❞ و كان أول لقاء لي مع القرآن و أنا في الرابعة من العمر طفلا أجلس في صف بين عدة صفوف في كتاب الشيخ ( محمود ) أحملق في بلاهة إلى سبورة و إلى مؤشر يتحرك في يد الشيخ على كلمات منقوشة بالطباشير و هو يتلو.. (( و الضحى و الليل إذا سجى )).. فنردد خلفه في آلية.. (( و الضحى و الليل إذا سجى )).. لا نفهم من الكلام حرفاً.. و لا نعلم ما الضحى و لا كيف سجى.. و لكننا نردد مجرد مقاطع و مخارج حروف.
و كان عقلي آنذاك صفحة بيضاء نقية لم يُكتَب عليها شيء، و لم تتلق تأثيراً تربوباً خاصاً ، فقد نشأت في أسرة كل فرد فيها متروك لحاله.. يحب ما يحب ، و يكره ما يكره ، و يلعب حتى يشبع لعباً ، و أذكر أني رسبت في السنة الأولى ثلاث سنوات دون أن أتلقى تعنيفاً.. و كان الصفر بالقلم الأحمر يزين كل صفحة من كراساتي مرة بعد مرة فلا يثير إلا الضحك. و كانوا إذا سألوني ماذا أخذت اليوم، كنت أقول اختصاراً للمهزلة و حتى لا أعود إلى شرح حكاية الصفر اليومي التي أصبحت بالنسبة لي مملة.. كنت أقول.. زي العادة.. و كانوا يضحكون.
هكذا كانت تجري الأمور في بيتنا، لا إرغام على مذاكرة و لا قهر على تدين.. و إنما لكلٍ حياته.. و على كلٍ تبعته.
لم نعرف غسيل المخ الذي عرفه كثير من الأطفال في أسر متزمتة تحشر العلم و الدين حشراً في عقول أطفالها بالكرباج و العصا.
كنت إذن أتلقى أول عبارة من القرآن بذهن أبيض تماماً و دون تأثير مسبق مثلما أتلقى دروس الحساب و الجغرافيا و الإنشاء.
و كما بهرتني حكاية الكرة الأرضية المدورة و القارات كالجزر سابحة فيها، و كما بهرتني حكاية القمر يدور حول الأرض، و الأرض حول الشمس.. و الكل معلق في السماء، كذلك فعل بي القرآن شيئاً.
و أحار في وصف الشعور الذي تلقيت به أول عبارة من القرآن.
و لا أجد الكلمات لتشرح هذا النوع من الاستقبال النفسي الغامض.. و كيف كانت الكلمات تعود من تلقاء نفسها فتراود سمعي و ذاكرتي و أنا وحدي فأراني أردد بلا صوت.. (( و الضحى و الليل إذا سجى )).
و تقتحم علي العبارة القرآنية سكون طفولتي فأتذكر في ظلام الليل إلقاء الشيخ و هو يردد: (( و جاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى )).
تسعى العبارة إلى خيالي و كأنها مخلوق حي مستقل له حياته الخاصة.
و قطعاً أنا لم أكن أعلم ما الضحى و لا كيف سجى الليل.. و لا من هو الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى.
و لعل المقاطع كانت تتردد في سمعي أشبه بمقاطع سلم موسيقي.. ( صول لا سي دو ري مي فا ).. مجرد حروف لا معنى لها و لا وقع سوى مدلولها الموسيقي.. مجرد نغم و مازورات موسيقية و إيقاع يطرب الوجدان.
نعم.. لقد اكتشفت منذ تلك الطفولة البعيدة دون أن أدري حكاية الموسيقى الداخلية الباطنة في العبارة القرآنية.
و هذا سر من أعمق الأسرار في التركيب القرآني.. إنه ليس بالشعر و لا بالنثر و لا بالكلام المسجوع.. و إنما هو معمار خاص من الألفاظ صُفَّت بطريقة تكشف عن الموسيقى الباطنة فيها.
و فرق كبير بين الموسيقى الباطنة و الموسيقى الظاهرة.
و كمثل نأخذ بيتا لشاعر مثل ( عمر بن أبي ربيعة ) اشتهر بالموسيقى في شعره.. البيت الذي ينشد فيه:
قال لي صاحبي ليعلم ما بي أتحب القتول أخت الرباب
أنت تسمع و تطرب و تهتز على الموسيقى.. و لكن الموسيقى هنا خارجية صنعها الشاعر بتشطير الكلام في أشطار متساوية ثم تقفيل كل عبارة تقفيلا واحدا على الباء الممدودة.
الموسيقى تصل إلى أذنك من خارج العبارة و ليس من داخلها. من التقفيلات ( القافية ).. و من البحر و الوزن.. أما حينما تتلو:
(( وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) )) [ الضحى ]
فأنت أمام شطرة واحدة.. و هي بالتالي تخلو من التقفية و الوزن و التشطير، و مع ذلك فالموسيقى تقطر من كل حرف فيها.. من أين ؟ و كيف ؟
هذه هي الموسيقى الداخلية.
الموسيقى الباطنة.
سر من أسرار المعمار القرآني لا يشاركه فيه أي تركيب أدبي.
و كذلك حينما تقول:
(( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) )) [ طه ]
و حينما تتلو كلمات زكريا لربه:
(( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) )) [ مريم ]
أو كلمة الله لموسى:
(( إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) )) [ طه ]
أو كلمته تعالى و هو يتوعد المجرمين:
((إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74) )) [ طه ]
كل عبارة بنيان موسيقي قائم بذاته تنبع فيه الموسيقى من داخل الكلمات و من ورائها و من بينها بطريقة محيرة لا تدري كيف تتم.
و حينما يروي القرآن حكاية موسى بذلك الأسلوب ( السيمفوني ) المذهل:
(( وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) )) [ طه ]
كلمات في غاية الرقة مثل (( يبساً )) أو لا تخاف (( دركاً )) بمعنى لا تخاف إدراكاً.
إن الكلمات تذوب في يد خالقها و تصطف و تتراص في معمار و رصف موسيقي فريد هو نسيج وحده بين كل ما كتب بالعربية سابقاً و لاحقاً.
لا شبه بينه و بين الشعر الجاهلي، و لا بينه و بين الشعر و النثر المتأخر، و لا محاولة واحدة للتقليد حفظها لنا التاريخ برغم كثرة الأعداء الذين أرادوا الكيد للقرآن.
في كل هذا الزحام تبرز العبارة القرآنية منفردة بخصائصها تماما.. و كأنها ظاهرة بلا تبرير و لا تفسير سوى أن لها مصدرا آخر غير ما نعرف.
اسمع هذا الإيقاع المنغم الجميل:
(( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) )) [ غافر ]
(( فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ (95) )) [ الأنعام ]
(( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا.. (96) )) [ الأنعام ]
(( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) )) [ غافر ]
((لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ.. (103) )) [ الأنعام ]
(( وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا.. (89) )) [ الأعراف ]
ثم هذه العبارة الجديدة في تكوينها و صياغتها.. العميقة في معناها و دلالتها على العجز عن إدراك كنه الخالق:
((عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) )) [ الرعد ]
(( يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) )) [ الرعد ]
ثم هذا الاستطراد في وصف القدرة الإلهية:
(( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59) )) [ الأنعام ]
و لكن الموسيقى الباطنية ليست هي كل ما انفردت به العبارة القرآنية، و إنما مع الموسيقى صفة أخرى هي الجلال.
و في العبارة البسيطة المقتضبة التي روى بها الله نهاية قصة الطوفان تستطيع أن تلمس ذلك الشيء (( الهائل )) (( الجليل )) في الألفاظ: ((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) )) [ هود ]
تلك اللمسات الهائلة.. كل لفظ له ثقل الجبال و وقع الرعود.. تنزل فإذا كل شيء، صمت.. سكون، هدوء، و قد كفت الطبيعة عن الغضب و وصلت القصة إلى ختامها:
((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) )) [ هود ]
إنك لتشعر بشيء غير بشري تماما في هذه الألفاظ الهائلة الجليلة المنحوتة من صخر صوان و كأن كل حرف فيها جبل الألب.
لا يمكنك أن تغير حرفا، أو تستبدل كلمة بأخرى، أو تؤلف جملة مكان جملة، تعطي نفس الإيقاع و النغم و الحركة و الثقل و الدلالة.. و حاول و جرب لنفسك في هذه العبارة البسيطة ذات الكلمات العشر أن تغير حرفا أو تستبدل كلمة بكلمة.
و لهذا وقعت العبارة القرآنية على آذان عرب الجاهلية الذين عشقوا الفصاحة و البلاغة وقع الصاعقة.
و لم يكن مستغربا من جاهلي مثل الوليد بن المغيرة عاش و مات على كفره أن يذهل، و ألا يستطيع أن يكتم إعجابه بالقرآن، برغم كفره فيقول: و قد اعتبره من كلام محمد:
( و الله إن لقوله لحلاوة، و إن عليه لطلاوة، و إن أعلاه لمثمر، و إن أسفله لمغدق و إنه ليعلو و لا يعلى عليه ).
و لما طلبوا منه أن يسبه قال:
( قولوا ساحر جاء بقول يفرق به بين المرء و أبيه، و بين المرء و أخيه، و بين المرء و زوجته، و بين المرء و عشيرته ).
إنه السحر حتى على لسان العدو الذي يبحث عن كلمة يسبه بها.
