❞ الواقع يثبت أن التقاليد تنشأ عن مصادفات أو ظروف أو أحوال عارضة ثم يجد من يهتم به ويرعى مساره لغاية أو لأخرى حتى يصبح قيمة اجتماعية مرعية في حد ذاته.. ❝ ⏤إريك هوبزباوم
❞ الواقع يثبت أن التقاليد تنشأ عن مصادفات أو ظروف أو أحوال عارضة ثم يجد من يهتم به ويرعى مساره لغاية أو لأخرى حتى يصبح قيمة اجتماعية مرعية في حد ذاته. ❝
❞ ❞ لماذا إذا لا أحبك؟ لا أعرف تحديدًا، ربما لشعوري أنك مزيف. هناك شيء مزيف في الحمقة المستمرة على «الفئات المطحونة» و«المجتمعات المستعمرة» و«الجنوب العالمي» وبقية القائمة كأنك وجدت فيها سبوبة، لا من أجل المال بل من أجل المكانة، أو الاثنين أعرف أن الجميع يحتاج إلى شيء يبني عليه مكانته، لكنْ هناك شيء حقير بشكل خاص في أن يكون أساس مكانتك هو ادعاء رفض المكانة ومعاداة أي تراتبية (وهو بالضبط ما يضعك على قمة تراتبية من نوع خاص تضمك أنت وحوارييك) هناك شيء حقير بشكل خاص في وصم أي مؤسسة غربية بأنها «استعمارية بيضاء» في حين أنك لا تهتم إلا بتقييم هذه المؤسسات وتنظر لغيرها باستعلاء؛ لم يرك أحد تقضي فصلًا دراسيًّا في جامعة بني سويف أو زمبابوي أو تنشر في دورية أفريقية معادية للهيمنة أو حتى تشارك في مؤتمر تتبناه مؤسسة جامعية من العالم الثالث هناك شيء حقير في الدعوة المستمرة للخصوصية الثقافية ومعاداة الهيمنة في حين تعيش نمط حياة لن يبقى قائمًا لمدة دقيقة إن سادت هذه «الخصوصية الثقافية». ❝. ❝ ⏤عز الدين شكري فشير
❞ لماذا إذا لا أحبك؟ لا أعرف تحديدًا، ربما لشعوري أنك مزيف. هناك شيء مزيف في الحمقة المستمرة على «الفئات المطحونة» و«المجتمعات المستعمرة» و«الجنوب العالمي» وبقية القائمة كأنك وجدت فيها سبوبة، لا من أجل المال بل من أجل المكانة، أو الاثنين أعرف أن الجميع يحتاج إلى شيء يبني عليه مكانته، لكنْ هناك شيء حقير بشكل خاص في أن يكون أساس مكانتك هو ادعاء رفض المكانة ومعاداة أي تراتبية (وهو بالضبط ما يضعك على قمة تراتبية من نوع خاص تضمك أنت وحوارييك) هناك شيء حقير بشكل خاص في وصم أي مؤسسة غربية بأنها «استعمارية بيضاء» في حين أنك لا تهتم إلا بتقييم هذه المؤسسات وتنظر لغيرها باستعلاء؛ لم يرك أحد تقضي فصلًا دراسيًّا في جامعة بني سويف أو زمبابوي أو تنشر في دورية أفريقية معادية للهيمنة أو حتى تشارك في مؤتمر تتبناه مؤسسة جامعية من العالم الثالث هناك شيء حقير في الدعوة المستمرة للخصوصية الثقافية ومعاداة الهيمنة في حين تعيش نمط حياة لن يبقى قائمًا لمدة دقيقة إن سادت هذه «الخصوصية الثقافية». ❝
❞ لماذا نجد البعض يكره الفلسفة؟
تُعتبر الفلسفة من أقدم العلوم الإنسانية التي تسعى إلى فهم الوجود والإنسان والعالم من حوله عبر التفكير العقلاني والنقدي. وعلى الرغم من أنها قد ارتبطت تاريخيًا بتطور الفكر البشري وتقدمه، إلا أنها قد وُجهت بكثير من الرفض والعداء في بعض المجتمعات، خاصة تلك التي تستند إلى الدين كمحور رئيسي في تكوينها الثقافي والفكري. فكيف يمكن تفسير هذه العلاقة المتوترة بين الدين والفلسفة؟ ولماذا نجد في العديد من الأحيان أن الأنظمة التي بنت ركائزها على الدين تعمل على تهميش الفلسفة في مناهجها التعليمية؟
الدين والفلسفة، على الرغم من أنهما يسعيان إلى الإجابة عن الأسئلة الكبرى المتعلقة بالحياة والوجود، إلا أنهما يفعلان ذلك بطرق مختلفة. الدين يقدم إجابات قائمة على الإيمان والتسليم بسلطة عليا تتجاوز حدود العقل البشري، في حين تسعى الفلسفة إلى فهم هذه الأسئلة عبر المنطق والتحليل العقلاني. هذا التباين في المناهج أدى إلى نوع من التعارض الظاهري بين الطرفين.
