❞ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد همت به وهم بها الآية ، قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ; كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها . وقال أحمد بن يحيى : أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة ، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به ; فبين الهمتين فرق ، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه . قال جميل :
هممت بهم من بثينة لو بدا شفيت غليلات الهوى من فؤاديا
آخر :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
فهذا كله حديث نفس من غير عزم . وقيل : هم بها تمنى زوجيتها . وقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها . وقيل : إن هم يوسف كان معصية ، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم ، فيما ذكر القشيري أبو نصر ، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم . قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته . قال ابن عباس : ولما قال : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل : ولا حين هممت بها يا يوسف ؟ ! فقال عند ذلك : وما أبرئ نفسي . قالوا : والانكفاف في مثل هذه الحالة دال على الإخلاص ، وأعظم للثواب .
قلت : وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب ما يأتي بيانه في [ ص ] إن شاء الله تعالى . وجواب لولا على هذا محذوف ; أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به ; ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا ; قال ابن عطية : روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف ، وقالوا : الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب ، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك ، وهي قد استلقت له ; حكاه الطبري . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه ، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم . وقال الحسن : إن الله - عز وجل - لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ; ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوبة . قال الغزنوي : مع أن لزلة الأنبياء حكما : زيادة الوجل ، وشدة الحياء بالخجل ، والتخلي عن عجب العمل ، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل ، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل . قال القشيري أبو نصر : وقال قوم جرى من يوسف هم ، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل ; وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد ، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد ; وتناول الطعام اللذيذ ; فإذا لم يأكل ولم يشرب ، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس ; والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما .
قلت : هذا قول حسن ; وممن قال به الحسن . قال ابن عطية : الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية ; وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة ; وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه ; لأن العصمة مع النبوة . وما روي من أنه قيل له : تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء . فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد .
قلت : ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ; لكن قوله تعالى : وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه ، وهو قول جماعة من العلماء ; وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ; وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ; ويكون قوله : وما أبرئ نفسي - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم ، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف ، لمخالفة النفس لما زكي به قبل وبرئ ; وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه فقال : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما على ما تقدم بيانه ; وخبر الله تعالى صدق ، ووصفه صحيح ، وكلامه حق ; فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ومقدماته ; وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله ; فما تعرض لامرأة العزيز ، ولا أجاب إلى المراودة ، بل أدبر عنها وفر منها ; حكمة خص بها ، وعملا بمقتضى ما علمه الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي . وقال - عليه السلام - مخبرا عن ربه : إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة . فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب ; وفي الصحيح : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم . قال ابن العربي : كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية - وأي إمام - يعرف بابن عطاء ! تكلم يوما على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه ; فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال : يا شيخ ! يا سيدنا ! فإذا يوسف هم وما تم ؟ قال : نعم ! لأن العناية من ثم . فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم ، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله ، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه ; ولذلك قال علماء الصوفية : إن فائدة قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما إنما أعطاه ذلك إبان غلبة الشهوة لتكون له سببا للعصمة .
قلت : وإذا تقررت عصمته وبراءته بثناء الله تعالى عليه فلا يصح ما قال مصعب بن عثمان : إن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها ، فاشتاقته امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها وذكرها ، فقالت : إن لم تفعل لأشهرنك ; فخرج وتركها ، فرأى في منامه يوسف الصديق - عليه السلام - جالسا فقال : أنت يوسف ؟ فقال : أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم ؟ ! فإن هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ; ولو قدرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية ، فيكون محفوظا كهو ; ولو غلقت على سليمان الأبواب ، وروجع في المقال والخطاب ، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة ، وعظيم المحنة ، والله أعلم .
قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه " أن " في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف . لعلم السامع ; أي لكان ما كان . وهذا البرهان غير مذكور في القرآن ; فروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب ، فقال : ما تصنعين ؟ قالت : أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة ; فقال يوسف : أنا أولى أن أستحي من الله ; وهذا أحسن ما قيل فيه ، لأن فيه إقامة الدليل . وقيل : رأى مكتوبا في سقف البيتولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . وقال ابن عباس : بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين وقال قوم : تذكر عهد الله وميثاقه . وقيل : نودي يا يوسف ! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ ! وقيل : رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن ، وخرجت شهوته من أنامله ; قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك . وأبو صالح وسعيد بن جبير . وروى الأعمش عن مجاهد قال : حل سراويله فتمثل له يعقوب ، وقال له : يا يوسف ! فولى هاربا . وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال : مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، قال مجاهد : فولد لكل واحد من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكرا إلا يوسف لم يولد له إلا غلامان ، ونقص بتلك الشهوة ولده ; وقيل غير هذا . وبالجملة : فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوي إيمانه ، وامتنع عن المعصية .
