❞ 🔻10-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الابتدائية:-
6️⃣أحواض حجز الرمال Grit chambers
⬅️أنواع أحواض حجز الرمال:-
يوجد نوعين من أحواض حجز الرمال هما:
🔹 أحواض حجز الرمال ذات التصرف الأفقي
🔹أحواض حجز الرمال المهواة
◼️أولاً:- أحواض حجز الرمال ذات التصرف الأفقي
🔹تتكون من قنوات متسعة نسبيا تمر فيها المخلفات السائلة مع التحكم الكافي لحفظ سرعتها عند( 0.3م /ث) حتى تسمح بترسيب المواد العالقة غير العضوية التي يبلغ قطرها (0.20ملليمتر) فأكثر وفي نفس الوقت لا تسمح بترسيب المواد العضوية
🔹للمحافظة على السرعة الثابتة داخل أحواض حجز الرمال ذات التصرف الأفقي عند ( 0.3م /ث) تنشا احواض حجز الرمال بشكل خاص تبعا لاحدى الطريقتين التاليتين:-
1️⃣ أحواض حجز الرمال ذات القطاع على شكل قطع مكافئ
🔹تنفذ بقطاع على هيئة شبه منحرف يكون أقرب ما يكون للقطع المكافئ حيث يكون التغير في السرعة الناتجة من التغير في الشكل من قطع مكافئ إلى شبه منحرف صغيرة جدا ولا يؤثر على قيمة السرعة
🔹لتحديد أبعاد القطاع التي تحافظ على السرعه داخله (30 سم /ث) رغم تغير التصرف تستخدم العلاقة التالية:-
✏️X=[5×Q]/h
هذه العلاقة لتحديد عرض قطاع الحوض X
🔅يلزم معرفة كلا من:-
👈 التصرف التصميمي الأقصى( تصرف ساعة الذروة = أقصى تصرف جاف + تصرف مياه الرشح أن وجدت)
👈التصرف التصميمي المتوسط (التصرف المتوسط لمياه الصرف الصحي المنزليه + تصرف مياه الرشح أن وجدت)
👈التصرف التصميمي الأدنى (أدنى تصرف جاف)
🔹يجب حساب عمق وسعة القطاع عند كل تصرف وبالتالي يمكن تنفيذ القطاع
🔹يؤخذ عمق المياه h في هذه الأحواض عند كل تصرف مماثل لعمقه في قناة المدخل أو في المصافي
🔹 العرض عند كل تصرف يمكن حسابه من المعادلة السابقة وبحيث لا يقل عرض القاع عن (30 سم) لسهولة تفريغ الحوض من الرواسب
🔹يجب اضافه( 0.4~1 م) لارتفاع الحوائط فوق منسوب أقصى تصرف
2️⃣ أحواض حجز الرمال المستطيلة المزودة بهدار تناسب
🔹إذا صممت أحواض حجز الرمال مستطيلة المقطع والمخرج فإن التغير في التصرف سيؤدي الى تغير سرعه المياه داخل هذه الأحواض وهذا ما يقلل من كفاءة عمل هذه الأحواض ويجعلها تحيد عن الهدف الذي أنشئت من أجله
🔹تؤدي زيادة السرعة إلى جرف الرمال والمواد العالقة الثقيلة إلى الوحدات التالية من المعالجة مما يسبب متاعب في عمل هذه الوحدات
🔹 يؤدي النقص في السرعة إلى ترسيب المواد العضوية داخل هذه الأحواض مما يسبب مشاكل في التخلص من رواسبها
🔹لذلك تزود بهدار تناسب عند مخرج الحوض بحيث يحافظ على السرعه داخل الحوض ثابتة في حدود( 30 سم/ث) رغم تغير التصرف
🔹هذا الهدار عريض من أسفله وبعرض ثابت لارتفاع (2.5 سم) ثم يأخذ في الضيق لأعلى
🔹توضع عتبة الهدار فوق قاع الحوض بمسافة تمنع انزلاق الرمال المترسبه على القاع وهذه المسافه يجب أن تكون أكبر من أقصى عمق للرواسب يمكن أن يحدث في الحوض وذلك يعتمد على أبعاد الحوض وحجم الرواسب والفترات التي تزال فيها الرواسب
🔹عادة ما تؤخذ هذه المسافة( 15 سم)
🔹يجب أن يكون منسوب المياه في المجري خلف الهدار أقل من منسوب عتبة الهدار وبذلك يكون التصرف فوق الهدار حرا وليس مغمورا. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 🔻10-محطة معالجة مياه الصرف الصحي
🔆المعالجة الابتدائية:-
6️⃣أحواض حجز الرمال Grit chambers
⬅️أنواع أحواض حجز الرمال:-
يوجد نوعين من أحواض حجز الرمال هما:
🔹تتكون من قنوات متسعة نسبيا تمر فيها المخلفات السائلة مع التحكم الكافي لحفظ سرعتها عند( 0.3م /ث) حتى تسمح بترسيب المواد العالقة غير العضوية التي يبلغ قطرها (0.20ملليمتر) فأكثر وفي نفس الوقت لا تسمح بترسيب المواد العضوية
🔹للمحافظة على السرعة الثابتة داخل أحواض حجز الرمال ذات التصرف الأفقي عند ( 0.3م /ث) تنشا احواض حجز الرمال بشكل خاص تبعا لاحدى الطريقتين التاليتين:-
1️⃣ أحواض حجز الرمال ذات القطاع على شكل قطع مكافئ
🔹تنفذ بقطاع على هيئة شبه منحرف يكون أقرب ما يكون للقطع المكافئ حيث يكون التغير في السرعة الناتجة من التغير في الشكل من قطع مكافئ إلى شبه منحرف صغيرة جدا ولا يؤثر على قيمة السرعة
🔹لتحديد أبعاد القطاع التي تحافظ على السرعه داخله (30 سم /ث) رغم تغير التصرف تستخدم العلاقة التالية:-
✏️X=[5×Q]/h
هذه العلاقة لتحديد عرض قطاع الحوض X
🔅يلزم معرفة كلا من:-
👈 التصرف التصميمي الأقصى( تصرف ساعة الذروة = أقصى تصرف جاف + تصرف مياه الرشح أن وجدت)
👈التصرف التصميمي المتوسط (التصرف المتوسط لمياه الصرف الصحي المنزليه + تصرف مياه الرشح أن وجدت)
👈التصرف التصميمي الأدنى (أدنى تصرف جاف)
🔹يجب حساب عمق وسعة القطاع عند كل تصرف وبالتالي يمكن تنفيذ القطاع
🔹يؤخذ عمق المياه h في هذه الأحواض عند كل تصرف مماثل لعمقه في قناة المدخل أو في المصافي
🔹 العرض عند كل تصرف يمكن حسابه من المعادلة السابقة وبحيث لا يقل عرض القاع عن (30 سم) لسهولة تفريغ الحوض من الرواسب
🔹يجب اضافه( 0.4~1 م) لارتفاع الحوائط فوق منسوب أقصى تصرف
