❞ 11 فائدة من كتاب ˝كامل الصورة˝
===
1- إذا كان العقل البشري لا يقبل تصور حدوث صورة إنسان متقنة على ورقة بيضاء بدون وجود سبب يمتلك الخبرة التي أوجد بها الصورة على الورقة فإن عدم قبوله لحدوث الإنسان -نفسه- دون وجود فاعل قادر عليم أولى وأحرى. ص:15
2- فإن العقل لا يقنع - عند النظر في الأمور الحادثة -
بمجرد وجود سبب وراءها ؛ بل لا بد أن يكون السبب مناسبًا
للصفة التي نشأ عليها هذا الأمر الحادث، فإذا كانت عقولنا
لا تقبل تصور قيام طفل عمره ثمانية أشهر - مثلاً - بصناعة
جهاز كمبيوتر وذلك بسبب التنظيم البالغ التعقيد في جهاز
الكمبيوتر والذي يتطلب معرفة وخبرة وعقلا ناضجا ؛ فإننا -
كذلك - لا يمكن أن نقبل بأن يكون من أنشأ هذا الكون
البالغ في التعقيد والخاضع لأدق القوانين جاهلًا أو عاجزا،
فضلا عن أن يكون الكون ناشئًا بلا سبب ولا فاعل أصلا . ص:15
3- الاستدلال بالنظريات والقوانين العلمية التي تفسِّر حركة الكون أو نشوء المخلوقات على نفي وجود الخالق = استدلال يفتقد التلازُم؛ فإن وجود القانون لا يلزم منه عدم وجود مدبِّر له. ص18
4- قال رحمه الله[ابن أبي العز] :
النبوة إنما يدّعيها أصدق الصادقين، أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين؛ بل قرائن أحوالهما تُعرب عنهما، وتُعرِّف بهما، والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟ . ص:38
5- إذا كان الإيمان أهم ما يعيش المسلم لأجل المحافظة عليه، ثم تجد في نصوص الشريعة ما ينفي الإيمان عن المرء إذا لم يلتزم ببعض القيم الأخلاقية كحُسن الجوار مثلا، أو تجد فيها ما يُجلي حقيقة كون المرء مسلمًا بصفة سلامة المسلمين من لسانه ويده، فإن لك أن تتخيل محل القيم الأخلاقية والسلوكية وشأنها في الإسلام إذاً . ص:46
6- التهوين من عبادة التسليم ينزِع من العبد سر عبوديته لله التي هي في الحقيقة حريته في هذه الحياة..إن حقيقة التسليم ليس فيها أي تعطيل للعقل بل هي مقتضى العقل ولازمه ؛ فإن العقل حين يُثبت صحة الرسالة المحمدية بالأدلة والبراهين، فإنه إنما يُثبت أنها من عند الله عزَّ وجلَّ الذي له تمام العلم وكمال الحكمة، الذي لا يجوز عليه الخطأ أو النقص، ثم هو - أي: العقل - يُدرِك من حاله في نفس الوقت أن قدراته محدودة في الإحاطة بكل شيء علما، وهذا يقتضي أن يُسلَّم محدود العلم والقدرة لمن هو كامل في علمه وحكمته وقدرته بشرط أن يثبت أن ما سلَّم به ثابت النسبة إلى الله سبحانه، ومع ذلك، فإننا لا نقول بانتهاء دور العقل بهذا التسليم؛ بل إن هناك مجالات متعددة لحركته بعد التسليم. ص:60,61
7- قال الشيخ عبد الله العجيري في كتابه النافع «ينبوع
الغواية الفكرية» ص:210 :
كل مذهب له أفكاره المحورية المركزية التي تُمَثِّل مُحكمات المذهب وثوابته، والتي يُعَدُّ المُنقلب عليها خارجًا ضرورة عن حدّ المذهب؛ فمن ينادي بإلغاء الحرّيات لا يمكن أن يكون ليبراليا، ومن يدعو لإلغاء مرجعية الشعب في الحكم لا يمكن أن يصير ديمقراطيا، وهكذا يُقال في الإسلام فيه منظومة تشريعية تفصيلية محكمة لا يصح الخروج عنها. ص:112
8- من أهم الأمور المعينة على فَهم الإسلام فهماً جيداً: الإدراك بأن مقاصد الشريعة على مراتب ودرجات من حيث الأهمية وأن بعضها يُقدَّم على بعض عند التزاحم ولا يمكن تقديم المقصِد الأدنى على المقصد الأعلى فمقصد حِفظ الدِّين -مثلاً- مقدم على مقصد حفظ النفس ولذلك شُرع الجهاد في سبيل الله جلَّ جلاله وهو عمل تُزهَق فيه الأرواح لتحقيق المقصد الأعظم الذي هو حفظ الدين وإعلاء كلمته. ص:114
