❞ تخصيص المرأة بجواز لبس الحرير والتحلي بالذهب من حكمته تعالى ورحمته
وتخصيص المرأة بذلك دون الرجال من حكمة الله تعالى ورحمته بها؛ لأن النساء فيهن النقص ويكمل النقص بهذه الزينة، ولذا نرى كثيراً من المتزوجين إن اقترضوا فلا يقترضوا في الغالب إلا لشراء المساحيق وأدوات الزينة التي تطالب بها الزوجات، إذ المرأة تهتم كثيراً بزينتها، ولذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم على أنهن ناقصات فقال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين منكن) وقال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18]، لكن الرجل لا يحتاج لهذا، فلا تجد رجلاً يحب أن يضع الروج على فمه، أو أن يرتدي سلسلة في رقبته كأصحاب الفطر المبدلة أو يضع الأسورة في يده, وإن كان يتمنى أن يكون وسيم امرأته لكن لا يحتاج إلى كل هذه الكماليات, فكان من حكمة الله ورحمته بالمرأة -وهي الكائن الضعيف- أن أباح لها الحلي والزينة وفتح لها المجال لتتحلى لزوجها بشرط ألا تبدي هذه الزينة للأجانب.. ❝ ⏤محمد حسن عبد الغفار
❞ تخصيص المرأة بجواز لبس الحرير والتحلي بالذهب من حكمته تعالى ورحمته
وتخصيص المرأة بذلك دون الرجال من حكمة الله تعالى ورحمته بها؛ لأن النساء فيهن النقص ويكمل النقص بهذه الزينة، ولذا نرى كثيراً من المتزوجين إن اقترضوا فلا يقترضوا في الغالب إلا لشراء المساحيق وأدوات الزينة التي تطالب بها الزوجات، إذ المرأة تهتم كثيراً بزينتها، ولذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم على أنهن ناقصات فقال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين منكن) وقال تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:18]، لكن الرجل لا يحتاج لهذا، فلا تجد رجلاً يحب أن يضع الروج على فمه، أو أن يرتدي سلسلة في رقبته كأصحاب الفطر المبدلة أو يضع الأسورة في يده, وإن كان يتمنى أن يكون وسيم امرأته لكن لا يحتاج إلى كل هذه الكماليات, فكان من حكمة الله ورحمته بالمرأة -وهي الكائن الضعيف- أن أباح لها الحلي والزينة وفتح لها المجال لتتحلى لزوجها بشرط ألا تبدي هذه الزينة للأجانب. ❝
❞ رواية بوحت بحبي لله
البارت التالت
تعريف الاشخاص🫰
آدم :- صاحب ادهم من وهو صغير عنده33 سنه مهندس بترول ولكن برضو مشترك مع ادهم في الشركات بيحب ريم ومكتوب كتابهم
ديب:- عنده35 سنه دكتور جامعه في كلية ترجمه وعنده شركات
فهد :- عنده 33 سنه بس كان صاحب ادهم وأدم من الابتدائي وكانوا صحاب جامد بس بدؤا يبعدوا عنه عشان عرفوا ان هو ماشي في سكه غلط ومهما ينصاحوا برضوا مش بيسمع فبعدوا عنه وكمان كان بيحب زينب بس م اتقدم ليها لانه عارف ان هي م هتوافق و كمان عنده شركات ولاكن ادهم شركاته أعلي منه ف عشان كدا خطط انه يخطف ريم بس كان مجرد برشام هلوسه عشان تفكر أن فهد هو آدم ولكن الحمد لله م عمل فيها حاجه
ريم:-عندها 22 سنه اخت ادهم وبتحب ادم جدااا
زينب:-عندها 23 سنه متعلقة بريم +بتحب محمد جدااا من الثانويه
محمد:ظابط مخابرات بيحب زينب من وهو عنده 23 سنه حاليا عنده 32 سنه هي كان عندها 14 سنه كان دائما بيدعي ربنا بيها
🍁🍁🍁🍁🍁🍁
محمود :-ديب جاي عشان كتب الكتاب هيكون النهارده
اسيل:- لاءه طبعا
قامت لقت كف علي وشها
محمود بعصبيه وصوت عالي:- هو اي اللي لاءه غصب عنك هتوافقي وانا اديت كلمه للراجل اي هتصغريني ولا اي
اسيل بحزن:-لإنعاش ولا كان اللي يصغرك حاضر يا بابا
يلا انا طالعه فوق
محمود:-تبقي ظبطي نفسك وبلاش الخمار اللي انتي لبساه دا تبقي ألبسي طرحه كدا
اسيل:مش برتاح في الطرح وغير كدا الخمار فرض مش حته الطرحه الصغيره دى ربنا قال وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ف معني الايه ان الصدر لازم يتغطي ف كدا الخمار فرض
محمود:هيكون جوزك وبقولك اي اعملي اللي اتعمليه بس افتكري اني قولتلك البسي طرحه
اسيل ماشي
هدى كانت واقفه متحصرة علي بنتها الوحيده
اسيل طلعت وقعدت تعيط بس قامت صلت وقرأت قران شوية ونامت
ومحمود راح الشركه بتاعته
وهدى كانت طالعه ورا اسيل بس محمود منبهها قالها انتي طالق لو روحتي ابنتك هي استغربت لأنها عارفه انه عارف ان الحلفان بالطلاق حرام . قال صلي الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد اشرك) م ينفع تحلف ب اي حد غير ربنا
راحت جهزت الاكل لانه قالها ان صحابه جايين والعيله الكريمه بتاعته وكان جايب طباخ وعمل زي سيشن دا كله ل كتب الكتاب
وكان جايب فرقة مزمار بلدى
اسيل صحت علي صوت المزمار والطبل البلدى
بتبص من شباك اوضتها شافت كل حاجه دمعه قامت نازله من عينيها بس ذكرت نفسها بقول الله تعالي(لا يكلف الله نفسا الا وسعها) لعله خير
أسيل قامت لابسه عبايه بيتي وخمار ونزلت
اسيل:-معلش ممكن توقفوا المزمار دا
واحد منهم:-لي
اسيل :-لأن الرسول قال: ليكونن من أمتي اقوام يستحلون الحر والحرير والهم والمعازف.