قوله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الكاف من كذلك يجوز أن تكون رفعا ، بأن يكون خبر ابتداء محذوف ، التقدير : البراهين كذلك ، ويكون نعتا لمصدر محذوف ; أي أريناه البراهين رؤية كذلك . والسوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة . وقيل : السوء الثناء القبيح ، والفحشاء الزنا . وقيل : السوء خيانة صاحبه ، والفحشاء ركوب الفاحشة . وقيل : السوء عقوبة الملك العزيز .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " المخلصين " بكسر اللام ; وتأويلها الذين أخلصوا طاعة الله . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتأويلها : الذين أخلصهم الله لرسالته ; وقد كان يوسف - صلى الله عليه وسلم - بهاتين الصفتين ; لأنه كان مخلصا في طاعة الله تعالى ، مستخلصا لرسالة الله تعالى .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
ولقد همت به وهم بها الآية ، قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ; كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها . وقال أحمد بن يحيى : أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة ، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به ; فبين الهمتين فرق ، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه . قال جميل :
هممت بهم من بثينة لو بدا شفيت غليلات الهوى من فؤاديا
آخر :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
فهذا كله حديث نفس من غير عزم . وقيل : هم بها تمنى زوجيتها . وقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها . وقيل : إن هم يوسف كان معصية ، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم ، فيما ذكر القشيري أبو نصر ، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم . قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته . قال ابن عباس : ولما قال : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قال له جبريل : ولا حين هممت بها يا يوسف ؟ ! فقال عند ذلك : وما أبرئ نفسي . قالوا : والانكفاف في مثل هذه الحالة دال على الإخلاص ، وأعظم للثواب .
قلت : وهذا كان سبب ثناء الله تعالى على ذي الكفل حسب ما يأتي بيانه في [ ص ] إن شاء الله تعالى . وجواب لولا على هذا محذوف ; أي لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به ; ومثله كلا لو تعلمون علم اليقين وجوابه لم تتنافسوا ; قال ابن عطية : روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف ، وقالوا : الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب ، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك ، وهي قد استلقت له ; حكاه الطبري . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه ، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم . وقال الحسن : إن الله - عز وجل - لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ; ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوبة . قال الغزنوي : مع أن لزلة الأنبياء حكما : زيادة الوجل ، وشدة الحياء بالخجل ، والتخلي عن عجب العمل ، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل ، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل . قال القشيري أبو نصر : وقال قوم جرى من يوسف هم ، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل ; وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد ، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد ; وتناول الطعام اللذيذ ; فإذا لم يأكل ولم يشرب ، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس ; والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما .
قلت : هذا قول حسن ; وممن قال به الحسن . قال ابن عطية : الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية ; وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة ; وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه ; لأن العصمة مع النبوة . وما روي من أنه قيل له : تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء . فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد .
قلت : ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ; لكن قوله تعالى : وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه ، وهو قول جماعة من العلماء ; وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ; وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ; ويكون قوله : وما أبرئ نفسي - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم ، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف ، لمخالفة النفس لما زكي به قبل وبرئ ; وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه فقال : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما على ما تقدم بيانه ; وخبر الله تعالى صدق ، ووصفه صحيح ، وكلامه حق ; فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ومقدماته ; وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله ; فما تعرض لامرأة العزيز ، ولا أجاب إلى المراودة ، بل أدبر عنها وفر منها ; حكمة خص بها ، وعملا بمقتضى ما علمه الله . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي . وقال - عليه السلام - مخبرا عن ربه : إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة . فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب ; وفي الصحيح : إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم . قال ابن العربي : كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية - وأي إمام - يعرف بابن عطاء ! تكلم يوما على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه ; فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال : يا شيخ ! يا سيدنا ! فإذا يوسف هم وما تم ؟ قال : نعم ! لأن العناية من ثم . فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم ، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله ، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه ; ولذلك قال علماء الصوفية : إن فائدة قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما إنما أعطاه ذلك إبان غلبة الشهوة لتكون له سببا للعصمة .
