❞ "إن الظلم له تأثيران مضادان إما أن يجعل الأنسان مستسلما لأمره مدى الحياه
خشية أن يظلم مرة أخرى،وإما أن يتحول المظلوم لوحش كاسريطيح بكل من ظلموه
ليثبت لنفسه قبل أى أحد آخر أنه قادر على استعادة حقه الذى سلب منه من دون إرادته"
لم أجد أفضل من هذا المقتطف كى أستهل به حديثى عن هذا العمل،فهوموصول
ووثيق الصلة بحال بطل هذه الرواية المهندس الشاب "حسين الصاوى"،عندما قرر
مجابهة من آذوه وظلموه بالأنتقام والنيل منهم ،فثمة أناس استغلوا ذنب إهماله
لزوجته وماأتبعها من شقاق وتصدع العلاقة الزوجية بينهما مما دفعها إلى الأنتحار
ليطوق ذنب موتها عنق وعقل حسين رغم زواجهما عن حب !،هؤلاء الذين
الذين اجتمعواعلى معاقبته برغم تبابن صلتهم به وتفاوت غرضهم من ذلك
وما أبشع ولا أسوء من أن يتلاعب أحدهم بعقلك ويعمل بمنهجية شيطانية
على سلبه إياك من ثم هدم بنيتك النفسية وتحويلك بنهاية المطاف إلى مجنون .
ليس ذلك فحسب، بل إيهامك بأنك مذنب قاتل لزوجتك، فماذا سيفعل
حسين الصاوى إذاء محاولات إستلاب عقله تلك؟ هل ندى زوجته انتحرت
بالفعل أم قتلها دون أن يشعر؟ وهل عقده النفسية التى ترسبت فى نفسه
منذ الصغرلها يد فى ذلك؟ هل حقا هومريض نفسيا وعقليا ،فيتوهم أشياء لم تحدث؟
ومن هؤلاء،الذين يريدونه أن يدفع ثمن انتحار زوجته غاليا ؟ وفوق ذلك كيف من ذاق
الظلم أن يتحول إلى ظالم ؟ كلها أسئلة إجابتها ضمن الأحداث المثيرة فى رواية
"عقل مذنب" للكاتب الواعد"مهاب ترجم " والتى صدرت عن دار الرواق
بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مطلع هذاالعام ، أصدقكم القول أن رؤيتى لهذا العمل
وتقييمه اختلف تمامابعد إنتهائى من قراءته عما كان عليه فى بداياته،فالربع الأول
من الرواية تحديدا لم يكن مبشرا ! كنت ألحظ ضعفا ما وخالجنى شعوربأنها على غيرالمستوى المأمول، تركنى
مهاب أسقط فى ذلك الفخ وظل فى مكرودهاء ينسج تفاصيل عنقودية وصلت
بالحبكة تدريجيا إلى الذروة ، آخذة فى التصاعد وبالقرب من انتصاف الرواية
تأخذ القصة شكلا مغايرا وتتخذ شخوصها مسارات تدفع بأحداثها نحو مناطق
أكثرقوة وسخونة فكان التوفيق حليفها فى النهاية ، غيرأن مهاب أضفى على
الرواية طابعا سينمائيا، فالكادرات التصويرية وطريقةانتقال المشاهد وأسلوب الحوار
كلها تشعر القارىء أن وراء السطور التى يقرؤها كاميرات تجسد أمام عينيه
ما يحدث ، وفى ذات الوقت لم يتخلى عن المعاييرالأدبية التى تختص بها الرواية ، فهناك
فروق جوهرية بين عمل روائى وآخر سيناريو وهوما يقع فيه كثير من الأقلام
الشابة لأسباب لست بصدد الحديث عنها هنا ،الذى يعنينى أن الكاتب نجح فى أن يوازن
بين الشكل السينيمائى الجذاب وتقنيات الكتابة الأدبية وأن عقل مذنب ستصبح بلاشك
خامة سينمائية شيقة وناجحة مثل أنها قصة روائية جيدة ،وان كنت أطمع
من قلم مهاب الأفضل دوما وأثق أن لديه ماهو أقوى من ذلك بكثير.. ❝ ⏤مهاب ترجم