و إذا كانت العبارة القرآنية لا تقع على آذاننا اليوم موقع السحر و العجب و الذهول، فالسبب هو التعود و الألفة و المعايشة منذ الطفولة و البلادة و الإغراق في عامية مبتذلة أبعدتنا عن أصول لغتنا.. ثم أسلوب الأداء الرتيب الممل الذي نسمعه من مرتلين محترفين يكرون السورة من أولها إلى آخرها بنبرة واحدة لا يختلف فيها موقف الحزن من موقف الفرح من موقف الوعيد من موقف البشرى من موقف العبرة. نبرة واحدة رتيبة تموت فيها المعاني و تتسطح العبارات.. و بالمثل بعض المشايخ ممن يقرأ القرآن على سبيل ( اللعلعة ) دون أن ينبض شيء في قلبه.. ثم المناسبات الكثيرة التي يُقرأ القرآن فيها روتينيا.. ثم الحياة العصرية التي تعددت فيها المشاغل و توزع الانتباه و تحجر القلب و تعقدت النفوس و صدأت الأرواح.
و برغم هذا كله فإن لحظة صفاء ينزع الواحد فيها نفسه من هذه البيئة اللزجة و يرتد فيها طفلا بكرا و ترتد له نفسه على شفافيتها، كفيلة بأن تعيد إليه ذلك الطعم الفريد و النكهة المذهلة و الإيقاع المطرب الجميل في القرآن.. و كفيلة بأن توقفه مذهولا من جديد بعد قرابة ألف و أربعمائة سنة من نزول هذه الآيات و كأنها تنزل عليه لساعتها و توها.
اسمع القرآن يصف العلاقة الجنسية بين رجل و امرأة بأسلوب رفيع و بكلمة رقيقة مهذبة فريدة لا تجد لها مثيلا و لا بديلا في أي لغة:
(( فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا.. (189) )) [ الأعراف ]
هذه الكلمة (( تغشاها )).. تغشاها رجلها.
أن يمتزج الذكر و الأنثى كما يمتزج ظلان و كما يغشى الليل النهار و كما تذوب الألوان بعضها في بعض، هذا اللفظ العجيب الذي يعبر به القرآن عن التداخل الكامل بين اثنين هو ذروة في التعبير.
و ألفاظ أخرى تقرؤها في القرآن فتترك في السمع رنيناً و أصداءً و صوراً حينما يقسم الله بالليل و النهار فيقول:
(( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) )) [ التكوير ]
(( عسعس )).. هذه الحروف الأربعة هي الليل مصورا بكل ما فيه.
(( و الصبح إذا تنفس )) إن ضوء الفجر هنا مرئي و مسموع.. إنك تكاد تسمع زقزقة العصفور و صيحة الديك.
فإذا كانت الآيات نذير الغضب و إعلان العقاب، فإنك تسمع الألفاظ تتفجر.. و ترى المعمار القرآني كله له جلجلة. اسمع ما يقول الله عن قوم عاد: (( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) )) [ الحاقة ]
إن الآيات كلها تصر فيها الرياح و تسمع فيها اصطفاق الخيام و أعجاز النخل الخاوي و صورة الأرض الخراب.
و الصور القرآنية كلها تجدها مرسومة بهذه اللمسات السريعة و الظلال المحكمة و الألفاظ التي لها جرس و صوت و صورة.
و لهذه الأسباب مجتمعة كان القرآن كتاباً لا يترجم.
إنه قرآن في لغته. أما في اللغات الأخرى فهو شيء آخر غير القرآن: (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا.. (2) )) [ يوسف ] و في هذا تحديد فاصل.
و كيف يمكن أن تترجم آية مثل:
(( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) )) [ طه ]
إننا لسنا أمام معنى فقط. و إنما نحن بالدرجة الأولى أمام معمار.. أمام تكوين و بناء تنبع فيه الموسيقى من داخل الكلمات، من قلبها لا من حواشيها، من خصائص اللغة العربية و أسرارها و ظلالها و خوافيها.
و لهذا انفردت الآية القرآنية بخاصية عجيبة.. إنها تحدث الخشوع في النفس بمجرد أن تلامس الأذن و قبل أن يتأمل العقل معانيها.. لأنها تركيب موسيقي يؤثر في الوجدان و القلب لتوه و من قبل أن يبدأ العقل في العمل.
فإذا بدأ العقل يحلل و يتأمل فإنه سوف يكتشف أشياء جديدة، و سوف يزداد خشوعاً.. و لكنها مرحلة ثانية.. قد تحدث و قد لا تحدث.. و قد تكشف لك الآية عن سرها و قد لا تكشفه.. و قد تؤتى البصيرة التي تفسر بها معاني القرآن و قد لا تؤتى هذه البصيرة.. و لكنك دائما خاشع لأن القرآن يخاطبك أولاً كمعمار فريد من الكلام بنيان.. ( فورم ).. طراز من الرصف يبهر القلب.. ألقاه عليك الذي خلق اللغة و يعرف سرها، و ليس أبداً محمد النبي الأمي الذي كان يرتجف كما ترتجف أنت و الوحي يلقي عليه بالآية: (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) )) [ العلق ] فيرتجف و يتصبب عرقا و لا يعرف من أي سماوات يلم به هذا الصوت الآمر.. و هو يلوذ بزوجته خديجة و هو لا يزال يرتجف فرقا لما سمع و قد بات يخشى على نفسه الجنون فتطمئنه خديجة بصوتها الحاني هامسة:
(( و الله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، و تحمل الكَل. و تكسب المعدوم.. و تقري الضيف، و تعين على نوائب الحق )).
و ينقطع عنه الوحي سنتين بعد هذه الكلمات القليلة الأولى، و يتركه في حيرة.. يذرع دروب الصحراء الملتهبة يكاد يجن من أمر هذا الصوت الذي نزل عليه ثم انقطع عنه.
و لو كان محمد مؤلفاً لألّف في هاتين السنتين كتاباً كاملاً.
و لكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء و جلاء فذهل كما تذهل و صُعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء.
و بعد سنتين من الصمت عاد الصوت ليهتف في أذنه:
(( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) )) [ المدثر ]
ثم بدأت آيات القرآن تنزل متوالية. و لم يكن محمد من أدعياء المعجزات.
و يوم دفن ولده الوحيد إبراهيم حدث كسوف كلي للشمس فسره الناس على أنه معجزة و مشاركة من الطبيعة لحزن محمد فقال محمد كلمته المشهورة:
(( إن الشمس و القمر آياتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته )).
و لو كان في طبعه الإدعاء لالتمس فيما حدث سبباً للدعاية لنفسه، و لكنه كان الصادق الأمين من أول يوم في حياته إلى آخر يوم.
و الوحي يلقي إلى محمد بما لا يعلم محمد.
(( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) )) [ آل عمران ]
(( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) )) [ هود ]
و هو يلقي إليه بأسرار في التوراة و الإنجيل.. و لم تكن هذه الكتب قد ترجمت إلى العربية في ذلك العصر البعيد – و أول نص مسيحي ترجم إلى العربية هو مخطوط بمكتبة ( القديس بطرسبرج ) كتب حوالي عام 1060 ميلادية – كانت هذه الكتب أسرارا عبرية لا يعرفها إلا أصحابها.
و هو يتحدى اليهود بأن يخرجوا مخطوطاتهم و يقرأوها:
(( قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93) )) [ آل عمران ]
ثم هو يصحح بعض تفاصيل التوراة.
ففي رواية التوراة لقصة يوسف يقول النص إن إخوة يوسف استخدموا في سفرهم (( الحمير )) و القرآن يروي أنهم استخدموا (( العير )) و هي الإبل.
و الحمار حيوان حضري عاجز عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة لكي يجيء من فلسطين إلى مصر.. و حكاية العير هي حكاية أدق و أصدق:
ألم يلعن أرميا: (( أقلام النساخ الكاذبة )).
إن الوحي يلقي على محمد ما لا يعلمه محمد لا هو و لا أصحابه و لا قومه و لا نساخ التوراة و حفاظها.. ثم هو يلقي عليه من فواتح السور ما هو أشبه بالشفرة و الألغاز مثل: ( كهيعص ).. ( طسم ).. ( حم ).. ( عسق ) مما لم يقل لنا النبي إنه يعلم له تفسيراً.
و لو أن محمداً هو الذي وضع القرآن لبث فيه أشجانه و حالاته النفسية و أزماته و أحزانه.. و القرآن غير هذا تماما فهو يبدو من البدء إلى النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل و هموم.. بل إن الآية لتنزل مناقضة للإرادة المحمدية:
(( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ.. (114) )) [ طه ]
كل هذا يضع أمامنا القرآن كظاهرة متعالية معزولة عن النفس التي أخبرتنا بها.. فهي لا أكثر من واسطة سمعت فأخبرت.
أما القرآن ذاته فهو – لفظاً و معنى – من الله الذي أحاط بكل شيء علما.
~
مقال : المعمار القرآني
كتاب : القرآن محاولة لفهم عصري
للــدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و كان أول لقاء لي مع القرآن و أنا في الرابعة من العمر طفلا أجلس في صف بين عدة صفوف في كتاب الشيخ ( محمود ) أحملق في بلاهة إلى سبورة و إلى مؤشر يتحرك في يد الشيخ على كلمات منقوشة بالطباشير و هو يتلو. (( و الضحى و الليل إذا سجى )). فنردد خلفه في آلية. (( و الضحى و الليل إذا سجى )). لا نفهم من الكلام حرفاً. و لا نعلم ما الضحى و لا كيف سجى. و لكننا نردد مجرد مقاطع و مخارج حروف.