9- فلو رأينا شيئًا لا نعلم حكمته فإن العقل يقتضي جر القياس كما نفعله في كل باب آخر فإننا حين نرى شركة منتجة لصناعات متقنة غاية الإتقان ونخبُر منتجاتها فنرى تميزها وإتقانها وإحكامها ثم نرى شيئًا في بعض منتجاتها غير مفهوم الفائدة فإننا نستصحب أصل جودة منتجاتهم وإتقان عملهم . ص:140
10- من أكبر عوامل الخطأ في ما يُدعى فيه التعارض مع العقل : اعتبار المرء فهمه الشخصي معيارا للعقل، فما قبله فهو العقل وما رفضها فهو نقيض العقل، وهذا غير سائغ ؛ فإن عوامل استنكار الذهن متعددة، منها طبيعة التكوين، ومدى سعة المعلومات في الذهن، ورصيد الخبرة، وغير ذلك، وعليه؛ فلا ينبغي الاستعجال في دعوى مناقضة العقل فقد يكون منشأ الاستنكار راجعا إلى طبيعة تخص الشخص المستنكر ولا تعم جميع العقلاء. ص:163
11- فهذا التقدم المادي دون تحقيق الغاية الكبرى (وهي التعبد لله تعالى واتباع أمره) لا قيمة له؛ بل هو من عوامل تكبُّر الإنسان وجبروته وطغيانه. ص:168.. ❝ ⏤أحمد يوسف السيد
❞ 11 فائدة من كتاب ˝كامل الصورة˝
===
1- إذا كان العقل البشري لا يقبل تصور حدوث صورة إنسان متقنة على ورقة بيضاء بدون وجود سبب يمتلك الخبرة التي أوجد بها الصورة على الورقة فإن عدم قبوله لحدوث الإنسان -نفسه- دون وجود فاعل قادر عليم أولى وأحرى. ص:15
2- فإن العقل لا يقنع - عند النظر في الأمور الحادثة -
بمجرد وجود سبب وراءها ؛ بل لا بد أن يكون السبب مناسبًا
للصفة التي نشأ عليها هذا الأمر الحادث، فإذا كانت عقولنا
لا تقبل تصور قيام طفل عمره ثمانية أشهر - مثلاً - بصناعة
جهاز كمبيوتر وذلك بسبب التنظيم البالغ التعقيد في جهاز
الكمبيوتر والذي يتطلب معرفة وخبرة وعقلا ناضجا ؛ فإننا -
كذلك - لا يمكن أن نقبل بأن يكون من أنشأ هذا الكون
البالغ في التعقيد والخاضع لأدق القوانين جاهلًا أو عاجزا،
فضلا عن أن يكون الكون ناشئًا بلا سبب ولا فاعل أصلا . ص:15
3- الاستدلال بالنظريات والقوانين العلمية التي تفسِّر حركة الكون أو نشوء المخلوقات على نفي وجود الخالق = استدلال يفتقد التلازُم؛ فإن وجود القانون لا يلزم منه عدم وجود مدبِّر له. ص18
4- قال رحمه الله[ابن أبي العز] :
النبوة إنما يدّعيها أصدق الصادقين، أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين؛ بل قرائن أحوالهما تُعرب عنهما، وتُعرِّف بهما، والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟ . ص:38
5- إذا كان الإيمان أهم ما يعيش المسلم لأجل المحافظة عليه، ثم تجد في نصوص الشريعة ما ينفي الإيمان عن المرء إذا لم يلتزم ببعض القيم الأخلاقية كحُسن الجوار مثلا، أو تجد فيها ما يُجلي حقيقة كون المرء مسلمًا بصفة سلامة المسلمين من لسانه ويده، فإن لك أن تتخيل محل القيم الأخلاقية والسلوكية وشأنها في الإسلام إذاً . ص:46
