█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فإذا كان تعريف الغربية هو الأصول اليونانية/الرومانية، فإن أوغسطينوس لا يُعدّ -في هذا المجال- من الأصول الغربية. كما أن المسيحية لم تحمل الهوية الغربية إلا بعد أن استعارت الإمبراطورية الرومانية ذلك الدين السامي من الشرق. والأمر ينطبق على الفلسفة كذلك؛ فهي قامت في بلاد اليونان التي تتصل جذور ثقافتها بحضارات الشرق الأوسط، ثم بعد ذلك طورها المسلمون، ليتعرف عليها الغرب من مصادرها العربية. قد كتب مارك غراهام في كتابه (كيف صنع الإسلام العالم الحديث):
˝ولكن أوروبا، في الحقيقة، تعلمت وتتلمذت على يد علماء المسلمين مدة نصف ألفية، فبالإضافة إلى كون المسلمين شعوبًا حفظت العلم واحتضنته، كان المسلمون يمثلون كل تلك الأشياء التي أنكرتها عليهم تلك الكتب المنهجية، فقد كانوا فنانين وشعراء وفلاسفة وعلماء رياضيات وكيمياء وفلك وفيزياء. باختصار كانوا متحضرين في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتمرغ في الهمجية... فإنها أثرت بشكل مباشر في أوروبا ككيان ثقافي وقوة علمية وسياسية، وبقدر ما يستنكف البعض من الاعتراف به، فإن العالم الإسلامي هو العملاق الذي بنيت على أكتافه النهضة الأوروبية˝.
عندها بدأت أوروبا التعرف على الفكر الفلسفي العربي في القرون الوسطى، وبدأت تقرأ بالفعل كتابات الفلاسفة المسلمين، كان المنطلق، بالطبع، هو الفارابي في كتابه (آراء المدينة الفاضلة) . ❝
❞ وقد حاول المؤرخون الإسلاميون أن يصبغوا الزرادشتية بصبغة تتصل إلى حد ما بالتوحيد، فذهبوا إلى أن منطق المذهب إلاها أبدع المبدأين النور والظلمة، إلاها واحدا لا شريك له ولا ضد . ❝
❞ المذهب الرواقي كان تأثيره على التراث الإسلامي، أكثر أهمية وأوسع نفوذا من التأثير الأرسطي، ومن مظاهر ذلك وحدة الوجود عند الصوفية، وكذلك في بناء نظرية المعرفة، التي تبدأ من الحس ثم تكون الأفكار ثم فهمها، هذا إلى جانب النزعة الأخلاقية التي تأثر بها متصوفة الإسلام . ❝