🔹إذا صممت أحواض حجز الرمال مستطيلة المقطع والمخرج فإن التغير في التصرف سيؤدي الى تغير سرعه المياه داخل هذه الأحواض وهذا ما يقلل من كفاءة عمل هذه الأحواض ويجعلها تحيد عن الهدف الذي أنشئت من أجله
🔹تؤدي زيادة السرعة إلى جرف الرمال والمواد العالقة الثقيلة إلى الوحدات التالية من المعالجة مما يسبب متاعب في عمل هذه الوحدات
🔹 يؤدي النقص في السرعة إلى ترسيب المواد العضوية داخل هذه الأحواض مما يسبب مشاكل في التخلص من رواسبها
🔹لذلك تزود بهدار تناسب عند مخرج الحوض بحيث يحافظ على السرعه داخل الحوض ثابتة في حدود( 30 سم/ث) رغم تغير التصرف
🔹هذا الهدار عريض من أسفله وبعرض ثابت لارتفاع (2.5 سم) ثم يأخذ في الضيق لأعلى
🔹توضع عتبة الهدار فوق قاع الحوض بمسافة تمنع انزلاق الرمال المترسبه على القاع وهذه المسافه يجب أن تكون أكبر من أقصى عمق للرواسب يمكن أن يحدث في الحوض وذلك يعتمد على أبعاد الحوض وحجم الرواسب والفترات التي تزال فيها الرواسب
🔹عادة ما تؤخذ هذه المسافة( 15 سم)
🔹يجب أن يكون منسوب المياه في المجري خلف الهدار أقل من منسوب عتبة الهدار وبذلك يكون التصرف فوق الهدار حرا وليس مغمورا. ❝
❞ لكني أريد أن أقول لك شيئاً هناك اللعبة أخطر ، هناك اللعبة أخبث ، وإبليس يحاصرك هناك بطريقة مختلفة كل الحركات السابقة ستكون لا داعي لها ، إنه الحوت يبتلعك ، فلا داعي لخفة الأفعى وكر الثعلب. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ لكني أريد أن أقول لك شيئاً هناك اللعبة أخطر ، هناك اللعبة أخبث ، وإبليس يحاصرك هناك بطريقة مختلفة كل الحركات السابقة ستكون لا داعي لها ، إنه الحوت يبتلعك ، فلا داعي لخفة الأفعى وكر الثعلب. ❝
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة .. يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك .. لقد ربيتنا على أعمال أخرى .. و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً .. و لم تعط مليماً لمحتاج .. و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير .. و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر .. و كيف نوزعها على الأعوان .. و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم .. و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل .. علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة .. و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون .. و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال .. و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل .. و من لا يقع في العسل يقع في السم .. و أن العالم غابة لا أمان فيها .. و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة .. هو .. أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت .. أنا أبوكم يموت .. و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك .. واحداً بعد آخر .. و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك .. أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت .. أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان .. أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه .. أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه .. و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء .. و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف .. هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير .. و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه .. لابد أن يتغير كل شيء .. لقد أخطأت يا أولادي .. أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان .. و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية .. إن الخطأ هو الخطأ .. اسمعوا .. هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ .. هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع .. و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له .. فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك .. هذا آخر أمر .. هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل .. بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية .. هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها .. إنها سرقات .. لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار .. و أوبرج ميلانو .. و شركات بيع السلاح في لندن .. و شقة باريس و فيللا جنيف .. و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها .. و لا يد لأحد عليها .. و لا تؤول لأحد منكم .. إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض .. و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري .. أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم .. و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة ..
