❞ - التحولات المنهجية و الاعتقادية
لمؤسسة الأزهر الشريف
أيها الأخوة الكرام لابد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر الشريف هي مؤسسة دينية عريقة أسست منذ (359هـ/970م - 361هـ/972م ) وقد مرت باربعة مراحل من التحولات المنهجية والاعتقادية ما بين شيعية الأزهر الفاطمي مرورا بصلاح الدين السني و محمد عبده التنويري السوربوني ووصولا للأزهر الهجين.
وقد انشاء الأزهر علي يد جوهر الصقلي أحد قواد المعز لدين الله الفاطمي حاكم مصر أيام حكم الدولة العبيدية الشيعية التي يقال لها الدولة الفاطمية والتي نسبوها كذبا وزورا إلي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصبغوها بصبغة آل بيت النبي الكرام ليزيدوا من قداستها أمام أعين الناس ويضعوا لها المهابة في قلوب المسلمين.
وهم كذبة فقد كانت الدولة العبيدية دولة شيعية باطنية حكمت كل دول شمال أفريقيا بما فيهم مصر وليبيا وتونس والجزائر وكان مقر الحكم في مراكش المغرب العربي
وكانوا علي عقائد الشيعة المجوس من الزعم بحب آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم لكنهم حصروا آل البيت في بيت علي بن أبي طالب وحده زوج فاطمة دون بقيت إخوتها وأخواتها أبناء وبنات رسول الله بل حصروا بيت النبي في نسل الحسين وحده دون نسل الحسن وكأنهم شابهوا اليهود والنصاري في قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه.
بل جردوا زوجات النبي الإحدى عشر من فضل انتسابهم إلي بيت النبوة كما جردوا أعمام النبي الذين ماتوا علي التوحيد أمثال حمزة والعباس بن عبد المطلب كما جردوا أبناء العم مثل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وجعفر الطيار الذي لا تخفي منزلته علي احد من المسلمين.
ولست الآن بصدد شرح عقائد الشيعة المجوس فسوف أعرضها بكل بيان في موضع التفصيل.
لكن هذا الدولة العبيدية الشيعية التي حكمت قرابة خمسة قرون من الزمان كان الأزهر خلالها علي تلك العقيدة الشيعية تابعا لحكم العبيدين المجوس الذين لاهم لهم إلا نشر التشيع في كل مكان.
فلما أراد ربنا الخير لنا ولبلاد المسلمين إنما أخرج لنا صلاح الدين الايوبي الكردي السني قاهر الصليبيين ومحرر البلدان فكانت أولي خطواته الإصلاحية هي تطهير الأزهر الشريف من دنس الشيعة المجوس وتحويل المناهج العلمية إلي المنهج السني اعتقادا وعملا وكان هذا تمهيدا لسلسلة المعارك التي وقعت بين العرب والحملات الصليبية ومنهم معركة حطين التي قادها هذا البطل المحنك صلاح الدين حتي قطع دابر الصليبيين ورد كيد ريتشارد وحلفاءه الاوربيين.
واستمر الأزهر السني لعدة قرون بعدها يدرس المنهج السني ويدعم طلاب العلم ويقود الشعب في الجهاد ضد العدوان فصدوا جميع الحملات الصليبية ضد بلادنا حتي اسروا لويس التاسع الذي قاد احد الحملات الصليبية وتم اسره في دار بن لقمان بعد هزيمته في معركة المنصورة
ثم كان اخر تلك الحملات الصليبية حملة نابليون بونابرت علي مصرنا الحبيبة عام ١٧٩٨ لتركيع البلدان لكن الأزهر السني بشيوخه قام بدوره الشرعي في تأجيج نار الجهاد ضد المعتدين فقادوا ثورة القاهرة الأولي والثانية ضد الفرنسيين .
حتي خرج سليمان الحلبي السوري طالب الأزهر الشجاع فقتل كليبر قائد الفرنسيين الذي دخل الأزهر بخيله يريد تدنيس العقيدة السنية وتركيع جند الله المقاتلين. ولما جاء فريزر الانجليزي يريد غزو بلادنا تصدي له اهل رشيد حتي ردو كيدهم فعادوا بخيبتهم من حيث أتوا وهذا بفضل دعوة الأزهر السنية التي تابي إلا الجهاد ضد المعتدين.
فلما علم الفرنسيون أنه لا مقام لهم إنما عزموا الرحيل ليضعو خطة بديلة لإحلال المنهج التنويرى محل عقيدة السنة التي لا مقام لهم في بلادنا إلا بالقضاء عليها أولا وتحويل الأزهر السني إلي منهج التنويريين
فعزموا علي تربيتهم عندهم في السوربون ليكونوا حلفاء الفرنسيين والأنجلو أمريكان.
فبدأت المرحلة الثالثة من التحول الاعتقادي بتلك الاتفاقية بين الفرنسيين والانجليكان علي التمكين لهذا الرجل الألباني المدعو محمد علي و تمكينه من ملك مصر مقابل هذه الإرساليات التنويرية في بعثات إلي السوربون لا ندري أهي لتعلم دين الله والحفاظ عليه أم لتعليم مناهج المستشرقين الغربيين وتحويل الناس من دين النبي والصحابة إلي عقيدة الاستشراق والطعن في منهج السنة وعقيدة الصحابة والتابعين .
فصرنا إلي المرحة الثالثة وهي الأزهر التنويري الذي حمل لواءه الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من جماعات التنوير التي أطلت علينا فراحوا يطعنون في أحاديث النبي ويضعفون من كتب الصحاح الستة حتي تجرأوا علي الصحيحين البخاري ومسلم لا دليل معهم إلا شبهات معلميهم في السوربون وجامعات أوروبا والامريكان .