وقال صلى الله عليه وسلم: إني لم أنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان.
ف معلش انا مش عاوزه كتب كتابي يكون فيه حاجه حرام
وقامت سيباهم وداخله
واحد منهم:-بقولكم اي احنا كدا كدا اخدنا فلوسنا احنا نبطل ولما الأستاذ محمود ييجي نبقي نشغل
...:-فكره حلوه
ووقفوا و معدش فيه صوت هدي قامت مشغله دف عشان تخلي الجو حلو شويه عشان محمود كان عازم أخواته وقرايبه ف هدى شغلت دف
اسيل طلعت ولبست فستان ابيض كان سمبل وحلو وخمار ابيض وتاج و م حطت اي حاجه لأنها عارفه انه مختلط وكانت وهي بتلبس بتعيط وكانت قاعده تسبح وتستغفر
لحد م جيه الميعاد وكتبوا الكتاب
و الناس شغلها المزمار وكانت اسيل هتطق
ديب:-بقيتي ليا ي قطه
اسيل:- مش حضرتك كنتوا متفقين علي شهر
ديب:م انا م هقدر استني ف كتبت الكتاب دلوقتي لأني عارف م راح تخليني اكلمك غير لما يكون مكتوب كتابنا والفرح كمان أسبوع
اسيل بكسرة قلب ابتسمت امممم ماشي
قام واخدها علي غفله وقام حاضنها ومدوخها
اسيل م كانت طيقاه بس هتعمل اي بقي عدى اليوم واسيل كانت منهااره صلت وكانت بتصبر نفسها ان الخير فيما اختاره الله (وعيي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) صلت ونامت
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عند أدهم في المانيا
ادهم:-احنا نازلين ي سكرتي
ريم ابتسمت:-اخيراااا عشان آدم واحشني قوييي
ادهم:-لاا احنا نعمل فيه مقلب انك مش طيقاه اوك
ريم:حرام عليك
ادهم :-خلاص م هننزل
ريم:-ماشي ي أخويا ربنا يقدرك علي فعل الخييير ها الخير
ادهم ضحك:-يارب
ونزلوا مصر بس اول حاجه عملوها راحوا للقسم قدموا شكوه في فهد وبعد كدا راحوا لمحمد وزينب وريم قعدت مع زينب وقعدوا يحضنوا بعض ويعيطوا وشويه يضحكوا ومحمد كان قاعد مع ادهم وحكاله
ادهم بصدمه😳:-بتهزر
وبكدا البارت يكون خلص ويارب يكون نال اعجابكم واستنوا البارت الجاي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ❝ ⏤
❞ رواية بوحت بحبي لله
البارت التالت
تعريف الاشخاص🫰
آدم :- صاحب ادهم من وهو صغير عنده33 سنه مهندس بترول ولكن برضو مشترك مع ادهم في الشركات بيحب ريم ومكتوب كتابهم
ديب:- عنده35 سنه دكتور جامعه في كلية ترجمه وعنده شركات
فهد :- عنده 33 سنه بس كان صاحب ادهم وأدم من الابتدائي وكانوا صحاب جامد بس بدؤا يبعدوا عنه عشان عرفوا ان هو ماشي في سكه غلط ومهما ينصاحوا برضوا مش بيسمع فبعدوا عنه وكمان كان بيحب زينب بس م اتقدم ليها لانه عارف ان هي م هتوافق و كمان عنده شركات ولاكن ادهم شركاته أعلي منه ف عشان كدا خطط انه يخطف ريم بس كان مجرد برشام هلوسه عشان تفكر أن فهد هو آدم ولكن الحمد لله م عمل فيها حاجه
ريم:-عندها 22 سنه اخت ادهم وبتحب ادم جدااا
زينب:-عندها 23 سنه متعلقة بريم +بتحب محمد جدااا من الثانويه
محمد:ظابط مخابرات بيحب زينب من وهو عنده 23 سنه حاليا عنده 32 سنه هي كان عندها 14 سنه كان دائما بيدعي ربنا بيها
🍁🍁🍁🍁🍁🍁
محمود :-ديب جاي عشان كتب الكتاب هيكون النهارده
اسيل:- لاءه طبعا
قامت لقت كف علي وشها
محمود بعصبيه وصوت عالي:- هو اي اللي لاءه غصب عنك هتوافقي وانا اديت كلمه للراجل اي هتصغريني ولا اي
اسيل بحزن:-لإنعاش ولا كان اللي يصغرك حاضر يا بابا
يلا انا طالعه فوق
محمود:-تبقي ظبطي نفسك وبلاش الخمار اللي انتي لبساه دا تبقي ألبسي طرحه كدا
