❞ صاحب البِشارة الملكُ المُجاهد والسُلطان الغازي أبي الفتح والمعالي مُحمَّد خان الثاني بن مُراد بن مُحمَّد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: صاحب بِشارۀ الملكُ المُجاهد غازى سُلطان مُحمَّد خان ثانى بن مُراد بن مُحمَّد عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan II. Mehmed Han ben Gazi Murad)، ويُعرف اختصارًا باسم مُحمَّد الثاني، وبِلقبه الأشهر مُحمَّد الفاتح (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُحمَّد ثانى أو مُحمَّد فاتح أو فاتح سُلطان مُحمَّد؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: II. Mehmed أو Fatih Sultan Mehmed)؛ هو سابع سلاطين آل عُثمان وخامس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد وجدُّه مُحمَّد الأوَّل وجدَّاه بايزيد ومُراد، وثاني من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وأوَّل من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا. يُلقَّب بِـ«صاحب البِشارة» اعتقادًا من جُمهُور المُسلمين أنَّ نُبُوءة الرسول مُحمَّد القائلة بِفتح القُسطنطينيَّة قد تحققت على يديه، كما لُقِّب في أوروپَّا بِـ«التُركي الكبير» (باللاتينية: Grand Turco) و«إمبراطور التُرك» (باللاتينية: Turcarum Imperator) نظرًا لِأهميَّة وعظمة إنجازاته وانتصاراته العسكريَّة التي حققها على حساب القوى المسيحيَّة، علمًا بِأنَّ المقصود بِـ«التُركي» هُنا هو «المُسلم» عُمومًا، وليس التُركي عرقيًّا، لأنَّ التسميتان كانتا تعنيان شيئًا واحدًا في المفهوم الأوروپي آنذاك.(1)
جلس مُحمَّد الثاني على عرش الدولة العُثمانيَّة مرَّتين: الأولى بُعيد وفاة شقيقه الأكبر علاء الدين واعتزال والده مُراد الحياة السياسيَّة بعد تلقيه هزيمة نكراء على يد تحالُفٍ صليبيٍّ، فانقطع لِلعبادة في تكيَّة مغنيسية وترك شُؤون الحُكم لِولده، وفي تلك الفترة كان السُلطان الجديد ما يزال قاصرًا، فلم يتمكَّن من الإمساك بِمقاليد الحُكم إمساكًا متينًا، لا سيَّما وأنَّ الدوائر الحاكمة في أوروپَّا استغلَّت حداثة سن السُلطان ففسخت الهدنة التي أبرمتها مع والده، وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة، فأُجبر السُلطان مُراد على الخُرُوج من عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المُحدقة بها، فقاد جيشًا جرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة وارنة (ڤارنا) البُلغاريَّة وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا، ثُمَّ عاد إلى عُزلته لكنَّهُ لم يلبث بها طويلًا هذه المرَّة أيضًا، لأنَّ عساكر الإنكشاريَّة ازدروا بِالسُلطان مُحمَّد الفتى، وعاثوا فسادًا في العاصمة أدرنة، فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم وأشغل جُنُوده بِالحرب في أوروپَّا، وبِالأخص في الأرناؤوط، لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شقَّ عصا الطاعة وثار على الدولة العُثمانيَّة، لكنَّ المنيَّة وافت السُلطان قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور، فاعتلى ابنه مُحمَّد العرش لِلمرَّة الأُخرى، التي قُدِّر لها أن تكون مرحلةً ذهبيَّة في التاريخ الإسلامي.. ❝ ⏤عبدالسلام عبدالعزيز فهمي
❞ صاحب البِشارة الملكُ المُجاهد والسُلطان الغازي أبي الفتح والمعالي مُحمَّد خان الثاني بن مُراد بن مُحمَّد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: صاحب بِشارۀ الملكُ المُجاهد غازى سُلطان مُحمَّد خان ثانى بن مُراد بن مُحمَّد عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan II. Mehmed Han ben Gazi Murad)، ويُعرف اختصارًا باسم مُحمَّد الثاني، وبِلقبه الأشهر مُحمَّد الفاتح (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُحمَّد ثانى أو مُحمَّد فاتح أو فاتح سُلطان مُحمَّد؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: II. Mehmed أو Fatih Sultan Mehmed)؛ هو سابع سلاطين آل عُثمان وخامس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد وجدُّه مُحمَّد الأوَّل وجدَّاه بايزيد ومُراد، وثاني من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان، وأوَّل من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا. يُلقَّب بِـ«صاحب البِشارة» اعتقادًا من جُمهُور المُسلمين أنَّ نُبُوءة الرسول مُحمَّد القائلة بِفتح القُسطنطينيَّة قد تحققت على يديه، كما لُقِّب في أوروپَّا بِـ«التُركي الكبير» (باللاتينية: Grand Turco) و«إمبراطور التُرك» (باللاتينية: Turcarum Imperator) نظرًا لِأهميَّة وعظمة إنجازاته وانتصاراته العسكريَّة التي حققها على حساب القوى المسيحيَّة، علمًا بِأنَّ المقصود بِـ«التُركي» هُنا هو «المُسلم» عُمومًا، وليس التُركي عرقيًّا، لأنَّ التسميتان كانتا تعنيان شيئًا واحدًا في المفهوم الأوروپي آنذاك.(1)