يسفهون بها علماء الشريعة في بلادنا لخدمة أسيادهم الماسونيين .واستمرت تلك البعثات التنويرية حتي نهاية دولة محمد علي الألباني بعد جلاء فاروق وحاشيته علي يد أبطال الجيش الشجعان
لكن تلك البعثات التنويرية كانت قد أتت ثمارها وأنجبت لنا جيلا يري في الغرب أخلاقا تفوق أخلاق ديننا ولا يري فيهم كفرا ولا زندقة إنما هم خير البشر ويرانا نحن من الأقزام المتخلفين
حتي قال قائلهم التنويرى رأيت في الغرب إسلام بلا مسلمين ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام وكأنه جردنا من صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وكأنه جردنا من دعوة التوحيد التي نؤمن بها وندعوا بها في كل وقت وحين .
ولم تتوقف البعثات التنويرية حتي زماننا فتحول ألازهريون الي الصورة الهجين التي نراها بأم أعيننا ما بين أربع فرق
الفرقة الأولي :_
هم أذناب الشيعة عباد القبور الذين يتخفون تحت غطاء حب آل البيت وحدهم وولائهم للشيعة احفاد كسري شيراوية ولا ولاء لهم لال البيت الكرام
الفرقة الثانية:-
أصحاب دعوة التنوير ودين الأنسنة الذي يتبناه أتباع الهلالي والكريمة والجندي وأشباههم من المعجبين بالغرب العلماني الملحد لا هم لهم إلا الطعن في دين الله ومحاربة سنة النبي الكريم.
والفرقة الثالثة:- هم القليل من أهل السنة الذين بقوا غصة في حلوق غيرهم لا هم لهم إلا الزود عن شريعة الرحمن وهؤلاء قلة أتباع احمد شاكر المحدث المصري الكبير الذي تتلمذ علي شيوخ الحنابلة أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل السنة القليلين
ثم الفرقة الرابعة :-
وهم الإمعة الذين صاروا هجينا لا رأي لهم يركبون المركب التي تسير في كل عصر وزمان لا علم لهم بسنة ولا ببدعة و همهم ركوب المركب الغالب وصولا ما أشبههم بقطيع الأنعام لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ودينهم جمع المال ومراضاة الماسون وهدم دين رب العالمين
وسوف نعرض الأربع فرق عرضا مفصلا في أربع حلقات ليتعرف الناس علي هذه التغيرات المنهجية والاعتقادية التي تعرضت لها هذه المؤسسة العريقة وليميزوا بين دعاة الحق الربانيين وبين غيرهم ممن لا يراعون لله حرمة ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ندعوا الله أن يعصمنا من شرورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
انتهي........ ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞
- التحولات المنهجية و الاعتقادية
لمؤسسة الأزهر الشريف
أيها الأخوة الكرام لابد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر الشريف هي مؤسسة دينية عريقة أسست منذ (359هـ/970م - 361هـ/972م ) وقد مرت باربعة مراحل من التحولات المنهجية والاعتقادية ما بين شيعية الأزهر الفاطمي مرورا بصلاح الدين السني و محمد عبده التنويري السوربوني ووصولا للأزهر الهجين.
وقد انشاء الأزهر علي يد جوهر الصقلي أحد قواد المعز لدين الله الفاطمي حاكم مصر أيام حكم الدولة العبيدية الشيعية التي يقال لها الدولة الفاطمية والتي نسبوها كذبا وزورا إلي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصبغوها بصبغة آل بيت النبي الكرام ليزيدوا من قداستها أمام أعين الناس ويضعوا لها المهابة في قلوب المسلمين.
وهم كذبة فقد كانت الدولة العبيدية دولة شيعية باطنية حكمت كل دول شمال أفريقيا بما فيهم مصر وليبيا وتونس والجزائر وكان مقر الحكم في مراكش المغرب العربي
وكانوا علي عقائد الشيعة المجوس من الزعم بحب آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم لكنهم حصروا آل البيت في بيت علي بن أبي طالب وحده زوج فاطمة دون بقيت إخوتها وأخواتها أبناء وبنات رسول الله بل حصروا بيت النبي في نسل الحسين وحده دون نسل الحسن وكأنهم شابهوا اليهود والنصاري في قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه.
بل جردوا زوجات النبي الإحدى عشر من فضل انتسابهم إلي بيت النبوة كما جردوا أعمام النبي الذين ماتوا علي التوحيد أمثال حمزة والعباس بن عبد المطلب كما جردوا أبناء العم مثل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وجعفر الطيار الذي لا تخفي منزلته علي احد من المسلمين.
ولست الآن بصدد شرح عقائد الشيعة المجوس فسوف أعرضها بكل بيان في موضع التفصيل.
لكن هذا الدولة العبيدية الشيعية التي حكمت قرابة خمسة قرون من الزمان كان الأزهر خلالها علي تلك العقيدة الشيعية تابعا لحكم العبيدين المجوس الذين لاهم لهم إلا نشر التشيع في كل مكان.
فلما أراد ربنا الخير لنا ولبلاد المسلمين إنما أخرج لنا صلاح الدين الايوبي الكردي السني قاهر الصليبيين ومحرر البلدان فكانت أولي خطواته الإصلاحية هي تطهير الأزهر الشريف من دنس الشيعة المجوس وتحويل المناهج العلمية إلي المنهج السني اعتقادا وعملا وكان هذا تمهيدا لسلسلة المعارك التي وقعت بين العرب والحملات الصليبية ومنهم معركة حطين التي قادها هذا البطل المحنك صلاح الدين حتي قطع دابر الصليبيين ورد كيد ريتشارد وحلفاءه الاوربيين.
