كونها رومانسية المضمون إلا أنَّ اللغة قد أَثرت الأحداث وجعلها تنتقل لطور آخر وكأنها آتيةٌ من عالم سرمدي بعيداً عن عالمنا الحالي المشحون بالضجيج والفوضى والصخب الذي يَدُك عقولنا ويحيط بنا من كل صوب وحدب ، ورُغم انقلاب الأحداث عمَّا توقعت إلا أن العنصر الجاذب سوف يجعلك تغوص في القراءة راغباً في معرفة النهاية والتوصُّل لأسباب هذا الانفصال الذي حدث بغتةً ،،،
للخيانة أوجه كثيرة لا يشعر بآلامها سوى من تجرَّع مَرارتها ويبقى أقساها عدم الوفاء بالعهد والإخلال به بعدما يُعلِّق الطرف الآخر كل آماله على محبوبه ثم يرحل عنه في منتصف الطريق دون إبداء أية أسباب أو مبررات جلية وهو ما يَدفعه للسقوط في هوة الحزن الذي يدوم لفترة طويلة كي يتمكن من الإفاقة من الصدمة والتعافي من آثار هذا الألم البالغ الذي أصاب قلبه وأَدماه ، فقد ذرف الكثير من الدموع في سبيل النسيان وتبقى بعض الأمور عالقةً في القلب بلا قدرة على تجاوزها ، وهذا ما حدث مع صاحبنا بطل الرواية الذي أَسكب كل مشاعره على تلك الفتاة التي أحبَّها من أعمق نقطة في قلبه وقد وعدته بالبقاء معه وانتظاره كي يجد العمل الذي يُمكِّنه من ادخار بعض المال كي يؤسِّس هذا المنزل الذي سوف يقيمان فيه ويُعِدُّه على الشكل الذي أرادته ولكنها غدرت به ، خدعته ، طعنته بخنجر الحب وضيَّعت حياته ، أطاحت بآماله ، بدَّدت أحلامه التي بناها معها ولم يَكُن ليتوقع ذلك فصُدم على إثر هذا الفراق المُفجِع الذي لم يكن يُصدِّقه في بادئ الأمر وأخذ يُكذِّب نفسه كثيراً إلى أنْ تحامل على نفسه وحاول تحمُّل الصدمة واستكمال حياته ولكن الألم كان ينخُر بقلبه كثيراً وما زاد الطين بِلَّة وضاعف ألمه أن صديقه الذي طالما أخبره عن هذا الحُلم بالزواج من تلك الفتاة هو مَنْ سلبه إياها بتلك البساطة حيث أغواها بالمال وتلك الحياة الجديدة التي كانت مشدوهةً بها ، منجذبةً إليها في بادئ الأمر ولكنها اكتشفت بمرور الوقت أنه لم يكن يُشبهها في أي شيء وأنها ورَّطت نفسها واختارت لها التعاسة وفرَّطت في الحب الصادق الذي فيه سعادتها ولكنها لم تُدرك ذلك سوى بعد فوات الأوان ، وبمرور الوقت تمكَّن من استعادة أوضاعه السابقة شيئاً فشيئاً وبدأ يزاول مهامه من جديد ، وقد ساعده في ذلك صديقٌ له طالما سانده واتخذ من أسرته ملاذاً له يأوى إليه ويعاونهم في أمور الإنفاق وخلافها ، وبدأ يعتاد الحياة بعد وقت طويل وحقَّق نجاحاً باهراً في تلك المهمة التي طالما شغف بها في الماضي وصار ذا شأن كبير فيها بل أصبح من النابغين في هذا المجال أيضاً ، ولم يُدهَش حينما ألتقى بهما من جديد فلم يَعُد يحمِل أي مشاعر تجاهها بعد اليوم إذْ اتخذ عهداً مع نفسه أنْ يلتفت لحياته ويُولِّي اهتمامه لذاته وينصرف عن التفكير فيها أو تذكُّر أيامه معها فيكفي العمر الذي انقضى في سبيل إسعادها ومحاولة البقاء معها ولم تُقدِّر كل تلك الجهود المستميتة التي بَذلها في سبيلها ، فلم يكن الحب ليستمر سوى بمزيد من المحاولات من كليهما فهو أمر مختلف نوعاً ما عن القَدر فقد اختارت الطريق الأسهل الذي يضمَن لها حياة يسيرة بعيداً عن الفقر والبؤس والشقاء الذي كانت ستُعانيه مع مَنْ أحبَّت بالفعل وهذا ما أَحال حياتها لسوادٍ قاتم بلا أي نوع من أنواع البهجة أو السعادة ، فقد بدَّد زوجها تلك الثروة التي تزوجته من أجلها حيث ضيَّعها في المقامرة التي كان يزاولها أغلب وقته بعدما ملَّ الحياة معها وكأنه زهد فيها بعدما نالها وصارت مِلْكَه ، فانصرف عنها لتلك التصرفات الصبيانية التي ضيَّعت حياته بالفعل وأَودَت به لنهاية لم يكن ليتوقعها فقد قرَّر الانتحار حينما خسر كل ما ملكت يداه ونفدت كل الحيل التي تُسدِّد