اسيل:مش برتاح في الطرح وغير كدا الخمار فرض مش حته الطرحه الصغيره دى ربنا قال وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ف معني الايه ان الصدر لازم يتغطي ف كدا الخمار فرض
محمود:هيكون جوزك وبقولك اي اعملي اللي اتعمليه بس افتكري اني قولتلك البسي طرحه
اسيل ماشي
هدى كانت واقفه متحصرة علي بنتها الوحيده
اسيل طلعت وقعدت تعيط بس قامت صلت وقرأت قران شوية ونامت
ومحمود راح الشركه بتاعته
وهدى كانت طالعه ورا اسيل بس محمود منبهها قالها انتي طالق لو روحتي ابنتك هي استغربت لأنها عارفه انه عارف ان الحلفان بالطلاق حرام . قال صلي الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد اشرك) م ينفع تحلف ب اي حد غير ربنا
راحت جهزت الاكل لانه قالها ان صحابه جايين والعيله الكريمه بتاعته وكان جايب طباخ وعمل زي سيشن دا كله ل كتب الكتاب
وكان جايب فرقة مزمار بلدى
اسيل صحت علي صوت المزمار والطبل البلدى
بتبص من شباك اوضتها شافت كل حاجه دمعه قامت نازله من عينيها بس ذكرت نفسها بقول الله تعالي(لا يكلف الله نفسا الا وسعها) لعله خير
أسيل قامت لابسه عبايه بيتي وخمار ونزلت
اسيل:-معلش ممكن توقفوا المزمار دا
واحد منهم:-لي
اسيل :-لأن الرسول قال: ليكونن من أمتي اقوام يستحلون الحر والحرير والهم والمعازف.
وقال صلى الله عليه وسلم: إني لم أنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان.
ف معلش انا مش عاوزه كتب كتابي يكون فيه حاجه حرام
وقامت سيباهم وداخله
واحد منهم:-بقولكم اي احنا كدا كدا اخدنا فلوسنا احنا نبطل ولما الأستاذ محمود ييجي نبقي نشغل
..:-فكره حلوه
ووقفوا و معدش فيه صوت هدي قامت مشغله دف عشان تخلي الجو حلو شويه عشان محمود كان عازم أخواته وقرايبه ف هدى شغلت دف
اسيل طلعت ولبست فستان ابيض كان سمبل وحلو وخمار ابيض وتاج و م حطت اي حاجه لأنها عارفه انه مختلط وكانت وهي بتلبس بتعيط وكانت قاعده تسبح وتستغفر
لحد م جيه الميعاد وكتبوا الكتاب
و الناس شغلها المزمار وكانت اسيل هتطق
ديب:-بقيتي ليا ي قطه
اسيل:- مش حضرتك كنتوا متفقين علي شهر
ديب:م انا م هقدر استني ف كتبت الكتاب دلوقتي لأني عارف م راح تخليني اكلمك غير لما يكون مكتوب كتابنا والفرح كمان أسبوع
اسيل بكسرة قلب ابتسمت امممم ماشي
قام واخدها علي غفله وقام حاضنها ومدوخها
اسيل م كانت طيقاه بس هتعمل اي بقي عدى اليوم واسيل كانت منهااره صلت وكانت بتصبر نفسها ان الخير فيما اختاره الله (وعيي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) صلت ونامت
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عند أدهم في المانيا
ادهم:-احنا نازلين ي سكرتي
ريم ابتسمت:-اخيراااا عشان آدم واحشني قوييي
ادهم:-لاا احنا نعمل فيه مقلب انك مش طيقاه اوك
ريم:حرام عليك
ادهم :-خلاص م هننزل
ريم:-ماشي ي أخويا ربنا يقدرك علي فعل الخييير ها الخير
ادهم ضحك:-يارب
ونزلوا مصر بس اول حاجه عملوها راحوا للقسم قدموا شكوه في فهد وبعد كدا راحوا لمحمد وزينب وريم قعدت مع زينب وقعدوا يحضنوا بعض ويعيطوا وشويه يضحكوا ومحمد كان قاعد مع ادهم وحكاله
ادهم بصدمه😳:-بتهزر
وبكدا البارت يكون خلص ويارب يكون نال اعجابكم واستنوا البارت الجاي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ❝
❞ *في ظلام اليل مع ضوء القمر*