6- التهوين من عبادة التسليم ينزِع من العبد سر عبوديته لله التي هي في الحقيقة حريته في هذه الحياة.إن حقيقة التسليم ليس فيها أي تعطيل للعقل بل هي مقتضى العقل ولازمه ؛ فإن العقل حين يُثبت صحة الرسالة المحمدية بالأدلة والبراهين، فإنه إنما يُثبت أنها من عند الله عزَّ وجلَّ الذي له تمام العلم وكمال الحكمة، الذي لا يجوز عليه الخطأ أو النقص، ثم هو - أي: العقل - يُدرِك من حاله في نفس الوقت أن قدراته محدودة في الإحاطة بكل شيء علما، وهذا يقتضي أن يُسلَّم محدود العلم والقدرة لمن هو كامل في علمه وحكمته وقدرته بشرط أن يثبت أن ما سلَّم به ثابت النسبة إلى الله سبحانه، ومع ذلك، فإننا لا نقول بانتهاء دور العقل بهذا التسليم؛ بل إن هناك مجالات متعددة لحركته بعد التسليم. ص:60,61
7- قال الشيخ عبد الله العجيري في كتابه النافع «ينبوع
الغواية الفكرية» ص:210 :
كل مذهب له أفكاره المحورية المركزية التي تُمَثِّل مُحكمات المذهب وثوابته، والتي يُعَدُّ المُنقلب عليها خارجًا ضرورة عن حدّ المذهب؛ فمن ينادي بإلغاء الحرّيات لا يمكن أن يكون ليبراليا، ومن يدعو لإلغاء مرجعية الشعب في الحكم لا يمكن أن يصير ديمقراطيا، وهكذا يُقال في الإسلام فيه منظومة تشريعية تفصيلية محكمة لا يصح الخروج عنها. ص:112
8- من أهم الأمور المعينة على فَهم الإسلام فهماً جيداً: الإدراك بأن مقاصد الشريعة على مراتب ودرجات من حيث الأهمية وأن بعضها يُقدَّم على بعض عند التزاحم ولا يمكن تقديم المقصِد الأدنى على المقصد الأعلى فمقصد حِفظ الدِّين -مثلاً- مقدم على مقصد حفظ النفس ولذلك شُرع الجهاد في سبيل الله جلَّ جلاله وهو عمل تُزهَق فيه الأرواح لتحقيق المقصد الأعظم الذي هو حفظ الدين وإعلاء كلمته. ص:114
9- فلو رأينا شيئًا لا نعلم حكمته فإن العقل يقتضي جر القياس كما نفعله في كل باب آخر فإننا حين نرى شركة منتجة لصناعات متقنة غاية الإتقان ونخبُر منتجاتها فنرى تميزها وإتقانها وإحكامها ثم نرى شيئًا في بعض منتجاتها غير مفهوم الفائدة فإننا نستصحب أصل جودة منتجاتهم وإتقان عملهم . ص:140
10- من أكبر عوامل الخطأ في ما يُدعى فيه التعارض مع العقل : اعتبار المرء فهمه الشخصي معيارا للعقل، فما قبله فهو العقل وما رفضها فهو نقيض العقل، وهذا غير سائغ ؛ فإن عوامل استنكار الذهن متعددة، منها طبيعة التكوين، ومدى سعة المعلومات في الذهن، ورصيد الخبرة، وغير ذلك، وعليه؛ فلا ينبغي الاستعجال في دعوى مناقضة العقل فقد يكون منشأ الاستنكار راجعا إلى طبيعة تخص الشخص المستنكر ولا تعم جميع العقلاء. ص:163
11- فهذا التقدم المادي دون تحقيق الغاية الكبرى (وهي التعبد لله تعالى واتباع أمره) لا قيمة له؛ بل هو من عوامل تكبُّر الإنسان وجبروته وطغيانه. ص:168. ❝
❞ «ظلم البشر»
«الحياة رحلة ليس لها أي نهاية، نهايتها الموت فقط
إنها أحيانا تجعلك في حالة من المشقة، وأحيانا لا تفهم لما الأحداث السيئه تحدث لنا
تجعلنا في حيرة لا نهاية لها، لا نعلم من معنا ومن علينا، وكم نخدع بكثيرا من الأمور الكاذبة لبعض البشر
قلوبنا الصافية تتحول للقسوة بسبب الخيانات والإحتيالات من بعض البشر، نتحول من أشخاص أبرياء محبين للحياة مثل الأطفال إلي أشخاص أصبحوا يتميزون بالقسوة
وهذا من نتائج كل مرة خذلنا بها واعتمدنا ووثقنا على من لا اعتماد عليهم ولا يستحقون الثقة
يتحول الإنسان لشخص أخر قاسٍ لا يهتم ولا يعطي ثقة أو حب لأحد ويتعلم كيفيه أن يصبح وحيدا
وإهتمامه الوحيد أن لا يعطي لأحد أهميه ويحافظ ع ما تبقى من قلبه»
ك/مي الشيمي. ❝ ⏤الكاتبة/مي الشيمي
❞«ظلم البشر» «الحياة رحلة ليس لها أي نهاية، نهايتها الموت فقط