واستمر الأزهر السني لعدة قرون بعدها يدرس المنهج السني ويدعم طلاب العلم ويقود الشعب في الجهاد ضد العدوان فصدوا جميع الحملات الصليبية ضد بلادنا حتي اسروا لويس التاسع الذي قاد احد الحملات الصليبية وتم اسره في دار بن لقمان بعد هزيمته في معركة المنصورة
ثم كان اخر تلك الحملات الصليبية حملة نابليون بونابرت علي مصرنا الحبيبة عام ١٧٩٨ لتركيع البلدان لكن الأزهر السني بشيوخه قام بدوره الشرعي في تأجيج نار الجهاد ضد المعتدين فقادوا ثورة القاهرة الأولي والثانية ضد الفرنسيين .
حتي خرج سليمان الحلبي السوري طالب الأزهر الشجاع فقتل كليبر قائد الفرنسيين الذي دخل الأزهر بخيله يريد تدنيس العقيدة السنية وتركيع جند الله المقاتلين. ولما جاء فريزر الانجليزي يريد غزو بلادنا تصدي له اهل رشيد حتي ردو كيدهم فعادوا بخيبتهم من حيث أتوا وهذا بفضل دعوة الأزهر السنية التي تابي إلا الجهاد ضد المعتدين.
فلما علم الفرنسيون أنه لا مقام لهم إنما عزموا الرحيل ليضعو خطة بديلة لإحلال المنهج التنويرى محل عقيدة السنة التي لا مقام لهم في بلادنا إلا بالقضاء عليها أولا وتحويل الأزهر السني إلي منهج التنويريين
فعزموا علي تربيتهم عندهم في السوربون ليكونوا حلفاء الفرنسيين والأنجلو أمريكان.
فبدأت المرحلة الثالثة من التحول الاعتقادي بتلك الاتفاقية بين الفرنسيين والانجليكان علي التمكين لهذا الرجل الألباني المدعو محمد علي و تمكينه من ملك مصر مقابل هذه الإرساليات التنويرية في بعثات إلي السوربون لا ندري أهي لتعلم دين الله والحفاظ عليه أم لتعليم مناهج المستشرقين الغربيين وتحويل الناس من دين النبي والصحابة إلي عقيدة الاستشراق والطعن في منهج السنة وعقيدة الصحابة والتابعين .
فصرنا إلي المرحة الثالثة وهي الأزهر التنويري الذي حمل لواءه الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من جماعات التنوير التي أطلت علينا فراحوا يطعنون في أحاديث النبي ويضعفون من كتب الصحاح الستة حتي تجرأوا علي الصحيحين البخاري ومسلم لا دليل معهم إلا شبهات معلميهم في السوربون وجامعات أوروبا والامريكان .
يسفهون بها علماء الشريعة في بلادنا لخدمة أسيادهم الماسونيين .واستمرت تلك البعثات التنويرية حتي نهاية دولة محمد علي الألباني بعد جلاء فاروق وحاشيته علي يد أبطال الجيش الشجعان
لكن تلك البعثات التنويرية كانت قد أتت ثمارها وأنجبت لنا جيلا يري في الغرب أخلاقا تفوق أخلاق ديننا ولا يري فيهم كفرا ولا زندقة إنما هم خير البشر ويرانا نحن من الأقزام المتخلفين
حتي قال قائلهم التنويرى رأيت في الغرب إسلام بلا مسلمين ورأيت في بلادنا مسلمين بلا إسلام وكأنه جردنا من صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وكأنه جردنا من دعوة التوحيد التي نؤمن بها وندعوا بها في كل وقت وحين .
ولم تتوقف البعثات التنويرية حتي زماننا فتحول ألازهريون الي الصورة الهجين التي نراها بأم أعيننا ما بين أربع فرق
الفرقة الأولي :_
هم أذناب الشيعة عباد القبور الذين يتخفون تحت غطاء حب آل البيت وحدهم وولائهم للشيعة احفاد كسري شيراوية ولا ولاء لهم لال البيت الكرام
الفرقة الثانية:-
أصحاب دعوة التنوير ودين الأنسنة الذي يتبناه أتباع الهلالي والكريمة والجندي وأشباههم من المعجبين بالغرب العلماني الملحد لا هم لهم إلا الطعن في دين الله ومحاربة سنة النبي الكريم.
والفرقة الثالثة:- هم القليل من أهل السنة الذين بقوا غصة في حلوق غيرهم لا هم لهم إلا الزود عن شريعة الرحمن وهؤلاء قلة أتباع احمد شاكر المحدث المصري الكبير الذي تتلمذ علي شيوخ الحنابلة أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل السنة القليلين
ثم الفرقة الرابعة :-
وهم الإمعة الذين صاروا هجينا لا رأي لهم يركبون المركب التي تسير في كل عصر وزمان لا علم لهم بسنة ولا ببدعة و همهم ركوب المركب الغالب وصولا ما أشبههم بقطيع الأنعام لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ودينهم جمع المال ومراضاة الماسون وهدم دين رب العالمين
وسوف نعرض الأربع فرق عرضا مفصلا في أربع حلقات ليتعرف الناس علي هذه التغيرات المنهجية والاعتقادية التي تعرضت لها هذه المؤسسة العريقة وليميزوا بين دعاة الحق الربانيين وبين غيرهم ممن لا يراعون لله حرمة ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة ندعوا الله أن يعصمنا من شرورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
انتهي. ❝
❞ -هل كان الشيخ عبد الحميد كشك من
دعاة السنة أم من الأزاهرة الهجين
أيها الإخوة الأحباب سبق وأن كتبت أربعة مقالات عن التحولات المنهجية لمؤسسة الأزهر الشريف تناولت فيها ما مرت به هذه المؤسسة من تغيرات في المنهج الاعتقادي ومن أراد أن يطالع هذه المقالات فيمكنه العودة إليها في كتابي المعنون بعنوان ( المراد الرباني أم الخداع الشيطان)
وذكرت فيها تحذيرا من اتباع من ينتسبون إلي هذه المؤسسة وبيان منهجهم قبل أن يؤخذ عنهم العلم إذ أن هذه المؤسسة إنما مرت بتحولات منهجية اعتقادية منذ تأسيسها علي يد جوهر الصقلي الشيعي في القرن التاسع الميلادي وحتي الآن
فتجد فيها أربعة توجهات منهجية اعتقادية ما بين اتباع المنهج الشيعي واتباع المنهج التنويري السوربوني وقليل من دعاة السنة ثم الكثير والكثير من الأزهريين الهجين .
