❞ خذ قلبي مني.. فلتحيىٰ أنت..
خذ روحي مني..
لا تلتفت..
فقط إنتظر مني الرسائل والحروف
ستكون أنت جنتي.. إن تبتسم.. أنا معك
ستكون أنت روايتي.. إن تكتحل عيناك تنظرني أنا..
ما همها إعصار كان.. سيكون كلي بلسمك
يا كن سعيداً وانتظرني لأخبرك.. لا بأس لو قلبي معك..
لا بأس لو أني أموت..
يا كن يا بخير.. وأنتظرني لاسكنك
..
طيفي يحاكي طيفها
ورسائلي وصلت لها
ورسائلاً منها أتت
وكتبنا فيها مشاعراً
فيها إختصار حكايةٍ عشنا معاً..
في ذات يومٍ
في ذات عهدٍ..
قد كنت فيها مبسمك
كل الكلام بمختصر
لا زلت أعشقكِ أنا
وتقول أعشقكَ أنا
هيا لنرقص في محافل حبنا
هيا لنحكي للعوالم لهفنا
هيا لنحكي ما بنا..
نادي بصوتكِ.. أسمِعيني لهفتك.. سأسمعك
قولي متى.. سنغني يا حبيبتي
الليل ينتظر الهروب لعمقه
فتعالي هيا.. فلنسافر في الغيوم
وتعالي طوعاً للقاء..
هيا تعالي استحضري كل الفنون
تغندري
تفنني في مشيتك
في لبستك
ودعي عيونك تستريح بناظري
تمردي وراقصيني على ضفافها أضلعي
تمردي وتأنقي.. كوني كما جِنيةٍ جاءت وتُدمنُ أحرفي
جاءت تنادي في الجموع..
هو ذا حبيبي وأدمعي
هو جنتي..
ضحكات عمري والغرام..
قولي لهم..
يا قصتي.. أنا قصتك
وتبللي تحت المطر
وبلليها ذكرياتنا تحت جمر الإشتياق
كل السحاب قد نوى.. ليغازل الجسد الرقيق ويحضنه.. هيا تعالي لأحضنك
قطرات من بردٍ تُزاحمني بها
ما أجمل الشَعرَ المُعفر بالسلام
ما أعذب الغصن الرهيف تمايلاً
يا من بها.. يا من لها.. يا من بذكرها تستفيق مشاعري
كم حُلم كنت أرومه
أرجو الوصال بوصله
كم كان لي صوتاً ينادي في السراب
يرتد لي.. ويجيء يحبو في السطور..
هيا اكتبيني.. سأكتبك
أن يا مُعذب إنتظر.. وقت المطر
ستجيء تحضن لهفتك
عزفت حروفي الموجعات
عزفت بقايا أدمعي
عزفت حنيني.. واغتراب معازفي
عزفت نزيف قصائدي
الناي يبكي دون وعي
والطير يسقط كالذبيح
وطريح أبقى فوق روح وسادتي
كم عاقرتني أدمعي
وشاركتني ليلتي
لم يبقى جرحاً في وريدي حتى بآن
لم يبقى نزفاً.. صار نهراً.. حتى نادىٰ واستغاث..
هيا اجمعيني.. سأجمعك
قهراً أعيش
والناي يذكر لوعتي
عيني بكتها والجوارح والفؤاد
لا زلت أرقب قارباً من بحر غربتها يجيء
لا زلت أحلم بالرؤا.. محققات..
هيا ارقبيني.. سأرقبك
ستزورني.. قالت رويدك فأنتظر..
ستجيء تحمل شوقها..
قالت تريث..
سأجيء في وقت السحر..
قال القمر.. وسمعتها..
ولذا تراني أنتظر..
فلعلها تأتي وتصدق بالخبر..
فتريثي.. وتزيني..وتراقصي..
هيا تعال أخبريني ما الخبر.. إني أتيتُ لأخبرك..