إنها أحيانا تجعلك في حالة من المشقة، وأحيانا لا تفهم لما الأحداث السيئه تحدث لنا
تجعلنا في حيرة لا نهاية لها، لا نعلم من معنا ومن علينا، وكم نخدع بكثيرا من الأمور الكاذبة لبعض البشر
قلوبنا الصافية تتحول للقسوة بسبب الخيانات والإحتيالات من بعض البشر، نتحول من أشخاص أبرياء محبين للحياة مثل الأطفال إلي أشخاص أصبحوا يتميزون بالقسوة
وهذا من نتائج كل مرة خذلنا بها واعتمدنا ووثقنا على من لا اعتماد عليهم ولا يستحقون الثقة
يتحول الإنسان لشخص أخر قاسٍ لا يهتم ولا يعطي ثقة أو حب لأحد ويتعلم كيفيه أن يصبح وحيدا
وإهتمامه الوحيد أن لا يعطي لأحد أهميه ويحافظ ع ما تبقى من قلبه»
ك/مي الشيمي. ❝
❞ اليوم ذكرى ميلاد الراحل د. مصطفى محمود رحمه الله..
إلهــي .. إنـك تـرى نفســي و لا يراهـــا ســواك
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد . بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير . ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر
. و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب . مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك
حبل لا إله إلا أنت سبحانك
.. أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء
. و هل لنا من الأمر شيء !؟ مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى )
و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك . إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك . إنك لن تضيعني و أنا عبدك . لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك . و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين
. ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي . إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك . و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك . فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت
و أنت القائل : هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي
و أنت القائل على لسان نبيك
: ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة . أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً . حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء
. إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار . أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق . و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي . و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟! و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحانك لا أرى لي يداً . سبحانك لا أرى سواك . لا إله إلا الله . لا إله إلا الله حقاً و صدقاً . و ذاتك هي واحدة الحسن . الحسن كله منها . و الحب كله لها . و يدك هي واحدة المشيئة . الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف . و المسمى واحد . و الفاعل واحد . و الموصوف واحد
لا إله إلا هو . لا إله إلا الله . الحمد له في الأول و الآخر
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
..
-- د. مصطفى محمود || أناشيد الإثم والبراءة --. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ اليوم ذكرى ميلاد الراحل د. مصطفى محمود رحمه الله.