ديونه التي تراكمت عليه فاضطر لبيع بيت الزوجية الذي كان يسكُنه معها ومع ذلك لم يَكفي لسداد ديونه فلم يجد بُداً من السفر واضطر لإنهاء حياته بأشنع طريقة ممكنة تاركاً تلك الفتاة المسكينة تعاني من بعده ولا تَجِدْ ما يَسِد رمقها أو يُعينها على شئون الحياة ، فسدَّدت ديونه حفاظاً على كرامته ورحلت في هدوء بعد ضغط من صاحب البيت الجديد محاولة البحث عن مكان يأويها فلم تعثر عليه وحينما لجأت لصديقتها خذلتها أيضاً ، صارت تَجوب أنحاء البلاد علَّها تصل لمكان يستقر به المَقام وحينما وصلت لبيت أبيها وجدت البستانيّ الذي طلبت منه أنْ يؤجِّر لها تلك الغرفة في أعلى المبنى وقد كان ، وبمرور الأيام تدهور حالها كثيراً فاضطرت للجوء لاستيفن الذي لم يساعدها سوى شفقة على حالها وكان يستنكر حبه الذي ما زال ساكناً في قلبه تجاهها ، ولما ضاقت بها الحال اتخذت قراراً مفجعاً فقد وضعت الطفلة في إناء وتركته في مدخل بيت استيفن وألقَت بنفسها في النهر وحينما حاول الجميع إنقاذها كانت قد هَلكت بالفعل ، كان رد فعل استيفن عجيباً إذْ ظل واجماً لا ينطِق أو يتحرك وفي اليوم التالي دفنها وطلب من الجميع أنْ يُدفَن بجانبها حينما يلقَى حتفه ، لقد عاش حياة بائسة وقد عصَف الحب بقلبه ولم يساعده على الخروج من تلك الأزمة سوى صديقه فرتز واندماجه في تلك المهمة التي وَلِع بها في الماضي وكان قد نسيها ولكنها أعادت إليه حياته حينما عاد إليها وقد لقي الجميع مصرعهم بالطريقة التي تليق بهم وتلك عاقبة مَنْ يظلم إنساناً ليس له ذنب سوى أنَّ مشاعره صادقة ويُحِب بصِدق وعمق دون أي زيف أو خداع أو مكائد من أجل الوصول لأهداف أو مصالح شخصية وهذا هو حال الحب في كل الأزمان والأوقات ...
#خلود_أيمن
#مراجعة_رواية_مجدولين #كتب #مراجعات .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ( مجدولين ) للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي :
لطالما جذبني اسم هذا الكاتب الجليل ورغبت في قراءة أحد أعماله وها قد بادرت بذلك حينما عثرت على تلك الرواية التي طالما بحثت عنها ،
هي رواية يغلُب عليها الطابع الرومانسي مشتقة من بعض الأشعار الفرنسية وقد أعجبني كثيراً أسماء الأبطال وكذلك تلك الرسائل التي كانت تُتبادَل بينهم طيلة أحداثها فطالما رغبت في قراءة شيء كهذا ورغم كونها رومانسية المضمون إلا أنَّ اللغة قد أَثرت الأحداث وجعلها تنتقل لطور آخر وكأنها آتيةٌ من عالم سرمدي بعيداً عن عالمنا الحالي المشحون بالضجيج والفوضى والصخب الذي يَدُك عقولنا ويحيط بنا من كل صوب وحدب ، ورُغم انقلاب الأحداث عمَّا توقعت إلا أن العنصر الجاذب سوف يجعلك تغوص في القراءة راغباً في معرفة النهاية والتوصُّل لأسباب هذا الانفصال الذي حدث بغتةً ،،،
للخيانة أوجه كثيرة لا يشعر بآلامها سوى من تجرَّع مَرارتها ويبقى أقساها عدم الوفاء بالعهد والإخلال به بعدما يُعلِّق الطرف الآخر كل آماله على محبوبه ثم يرحل عنه في منتصف الطريق دون إبداء أية أسباب أو مبررات جلية وهو ما يَدفعه للسقوط في هوة الحزن الذي يدوم لفترة طويلة كي يتمكن من الإفاقة من الصدمة والتعافي من آثار هذا الألم البالغ الذي أصاب قلبه وأَدماه ، فقد ذرف الكثير من الدموع في سبيل النسيان وتبقى بعض الأمور عالقةً في القلب بلا قدرة على تجاوزها ، وهذا ما حدث مع صاحبنا بطل الرواية الذي أَسكب كل مشاعره على تلك الفتاة التي أحبَّها من أعمق نقطة في قلبه وقد وعدته بالبقاء معه وانتظاره كي يجد العمل الذي يُمكِّنه من ادخار بعض المال كي يؤسِّس هذا المنزل الذي سوف يقيمان فيه ويُعِدُّه على الشكل الذي أرادته ولكنها غدرت به ، خدعته ، طعنته بخنجر الحب وضيَّعت حياته ، أطاحت بآماله ، بدَّدت أحلامه التي بناها معها ولم يَكُن ليتوقع ذلك فصُدم على إثر هذا الفراق المُفجِع الذي لم يكن يُصدِّقه في بادئ الأمر وأخذ يُكذِّب نفسه كثيراً إلى أنْ تحامل على نفسه وحاول تحمُّل الصدمة واستكمال حياته ولكن الألم كان ينخُر بقلبه كثيراً وما زاد الطين بِلَّة وضاعف ألمه أن صديقه الذي طالما أخبره عن هذا الحُلم بالزواج من تلك الفتاة هو مَنْ سلبه إياها بتلك البساطة حيث أغواها بالمال وتلك الحياة الجديدة التي كانت مشدوهةً بها ، منجذبةً إليها في بادئ الأمر ولكنها اكتشفت بمرور الوقت أنه لم يكن يُشبهها في أي شيء وأنها ورَّطت نفسها واختارت لها التعاسة وفرَّطت في الحب الصادق الذي فيه سعادتها ولكنها لم تُدرك ذلك سوى بعد فوات الأوان ، وبمرور الوقت تمكَّن من استعادة أوضاعه السابقة شيئاً فشيئاً وبدأ يزاول مهامه من جديد ، وقد ساعده في ذلك صديقٌ له طالما سانده واتخذ من أسرته ملاذاً له يأوى إليه ويعاونهم في أمور الإنفاق وخلافها ، وبدأ يعتاد الحياة بعد وقت طويل وحقَّق نجاحاً باهراً في تلك المهمة التي طالما شغف بها في الماضي وصار ذا شأن كبير فيها بل أصبح من النابغين في هذا المجال أيضاً ، ولم يُدهَش حينما ألتقى بهما من جديد فلم يَعُد يحمِل أي مشاعر تجاهها بعد اليوم إذْ اتخذ عهداً مع نفسه أنْ يلتفت لحياته ويُولِّي اهتمامه لذاته وينصرف عن التفكير فيها أو تذكُّر أيامه معها فيكفي العمر الذي انقضى في سبيل إسعادها ومحاولة البقاء معها ولم تُقدِّر كل تلك الجهود المستميتة التي بَذلها في سبيلها ، فلم يكن الحب ليستمر سوى بمزيد من المحاولات من كليهما فهو أمر مختلف نوعاً ما عن القَدر فقد اختارت الطريق الأسهل الذي يضمَن لها حياة يسيرة بعيداً عن الفقر والبؤس والشقاء الذي كانت ستُعانيه مع مَنْ أحبَّت بالفعل وهذا ما أَحال حياتها لسوادٍ قاتم بلا أي نوع من أنواع البهجة أو السعادة ، فقد بدَّد زوجها تلك الثروة التي تزوجته من أجلها حيث ضيَّعها في المقامرة التي كان يزاولها أغلب وقته بعدما ملَّ الحياة معها وكأنه زهد فيها بعدما نالها وصارت مِلْكَه ، فانصرف عنها لتلك التصرفات الصبيانية التي ضيَّعت حياته بالفعل وأَودَت به لنهاية لم يكن ليتوقعها فقد قرَّر الانتحار حينما خسر كل ما ملكت يداه ونفدت كل الحيل التي تُسدِّد ديونه التي تراكمت عليه فاضطر لبيع بيت الزوجية الذي كان يسكُنه معها ومع ذلك لم يَكفي لسداد ديونه فلم يجد بُداً من السفر واضطر لإنهاء حياته بأشنع طريقة ممكنة تاركاً تلك الفتاة المسكينة تعاني من بعده ولا تَجِدْ ما يَسِد رمقها أو يُعينها على شئون الحياة ، فسدَّدت ديونه حفاظاً على كرامته ورحلت في هدوء بعد ضغط من صاحب البيت الجديد محاولة البحث عن مكان يأويها فلم تعثر عليه وحينما لجأت لصديقتها خذلتها أيضاً ، صارت تَجوب أنحاء البلاد علَّها تصل لمكان يستقر به المَقام وحينما وصلت لبيت أبيها وجدت البستانيّ الذي طلبت منه أنْ يؤجِّر لها تلك الغرفة في أعلى المبنى وقد كان ، وبمرور الأيام تدهور حالها كثيراً فاضطرت للجوء لاستيفن الذي لم يساعدها سوى شفقة على حالها وكان يستنكر حبه الذي ما زال ساكناً في قلبه تجاهها ، ولما ضاقت بها الحال اتخذت قراراً مفجعاً فقد وضعت الطفلة في إناء وتركته في مدخل بيت استيفن وألقَت بنفسها في النهر وحينما حاول الجميع إنقاذها كانت قد هَلكت بالفعل ، كان رد فعل استيفن عجيباً إذْ ظل واجماً لا ينطِق أو يتحرك وفي اليوم التالي دفنها وطلب من الجميع أنْ يُدفَن بجانبها حينما يلقَى حتفه ، لقد عاش حياة بائسة وقد عصَف الحب بقلبه ولم يساعده على الخروج من تلك الأزمة سوى صديقه فرتز واندماجه في تلك المهمة التي وَلِع بها في الماضي وكان قد نسيها ولكنها أعادت إليه حياته حينما عاد إليها وقد لقي الجميع مصرعهم بالطريقة التي تليق بهم وتلك عاقبة مَنْ يظلم إنساناً ليس له ذنب سوى أنَّ مشاعره صادقة ويُحِب بصِدق وعمق دون أي زيف أو خداع أو مكائد من أجل الوصول لأهداف أو مصالح شخصية وهذا هو حال الحب في كل الأزمان والأوقات ..