في كل هذا الظالم الدامس تتناثر النجوم حولي يسطع بريق لمعانها، نظرت الي السماء فوجدت نفسي غارقنًا فيها، تذكرتها مازلت في عقلي اتامل لروعة جمالها العذب خطفت قلبي بنظراتها الحادة، خصلات شعرها الحرير الملتف على عنقها، بكحلا اسود مائل منحط على رمش عيناها الغائرتين رائحة عطرها كـ خمرًا يسكرني واسرح في عمق خيالها، ياله من شعور لا يوصف أنها معشوقه قلبي لإبدي اصبحت انتظر مجيئها بـ فارغ الصبر لكي اخبرها كم أرغب في تحليق عاليًا بعيدًا عن أي شيء اريد فقط أن اكتفي بكِ، أن يكون لنا عالماً خاص في ضوء القمر وهدوء الليل حيث يكون كل شيء من حولنا ساكن وما أجمل أن نجلس على ظل الشجرة في ليالي ضوء القمر تضعين رأسكِ على كتفِ ونناظر الي طيور ونتحدث عما يكون نسرد قصائد وابيات نتغزل بها...أخبركِ كم أنتِ فائقة الجمال كـ القمر في أكتماله،انجذب نحوكِ دائماً تأسرني رقه كلامك أسلوبك، أحتليتي كيااني أصبحت لا أرى أحدًا سواكِ أسند عليكِ الجيء إليكِ في أحزاني و أفراحي ، أشعر معاكِ براحة.. كل منا يحتاج إلى سند بحياته يتكئ إليه وقت مايعتليه الأحزان وترهقه الأيام البائسه فقط مع من يحب.
#الكاتبة ريهام الحزمي. ❝ ⏤𝑹𝑬𝑯𝑨𝑴 𝑮𝑯𝑨𝑳𝑬𝑩 𝑨𝑳 𝑯𝑨𝒁𝑴𝑰
❞*في ظلام اليل مع ضوء القمر*
في كل هذا الظالم الدامس تتناثر النجوم حولي يسطع بريق لمعانها، نظرت الي السماء فوجدت نفسي غارقنًا فيها، تذكرتها مازلت في عقلي اتامل لروعة جمالها العذب خطفت قلبي بنظراتها الحادة، خصلات شعرها الحرير الملتف على عنقها، بكحلا اسود مائل منحط على رمش عيناها الغائرتين رائحة عطرها كـ خمرًا يسكرني واسرح في عمق خيالها، ياله من شعور لا يوصف أنها معشوقه قلبي لإبدي اصبحت انتظر مجيئها بـ فارغ الصبر لكي اخبرها كم أرغب في تحليق عاليًا بعيدًا عن أي شيء اريد فقط أن اكتفي بكِ، أن يكون لنا عالماً خاص في ضوء القمر وهدوء الليل حيث يكون كل شيء من حولنا ساكن وما أجمل أن نجلس على ظل الشجرة في ليالي ضوء القمر تضعين رأسكِ على كتفِ ونناظر الي طيور ونتحدث عما يكون نسرد قصائد وابيات نتغزل بها..أخبركِ كم أنتِ فائقة الجمال كـ القمر في أكتماله،انجذب نحوكِ دائماً تأسرني رقه كلامك أسلوبك، أحتليتي كيااني أصبحت لا أرى أحدًا سواكِ أسند عليكِ الجيء إليكِ في أحزاني و أفراحي ، أشعر معاكِ براحة. كل منا يحتاج إلى سند بحياته يتكئ إليه وقت مايعتليه الأحزان وترهقه الأيام البائسه فقط مع من يحب.
❞ هل أنت صادق ؟
سؤال سوف يجيب عليه الكل بنعم .. فكل واحد يتصور أنه صادق وأنه لا يكذب .. وقد يعترف أحدهم بكذبة أو بكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغاية من الدقة والصراحة مع النفس وأنه أدلى بحقيقة لا تقبل مراجعة .
ومع ذلك فدعونا نراجع معًا هذا الإدعاء العريض وسوف نكتشف أن الصدق شيء نادر جدّاً .. وأن الصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود .
وأكثرنا في الواقع مغشوش في نفسه حينما يتصور أنه من أهل الصدق .
بل إننا نبدأ في الكذب من لحظة أن نتيقظ في الصباح وقبل أن نفتح فمنا بكلمة .
أحياناً تكون مجرد تسريحة الشعر التي نختارها كذبة .
الكهل الذي يسرح شعره خنافس ليبدو أصغر من سِنه يكذب , والمرأة العجوز التي تصبغ شعرها لتبدو أصغر من سنها تكذب .
والباروكة على رأس الأصلع كذبة .
وطقم الأسنان في فم الأهتم كذبة .
والبدلة السبور الخفيفة التي تخفي تحتها فانلة صوف كذبة .
والكورسيه والمشدّات حول البطن المترهلة كذبة .
والنهد الكاوتشوك على الصدر المنهك من الرضاع كذبة .
والمكياج الذي يحاول صاحبه إن يخفي به التجاعيد هو نوع آخر من الكذب الصامت .