يرى البعض أن الفلسفة تطرح تساؤلات قد تُضعف الإيمان الديني، لأنها تدعو إلى التفكير النقدي وتفحص المعتقدات والأسس التي تقوم عليها. ولأن الدين يتطلب في كثير من الأحيان إيمانًا وتسليمًا دون تساؤل، فإن هذا النقد الفلسفي قد يُنظر إليه على أنه تهديد للاستقرار الديني والعقائدي
من ناحية أخرى، تلعب الأنظمة الدينية دورًا كبيرًا في تشكيل القيم والأخلاق والهويات الفردية والجماعية في المجتمعات. ولهذا، قد تنظر هذه الأنظمة إلى الفلسفة باعتبارها تحديًا لهذا النظام المتكامل، لأنها قد تدعو إلى إعادة النظر في بعض الأسس العقائدية أو الاجتماعية التي تُعتبر مقدسة أو ثابتة.
في هذا السياق، يصبح تغييب الفلسفة من المناهج التعليمية وسيلة للحفاظ على هيمنة الفكر الديني، وذلك لضمان بقاء الأجيال الجديدة متشبثة بالقيم والعقائد التي تمثلها هذه الأنظمة. فالأنظمة التي بنت ركائزها على الدين قد ترى في الفلسفة خطرًا يمكن أن يُزعزع استقرار المجتمع أو يؤدي إلى نشر أفكار تُعتبر غير متوافقة مع المبادئ الدينية.
لكن على الرغم من هذا التعارض، يمكن القول إن هناك إمكانية لتكامل بين الدين والفلسفة. فالفلسفة قد تسهم في تعميق الفهم الديني، من خلال تحليل الأسس الأخلاقية والفكرية للدين، وتقديم أدوات للتعامل مع الأسئلة المعقدة التي يطرحها العالم الحديث. كما أن الدين يمكن أن يستفيد من الفلسفة لتطوير خطاب ديني أكثر انسجامًا مع تطورات العصر.
يمكن أن يتعايش الدين والفلسفة بسلام إذا ما تم التعامل معهما باعتبارهما مجالين معرفيين يكملان بعضهما البعض. إن إدراج الفلسفة في المناهج التعليمية بجانب الدراسات الدينية قد يساعد في بناء مجتمع متوازن، قادر على التفكير النقدي وفي نفس الوقت متمسك بالقيم الأخلاقية والروحية.