جلس مُحمَّد الثاني على عرش الدولة العُثمانيَّة مرَّتين: الأولى بُعيد وفاة شقيقه الأكبر علاء الدين واعتزال والده مُراد الحياة السياسيَّة بعد تلقيه هزيمة نكراء على يد تحالُفٍ صليبيٍّ، فانقطع لِلعبادة في تكيَّة مغنيسية وترك شُؤون الحُكم لِولده، وفي تلك الفترة كان السُلطان الجديد ما يزال قاصرًا، فلم يتمكَّن من الإمساك بِمقاليد الحُكم إمساكًا متينًا، لا سيَّما وأنَّ الدوائر الحاكمة في أوروپَّا استغلَّت حداثة سن السُلطان ففسخت الهدنة التي أبرمتها مع والده، وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة، فأُجبر السُلطان مُراد على الخُرُوج من عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المُحدقة بها، فقاد جيشًا جرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة وارنة (ڤارنا) البُلغاريَّة وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا، ثُمَّ عاد إلى عُزلته لكنَّهُ لم يلبث بها طويلًا هذه المرَّة أيضًا، لأنَّ عساكر الإنكشاريَّة ازدروا بِالسُلطان مُحمَّد الفتى، وعاثوا فسادًا في العاصمة أدرنة، فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم وأشغل جُنُوده بِالحرب في أوروپَّا، وبِالأخص في الأرناؤوط، لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شقَّ عصا الطاعة وثار على الدولة العُثمانيَّة، لكنَّ المنيَّة وافت السُلطان قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور، فاعتلى ابنه مُحمَّد العرش لِلمرَّة الأُخرى، التي قُدِّر لها أن تكون مرحلةً ذهبيَّة في التاريخ الإسلامي. ❝
❞ ملخص كتاب ❞ فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح❝ يتحدث الدكتور (الصلابي ) في هذا الكتاب عن فاتح (القسطنطينية) وقاهر (الروم)، وعن أجداده العظام الذين عاشوا في سبيل إعلاء كلمة الله، وكيف حقق القادة الأوائل شروط التمكين في الأرض؟ وما هي المراحل التي مرت بها الدولة؟ وكيف كان فتح (القسطنطينية) نتيجة لجهود تراكمية شارك فيها العلماء والفقهاء والقادة والجنود على مر العصور؟ وما هي الصعوبات التي واجهها (محمد الفاتح) في أثناء الفتح؟ وكيف جهز جيشه ودولته لفتح (القسطنطينية)؟ 1- بداية الدولة العثمانية: ينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري تعيش في (كردستان)، وتمتهن حرفة الرعي. ونتيجة للغزو المغولي بقيادة (جنكيز خان) على (العراق)؛ فإن (سليمان) جد (عثمان) هاجر مع قبيلته إلى بلاد (الأناضول) واستقر في مدينة (أخلاط)، وبعد وفاته خلفه ابنه الأوسط (أرطغرل)، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من (الأناضول)، وكان معه مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس، وأثناء سيرهم وجد (أرطغرل) قتالًا حاميًا بين مسلمين ونصارى، وكانت الغلبة فيه للنصارى، فما كان من (أرطغرل) إلا أن تقدم لنصرة إخوانه في الدين والعقيدة، وكان ذلك سببًا في نصر المسلمين على النصارى. وقدّر قائد الجيش الإسلامي هذا الموقف لـ (أرطغرل) ومجموعته؛ فأعطاهم أرضًا على الحدود الغربية لـ (الأناضول) بجوار الثغور مع الروم، وحقق بذلك السلاجقة حليفًا قويًا ومشاركًا في الجهاد ضد الروم، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة (أرطغرل). في عام 656 ه وُلد لـ (أرطغرل) ولده (عثمان) الذي تنتسب له الدولة العثمانية، وهي السنة التي غزا فيها المغول بقيادة (هولاكو) (بغداد) عاصمة الخلافة العباسية. كانت الأمة الإسلامية وقتها في حالة ضعف ووهن كبير، وبداية قصة التمكين للدولة العثمانية، مع ظهور القائد (عثمان) الذي ولد في عام سقوط الخلافة العباسية.