قلت : وإذا تقررت عصمته وبراءته بثناء الله تعالى عليه فلا يصح ما قال مصعب بن عثمان : إن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها ، فاشتاقته امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها وذكرها ، فقالت : إن لم تفعل لأشهرنك ; فخرج وتركها ، فرأى في منامه يوسف الصديق - عليه السلام - جالسا فقال : أنت يوسف ؟ فقال : أنا يوسف الذي هممت ، وأنت سليمان الذي لم تهم ؟ ! فإن هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ; ولو قدرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية ، فيكون محفوظا كهو ; ولو غلقت على سليمان الأبواب ، وروجع في المقال والخطاب ، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة ، وعظيم المحنة ، والله أعلم .
قوله تعالى : لولا أن رأى برهان ربه ˝ أن ˝ في موضع رفع أي لولا رؤية برهان ربه والجواب محذوف . لعلم السامع ; أي لكان ما كان . وهذا البرهان غير مذكور في القرآن ; فروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن زليخاء قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب ، فقال : ما تصنعين ؟ قالت : أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة ; فقال يوسف : أنا أولى أن أستحي من الله ; وهذا أحسن ما قيل فيه ، لأن فيه إقامة الدليل . وقيل : رأى مكتوبا في سقف البيتولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . وقال ابن عباس : بدت كف مكتوب عليها وإن عليكم لحافظين وقال قوم : تذكر عهد الله وميثاقه . وقيل : نودي يا يوسف ! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ ! وقيل : رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن ، وخرجت شهوته من أنامله ; قاله قتادة ومجاهد والحسن والضحاك . وأبو صالح وسعيد بن جبير . وروى الأعمش عن مجاهد قال : حل سراويله فتمثل له يعقوب ، وقال له : يا يوسف ! فولى هاربا . وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال : مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله ، قال مجاهد : فولد لكل واحد من أولاد يعقوب اثنا عشر ذكرا إلا يوسف لم يولد له إلا غلامان ، ونقص بتلك الشهوة ولده ; وقيل غير هذا . وبالجملة : فذلك البرهان آية من آيات الله أراها الله يوسف حتى قوي إيمانه ، وامتنع عن المعصية .
قوله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء الكاف من كذلك يجوز أن تكون رفعا ، بأن يكون خبر ابتداء محذوف ، التقدير : البراهين كذلك ، ويكون نعتا لمصدر محذوف ; أي أريناه البراهين رؤية كذلك . والسوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة . وقيل : السوء الثناء القبيح ، والفحشاء الزنا . وقيل : السوء خيانة صاحبه ، والفحشاء ركوب الفاحشة . وقيل : السوء عقوبة الملك العزيز .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ˝ المخلصين ˝ بكسر اللام ; وتأويلها الذين أخلصوا طاعة الله . وقرأ الباقون بفتح اللام ، وتأويلها : الذين أخلصهم الله لرسالته ; وقد كان يوسف - صلى الله عليه وسلم - بهاتين الصفتين ; لأنه كان مخلصا في طاعة الله تعالى ، مستخلصا لرسالة الله تعالى. ❝
❞ كتاب نبي الإسلام بين الحقيقة والإدعاء تأليف د. عبد الراضي محمد عبد المحسن يتكون من ثلاثة محاور مقسمة إلى ثلاثة فصول، المحور الأول يهدف إلى الكشف عن طبيعة النبوة في الإسلام وذلك بتحديد مفهومها في اللغة والاصطلاح، ويعرض لتقسيم مراتب النبيين ويشرح مبدأ العصمة، وإثبات ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والقسم الثاني من الكتاب يتناول فيه المؤلف عبدالراضي محمد عبدالمحسن الدعاوى والمزاعم المثارة حول نبوة محمد وأصالة دعوته، ويستعرض هنا ست دعاوى مشهورة ويرد عليها، ويخصص المؤلف القسم الثالث من الكتاب لعرض دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة العلمية اليقينة والبراهين والآيات البينات الواضحات.. ❝ ⏤د. عبد الراضي محمد عبد المحسن
❞ كتاب نبي الإسلام بين الحقيقة والإدعاء تأليف د. عبد الراضي محمد عبد المحسن يتكون من ثلاثة محاور مقسمة إلى ثلاثة فصول، المحور الأول يهدف إلى الكشف عن طبيعة النبوة في الإسلام وذلك بتحديد مفهومها في اللغة والاصطلاح، ويعرض لتقسيم مراتب النبيين ويشرح مبدأ العصمة، وإثبات ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والقسم الثاني من الكتاب يتناول فيه المؤلف عبدالراضي محمد عبدالمحسن الدعاوى والمزاعم المثارة حول نبوة محمد وأصالة دعوته، ويستعرض هنا ست دعاوى مشهورة ويرد عليها، ويخصص المؤلف القسم الثالث من الكتاب لعرض دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة العلمية اليقينة والبراهين والآيات البينات الواضحات. ❝
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
المرشد العام للشيعة وكذا الإخوان المفسدين
لفظ مصطنع خدعوا به عموم المسلمين
أيها العقلاء من مسلمي بني وطني وكل المسلمين في شتي البلدان إلي كل من كان ينتمي إلي هذا التيار الخارجي أو حتي علي الأقل يتعاطف معه تحت راية المظلومية التي يتستر بها هذا التيار الخارجي لإظهار السماحة وهم في الحقيقة سفاكي دماء مثل خوارج الزمن الأول الذي قال فيهم النبي الشراه شرار الخلق والخليقة .