في المجتمعات التي تغيب فيها الفلسفة من المناهج التعليمية بسبب الخوف من تأثيرها على الإيمان الديني، يتم تفويت فرصة ثمينة لتعزيز التفكير النقدي وتعميق الفهم الروحي والأخلاقي. قد يكون الحل في إعادة النظر في هذا التوازن بين الدين والفلسفة، والعمل على بناء مجتمع يتبنى قيم التسامح والاحترام المتبادل بين مختلف المجالات المعرفية.. ❝ ⏤الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ لماذا نجد البعض يكره الفلسفة؟
تُعتبر الفلسفة من أقدم العلوم الإنسانية التي تسعى إلى فهم الوجود والإنسان والعالم من حوله عبر التفكير العقلاني والنقدي. وعلى الرغم من أنها قد ارتبطت تاريخيًا بتطور الفكر البشري وتقدمه، إلا أنها قد وُجهت بكثير من الرفض والعداء في بعض المجتمعات، خاصة تلك التي تستند إلى الدين كمحور رئيسي في تكوينها الثقافي والفكري. فكيف يمكن تفسير هذه العلاقة المتوترة بين الدين والفلسفة؟ ولماذا نجد في العديد من الأحيان أن الأنظمة التي بنت ركائزها على الدين تعمل على تهميش الفلسفة في مناهجها التعليمية؟
الدين والفلسفة، على الرغم من أنهما يسعيان إلى الإجابة عن الأسئلة الكبرى المتعلقة بالحياة والوجود، إلا أنهما يفعلان ذلك بطرق مختلفة. الدين يقدم إجابات قائمة على الإيمان والتسليم بسلطة عليا تتجاوز حدود العقل البشري، في حين تسعى الفلسفة إلى فهم هذه الأسئلة عبر المنطق والتحليل العقلاني. هذا التباين في المناهج أدى إلى نوع من التعارض الظاهري بين الطرفين.
يرى البعض أن الفلسفة تطرح تساؤلات قد تُضعف الإيمان الديني، لأنها تدعو إلى التفكير النقدي وتفحص المعتقدات والأسس التي تقوم عليها. ولأن الدين يتطلب في كثير من الأحيان إيمانًا وتسليمًا دون تساؤل، فإن هذا النقد الفلسفي قد يُنظر إليه على أنه تهديد للاستقرار الديني والعقائدي
من ناحية أخرى، تلعب الأنظمة الدينية دورًا كبيرًا في تشكيل القيم والأخلاق والهويات الفردية والجماعية في المجتمعات. ولهذا، قد تنظر هذه الأنظمة إلى الفلسفة باعتبارها تحديًا لهذا النظام المتكامل، لأنها قد تدعو إلى إعادة النظر في بعض الأسس العقائدية أو الاجتماعية التي تُعتبر مقدسة أو ثابتة.
في هذا السياق، يصبح تغييب الفلسفة من المناهج التعليمية وسيلة للحفاظ على هيمنة الفكر الديني، وذلك لضمان بقاء الأجيال الجديدة متشبثة بالقيم والعقائد التي تمثلها هذه الأنظمة. فالأنظمة التي بنت ركائزها على الدين قد ترى في الفلسفة خطرًا يمكن أن يُزعزع استقرار المجتمع أو يؤدي إلى نشر أفكار تُعتبر غير متوافقة مع المبادئ الدينية.
لكن على الرغم من هذا التعارض، يمكن القول إن هناك إمكانية لتكامل بين الدين والفلسفة. فالفلسفة قد تسهم في تعميق الفهم الديني، من خلال تحليل الأسس الأخلاقية والفكرية للدين، وتقديم أدوات للتعامل مع الأسئلة المعقدة التي يطرحها العالم الحديث. كما أن الدين يمكن أن يستفيد من الفلسفة لتطوير خطاب ديني أكثر انسجامًا مع تطورات العصر.
يمكن أن يتعايش الدين والفلسفة بسلام إذا ما تم التعامل معهما باعتبارهما مجالين معرفيين يكملان بعضهما البعض. إن إدراج الفلسفة في المناهج التعليمية بجانب الدراسات الدينية قد يساعد في بناء مجتمع متوازن، قادر على التفكير النقدي وفي نفس الوقت متمسك بالقيم الأخلاقية والروحية.
في المجتمعات التي تغيب فيها الفلسفة من المناهج التعليمية بسبب الخوف من تأثيرها على الإيمان الديني، يتم تفويت فرصة ثمينة لتعزيز التفكير النقدي وتعميق الفهم الروحي والأخلاقي. قد يكون الحل في إعادة النظر في هذا التوازن بين الدين والفلسفة، والعمل على بناء مجتمع يتبنى قيم التسامح والاحترام المتبادل بين مختلف المجالات المعرفية. ❝
⏤
الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ الحرب على اللغة العربية ليس بالأمر المنتهي، لأنها في بداياتها حرب على الإسلام، وحرب على وحدة المسلمين.
