❞ فقلت لها يا نفس، أما تعرفين نفعك من ضرك ألا تنتهين عن تمني ما لا يناله أحد إلا قلّ انتفاعه به، وكثر عناؤه فيه، واشتدت المئونة عليه وعظمت المشقة لديه بعد فراقه يا نفسي، أما تذكرين ما بعد هذه الدار فينسيك ما تشرهين إليه منها ألا تستحبين من مشاركة الفجار في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيءٌ منها فليس له، وليس بباقٍ عليه؛ فلا يألفها إلا المغترون الجاهلون يا نفس انظري في أمرك، وانصرفي عن هذا السفه، وأقبلي بقوتك وسعيك على تقديم الخير، وإياك والشر، واذكري أن هذا الجسد موجودٌ لآفاتٍ، وأنه مملوءٌ أخلاطاً فاسدةً قذرةً، تعقدها الحياة، والحياة إلى نفاد. ❝ ⏤عبد الله بن المقفع
❞ فقلت لها يا نفس، أما تعرفين نفعك من ضرك ألا تنتهين عن تمني ما لا يناله أحد إلا قلّ انتفاعه به، وكثر عناؤه فيه، واشتدت المئونة عليه وعظمت المشقة لديه بعد فراقه يا نفسي، أما تذكرين ما بعد هذه الدار فينسيك ما تشرهين إليه منها ألا تستحبين من مشاركة الفجار في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيءٌ منها فليس له، وليس بباقٍ عليه؛ فلا يألفها إلا المغترون الجاهلون يا نفس انظري في أمرك، وانصرفي عن هذا السفه، وأقبلي بقوتك وسعيك على تقديم الخير، وإياك والشر، واذكري أن هذا الجسد موجودٌ لآفاتٍ، وأنه مملوءٌ أخلاطاً فاسدةً قذرةً، تعقدها الحياة، والحياة إلى نفاد. ❝
❞ رحلة إلى السماء السابعة (۱)
يقول الله تعالى( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا (۱۸) ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) ١٩ الإسراء
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يريد حرث الأخرة الآية قال : يقول الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملات صدرك شغلا ولم أسد فقرك . الرواى أبو هريرة، صحيح الترمذى، المحدث الألباني ،صحیح.
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفتيه فمر بجدى أسك صغير الأذن ، فتناوله فأخذ بإذنيه ثم قال ((أيكم يحب أن يكون هذا بدرهم ؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به ثم قال أتحبون أنه لكم ؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا إنه أسك فكيف وهو ميت فقال والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم )) رواه مسلم
وعن سفيان الثورى قال قام أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عند الكعبة وأوصى الناس وقال أيها الناس هلموا إلى الاخ الناصح الشفيق ، فاجتمع الناس ، فقال أرأيتم لو أن احدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه؟ قالوا بلى: قال فسفر طريق القيامة أبعد ما ترويدون فخذوا ما يصلحكم قال وما يصحلنا قال : حجوا حجة لعظام الأمور، وصوموا يوما شديدا حره لطول النشور، صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بمالك لعلك تنجوا من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الأخرة ومجلسا في طلب الحلال والثالث لا يضرك ولا ينفعك لا تريده.