و كان عقلي آنذاك صفحة بيضاء نقية لم يُكتَب عليها شيء، و لم تتلق تأثيراً تربوباً خاصاً ، فقد نشأت في أسرة كل فرد فيها متروك لحاله. يحب ما يحب ، و يكره ما يكره ، و يلعب حتى يشبع لعباً ، و أذكر أني رسبت في السنة الأولى ثلاث سنوات دون أن أتلقى تعنيفاً. و كان الصفر بالقلم الأحمر يزين كل صفحة من كراساتي مرة بعد مرة فلا يثير إلا الضحك. و كانوا إذا سألوني ماذا أخذت اليوم، كنت أقول اختصاراً للمهزلة و حتى لا أعود إلى شرح حكاية الصفر اليومي التي أصبحت بالنسبة لي مملة. كنت أقول. زي العادة. و كانوا يضحكون.
هكذا كانت تجري الأمور في بيتنا، لا إرغام على مذاكرة و لا قهر على تدين. و إنما لكلٍ حياته. و على كلٍ تبعته.
لم نعرف غسيل المخ الذي عرفه كثير من الأطفال في أسر متزمتة تحشر العلم و الدين حشراً في عقول أطفالها بالكرباج و العصا.
كنت إذن أتلقى أول عبارة من القرآن بذهن أبيض تماماً و دون تأثير مسبق مثلما أتلقى دروس الحساب و الجغرافيا و الإنشاء.
و كما بهرتني حكاية الكرة الأرضية المدورة و القارات كالجزر سابحة فيها، و كما بهرتني حكاية القمر يدور حول الأرض، و الأرض حول الشمس. و الكل معلق في السماء، كذلك فعل بي القرآن شيئاً.
و أحار في وصف الشعور الذي تلقيت به أول عبارة من القرآن.
و لا أجد الكلمات لتشرح هذا النوع من الاستقبال النفسي الغامض. و كيف كانت الكلمات تعود من تلقاء نفسها فتراود سمعي و ذاكرتي و أنا وحدي فأراني أردد بلا صوت. (( و الضحى و الليل إذا سجى )).
و تقتحم علي العبارة القرآنية سكون طفولتي فأتذكر في ظلام الليل إلقاء الشيخ و هو يردد: (( و جاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى )).
تسعى العبارة إلى خيالي و كأنها مخلوق حي مستقل له حياته الخاصة.
و قطعاً أنا لم أكن أعلم ما الضحى و لا كيف سجى الليل. و لا من هو الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى.
و لعل المقاطع كانت تتردد في سمعي أشبه بمقاطع سلم موسيقي. ( صول لا سي دو ري مي فا ). مجرد حروف لا معنى لها و لا وقع سوى مدلولها الموسيقي. مجرد نغم و مازورات موسيقية و إيقاع يطرب الوجدان.
نعم. لقد اكتشفت منذ تلك الطفولة البعيدة دون أن أدري حكاية الموسيقى الداخلية الباطنة في العبارة القرآنية.
و هذا سر من أعمق الأسرار في التركيب القرآني. إنه ليس بالشعر و لا بالنثر و لا بالكلام المسجوع. و إنما هو معمار خاص من الألفاظ صُفَّت بطريقة تكشف عن الموسيقى الباطنة فيها.
و فرق كبير بين الموسيقى الباطنة و الموسيقى الظاهرة.
و كمثل نأخذ بيتا لشاعر مثل ( عمر بن أبي ربيعة ) اشتهر بالموسيقى في شعره. البيت الذي ينشد فيه:
قال لي صاحبي ليعلم ما بي أتحب القتول أخت الرباب
أنت تسمع و تطرب و تهتز على الموسيقى. و لكن الموسيقى هنا خارجية صنعها الشاعر بتشطير الكلام في أشطار متساوية ثم تقفيل كل عبارة تقفيلا واحدا على الباء الممدودة.
الموسيقى تصل إلى أذنك من خارج العبارة و ليس من داخلها. من التقفيلات ( القافية ). و من البحر و الوزن. أما حينما تتلو:
كلمات في غاية الرقة مثل (( يبساً )) أو لا تخاف (( دركاً )) بمعنى لا تخاف إدراكاً.
إن الكلمات تذوب في يد خالقها و تصطف و تتراص في معمار و رصف موسيقي فريد هو نسيج وحده بين كل ما كتب بالعربية سابقاً و لاحقاً.
لا شبه بينه و بين الشعر الجاهلي، و لا بينه و بين الشعر و النثر المتأخر، و لا محاولة واحدة للتقليد حفظها لنا التاريخ برغم كثرة الأعداء الذين أرادوا الكيد للقرآن.
في كل هذا الزحام تبرز العبارة القرآنية منفردة بخصائصها تماما. و كأنها ظاهرة بلا تبرير و لا تفسير سوى أن لها مصدرا آخر غير ما نعرف.
و لكن الموسيقى الباطنية ليست هي كل ما انفردت به العبارة القرآنية، و إنما مع الموسيقى صفة أخرى هي الجلال.
و في العبارة البسيطة المقتضبة التي روى بها الله نهاية قصة الطوفان تستطيع أن تلمس ذلك الشيء (( الهائل )) (( الجليل )) في الألفاظ: ((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) )) [ هود ]
تلك اللمسات الهائلة. كل لفظ له ثقل الجبال و وقع الرعود. تنزل فإذا كل شيء، صمت. سكون، هدوء، و قد كفت الطبيعة عن الغضب و وصلت القصة إلى ختامها:
إنك لتشعر بشيء غير بشري تماما في هذه الألفاظ الهائلة الجليلة المنحوتة من صخر صوان و كأن كل حرف فيها جبل الألب.
لا يمكنك أن تغير حرفا، أو تستبدل كلمة بأخرى، أو تؤلف جملة مكان جملة، تعطي نفس الإيقاع و النغم و الحركة و الثقل و الدلالة. و حاول و جرب لنفسك في هذه العبارة البسيطة ذات الكلمات العشر أن تغير حرفا أو تستبدل كلمة بكلمة.
و لهذا وقعت العبارة القرآنية على آذان عرب الجاهلية الذين عشقوا الفصاحة و البلاغة وقع الصاعقة.
و لم يكن مستغربا من جاهلي مثل الوليد بن المغيرة عاش و مات على كفره أن يذهل، و ألا يستطيع أن يكتم إعجابه بالقرآن، برغم كفره فيقول: و قد اعتبره من كلام محمد:
( و الله إن لقوله لحلاوة، و إن عليه لطلاوة، و إن أعلاه لمثمر، و إن أسفله لمغدق و إنه ليعلو و لا يعلى عليه ).
و لما طلبوا منه أن يسبه قال:
( قولوا ساحر جاء بقول يفرق به بين المرء و أبيه، و بين المرء و أخيه، و بين المرء و زوجته، و بين المرء و عشيرته ).
إنه السحر حتى على لسان العدو الذي يبحث عن كلمة يسبه بها.
و إذا كانت العبارة القرآنية لا تقع على آذاننا اليوم موقع السحر و العجب و الذهول، فالسبب هو التعود و الألفة و المعايشة منذ الطفولة و البلادة و الإغراق في عامية مبتذلة أبعدتنا عن أصول لغتنا. ثم أسلوب الأداء الرتيب الممل الذي نسمعه من مرتلين محترفين يكرون السورة من أولها إلى آخرها بنبرة واحدة لا يختلف فيها موقف الحزن من موقف الفرح من موقف الوعيد من موقف البشرى من موقف العبرة. نبرة واحدة رتيبة تموت فيها المعاني و تتسطح العبارات. و بالمثل بعض المشايخ ممن يقرأ القرآن على سبيل ( اللعلعة ) دون أن ينبض شيء في قلبه. ثم المناسبات الكثيرة التي يُقرأ القرآن فيها روتينيا. ثم الحياة العصرية التي تعددت فيها المشاغل و توزع الانتباه و تحجر القلب و تعقدت النفوس و صدأت الأرواح.
و برغم هذا كله فإن لحظة صفاء ينزع الواحد فيها نفسه من هذه البيئة اللزجة و يرتد فيها طفلا بكرا و ترتد له نفسه على شفافيتها، كفيلة بأن تعيد إليه ذلك الطعم الفريد و النكهة المذهلة و الإيقاع المطرب الجميل في القرآن. و كفيلة بأن توقفه مذهولا من جديد بعد قرابة ألف و أربعمائة سنة من نزول هذه الآيات و كأنها تنزل عليه لساعتها و توها.
اسمع القرآن يصف العلاقة الجنسية بين رجل و امرأة بأسلوب رفيع و بكلمة رقيقة مهذبة فريدة لا تجد لها مثيلا و لا بديلا في أي لغة:
أن يمتزج الذكر و الأنثى كما يمتزج ظلان و كما يغشى الليل النهار و كما تذوب الألوان بعضها في بعض، هذا اللفظ العجيب الذي يعبر به القرآن عن التداخل الكامل بين اثنين هو ذروة في التعبير.
و ألفاظ أخرى تقرؤها في القرآن فتترك في السمع رنيناً و أصداءً و صوراً حينما يقسم الله بالليل و النهار فيقول:
(( عسعس )). هذه الحروف الأربعة هي الليل مصورا بكل ما فيه.
(( و الصبح إذا تنفس )) إن ضوء الفجر هنا مرئي و مسموع. إنك تكاد تسمع زقزقة العصفور و صيحة الديك.
