❞ ليلة مَريعة ( شكوك مُريبة ) :
عيون محملقة أخذت تحدِّق بي وتتربص بي في الذهاب والإياب ، لا أدري ماذا فعلت على وجه التحديد وهل اقترفت ذنباً ما ؟ ، كانت تتطلع بوجهي وكأني شخصٌ خارج عن القانون ارتكب جُرماً ما ، لم أعلم أَكُنت أنا المقصود أم أنَّ الأمر قد اختلط عليهم والتبست المسائل بعض الشيء ، ظللت متيبساً مكاني لا أدري ماذا عليّ أنْ أفعل ولكني التزمت الصمت والسُكون ، خِفتُ أنْ أركض فتَثبُت عليّ تلك التهمة التي لم أرتكبها من الأساس ، ظللت أراقبهم وأترقب أي فعل جديد يصدُر عنهم ولكنهم ظلوا على نفس الحال ينظرون إليّ بعين الرِيبة والشك وكأني مسجل خطر اعتاد ارتكاب نوع مَريع من الجرائم كالقتل مثلا ، وبعد فترةٍ لم تَكُنْ بوجيزة قرروا الرحيل فبدأت أَشُك في الأمر فكيف زال الشك الذي انتابهم تجاهي فجأةً ؟ ، كيف دَعوني وشأني وكَفُّوا عن مراقبتي ؟ ، ولكني فهمت الأمر بشكلٍ خاطئ فقد كانوا يبحثون عن خيط يُوصِّلهم للجاني الحقيقي الذي ينقِّبون عنه بالفعل وكنت أنا مصدر ذاك الخيط ، فقد كان الجاني أحد سكان تلك البناية التي أقطُن فيها لذا كانوا ينظرون إليّ بتلك الطريقة المُرعِبة التي جعلتني أَشُك في نفسي لوَهلة ، فكانوا يرغبون في استجوابي علَّهم يَصِلون لنتيجة معينة تُثبِت أو تَنفي تلك الشكوك العالقة في أذهانهم ولكنهم خشوا أنْ يزعجوني أو يتسببوا في أي أذى نفسي لي بفعل هذا الشك ، فهم ليسوا ضباط شرطة على الصعيد الأول ولكنهم تابعون للقسم الذي يقع في الشارع الخلفي لهذا المكان الذي كُنَّا جميعاً نقف فيه ، وقد علمت هذا الأمر حينما سألت أحد الجيران عن سبب تواجد هؤلاء الشباب هنا وقد توصَّلتُ لصُلب هذا الموضوع الذي أَخافني كثيراً وتسبَّب لي في مزيدٍ من القلق والتوجس ، لقد كانت ليلةً مريعة أتعَبتني وأَدخَلت الذُعر لقلبي دون أنْ أُقدِم على أية مخالفات فأنا أسير على الطريق السليم طوال حياتي ولم أحاول الحياد عنه ولو لمرةٍ واحدة فلِمَ قد أنجرف ناحية نقيضه وأنا على علم بعواقبه الوخيمة ؟ ، فكيف يتحمَّل المجرمون تلك المخاوف التي تنتابهم فور وصول رجال الشرطة إليهم وما يلي ذلك من القبض عليهم والزَجِّ بهم في السجن لمدة لا يعلمون لها آخر ، أَيُوجد في الحياة عُمر مديد كي نضحي به في مثل تلك الأماكن المُوحِشة ؟ ، لِمَ نُلقي بأنفسنا في الجحيم أو نُزهِق أرواحنا ؟ ، أَلَمْ يمنحنا الله تلك النفس كي ننأى بها عن المهالك ونَصِل بها لطريق الفلاح ؟ ، لِمَ نفعل كل هذا بأنفسنا ونحن على علم بنتيجته المخزية التي تُلحِق العار بنا إنْ بقي في العمر بقية عقب الخروج من تلك الورطة ؟ ، علَّ تلك التساؤلات تنبثق بأذهان البشر ما اقتربوا يوماً من هذا الطريق الوَعِر ولالتزموا بالطريق المُمهَّد الذي يسَّره الله لهم منذ بدء الخليقة ولكن هيهات فالكل راغبٌ في التجريب وخوض تلك العوالم المؤذية التي تُسبِّب لهم المزيد من المشكلات والخسائر سواء الدنيوية أو الآخروية وعلَّ أحداً يتعظ ويتوقف عن سَلْك ذاك الطريق الملتوي المُعوَج حتى تنصلح حياته للأبد ويصل لجنة الخُلد في نهاية المطاف ...