والبودرة والأحمر والكحل والريميل والرموش الصناعية .. كلها أكاذيب ينطق بها لسان الحال قبل أن يفتح الواحد منا فمه ويتكلم .
بل إن مجرد ضفيرة المدارس على رأس بنت الثلاثين كذبة .
واللبانة في فم رجل كهل هي كذبة أكثر وقاحة .
كل هذا ولم يبدأ اللسان ينطق ولم يُفتح الفم بعد .
فإذا فتح الواحد منا فمه وقال صباح الخير .. فإنه يقولها على سبيل العرف والعادة .. لم ينوي له الخير ولم ينوي له الشر .. فهو يكذب .. وهو يقرأ السلام على من يبيت له العدوان .. فهو يكذب .
فإذا رفع سماعة التليفون مضى يطلب ما لا يريد من الأشياء لمجرد أنها مظاهر ومجاملات .. فهو يكذب .. وقد يرفض ما يريد خجلًا وادعاء .. فهو يكذب .
والولد والبنت يتكلمان طوال ساعتين في كل شيء إلا ما يتحرقان شوقًا إلى أن يتصارحا به .. فهما يكذبان .
وفتاة البار تبدؤك الحديث بالحب وهو لا يخطر لها على بال ولا تشغلها سوى حافظة نقودك . وكم زجاجة من الشمبانيا ستفتح لها .
والإعلان الذي يصف لك نكهة السيجارة وفوائدها الصحية يكذب عليك .
والإعلان الذي يقول لك إن قرص الإسبرين يشفي من الإنفلونزا كذب حتى بالقياس إلى علم الأدوية ذاته .
وكل ما يدور في عالم البيع والشراء يبدأ بالكذب .
وصورة لاعب التنس في يده زجاجة ويسكي وصورة الأسد الذي يحتضن زجاجة الكينا .. وبطل الجري الذي يدخن سيجارة فرجينيا كلها صنوف من الأكاذيب الظريفة التي تراها ملصقة على الجدران وعلى أغلفة الصحف وفي إعلانات السينما والتلفزيون وكأنما أصبح الكذب عُرفًا تجاريًا لا لوم عليه .
وفي عالم السياسة والسياسيين وفي أروقة الأمم المتحدة وعلى أفواه الدبلوماسيين نجد أن الكذب هو القاعدة .
بل إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق .. وكيف تقول ما لا تعني .. وكيف تخفي ما تريد .. وكيف تحب ما تكره .. وكيف تكره ما تحب .
وأذكر بهذه المناسبة النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبًا عليها ..
(( هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم )) .
فقال ضاحكاً :
هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد .
فلم يكن من الممكن إطلاقاً في نظر تشرشل أن يكون الرجل الصادق والسياسي العظيم رجلاً واحداً .. إذ أن أول مؤهلات العظمة السياسية في نظر تشرشل هو الكذب .
وشرط السياسة هو أن تخفي الحقيقة لحساب المصلحة .. وتتأخر العاطفة لتتقدم الحيلة .. والفطنة .. والذكاء .. والمراوغة .
والدبلوماسي الذي يجاهر بعاطفته هو دبلوماسي أبله .. بل إنه لا يكون دبلوماسيّاً على الإطلاق .
وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم .
شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل يتحول إلى شهر أكل فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات .. من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات ويرتفع استهلاك اللحم في شهر رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف ويصبح شهر رمضان هو شهر الصواني والطواجن .
وبين كل مائة مُصَل أكثر من تسعين يقفون بين يدي الله وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتُقضَى لهم هذه المصالح والأغراض .
وقد عاش بابوات القرون الوسطى في ترف الملوك والسلاطين وسبحوا في الذهب والحرير والسلطة والنفوذ , وامتلكوا الإقطاعيات والقصور بإسم الدين وبإسم الإنجيل الذي يقول إن الغني لن يدخل ملكوت الله إلا إذا دخل الجمل في ثقب الإبرة .
بل إنهم تصوروا أنهم امتلكوا الجنة فباعوها صكوكًا لطالبي الغفران .
وفي دولة الحب نجد أن مخادعة النفس هي الأسلوب المتعارف عليه .. يخدع كل واحد نفسه ويخدع الآخر أحيانًا بوعي وأحيانًا بدون وعي .. فيتحدث العاشقان عن الحب وهما يريدان أن يقدما مبررًا شريفًا مقبولًا للوصول إلى الفراش .. ويخيل للحبيب أنه قد جن حبّاً وهو في الواقع يلتمس لنفسه وسيلة للهرب من واقع مرير .
كنوع من إظهار البراعة والمهارة أو كمظهر من مظاهر النجاح .
وأحياناً تكون كلمة الحب كذبة معسولة تخفي وراءها رغبة شريرة في الإمتلاك والإستحواذ والسيطرة .
وأحياناً تكون كلمة الحب خطة محبوكة وشِركاً للوصول إلى ميراث .
وهي في أكثر صورها شيوعاً وسيلة للوصول إلى لذّة سريعة وطريقة لتدليك الضمير والتغلب على الخجل ورفع الكلفة .