اللغة العربية كانت لقبائل العرب، وكان ذكرها شعبيا تتلاقفها الألسن باللهج وتتأثر بالبيئة، وما حفظها من الإبادة غير اهتمام أهلها بالتدوين والتشعير بها، وكرمها الله تبارك وتعالى بجعلها اللغة التي تصلح لخاتم الرسالات، وليست أي رسالة، إنها رسالة للعالمين، فكسر حاجز القبيلة ليمتد ذكر اللغة العربية في جميع الألسن كلغة لمخاطبة الخالق، في الدعاء والصلاة والآذان والترتيل والحج وجميع الأحوال اليومية بدءا من الشهادتين، ولا يليق بما سبق ترجمة أو تحريف، فحُفظت بحفاظ المسلمين عليها. ولا من ينكر فضل الإسلام في انتشار اللغة العربية إلا جاحد.
أما مخطط القضاء عليها فهو مشروع تعدى الصهيونية او الامبريالية أو الصليبية او الاستردادية أو الاستعمار... إنما هو مخطط لوقف انتشار الإسلام الذي يتيح تعلم هذه اللغة وبالتالي استحواذها على الفكر البشري، مما يعيق التقدم الفاشي للغة المستعمر المسيطر.
لما لم تنجح الحرب الصليبية في الشرق والاستردادية في الغرب في الطمس النهائي للعربية، بدأ النظر للتفرقة الإسلامية بين العرب وغير العرب، وأظهر أهل الدسائس أنماطا من الثورة انتهت بتضعضع ثم سقوط الدولة العثمانية التي لم تتوقف عن التتوغل داخل الجسد الغربي، وأبرزها ثورة العروبة وشبح الوحدة العربية الذي لم ير منه العرب طرفا.
ثم جاء الاهتمام بالتراث والحضارات القديمة لجر الشعوب المسلمة نحو قوميتها الخاصة بماضيها قبل الإسلام، فأفاقت مومياءات الفراعنة وأساطير آلهة الشام والعراق، وارسلت ترانيم الشوق لأمجاد الفرس والهند والصين، وخلخلت حبال التمسك بالدين في إفريقيا بحملات التبشير والتنصير بل والإبادة والترقيق.
وإذ لم تجد بعد حروب الاسترداد دافعا نهض المستعمر ينفض غبار البربر في الغرب الإسلامي وصنع لهم لغة وثقافة ليدافعوا عن بقائها، غير أن هذا الطائل ما لبث تضعضع لما وجدت الحملات دحضا واستياء من البربر أنفسهم، فلما لم ينجح المخطط تماما كما نجح في تركيا تماما بتغيير لغة الكتابة وإيران وباكستان بنهضة لغة القبيلة، لجأت الآن الحملات للنهوض باللهجة المحلية، وإذ لم يكن ذلك كافيا لنزع اللغة العربية قامت بحركة انعكاسية وهي اعتبار اللهجة من افصح اللهجات، وبالتالي ضرورة اعتمادها في التعليم كلغة أم بدل الفصحى التي وضعوها في خانة اللغات الصعبة التعلم! فكان تناقضهم هذا محط سخرية من المغاربةوالموريطانيين بالخصوص باعتبارهم كانوا في معزل عن الحكم العثماني المتأخر، والجزائريين والليبيين والتونسيين باعتبارهم اهل وحدة تاريخية مغربية عربية إسلامية كانت لحمتها الإسلام لا العروبة، وكانت لغتها اللغة التي شاءها الله للمسلمين وهي اللغة العربية فلا ينفع سواها لغة لمسلم.
هذا التميز الذي عرفته دول المغرب العربي، جعلت من انتمائه للعالم العربي عنوة شوكة في حلق المستعمر الذي ناله وبال استعماره بعد الاستقلال، حيث لا يزال كل مغاربي يحط قدمه بالغرب يحمل على عاتقه رسالة نشر الإسلام في كل مكان يصل إليه سواء بمشيئته أو دونها، بفضل حرصهم على تحبيب الإسلام للرجل والمرأة الأجنبي، ونرى جليا ثمار ذلك في المجتمعات الغربية، واي باحث في انتشار الإسلام يعلم بذلك.
