❞ حة العالمية هل هي منظمة علمية بحثية عالمية ؟ -1
أم هي هيئة سياسية تابعة لنيويورك ومن هو مديرها؟
منظمة أمريكية و هي إحدي فروع الأمم المتحدة التي أسست في مطلع القرن العشرين تحت مسمي الصحة العالمية ولها مكاتب منتشرة في جميع دول العالم يعمل بها موظفون عموم أو أطباء من غير المتخصصين لا هم لهم إلا جمع معلومات وإرسالها إلي المنظمة الأم القابعة هناك علي شاطيء المحيط الأطلنطي وهي تتلقي دعم من دول بعينها وذلك للإنفاق علي العاملين فيها وفي جميع فروعها المنتشرة علي سطح الأرض
انضم إليها كثيرون من دول العالم كأنهم أعضاء في جمعية خدمية في الظاهر لكنها تعمل لصالح الدول المنشئة والممولة لهذا المشروع التجسسي الذي ينخر في عضد الأمم الفقيرة من أمثال شعوبنا العربية ودولنا الإفريقية والآسيوية
يستأجرون فريقا من الأطباء حديثي التخرج ليوهموا الناس أنهم يعملون في القطاع الطبي لخدمة سكان العالم وهم في الحقيقة ما أشبههم بالمخبرين أو بالجواسيس
يعطونهم رواتبهم بالدولار ويعطونهم جوازات سفر دولية يتنقلون بها بين إفريقيا وأوروبا وآسيا ويسكنونهم الفنادق والقصور ولهم أذناب يتسترون خلفهم من أمثال مؤسسة الهلال الأحمر وأطباء بلا حدود
يوهمون الناس أنهم يقدمون خدمات للمناطق المنكوبة بالحروب والزلازل ليغطوا علي جرائمهم الجاسوسية في خدمة المخطط الماسوني الصهيوني لإقامة الحكومة الموحدة التي تحكم العالم
وطريقهم إلي تحقيق هذه الغاية هو استغلال الأموال وتدفق الدولارات علي شباب جاهل لا فكر له ولا هدف ليعموا أبصارهم بالمال ويظهرونهم أمام الدول الضعيفة أنهم المستكشفين
ويختارون لها رئيسا يزعمون أنه جاء بالانتخاب حتي كان آخرهم هذا الحبشي حفيد أبرهة الأشرم الذي درس الفلسفة والذي كان يخدم مخططاتهم في تجويع بلدنا وقد كان وزيرا للخارجية ثم للصحة في الحبشة التي ترعي فيها الملاريا والتريبانوسوما و الفيلاريا وغيرها من أمراض المناطق الحارة فلم يستطع السيطرة علي أمراض بلده لكنهم عينوه للسيطرة علي أمراض دول العالم الأخري
فيا معاشر من كان لهم عقول
هل هذه المنظمة بحثية علمية طبية لديها من خبراء علم الطب والأدوية ومكافحة الأمراض أم أنهم جواسيس يعملون لمصلحة الحكومة الخفية من نيويورك ؟
فلماذا يضعون بروتوكولات لعلاج المرضي ومحاربة الأوبئة وهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن المراكز البحثية والمعامل والخبراء المعنيون فكل ما لديهم هم شباب عديمى الخبرة ومقرات وكاميرات للتسجيل وإرسال المعلومات إلي غرفات التجسس عندهم فلماذا تظنون أنهم متخصصون؟
يصيغون للناس بروتوكولات الهلاك المحقق ويكذبون علينا ليقنعونا أنهم باحثون فمن الذي يضع لهم هذه البروتوكولات العلاجية ومن الذي يفرضها علي بلدان العالم أجمع ؟
أليسوا هم الحكومات الخفية التي تحكم العالم وتهيمن علي كل ما فيه
وهؤلاء هم عملائهم المضللين
ألا فاحذروا معاشر المسلمين والعرب من خداعهم فهذه إحدى أهم الأزرع الخفية للحكومة السرية التي تحكم العالم ولا علاقة لها بعلم أو ببحث وهي تنفذ مخطط نيويورك والغربيين فقد سلبوا أموالنا من غير حق وها هو مخططهم لم ينته بعد فهم مستمرون حتي يقودها الدجال إلي جهنم قاتلهم الله فهم مضللون
انتهي................ ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ حة العالمية هل هي منظمة علمية بحثية عالمية ؟ -1
أم هي هيئة سياسية تابعة لنيويورك ومن هو مديرها؟
منظمة أمريكية و هي إحدي فروع الأمم المتحدة التي أسست في مطلع القرن العشرين تحت مسمي الصحة العالمية ولها مكاتب منتشرة في جميع دول العالم يعمل بها موظفون عموم أو أطباء من غير المتخصصين لا هم لهم إلا جمع معلومات وإرسالها إلي المنظمة الأم القابعة هناك علي شاطيء المحيط الأطلنطي وهي تتلقي دعم من دول بعينها وذلك للإنفاق علي العاملين فيها وفي جميع فروعها المنتشرة علي سطح الأرض
انضم إليها كثيرون من دول العالم كأنهم أعضاء في جمعية خدمية في الظاهر لكنها تعمل لصالح الدول المنشئة والممولة لهذا المشروع التجسسي الذي ينخر في عضد الأمم الفقيرة من أمثال شعوبنا العربية ودولنا الإفريقية والآسيوية
يستأجرون فريقا من الأطباء حديثي التخرج ليوهموا الناس أنهم يعملون في القطاع الطبي لخدمة سكان العالم وهم في الحقيقة ما أشبههم بالمخبرين أو بالجواسيس
يعطونهم رواتبهم بالدولار ويعطونهم جوازات سفر دولية يتنقلون بها بين إفريقيا وأوروبا وآسيا ويسكنونهم الفنادق والقصور ولهم أذناب يتسترون خلفهم من أمثال مؤسسة الهلال الأحمر وأطباء بلا حدود
يوهمون الناس أنهم يقدمون خدمات للمناطق المنكوبة بالحروب والزلازل ليغطوا علي جرائمهم الجاسوسية في خدمة المخطط الماسوني الصهيوني لإقامة الحكومة الموحدة التي تحكم العالم
وطريقهم إلي تحقيق هذه الغاية هو استغلال الأموال وتدفق الدولارات علي شباب جاهل لا فكر له ولا هدف ليعموا أبصارهم بالمال ويظهرونهم أمام الدول الضعيفة أنهم المستكشفين
ويختارون لها رئيسا يزعمون أنه جاء بالانتخاب حتي كان آخرهم هذا الحبشي حفيد أبرهة الأشرم الذي درس الفلسفة والذي كان يخدم مخططاتهم في تجويع بلدنا وقد كان وزيرا للخارجية ثم للصحة في الحبشة التي ترعي فيها الملاريا والتريبانوسوما و الفيلاريا وغيرها من أمراض المناطق الحارة فلم يستطع السيطرة علي أمراض بلده لكنهم عينوه للسيطرة علي أمراض دول العالم الأخري