فإذا كانت الآيات نذير الغضب و إعلان العقاب، فإنك تسمع الألفاظ تتفجر. و ترى المعمار القرآني كله له جلجلة. اسمع ما يقول الله عن قوم عاد: (( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) )) [ الحاقة ]
إن الآيات كلها تصر فيها الرياح و تسمع فيها اصطفاق الخيام و أعجاز النخل الخاوي و صورة الأرض الخراب.
و الصور القرآنية كلها تجدها مرسومة بهذه اللمسات السريعة و الظلال المحكمة و الألفاظ التي لها جرس و صوت و صورة.
و لهذه الأسباب مجتمعة كان القرآن كتاباً لا يترجم.
إنه قرآن في لغته. أما في اللغات الأخرى فهو شيء آخر غير القرآن: (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا. (2) )) [ يوسف ] و في هذا تحديد فاصل.
إننا لسنا أمام معنى فقط. و إنما نحن بالدرجة الأولى أمام معمار. أمام تكوين و بناء تنبع فيه الموسيقى من داخل الكلمات، من قلبها لا من حواشيها، من خصائص اللغة العربية و أسرارها و ظلالها و خوافيها.
و لهذا انفردت الآية القرآنية بخاصية عجيبة. إنها تحدث الخشوع في النفس بمجرد أن تلامس الأذن و قبل أن يتأمل العقل معانيها. لأنها تركيب موسيقي يؤثر في الوجدان و القلب لتوه و من قبل أن يبدأ العقل في العمل.
فإذا بدأ العقل يحلل و يتأمل فإنه سوف يكتشف أشياء جديدة، و سوف يزداد خشوعاً. و لكنها مرحلة ثانية. قد تحدث و قد لا تحدث. و قد تكشف لك الآية عن سرها و قد لا تكشفه. و قد تؤتى البصيرة التي تفسر بها معاني القرآن و قد لا تؤتى هذه البصيرة. و لكنك دائما خاشع لأن القرآن يخاطبك أولاً كمعمار فريد من الكلام بنيان. ( فورم ). طراز من الرصف يبهر القلب. ألقاه عليك الذي خلق اللغة و يعرف سرها، و ليس أبداً محمد النبي الأمي الذي كان يرتجف كما ترتجف أنت و الوحي يلقي عليه بالآية: (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) )) [ العلق ] فيرتجف و يتصبب عرقا و لا يعرف من أي سماوات يلم به هذا الصوت الآمر. و هو يلوذ بزوجته خديجة و هو لا يزال يرتجف فرقا لما سمع و قد بات يخشى على نفسه الجنون فتطمئنه خديجة بصوتها الحاني هامسة:
(( و الله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، و تحمل الكَل. و تكسب المعدوم. و تقري الضيف، و تعين على نوائب الحق )).
و ينقطع عنه الوحي سنتين بعد هذه الكلمات القليلة الأولى، و يتركه في حيرة. يذرع دروب الصحراء الملتهبة يكاد يجن من أمر هذا الصوت الذي نزل عليه ثم انقطع عنه.
و لو كان محمد مؤلفاً لألّف في هاتين السنتين كتاباً كاملاً.
و لكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء و جلاء فذهل كما تذهل و صُعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء.
و هو يلقي إليه بأسرار في التوراة و الإنجيل. و لم تكن هذه الكتب قد ترجمت إلى العربية في ذلك العصر البعيد – و أول نص مسيحي ترجم إلى العربية هو مخطوط بمكتبة ( القديس بطرسبرج ) كتب حوالي عام 1060 ميلادية – كانت هذه الكتب أسرارا عبرية لا يعرفها إلا أصحابها.
ففي رواية التوراة لقصة يوسف يقول النص إن إخوة يوسف استخدموا في سفرهم (( الحمير )) و القرآن يروي أنهم استخدموا (( العير )) و هي الإبل.
و الحمار حيوان حضري عاجز عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة لكي يجيء من فلسطين إلى مصر. و حكاية العير هي حكاية أدق و أصدق:
ألم يلعن أرميا: (( أقلام النساخ الكاذبة )).
إن الوحي يلقي على محمد ما لا يعلمه محمد لا هو و لا أصحابه و لا قومه و لا نساخ التوراة و حفاظها. ثم هو يلقي عليه من فواتح السور ما هو أشبه بالشفرة و الألغاز مثل: ( كهيعص ). ( طسم ). ( حم ). ( عسق ) مما لم يقل لنا النبي إنه يعلم له تفسيراً.
و لو أن محمداً هو الذي وضع القرآن لبث فيه أشجانه و حالاته النفسية و أزماته و أحزانه. و القرآن غير هذا تماما فهو يبدو من البدء إلى النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل و هموم. بل إن الآية لتنزل مناقضة للإرادة المحمدية:
❞ البَرَازِيل الاِسم الرسمِيّ جُمْهُورِيَّة البَرَازِيل الاتِّحادِيَّة
هي أكبر دولة في كل من أمريكا الجنوبية و أمريكا اللاتينية. وثالث أكبر بلد في الامريكتين وخامس أكبر دولة في العالم، سواء من حيث المساحة الجغرافية أو عدد السكان. وهي أكبر البلدان الناطقة بالبرتغالية في العالم، والوحيدة في الأمريكتين.
يحدها المحيط الأطلسي من الشرق، للبرازيل خط ساحلي يبلغ طوله 7،491 كم (4،655 ميل) يحدها من الشمال فنزويلا وغيانا وسورينام و إحدى مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية جويانا الفرنسية؛ وتحيط بها من جهة الشمال الغربي كولومبيا ،وبوليفيا وبيرو غربًا، الأرجنتين وباراغواي من الجهة الجنوبية الغربية ، والـأوروغواي جنوبًا. العديد من مجموعات الجزر جزءا من الأراضي البرازيلية، مثل فرناندو دي نورونا، روكاس أتول، وسانت بيتر وبول الصخور، وترينداد ومارتيم فاز. وتحدها كل البلدان الأخرى في أمريكا الجنوبية باستثناء الإكوادور وتشيلي وتحتل 47٪ من قارةأمريكا الجنوبية.
كانت البرازيل مستعمرة للبرتغال بداية منذ هبوط المستكشف بيدرو الفاريس كابرال فيها عام 1500 حتى عام 1815. في عام 1815، رُقيت البرازيل إلى رتبة مملكة عند تشكيل مملكة البرتغال والبرازيل والغرب المتحدة . بقيت البرازيل مستعمرة برتغالية حتى 1808 عندما نُقلت عاصمة الإمبراطورية من لشبونة إلى ريو دي جانيرو بعد غزو نابليون البرتغال.[18] وقد تحقق الاستقلال في 1822 عندما تم تشكيل الإمبراطورية البرازيلية، وهي دولة موحدة يحكمها نظام ملكي دستوري ونظام برلماني. أصبحت البلاد جمهورية رئاسية في عام 1889، عندما أعلن الانقلاب العسكري الجمهورية في البرازيل، مع وجود مجلسين تشريعيين، والذي يدعى بالكونغرس حاليا، يعود تاريخ التصديق على أول دستور إلى عام 1824. دستور البرازيل الحالي والذي وُضع في عام 1988، يُعرّف البرازيل بأنها جمهورية فدرالية.ويتكون الاتحاد من اتحاد منطقة العاصمة الاتحادية، واتحاد 26 ولاية، و5،564 بلدية.
الاقتصاد البرازيلي هو سابع أكبر اقتصاد في العالم من قبل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وتعادل القوة الشرائية وذلك اعتبارا من عام 2012.البرازيل عضوة في مجموعة بريكس، كانت البرازيل واحدة من أسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العالم حتى عام 2010، ولهذا حظيت الإصلاحات الاقتصادية في البلاد على اعتراف دولي جديد ونفوذ. بنك التنمية البرازيلي (BNDES) يلعب دورا هاما للنمو الاقتصادي في البلاد، فإنه يعتمد في الغالب على أموالها الخاصة وتستثمر في الشركات المحلية الكبرى. هدف البنك هو تعزيز النمو الاقتصادي وكذلك الحفاظ على البيئة وحماية المجتمعات المحلية. البرازيل هي أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة،[26] ومجموعة العشرين، ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية واتحاد لاتيني، ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية، ومنظمة الدول الأمريكية، ميركوسور واتحاد أمم أمريكا الجنوبية. البرازيل هي واحدة من 17 دولة شديدة التنوع، وموطنا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، والبيئات الطبيعية، والموارد الطبيعية واسعة في مجموعة متنوعة من الموائل المحمية.. ❝ ⏤محمد بن ناصر العبودي
❞ البَرَازِيل الاِسم الرسمِيّ جُمْهُورِيَّة البَرَازِيل الاتِّحادِيَّة
هي أكبر دولة في كل من أمريكا الجنوبية و أمريكا اللاتينية. وثالث أكبر بلد في الامريكتين وخامس أكبر دولة في العالم، سواء من حيث المساحة الجغرافية أو عدد السكان. وهي أكبر البلدان الناطقة بالبرتغالية في العالم، والوحيدة في الأمريكتين.
يحدها المحيط الأطلسي من الشرق، للبرازيل خط ساحلي يبلغ طوله 7،491 كم (4،655 ميل) يحدها من الشمال فنزويلا وغيانا وسورينام و إحدى مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية جويانا الفرنسية؛ وتحيط بها من جهة الشمال الغربي كولومبيا ،وبوليفيا وبيرو غربًا، الأرجنتين وباراغواي من الجهة الجنوبية الغربية ، والـأوروغواي جنوبًا. العديد من مجموعات الجزر جزءا من الأراضي البرازيلية، مثل فرناندو دي نورونا، روكاس أتول، وسانت بيتر وبول الصخور، وترينداد ومارتيم فاز. وتحدها كل البلدان الأخرى في أمريكا الجنوبية باستثناء الإكوادور وتشيلي وتحتل 47٪ من قارةأمريكا الجنوبية.