#خلود_أيمن #مراجعة_رواية_مجدولين#كتب#مراجعات. ❝
❞ لم يكن موسى (ع) هو النبي الوحيد الذي عاش في مصر القديمة، فقد عاش النبي يوسف(ع) قبله بعدة قرون. عندما نقرأ في القرآن القصص عن يوسف وعن موسى ( عليهما السلام)يسترعي انتباهنا تفصيل معين ،فالقرآن يستعمل لقب’’الملك’’ عند حديثه عن حاكم مصر آنذاك:
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ } (يوسف/54)
بينما يستعمل القرآن لقب’’ فرعون’’ عند حديثه عن الحاكم في عهد موسى (ع)
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَه فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا } (الإسراء/101)
وتخبرنا السجلات التاريخية عن سبب اختلاف اللقب بين هذين الحاكمين في مصر: كانت كلمة ‘’ فرعون’’ اسما يطلق على القصر الملكي، ولم يكن الحكام في العهود الملكية القديمة يستعملون هذا الاسم كلقب. أما استعمال كلمة ‘’ فرعون’’ كلقب فقد بدأ في ‘’ العهد الملكي الجديد’’ الذي بدأ في عهد الأسرة الثامنة عشرة( 1539- 1292ق. م)وفي عهد الأسرة العشرين ( 945- 730 ق.م) كانت كلمة ‘’فرعون’’ تستعمل من أجل إظهار الاحترام والتوقير. هنا يظهر الأسلوب المعجز للقرآن، فقد عاش النبي يوسف(ع) في العهد الملكي القديم، لذا لم يكن اللقب المستعمل عند حكام مصر لقب’’ فرعون’’، بل لقب ‘’ الملك’’. أما موسى (ع) فقد عاش في العهد الملكي الجديد، اي في العهد الذي كان الحكام يستعملون لقب’’ فرعون’’. ولا شك أنه لمعرفة مثل هذه الفروق الدقيقة يجب الإطلاع على تاريخ مصر القديمة. بينما ذكرنا قبل قليل أن تاريخ مصر القديمة بقي مجهولا لعدم القدرة على قراءة كتاباتها القديمة التي انمحت تماما ونسيت وانقرضت في القرن الرابع الميلادي. واستمر هذا حتى التوصل إلى حل رموزها في القرن التاسع عشر. لذا فلم يكن أحد يملك في العهد الذي نزل فيه القرآن اي معلومات مفصلة حول التاريخ القديم لمصر. وهذا دليل آخر ضمن الأدلة التي لا تعد ولا تحصى على أن القرآن كلام من عند الله تعالى. ❝ ⏤هارون يحي
❞ لم يكن موسى (ع) هو النبي الوحيد الذي عاش في مصر القديمة، فقد عاش النبي يوسف(ع) قبله بعدة قرون. عندما نقرأ في القرآن القصص عن يوسف وعن موسى ( عليهما السلام)يسترعي انتباهنا تفصيل معين ،فالقرآن يستعمل لقب’’الملك’’ عند حديثه عن حاكم مصر آنذاك:
وتخبرنا السجلات التاريخية عن سبب اختلاف اللقب بين هذين الحاكمين في مصر: كانت كلمة ‘’ فرعون’’ اسما يطلق على القصر الملكي، ولم يكن الحكام في العهود الملكية القديمة يستعملون هذا الاسم كلقب. أما استعمال كلمة ‘’ فرعون’’ كلقب فقد بدأ في ‘’ العهد الملكي الجديد’’ الذي بدأ في عهد الأسرة الثامنة عشرة( 1539- 1292ق. م)وفي عهد الأسرة العشرين ( 945- 730 ق.م) كانت كلمة ‘’فرعون’’ تستعمل من أجل إظهار الاحترام والتوقير. هنا يظهر الأسلوب المعجز للقرآن، فقد عاش النبي يوسف(ع) في العهد الملكي القديم، لذا لم يكن اللقب المستعمل عند حكام مصر لقب’’ فرعون’’، بل لقب ‘’ الملك’’. أما موسى (ع) فقد عاش في العهد الملكي الجديد، اي في العهد الذي كان الحكام يستعملون لقب’’ فرعون’’. ولا شك أنه لمعرفة مثل هذه الفروق الدقيقة يجب الإطلاع على تاريخ مصر القديمة. بينما ذكرنا قبل قليل أن تاريخ مصر القديمة بقي مجهولا لعدم القدرة على قراءة كتاباتها القديمة التي انمحت تماما ونسيت وانقرضت في القرن الرابع الميلادي. واستمر هذا حتى التوصل إلى حل رموزها في القرن التاسع عشر. لذا فلم يكن أحد يملك في العهد الذي نزل فيه القرآن اي معلومات مفصلة حول التاريخ القديم لمصر. وهذا دليل آخر ضمن الأدلة التي لا تعد ولا تحصى على أن القرآن كلام من عند الله تعالى. ❝