جاء رجل إلى الإمام على ليكتب له عقد للبيت فنظر الإمام علي إلى وجه الرجل وقد أكلته الدنيا فأمسك الإمام القلم وكتب اشترى ميت من ميت دار ميت في بلد المذنين في قرية الغافلين الحد الأول إلى الموت والحد الثاني إلى القبر والحد الثالث إلى الآخرة والحد الرابع، إما إلى جنة وإما إلى نار فتعجب الرجل من ذلك، فأنشد الامام على:
إن النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء يسكنها إلا الدار التى كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها وإن بناها بشر خاب بانيها
أيها الناس اعملوا على مهل وكونوا من الله على وجل، ولا تغتروا بالأمل ونسيان الأجل، فإن الدنيا خداعة غدارة ، قد فتنتكم بأمانيها وتذخرفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجليه العيون لها ناظرة والقلوب لها عاشقة، فكم من حبيب قتلته وكم من مطمئنٍ لها خذلته انظروا إليها بعين الحقيقة ، فإنها دار كثير بوائقها وذمها خالقها جديدها يبلى، وعزيزها يذل وملكها يفنى افيقوا من رقدتكم قبل أن يقال فلان عليل أو مريض ثقيل، فهل إلى الدواء من دليل وهل إلى الأطباء من سبيل وجئ لك بالاطباء ولا يرجى لك الشفاء وقيل فلان أوصى ولماله أحصى وقيل فلان ثقل لسانه فما يكلم إخوانه ولا يعرف جيرانه وهنا عرق منك الجبين وتتابع منك الأنين ، وانتزعت نفسك من الأعضاء وعرج بها إلى السماء وهنا اجتمع إخوانك فغسلوك وكفنوك وفي التراب وضعوك ولو ظلوا معك ما نفعوك ولم يبقى لك إلى الله وهو الحي الذي لا يموت .
عندما أحس هارون الرشيد أنه سيموت قال احملوني إلى القبر فنظر ألى قبره وهو يبكى ويقول يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه .
قالوا للحسن البصري ‘ما بالنا نراك في طمأنينة وسكينة فقال أربع علمت أن رزقي لن يأخذه غيرى فاطمئن قلبي وعلمت أن عملي لن يقوم به غيرى فاجتهد فيه وعلمت أن الله ينظر ألى فخشيت أن يراني على معصية، وعلمت أن الموت ينتظروني فاعدت نفسى للقاء الله .
وقال تلميذه سهل ابن سعد التستري أمور أربعة جعلتنى يقظ مع الله أقول لنفسي اعمل بقدر حاجتك له واعمل للدنيا بقدر مقامك فيها واعمل للأخرة بقدر بقائك فيها واعمل للبعد عن النار بقدر صبرك عليها فجعلتنى يقظا مع الله.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم ماضي يدنى من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدً فإنما الربح والخسران في العمل .
أرسل عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصرى أن أرسل لي بين أمرى الدنيا والأخرة في كتاب
قال إنما الدنيا حلم والأخرة يقظة ونحن في أضغاث أحلام من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر فى العواقب نجى ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم ومن علم عمل فإذا ذللت فارجع وإذا ندمت فأقلع وإذا جهلت فاسأل وإذا غضبت فأمسك.. ❝ ⏤دكتورحسن عبد الرحيم الدوينى
❞ رحلة إلى السماء السابعة (۱)
يقول الله تعالى( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا (۱۸) ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) ١٩ الإسراء
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يريد حرث الأخرة الآية قال : يقول الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملات صدرك شغلا ولم أسد فقرك . الرواى أبو هريرة، صحيح الترمذى، المحدث الألباني ،صحیح.
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفتيه فمر بجدى أسك صغير الأذن ، فتناوله فأخذ بإذنيه ثم قال ((أيكم يحب أن يكون هذا بدرهم ؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به ثم قال أتحبون أنه لكم ؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا إنه أسك فكيف وهو ميت فقال والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم )) رواه مسلم
وعن سفيان الثورى قال قام أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عند الكعبة وأوصى الناس وقال أيها الناس هلموا إلى الاخ الناصح الشفيق ، فاجتمع الناس ، فقال أرأيتم لو أن احدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه؟ قالوا بلى: قال فسفر طريق القيامة أبعد ما ترويدون فخذوا ما يصلحكم قال وما يصحلنا قال : حجوا حجة لعظام الأمور، وصوموا يوما شديدا حره لطول النشور، صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بمالك لعلك تنجوا من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الأخرة ومجلسا في طلب الحلال والثالث لا يضرك ولا ينفعك لا تريده.