أيها الإخوة أقسم بمن فطر السموات والأرض أن الأمر بالنسبة لي عقيدة أجهر بها مرضاة لربي لعلي أصحح بها مفاهيم شباب مضلل من قبل هؤلاء الخوارج فنأخذهم بعيدا عن هذا الطريق الذي يسير بهم إلي ضياع دينهم ودنياهم نسأل الله العافية .
أما عن نفسي فقد أدركني المشيب وعاصرت هذه الجماعات منذ الثمانينات في مرحة التعليم الجامعي وما قبل الجامعي وما أكتبه ليس من باب التكهنات أو أخبار الإعلام وشبكات التواصل وليس هذا من باب السياسة التي يسعي إليها أهل الأهواء إنما والله نتاج دراسات شرعية واطلاع علي كتب الأصول الشرعية علي مدار أكثر من عشرين عاما عملت خلالها في الدعوة لوجه الله تعالي وليس هذا من باب الفخر إنما والله من باب إظهار الحق لمن يبحث عنه وحتي لا يتهمني ضعيف العقل أنني أبحث عن مجد دنيوي فوالله لو كنت أبحث عن مجد لكان أولي لي أن أقدم الكثير والكثير من التساهلات التي كان من الممكن أن يكون لها دور كبير في تغيير حياتي والحمد لله علي نعمه وآلاءه
أيها الإخوة
تعالوا نجري مناظرة حرة عن هذا الفكر الخارجي لتتضح الحقيقة أمام الجميع بلا زيادة أو نقصان
أولا ما معني لفظ المرشد العام للإخوان وكذلك مرشد الشيعة في إيران وهل هذا المنصب يعد من مناصب الدنيا السياسية أو الإدارية أم من منازل الدين وما حقيقة و أبعاد علاقته برئيس الدولة أو ملك البلاد ؟
نحن نحتاج أن نتفهم حقيقة الأمور لعلنا نكون مخطئين فنعود إلي رشدنا ونتوب إلي الله ونعتذر عن هذا الكلام .