كانت البرازيل مستعمرة للبرتغال بداية منذ هبوط المستكشف بيدرو الفاريس كابرال فيها عام 1500 حتى عام 1815. في عام 1815، رُقيت البرازيل إلى رتبة مملكة عند تشكيل مملكة البرتغال والبرازيل والغرب المتحدة . بقيت البرازيل مستعمرة برتغالية حتى 1808 عندما نُقلت عاصمة الإمبراطورية من لشبونة إلى ريو دي جانيرو بعد غزو نابليون البرتغال.[18] وقد تحقق الاستقلال في 1822 عندما تم تشكيل الإمبراطورية البرازيلية، وهي دولة موحدة يحكمها نظام ملكي دستوري ونظام برلماني. أصبحت البلاد جمهورية رئاسية في عام 1889، عندما أعلن الانقلاب العسكري الجمهورية في البرازيل، مع وجود مجلسين تشريعيين، والذي يدعى بالكونغرس حاليا، يعود تاريخ التصديق على أول دستور إلى عام 1824. دستور البرازيل الحالي والذي وُضع في عام 1988، يُعرّف البرازيل بأنها جمهورية فدرالية.ويتكون الاتحاد من اتحاد منطقة العاصمة الاتحادية، واتحاد 26 ولاية، و5،564 بلدية.
الاقتصاد البرازيلي هو سابع أكبر اقتصاد في العالم من قبل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وتعادل القوة الشرائية وذلك اعتبارا من عام 2012.البرازيل عضوة في مجموعة بريكس، كانت البرازيل واحدة من أسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العالم حتى عام 2010، ولهذا حظيت الإصلاحات الاقتصادية في البلاد على اعتراف دولي جديد ونفوذ. بنك التنمية البرازيلي (BNDES) يلعب دورا هاما للنمو الاقتصادي في البلاد، فإنه يعتمد في الغالب على أموالها الخاصة وتستثمر في الشركات المحلية الكبرى. هدف البنك هو تعزيز النمو الاقتصادي وكذلك الحفاظ على البيئة وحماية المجتمعات المحلية. البرازيل هي أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة،[26] ومجموعة العشرين، ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية واتحاد لاتيني، ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية، ومنظمة الدول الأمريكية، ميركوسور واتحاد أمم أمريكا الجنوبية. البرازيل هي واحدة من 17 دولة شديدة التنوع، وموطنا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، والبيئات الطبيعية، والموارد الطبيعية واسعة في مجموعة متنوعة من الموائل المحمية. ❝
❞ فتنتني الكرة الأرضية منذ أن وضع أستاذ الجغرافيا مجسّمها على الطاولة، وبحركة صغيرة من إصبعه، دارَت الأرضُ، فراحت بلاد تبتعد وأخرى تقترب كانت أجمل شيء رأيته في حياتي على الإطلاق، ألوانها، اتّساع بحارها، مناطقها الخضراء، الصفراء، البنيّة، الأزرق بتدرّجاته، ذلك القوس النحاسيّ الذي يضمّها، ليتيح لها الدّوران، دورانها؛ فتنتْني تلك الجُزُر البعيدة وسط المياه، الجزُر الصغيرة والكبيرة ،الأنهار، الغابات، وحيّرني كيف استطاعوا رسْم تلك الخطوط المستقيمة والمتعرّجة، التي أسموها الحدود، وألزمونا أن نحفظها لنُقدّم فيها امتحانات مادة الجغرافيا لم يكن يعجبني أن أكون مُلزمًا بأن أحفظ خطوطًا ميّتة عن ظهْر قلب، أو ظهْر عين، مثلما عليّ أن أحفظ قصيدة.
#طفولتي حتى الآن. ❝ ⏤إبراهيم نصر الله
❞ فتنتني الكرة الأرضية منذ أن وضع أستاذ الجغرافيا مجسّمها على الطاولة، وبحركة صغيرة من إصبعه، دارَت الأرضُ، فراحت بلاد تبتعد وأخرى تقترب كانت أجمل شيء رأيته في حياتي على الإطلاق، ألوانها، اتّساع بحارها، مناطقها الخضراء، الصفراء، البنيّة، الأزرق بتدرّجاته، ذلك القوس النحاسيّ الذي يضمّها، ليتيح لها الدّوران، دورانها؛ فتنتْني تلك الجُزُر البعيدة وسط المياه، الجزُر الصغيرة والكبيرة ،الأنهار، الغابات، وحيّرني كيف استطاعوا رسْم تلك الخطوط المستقيمة والمتعرّجة، التي أسموها الحدود، وألزمونا أن نحفظها لنُقدّم فيها امتحانات مادة الجغرافيا لم يكن يعجبني أن أكون مُلزمًا بأن أحفظ خطوطًا ميّتة عن ظهْر قلب، أو ظهْر عين، مثلما عليّ أن أحفظ قصيدة.
❞ قصة جزيرة الاوهام
انطلقت رحلتنا في ذلك اليوم إلى إحدى الجزر التي لا يكثر بها السكان فقط يسكنها قلة من البشر، كنا قد خططنا لتلك الرحلة أنا ورفاقي ممن يتمتعون بروح المغامرة ويحبون الرحلات الاستكشافية، وكنت أتوق إلى استكشاف الكثير عن ذلك المكان الذي سمعت عنه كثيرا في بعض الحكايات، يقال أن تلك الجزيرة حدث بها الكثير من الأشياء الغريبة والمرعبة مما جعل الكثيرين يهجرونها إلى مكان آخر لأنهم لم يتحملوا العيش في مكان كهذا، حذرتني أمي من تلك الرحلة ولكني أخبرتها أن المكان آمن وهذه مجرد رحلة ترفيهية، لم أرد أن أقلقها ولكني لست ممن يهابون المخاطرة والمغامرة فلدي من الشجاعة ما يجعلني أغامر وحدي في تلك الجزيرة.
جلست في الحافلة أتخيل ما سأراه في تلك الجزيرة وأنا في قمة حماسي لذلك لم تكن الرحلة مقتصرة على البنات فقط ولكن كان عدد البنات أكثر من عدد الشباب فقط كان معنا\" آدم ويحيى ومعاذ\" هؤلاء كانوا يحبون المغامرة وخاصة آدم الذي كان بين حين وآخر يقطع علي لحظات الخيال الرائعة بإزعاجه المتكرر حتى وصلنا إلى الجزيرة وكانت الأمور هادئة والأجواء مريحة ونحن نتجول في طريقنا، ولكني كنت الشخص المتأخر دائما فلا يلبث آدم أن ينادي علي حتى أسرع في اللحاق بهم ولكني كنت أعامله بجفاء لا أحب أن يراقبني أحد أريد أن أتجول بمفردي ليس له شأن بي، فحاولت أن أنفلت من بينهم بهدوء حتى لا يشعر آدم الذي كان يراقبني طوال الوقت بعدم وجودي بينهم، وبالفعل نجحت في ذلك ظنا مني أن الجزيرة صغيرة ولن أضيع فيها حتما سألتقي بهم بعد أن أكتشف الكثير عنها، سرت في حماس بين الأشجار وكنت أحمل حقيبتي على ظهري وأثناء المسيرة سمعت صوتا غريبا فركضت خلفه حتى أصل إلى مكانه، رأيت بيتا يشبه الكوخ ولكنه كبير إلى حد ما، دخلت إلى ذلك البيت وقررت أنني لن أبرحه حتى أكتشفه من الداخل خاصة أنه يبدو مهجورا وسأكون قد اكتشفت سرا من أسرار تلك الجزيرة قبلهم، وأنا أتجول داخل المنزل وجدت صور قديمة ممزقة لفتاة صغيرة وأمها وبعض الرسائل كانت محترقة لم أستطع قراءتها ورأيت خزانة ملابس فتحتها لأرى ما بها ولكن الغريب أنها لم تكن خزانة إلا من الخارج فقط رأيت ممرا طويلا تعجبت كثيرا لرؤية ذلك يا للغرابة نفق بداخل خزانة..!!
لتكملة القصة....... لينك جوجل درايف في التعليق تحت وعاوزة رأيكوا. ❝ ⏤𝑾𝑹 𝑬𝑺𝑹𝑨𝑨 𝑵𝑨𝑩𝑰𝑳 𝑬𝑳𝑺𝑯𝑨𝑴𝒀𝑯
❞ قصة جزيرة الاوهام
انطلقت رحلتنا في ذلك اليوم إلى إحدى الجزر التي لا يكثر بها السكان فقط يسكنها قلة من البشر، كنا قد خططنا لتلك الرحلة أنا ورفاقي ممن يتمتعون بروح المغامرة ويحبون الرحلات الاستكشافية، وكنت أتوق إلى استكشاف الكثير عن ذلك المكان الذي سمعت عنه كثيرا في بعض الحكايات، يقال أن تلك الجزيرة حدث بها الكثير من الأشياء الغريبة والمرعبة مما جعل الكثيرين يهجرونها إلى مكان آخر لأنهم لم يتحملوا العيش في مكان كهذا، حذرتني أمي من تلك الرحلة ولكني أخبرتها أن المكان آمن وهذه مجرد رحلة ترفيهية، لم أرد أن أقلقها ولكني لست ممن يهابون المخاطرة والمغامرة فلدي من الشجاعة ما يجعلني أغامر وحدي في تلك الجزيرة.
