█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ و بين جهل الجهلاء و غباء الأغبياء يقدّم الإيمان كما لو كان حبّة (فاليوم)، كما لو كان حقنة من المهدّئ، كما لو كان ترنيمة تساعد الأطفال على النّوم الهادئ المطمئن..
لكنّ الإيمان الحقيقي، يظلّ شيئًا آخر مناقضًا لذلك كلّه . ❝
❞ ومن فينا من لا عيب فيهِ فكُلُنا عيوبٌ وأخطاءُ
لكن بعض العُيوبِ مزايا أمام عُيوبِ السفهاءُ
لم نرتقي للكمالِ وليس يزيدُنا المدحُ أغترارٌ ولا يُغرينا ثناءُ
قد لا نكُن في العلياءِ ولا نرتقِ الأسبابُ
لكن عزائمُنا تُحلقُ من لأرضِ إلى السماءُ
لسنا نعيبُ الجهول وإنما من يعرض عملهُ على الجهلاءُ
ولا نرى التشدُد في ديننا عيبٌ بل نراهُ ميزةٌ وأرتقاءُ
نحنُ الذين حررنا عقولنا من قيودِ الجهلِ رْغم الصعابُ
فلا اليأس يدخل قلوبنا ولا الأحزانُ تكسرُ لنا أصلابُ.
ولا نُظهرُ علمنا إلا عند من هم لهُ أهلُ واصحابُ
ليس ذُلً إنما صيانةُ للعلمِ من السفهاءُ
بقلم :فاطمة الدفعي . ❝
❞ ((هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونْ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونْ))
يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في أحد مقالاته إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة فالله لا يحابي الجهلاء فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو . ❝
❞ نحن في عصر العلم ما في ذلك شك. صواريخ.. طائرات.. أقمار صناعية.. أدمغة إليكترونية..
و نحن في عصر الجهل ما في ذلك شك. فكل هذه الوسائل و الاختراعات العلمية نستخدمها في قتل أنفسنا و في التجسس على أنفسنا.
و الذي لا يقتل يقول في غرور. أنا الذي سوف أسبق إلى القمر.. أنا شعب الله المختار.. أنا على حق و الآخر على باطل.. أنا أبيض.. أنا جنس آري.. أنا جنس سامي..
و بين الغرور و الاستعلاء و الكبرياء و العدوان يضيع العلم، و يفتضح العلم، فإذا هو تفاخر الجهلاء بما يصنعون من لعب أطفال.
و أجهل الجهل أن نجهل أمرا جوهريا واضحا كالنهار.
أن يجهل العالم العظيم و المخترع العبقري أنه مخلوق.. و أنه يعيش على سلفة.. على قرض.. السنوات القليلة التي يعيشها هي قرض و سلفة بأجل محدود.. و أنه لا يملك هذا القرض و لا يستطيع أن يمد في أجله.
كل (( نبضة قلب))، و كل خفقة أنفاس، و كل خاطر، و كل فكرة، و كل خطوة، هي قرض.. سلفة.. هي قرش ينفق من الرصيد.
و هو رصيد لا نملكه و لم نبذل فيه جهدا.. و إنما هو عطاء مطلق أعطي لنا منذ لحظة الميلاد.
المخترع لا يخترع و إنما يجيئه الخاطر كما ينزل ندى الفجر على الزهر.
و الشاعر لا يؤلف من عدم، و إنما يهبط عليه إلهام الشعر فيورق عقله كما يورق الشجر في الربيع.
فهل يمتلك الشجر أزهاره أو أنها هبة الربيع؟
و العلم ذاته هبة.
الكهرباء موجودة منذ الأزل من قبل أن تكتشف بملايين السنين، و هي التي كانت تضيء السماء بالبروق و الصواعق.
نحن لم نخترع الكهرباء و لم نأت بها، فهي موجودة. و كذلك إشعاع الراديو و طاقة الذرة و مغناطيسية الحديد.
كل هذه كنوز موجودة تحت أيدينا..
و هي بعض الهبات التي وهبناها دون أن نطلبها.
نحن العلماء لا ندرك هذا و إنما نقول: اخترعنا. ابتكرنا، صنعنا، ألفنا، صنفنا.
ثم لا ندرك ما هو أخطر و أكثر وضوحا و بداهة.. إن العمر الذي نعيشه هو أيضا هبة لم نطلبها و لم نجتهد فيها.
الجميلة لم تجتهد لتولد جميلة.
و القوي لم يجتهد ليولد قويا.
و الحاد البصر لم يجتهد ليولد حاد البصر.
و نحن لا نقوم بصيانة هذا الشيء المعقد الملغز المعجز الذي اسمه الجسد الحي.. و إنما هو الذي يقوم بصيانة نفسه بنفسه بأساليب محيرة.
نحن ننفق من شيك لا نملكه.. و مع ذلك نتبجح طول الوقت.. و نقول.. نحن اخترعنا نحن صنعنا.. نحن عباقرة.. نحن عظماء.. نحن على حق و الآخرون على خطأ.. نحن بيض و هم حيوانات.. نحن جنس سامي و هم جنس منحط، ثم نقتتل على ثروات لا نملكها و لا فضل لنا فيها جميعا.
و لا فضل لنا حتى في تكويننا الجسماني.
نحن مجرد مخلوقات تولد و تموت و تعيش على هبة محدودة من الخالق الذي أوجدها، و لو كنا نملك أنفسنا حقيقة لما كان هناك موت.
و لكن الموت هو الذي يفضح القصة.
هو الذي يكشف لنا أن ما كنا نملكه لم نكن نملكه.
الشيخوخة هي التي تفضح جمال الجميلة فإذا بجمالها هبة زائرة لا حقيقة باقية.
و لكننا نحن العلماء نجهل هذه الحقيقة الأولية الشاخصة ملء العين كشمس النهار.
و لو أدركنا هذه الحقيقة البسيطة لانتهت الحروب و حل السلام و ملأت المحبة القلوب و أشرق التواضع ليجمع العالم في أسرة واحدة.
لو أدركنا هذه الحقيقة لالتففتنا إلتفاتة شكر إلى الوهاب الذي وهب.
هل أخطئ إذا اعتبرت هذا العصر أظلم عصور الجاهلية؟!
مقال : بعض التواضع
من كتاب : الشيطان يحكم
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ كثيرًا ما تجد بين الجهلاء من تعجبك استقامته وبين العلماء من يدهشك اعوجاجه, وإن كان صحيحًا ما يقولون من أنّ العلم ما ينتفع به صاحبه فكثير من الجهلاء أعلم من كثيرٍ من العلماء.
فلا تبالغ في تقدير فلسفة الفلاسفة وعلم العلماء, ولا تنظر إليهم نظرًا يملأ قلبك رهبةٌ, ولا تغلُ في احتقار الجهلاء وازدراء العامة والدَّهماء, ولا تكن ممن يقضون حياتهم أسرى العناوين وعبيد الألقاب . ❝