فلما نجد منصب لرجل اسمه المرشد العام للجماعة يقف بجوار رئيس الدولة يلقنه الإجابات إن لم يكن يعطيه التعليمات
فأين سمعتم عن هذا الاسم علي سطح الأرض إلا عند مرشد الإخوان ومرشد الشيعة في إيران ؟
بأي صفة كان يقف المرشد العام ويملي تعليمات لرئيس الدولة وبأي صفة كان يقابل وفود الأمريكان والاتحاد الاوربي وبأي صفه كان يجري صفقة بحضور الرئيس الأمريكي كارتر ومعه وزيرة الخارجية الأمريكية وغيرها من الدبلوماسيين الأمريكان ؟
ما هي صفة المرشد في الدول الحالية ؟ أهو منصب مللي مثل مرشد إيران أم هو منصب خفي أعلي من منصب رئيس الدولة وماذا علينا كمواطنين من واجبات نحو هذا المرشد العام ؟
وماذا عن البيعة الإخوانية التي لا تخفي علي أحد ومن أراد أن يتحقق من هذا الكلام فليبحث في اليوتيوب عن بيعة حماس التي لا تخفي علي أحد وليقل لنا ما معني هذه البيعة
وماذا علي أنا كمسلم من العوام هل علي أن أبايع سماحة المرشد العام أم أبايع ولي الأمر الذي بيده الحكم في بلادنا وما علاقتها ببيعة المرشد العام ؟ بمعني هل علينا مبايعة أحدهما أم كلاهما وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
وماذا عن مكتب الإرشاد وأعضاءه أهو بديل مجلس الشعب والشوري في الديمقراطية الغربية أم هو مجلس مللي يؤمن بولاية الفقيه أم ماذا ؟
وماذا عن المراقب العام في مصر وفي بقية البلدان فقد شاهدنا بأم أعيننا رئيسا يجلس علي عرشه ويعلوه من فوقه مرشد عام ومراقب عام لمصر ومكتب للإرشاد ونريد أن نعرف من الذي بيده مقاليد الأمور من هؤلاء الأربع ومن أسوتهم في هذا النظام وهل مكتب الإرشاد يعلو مجلسي الشعب والشوري أم أنه من بدع هذا النظام ؟
وما هي المهام التي يقوم بها مكتب الإرشاد وعن أي شئ كان هذا المكتب يرشدهم أإلي أمور دينهم أم إلي أمور دنيا الناس
أم أن هذا المكتب كان مجلس مللي مثل أشباهه في إيران؟
ألا ترون وجها واحدا لكلا المرشدين وتشابها تاما بينه وبين شيعة إيران ؟ فياتري أي النظامين وضع أولا وهل كلا منه يعد كيانا مستقلا أم أنهما تابعين لمجلس ماسوني أعلي هو المسؤول عن قيادة النظامين؟
فلا تعجب إن رأيت طائرة فرنسية تقل الخميني وحسن نصر الله لتهبط بهم في إيران ولا عجب أن تجد تمويلا إنجليزيا ودعما ألمانيا لجمعية الإخوان التي اسسها حسن البنا في قلب مصرنا وهو لا يستحي ويجاهر بأنه تلقي هذا الدعم من هؤلاء.
أيها الإخوة
إن عقيدة الشيعة في مرشدهم إنما قوامها أن هناك اثنا عشر إماما من آل بيت النبي هؤلاء الأئمة طبقا للعقيدة الإمامية الاثنا عشرية إنما قوامها أن الدين لم يكتمل بعد وأن النبي صلي الله عليه وسلم أوصي بالملك والخلافة من بعده إلي سيدنا علي بن أبي طالب الذي سرق ملكه الخلفاء الثلاثة من قبله وهم سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان وبهذا صاروا معتدين علي وصية رسول الله التي كانت تحض علي ذلك ثم لما آل الملك إلي الإمام علي لم يكن مجرد إمام حاكم في أمور المسلمين إنما نسبوا له العصمة وأنه يأتيه الوحي بعد رسول الله لأن الدين لم يكتمل بعد ولا زال المسلمون يحتاجون إلي إمام معصوم ليرشدهم
فادعوا وجود اثنى عشر إماما من بيت علي بن أبي طالب وهم بالتدريج سيدنا علي ثم الحسن بن علي ثم الحسين ثم عبد الله بن الحسين وجعفر الصادق ومحمد الباقر وغيرهم إلي أن وصلو إلي الإمام الاثنا عشر وهو محمد بن الحسن العسكري الذي لم يعقب وزعموا كذبا وزورا أنه دخل داخل سرداب في ساموراء بالعراق منذ أكثر من سبعمائة عام وهم ينتظرون خروجه ولا يخرج
وقد ادعي هؤلاء الشيعة قصة الإمامة في اثنا عشر رجلا ليوافقوا بها هذه القصة المزعومة
فلما اختفي إمامهم الأخير الذي له العصمة وهو يتلقي الوحي من السماء إنما زعم هؤلاء الشيعة أن هناك منصب يقال له المرشد العام الذي يتواصل وحده مع الإمام الاثنا عشر المختفي في السرداب ليأتي لهم بالأخبار من الإمام المعصوم
ولذلك صار للمرشد قداسة دينية باعتباره الوصلة بين الشيعة وبين إمامهم المعصوم الذي لا يزال يتلقي وحي من السماء