عندما نتأمل سيرة (عثمان الأول ) تبرز لنا بعض الصفات المتأصلة في شخصيته كقائد عسكري، ورجل سياسي، ومن أهم صفاته: الشجاعة والحكمة، والإخلاص، والصبر، والعدل، والوفاء، والتجرد لله في فتوحاته. يقول المؤرخ (أحمد وفيق) في موسوعته (التاريخ العام الكبير): "كان (عثمان ) متدينًا للغاية، وكان يعلم أن نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس، وكان مالكًا لفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس (عثمان ) دولته حبًا في السلطة وإنما حبًا في نشر الإسلام ". كانت حياة الأمير (عثمان الأول ) مؤسس الدولة العثمانية، جهادًا ودعوة في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون به ويشرفون على التخطيط الإداري وتطبيق الشرع، ولقد حفظ لنا التاريخ وصية (عثمان) لابنه (أورخان) وهو على فراش الموت، والتي كانت شريعة سارت عليها الدولة العثمانية فيما بعد، يقول (عثمان) وصيته: "اعلم يا بني، أن نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عنها ".. ❝ ⏤علي محمد الصلابي
ملخص كتاب ❞ فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح❝
يتحدث الدكتور (الصلابي ) في هذا الكتاب عن فاتح (القسطنطينية) وقاهر (الروم)، وعن أجداده العظام الذين عاشوا في سبيل إعلاء كلمة الله، وكيف حقق القادة الأوائل شروط التمكين في الأرض؟ وما هي المراحل التي مرت بها الدولة؟ وكيف كان فتح (القسطنطينية) نتيجة لجهود تراكمية شارك فيها العلماء والفقهاء والقادة والجنود على مر العصور؟ وما هي الصعوبات التي واجهها (محمد الفاتح) في أثناء الفتح؟ وكيف جهز جيشه ودولته لفتح (القسطنطينية)؟
ينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري تعيش في (كردستان)، وتمتهن حرفة الرعي. ونتيجة للغزو المغولي بقيادة (جنكيز خان) على (العراق)؛ فإن (سليمان) جد (عثمان) هاجر مع قبيلته إلى بلاد (الأناضول) واستقر في مدينة (أخلاط)، وبعد وفاته خلفه ابنه الأوسط (أرطغرل)، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من (الأناضول)، وكان معه مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس، وأثناء سيرهم وجد (أرطغرل) قتالًا حاميًا بين مسلمين ونصارى، وكانت الغلبة فيه للنصارى، فما كان من (أرطغرل) إلا أن تقدم لنصرة إخوانه في الدين والعقيدة، وكان ذلك سببًا في نصر المسلمين على النصارى. وقدّر قائد الجيش الإسلامي هذا الموقف لـ (أرطغرل) ومجموعته؛ فأعطاهم أرضًا على الحدود الغربية لـ (الأناضول) بجوار الثغور مع الروم، وحقق بذلك السلاجقة حليفًا قويًا ومشاركًا في الجهاد ضد الروم، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة (أرطغرل). في عام 656 ه وُلد لـ (أرطغرل) ولده (عثمان) الذي تنتسب له الدولة العثمانية، وهي السنة التي غزا فيها المغول بقيادة (هولاكو) (بغداد) عاصمة الخلافة العباسية. كانت الأمة ....... [المزيد]
بعد وفاة (عثمان ) تولى الحكم ابنه (أورخان)، وسار على نفس سياسة والده في الحكم والفتوحات، وفي عام 727 هـ سقطت في يده (نيقوميديا) وتقع في شمال غرب آسيا الصغرى قرب مدينة (اسطنبول) وهي مدينة (أزميت) الحالية، فأنشأ بها أول جامعة عثمانية، وعهد بإدارتها إلى (داود القيصري) أحد علماء العثمانيين الذين درسوا في (مصر)، واهتم ببناء الجيش على أسس عصرية وجعله جيشًا نظاميًا، وحرص السلطان (أورخان) على تحقيق بشارة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فتح (القسطنطينية)، ووضع خطة استراتيجية تهدف إلى محاصرة العاصمة (البيزنطية) من الغرب والشرق في آن واحد، ولتحقيق ذلك؛ أرسل ابنه وولي عهده (سليمان) لعبور مضيق (الدردنيل) والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية.