ولست الآن بصدد إعادة سرد لهؤلاء المناهج الاعتقادية إنما بصدد عرض لأحد خريجي هذه المؤسسة العريقة والذي كان يظنه العوام أنه علي المنهج السني فانخدع به الكثيرون إنما كانت حقيقة منهجه الاعتقادي هو منهج الأزهر الهجين.
وقد بينت في مقالي الخاص بالأزهر الهجين أن هؤلاء هم أصحاب الخليط من المعتقدات المختلفة والتي الأصل فيها التعارض لكن أصحابها انصهرت داخلهم تلك المعتقدات فظهروا بالصورة الهجين الذين يؤمنون بالضد ويمدحون المتعارضات.
فبالنظر إلي حقيقة الشيخ عفي الله عنه وغفر له فقد ولد في محافظة البحيرة في مركز شبراخيت في عام ١٩٣٣ وهو نفس مسقط راس حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج العصريين
الذي ولد في نفس المحافظة في دمنهور البحيرة في عام 1906 ومات في عام ١٩٤٩ فعاصر الشيخ كشك 13 عاما من حياة حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج المصريين والذي ذاع صيته في محافظة البحيرة في مرحلة طفولة الشيخ عبد الحميد كشك
ومن المعلوم لدي الجميع أن حسن البنا كان علي الطريقة الصوفية الحصافية الشاذولية وذلك طبقا لما جاء في مذكراته التي يذكر فيها أنهم كانوا يشدون الرحال إلي قبر الشيخ الحصافي في دمنهور كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر ثم يعودون بعد صلاة العشاء سيرا علي الأقدام وهذا لا ينكره أحد من أعضاء هذه الجماعة التي أسسها حسن البنا
بل هذا ما أقر به حسن البنا نفسه أنه كان علي منهج الصوفية الذين يقدسون القبور وهذا هو المنهج الأول فكان الشيخ كشك غفر الله له يري في منهج حسن البنا أنه منهج سني وكثير ما كان يمدح حسن البنا الصوفي ويراه من الأئمة وهذ يدل علي أنه لم يكن ينكر معتقدات الصوفية القبوريين وهذا هو المنهج الأول .
ومما جاء في موسوعة ويكيبيديا أن الشيخ كشك من خريجى جامعة الأزهر في كلية أصول الدين حيث عين أمام وخطيب في الأوقاف فخطب أربعين سنة قرابة ألفين خطبة بمعدل خطبة إسبوعيا بالإضافة إلي الدروس الشرعية كانت جميعها تتسم بالتكفير والدعوة إلي الخروج علي الحكام والتهكم من هؤلاء الفساق أهل الفن والتمثيل والراقصات يذكرهم بالاسم فوق المنابر بل والتكفير العلني لحكام زمانه فلم يسلم من لسانه الرئيس عبد الناصر ولا أسد أكتوبر الرئيس انور السادات.
ولم يكن سب الحكام من هدي رسول الله ولم يكن النبي ينكر علي العوام بالاسم بل كان يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا دون التصريح بالأسماء أما عن الحكام فما أكثر أحاديث السمع والطاعة لأولياء الأمور وعدم التشهير بهم وعدم الخروج عليهم وإن ظلموا وإن جاروا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) ففي الحديث وغيره من أحاديث الصبر علي ظلم وجور الحكام ما يقيم الحجة علي كل خارجي مارق
لكن ديدن الشيخ هو السب والطعن في الحكام علي المنابر مما كان يعده أتباعه من الجهلاء والمضللين أنه من الفروسية والشجاعة حتي منحوه لقب فارس المنابر بلا منافس حيث أنه كان من المحترفين في سب الحكام والتحريش عليهم واستغلال مسألة الفقر الاجتماعي كمنهج دعوي لإثارة الناس ضد الحكام هذا مما لا شك فيه هو منهج الخوارج .
ومن العجيب أن الخوارج في الزمن الأول كانوا يكفرون عباد القبور من أدعياء التصوف والشيعة المجوس المنحرفين لكن خوارج العصر يعظمون من الشيعة وينادون بالتقريب بين السنة والشيعة ويعظمون من المتصوفة القبوريين في الوقت الذي يكفرون فيه حكام المسلمين ويحرشون الرعية علي الخروج عليهم وهذا هو المنهج الثاني للشيخ كشك غفر الله له
ثم تعالوا إلي المنهج الثالث الذي كان يؤمن به الشيخ ويدعوا إليه في خطبه هذا الذي ظهر جليا في خطبته المشهورة تحت عنوان مناظرة أبو يزيد البسطامي للقساوسة.
هذه الخطبة التي هزت أركان العالم الإسلامي والتي روج لها أتباع الشيخ من الخوارج العصريين يمدحون بها شيخهم ويرون فيها من غزارة العلم دليل علي أن الشيخ من العلماء الربانيين ويمكننا جميعا الرجوع إلي الخطبة علي الانترنت تحت عنوان مناظرة أبى يزيد البسطامي للقساوسة.