جاء رجل إلى الإمام على ليكتب له عقد للبيت فنظر الإمام علي إلى وجه الرجل وقد أكلته الدنيا فأمسك الإمام القلم وكتب اشترى ميت من ميت دار ميت في بلد المذنين في قرية الغافلين الحد الأول إلى الموت والحد الثاني إلى القبر والحد الثالث إلى الآخرة والحد الرابع، إما إلى جنة وإما إلى نار فتعجب الرجل من ذلك، فأنشد الامام على:
إن النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء يسكنها إلا الدار التى كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها وإن بناها بشر خاب بانيها
أيها الناس اعملوا على مهل وكونوا من الله على وجل، ولا تغتروا بالأمل ونسيان الأجل، فإن الدنيا خداعة غدارة ، قد فتنتكم بأمانيها وتذخرفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجليه العيون لها ناظرة والقلوب لها عاشقة، فكم من حبيب قتلته وكم من مطمئنٍ لها خذلته انظروا إليها بعين الحقيقة ، فإنها دار كثير بوائقها وذمها خالقها جديدها يبلى، وعزيزها يذل وملكها يفنى افيقوا من رقدتكم قبل أن يقال فلان عليل أو مريض ثقيل، فهل إلى الدواء من دليل وهل إلى الأطباء من سبيل وجئ لك بالاطباء ولا يرجى لك الشفاء وقيل فلان أوصى ولماله أحصى وقيل فلان ثقل لسانه فما يكلم إخوانه ولا يعرف جيرانه وهنا عرق منك الجبين وتتابع منك الأنين ، وانتزعت نفسك من الأعضاء وعرج بها إلى السماء وهنا اجتمع إخوانك فغسلوك وكفنوك وفي التراب وضعوك ولو ظلوا معك ما نفعوك ولم يبقى لك إلى الله وهو الحي الذي لا يموت .
عندما أحس هارون الرشيد أنه سيموت قال احملوني إلى القبر فنظر ألى قبره وهو يبكى ويقول يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه .
قالوا للحسن البصري ‘ما بالنا نراك في طمأنينة وسكينة فقال أربع علمت أن رزقي لن يأخذه غيرى فاطمئن قلبي وعلمت أن عملي لن يقوم به غيرى فاجتهد فيه وعلمت أن الله ينظر ألى فخشيت أن يراني على معصية، وعلمت أن الموت ينتظروني فاعدت نفسى للقاء الله .
وقال تلميذه سهل ابن سعد التستري أمور أربعة جعلتنى يقظ مع الله أقول لنفسي اعمل بقدر حاجتك له واعمل للدنيا بقدر مقامك فيها واعمل للأخرة بقدر بقائك فيها واعمل للبعد عن النار بقدر صبرك عليها فجعلتنى يقظا مع الله.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم ماضي يدنى من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدً فإنما الربح والخسران في العمل .
أرسل عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصرى أن أرسل لي بين أمرى الدنيا والأخرة في كتاب
قال إنما الدنيا حلم والأخرة يقظة ونحن في أضغاث أحلام من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر فى العواقب نجى ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم ومن علم عمل فإذا ذللت فارجع وإذا ندمت فأقلع وإذا جهلت فاسأل وإذا غضبت فأمسك. ❝
❞ نظرة على الشارع وعلى فاترينة الأزياء ومجلات الموضة وصالونات الكوافير وإعلانات الروج والمانيكير .. سوف تشعرنا بمدى الجناية التي جنتها الحضارة المادية العصرية على عقلية المرأة .. ومن الوهلة الأولى سوف نفهم أن هذه .. الحضارة لم تر في المرأة إلا دمية أو إلا لعبة أو متعة لإثارة الرغبة والشهوة وإشعال الخيال .
هكذا أرادوا بالمرأة حينما صمّموا لها الفساتين ووسّعوا لها الفتحات على الصدر والظهر وحينما حزقوا لها البنطلونات وضيقوا البلوزات .. واستدرجوا المرأة من غرورها حينما قالوا لها .. ما أجمل صدرك .. ما أجمل كتفيك .. ما أروع ساقك .. ما أكثر جاذبيتك حينما يكون كل هذا عارياً .. ووقعت المرأة في الفخ .. وخلعت ثوب حيائها .. وعرضت جسمها سلعة تنهشها العيون .
وقالوا لها البيت سجن .. وإرضاع الأطفال تخلف .. وطهي الطعام بدائية ..
مكانك إلى جوار زوجك في المصنع وفي الأتوبيس و في الشارع .
وخرجت المرأة من البيت لتباشر ما تصلح له و ما لا تصلح له ..من أعمال و ألقت بأطفالها للشغالة .. وقالوا لها جسمك ملكك أنت حرة فيه بلا حسيب ولا رقيب وليس لك إلا حياة واحدة وكل يوم يمضي من أيامك لن يعود .. عيشي حياتك بالطول وبالعرض .. أنفقي شبابك قبل أن ينفد .. واستثمري أنوثتك قبل أن تشيخ ولا تعود لها سوق !
وساهم الفن بدوره ليروج هذا المفهوم .. ساهمت السينما والمسرح والإذاعة والأغنية والرقصة والقصيدة .. ودخلت الغواية إلى البيوت من كل باب وتسربت إلى العقول وتخللت الجلد وأشعلت الخيال بسعار الشهوات.. وأصبحت المُثل العليا في المجتمع هى أمثال مارلين مونرو .. وكلوديا كردينالي ولولو بريجيدا ..
وأصبحت البطلات صاحبات المجد عندنا ..أمثال شفيقة القبطية و بمية كشر و منيرة المهدية !
وأصبحت القدوة هي زوجة هربت من بيت الزوجية !
وظنت المرأة بنفسها الشطارة والفهلوة فظنت أنها تقدمت على أمها وجدتها حينما اختارت لنفسها هذه المسالك .. والحقيقة أنها استدرجت من حيث لا تدري .. وكانت ضحية الإيحاء والإستهواء وبريق الألفاظ وخداع الفن والإعلام الذي تصنعه حضارة مادية وثنية لا تؤمن إلا باللحظة ولا تعترف إلا بلذائذ الحس .. الصنم المعبود لكل إنسان فيها هو نفسه وهواه .
والمحراب هو فاترينة البضائع الإستهلاكية .. والهدف الذي من أجله يلهث هو إشباع الحاجات العاجلة !
ترى كيف كانت نظرة الإسلام للمرأة ؟ .. الإسلام المتهم بالرجعية والتخلف و البداوة .. الإسلام الذي قالوا عنه إنه أفيون الشعوب !
لم ينظر الإسلام للمرأة على أنها دمية أو لعبة أو متاع ، بل نظر إليها على أنها أم ورأى فيها شريكة عمر لا شريكة ليلة .
وقال عنها القرآن الكريم إنها السكن و المودة و الحرمة وقرة العين .. واختار لها البيت والحجاب و الرجل الواحد تعظيمًا لها وحفاظًا عليها ..
وكانت خديجة لمحمد عليه الصلاة والسلام .. أكثر من مجرد شريكة لقمة أو شريكة فراش ، فقد شاركته الدعوة والرسالة .
واحتضنت هموم النبوة .. وكانت الناصح والصديق والأم الرءوم والسند المعين ..
واشتغلت المرأة بالتمريض ، وصاحب النساء أزواجهن في الغزوات .. وجلست المرأة للفقه .. وجلست لتلقي العلم .. و أنشدت الخنساء الشعر بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام .. وكان يستزيدها قائلًا .. هيه يا خناس ..
ولم يبح الإسلام التعدد إلا للضرورة وبشرط العدل ..
وما أباح التعدد إلا إيثارًا لأن تكون المرأة زوجة ثانية بدلًا من أن تكون عشيقة ! وهذا أكرم .. ثم عل القاعدة العامة في الزواج هي الزوجة الواحدة لأن العدل بين النساء أمر لا يستطيعه الرجال ..
وقد عهد الإسلام إلى الرجل بأن يبني ويُعمّر ويفتح الأمصار ويتاجر ، ولكنه عهد إلى المرأة بما هو أشرف من كل هذا .. بحضانة الإنسان و تربيته .
إن الرجل له أن يصنع أي شيء و لكن المرأة وحدها هي التي سوف تصنع الرجال .. وهذا غاية التكريم وغاية الثقة .. هل هذا هو التخلف ؟! .. أم أن التخلف الحقيقي هو أن تسير المرأة نصف عارية حلمها إثارة رجل وغايتها متاع ليلة ، ومثلها الأعلى إمرأة هلوك يقتتل حولها السكارى !
كم خدعوك يا أختي .. وكم استدرجوك إلى حتفك .. وخلعوكي من عرشك وانتزعوكي من خدرك .. وباعوكِ في أسواق النخاسة رقيقاً تثمن بقدر ما فيها من لحم ..
وأنت نصف الأمة .. ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر .. فأنت أُمّة بأسرها .. ولا يستطيع الرجل أن يقود التطور وحده .. تُرى هل آن الأوان أن تعيدي النظر .. تُرى هل آن الأوان لتعرفي قدرك وتعرفي دورك ؟!
..
مقال : المرأة
من كتاب / الإسلام .. ما هو ؟. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ نظرة على الشارع وعلى فاترينة الأزياء ومجلات الموضة وصالونات الكوافير وإعلانات الروج والمانيكير . سوف تشعرنا بمدى الجناية التي جنتها الحضارة المادية العصرية على عقلية المرأة . ومن الوهلة الأولى سوف نفهم أن هذه . الحضارة لم تر في المرأة إلا دمية أو إلا لعبة أو متعة لإثارة الرغبة والشهوة وإشعال الخيال .
هكذا أرادوا بالمرأة حينما صمّموا لها الفساتين ووسّعوا لها الفتحات على الصدر والظهر وحينما حزقوا لها البنطلونات وضيقوا البلوزات . واستدرجوا المرأة من غرورها حينما قالوا لها . ما أجمل صدرك . ما أجمل كتفيك . ما أروع ساقك . ما أكثر جاذبيتك حينما يكون كل هذا عارياً . ووقعت المرأة في الفخ . وخلعت ثوب حيائها . وعرضت جسمها سلعة تنهشها العيون .
وقالوا لها البيت سجن . وإرضاع الأطفال تخلف . وطهي الطعام بدائية .
مكانك إلى جوار زوجك في المصنع وفي الأتوبيس و في الشارع .
وخرجت المرأة من البيت لتباشر ما تصلح له و ما لا تصلح له .من أعمال و ألقت بأطفالها للشغالة . وقالوا لها جسمك ملكك أنت حرة فيه بلا حسيب ولا رقيب وليس لك إلا حياة واحدة وكل يوم يمضي من أيامك لن يعود . عيشي حياتك بالطول وبالعرض . أنفقي شبابك قبل أن ينفد . واستثمري أنوثتك قبل أن تشيخ ولا تعود لها سوق !
وساهم الفن بدوره ليروج هذا المفهوم . ساهمت السينما والمسرح والإذاعة والأغنية والرقصة والقصيدة . ودخلت الغواية إلى البيوت من كل باب وتسربت إلى العقول وتخللت الجلد وأشعلت الخيال بسعار الشهوات. وأصبحت المُثل العليا في المجتمع هى أمثال مارلين مونرو . وكلوديا كردينالي ولولو بريجيدا .
وأصبحت البطلات صاحبات المجد عندنا .أمثال شفيقة القبطية و بمية كشر و منيرة المهدية !
وأصبحت القدوة هي زوجة هربت من بيت الزوجية !
وظنت المرأة بنفسها الشطارة والفهلوة فظنت أنها تقدمت على أمها وجدتها حينما اختارت لنفسها هذه المسالك . والحقيقة أنها استدرجت من حيث لا تدري . وكانت ضحية الإيحاء والإستهواء وبريق الألفاظ وخداع الفن والإعلام الذي تصنعه حضارة مادية وثنية لا تؤمن إلا باللحظة ولا تعترف إلا بلذائذ الحس . الصنم المعبود لكل إنسان فيها هو نفسه وهواه .
والمحراب هو فاترينة البضائع الإستهلاكية . والهدف الذي من أجله يلهث هو إشباع الحاجات العاجلة !
ترى كيف كانت نظرة الإسلام للمرأة ؟ . الإسلام المتهم بالرجعية والتخلف و البداوة . الإسلام الذي قالوا عنه إنه أفيون الشعوب !
لم ينظر الإسلام للمرأة على أنها دمية أو لعبة أو متاع ، بل نظر إليها على أنها أم ورأى فيها شريكة عمر لا شريكة ليلة .
وقال عنها القرآن الكريم إنها السكن و المودة و الحرمة وقرة العين . واختار لها البيت والحجاب و الرجل الواحد تعظيمًا لها وحفاظًا عليها .
وكانت خديجة لمحمد عليه الصلاة والسلام . أكثر من مجرد شريكة لقمة أو شريكة فراش ، فقد شاركته الدعوة والرسالة .
واشتغلت المرأة بالتمريض ، وصاحب النساء أزواجهن في الغزوات . وجلست المرأة للفقه . وجلست لتلقي العلم . و أنشدت الخنساء الشعر بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام . وكان يستزيدها قائلًا . هيه يا خناس .
ولم يبح الإسلام التعدد إلا للضرورة وبشرط العدل .
وما أباح التعدد إلا إيثارًا لأن تكون المرأة زوجة ثانية بدلًا من أن تكون عشيقة ! وهذا أكرم . ثم عل القاعدة العامة في الزواج هي الزوجة الواحدة لأن العدل بين النساء أمر لا يستطيعه الرجال .
وقد عهد الإسلام إلى الرجل بأن يبني ويُعمّر ويفتح الأمصار ويتاجر ، ولكنه عهد إلى المرأة بما هو أشرف من كل هذا . بحضانة الإنسان و تربيته .
إن الرجل له أن يصنع أي شيء و لكن المرأة وحدها هي التي سوف تصنع الرجال . وهذا غاية التكريم وغاية الثقة . هل هذا هو التخلف ؟! . أم أن التخلف الحقيقي هو أن تسير المرأة نصف عارية حلمها إثارة رجل وغايتها متاع ليلة ، ومثلها الأعلى إمرأة هلوك يقتتل حولها السكارى !
كم خدعوك يا أختي . وكم استدرجوك إلى حتفك . وخلعوكي من عرشك وانتزعوكي من خدرك . وباعوكِ في أسواق النخاسة رقيقاً تثمن بقدر ما فيها من لحم .
وأنت نصف الأمة . ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر . فأنت أُمّة بأسرها . ولا يستطيع الرجل أن يقود التطور وحده . تُرى هل آن الأوان أن تعيدي النظر . تُرى هل آن الأوان لتعرفي قدرك وتعرفي دورك ؟!
❞ و من دلائل عظمة القرآن و إعجازه أنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحب و إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن.
سكن النفوس بعضها إلى بعض.
و راحة النفوس بعضها إلى بعض.
و قيام الرحمة و ليس الحب.. و المودة و ليس الشهوة.
(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) ( الروم – 21 )
إنها الرحمة و المودة.. مفتاح البيوت.
و الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة.. و الحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانا.
و الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر.
و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم.
و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية.
و قليل منا هم القادرون على الرحمة.
و بين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم، و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة.
و لذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق.. يذكرنا عند الزواج بالرحمة و المودة و السكن.. و لم يذكر كلمة واحدة عن الحب، محطما بذلك صنم العصر و معبوده الأول، كما حطم أصنام الكعبة من قديم.
و الذين خبروا الحياة و باشروا حلوها و مرّها، و تمرسوا بالنساء يعرفون مدى عمق و أصالة و صدق هذه الكلمات المنزلة.
و ليس في هذه الكلمات مصادرة للحب، أو إلغاء للشهوة و إنما هي توكيد، و بيان بأن ممارسة الحب و الشهوة بدون إطار من الرحمة و المودة و الشرعية هو عبث لابد أن ينتهي إلى الإحباط.
و الحيوانات تمارس الحب و الشهوة و تتبادل الغزل.
و إنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة و الرحمة و الرأفة، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي على شهواته؛ فيصوم و هو جائع و يتعفف و هو مشتاق.
و الرحمة ليست ضعفا و إنما هي غاية القوة، لأنها استعلاء على الحيوانية و البهيمية و الظلمة الشهوانية.
الرحمة هي النور و الشهوة هي النار.
و أهل الرحمة هم أهل النور و الصفاء و البهاء، و هم الوجهاء حقا.