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم " الضبع " صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة .. فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء .. و في كل اتجاه .. مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر .. آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع .. لا حركة .. و لا صوت .. و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها .. و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة .. الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء .. لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب .. فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره .. أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة .. فهو كذاب إذا ادعى فضيلة .. و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله .. و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده .. و نفس الشيء .. لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته .. ثم عاود جرائمه .. و لم ينفذ وعده .. و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة .. و لا سبيل إلى الطعن عليها .. و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت .. أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت .. هل فقدت عقلك .. هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية .. انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية .. و أنا القانون .. و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات .. و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت .. ليسرع الخطى إلى الخزينة .. و إلى مخاب الدولارات في الجدران .. يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة .. و راح ينظر فيها .. باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود .. كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة .. لم يكن يفكر في أي شيء .. و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه .. أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم .. و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات .. مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام .. و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات .. فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه .. و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل .. ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى .. ساعتان .. ثلاث ساعات .. و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة .. فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء .. أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن .. رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه ..
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ...
..
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة . يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك . لقد ربيتنا على أعمال أخرى . و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً . و لم تعط مليماً لمحتاج . و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير . و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر . و كيف نوزعها على الأعوان . و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم . و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل . علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة . و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون . و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال . و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل . و من لا يقع في العسل يقع في السم . و أن العالم غابة لا أمان فيها . و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة . هو . أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت . أنا أبوكم يموت . و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك . واحداً بعد آخر . و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك . أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت . أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان . أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه . أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه . و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء . و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف . هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير . و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه . لابد أن يتغير كل شيء . لقد أخطأت يا أولادي . أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان . و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية . إن الخطأ هو الخطأ . اسمعوا . هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ . هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع . و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له . فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك . هذا آخر أمر . هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل . بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية . هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها . إنها سرقات . لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار . و أوبرج ميلانو . و شركات بيع السلاح في لندن . و شقة باريس و فيللا جنيف . و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها . و لا يد لأحد عليها . و لا تؤول لأحد منكم . إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض . و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري . أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم . و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة .
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم ˝ الضبع ˝ صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة . فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء . و في كل اتجاه . مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر . آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع . لا حركة . و لا صوت . و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها . و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة . الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء . لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب . فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره . أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة . فهو كذاب إذا ادعى فضيلة . و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله . و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده . و نفس الشيء . لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته . ثم عاود جرائمه . و لم ينفذ وعده . و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة . و لا سبيل إلى الطعن عليها . و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت . أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت . هل فقدت عقلك . هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية . انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية . و أنا القانون . و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات . و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت . ليسرع الخطى إلى الخزينة . و إلى مخاب الدولارات في الجدران . يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة . و راح ينظر فيها . باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود . كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة . لم يكن يفكر في أي شيء . و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه . أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم . و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات . مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام . و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات . فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه . و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل . ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى . ساعتان . ثلاث ساعات . و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة . فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء . أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن . رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه .
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ..
.
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ ﴿3 رمضان - الحديث السادس﴾
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: اللَّهمَّ اغفرْ لأصحابِي ولمنْ رأَى منْ رآنِي .
********** الشرح **********
وفي هذا الحديث يدع الرسول ﷺ بالمغفرة لأصحابه رضي الله عنهم الذين رأوه، ولمن رأى من رآه، سواء كان في عصر النبوَّة أو من بعدهم من التابعين.
وهل الجيل الثالث داخل في الدعوة؟
الظاهر والله أعلم أنهم داخلون في الدعوة بما بينَّاه في الأحاديث السابقة وأنهم معطوفون على التابعين في كل الأحكام والفضل.