ومن المعلوم أن أبا يزيد البسطامي هو أحد مؤسسي دعوة الحلول والاتحاد التي تكلم بها حسين بن منصور الحلاج وابن الفارض فهم من وضعوا أصول هذه الزندقة التي أدخلوها إلي عقيدة المسلمين وفيها أن الولي لا يزال يرتقي في الطاعات والقرب من الله عز وجل حتي تتكشف له الحجب ويقربه ربه سبحانه وتعالي فتحل فيه روح الله كما حلت في جسد المسيح علي حد قول النصاري فيصير الولي كأنه جسد بشري حوي روح الله فصار مثل الإله يعلم الغيب ويتصرف في الكون تصرف الله عز وجل كما قال النصاري في المسيح ابن مريم
فكان الشيخ كشك غفر الله له كان يري بعقيدة الحلول والاتحاد التي كان يعتقدها أبو يزيد البسطامي.
فراح الشيخ كشك يعرض أحد القصص والخرافات التي رواها أبو يزيد البسطامي باعتباره جسد بشري حلت فيه روح الله فيروي الشيخ كشك علي لسان أبى يزيد البسطامي وكأنه يمجده فيقول أن أبا يزيد البسطامي صلي العشاء ونام وكأنه يشير إلي أنه نام علي طهارة حتي لا يظن أحد أن من هاتفه إنما هو الشيطان فيقول أن أبا يزيد صلي العشاء ونام وإذا بهاتف يناديه فيقول له يا أبا يزيد إن الليلة هي ليلة عيد النصاري فقم واذهب إلي كنيسة كذا وكذا فسوف تجد الأمر العجاب
فقام أبو يزيد واتجه إلي الكنيسة ودخل وجلس بين شعب الكنيسة يستمع الوعظ فإذا براهب الكنيسة يتوقف عن الكلام فلما طلب منه الشعب الكنسي أن يواصل حديثه فإذا بالراهب يمتنع ويقول لا أتكلم وفيكم محمدي وإني لأتعجب كيف عرف الراهب أن من بين الحضور رجل من أتباع محمد صلي عليه عليه وسلم .فيقولون وكيف عرفت أن فينا محمدي؟ فيرد عليهم الراهب (سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وكأن الراهب يحفظ سورة الفتح فأي عقل يصدق هذه الخرافات؟
لكن أبا يزيد علي حد زعمه يقول وقفت إلي الراهب وقلت له (أريد أن أناظرك) فقال له الراهب فإن غلبتك قتلناك.
فقال له أبو يزيد (فإن غلبتك أنا ؟) قال الراهب فأنت حر
ثم بدأت المناظرة بقرابة خمسة عشر سؤالا سألها الراهب لأبي يزيد وهو يجيب بطلاقة وجميع هذه الأسئلة لا يعلمها إلا أهل الإسلام فكيف للراهب ان يعلمها وأن يقر بصحتها كأن يقول الراهب لأبي يزيد ما هو الواحد الذي لا ثاني له فيجيبه أبو يزيد الله وكأن الراهب كان علي التوحيد الخالص ولم يكن علي التثليث ثم في نهاية الأسئلة التي أجاب عليها أبو يزيد بكل طلاقة فيقول أبو يزيد للراهب أنا أسألك سؤال واحد فيقول له الراهب ما هو؟
فيقول له أبو يزيد ما هو مفتاح الجنة فيسكت الراهب ولا يجيب فيطالبه جمهور الكنيسة بالإجابة فيقول لهم لو أجبته لأغضبتكم جميعا فيقولون له أجب فلن نغضب فيرد الراهب مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله فيرددها جمهور الكنيسه بما فيهم من القساوسة والحضور ويدخل الجميع في الإسلام علي يد أبي يزيد البسطامي
وكأن أبا يزيد أدرك ما لم يدركه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لما جاءه وفد نصاري نجران وكان فيهم قرابة ثمانية أو عشرة من الرهبان والقساوسة فدعاهم النبي فأبوا إلا البقاء علي دينهم ثم انصرفوا إلي نجران بعد أن قبلوا بدفع الجزية
والسؤال الآن ما الذي منع الراهب من الكذب أمام شعب الكنيسه كأن يقول أن مفتاح الجنة هو صلب المسيح أو هو عقيدة الفداء والخلاص التي كان يعلمها لقومه.
هكذا حكي الشيخ كشك هذه القصة ببراعة فائقة علي لسان من اختلقها وهو أبو يزيد البسطامي فإن أردت أن تبحث عن تحقيق هذه القصة فتجد جميع أهل العلم يحكمون عليها بالكذب فهي لا أصل لها فكيف يكون الشيخ كشك من علماء السنة وقد غابت عنه عقيدة الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي والتي صور للناس أن ما فعله في الكنيسة أمام الراهب ليست فعل بشري إنما هي فعل الولي الذي حلت فيه روح الله ففعل هذا من منظور إلهي وليس منظور بشري
أيها الإخوة الكرام
نحن نتناول منهج اعتقادي وليس حكما علي الشيخ غفر الله له فإن العذر بالجهل يقبله الله تبارك وتعالي أما قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدعوة إلي الله فسوف تبقي إلي قيام الساعة فليس بيني وبين الشيخ عداوة خاصة وليس بيينا ميراث نقتسمه فقد أفضي إلي ربه ونحن نشهد له بالإسلام ونرجوا له الجنه أما ما قاله من خطأ فوجب التنبيه عليه حتي لا ينخدغ به العوام
فإن الشيخ غفر الله له قد انخدع بالحصافية الشاذولية التي كان عليها حسن البنا وانخدع بدعوة الخوارج التي دعي بها سيد قطب وانخدع بدعوى الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي بل وانخدع بدعوي التقريب بين السنة والشيعة التي كان ينادي بها أبو الأحمد المودودي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وكانت معظم الأحاديث التي يستشهد بها من الأحاديث المكذوبة والضعيفة ومعظم القصص التي كان يرويها كان من القصص المكذوبة مثل هذه القصة المشهورة التي انتشرت في بلدان العالم الإسلامي رغم أن أهل العلم حكموا عليها بالكذب