وهذا يفسر لنا هذه المكانة الشرعية للمرشد الشيعي الذي يعلو رئيس الدولة وكأن رئيس الدولة الشيعي يخضع لاختيار الناس بالانتخابات ويتغير بين وقت وآخر أما المرشد العام فهو معين من قبل الإمام المعصوم ولا يجوز تغييره
وبالنظر إلي مرشد الإخوان الذي أطلق عليه أتباعه لقب الإمام الشهيد وهو خريج كلية دار العلوم قسم خط فإن كان المرشد الإيراني يأخذ علمه عن الإمام المعصوم فمن أين للمرشد الإخواني منزلة الإمامة ومن الذي يلقنه العلم وهل له منزلة العصمة مثل المرشد الإيراني ؟
ثم لما يموت المرشد الإخواني يخلفه مرشد جديد لا علاقة له بالفقه ولا بالدين ولا بالشريعة فكأن آخر مرشديهم أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف وهو محمد بديع فما علاقة هذا التخصص وهذه الكلية بهذه الوظيفة التي يرتقي فيها إلي منزلة الإمام المعصوم كما عند الشيعة ويأمر وينهي وتنعقد له البيعة من قبل كل أعضاء التنظيم في ٩٠ دولة علي مستوي العالم
تري من أعطي هذا الرجل كل هذه المكانة وهل منصب المرشد الإخواني ظهر أولا ثم انتقل إلي إيران أم أنها عقيدة إيرانية اقتبسها الإخوان أم أنها خطة ماسونية للسيطرة علي الشعوب السنية والشيعية لمصلحة الغرب الماسوني تحت زريعة ولاية الفقيه الذي يخضع له الشعوب بلا استثناء
والله أيها الإخوة أنا أميل إلي هذه الرؤيا أن الماسون استعملو الخميني للسيطرة علي الشعوب الشيعية وكذلك صمموا لنا نموذج صنع خصيصا لبلاد السنية لنقل نفس الفكرة للهيمنة والسيطرة علي بلادنا السنية علي غرار النظام الشيعي
لكن الله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
إخواني الأعزاء تدبروا هذا الكلام جيدا فسوف تجدوا فيه عين الحقيقة التي يراها كل ذي عقل رشيد نسأل الله عز وجل أن ينتقم من مرشدي الشيعة ويشتت شملهم كما قطع قرون الخوارج عندنا وشتت شملهم وقطع قرنهم و أخرج مرشدهم وهو يتخفي في النقاب شأنه شأن النساء ليعلنها علي الملأ أنها دعوة ضالة لا ترقي أن يقودها رجال ولكن قادها نساء منتقبات ألا لا بارك الله لهم إنه جواد كريم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
د محمد عمر. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
المرشد العام للشيعة وكذا الإخوان المفسدين
لفظ مصطنع خدعوا به عموم المسلمين
أيها العقلاء من مسلمي بني وطني وكل المسلمين في شتي البلدان إلي كل من كان ينتمي إلي هذا التيار الخارجي أو حتي علي الأقل يتعاطف معه تحت راية المظلومية التي يتستر بها هذا التيار الخارجي لإظهار السماحة وهم في الحقيقة سفاكي دماء مثل خوارج الزمن الأول الذي قال فيهم النبي الشراه شرار الخلق والخليقة .
أيها الإخوة أقسم بمن فطر السموات والأرض أن الأمر بالنسبة لي عقيدة أجهر بها مرضاة لربي لعلي أصحح بها مفاهيم شباب مضلل من قبل هؤلاء الخوارج فنأخذهم بعيدا عن هذا الطريق الذي يسير بهم إلي ضياع دينهم ودنياهم نسأل الله العافية .
أما عن نفسي فقد أدركني المشيب وعاصرت هذه الجماعات منذ الثمانينات في مرحة التعليم الجامعي وما قبل الجامعي وما أكتبه ليس من باب التكهنات أو أخبار الإعلام وشبكات التواصل وليس هذا من باب السياسة التي يسعي إليها أهل الأهواء إنما والله نتاج دراسات شرعية واطلاع علي كتب الأصول الشرعية علي مدار أكثر من عشرين عاما عملت خلالها في الدعوة لوجه الله تعالي وليس هذا من باب الفخر إنما والله من باب إظهار الحق لمن يبحث عنه وحتي لا يتهمني ضعيف العقل أنني أبحث عن مجد دنيوي فوالله لو كنت أبحث عن مجد لكان أولي لي أن أقدم الكثير والكثير من التساهلات التي كان من الممكن أن يكون لها دور كبير في تغيير حياتي والحمد لله علي نعمه وآلاءه
أيها الإخوة
تعالوا نجري مناظرة حرة عن هذا الفكر الخارجي لتتضح الحقيقة أمام الجميع بلا زيادة أو نقصان
أولا ما معني لفظ المرشد العام للإخوان وكذلك مرشد الشيعة في إيران وهل هذا المنصب يعد من مناصب الدنيا السياسية أو الإدارية أم من منازل الدين وما حقيقة و أبعاد علاقته برئيس الدولة أو ملك البلاد ؟
نحن نحتاج أن نتفهم حقيقة الأمور لعلنا نكون مخطئين فنعود إلي رشدنا ونتوب إلي الله ونعتذر عن هذا الكلام .