#خلود_أيمن #قصة_قصيرة #KH .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ ليلة مَريعة ( شكوك مُريبة ) :
عيون محملقة أخذت تحدِّق بي وتتربص بي في الذهاب والإياب ، لا أدري ماذا فعلت على وجه التحديد وهل اقترفت ذنباً ما ؟ ، كانت تتطلع بوجهي وكأني شخصٌ خارج عن القانون ارتكب جُرماً ما ، لم أعلم أَكُنت أنا المقصود أم أنَّ الأمر قد اختلط عليهم والتبست المسائل بعض الشيء ، ظللت متيبساً مكاني لا أدري ماذا عليّ أنْ أفعل ولكني التزمت الصمت والسُكون ، خِفتُ أنْ أركض فتَثبُت عليّ تلك التهمة التي لم أرتكبها من الأساس ، ظللت أراقبهم وأترقب أي فعل جديد يصدُر عنهم ولكنهم ظلوا على نفس الحال ينظرون إليّ بعين الرِيبة والشك وكأني مسجل خطر اعتاد ارتكاب نوع مَريع من الجرائم كالقتل مثلا ، وبعد فترةٍ لم تَكُنْ بوجيزة قرروا الرحيل فبدأت أَشُك في الأمر فكيف زال الشك الذي انتابهم تجاهي فجأةً ؟ ، كيف دَعوني وشأني وكَفُّوا عن مراقبتي ؟ ، ولكني فهمت الأمر بشكلٍ خاطئ فقد كانوا يبحثون عن خيط يُوصِّلهم للجاني الحقيقي الذي ينقِّبون عنه بالفعل وكنت أنا مصدر ذاك الخيط ، فقد كان الجاني أحد سكان تلك البناية التي أقطُن فيها لذا كانوا ينظرون إليّ بتلك الطريقة المُرعِبة التي جعلتني أَشُك في نفسي لوَهلة ، فكانوا يرغبون في استجوابي علَّهم يَصِلون لنتيجة معينة تُثبِت أو تَنفي تلك الشكوك العالقة في أذهانهم ولكنهم خشوا أنْ يزعجوني أو يتسببوا في أي أذى نفسي لي بفعل هذا الشك ، فهم ليسوا ضباط شرطة على الصعيد الأول ولكنهم تابعون للقسم الذي يقع في الشارع الخلفي لهذا المكان الذي كُنَّا جميعاً نقف فيه ، وقد علمت هذا الأمر حينما سألت أحد الجيران عن سبب تواجد هؤلاء الشباب هنا وقد توصَّلتُ لصُلب هذا الموضوع الذي أَخافني كثيراً وتسبَّب لي في مزيدٍ من القلق والتوجس ، لقد كانت ليلةً مريعة أتعَبتني وأَدخَلت الذُعر لقلبي دون أنْ أُقدِم على أية مخالفات فأنا أسير على الطريق السليم طوال حياتي ولم أحاول الحياد عنه ولو لمرةٍ واحدة فلِمَ قد أنجرف ناحية نقيضه وأنا على علم بعواقبه الوخيمة ؟ ، فكيف يتحمَّل المجرمون تلك المخاوف التي تنتابهم فور وصول رجال الشرطة إليهم وما يلي ذلك من القبض عليهم والزَجِّ بهم في السجن لمدة لا يعلمون لها آخر ، أَيُوجد في الحياة عُمر مديد كي نضحي به في مثل تلك الأماكن المُوحِشة ؟ ، لِمَ نُلقي بأنفسنا في الجحيم أو نُزهِق أرواحنا ؟ ، أَلَمْ يمنحنا الله تلك النفس كي ننأى بها عن المهالك ونَصِل بها لطريق الفلاح ؟ ، لِمَ نفعل كل هذا بأنفسنا ونحن على علم بنتيجته المخزية التي تُلحِق العار بنا إنْ بقي في العمر بقية عقب الخروج من تلك الورطة ؟ ، علَّ تلك التساؤلات تنبثق بأذهان البشر ما اقتربوا يوماً من هذا الطريق الوَعِر ولالتزموا بالطريق المُمهَّد الذي يسَّره الله لهم منذ بدء الخليقة ولكن هيهات فالكل راغبٌ في التجريب وخوض تلك العوالم المؤذية التي تُسبِّب لهم المزيد من المشكلات والخسائر سواء الدنيوية أو الآخروية وعلَّ أحداً يتعظ ويتوقف عن سَلْك ذاك الطريق الملتوي المُعوَج حتى تنصلح حياته للأبد ويصل لجنة الخُلد في نهاية المطاف ..
#خلود_أيمن#قصة_قصيرة#KH. ❝
❞ \"لا يُمكن أن نصل إلى الكمال، ولكننا نقدر على شيء آخر: أن نصر دائمًا بأن نبقى أكثر شبهًا بالإنسان، وبأن يشبه كل إنسان الإنسان\".. ❝ ⏤علي عزت بيجوفيتش
❞ ˝لا يُمكن أن نصل إلى الكمال، ولكننا نقدر على شيء آخر: أن نصر دائمًا بأن نبقى أكثر شبهًا بالإنسان، وبأن يشبه كل إنسان الإنسان˝. ❝