ومن هنا يبدوا لنا أن الشيخ لم يكن من شيوخ السنة إنما كان من الأزهريين الهجين الذين جمعوا أربع مذاهب اعتقادية متعارضة وراح يعرضها للناس علي أنها المنهج السني الأصيل
غفر الله للشيخ وعفا عنه جراء اجتهاده الذي أصاب في بعضه وأخطأ في الكثير فنحن نؤمن أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
أختم كلامي بأننا نسلم أن الشيخ مات علي الإسلام ونرجوا له الجنة وما كان من كلامه من حق نسأل الله له الأجر وما كان من كلامه من الخطأ نسأل الله عز وجل أن يعذره بجهله
هداني الله وإياكم إلي الحق المبين
انتهي....... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞
- هل كان الشيخ عبد الحميد كشك من
دعاة السنة أم من الأزاهرة الهجين
أيها الإخوة الأحباب سبق وأن كتبت أربعة مقالات عن التحولات المنهجية لمؤسسة الأزهر الشريف تناولت فيها ما مرت به هذه المؤسسة من تغيرات في المنهج الاعتقادي ومن أراد أن يطالع هذه المقالات فيمكنه العودة إليها في كتابي المعنون بعنوان ( المراد الرباني أم الخداع الشيطان)
وذكرت فيها تحذيرا من اتباع من ينتسبون إلي هذه المؤسسة وبيان منهجهم قبل أن يؤخذ عنهم العلم إذ أن هذه المؤسسة إنما مرت بتحولات منهجية اعتقادية منذ تأسيسها علي يد جوهر الصقلي الشيعي في القرن التاسع الميلادي وحتي الآن
فتجد فيها أربعة توجهات منهجية اعتقادية ما بين اتباع المنهج الشيعي واتباع المنهج التنويري السوربوني وقليل من دعاة السنة ثم الكثير والكثير من الأزهريين الهجين .
ولست الآن بصدد إعادة سرد لهؤلاء المناهج الاعتقادية إنما بصدد عرض لأحد خريجي هذه المؤسسة العريقة والذي كان يظنه العوام أنه علي المنهج السني فانخدع به الكثيرون إنما كانت حقيقة منهجه الاعتقادي هو منهج الأزهر الهجين.
وقد بينت في مقالي الخاص بالأزهر الهجين أن هؤلاء هم أصحاب الخليط من المعتقدات المختلفة والتي الأصل فيها التعارض لكن أصحابها انصهرت داخلهم تلك المعتقدات فظهروا بالصورة الهجين الذين يؤمنون بالضد ويمدحون المتعارضات.
فبالنظر إلي حقيقة الشيخ عفي الله عنه وغفر له فقد ولد في محافظة البحيرة في مركز شبراخيت في عام ١٩٣٣ وهو نفس مسقط راس حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج العصريين
الذي ولد في نفس المحافظة في دمنهور البحيرة في عام 1906 ومات في عام ١٩٤٩ فعاصر الشيخ كشك 13 عاما من حياة حسن البنا مؤسس جماعة الخوارج المصريين والذي ذاع صيته في محافظة البحيرة في مرحلة طفولة الشيخ عبد الحميد كشك
ومن المعلوم لدي الجميع أن حسن البنا كان علي الطريقة الصوفية الحصافية الشاذولية وذلك طبقا لما جاء في مذكراته التي يذكر فيها أنهم كانوا يشدون الرحال إلي قبر الشيخ الحصافي في دمنهور كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر ثم يعودون بعد صلاة العشاء سيرا علي الأقدام وهذا لا ينكره أحد من أعضاء هذه الجماعة التي أسسها حسن البنا
بل هذا ما أقر به حسن البنا نفسه أنه كان علي منهج الصوفية الذين يقدسون القبور وهذا هو المنهج الأول فكان الشيخ كشك غفر الله له يري في منهج حسن البنا أنه منهج سني وكثير ما كان يمدح حسن البنا الصوفي ويراه من الأئمة وهذ يدل علي أنه لم يكن ينكر معتقدات الصوفية القبوريين وهذا هو المنهج الأول .
ومما جاء في موسوعة ويكيبيديا أن الشيخ كشك من خريجى جامعة الأزهر في كلية أصول الدين حيث عين أمام وخطيب في الأوقاف فخطب أربعين سنة قرابة ألفين خطبة بمعدل خطبة إسبوعيا بالإضافة إلي الدروس الشرعية كانت جميعها تتسم بالتكفير والدعوة إلي الخروج علي الحكام والتهكم من هؤلاء الفساق أهل الفن والتمثيل والراقصات يذكرهم بالاسم فوق المنابر بل والتكفير العلني لحكام زمانه فلم يسلم من لسانه الرئيس عبد الناصر ولا أسد أكتوبر الرئيس انور السادات.
ولم يكن سب الحكام من هدي رسول الله ولم يكن النبي ينكر علي العوام بالاسم بل كان يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا دون التصريح بالأسماء أما عن الحكام فما أكثر أحاديث السمع والطاعة لأولياء الأمور وعدم التشهير بهم وعدم الخروج عليهم وإن ظلموا وإن جاروا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) ففي الحديث وغيره من أحاديث الصبر علي ظلم وجور الحكام ما يقيم الحجة علي كل خارجي مارق
لكن ديدن الشيخ هو السب والطعن في الحكام علي المنابر مما كان يعده أتباعه من الجهلاء والمضللين أنه من الفروسية والشجاعة حتي منحوه لقب فارس المنابر بلا منافس حيث أنه كان من المحترفين في سب الحكام والتحريش عليهم واستغلال مسألة الفقر الاجتماعي كمنهج دعوي لإثارة الناس ضد الحكام هذا مما لا شك فيه هو منهج الخوارج .
