❞ القرآن يطلق على الصفة القديمة ويطلق على الكلمات الحكمية الأزلية وهذان الإطلاقان لا تعدد فيهما ألبتة لا حقيقة ولا اعتبارا. بل هما منزهان عنه لأن التعدد من أمارات الحدوث. كيف وهما قديمان؟ وإذا فلفظ القرآن علم شخص بهذين الإطلاقين لا محالة. أما إذا أريد بالقرآن اللفظ المنزل فهنا يكون الخلاف ؛ فالرأي السائد أنه علم شخص مدلوله تلك الآيات المنزلة الممتازة بخصائصها العليا من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس. وهذه الألفاظ المعينة لا يقدح في تشخصها اختلاف المتلفظين ولا تعدد القارئين كما لا يقدح في تشخص محمود مثلا أن يكون في مكة أو في المدينة ولا أن يتقلب في أطوار مختلفة من طفولة إلى شيخوخة ومن صحة إلى مرض ومن حياة إلى موت ونحو ذلك. وبعضهم يجعله علم جنس نظرا إلى تعدد هذه الألفاظ المنزلة بتعدد قارئيها وكاتبيها. وهذا مردود من وجهين: أحدهما: أن علم الجنس ضرورة نحوية اقتضتها أحكام لفظية كامتناع إضافته ودخول أل عليه. ولا ضرورة هنا لفظية. ثانيهما: أن علم الجنس نكرة في المعنى. وأفراده منتشرة متعددة حقيقة لا اعتبارا. والتعدد الملحوظ هنا اعتباري لا حقيقي. للقطع بأن ما يقرؤه أو يكتبه كل منا فهو القرآن عينه لا فرد من أفراده.. ❝ ⏤محمد عبد العظيم الزقاني

❞ وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ألفيتَ كل تميمة لاتنفع فماذا يجب عليَّ أن أحقق، وصفحتي حالكةً كسديم المحيط؟ لقد عَجمت كل تجارب الحياة التي تسيء إليَّ، فإني عِشتُ حياتي بدون تفكير إن كان ما أتممته صوابًا كان أم خطئًا، فحينها كل ما كنتُ أفكر به أن أحيا حياتي مثلما أريد؛ لأني ما زلتُ في ريعان شبابي، فلماذا يجب عليَّ أن أرتبك، وما زال أمامي الكثير من الزمن؟ كان هذا تفكيري قبل أن أرى هذه الحادثة التي لوَّنت حياتي من الدجن إلى الضياء؛ فهي كانت صديقتي بالأمس، وكنا نتشارك جميع اللحظات، وفي لحظةٍ أصبحت سرابًا، وزهقت روحها إلى السماء؛ فماذا لو كنت أنا؟ كيف كنت سأقابله بهذه الصفحة الحالكة؟ فليس لديَّ الشجاعة؛ لكي أقابله بتلكَ الصفحة المفعمة بالأخطاء؛ لذلك يجب عليّّ أن أمحيَّ هذه الصفحة من حياتي، يجب عليَّ أن أبدأ من جديد. عقلي: وهل تستطيع أن تتخلى عن كل هذا؟ روحي: نعم، أستطيع؛ لأني لديَّ الإرادة الكاملة. عقلي: وهل هذه البداية ستمحي ما أتممته سابقًا؟ روحي: نعم، ستمحي؛ فلن تغلبني أسألتكَ الوهمية لتغرقني مرةً أخرى في الهاوية؛ لذلك أتركني أيها السراب، فأنا الآن روحًا مفعمةً بالأمل، والأمان. والآن لن أنجز الا ما يُنير صفحتي، ويُضيءَ وجهي أمام خالقي، وحين يأتي موعدي سأكون على أتم الإستعداد بأعمالي، وليس بالخيوط الوهمية التي تُباع من أجل الفِرار من نهايتي؛ فليس هناكَ ما يؤجل موعدي، وأعمالي هي ما ستُخفف عني ثِقلَ أنفاسي، فقط أعمالي هي الباقية لي. لـِ ندى العطفي بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe