❞ قبّل سارة من أجلي. إن الفولاذ يحترق. المصعد صار بئراً للشيطان. لا أقدر على الفرار ولا أقدر على الوثب من النافذة كما فعل محظوظون آخرون. تمن لي أن أموت الآن. تمن لي أن تقتلني الصدمة العصبية قبل أن تتمسك النار بلحمي فيذوب. قل لي إن العالم الآخر أكثر رحمة. قل لي إنني لن أحترق في هذا العالم والعالم الآخر كذلك. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ قبّل سارة من أجلي. إن الفولاذ يحترق. المصعد صار بئراً للشيطان. لا أقدر على الفرار ولا أقدر على الوثب من النافذة كما فعل محظوظون آخرون. تمن لي أن أموت الآن. تمن لي أن تقتلني الصدمة العصبية قبل أن تتمسك النار بلحمي فيذوب. قل لي إن العالم الآخر أكثر رحمة. قل لي إنني لن أحترق في هذا العالم والعالم الآخر كذلك. ❝
❞ تستحق التامل .
_ عسى تأخيرك عن سفر. خير
_ وعسى حرمانك من زواج بركه
_ وعسى ردك عن وظيفه. مصلحه
_ وعسى حرمانك من طفل خير
\\\'وعسى أن تكرھوا شيئاً وهو خيرٌ لكم\\\'
•• لأنه يعلم وأنت لا تعلم ••
.. فلا تتضايق لأي شئ يحدث لك ..
•• لأنه بإذن الله هو خير ••
يُقآل ؛-
لا تكثر من الشكوى فيأتيك الهم
ولكن أكثر من الحمد لله تأتيك السعاده
••* فالحمدلله ثم الحمدلله ثم الحمدلله *••
حتى يبلغ الحمد منتهاه
نحنُ بخير مَا دُمنٱ نستطيع ٱلنوم بدُون مُسكنٱت !
ۉلآ نَستيقظ عَلى صَوت جھآز طِبي مَوصُول بـ ٱجسٱدنٱ !
••* فالحمدلله ثم الحمدلله ثم الحمدلله *••
حتى يبلغ الحمد منتهاه
_ لا تنظر الَى الْخلف فَفِيه مَاض يزعِجك
_ ولَا تنظر الَى الْامام فَفِيه مُسْتقبل يُقلقك
_ لَكن انظر الَى الاعلـْى فَهناك رَب يُسعدك
حكمة أعجبتني..
ليس بالضروري ان يكون لديك أصدقاء كثيرون لتكون ذو شخصية معروفه ...
فالأسد يمشي وحيداً ..
والخروف يمشي مع الجميع...
الخنصر - البنصر - الوسطى - السبابة .. بجانب بعضها . .
إلّا « الإبهام »بعيد عنها . .
و تعجّبت عندما عرفت أن» الأصابع «لآ تستطيع صنع شيء دون إبهامها البعيد
جرّب أن تكتب أو أن تغلق أزرار ثيابك . .
فَـتَـأكّـد أنه ليست العبرة بَكثرة الآصْحَآبْ حولك...إنما العبرة أكثرهم حُبَاً و مَنْفَعَةً لك حتى وإن كان بعيدآ عنك..
كلام من ذهب ...
الاستغراق في العمل ينقذك من ثلاث مشاكل: الملل والرذيلة والفقر..
لا اعرف قواعد النجاح ولكن اهم قاعدة للفشل ارضاء كل الناس..
الصديق كالمصعد , اما يأخذك الى الأعلى او يسحبك الى الأسفل , فاحذر اي مصعد تأخذ
الحياة مستمره: سواء ضحكت أم بكيت ... فلا تحمل نفسك هموما لن تستفيد منها..
لا تجعل أحداً يعرف سر دمعتك لأنه سيعرف كيف يبكيك...
صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق..فانت ونحن راحلون...
لا تترك صلاتك أبدا فهناك الملايين تحت القبور يتمنون لو تعود بهم الحياة ليسجدو
ولو سجده...
احلى كلام مر علي اليوم..
حكمة لمدى الحياه..
لا تعتمد على [الأنسان]فهو مغآدر.. ولكن أعتمد على [الله] فهو آلقآدر... ❝ ⏤كريم محمد سالم
❞ تستحق التامل .
_ عسى تأخيرك عن سفر. خير
_ وعسى حرمانك من زواج بركه
_ وعسى ردك عن وظيفه. مصلحه
_ وعسى حرمانك من طفل خير
\\˝وعسى أن تكرھوا شيئاً وهو خيرٌ لكم\\˝
•• لأنه يعلم وأنت لا تعلم ••
. فلا تتضايق لأي شئ يحدث لك .
•• لأنه بإذن الله هو خير ••
يُقآل ؛-
لا تكثر من الشكوى فيأتيك الهم
ولكن أكثر من الحمد لله تأتيك السعاده
حكمة أعجبتني.
ليس بالضروري ان يكون لديك أصدقاء كثيرون لتكون ذو شخصية معروفه ..
فالأسد يمشي وحيداً .
والخروف يمشي مع الجميع..
الخنصر - البنصر - الوسطى - السبابة . بجانب بعضها . .
إلّا « الإبهام »بعيد عنها . .
و تعجّبت عندما عرفت أن» الأصابع «لآ تستطيع صنع شيء دون إبهامها البعيد
جرّب أن تكتب أو أن تغلق أزرار ثيابك . .
فَـتَـأكّـد أنه ليست العبرة بَكثرة الآصْحَآبْ حولك..إنما العبرة أكثرهم حُبَاً و مَنْفَعَةً لك حتى وإن كان بعيدآ عنك.
كلام من ذهب ..