ومن العجيب أن الخوارج في الزمن الأول كانوا يكفرون عباد القبور من أدعياء التصوف والشيعة المجوس المنحرفين لكن خوارج العصر يعظمون من الشيعة وينادون بالتقريب بين السنة والشيعة ويعظمون من المتصوفة القبوريين في الوقت الذي يكفرون فيه حكام المسلمين ويحرشون الرعية علي الخروج عليهم وهذا هو المنهج الثاني للشيخ كشك غفر الله له
ثم تعالوا إلي المنهج الثالث الذي كان يؤمن به الشيخ ويدعوا إليه في خطبه هذا الذي ظهر جليا في خطبته المشهورة تحت عنوان مناظرة أبو يزيد البسطامي للقساوسة.
هذه الخطبة التي هزت أركان العالم الإسلامي والتي روج لها أتباع الشيخ من الخوارج العصريين يمدحون بها شيخهم ويرون فيها من غزارة العلم دليل علي أن الشيخ من العلماء الربانيين ويمكننا جميعا الرجوع إلي الخطبة علي الانترنت تحت عنوان مناظرة أبى يزيد البسطامي للقساوسة.
ومن المعلوم أن أبا يزيد البسطامي هو أحد مؤسسي دعوة الحلول والاتحاد التي تكلم بها حسين بن منصور الحلاج وابن الفارض فهم من وضعوا أصول هذه الزندقة التي أدخلوها إلي عقيدة المسلمين وفيها أن الولي لا يزال يرتقي في الطاعات والقرب من الله عز وجل حتي تتكشف له الحجب ويقربه ربه سبحانه وتعالي فتحل فيه روح الله كما حلت في جسد المسيح علي حد قول النصاري فيصير الولي كأنه جسد بشري حوي روح الله فصار مثل الإله يعلم الغيب ويتصرف في الكون تصرف الله عز وجل كما قال النصاري في المسيح ابن مريم
فكان الشيخ كشك غفر الله له كان يري بعقيدة الحلول والاتحاد التي كان يعتقدها أبو يزيد البسطامي.
فراح الشيخ كشك يعرض أحد القصص والخرافات التي رواها أبو يزيد البسطامي باعتباره جسد بشري حلت فيه روح الله فيروي الشيخ كشك علي لسان أبى يزيد البسطامي وكأنه يمجده فيقول أن أبا يزيد البسطامي صلي العشاء ونام وكأنه يشير إلي أنه نام علي طهارة حتي لا يظن أحد أن من هاتفه إنما هو الشيطان فيقول أن أبا يزيد صلي العشاء ونام وإذا بهاتف يناديه فيقول له يا أبا يزيد إن الليلة هي ليلة عيد النصاري فقم واذهب إلي كنيسة كذا وكذا فسوف تجد الأمر العجاب
فقام أبو يزيد واتجه إلي الكنيسة ودخل وجلس بين شعب الكنيسة يستمع الوعظ فإذا براهب الكنيسة يتوقف عن الكلام فلما طلب منه الشعب الكنسي أن يواصل حديثه فإذا بالراهب يمتنع ويقول لا أتكلم وفيكم محمدي وإني لأتعجب كيف عرف الراهب أن من بين الحضور رجل من أتباع محمد صلي عليه عليه وسلم .فيقولون وكيف عرفت أن فينا محمدي؟ فيرد عليهم الراهب (سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وكأن الراهب يحفظ سورة الفتح فأي عقل يصدق هذه الخرافات؟
لكن أبا يزيد علي حد زعمه يقول وقفت إلي الراهب وقلت له (أريد أن أناظرك) فقال له الراهب فإن غلبتك قتلناك.
فقال له أبو يزيد (فإن غلبتك أنا ؟) قال الراهب فأنت حر
ثم بدأت المناظرة بقرابة خمسة عشر سؤالا سألها الراهب لأبي يزيد وهو يجيب بطلاقة وجميع هذه الأسئلة لا يعلمها إلا أهل الإسلام فكيف للراهب ان يعلمها وأن يقر بصحتها كأن يقول الراهب لأبي يزيد ما هو الواحد الذي لا ثاني له فيجيبه أبو يزيد الله وكأن الراهب كان علي التوحيد الخالص ولم يكن علي التثليث ثم في نهاية الأسئلة التي أجاب عليها أبو يزيد بكل طلاقة فيقول أبو يزيد للراهب أنا أسألك سؤال واحد فيقول له الراهب ما هو؟
فيقول له أبو يزيد ما هو مفتاح الجنة فيسكت الراهب ولا يجيب فيطالبه جمهور الكنيسة بالإجابة فيقول لهم لو أجبته لأغضبتكم جميعا فيقولون له أجب فلن نغضب فيرد الراهب مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله فيرددها جمهور الكنيسه بما فيهم من القساوسة والحضور ويدخل الجميع في الإسلام علي يد أبي يزيد البسطامي
وكأن أبا يزيد أدرك ما لم يدركه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لما جاءه وفد نصاري نجران وكان فيهم قرابة ثمانية أو عشرة من الرهبان والقساوسة فدعاهم النبي فأبوا إلا البقاء علي دينهم ثم انصرفوا إلي نجران بعد أن قبلوا بدفع الجزية
والسؤال الآن ما الذي منع الراهب من الكذب أمام شعب الكنيسه كأن يقول أن مفتاح الجنة هو صلب المسيح أو هو عقيدة الفداء والخلاص التي كان يعلمها لقومه.
هكذا حكي الشيخ كشك هذه القصة ببراعة فائقة علي لسان من اختلقها وهو أبو يزيد البسطامي فإن أردت أن تبحث عن تحقيق هذه القصة فتجد جميع أهل العلم يحكمون عليها بالكذب فهي لا أصل لها فكيف يكون الشيخ كشك من علماء السنة وقد غابت عنه عقيدة الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي والتي صور للناس أن ما فعله في الكنيسة أمام الراهب ليست فعل بشري إنما هي فعل الولي الذي حلت فيه روح الله ففعل هذا من منظور إلهي وليس منظور بشري
أيها الإخوة الكرام
نحن نتناول منهج اعتقادي وليس حكما علي الشيخ غفر الله له فإن العذر بالجهل يقبله الله تبارك وتعالي أما قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدعوة إلي الله فسوف تبقي إلي قيام الساعة فليس بيني وبين الشيخ عداوة خاصة وليس بيينا ميراث نقتسمه فقد أفضي إلي ربه ونحن نشهد له بالإسلام ونرجوا له الجنه أما ما قاله من خطأ فوجب التنبيه عليه حتي لا ينخدغ به العوام
فإن الشيخ غفر الله له قد انخدع بالحصافية الشاذولية التي كان عليها حسن البنا وانخدع بدعوة الخوارج التي دعي بها سيد قطب وانخدع بدعوى الحلول والاتحاد التي كان عليها أبو يزيد البسطامي بل وانخدع بدعوي التقريب بين السنة والشيعة التي كان ينادي بها أبو الأحمد المودودي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وكانت معظم الأحاديث التي يستشهد بها من الأحاديث المكذوبة والضعيفة ومعظم القصص التي كان يرويها كان من القصص المكذوبة مثل هذه القصة المشهورة التي انتشرت في بلدان العالم الإسلامي رغم أن أهل العلم حكموا عليها بالكذب
ومن هنا يبدوا لنا أن الشيخ لم يكن من شيوخ السنة إنما كان من الأزهريين الهجين الذين جمعوا أربع مذاهب اعتقادية متعارضة وراح يعرضها للناس علي أنها المنهج السني الأصيل
غفر الله للشيخ وعفا عنه جراء اجتهاده الذي أصاب في بعضه وأخطأ في الكثير فنحن نؤمن أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
أختم كلامي بأننا نسلم أن الشيخ مات علي الإسلام ونرجوا له الجنة وما كان من كلامه من حق نسأل الله له الأجر وما كان من كلامه من الخطأ نسأل الله عز وجل أن يعذره بجهله
هداني الله وإياكم إلي الحق المبين
انتهي. ❝
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ...
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ...
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله ... ❤️
#خلود_أيمن #مراجعات #روايات .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ..
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ..
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله .. ❤️
#خلود_أيمن#مراجعات#روايات. ❝
❞ \"خيال مُزهر\"
لم تكن لي أحلام ترضيني في منامي أنا من صنعت أحلام لذاتي لأستطيع أكمال مسيرة الأيام، لأن أحلامي باهتة سوداء كالأفلام العريقة بلا ألوان، ک شدو بلا شَدَا، وكالأرض القاحلة، أنني أصنع لي خيالات برَّاقة بدلًا من كوابيسي الغِرْبِيبة وها أنا على قيد خيالي أعيش بغِبْطَة لا تُضاهَى قد تعتبر باطِنة إِنْشاء الخيال من تلقاء نفسي تُرَّهَة، ولكن ذلك يساعدني حقًا لأكمل الطريق لعل مااصنعه بخيالاتي أرآه حقيقة بأيامي الآتية إنني أجزم ذلك، ويقطن بي يقين جدير بالثقة بأن أيامي الوافدة ستكون أهلًا بي، وبخيالي الواسع، أحلام المرء عدة وأنا أطمح بالوفير إذا مازال القلب على قيد النبض، وبزغ فجر الفلق ونحنا على قيد الحياة لنا الأرض ولنا حق العيش، وتحقيق الأمنيات حتى وأن طال تحقيقها وليالي أيامي عارضتني أملي بمن خلق الوجود مُسْهَب بلا قنوط لن يحتلني اليأس أن كانت أحلامي مليئة بالكمد فأنا لا أود عيش أحلام زاهية مزهرة، وواقعي مشؤوم أشبه بالصبار سأعيش أيامي وكأنها حلم يتمنى الحالم تحقيقة سأصنع من الا وجود الأحلام وجود بالواقع.
عُلاالطاهري. ❝ ⏤Olaa Tahiri٠
❞ ˝خيال مُزهر˝
لم تكن لي أحلام ترضيني في منامي أنا من صنعت أحلام لذاتي لأستطيع أكمال مسيرة الأيام، لأن أحلامي باهتة سوداء كالأفلام العريقة بلا ألوان، ک شدو بلا شَدَا، وكالأرض القاحلة، أنني أصنع لي خيالات برَّاقة بدلًا من كوابيسي الغِرْبِيبة وها أنا على قيد خيالي أعيش بغِبْطَة لا تُضاهَى قد تعتبر باطِنة إِنْشاء الخيال من تلقاء نفسي تُرَّهَة، ولكن ذلك يساعدني حقًا لأكمل الطريق لعل مااصنعه بخيالاتي أرآه حقيقة بأيامي الآتية إنني أجزم ذلك، ويقطن بي يقين جدير بالثقة بأن أيامي الوافدة ستكون أهلًا بي، وبخيالي الواسع، أحلام المرء عدة وأنا أطمح بالوفير إذا مازال القلب على قيد النبض، وبزغ فجر الفلق ونحنا على قيد الحياة لنا الأرض ولنا حق العيش، وتحقيق الأمنيات حتى وأن طال تحقيقها وليالي أيامي عارضتني أملي بمن خلق الوجود مُسْهَب بلا قنوط لن يحتلني اليأس أن كانت أحلامي مليئة بالكمد فأنا لا أود عيش أحلام زاهية مزهرة، وواقعي مشؤوم أشبه بالصبار سأعيش أيامي وكأنها حلم يتمنى الحالم تحقيقة سأصنع من الا وجود الأحلام وجود بالواقع.
عُلاالطاهري. ❝