في عام 758 هــ، اجتاز (سليمان) مضيق (الدردنيل) ليلًا مع أربعين رجلًا من فرسان الإسلام، ولما أدركوا الضفة الغربية، استولوا على الزوارق الرومية الراسية هناك، وعادوا بها إلى الضفة الشرقية؛ إذ لم يكن للعثمانيين أسطول وقتها؛ حيث لا تزال دولتهم في بداية تأسيسها. وفي الضفة الشرقية أمر (سليمان) جنوده، أن يركبوا في الزوارق ....... [المزيد]
3- السلطان (مراد الأول ) وجهوده نحو الفتح
4- التقلبات الداخلية أثناء فترة حكم (بايزيد )
5- إعادة بناء الدولة العثمانية مرة أخرى
6- (محمد الفاتح ) وفتح (القسطنطينية )
❞ ترسل تركيا إشارات متناقضة، ففي حين أن حكومتها التي تُعرف بأنها \"إسلامية معتدلة\" تؤيد الانضمام إلى أوروبا، يُظهر جيشها \"المُغربَن \" و \"العلماني\" تحفظاً شديداً حيال ذلك. تمتلك البلاد مؤسسات ديمقراطية شكلية، ولكنّ سياستيها الداخلية والخارجية تُمليان من قبل مجلس للأمن القومي،مؤلفٍ بشكل أساسي من عسكريين. صادقت على المواثيق الأوربية والدولية الخاصة بحقوق الإنسان والأقليّات، و لكن سجلها بهذا الخصوص خلال العقدين الأخيرين من أكثر العقود إثارة للقلق. ومع أنها منفتحة على العالم، تظل محكومة بهاجس الحصن المحاصر الذي يتهدد أمنه باستمرار أعداءمن الداخل و الخارج.
إن التفصيل التاريخي لهذا الكتاب يسير على المستوى نفسه مع قراءة في \"حبكة\" بعض المسائل، كالمسألة الكردية، والمعارضة العَلَويّة والعنف وكذلك الاعتراضات الصادرة عن الحقل الديني.
كما يناقش الكتاب في جزء أساسي منه حركة مصطفى كمال \"أتاتورك\" والتي يعتبرها البعض الحركة الوحيدة للتحديث و العلمنة، لا بل وللدمقرطة في العالم الإسلامي. وهذه الحركة هي التي أسست لتاريخ تركيا الحديث وجعلت من العسكر القوة الرئيسية الحامية لوحدة \"الأمة التركية\"، فتحوَّل إلى أداة قمع، وأعاق أي تطور للحياة السياسية التركية على مدى سنوات طويلة.
تركيا اليوم أمام مقترق طرق كبير، إذ نشهد تحولاً في توجهاتها، وخاصة تجاه العالم العربي، كما تشهد نوعاً من التراجع لدور الجيش، وتشهد أيضاً نهاية لكل الأحزاب \"الكمالية\" التي صارت على الهامش تماماً. ولهذه الأسباب يكتسب الكتاب أهمية خاصة. ❝ ⏤محمود شاكر
❞ ترسل تركيا إشارات متناقضة، ففي حين أن حكومتها التي تُعرف بأنها ˝إسلامية معتدلة˝ تؤيد الانضمام إلى أوروبا، يُظهر جيشها ˝المُغربَن ˝ و ˝العلماني˝ تحفظاً شديداً حيال ذلك. تمتلك البلاد مؤسسات ديمقراطية شكلية، ولكنّ سياستيها الداخلية والخارجية تُمليان من قبل مجلس للأمن القومي،مؤلفٍ بشكل أساسي من عسكريين. صادقت على المواثيق الأوربية والدولية الخاصة بحقوق الإنسان والأقليّات، و لكن سجلها بهذا الخصوص خلال العقدين الأخيرين من أكثر العقود إثارة للقلق. ومع أنها منفتحة على العالم، تظل محكومة بهاجس الحصن المحاصر الذي يتهدد أمنه باستمرار أعداءمن الداخل و الخارج.
إن التفصيل التاريخي لهذا الكتاب يسير على المستوى نفسه مع قراءة في ˝حبكة˝ بعض المسائل، كالمسألة الكردية، والمعارضة العَلَويّة والعنف وكذلك الاعتراضات الصادرة عن الحقل الديني.
كما يناقش الكتاب في جزء أساسي منه حركة مصطفى كمال ˝أتاتورك˝ والتي يعتبرها البعض الحركة الوحيدة للتحديث و العلمنة، لا بل وللدمقرطة في العالم الإسلامي. وهذه الحركة هي التي أسست لتاريخ تركيا الحديث وجعلت من العسكر القوة الرئيسية الحامية لوحدة ˝الأمة التركية˝، فتحوَّل إلى أداة قمع، وأعاق أي تطور للحياة السياسية التركية على مدى سنوات طويلة.
تركيا اليوم أمام مقترق طرق كبير، إذ نشهد تحولاً في توجهاتها، وخاصة تجاه العالم العربي، كما تشهد نوعاً من التراجع لدور الجيش، وتشهد أيضاً نهاية لكل الأحزاب ˝الكمالية˝ التي صارت على الهامش تماماً. ولهذه الأسباب يكتسب الكتاب أهمية خاصة. ❝