فلما نجد منصب لرجل اسمه المرشد العام للجماعة يقف بجوار رئيس الدولة يلقنه الإجابات إن لم يكن يعطيه التعليمات
فأين سمعتم عن هذا الاسم علي سطح الأرض إلا عند مرشد الإخوان ومرشد الشيعة في إيران ؟
بأي صفة كان يقف المرشد العام ويملي تعليمات لرئيس الدولة وبأي صفة كان يقابل وفود الأمريكان والاتحاد الاوربي وبأي صفه كان يجري صفقة بحضور الرئيس الأمريكي كارتر ومعه وزيرة الخارجية الأمريكية وغيرها من الدبلوماسيين الأمريكان ؟
ما هي صفة المرشد في الدول الحالية ؟ أهو منصب مللي مثل مرشد إيران أم هو منصب خفي أعلي من منصب رئيس الدولة وماذا علينا كمواطنين من واجبات نحو هذا المرشد العام ؟
وماذا عن البيعة الإخوانية التي لا تخفي علي أحد ومن أراد أن يتحقق من هذا الكلام فليبحث في اليوتيوب عن بيعة حماس التي لا تخفي علي أحد وليقل لنا ما معني هذه البيعة
وماذا علي أنا كمسلم من العوام هل علي أن أبايع سماحة المرشد العام أم أبايع ولي الأمر الذي بيده الحكم في بلادنا وما علاقتها ببيعة المرشد العام ؟ بمعني هل علينا مبايعة أحدهما أم كلاهما وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
وماذا عن مكتب الإرشاد وأعضاءه أهو بديل مجلس الشعب والشوري في الديمقراطية الغربية أم هو مجلس مللي يؤمن بولاية الفقيه أم ماذا ؟
وماذا عن المراقب العام في مصر وفي بقية البلدان فقد شاهدنا بأم أعيننا رئيسا يجلس علي عرشه ويعلوه من فوقه مرشد عام ومراقب عام لمصر ومكتب للإرشاد ونريد أن نعرف من الذي بيده مقاليد الأمور من هؤلاء الأربع ومن أسوتهم في هذا النظام وهل مكتب الإرشاد يعلو مجلسي الشعب والشوري أم أنه من بدع هذا النظام ؟
وما هي المهام التي يقوم بها مكتب الإرشاد وعن أي شئ كان هذا المكتب يرشدهم أإلي أمور دينهم أم إلي أمور دنيا الناس
أم أن هذا المكتب كان مجلس مللي مثل أشباهه في إيران؟
ألا ترون وجها واحدا لكلا المرشدين وتشابها تاما بينه وبين شيعة إيران ؟ فياتري أي النظامين وضع أولا وهل كلا منه يعد كيانا مستقلا أم أنهما تابعين لمجلس ماسوني أعلي هو المسؤول عن قيادة النظامين؟
فلا تعجب إن رأيت طائرة فرنسية تقل الخميني وحسن نصر الله لتهبط بهم في إيران ولا عجب أن تجد تمويلا إنجليزيا ودعما ألمانيا لجمعية الإخوان التي اسسها حسن البنا في قلب مصرنا وهو لا يستحي ويجاهر بأنه تلقي هذا الدعم من هؤلاء.