خلاصة القول، زوال اللغة العربية من المحال، فزوالها يعني زوال الإسلام، حتى لو بقي مسلم واحد على الأرض ولو كان من أقصى شمالها او جنوبها، فلسانه لن يفارق العربية وإلا فإسلامه لن يصح وعبادته لن تقبل ودعاؤه غيب وصوله، وما من صاحب دين قد يتخلى عن اللغة التي يتواصل بها مع إلهه حتى لو كان وثنيا. أما أن تأتي اللهجة مكان اللغة فذلك ضرب جنون رغم التجاوزات التي تسمح بها بعض الدول كمصر مثلا، والمستهدفة بالأساس لاعتبارات العدد والعدة، فالمحروسة بلد طباعة الكتب ونشر الثقافة العربية، وقبول حكومتها بنشر اللهجة ككلام عربي داخل دفوف الورق، ونشرها في كل العالم العربي وبعضها للغرب، فهذا يضر باللغة الفصحى، ويوحي لأجيال قادمة مستهدفة أن تلك السقطات اللهجية إنما هي من فصيح اللسان، وهذا أسوء من الاعتراف بكونها من العامي.
إن لاهتمام باللغة العربية وتدوينها أمر ضروري، لكن الاهتمام بتداولها بالألسن وتناقلها للأجيال بكل الوسائل المتاحة فذاك هو الجهاد الحق الذي على كل منظمة تهتم بالدفاع عن اللغة العربية أن تضعه صوب ناظريها بالأساس وقبل كل شيء. اللغة العربية بدأت على اللسان، ولا بد أن تبقى عليه، أما السطور فحربها غير ذلك، هي حرب مناهج تعليم ونشر كتب وكتابات ونقل وتحريف وتغاض عن أخطاء أقل ما يقال عنها الفداحة.
#سهر لقماري
المملكة المغربية
#الرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية. ❝ ⏤سهر لقماري
❞ الحرب على اللغة العربية ليس بالأمر المنتهي، لأنها في بداياتها حرب على الإسلام، وحرب على وحدة المسلمين.
اللغة العربية كانت لقبائل العرب، وكان ذكرها شعبيا تتلاقفها الألسن باللهج وتتأثر بالبيئة، وما حفظها من الإبادة غير اهتمام أهلها بالتدوين والتشعير بها، وكرمها الله تبارك وتعالى بجعلها اللغة التي تصلح لخاتم الرسالات، وليست أي رسالة، إنها رسالة للعالمين، فكسر حاجز القبيلة ليمتد ذكر اللغة العربية في جميع الألسن كلغة لمخاطبة الخالق، في الدعاء والصلاة والآذان والترتيل والحج وجميع الأحوال اليومية بدءا من الشهادتين، ولا يليق بما سبق ترجمة أو تحريف، فحُفظت بحفاظ المسلمين عليها. ولا من ينكر فضل الإسلام في انتشار اللغة العربية إلا جاحد.
أما مخطط القضاء عليها فهو مشروع تعدى الصهيونية او الامبريالية أو الصليبية او الاستردادية أو الاستعمار.. إنما هو مخطط لوقف انتشار الإسلام الذي يتيح تعلم هذه اللغة وبالتالي استحواذها على الفكر البشري، مما يعيق التقدم الفاشي للغة المستعمر المسيطر.
لما لم تنجح الحرب الصليبية في الشرق والاستردادية في الغرب في الطمس النهائي للعربية، بدأ النظر للتفرقة الإسلامية بين العرب وغير العرب، وأظهر أهل الدسائس أنماطا من الثورة انتهت بتضعضع ثم سقوط الدولة العثمانية التي لم تتوقف عن التتوغل داخل الجسد الغربي، وأبرزها ثورة العروبة وشبح الوحدة العربية الذي لم ير منه العرب طرفا.