❞ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء أي ومثل هذا الإنعام الذي أنعمنا عليه في تقريبه إلى قلب الملك ، وإنجائه من السجن مكنا له في الأرض ; أي أقدرناه على ما يريد . وقال إلكيا الطبري قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض دليل على إجازة الحيلة في التوصل إلى المباح ، وما فيه الغبطة والصلاح ، واستخراج الحقوق ، ومثله قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث وحديث أبي سعيد الخدري في عامل خيبر ، والذي أداه من التمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله . قلت : وهذا مردود على ما يأتي . يقال : مكناه ومكنا له ، قال الله تعالى : مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم . قال الطبري : استخلف الملك الأكبر الوليد بن الريان يوسف على عمل إطفير وعزله ; قال مجاهد : وأسلم على يديه . قال ابن عباس : ملكه بعد سنة ونصف . وروى مقاتل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن يوسف قال إني حفيظ عليم إن شاء الله لملك في وقته . ثم مات إطفير فزوجه الوليد بزوجة إطفير راعيل ، فدخل بها يوسف فوجدها عذراء ، وولدت له ولدين : إفراثيم ومنشا ، ابني يوسف ، ومن زعم أنها زليخاء قال : لم يتزوجها يوسف ، وأنها لما رأته في موكبه بكت ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فضمها إليه ، فكانت من عياله حتى ماتت عنده ، ولم يتزوجها ; ذكره الماوردي ; وهو خلاف ما تقدم عن وهب ، وذكره الثعلبي ; فالله أعلم . ولما فوض الملك أمر مصر إلى يوسف تلطف بالناس ، وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل ، فأحبه الرجال والنساء ، قال وهب والسدي وابن عباس وغيرهم : ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر يوسف بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلة أمر بها فجمعت ، ثم بنى لها الأهراء ، فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقضت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة نزل جبريل وقال : يا أهل مصر جوعوا ; فإن الله سلط عليكم الجوع سبع سنين . وقال بعض أهل الحكمة : للجوع والقحط علامتان : إحداهما : أن النفس تحب الطعام أكثر من العادة ، ويسرع إليها الجوع خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وتأخذ من الطعام فوق الكفاية . والثانية : أن يفقد الطعام فلا يوجد رأسا ويعز إلى الغاية ، فاجتمعت هاتان العلامتان في عهد يوسف ، فانتبه الرجال والنساء والصبيان ينادون الجوع الجوع !! ويأكلون ولا يشبعون ، وانتبه الملك ، ينادي الجوع الجوع !! قال : فدعا له يوسف فأبرأه الله من ذلك ، ثم أصبح فنادى يوسف في أرض مصر كلها ; معاشر الناس ! لا يزرع أحد زرعا فيضيع البذر ولا يطلع شيء . وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ; قال ابن عباس : لما كان ابتداء القحط بينا الملك في جوف الليل أصابه الجوع في نصف الليل ، فهتف الملك يا يوسف ! الجوع الجوع !! فقال يوسف : هذا أوان القحط ; فلما دخلت أول سنة من سني القحط هلك فيها كل شيء أعدوه في السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعام من يوسف ; فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ; وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ; وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ; وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ; وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعا وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق في السنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدا له ; فقال الناس : والله ما رأينا ملكا أجل ولا أعظم من هذا ; فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنع ربي فيما خولني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فافعل ما شئت ، وإنما نحن لك تبع ; وما أنا بالذي يستنكف عن عبادتك وطاعتك ، ولا أنا إلا من بعض مماليكك ، وخول من خولك ; فقال يوسف - عليه السلام - : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ; وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملكك بشرط أن تستن بسنتي . ويروى أن يوسف - عليه السلام - كان لا يشبع من طعام في تلك السنين ، فقيل له : أتجوع وبيدك خزائن الأرض ؟ فقال : إني أخاف إن شبعت أن أنسى الجائع ; وأمر يوسف طباخ الملك أن يجعل غذاءه نصف النهار ، حتى يذوق الملك طعم الجوع . فلا ينسى الجائعين ; فمن ثم جعل الملوك غذاءهم نصف النهار .
قوله تعالى : نصيب برحمتنا من نشاء أي بإحساننا ; والرحمة النعمة والإحسان .
ولا نضيع أجر المحسنين أي ثوابهم . وقال ابن عباس ووهب : يعني الصابرين ; لصبره في الجب ، وفي الرق ، وفي السجن ، وصبره عن محارم الله عما دعته إليه المرأة . وقال الماوردي : واختلف فيما أوتيه يوسف من هذه الحال على قولين : أحدهما : أنه ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه . الثاني : أنه أنعم الله عليه بذلك تفضلا منه عليه ، وثوابه باق على حاله في الآخرة .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء أي ومثل هذا الإنعام الذي أنعمنا عليه في تقريبه إلى قلب الملك ، وإنجائه من السجن مكنا له في الأرض ; أي أقدرناه على ما يريد . وقال إلكيا الطبري قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض دليل على إجازة الحيلة في التوصل إلى المباح ، وما فيه الغبطة والصلاح ، واستخراج الحقوق ، ومثله قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث وحديث أبي سعيد الخدري في عامل خيبر ، والذي أداه من التمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله . قلت : وهذا مردود على ما يأتي . يقال : مكناه ومكنا له ، قال الله تعالى : مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم . قال الطبري : استخلف الملك الأكبر الوليد بن الريان يوسف على عمل إطفير وعزله ; قال مجاهد : وأسلم على يديه . قال ابن عباس : ملكه بعد سنة ونصف . وروى مقاتل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن يوسف قال إني حفيظ عليم إن شاء الله لملك في وقته . ثم مات إطفير فزوجه الوليد بزوجة إطفير راعيل ، فدخل بها يوسف فوجدها عذراء ، وولدت له ولدين : إفراثيم ومنشا ، ابني يوسف ، ومن زعم أنها زليخاء قال : لم يتزوجها يوسف ، وأنها لما رأته في موكبه بكت ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فضمها إليه ، فكانت من عياله حتى ماتت عنده ، ولم يتزوجها ; ذكره الماوردي ; وهو خلاف ما تقدم عن وهب ، وذكره الثعلبي ; فالله أعلم . ولما فوض الملك أمر مصر إلى يوسف تلطف بالناس ، وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل ، فأحبه الرجال والنساء ، قال وهب والسدي وابن عباس وغيرهم : ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر يوسف بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلة أمر بها فجمعت ، ثم بنى لها الأهراء ، فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقضت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة نزل جبريل وقال : يا أهل مصر جوعوا ; فإن الله سلط عليكم الجوع سبع سنين . وقال بعض أهل الحكمة : للجوع والقحط علامتان : إحداهما : أن النفس تحب الطعام أكثر من العادة ، ويسرع إليها الجوع خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وتأخذ من الطعام فوق الكفاية . والثانية : أن يفقد الطعام فلا يوجد رأسا ويعز إلى الغاية ، فاجتمعت هاتان العلامتان في عهد يوسف ، فانتبه الرجال والنساء والصبيان ينادون الجوع الجوع !! ويأكلون ولا يشبعون ، وانتبه الملك ، ينادي الجوع الجوع !! قال : فدعا له يوسف فأبرأه الله من ذلك ، ثم أصبح فنادى يوسف في أرض مصر كلها ; معاشر الناس ! لا يزرع أحد زرعا فيضيع البذر ولا يطلع شيء . وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ; قال ابن عباس : لما كان ابتداء القحط بينا الملك في جوف الليل أصابه الجوع في نصف الليل ، فهتف الملك يا يوسف ! الجوع الجوع !! فقال يوسف : هذا أوان القحط ; فلما دخلت أول سنة من سني القحط هلك فيها كل شيء أعدوه في السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعام من يوسف ; فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ; وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ; وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ; وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ; وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعا وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق في السنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدا له ; فقال الناس : والله ما رأينا ملكا أجل ولا أعظم من هذا ; فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنع ربي فيما خولني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فافعل ما شئت ، وإنما نحن لك تبع ; وما أنا بالذي يستنكف عن عبادتك وطاعتك ، ولا أنا إلا من بعض مماليكك ، وخول من خولك ; فقال يوسف - عليه السلام - : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ; وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملكك بشرط أن تستن بسنتي . ويروى أن يوسف - عليه السلام - كان لا يشبع من طعام في تلك السنين ، فقيل له : أتجوع وبيدك خزائن الأرض ؟ فقال : إني أخاف إن شبعت أن أنسى الجائع ; وأمر يوسف طباخ الملك أن يجعل غذاءه نصف النهار ، حتى يذوق الملك طعم الجوع . فلا ينسى الجائعين ; فمن ثم جعل الملوك غذاءهم نصف النهار .
قوله تعالى : نصيب برحمتنا من نشاء أي بإحساننا ; والرحمة النعمة والإحسان .
ولا نضيع أجر المحسنين أي ثوابهم . وقال ابن عباس ووهب : يعني الصابرين ; لصبره في الجب ، وفي الرق ، وفي السجن ، وصبره عن محارم الله عما دعته إليه المرأة . وقال الماوردي : واختلف فيما أوتيه يوسف من هذه الحال على قولين : أحدهما : أنه ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه . الثاني : أنه أنعم الله عليه بذلك تفضلا منه عليه ، وثوابه باق على حاله في الآخرة. ❝
❞ مشاركتي في كتاب الخواطر الدينية الإلكتروني بنص ( تعزيز المرأة في الإسلام ) :
تعزيز المرأة في الإسلام :