وهي ذريعتنا الدائمة للتغلب على عقدة الذنب فتخلع المرأة آخر قطعة ثياب وهي تطمئن نفسها بأنها ضحية الحب .. وأن الحب إحساس طاهر وأنه أمر الله وأنه قضاء وقدر .. وأنها ليست أول من أحبت ولا آخر من أعطت .
ولا توجد شبكة حريرية من الأكاذيب كما توجد في الحب .. ففي كل كلمة كذبة .. وفي كل لمسة كذبة .. والغريزة الجنسية ذاتها تكذب فما أسرع ما تشتعل وما أسرع ما تنطفئ . وما أسرع ما تضجر وتمل وتطالب بتغيير الطعام .
والصدق في الحب وقصص الحب نادر أندر من الماس في الصحاري .. وهو من أخلاق الصديقين وليس من أخلاق الغمر العادي من الناس .
وتتواطأ أغاني الحب وقصص الحب وتتآمر هي الأخرى لتنصب شراكاً من الأكاذيب المنمقة الجميلة وترسي دعامات ساحرة من الأوهام والأحلام الوردية والصور البراقة الخادعة عن القبلة والضمة ولقاء الفراش ولذة العذاب وعذاب اللذة ولسعة الحرمان ودموع الوسادة وإغماء السعادة وصحوة الفراق .. وضباب وضباب .. وعطور وصور خلابة مرسومة بريشة فنانين كذابين عظام .
والكذب في الفن عادة قديمة بدأها الشعراء من زمن طويل .
وقصائد المديح وقصائد الهجاء في شعرنا العربي شاهد على انتشار هذه العادة السيئة .
والفن وليد الهوى والخاطر والمزاج .. والمزاج متقلب .
ما أكثر الكذب حقّاً !
إننا لنكذب حتى في الأكل فنأكل حتى ونحن شبعانون .
أين الصدق إذن ؟
ومتى تأتي هذه اللحظة الشحيحة التي نتحرى فيها الحق والحق وحده ؟
إنها تأتي على ندرة .
في معمل العالم الذي يضع عينه على ميكروسكوب بحثاً عن حقيقة .
هنا نجد العقل يتطلع في شوق حقيقي وصادق ويبحث في حياد مطلق .. ويفكر في موضوعية على هدى أرقام دقيقة ومقادير وقوانين .
والعلم بذاته هو النظرة الموضوعية المستقلة عن الهوى والمزاج وأداته الوحيدة .. صدق الإستقراء .. وصدق الفراسة .
واللحظة الأخرى الصادقة هي لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السري .. ذلك الحوار الداخلي .
تلك المكالمة الإنفرادية حيث يصغي الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص على الخط .
ذلك الإفضاء والإفشاء والإعتراف والطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعي في محاولة مخلصة للفهم .
وهي لحظة من أثمن اللحظات .
إن الحياة تتوقف في تلك اللحظة لتبوح بحكمتها .
والزمن يتوقف ليعطي ذلك الشعور المديد بالحضور .. حيث نحن في حضرة الحق .. وحيث لا يجوز الكذب والخداع والتزييف .. كما لا يجوز لحظة الموت ولحظة الحشرجة .
إننا نكتشف ساعتها أننا عشنا عمرنا من أجل هذه اللحظة .. وأننا تألمنا وتعذبنا من أجل أن نصل إلى هذه المعرفة الثمينة عن نفوسنا .
وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله .
أما إذا تأخرت ولم تأت إلا ساعة الموت .. فقد ضاع العمر دون معنى ودون حكم .. و أكلته الأكاذيب .. وجاءت الصحوة بعد فوات الأوان .
ولهذا كانت الخلوة مع النفس شيئاً ضروريّاً ومقدساً بالنسبة لإنسان العصر الضائع في متاهات الكذب والتزييف .. وهي بالنسبة له طوق النجاة وقارب الإنقاذ .
والإنسان يولد وحده ويموت وحده ويصل إلى الحق وحده .
وليست مبالغة أن توصف الدنيا .. بأنها باطل الأباطيل .. الكل باطل وقبض الريح ..
فكل ما حولنا من مظاهر الدنيا يتصف بالبطلان والزيف .
ونحن نقتل بعضنا بعضاً في سبيل الغرور وإرضاء لكبرياء كاذب .
والدنيا ملهاة قبل أن تكون مأساة .
ومع ذلك نحن نتحرق شوقاً في سبيل الحق ونموت سعداء في سبيله .
والشعور بالحق يملؤنا تماماً وإن كنا نعجز عن الوصول إليه .
إننا نشعر به ملء القلب وإن كنا لا نراه حولنا .
وهذا الشعور الطاغي هو شهادة بوجوده .
إننا وإن لم نر الحق وإن لم نصل إليه وإن لم نبلغه فهو فينا .. وهو يحفزنا .. وهو مثال مطلق لا يغيب عن ضميرنا لحظة وبصائرنا مفتوحة عليه دوماً .
ولحظة التأمل الصافي تقودنا إليه .