ثم جاء الاهتمام بالتراث والحضارات القديمة لجر الشعوب المسلمة نحو قوميتها الخاصة بماضيها قبل الإسلام، فأفاقت مومياءات الفراعنة وأساطير آلهة الشام والعراق، وارسلت ترانيم الشوق لأمجاد الفرس والهند والصين، وخلخلت حبال التمسك بالدين في إفريقيا بحملات التبشير والتنصير بل والإبادة والترقيق.
وإذ لم تجد بعد حروب الاسترداد دافعا نهض المستعمر ينفض غبار البربر في الغرب الإسلامي وصنع لهم لغة وثقافة ليدافعوا عن بقائها، غير أن هذا الطائل ما لبث تضعضع لما وجدت الحملات دحضا واستياء من البربر أنفسهم، فلما لم ينجح المخطط تماما كما نجح في تركيا تماما بتغيير لغة الكتابة وإيران وباكستان بنهضة لغة القبيلة، لجأت الآن الحملات للنهوض باللهجة المحلية، وإذ لم يكن ذلك كافيا لنزع اللغة العربية قامت بحركة انعكاسية وهي اعتبار اللهجة من افصح اللهجات، وبالتالي ضرورة اعتمادها في التعليم كلغة أم بدل الفصحى التي وضعوها في خانة اللغات الصعبة التعلم! فكان تناقضهم هذا محط سخرية من المغاربةوالموريطانيين بالخصوص باعتبارهم كانوا في معزل عن الحكم العثماني المتأخر، والجزائريين والليبيين والتونسيين باعتبارهم اهل وحدة تاريخية مغربية عربية إسلامية كانت لحمتها الإسلام لا العروبة، وكانت لغتها اللغة التي شاءها الله للمسلمين وهي اللغة العربية فلا ينفع سواها لغة لمسلم.
هذا التميز الذي عرفته دول المغرب العربي، جعلت من انتمائه للعالم العربي عنوة شوكة في حلق المستعمر الذي ناله وبال استعماره بعد الاستقلال، حيث لا يزال كل مغاربي يحط قدمه بالغرب يحمل على عاتقه رسالة نشر الإسلام في كل مكان يصل إليه سواء بمشيئته أو دونها، بفضل حرصهم على تحبيب الإسلام للرجل والمرأة الأجنبي، ونرى جليا ثمار ذلك في المجتمعات الغربية، واي باحث في انتشار الإسلام يعلم بذلك.
خلاصة القول، زوال اللغة العربية من المحال، فزوالها يعني زوال الإسلام، حتى لو بقي مسلم واحد على الأرض ولو كان من أقصى شمالها او جنوبها، فلسانه لن يفارق العربية وإلا فإسلامه لن يصح وعبادته لن تقبل ودعاؤه غيب وصوله، وما من صاحب دين قد يتخلى عن اللغة التي يتواصل بها مع إلهه حتى لو كان وثنيا. أما أن تأتي اللهجة مكان اللغة فذلك ضرب جنون رغم التجاوزات التي تسمح بها بعض الدول كمصر مثلا، والمستهدفة بالأساس لاعتبارات العدد والعدة، فالمحروسة بلد طباعة الكتب ونشر الثقافة العربية، وقبول حكومتها بنشر اللهجة ككلام عربي داخل دفوف الورق، ونشرها في كل العالم العربي وبعضها للغرب، فهذا يضر باللغة الفصحى، ويوحي لأجيال قادمة مستهدفة أن تلك السقطات اللهجية إنما هي من فصيح اللسان، وهذا أسوء من الاعتراف بكونها من العامي.
إن لاهتمام باللغة العربية وتدوينها أمر ضروري، لكن الاهتمام بتداولها بالألسن وتناقلها للأجيال بكل الوسائل المتاحة فذاك هو الجهاد الحق الذي على كل منظمة تهتم بالدفاع عن اللغة العربية أن تضعه صوب ناظريها بالأساس وقبل كل شيء. اللغة العربية بدأت على اللسان، ولا بد أن تبقى عليه، أما السطور فحربها غير ذلك، هي حرب مناهج تعليم ونشر كتب وكتابات ونقل وتحريف وتغاض عن أخطاء أقل ما يقال عنها الفداحة.