أيها الإخوة
إن عقيدة الشيعة في مرشدهم إنما قوامها أن هناك اثنا عشر إماما من آل بيت النبي هؤلاء الأئمة طبقا للعقيدة الإمامية الاثنا عشرية إنما قوامها أن الدين لم يكتمل بعد وأن النبي صلي الله عليه وسلم أوصي بالملك والخلافة من بعده إلي سيدنا علي بن أبي طالب الذي سرق ملكه الخلفاء الثلاثة من قبله وهم سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان وبهذا صاروا معتدين علي وصية رسول الله التي كانت تحض علي ذلك ثم لما آل الملك إلي الإمام علي لم يكن مجرد إمام حاكم في أمور المسلمين إنما نسبوا له العصمة وأنه يأتيه الوحي بعد رسول الله لأن الدين لم يكتمل بعد ولا زال المسلمون يحتاجون إلي إمام معصوم ليرشدهم
فادعوا وجود اثنى عشر إماما من بيت علي بن أبي طالب وهم بالتدريج سيدنا علي ثم الحسن بن علي ثم الحسين ثم عبد الله بن الحسين وجعفر الصادق ومحمد الباقر وغيرهم إلي أن وصلو إلي الإمام الاثنا عشر وهو محمد بن الحسن العسكري الذي لم يعقب وزعموا كذبا وزورا أنه دخل داخل سرداب في ساموراء بالعراق منذ أكثر من سبعمائة عام وهم ينتظرون خروجه ولا يخرج
وقد ادعي هؤلاء الشيعة قصة الإمامة في اثنا عشر رجلا ليوافقوا بها هذه القصة المزعومة
فلما اختفي إمامهم الأخير الذي له العصمة وهو يتلقي الوحي من السماء إنما زعم هؤلاء الشيعة أن هناك منصب يقال له المرشد العام الذي يتواصل وحده مع الإمام الاثنا عشر المختفي في السرداب ليأتي لهم بالأخبار من الإمام المعصوم
ولذلك صار للمرشد قداسة دينية باعتباره الوصلة بين الشيعة وبين إمامهم المعصوم الذي لا يزال يتلقي وحي من السماء
وهذا يفسر لنا هذه المكانة الشرعية للمرشد الشيعي الذي يعلو رئيس الدولة وكأن رئيس الدولة الشيعي يخضع لاختيار الناس بالانتخابات ويتغير بين وقت وآخر أما المرشد العام فهو معين من قبل الإمام المعصوم ولا يجوز تغييره
وبالنظر إلي مرشد الإخوان الذي أطلق عليه أتباعه لقب الإمام الشهيد وهو خريج كلية دار العلوم قسم خط فإن كان المرشد الإيراني يأخذ علمه عن الإمام المعصوم فمن أين للمرشد الإخواني منزلة الإمامة ومن الذي يلقنه العلم وهل له منزلة العصمة مثل المرشد الإيراني ؟
ثم لما يموت المرشد الإخواني يخلفه مرشد جديد لا علاقة له بالفقه ولا بالدين ولا بالشريعة فكأن آخر مرشديهم أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف وهو محمد بديع فما علاقة هذا التخصص وهذه الكلية بهذه الوظيفة التي يرتقي فيها إلي منزلة الإمام المعصوم كما عند الشيعة ويأمر وينهي وتنعقد له البيعة من قبل كل أعضاء التنظيم في ٩٠ دولة علي مستوي العالم
تري من أعطي هذا الرجل كل هذه المكانة وهل منصب المرشد الإخواني ظهر أولا ثم انتقل إلي إيران أم أنها عقيدة إيرانية اقتبسها الإخوان أم أنها خطة ماسونية للسيطرة علي الشعوب السنية والشيعية لمصلحة الغرب الماسوني تحت زريعة ولاية الفقيه الذي يخضع له الشعوب بلا استثناء
والله أيها الإخوة أنا أميل إلي هذه الرؤيا أن الماسون استعملو الخميني للسيطرة علي الشعوب الشيعية وكذلك صمموا لنا نموذج صنع خصيصا لبلاد السنية لنقل نفس الفكرة للهيمنة والسيطرة علي بلادنا السنية علي غرار النظام الشيعي
لكن الله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
إخواني الأعزاء تدبروا هذا الكلام جيدا فسوف تجدوا فيه عين الحقيقة التي يراها كل ذي عقل رشيد نسأل الله عز وجل أن ينتقم من مرشدي الشيعة ويشتت شملهم كما قطع قرون الخوارج عندنا وشتت شملهم وقطع قرنهم و أخرج مرشدهم وهو يتخفي في النقاب شأنه شأن النساء ليعلنها علي الملأ أنها دعوة ضالة لا ترقي أن يقودها رجال ولكن قادها نساء منتقبات ألا لا بارك الله لهم إنه جواد كريم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
د محمد عمر. ❝