كرَّم الإسلام الإنسان في كل الأزمان والعصور فهذا أمرٌ محسوم لا خلاف عليه أو جدال فيه وبالأخص المرأة فقد عزَّزها وصانها وحماها من أي مكروه قد يُصيبها أو سوء قد يمسَّها ، ورغم كل التمرد الذي قد تمارسه بعض النساء في مُختلَف الأجيال إلا أنهن على اقتناع بأن الإسلام هو أعظم ما حباهن الله إياه في زمان كثُرت فيه المصائب والنكبات والفتن ، فقد رفع شأنهن بدايةً من الحجاب الذي فرضه عليهن في سن معينة عقب البلوغ والذي كان من أجل سترهن عن أعين الجميع حتى لا يتبعهن أحد ويتفحصهن في المجئ والذهاب ، مروراً بالزواج الشرعي الذي حفظ فروجهن ونسبهن من الذهاب لأي شخص حتى لو كان يدَّعي أو يفتري عليهن بذنب لم يقترفهن ، لذا كان عليهن حمد الله على نعمة الإسلام التي كانت وما زالت تحافظ على حقوقهن من الضياع منذ قديم الأزل وحتى عهدنا هذا ، وبمرور الوقت ظهرت أمور أخرى أكثر حداثةً وقد تعود كل منهن إلى أصول الدين إنْ أرادت التوصُّل للحل السليم فيها وبخاصةً أمر العمل الذي تختلف فيه الكثيرات ويحترن في الاختيار ما بين الرفض والقبول ، فالإسلام لم يُحرِّمه ولكنه منحها واجباً وفريضة عليها أعظم مائة مرة من الركض وراء تلك السفاهات والأمور المُضلِّلة التي لا تجلب سوى تعب القلب والإعياء وتضييع العمر والوقت فيما لا ينفع ، فلكل منهن الحق في اختيار ما يتناسب مع ظروف حياتها ومتطلباتها دون أنْ تشعر أنها مجبرة أو مقهورة أو منصاعة وراء أشياء غير مقتنعة بها ، فكل أمور الدين واضحة فالحلال بيِّن والحرام بيِّن وعلى كل منا أنْ يتَّبع الهُدى وألا يضل حتى لا يشقى في دنيته ويُضيِّع آخرته على حد سواء ، فالدنيا وإنْ طالت فهي زائلة والعمر وإنْ امتد فهو منتهٍ فلا داعي للكِبر والغرور والتمسك بمغريات الحياة الغير مجدية حتى لا نساهم في ضياع العمر هباءً بلا أي رجاء ...
#خلود_أيمن # مشاركات #كتب_إلكترونية .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مشاركتي في كتاب الخواطر الدينية الإلكتروني بنص ( تعزيز المرأة في الإسلام ) :
تعزيز المرأة في الإسلام :
كرَّم الإسلام الإنسان في كل الأزمان والعصور فهذا أمرٌ محسوم لا خلاف عليه أو جدال فيه وبالأخص المرأة فقد عزَّزها وصانها وحماها من أي مكروه قد يُصيبها أو سوء قد يمسَّها ، ورغم كل التمرد الذي قد تمارسه بعض النساء في مُختلَف الأجيال إلا أنهن على اقتناع بأن الإسلام هو أعظم ما حباهن الله إياه في زمان كثُرت فيه المصائب والنكبات والفتن ، فقد رفع شأنهن بدايةً من الحجاب الذي فرضه عليهن في سن معينة عقب البلوغ والذي كان من أجل سترهن عن أعين الجميع حتى لا يتبعهن أحد ويتفحصهن في المجئ والذهاب ، مروراً بالزواج الشرعي الذي حفظ فروجهن ونسبهن من الذهاب لأي شخص حتى لو كان يدَّعي أو يفتري عليهن بذنب لم يقترفهن ، لذا كان عليهن حمد الله على نعمة الإسلام التي كانت وما زالت تحافظ على حقوقهن من الضياع منذ قديم الأزل وحتى عهدنا هذا ، وبمرور الوقت ظهرت أمور أخرى أكثر حداثةً وقد تعود كل منهن إلى أصول الدين إنْ أرادت التوصُّل للحل السليم فيها وبخاصةً أمر العمل الذي تختلف فيه الكثيرات ويحترن في الاختيار ما بين الرفض والقبول ، فالإسلام لم يُحرِّمه ولكنه منحها واجباً وفريضة عليها أعظم مائة مرة من الركض وراء تلك السفاهات والأمور المُضلِّلة التي لا تجلب سوى تعب القلب والإعياء وتضييع العمر والوقت فيما لا ينفع ، فلكل منهن الحق في اختيار ما يتناسب مع ظروف حياتها ومتطلباتها دون أنْ تشعر أنها مجبرة أو مقهورة أو منصاعة وراء أشياء غير مقتنعة بها ، فكل أمور الدين واضحة فالحلال بيِّن والحرام بيِّن وعلى كل منا أنْ يتَّبع الهُدى وألا يضل حتى لا يشقى في دنيته ويُضيِّع آخرته على حد سواء ، فالدنيا وإنْ طالت فهي زائلة والعمر وإنْ امتد فهو منتهٍ فلا داعي للكِبر والغرور والتمسك بمغريات الحياة الغير مجدية حتى لا نساهم في ضياع العمر هباءً بلا أي رجاء ..
#خلود_أيمن # مشاركات #كتب_إلكترونية. ❝