جلست في الحافلة أتخيل ما سأراه في تلك الجزيرة وأنا في قمة حماسي لذلك لم تكن الرحلة مقتصرة على البنات فقط ولكن كان عدد البنات أكثر من عدد الشباب فقط كان معنا˝ آدم ويحيى ومعاذ˝ هؤلاء كانوا يحبون المغامرة وخاصة آدم الذي كان بين حين وآخر يقطع علي لحظات الخيال الرائعة بإزعاجه المتكرر حتى وصلنا إلى الجزيرة وكانت الأمور هادئة والأجواء مريحة ونحن نتجول في طريقنا، ولكني كنت الشخص المتأخر دائما فلا يلبث آدم أن ينادي علي حتى أسرع في اللحاق بهم ولكني كنت أعامله بجفاء لا أحب أن يراقبني أحد أريد أن أتجول بمفردي ليس له شأن بي، فحاولت أن أنفلت من بينهم بهدوء حتى لا يشعر آدم الذي كان يراقبني طوال الوقت بعدم وجودي بينهم، وبالفعل نجحت في ذلك ظنا مني أن الجزيرة صغيرة ولن أضيع فيها حتما سألتقي بهم بعد أن أكتشف الكثير عنها، سرت في حماس بين الأشجار وكنت أحمل حقيبتي على ظهري وأثناء المسيرة سمعت صوتا غريبا فركضت خلفه حتى أصل إلى مكانه، رأيت بيتا يشبه الكوخ ولكنه كبير إلى حد ما، دخلت إلى ذلك البيت وقررت أنني لن أبرحه حتى أكتشفه من الداخل خاصة أنه يبدو مهجورا وسأكون قد اكتشفت سرا من أسرار تلك الجزيرة قبلهم، وأنا أتجول داخل المنزل وجدت صور قديمة ممزقة لفتاة صغيرة وأمها وبعض الرسائل كانت محترقة لم أستطع قراءتها ورأيت خزانة ملابس فتحتها لأرى ما بها ولكن الغريب أنها لم تكن خزانة إلا من الخارج فقط رأيت ممرا طويلا تعجبت كثيرا لرؤية ذلك يا للغرابة نفق بداخل خزانة.!!
لتكملة القصة.... لينك جوجل درايف في التعليق تحت وعاوزة رأيكوا. ❝
❞ الماسونية (الجزء الثاني)
كنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم والذي عاش 895، أول قائد من البشر حارب إبليس وجنوده وهزمهم، وهو أول من استخرج المعادن وقطع الأشجار وبنى المدائن (مدينة بابل - السوس الأقصى)، وأول من لبس التاج، ويقال أنه ملك الأقاليم السبعة(إقليم الهند - إقليم بابل - إقليم الحجاز - إقليم مصر - إقليم الترك - إقليم الصين - إقليم الروم)؛ فقد جاب الأرض لينشر العدل ودين الله.
ثم جاء من بعده ابنه يارد والذي كما ذكر في سفر التكوين يعد في المرتبة السابعة من حيث أطول الأعمار حيث توفى عن عمر 962 عام وقد أنجب أخنوخ أو أنس الله (سيدنا إدريس).
سيدنا إدريس هو أول من خط بالقلم وقد أنزل عليه ثلاثون صحيفة، وهو أول من خاط الثياب ولبسها وأول من نظر لعلم النجوم وتحديد المواقيت وعلم الناس الزراعة، وهو النبي الثالث بعد آدم وشيث عليهما السلام، ويقول الله عز وجل عنه في كتابه الكريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)).
كما عُرف عن سيدنا إدريس أنه اشتهر ببناء المعابد وقام ببناء 188 معبد وقيل بناهم بيده وهذا أثبته الطبري وابن كثير وغيرهم.
لكن أكثر ما أثار جدلا بين الناس هو التشابه الكبير جداً بين نبي الله إدريس
والإله الفرعوني أوزوريس، حيث أكدت عدة المصادر على أن أوزوريس هو أول من علم الناس الكتابة والزراعة، وذلك ما ذكر في بردية (تورينو) والتي تعتبر المصدر الرئيسي لحكام مصر القديمة، كما ذكر في كتاب (الجبتانا) لمؤلفه المؤرخ المصري مانيتون السمنودي والذي يقول في كتابه (أن ملوكا من الآلهة حكموا مصر قبل ملوك من البشر وأزوريس كان قبل الأخير منهم وهو من علمهم الزراعة وفنون البناء وأسلوب الحياة كما صورته النقوش المصرية وهو راقد وعيدان الزرع تبرز من جسده) وذكر أيضا أنه كان يتلقى التعاليم من السماء، كما ذكر في الأسطورة القديمة التي وصلت إلينا عن قصة إيزيس وأوزوريس والتي ورد أن (كان أوزوريس ملكاً عادلاً يحكم مصر، وكان شعبه يحبه كثيراً؛ لأنه كان محباً للخير، ولأنه علم شعبه الزراعة وحب الخير، ونشر العدل والعيش الكريم في فترة حكمه، وكان مقره في الوجه البحري، الأمر الذي أثار غيرة أخاه ست، وزرع حقداً في قلبه، وأشعل رغبة التخلص منه بأي طريقة ليترأس الحكم مكانه، لذا فكر بمؤامرة لقتل أخيه وأخذ عرش حكم مصر، جهز ست تابوتاً ذهبياً مرصعاً بالألماس على مقاس أوزوريس تماماً، وجهز وليمةً كبيرة دعا فيها أشخاص كثر، وأوهمهم أنه جهز هذا التابوت ليهديه لأي شخصٍ يناسب مقاسه، فجرب الجميع التابوت بالتناوب حتى جاء دور أوزوريس، فنام في التابوت الذي صنع خصيصاً له، وأغلق ست التابوت بمساعدة أعوانه، وربطه، ورماه في نهر النيل، فمات أوزوريس غرقاً، وتولى ست الحكم مكانه. لم ترضَ زوجة أوزوريس إيزيس بمصير زوجها، ولم تقف مكتوفة الأيدي لتترك زوجها يغرق، بل بحثت عن التابوت الذهبي حتى عثرت عليه في جبل بيبلوس، ولكن ست وجد جثة زوجها قبلها، وقطعها إلى أربع عشرة قطعةً، وفي بعض الروايات ست عشرة قطعة، وفرق القطع، ووضع كل قطعة في مكان حتى لا تتمكن إيزيس من إيجادها، ولكنها تمكنت من تجميع كل قطع وأشلاء زوجها، واستعانت بالسحر من إعادة الروح إلى زوجها لفترة وجيزة، وحملت منه بابنها حورس بالاستعانة بالسحر كذلك، ولكن كان من الصعب على أوزوريس أن يعيش كحياته السابقة، لذا عاش كملك على ممكلة الأموات. اختبأت إيزيس في أحراش الدلتا وبقيت بعيدة عن الأعين حتى انتهت فترة حملها ووضعت ابنها حورس، وربته بالسر مستعينة بالقوى حتى كبر وأصبح رجلاً قوياً، وعادت بعدها إلى الوادي عند ست حتى تطالب بإعادة عرش أوزوريس الذي أصبح من حق ابنه حورس الشرعي، وحصلت العديد من المعارك بين حورس وست بسبب العرش، وانتهت بانتصار حورس مع مساعدة من القوى. انتهت الأسطورة بمحاكمة القوى لست، وأدانته على أفعاله الدنيئة، ومنحت عرش الحكم للوريث الشرعي له حورس، بينما أصبح ست حاكماً على الصحراء، وبقي أوزوريس حاكماً في مملكة الموتى لرفضه العودة إلى الأرض بسبب انتشار الشر فيها ورفع إلى السماء، وهذا ما ذكر في (متون الأهرام) والتي تصف موت أوزوريس تفصيلا وهي من أقدم النصوص الجنائزية في العالم.
ومؤخرا في عصرنا الحالي اكتشف الباحث الأثري الدكتور وسيم السيسي عن مخطوطة والتي تتحدث عن أوزوريس ورحلته للسماء وتعليمه للمصريين كافة العلوم وصرح أن أوزوريس هو سيدنا إدريس بكل التطابق في الأحداث،
لكن كان النبأ الأغرب هو ما قاله مفتي الجمهورية السابق الشيخ علي جمعة والذي قال: أن سيدنا إدريس أول من بنى الأهرامات وكان يحكم مصر في عصور ما قبل الطوفان ولأنه كان ملكاً عادلاً وعلمهم الكثير من العلوم والهندسة، خلده المصريون كعادة البشر وبنوا له تمثال (أبو الهول) تخليداً لذكراه.
كما ذُكر في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة للمؤرخ ابن تغري بردي أن سيدنا إدريس استطاع أن يتوقع الطوفان من حركة النجوم فقرر أن يشيد بناء لحماية الحضارة المصرية القديمة فكان (الهرم الأكبر) ولكن نفى ذلك العديد من المختصين وأكدوا أن أول بناء هرمي هو هرم (زوسر) وأن سيدنا إدريس ليس من بنى الهرم الأكبر أو الأهرامات عموما.
بحر الشيطان هو ذلك البحر الواقع على ضفاف الساحل الجنوبي لليابان والذي قيل عنه أنه شديد الخطورة بل قيل عنه بالمعنى الحرفي أنه مميت، ولا يوجد من لم يسمع عن تلك المنطقة بالمحيط الأطلسي التي دوماً ما تختفي بها السفن والقوارب والطائرات المارة بجواره أو عبره دون أن يظهر لها أثر فيما بعد، وللعديد من القرون فقد اليابانيون الصينيون بمياه (منومي) وهي مياه بحر الشيطان عشرات الطائرات والسفن دون مبرر مقنع لذلك.