والعلم يقودنا إليه .
ومراقبتنا لأنفسنا من الداخل تقودنا إليه .
وبصائرنا تهدي إليه .
والحق في القرآن هو الله .. وهو أحد أسمائه الحسنى .
وكل هذه المؤثرات الداخلية تدل عليه .
وهو متجاوز للدنيا متعالٍ عليها .
نراه رؤية بصيرة لا رؤية بصر .
وتبرهن عليه أرواحنا بكل شوقها وبكل نزوعها .
والعجب كل العجب لمن يسألنا عن برهان على وجود الله .. على وجود الحق .. وهو نازع إليه بكليته مشغوف به بجماع قلبه .
وكيف يكون موضع شك من هو قِلبة كل القلوب ومهوى جميع الأفئدة وهدف جميع البصائر ؟
كيف نشك في وجوده وهو مستولٍ على كل مشاعرنا ؟
كيف نشك في الحق ونطلب عليه دليلاً من الباطل ؟
كيف ننزلق مع المنطق المراوغ إلى هذه الدرجة من التناقض فنجعل من لب الوجود وحقيقة حقائقه محل سؤال ؟
إني لا أجد نصيحة أثمن من أن أقول ليعد كل منا إلى فطرته .. ليعد إلى بكارته وعذريته التي لم تدنسها لفلفات المنطق ومراوغات العقل .
ليعد كل منا إلى قلبه في ساعة خلوة .
وليسأل قلبه .
وسوف يدل قلبه على كل شيء .
فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. والتي اسمها الفطرة والبداهة .
وهي فطرة لا تقبل التبديل ولا التشويه لأنها محور الوجود ولُبَه ومداره وعليها تقوم كل المعارف والعلوم .
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ))
(الروم – 30)
لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه .
فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر .
وسوف تدله طبيعته على الحق .
وسوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد .
كن كما أنت .. وسوف تهديك نفسك إلى الصراط .
مقال / ماذا قالت لي الخلوة ؟!
من كتاب / رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل أنت صادق ؟
سؤال سوف يجيب عليه الكل بنعم . فكل واحد يتصور أنه صادق وأنه لا يكذب . وقد يعترف أحدهم بكذبة أو بكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغاية من الدقة والصراحة مع النفس وأنه أدلى بحقيقة لا تقبل مراجعة .
ومع ذلك فدعونا نراجع معًا هذا الإدعاء العريض وسوف نكتشف أن الصدق شيء نادر جدّاً . وأن الصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود .
وأكثرنا في الواقع مغشوش في نفسه حينما يتصور أنه من أهل الصدق .
بل إننا نبدأ في الكذب من لحظة أن نتيقظ في الصباح وقبل أن نفتح فمنا بكلمة .
أحياناً تكون مجرد تسريحة الشعر التي نختارها كذبة .
الكهل الذي يسرح شعره خنافس ليبدو أصغر من سِنه يكذب , والمرأة العجوز التي تصبغ شعرها لتبدو أصغر من سنها تكذب .
والباروكة على رأس الأصلع كذبة .
وطقم الأسنان في فم الأهتم كذبة .
والبدلة السبور الخفيفة التي تخفي تحتها فانلة صوف كذبة .
والكورسيه والمشدّات حول البطن المترهلة كذبة .
والنهد الكاوتشوك على الصدر المنهك من الرضاع كذبة .
والمكياج الذي يحاول صاحبه إن يخفي به التجاعيد هو نوع آخر من الكذب الصامت .
والبودرة والأحمر والكحل والريميل والرموش الصناعية . كلها أكاذيب ينطق بها لسان الحال قبل أن يفتح الواحد منا فمه ويتكلم .
بل إن مجرد ضفيرة المدارس على رأس بنت الثلاثين كذبة .
واللبانة في فم رجل كهل هي كذبة أكثر وقاحة .
كل هذا ولم يبدأ اللسان ينطق ولم يُفتح الفم بعد .
فإذا فتح الواحد منا فمه وقال صباح الخير . فإنه يقولها على سبيل العرف والعادة . لم ينوي له الخير ولم ينوي له الشر . فهو يكذب . وهو يقرأ السلام على من يبيت له العدوان . فهو يكذب .
فإذا رفع سماعة التليفون مضى يطلب ما لا يريد من الأشياء لمجرد أنها مظاهر ومجاملات . فهو يكذب . وقد يرفض ما يريد خجلًا وادعاء . فهو يكذب .
والولد والبنت يتكلمان طوال ساعتين في كل شيء إلا ما يتحرقان شوقًا إلى أن يتصارحا به . فهما يكذبان .
وفتاة البار تبدؤك الحديث بالحب وهو لا يخطر لها على بال ولا تشغلها سوى حافظة نقودك . وكم زجاجة من الشمبانيا ستفتح لها .
والإعلان الذي يصف لك نكهة السيجارة وفوائدها الصحية يكذب عليك .
والإعلان الذي يقول لك إن قرص الإسبرين يشفي من الإنفلونزا كذب حتى بالقياس إلى علم الأدوية ذاته .