و القسوة جبن و الرحمة شجاعة.
و لا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل.
و لا يشتغل بالانتقام و التنكيل إلا أهل الصغار و الخسة و الوضاعة.
و الرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض.. تعرفهم بسيماهم و سمتهم و وضاءتهم.
و علامة الرحيم هي الهدوء و السكينة و السماحة، و رحابة الصدر، و الحلم و الوداعة و الصبر و التريث، و مراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة و المنافع الشخصية، و التنزه عن الغل و ضبط الشهوة، و طول التفكير و حب الصمت و الائتناس بالخلوة و عدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، و لأنه في حوار دائم مع الحق، و في بسطة دائمة مع الخلق.
و الرحماء قليلون، و هم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض و من عليها.
و لا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، و يتفشى الغلّ، و تسود المادية الغليظة، و تنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض و تتهدم هياكلها من القواعد.
اللهم إني أسألك رحمة..
اللهم إني أسألك مودة تدوم..
اللهم إني أسألك سكنا عطوفا و قلبا طيبا..
اللهم لا رحمة إلا بك و منك و إليك..
من مقال / الحب لا . . . الرحمة نعم
كتاب / عصر القرود
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و من دلائل عظمة القرآن و إعجازه أنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحب و إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن.
سكن النفوس بعضها إلى بعض.
و راحة النفوس بعضها إلى بعض.
و قيام الرحمة و ليس الحب. و المودة و ليس الشهوة.
و الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة. و الحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانا.
و الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر.
و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم.
و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية.
و قليل منا هم القادرون على الرحمة.
و بين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم، و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة.
و لذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق. يذكرنا عند الزواج بالرحمة و المودة و السكن. و لم يذكر كلمة واحدة عن الحب، محطما بذلك صنم العصر و معبوده الأول، كما حطم أصنام الكعبة من قديم.
و الذين خبروا الحياة و باشروا حلوها و مرّها، و تمرسوا بالنساء يعرفون مدى عمق و أصالة و صدق هذه الكلمات المنزلة.
و ليس في هذه الكلمات مصادرة للحب، أو إلغاء للشهوة و إنما هي توكيد، و بيان بأن ممارسة الحب و الشهوة بدون إطار من الرحمة و المودة و الشرعية هو عبث لابد أن ينتهي إلى الإحباط.
و الحيوانات تمارس الحب و الشهوة و تتبادل الغزل.
و إنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة و الرحمة و الرأفة، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي على شهواته؛ فيصوم و هو جائع و يتعفف و هو مشتاق.
و الرحمة ليست ضعفا و إنما هي غاية القوة، لأنها استعلاء على الحيوانية و البهيمية و الظلمة الشهوانية.
الرحمة هي النور و الشهوة هي النار.
و أهل الرحمة هم أهل النور و الصفاء و البهاء، و هم الوجهاء حقا.
و القسوة جبن و الرحمة شجاعة.
و لا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل.
و لا يشتغل بالانتقام و التنكيل إلا أهل الصغار و الخسة و الوضاعة.
و الرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض. تعرفهم بسيماهم و سمتهم و وضاءتهم.
و علامة الرحيم هي الهدوء و السكينة و السماحة، و رحابة الصدر، و الحلم و الوداعة و الصبر و التريث، و مراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة و المنافع الشخصية، و التنزه عن الغل و ضبط الشهوة، و طول التفكير و حب الصمت و الائتناس بالخلوة و عدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، و لأنه في حوار دائم مع الحق، و في بسطة دائمة مع الخلق.
و الرحماء قليلون، و هم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض و من عليها.
و لا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، و يتفشى الغلّ، و تسود المادية الغليظة، و تنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض و تتهدم هياكلها من القواعد.
اللهم إني أسألك رحمة.
اللهم إني أسألك مودة تدوم.
اللهم إني أسألك سكنا عطوفا و قلبا طيبا.
اللهم لا رحمة إلا بك و منك و إليك.
من مقال / الحب لا . . . الرحمة نعم
كتاب / عصر القرود
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