إلهــي . إنـك تـرى نفســي و لا يراهـــا ســواك
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد . بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير . ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر
. و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب . مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك
حبل لا إله إلا أنت سبحانك
. أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام . و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت . و ما أنا إلا السلب و العدم . و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك . ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك . ما كان لي من الأمر شيء
. و هل لنا من الأمر شيء !؟ مولاي . يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين . و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك . و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى )
و أين من له الحول و القوة بدونك . و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك . و هل استغفروا إلا بمغفرتك . إلهي . لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك . و ضللت عندما خرجت عن أمرك
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك . فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك . إنك لن تضيعني و أنا عبدك . لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك . و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين
. ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك . فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي . إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك . و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك . فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت
و أنت القائل : هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي
و أنت القائل على لسان نبيك
: ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء . فأنا المحتاج. أنا المشكلة . و أنا المسألة . أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي . أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً . حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء
. إلهي . لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا . مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار . أنت أنت وحدك . و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق . و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك . فعاوني و اشدد أزري . فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير . فليس أفقر مني . و هل بعد العدم فقر . و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً . زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق . فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي . و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ . و هل يدي إلا من يدك ؟! و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحانك لا أرى لي يداً . سبحانك لا أرى سواك . لا إله إلا الله . لا إله إلا الله حقاً و صدقاً . و ذاتك هي واحدة الحسن . الحسن كله منها . و الحب كله لها . و يدك هي واحدة المشيئة . الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات . و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات . ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك . مؤمنون و كفرة . و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف . و المسمى واحد . و الفاعل واحد . و الموصوف واحد
لا إله إلا هو . لا إله إلا الله . الحمد له في الأول و الآخر
❞ تاهت روحي
لم أعد أعرف إن كنت بحاجة إلى البكاء، أم أن الدموع هجرتني كما هجرني الجميع ربما جفّت من كثرة ما أهدرتها على من لا يستحق، أو ربما اعتادت القهر حتى باتت تأبى السقوط.
كثرة التفكير أرهقني، والخذلان سرق مني الطمأنينة، حتى صرتُ أخشى قلبي أكثر من خوفي من الآخرين. حملته بين يدي، وضعته جانبًا، واستبدلته بقسوةٍ لم تكن مني، لكنها صارت جزءًا منّي. لم أعد تلك التي تمنح الثقة بسهولة، لم أعد تلك التي تبتسم رغم الألم.
اسودّت روحي من كثرة الأمل الكاذب، والحب الزائف، والانتظار الذي لم يأتِ يومًا... كنتُ أؤمن أن الخير لا يضيع، لكن الواقع كان يسخر مني كل مرة.
أنا مكسورة، حدّ أن قدماي لم تعد تحملاني تاهت روحي بين وجعٍ لا يُحكى، وخذلانٍ لا يُنسى، وواقعٍ لا يُطاق. أبحث عن نفسي، ولا أجدني
بقلم يمنى يحى أحمد. ❝ ⏤yomna yehey
❞ تاهت روحي
لم أعد أعرف إن كنت بحاجة إلى البكاء، أم أن الدموع هجرتني كما هجرني الجميع ربما جفّت من كثرة ما أهدرتها على من لا يستحق، أو ربما اعتادت القهر حتى باتت تأبى السقوط.
كثرة التفكير أرهقني، والخذلان سرق مني الطمأنينة، حتى صرتُ أخشى قلبي أكثر من خوفي من الآخرين. حملته بين يدي، وضعته جانبًا، واستبدلته بقسوةٍ لم تكن مني، لكنها صارت جزءًا منّي. لم أعد تلك التي تمنح الثقة بسهولة، لم أعد تلك التي تبتسم رغم الألم.
اسودّت روحي من كثرة الأمل الكاذب، والحب الزائف، والانتظار الذي لم يأتِ يومًا.. كنتُ أؤمن أن الخير لا يضيع، لكن الواقع كان يسخر مني كل مرة.
أنا مكسورة، حدّ أن قدماي لم تعد تحملاني تاهت روحي بين وجعٍ لا يُحكى، وخذلانٍ لا يُنسى، وواقعٍ لا يُطاق. أبحث عن نفسي، ولا أجدني