وكل ما يدور في عالم البيع والشراء يبدأ بالكذب .
وصورة لاعب التنس في يده زجاجة ويسكي وصورة الأسد الذي يحتضن زجاجة الكينا . وبطل الجري الذي يدخن سيجارة فرجينيا كلها صنوف من الأكاذيب الظريفة التي تراها ملصقة على الجدران وعلى أغلفة الصحف وفي إعلانات السينما والتلفزيون وكأنما أصبح الكذب عُرفًا تجاريًا لا لوم عليه .
وفي عالم السياسة والسياسيين وفي أروقة الأمم المتحدة وعلى أفواه الدبلوماسيين نجد أن الكذب هو القاعدة .
بل إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق . وكيف تقول ما لا تعني . وكيف تخفي ما تريد . وكيف تحب ما تكره . وكيف تكره ما تحب .
وأذكر بهذه المناسبة النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبًا عليها .
(( هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم )) .
فقال ضاحكاً :
هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد .
فلم يكن من الممكن إطلاقاً في نظر تشرشل أن يكون الرجل الصادق والسياسي العظيم رجلاً واحداً . إذ أن أول مؤهلات العظمة السياسية في نظر تشرشل هو الكذب .
وشرط السياسة هو أن تخفي الحقيقة لحساب المصلحة . وتتأخر العاطفة لتتقدم الحيلة . والفطنة . والذكاء . والمراوغة .
والدبلوماسي الذي يجاهر بعاطفته هو دبلوماسي أبله . بل إنه لا يكون دبلوماسيّاً على الإطلاق .
وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم .
شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل يتحول إلى شهر أكل فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات . من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات ويرتفع استهلاك اللحم في شهر رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف ويصبح شهر رمضان هو شهر الصواني والطواجن .
وبين كل مائة مُصَل أكثر من تسعين يقفون بين يدي الله وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتُقضَى لهم هذه المصالح والأغراض .
وقد عاش بابوات القرون الوسطى في ترف الملوك والسلاطين وسبحوا في الذهب والحرير والسلطة والنفوذ , وامتلكوا الإقطاعيات والقصور بإسم الدين وبإسم الإنجيل الذي يقول إن الغني لن يدخل ملكوت الله إلا إذا دخل الجمل في ثقب الإبرة .
بل إنهم تصوروا أنهم امتلكوا الجنة فباعوها صكوكًا لطالبي الغفران .
وفي دولة الحب نجد أن مخادعة النفس هي الأسلوب المتعارف عليه . يخدع كل واحد نفسه ويخدع الآخر أحيانًا بوعي وأحيانًا بدون وعي . فيتحدث العاشقان عن الحب وهما يريدان أن يقدما مبررًا شريفًا مقبولًا للوصول إلى الفراش . ويخيل للحبيب أنه قد جن حبّاً وهو في الواقع يلتمس لنفسه وسيلة للهرب من واقع مرير .
كنوع من إظهار البراعة والمهارة أو كمظهر من مظاهر النجاح .
وأحياناً تكون كلمة الحب كذبة معسولة تخفي وراءها رغبة شريرة في الإمتلاك والإستحواذ والسيطرة .
وأحياناً تكون كلمة الحب خطة محبوكة وشِركاً للوصول إلى ميراث .
وهي في أكثر صورها شيوعاً وسيلة للوصول إلى لذّة سريعة وطريقة لتدليك الضمير والتغلب على الخجل ورفع الكلفة .
وهي ذريعتنا الدائمة للتغلب على عقدة الذنب فتخلع المرأة آخر قطعة ثياب وهي تطمئن نفسها بأنها ضحية الحب . وأن الحب إحساس طاهر وأنه أمر الله وأنه قضاء وقدر . وأنها ليست أول من أحبت ولا آخر من أعطت .
ولا توجد شبكة حريرية من الأكاذيب كما توجد في الحب . ففي كل كلمة كذبة . وفي كل لمسة كذبة . والغريزة الجنسية ذاتها تكذب فما أسرع ما تشتعل وما أسرع ما تنطفئ . وما أسرع ما تضجر وتمل وتطالب بتغيير الطعام .
والصدق في الحب وقصص الحب نادر أندر من الماس في الصحاري . وهو من أخلاق الصديقين وليس من أخلاق الغمر العادي من الناس .
وتتواطأ أغاني الحب وقصص الحب وتتآمر هي الأخرى لتنصب شراكاً من الأكاذيب المنمقة الجميلة وترسي دعامات ساحرة من الأوهام والأحلام الوردية والصور البراقة الخادعة عن القبلة والضمة ولقاء الفراش ولذة العذاب وعذاب اللذة ولسعة الحرمان ودموع الوسادة وإغماء السعادة وصحوة الفراق . وضباب وضباب . وعطور وصور خلابة مرسومة بريشة فنانين كذابين عظام .
والكذب في الفن عادة قديمة بدأها الشعراء من زمن طويل .
وقصائد المديح وقصائد الهجاء في شعرنا العربي شاهد على انتشار هذه العادة السيئة .