وفي الحديث: خصوصية الأجيال الثلاثة بدعوة رسول الله ﷺ بالمغفر.
وفيه: فضل الأجيال الثلاثة لما اختصَّهم رسول الله ﷺ بدعائه.
وفيه: فضل من رأى رسول الله ﷺ ومن رأى من رآه.-. ❝ ⏤الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي
❞﴿3 رمضان - الحديث السادس﴾ عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: اللَّهمَّ اغفرْ لأصحابِي ولمنْ رأَى منْ رآنِي .
********** الشرح **********
وفي هذا الحديث يدع الرسول ﷺ بالمغفرة لأصحابه رضي الله عنهم الذين رأوه، ولمن رأى من رآه، سواء كان في عصر النبوَّة أو من بعدهم من التابعين.
وهل الجيل الثالث داخل في الدعوة؟
الظاهر والله أعلم أنهم داخلون في الدعوة بما بينَّاه في الأحاديث السابقة وأنهم معطوفون على التابعين في كل الأحكام والفضل.
وفي الحديث: خصوصية الأجيال الثلاثة بدعوة رسول الله ﷺ بالمغفر.
وفيه: فضل الأجيال الثلاثة لما اختصَّهم رسول الله ﷺ بدعائه.
وفيه: فضل من رأى رسول الله ﷺ ومن رأى من رآه.-. ❝
❞ هذا هو الاصدار السابع من سلسلة اصداراتي في العلوم الانسانية لمحاربة التطرف الفكري وهي 1-الردود القوية علي الانحرافات الفكرية 2-المراد الرباني ام الخداع الشيطاني3-ضلال البشرية في ترك الهداية الربانية4-اقتضاء سبيل الرشاد بمخالفة سبل الضلال 5-خلاص البشرية في الاعتصام برب البرية 6-دقة البيان لعقيدة دعاة السوربون والانجلو امريكان 7-سموم الماسونيات تفتك بعقول النساء العصريات وهذا الاصدار يسير في نفس فلك الاصدارات السابقة وهو عبارة عن 50 مقال في 134 صفحة كل مقال يتناول شبهة من الشبهات الماسونيه التي تنعق بها الماسونيات في اذان النساء في المجتمعات العصرية وهدفهم هدم الاسر وتشريد الاطفال وتفكيك المجتمعات من امثال المراة القوية الحرة التي تعتمد علي نفسها ولا حاجة لها بالرجال وتحرشها علي عدم الزواج او الطلاق والعيشة الحرة وعدم الرغبة في انجاب الاطفال والسعي الي تحقيق الذات بعيدا عن قيود الزوجية وحرية السفر والحياة الحرة بعيدا عن قيود الاسر وحقها في العري والتبرج تاسيا بالمجتمعات الغربية بعيدا عن قيود الشريعة فجاء كل مقال لعرض هذه الشبهات والرد عليها بالادله العرفية والشرعية والتحذير من هذا التحريش الماسوني الذي لا يهدف الا لهدم الاسر وتفكيك المجتمعات والله من وراء القصد وهو نعم المولي ونعم النصير د محمد. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ هذا هو الاصدار السابع من سلسلة اصداراتي في العلوم الانسانية لمحاربة التطرف الفكري وهي 1-الردود القوية علي الانحرافات الفكرية 2-المراد الرباني ام الخداع الشيطاني3-ضلال البشرية في ترك الهداية الربانية4-اقتضاء سبيل الرشاد بمخالفة سبل الضلال 5-خلاص البشرية في الاعتصام برب البرية 6-دقة البيان لعقيدة دعاة السوربون والانجلو امريكان 7-سموم الماسونيات تفتك بعقول النساء العصريات وهذا الاصدار يسير في نفس فلك الاصدارات السابقة وهو عبارة عن 50 مقال في 134 صفحة كل مقال يتناول شبهة من الشبهات الماسونيه التي تنعق بها الماسونيات في اذان النساء في المجتمعات العصرية وهدفهم هدم الاسر وتشريد الاطفال وتفكيك المجتمعات من امثال المراة القوية الحرة التي تعتمد علي نفسها ولا حاجة لها بالرجال وتحرشها علي عدم الزواج او الطلاق والعيشة الحرة وعدم الرغبة في انجاب الاطفال والسعي الي تحقيق الذات بعيدا عن قيود الزوجية وحرية السفر والحياة الحرة بعيدا عن قيود الاسر وحقها في العري والتبرج تاسيا بالمجتمعات الغربية بعيدا عن قيود الشريعة فجاء كل مقال لعرض هذه الشبهات والرد عليها بالادله العرفية والشرعية والتحذير من هذا التحريش الماسوني الذي لا يهدف الا لهدم الاسر وتفكيك المجتمعات والله من وراء القصد وهو نعم المولي ونعم النصير د محمد. ❝