فيا معاشر من كان لهم عقول
هل هذه المنظمة بحثية علمية طبية لديها من خبراء علم الطب والأدوية ومكافحة الأمراض أم أنهم جواسيس يعملون لمصلحة الحكومة الخفية من نيويورك ؟
فلماذا يضعون بروتوكولات لعلاج المرضي ومحاربة الأوبئة وهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن المراكز البحثية والمعامل والخبراء المعنيون فكل ما لديهم هم شباب عديمى الخبرة ومقرات وكاميرات للتسجيل وإرسال المعلومات إلي غرفات التجسس عندهم فلماذا تظنون أنهم متخصصون؟
يصيغون للناس بروتوكولات الهلاك المحقق ويكذبون علينا ليقنعونا أنهم باحثون فمن الذي يضع لهم هذه البروتوكولات العلاجية ومن الذي يفرضها علي بلدان العالم أجمع ؟
أليسوا هم الحكومات الخفية التي تحكم العالم وتهيمن علي كل ما فيه
وهؤلاء هم عملائهم المضللين
ألا فاحذروا معاشر المسلمين والعرب من خداعهم فهذه إحدى أهم الأزرع الخفية للحكومة السرية التي تحكم العالم ولا علاقة لها بعلم أو ببحث وهي تنفذ مخطط نيويورك والغربيين فقد سلبوا أموالنا من غير حق وها هو مخططهم لم ينته بعد فهم مستمرون حتي يقودها الدجال إلي جهنم قاتلهم الله فهم مضللون
انتهي. ❝
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة .. يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك .. لقد ربيتنا على أعمال أخرى .. و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً .. و لم تعط مليماً لمحتاج .. و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير .. و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر .. و كيف نوزعها على الأعوان .. و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم .. و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل .. علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة .. و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون .. و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال .. و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل .. و من لا يقع في العسل يقع في السم .. و أن العالم غابة لا أمان فيها .. و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة .. هو .. أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت .. أنا أبوكم يموت .. و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك .. واحداً بعد آخر .. و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك .. أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت .. أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان .. أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه .. أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه .. و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء .. و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف .. هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير .. و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه .. لابد أن يتغير كل شيء .. لقد أخطأت يا أولادي .. أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان .. و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية .. إن الخطأ هو الخطأ .. اسمعوا .. هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ .. هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع .. و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له .. فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك .. هذا آخر أمر .. هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل .. بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية .. هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها .. إنها سرقات .. لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار .. و أوبرج ميلانو .. و شركات بيع السلاح في لندن .. و شقة باريس و فيللا جنيف .. و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها .. و لا يد لأحد عليها .. و لا تؤول لأحد منكم .. إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض .. و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري .. أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم .. و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة ..
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم " الضبع " صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة .. فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء .. و في كل اتجاه .. مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر .. آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع .. لا حركة .. و لا صوت .. و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها .. و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة .. الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء .. لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب .. فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره .. أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة .. فهو كذاب إذا ادعى فضيلة .. و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله .. و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده .. و نفس الشيء .. لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته .. ثم عاود جرائمه .. و لم ينفذ وعده .. و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة .. و لا سبيل إلى الطعن عليها .. و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت .. أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت .. هل فقدت عقلك .. هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية .. انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية .. و أنا القانون .. و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات .. و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت .. ليسرع الخطى إلى الخزينة .. و إلى مخاب الدولارات في الجدران .. يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة .. و راح ينظر فيها .. باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود .. كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة .. لم يكن يفكر في أي شيء .. و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه .. أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم .. و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات .. مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام .. و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات .. فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه .. و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل .. ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى .. ساعتان .. ثلاث ساعات .. و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة .. فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء .. أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن .. رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه ..
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ...
..
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة . يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك . لقد ربيتنا على أعمال أخرى . و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً . و لم تعط مليماً لمحتاج . و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير . و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر . و كيف نوزعها على الأعوان . و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم . و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل . علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة . و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون . و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال . و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل . و من لا يقع في العسل يقع في السم . و أن العالم غابة لا أمان فيها . و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة . هو . أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت . أنا أبوكم يموت . و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك . واحداً بعد آخر . و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك . أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت . أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان . أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه . أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه . و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء . و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف . هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير . و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه . لابد أن يتغير كل شيء . لقد أخطأت يا أولادي . أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان . و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية . إن الخطأ هو الخطأ . اسمعوا . هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ . هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع . و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له . فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك . هذا آخر أمر . هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل . بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية . هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها . إنها سرقات . لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار . و أوبرج ميلانو . و شركات بيع السلاح في لندن . و شقة باريس و فيللا جنيف . و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها . و لا يد لأحد عليها . و لا تؤول لأحد منكم . إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض . و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري . أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم . و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة .
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم ˝ الضبع ˝ صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة . فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء . و في كل اتجاه . مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر . آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع . لا حركة . و لا صوت . و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها . و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة . الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء . لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب . فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره . أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة . فهو كذاب إذا ادعى فضيلة . و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله . و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده . و نفس الشيء . لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته . ثم عاود جرائمه . و لم ينفذ وعده . و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة . و لا سبيل إلى الطعن عليها . و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت . أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت . هل فقدت عقلك . هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية . انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية . و أنا القانون . و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات . و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت . ليسرع الخطى إلى الخزينة . و إلى مخاب الدولارات في الجدران . يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة . و راح ينظر فيها . باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود . كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة . لم يكن يفكر في أي شيء . و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه . أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم . و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات . مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام . و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات . فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه . و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل . ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى . ساعتان . ثلاث ساعات . و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة . فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء . أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن . رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه .
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ..
.
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ لا تنتظر حتى تُدير شركة رأس مالها ملايين الدولارات أو أن تفوز بجائزة الرجل الأخضر كي تُخبر ذاتك المُنهكة أنك من الفالحين..
إن خرجت ساعياً لتكفي أهل بيتك حلالاً
فأنت في سبيل الله
قد رفعك الله العظيم فلا تجعل أحداً يضع منك
يحبك الله على هيئتك أياً كانت وأنت عنده من المُفلحين. ❝ ⏤إسلام جمال
❞ لا تنتظر حتى تُدير شركة رأس مالها ملايين الدولارات أو أن تفوز بجائزة الرجل الأخضر كي تُخبر ذاتك المُنهكة أنك من الفالحين.
إن خرجت ساعياً لتكفي أهل بيتك حلالاً
فأنت في سبيل الله
قد رفعك الله العظيم فلا تجعل أحداً يضع منك
يحبك الله على هيئتك أياً كانت وأنت عنده من المُفلحين. ❝
❞ محاربة_الشهوة
🔴الشهوة لا حل لها إلا بالصبر أو إشباعها بالحلال:
🔺لكن ما الحل في حالة عدم توفر الحلال؟!
إذا استسلم العبد لإشباعها في الحرام لن يكتفي أبدا، وسيشعر دوماً بالقلق وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، مما يجعله كئيباً حزيناً..
💭 قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" وليعلم اللّبيب أن مدمني الشّهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذّون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها".
📚روضة المحبين ونزهة المشتاقين | 1 - 470 |
هذا شعور نفسي يمر به مثلاً كل من مارس العادة السيئة ولو كان من غير المسلمين..
ما العمل إذن؟!
الحل في قول الله تعالى:
( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء 32
لم يقل: لا تزنوا.. بل لا تقربوه..
وهذا إعجاز..
لا تقربوا كل ما يؤدي إلى الزنا ..
الفيديوهات .. القنوات .. الصور .. الأماكن ..
ونحن نعيش اليوم في عالم يموج بالإباحية، وتجارة الإباحية تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، وتغزو بيوتنا، وأجهزتنا، وهواتفنا الذكية والغبية!
حتى أفسدت على المؤمنين صلاتهم،
وانكسرت روح المؤمن وانجرحت الفطرة السوية.
وهذا داء تساوى فيه النساء والرجال..
إنها حرب من أخطر الحروب؛ لأنها تتسلل إلى مخادعنا وأطفالنا دون أن نشعر، وتحطِّم نفوسنا إن لم ننتبه لها.
ولا نستطيع الهرب؛ لأنها صارت في كل مكان
هل الحل في الزواج؟!
للأسف ... لا ليس كليا
هناك من المتزوجين من يعانون نفس المشكلة! وكم من الزيجات دُمِّرت بسبب هذا الداء!
لا مهرب منها إلا بالتحصن بحصن التقوى والخوف من الله، ولابد من قرار حازم بالإقلاع.
✔️خذ وخذي قرارا حاسما بالتوقف.
✔️قرِّر أنك لن تفتح جهازك إلا بين أهلك وفي صالة البيت لا في غرفتك الخالية..
🌺 (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)
لا تعني هذه الآية مجرد عدم الوقوع في الزنا، بل وكل ما يؤدي إلى الزنا.