وكما يعرف باسم بحر الشيطان فإنه يحمل كذلك اسم (مثلث التنين) وقد تم تحديد موقع بكونه يقع على بعد مائة كيلو متر مربع جنوب مدينة طوكيو، والسبب فب تسميته مثلث التنين ما ورد من أساطير يابانية قديمة تروي عن مجموعة من التنانين كانت تعيش على السواحل اليابانية فيما سبق.
وقد تحدث المؤلف (تشارلز بيرليتز) حول خسائر اليابان لخمس من سفنها العسكرية بالإضافة إلى مائة من العلماء الذين تتجهوا لتلك المنطقة من أجل دراستها كل ذلك قد حدث في غضون عامين فقط وهي الفترة ما بين عام (1952م، 1954م)، وقد افترض العالم (ساندرسون) أن التيارات الباردة والساخنة التي تمر في بحر الشيطان ومنطقة مثلث برمودا تتضمن نقاط ساخنة من الظواهر الغير مبررة والتشوهات الفيزيائية الغريبة التي ينسب إليها إليها غالباً تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية، خلق تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية دوامات تجذب الأدوات والأشياء التي تمر بجانبها مما يؤدي إلى اختفائها.
تعود تسميته إلى ما يزيد عن ثلاث آلاف عام بل إن شهرته قد تعود إلى الفترة ما قبل الإبحار في المحيط الأطلنطي، وقد تم التحدث عنه بالكتب الصينية واليابانية وفي التبت أيضاً، كما يوجد بعض الأساطير تنسب إلى المملكة اليابانية ( SUNG )، والمملكة الصينية القديمة (YUAN) والتي تعد من أقدم الممالك الصينية.
كما ورد الحديث عن بحر الشيطان بأساطير قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل تسعمائة عام قبل الميلاد والتي تحدثت عن تنين يعيش بتلك المنطقة من البحر داخل مبنى موجود أسفل جزيرة صفيرة الحجم بمقاطعة (kiangsu).
وكان هناك تصريحات من حراس الحكومة اليابانية والوزراء مثل تصريح رئيس قوات حرس الحدود اليابانية قائلاً (إن منطقة فرموزا التي بالقرب من اليابان وسواحل الفلبين تتميز باختلال قوى الجاذبية بها شأنها في ذلك شأن منطقة برمودا، ولذا وجب التنويه بإحاطة الحذر لجميع السفن والقوارب التي تمر من تلك المنطقة بأن تأخذ جميع الاحتياطات نحو هذا الخطر المحيط بالمنطقة)، كما كتبت بعضاً من الصحف اليابانية مثل صحيفة أساهي ولكن لم تلقى تلك الكتابات صدى بالعالم الغربي إلا أن وكالة رويترز العالمية نشرت العديد من التقارير حول اختفاء السفن والطائرات في بحر الشيطان.
تبلغ المساحة التي يشغلها بحر الشيطان حوالي (500000 ميل مربع على الأقل)، بالمنطقة التي تعد أكثر احتمالية للتعرض إلى العواصف العنيفة والضربات التي قد تصيب الطائرات والسفن وتتسبب في اختفائها دون سابق إنذار، أكبر أضلاعه من جزيرة يوكوهاما اليابانية شمالاً، بجزيرة جوام بالفلبين جنوباً مروراً بجزيرة أيوجيما، بينما الضلع الأصغر يمتد من جنوب جزيرة جوام إلى مجموعة من الجزر ذات المساحة الصغيرة المعروفة باسم جزر مارينا من الاتجاه الشمالي.
بينما ثالث الأضلع فيمتد من جنوب جزر مارينا حتى جزر يوكوهاما من الناحية الشمالية، وقد وردت العديد من التقارير المختلفة حول مساحة بحر الشيطان وحجمه ولكن التقرير الأخير الذي تم اعتماده هو ما تم وضعه عام (1950م)، وهو ما أشار إلى أن موضع الخطر في تلك لمنطقة يبدأ من على بعد سبعون ميل أي ما يعادل مائة وعشرة كيلو متر من ساحل اليابان الشرقي، والتي تنتهي على بعد ثلاثمائة ميل أي ما يعادل أربعمائة وثمانون كيلومتراً من الساحل الياباني.
لعل الحادثة الأشهر والتي وقعت في بحر الشيطان هو ما حدث من اختفاء مفاجئ وغير مبرر لحاملتي الطائرات اليابانيتين (شكوكو، تايهو)، واللتان كانتا تحملان على متنهما أعداد من الطائرات الحربية كبيرة قبيل الحرب التي كانت قد نشبت بين اليابان والفلبين، إذ كان ذلك الاختفاء مريباً جداً فلم يتم العثور على أي أثر لتلك الحاملات أو ما كانت تحمله من طائرات.
كما تسبب بحر الشيطان في حادثة هي الأبشع من بين مثيلاتها فيما يتعلق بالطيران المدني على مر العصور والتاريخ حينما تعرضت طائرة تتبع الخطوط الجوية الكورية KAL Flight للقصف من قبل القوات السوفيتية وهو ما نتج عنه مقتل كافة الركاب الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم مائتان تسعة وستون راكب، وقد نتج ذلك القصف بسبب ما أصاب الملاحة البحرية من شلل عند مرور الطائرة بمنطقة بحر الشيطان وهو ما جعل سيرها يصبح عشوائياً خارج عن السيطرة إلى أن دخلت بالمجال السوفيتي عن طريق الخطأ مما أدى إلى قصفها من قبل أجهزة الدفاع السوفييتي حينما ظنت أنها طائرة تجسس.
ما الرابط بين الماسونية وما ورد في الحلقتين السابقتين
هذا ما سنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة.
#فوازير #وطن_العرب #أروى_وجيه #أساطير #بين_الحقيقة_والأساطير. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ الماسونية (الجزء الثاني)
كنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم والذي عاش 895، أول قائد من البشر حارب إبليس وجنوده وهزمهم، وهو أول من استخرج المعادن وقطع الأشجار وبنى المدائن (مدينة بابل - السوس الأقصى)، وأول من لبس التاج، ويقال أنه ملك الأقاليم السبعة(إقليم الهند - إقليم بابل - إقليم الحجاز - إقليم مصر - إقليم الترك - إقليم الصين - إقليم الروم)؛ فقد جاب الأرض لينشر العدل ودين الله.
ثم جاء من بعده ابنه يارد والذي كما ذكر في سفر التكوين يعد في المرتبة السابعة من حيث أطول الأعمار حيث توفى عن عمر 962 عام وقد أنجب أخنوخ أو أنس الله (سيدنا إدريس).
سيدنا إدريس هو أول من خط بالقلم وقد أنزل عليه ثلاثون صحيفة، وهو أول من خاط الثياب ولبسها وأول من نظر لعلم النجوم وتحديد المواقيت وعلم الناس الزراعة، وهو النبي الثالث بعد آدم وشيث عليهما السلام، ويقول الله عز وجل عنه في كتابه الكريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)).
كما عُرف عن سيدنا إدريس أنه اشتهر ببناء المعابد وقام ببناء 188 معبد وقيل بناهم بيده وهذا أثبته الطبري وابن كثير وغيرهم.
لكن أكثر ما أثار جدلا بين الناس هو التشابه الكبير جداً بين نبي الله إدريس
والإله الفرعوني أوزوريس، حيث أكدت عدة المصادر على أن أوزوريس هو أول من علم الناس الكتابة والزراعة، وذلك ما ذكر في بردية (تورينو) والتي تعتبر المصدر الرئيسي لحكام مصر القديمة، كما ذكر في كتاب (الجبتانا) لمؤلفه المؤرخ المصري مانيتون السمنودي والذي يقول في كتابه (أن ملوكا من الآلهة حكموا مصر قبل ملوك من البشر وأزوريس كان قبل الأخير منهم وهو من علمهم الزراعة وفنون البناء وأسلوب الحياة كما صورته النقوش المصرية وهو راقد وعيدان الزرع تبرز من جسده) وذكر أيضا أنه كان يتلقى التعاليم من السماء، كما ذكر في الأسطورة القديمة التي وصلت إلينا عن قصة إيزيس وأوزوريس والتي ورد أن (كان أوزوريس ملكاً عادلاً يحكم مصر، وكان شعبه يحبه كثيراً؛ لأنه كان محباً للخير، ولأنه علم شعبه الزراعة وحب الخير، ونشر العدل والعيش الكريم في فترة حكمه، وكان مقره في الوجه البحري، الأمر الذي أثار غيرة أخاه ست، وزرع حقداً في قلبه، وأشعل رغبة التخلص منه بأي طريقة ليترأس الحكم مكانه، لذا فكر بمؤامرة لقتل أخيه وأخذ عرش حكم مصر، جهز ست تابوتاً ذهبياً مرصعاً بالألماس على مقاس أوزوريس تماماً، وجهز وليمةً كبيرة دعا فيها أشخاص كثر، وأوهمهم أنه جهز هذا التابوت ليهديه لأي شخصٍ يناسب مقاسه، فجرب الجميع التابوت بالتناوب حتى جاء دور أوزوريس، فنام في التابوت الذي صنع خصيصاً له، وأغلق ست التابوت بمساعدة أعوانه، وربطه، ورماه في نهر النيل، فمات أوزوريس غرقاً، وتولى ست الحكم مكانه. لم ترضَ زوجة أوزوريس إيزيس بمصير زوجها، ولم تقف مكتوفة الأيدي لتترك زوجها يغرق، بل بحثت عن التابوت الذهبي حتى عثرت عليه في جبل بيبلوس، ولكن ست وجد جثة زوجها قبلها، وقطعها إلى أربع عشرة قطعةً، وفي بعض الروايات ست عشرة قطعة، وفرق القطع، ووضع كل قطعة في مكان حتى لا تتمكن إيزيس من إيجادها، ولكنها تمكنت من تجميع كل قطع وأشلاء زوجها، واستعانت بالسحر من إعادة الروح إلى زوجها لفترة وجيزة، وحملت منه بابنها حورس بالاستعانة بالسحر كذلك، ولكن كان من الصعب على أوزوريس أن يعيش كحياته السابقة، لذا عاش كملك على ممكلة الأموات. اختبأت إيزيس في أحراش الدلتا وبقيت بعيدة عن الأعين حتى انتهت فترة حملها ووضعت ابنها حورس، وربته بالسر مستعينة بالقوى حتى كبر وأصبح رجلاً قوياً، وعادت بعدها إلى الوادي عند ست حتى تطالب بإعادة عرش أوزوريس الذي أصبح من حق ابنه حورس الشرعي، وحصلت العديد من المعارك بين حورس وست بسبب العرش، وانتهت بانتصار حورس مع مساعدة من القوى. انتهت الأسطورة بمحاكمة القوى لست، وأدانته على أفعاله الدنيئة، ومنحت عرش الحكم للوريث الشرعي له حورس، بينما أصبح ست حاكماً على الصحراء، وبقي أوزوريس حاكماً في مملكة الموتى لرفضه العودة إلى الأرض بسبب انتشار الشر فيها ورفع إلى السماء، وهذا ما ذكر في (متون الأهرام) والتي تصف موت أوزوريس تفصيلا وهي من أقدم النصوص الجنائزية في العالم.