صدقاً أنا.. أنا هنا لأخبرك..
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ خذ قلبي مني. فلتحيىٰ أنت.
خذ روحي مني.
لا تلتفت.
فقط إنتظر مني الرسائل والحروف
ستكون أنت جنتي. إن تبتسم. أنا معك
ستكون أنت روايتي. إن تكتحل عيناك تنظرني أنا.
ما همها إعصار كان. سيكون كلي بلسمك
يا كن سعيداً وانتظرني لأخبرك. لا بأس لو قلبي معك.
لا بأس لو أني أموت.
يا كن يا بخير. وأنتظرني لاسكنك
.
طيفي يحاكي طيفها
ورسائلي وصلت لها
ورسائلاً منها أتت
وكتبنا فيها مشاعراً
فيها إختصار حكايةٍ عشنا معاً.
في ذات يومٍ
في ذات عهدٍ.
قد كنت فيها مبسمك
كل الكلام بمختصر
لا زلت أعشقكِ أنا
وتقول أعشقكَ أنا
هيا لنرقص في محافل حبنا
هيا لنحكي للعوالم لهفنا
هيا لنحكي ما بنا.
نادي بصوتكِ. أسمِعيني لهفتك. سأسمعك
قولي متى. سنغني يا حبيبتي
الليل ينتظر الهروب لعمقه
فتعالي هيا. فلنسافر في الغيوم
وتعالي طوعاً للقاء.
هيا تعالي استحضري كل الفنون
تغندري
تفنني في مشيتك
في لبستك
ودعي عيونك تستريح بناظري
تمردي وراقصيني على ضفافها أضلعي
تمردي وتأنقي. كوني كما جِنيةٍ جاءت وتُدمنُ أحرفي
جاءت تنادي في الجموع.
هو ذا حبيبي وأدمعي
هو جنتي.
ضحكات عمري والغرام.
قولي لهم.
يا قصتي. أنا قصتك
وتبللي تحت المطر
وبلليها ذكرياتنا تحت جمر الإشتياق
كل السحاب قد نوى. ليغازل الجسد الرقيق ويحضنه. هيا تعالي لأحضنك
قطرات من بردٍ تُزاحمني بها
ما أجمل الشَعرَ المُعفر بالسلام
ما أعذب الغصن الرهيف تمايلاً
يا من بها. يا من لها. يا من بذكرها تستفيق مشاعري
كم حُلم كنت أرومه
أرجو الوصال بوصله
كم كان لي صوتاً ينادي في السراب
يرتد لي. ويجيء يحبو في السطور.
هيا اكتبيني. سأكتبك
أن يا مُعذب إنتظر. وقت المطر
ستجيء تحضن لهفتك
عزفت حروفي الموجعات
عزفت بقايا أدمعي
عزفت حنيني. واغتراب معازفي
عزفت نزيف قصائدي
الناي يبكي دون وعي
والطير يسقط كالذبيح
وطريح أبقى فوق روح وسادتي
كم عاقرتني أدمعي
وشاركتني ليلتي
لم يبقى جرحاً في وريدي حتى بآن
لم يبقى نزفاً. صار نهراً. حتى نادىٰ واستغاث.
هيا اجمعيني. سأجمعك
قهراً أعيش
والناي يذكر لوعتي
عيني بكتها والجوارح والفؤاد
لا زلت أرقب قارباً من بحر غربتها يجيء
لا زلت أحلم بالرؤا. محققات.
هيا ارقبيني. سأرقبك
ستزورني. قالت رويدك فأنتظر.
ستجيء تحمل شوقها.
قالت تريث.
سأجيء في وقت السحر.
قال القمر. وسمعتها.
ولذا تراني أنتظر.
فلعلها تأتي وتصدق بالخبر.
فتريثي. وتزيني.وتراقصي.
هيا تعال أخبريني ما الخبر. إني أتيتُ لأخبرك.
صدقاً أنا. أنا هنا لأخبرك.
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله!. ❝