❞ ˝إن الظلم له تأثيران مضادان إما أن يجعل الأنسان مستسلما لأمره مدى الحياه
خشية أن يظلم مرة أخرى،وإما أن يتحول المظلوم لوحش كاسريطيح بكل من ظلموه
ليثبت لنفسه قبل أى أحد آخر أنه قادر على استعادة حقه الذى سلب منه من دون إرادته˝
لم أجد أفضل من هذا المقتطف كى أستهل به حديثى عن هذا العمل،فهوموصول
ووثيق الصلة بحال بطل هذه الرواية المهندس الشاب ˝حسين الصاوى˝،عندما قرر
مجابهة من آذوه وظلموه بالأنتقام والنيل منهم ،فثمة أناس استغلوا ذنب إهماله
لزوجته وماأتبعها من شقاق وتصدع العلاقة الزوجية بينهما مما دفعها إلى الأنتحار
ليطوق ذنب موتها عنق وعقل حسين رغم زواجهما عن حب !،هؤلاء الذين
الذين اجتمعواعلى معاقبته برغم تبابن صلتهم به وتفاوت غرضهم من ذلك
وما أبشع ولا أسوء من أن يتلاعب أحدهم بعقلك ويعمل بمنهجية شيطانية
على سلبه إياك من ثم هدم بنيتك النفسية وتحويلك بنهاية المطاف إلى مجنون .
ليس ذلك فحسب، بل إيهامك بأنك مذنب قاتل لزوجتك، فماذا سيفعل
حسين الصاوى إذاء محاولات إستلاب عقله تلك؟ هل ندى زوجته انتحرت
بالفعل أم قتلها دون أن يشعر؟ وهل عقده النفسية التى ترسبت فى نفسه
منذ الصغرلها يد فى ذلك؟ هل حقا هومريض نفسيا وعقليا ،فيتوهم أشياء لم تحدث؟
ومن هؤلاء،الذين يريدونه أن يدفع ثمن انتحار زوجته غاليا ؟ وفوق ذلك كيف من ذاق
الظلم أن يتحول إلى ظالم ؟ كلها أسئلة إجابتها ضمن الأحداث المثيرة فى رواية
˝عقل مذنب˝ للكاتب الواعد˝مهاب ترجم ˝ والتى صدرت عن دار الرواق
بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مطلع هذاالعام ، أصدقكم القول أن رؤيتى لهذا العمل
وتقييمه اختلف تمامابعد إنتهائى من قراءته عما كان عليه فى بداياته،فالربع الأول
من الرواية تحديدا لم يكن مبشرا ! كنت ألحظ ضعفا ما وخالجنى شعوربأنها على غيرالمستوى المأمول، تركنى
مهاب أسقط فى ذلك الفخ وظل فى مكرودهاء ينسج تفاصيل عنقودية وصلت
بالحبكة تدريجيا إلى الذروة ، آخذة فى التصاعد وبالقرب من انتصاف الرواية
تأخذ القصة شكلا مغايرا وتتخذ شخوصها مسارات تدفع بأحداثها نحو مناطق
أكثرقوة وسخونة فكان التوفيق حليفها فى النهاية ، غيرأن مهاب أضفى على
الرواية طابعا سينمائيا، فالكادرات التصويرية وطريقةانتقال المشاهد وأسلوب الحوار
كلها تشعر القارىء أن وراء السطور التى يقرؤها كاميرات تجسد أمام عينيه
ما يحدث ، وفى ذات الوقت لم يتخلى عن المعاييرالأدبية التى تختص بها الرواية ، فهناك
فروق جوهرية بين عمل روائى وآخر سيناريو وهوما يقع فيه كثير من الأقلام
الشابة لأسباب لست بصدد الحديث عنها هنا ،الذى يعنينى أن الكاتب نجح فى أن يوازن
بين الشكل السينيمائى الجذاب وتقنيات الكتابة الأدبية وأن عقل مذنب ستصبح بلاشك
خامة سينمائية شيقة وناجحة مثل أنها قصة روائية جيدة ،وان كنت أطمع
من قلم مهاب الأفضل دوما وأثق أن لديه ماهو أقوى من ذلك بكثير. ❝