ومؤخرا في عصرنا الحالي اكتشف الباحث الأثري الدكتور وسيم السيسي عن مخطوطة والتي تتحدث عن أوزوريس ورحلته للسماء وتعليمه للمصريين كافة العلوم وصرح أن أوزوريس هو سيدنا إدريس بكل التطابق في الأحداث،
لكن كان النبأ الأغرب هو ما قاله مفتي الجمهورية السابق الشيخ علي جمعة والذي قال: أن سيدنا إدريس أول من بنى الأهرامات وكان يحكم مصر في عصور ما قبل الطوفان ولأنه كان ملكاً عادلاً وعلمهم الكثير من العلوم والهندسة، خلده المصريون كعادة البشر وبنوا له تمثال (أبو الهول) تخليداً لذكراه.
كما ذُكر في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة للمؤرخ ابن تغري بردي أن سيدنا إدريس استطاع أن يتوقع الطوفان من حركة النجوم فقرر أن يشيد بناء لحماية الحضارة المصرية القديمة فكان (الهرم الأكبر) ولكن نفى ذلك العديد من المختصين وأكدوا أن أول بناء هرمي هو هرم (زوسر) وأن سيدنا إدريس ليس من بنى الهرم الأكبر أو الأهرامات عموما.
بحر الشيطان هو ذلك البحر الواقع على ضفاف الساحل الجنوبي لليابان والذي قيل عنه أنه شديد الخطورة بل قيل عنه بالمعنى الحرفي أنه مميت، ولا يوجد من لم يسمع عن تلك المنطقة بالمحيط الأطلسي التي دوماً ما تختفي بها السفن والقوارب والطائرات المارة بجواره أو عبره دون أن يظهر لها أثر فيما بعد، وللعديد من القرون فقد اليابانيون الصينيون بمياه (منومي) وهي مياه بحر الشيطان عشرات الطائرات والسفن دون مبرر مقنع لذلك.
وكما يعرف باسم بحر الشيطان فإنه يحمل كذلك اسم (مثلث التنين) وقد تم تحديد موقع بكونه يقع على بعد مائة كيلو متر مربع جنوب مدينة طوكيو، والسبب فب تسميته مثلث التنين ما ورد من أساطير يابانية قديمة تروي عن مجموعة من التنانين كانت تعيش على السواحل اليابانية فيما سبق.
وقد تحدث المؤلف (تشارلز بيرليتز) حول خسائر اليابان لخمس من سفنها العسكرية بالإضافة إلى مائة من العلماء الذين تتجهوا لتلك المنطقة من أجل دراستها كل ذلك قد حدث في غضون عامين فقط وهي الفترة ما بين عام (1952م، 1954م)، وقد افترض العالم (ساندرسون) أن التيارات الباردة والساخنة التي تمر في بحر الشيطان ومنطقة مثلث برمودا تتضمن نقاط ساخنة من الظواهر الغير مبررة والتشوهات الفيزيائية الغريبة التي ينسب إليها إليها غالباً تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية، خلق تلك الانحرافات الكهرومغناطيسية دوامات تجذب الأدوات والأشياء التي تمر بجانبها مما يؤدي إلى اختفائها.
تعود تسميته إلى ما يزيد عن ثلاث آلاف عام بل إن شهرته قد تعود إلى الفترة ما قبل الإبحار في المحيط الأطلنطي، وقد تم التحدث عنه بالكتب الصينية واليابانية وفي التبت أيضاً، كما يوجد بعض الأساطير تنسب إلى المملكة اليابانية ( SUNG )، والمملكة الصينية القديمة (YUAN) والتي تعد من أقدم الممالك الصينية.
كما ورد الحديث عن بحر الشيطان بأساطير قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل تسعمائة عام قبل الميلاد والتي تحدثت عن تنين يعيش بتلك المنطقة من البحر داخل مبنى موجود أسفل جزيرة صفيرة الحجم بمقاطعة (kiangsu).
وكان هناك تصريحات من حراس الحكومة اليابانية والوزراء مثل تصريح رئيس قوات حرس الحدود اليابانية قائلاً (إن منطقة فرموزا التي بالقرب من اليابان وسواحل الفلبين تتميز باختلال قوى الجاذبية بها شأنها في ذلك شأن منطقة برمودا، ولذا وجب التنويه بإحاطة الحذر لجميع السفن والقوارب التي تمر من تلك المنطقة بأن تأخذ جميع الاحتياطات نحو هذا الخطر المحيط بالمنطقة)، كما كتبت بعضاً من الصحف اليابانية مثل صحيفة أساهي ولكن لم تلقى تلك الكتابات صدى بالعالم الغربي إلا أن وكالة رويترز العالمية نشرت العديد من التقارير حول اختفاء السفن والطائرات في بحر الشيطان.
تبلغ المساحة التي يشغلها بحر الشيطان حوالي (500000 ميل مربع على الأقل)، بالمنطقة التي تعد أكثر احتمالية للتعرض إلى العواصف العنيفة والضربات التي قد تصيب الطائرات والسفن وتتسبب في اختفائها دون سابق إنذار، أكبر أضلاعه من جزيرة يوكوهاما اليابانية شمالاً، بجزيرة جوام بالفلبين جنوباً مروراً بجزيرة أيوجيما، بينما الضلع الأصغر يمتد من جنوب جزيرة جوام إلى مجموعة من الجزر ذات المساحة الصغيرة المعروفة باسم جزر مارينا من الاتجاه الشمالي.
بينما ثالث الأضلع فيمتد من جنوب جزر مارينا حتى جزر يوكوهاما من الناحية الشمالية، وقد وردت العديد من التقارير المختلفة حول مساحة بحر الشيطان وحجمه ولكن التقرير الأخير الذي تم اعتماده هو ما تم وضعه عام (1950م)، وهو ما أشار إلى أن موضع الخطر في تلك لمنطقة يبدأ من على بعد سبعون ميل أي ما يعادل مائة وعشرة كيلو متر من ساحل اليابان الشرقي، والتي تنتهي على بعد ثلاثمائة ميل أي ما يعادل أربعمائة وثمانون كيلومتراً من الساحل الياباني.
لعل الحادثة الأشهر والتي وقعت في بحر الشيطان هو ما حدث من اختفاء مفاجئ وغير مبرر لحاملتي الطائرات اليابانيتين (شكوكو، تايهو)، واللتان كانتا تحملان على متنهما أعداد من الطائرات الحربية كبيرة قبيل الحرب التي كانت قد نشبت بين اليابان والفلبين، إذ كان ذلك الاختفاء مريباً جداً فلم يتم العثور على أي أثر لتلك الحاملات أو ما كانت تحمله من طائرات.
كما تسبب بحر الشيطان في حادثة هي الأبشع من بين مثيلاتها فيما يتعلق بالطيران المدني على مر العصور والتاريخ حينما تعرضت طائرة تتبع الخطوط الجوية الكورية KAL Flight للقصف من قبل القوات السوفيتية وهو ما نتج عنه مقتل كافة الركاب الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم مائتان تسعة وستون راكب، وقد نتج ذلك القصف بسبب ما أصاب الملاحة البحرية من شلل عند مرور الطائرة بمنطقة بحر الشيطان وهو ما جعل سيرها يصبح عشوائياً خارج عن السيطرة إلى أن دخلت بالمجال السوفيتي عن طريق الخطأ مما أدى إلى قصفها من قبل أجهزة الدفاع السوفييتي حينما ظنت أنها طائرة تجسس.
ما الرابط بين الماسونية وما ورد في الحلقتين السابقتين
هذا ما سنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة.
#فوازير#وطن_العرب#أروى_وجيه#أساطير#بين_الحقيقة_والأساطير. ❝