✔️إنها حرب لا استسلام فيها، حتى لو انهزمت في جولة أو جولات.
✔️لا تختلِ بنفسك، لأن الشيطان يلازمك في خلوتك..
ويبتعد عنك فقط حين تكون وسط الجماعة.
✔️لا (إباحية) ولا (عادة سريّة) ولا (علاقات غير شرعية) خارج الإطار الذي شرعه الله تعالى ، تستطيع أن تُلَبّي تلك الحاجات الفطرية الموجودة فيك.
وإن كنت فى خلوه ف جاهد نفسك قدر المستطاع لا تستسلم
وان هزمت مره او اكثر لا تستسلم واستعن بالله
✔️وإن أغلى ما يملك الإنسان قلبه، وهذه المشاهد تدمِّر القلب.
فاللهم إنا نستعين بك ونلوذ بك ونلجأ لك. ❝ ⏤زيد بن محمد الزعيبر
❞ محاربة_الشهوة
🔴الشهوة لا حل لها إلا بالصبر أو إشباعها بالحلال:
🔺لكن ما الحل في حالة عدم توفر الحلال؟!
إذا استسلم العبد لإشباعها في الحرام لن يكتفي أبدا، وسيشعر دوماً بالقلق وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، مما يجعله كئيباً حزيناً.
💭 قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
˝ وليعلم اللّبيب أن مدمني الشّهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذّون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها˝.
📚روضة المحبين ونزهة المشتاقين | 1 - 470 |
هذا شعور نفسي يمر به مثلاً كل من مارس العادة السيئة ولو كان من غير المسلمين.
ما العمل إذن؟!
الحل في قول الله تعالى:
( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء 32
لم يقل: لا تزنوا. بل لا تقربوه.
وهذا إعجاز.
لا تقربوا كل ما يؤدي إلى الزنا .
الفيديوهات . القنوات . الصور . الأماكن .
ونحن نعيش اليوم في عالم يموج بالإباحية، وتجارة الإباحية تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، وتغزو بيوتنا، وأجهزتنا، وهواتفنا الذكية والغبية!
حتى أفسدت على المؤمنين صلاتهم،
وانكسرت روح المؤمن وانجرحت الفطرة السوية.
وهذا داء تساوى فيه النساء والرجال.
إنها حرب من أخطر الحروب؛ لأنها تتسلل إلى مخادعنا وأطفالنا دون أن نشعر، وتحطِّم نفوسنا إن لم ننتبه لها.
ولا نستطيع الهرب؛ لأنها صارت في كل مكان
هل الحل في الزواج؟!
للأسف .. لا ليس كليا
هناك من المتزوجين من يعانون نفس المشكلة! وكم من الزيجات دُمِّرت بسبب هذا الداء!
لا مهرب منها إلا بالتحصن بحصن التقوى والخوف من الله، ولابد من قرار حازم بالإقلاع.
✔️خذ وخذي قرارا حاسما بالتوقف.
✔️قرِّر أنك لن تفتح جهازك إلا بين أهلك وفي صالة البيت لا في غرفتك الخالية.
🌺 (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)
لا تعني هذه الآية مجرد عدم الوقوع في الزنا، بل وكل ما يؤدي إلى الزنا.
✔️إنها حرب لا استسلام فيها، حتى لو انهزمت في جولة أو جولات.
✔️لا تختلِ بنفسك، لأن الشيطان يلازمك في خلوتك.
ويبتعد عنك فقط حين تكون وسط الجماعة.
✔️لا (إباحية) ولا (عادة سريّة) ولا (علاقات غير شرعية) خارج الإطار الذي شرعه الله تعالى ، تستطيع أن تُلَبّي تلك الحاجات الفطرية الموجودة فيك.
وإن كنت فى خلوه ف جاهد نفسك قدر المستطاع لا تستسلم
وان هزمت مره او اكثر لا تستسلم واستعن بالله
✔️وإن أغلى ما يملك الإنسان قلبه، وهذه المشاهد تدمِّر القلب.
فاللهم إنا نستعين بك ونلوذ بك ونلجأ لك. ❝