الاستغراق في العمل ينقذك من ثلاث مشاكل: الملل والرذيلة والفقر.
لا اعرف قواعد النجاح ولكن اهم قاعدة للفشل ارضاء كل الناس.
الصديق كالمصعد , اما يأخذك الى الأعلى او يسحبك الى الأسفل , فاحذر اي مصعد تأخذ
الحياة مستمره: سواء ضحكت أم بكيت .. فلا تحمل نفسك هموما لن تستفيد منها.
لا تجعل أحداً يعرف سر دمعتك لأنه سيعرف كيف يبكيك..
صافح وسامح . ودع الخلق للخالق.فانت ونحن راحلون..
لا تترك صلاتك أبدا فهناك الملايين تحت القبور يتمنون لو تعود بهم الحياة ليسجدو
ولو سجده..
احلى كلام مر علي اليوم.
حكمة لمدى الحياه.
لا تعتمد على [الأنسان]فهو مغآدر. ولكن أعتمد على [الله] فهو آلقآدر. ❝
❞ ولم يدر هل حقا سمع شيئا ام يُخيلُ له أنه سمع صوتا في داخله. وإذ به أمام باب كأنه باب شقه مفتوح،وليس هناك مداخل سواه وگأن الباب للمصعد والمصعد للباب ،فما كان عليه إلا أن يقترب ويتقدم داخل الباب ،يتنحنح كي يخبر من لا يراه أنه بالخارج . وسمع صدا لصوت عربي بعيد كأنه قادم من\" وشوشات الجن المخنثه في ليل صحراء الربع الخالي ، ممزوج بالحراره والبرودة، يتسكعُ في جدران الصمت السائد ،يتلألأ في ضوء المغترب الخافض،تُعيد الحداثه طلتها بجمعٍ وفير من الألوان الحديثه بثوبها البترولي، شعرها العبدي وحدهُ الف انثى،يُقيدهُ منديل ازرق من قطنٍ سافر مثل كل المسافرين ،عينيها باقي النساء، قوامها يتموج في عِظامها الرشيقه\" ،كان هذا واضحا من طواعيه ثوبها الرقراق علي ملمسها المضيئُ وسط عتمة المكان .
في الجهه المقابله لمدخل الرواق نافذه يلمع ضوء نهار الخارج منها ،طلبت منه الإقتراب فدنا وانثنى خوفا تثبتهُ الشجاعه ،استدارت بظهرها ممسكةً طاوله بعرض الحائط وطوله ،بداخلها اشياء لامعه كثيره ،مثل الكريستالات القديمه والبلور الروماني ،وتماثيل كأنها من حضارات متتعدده كالأشوريه ذات الألوان البُنيه و من بينها حضارتنا المتمثلة في هذا التمثال الفرعوني المتورك، كأنه ينتهي من تشهدهِ الثاني من الصلاه.وابي ينتظره ليسأله ما الذي آتى بك إلي هنا ،ولم يدر هل يسأل التمثال ام يسأل نفسه.وبعد سحب هذه المصنوعه التي تشبه النيش أو الفترينات المجهزه لعرض المنتجات الثمينه ،اصبح هذا الحائط ذو المقتنيات الباهظه علي يسار ابي قد أغلق عليه ممر الرواق المؤدي إلى خارج المكان.
ولم يتبقي علي يمينه سوا النافذه البعيده مقدار عشر خطوات وخلفه باقي المنزل المظلم .وكأن فيه جمهور من شياطين وملائكه يفصلهما عن بعضهما ظل يقينه ، وأمامه مليكه الجن هذه .تفتح بابا داخل الحائط بأرقاما سريه .مساحته مترا في نصفه..
انتهت بالفعل مع هذه التكه التي تُسمع عند نجاح عمليه فتح الخزنات ،إلتفتت ناحيته وسحبت باب الحظ الماثوني لتفتحه أمام ناظرهِ ،ليتبين له ثروه من المستحيل جمعها إلا عن طريق هذه التجاره الغير مشروعه من تهريب تراث الحضارات العريقه ،انثنت علي باب خزنتها ليتدلى تربها،يُشفُ خصرها،عارضةً عرضها ،\"خذ ما شئت واقضي أو سرقت ما شئنا واتصلنا بالشرطه\"
هكذا تجرأت تلك القائده الشيطانيه عارضةً عليه ذاتها بهذا الرخص الباهظ الثمن ، وأخرجت من خزنتها قاروره خمر مُزركشه برموز وحروف عربيه لكنه ليس عربي ،قطعت عليه تفكيره بقولها أن هذه القاروره قد مُلئت خمرا ذات مساء لملك شاه عظيم بلاد فارس ،ملك سمرقند ،عُمر هذه القاروره الف عام الان تقريبا او اقل قليلا،دخل علي إثر قولها جبريل السائق البنغالي وهي توبخه علي تأخيره بصنيه من كرستالٍ اسود اضائها جبريل بكأسين فارغين قد وضعهما عليها،
كان ثقل القاروره قد آلمَ معصم اللعوب ،بدا ذلك علي تجويف معصمها الجائع .. ❝ ⏤عرفة بندق
❞ ولم يدر هل حقا سمع شيئا ام يُخيلُ له أنه سمع صوتا في داخله. وإذ به أمام باب كأنه باب شقه مفتوح،وليس هناك مداخل سواه وگأن الباب للمصعد والمصعد للباب ،فما كان عليه إلا أن يقترب ويتقدم داخل الباب ،يتنحنح كي يخبر من لا يراه أنه بالخارج . وسمع صدا لصوت عربي بعيد كأنه قادم من˝ وشوشات الجن المخنثه في ليل صحراء الربع الخالي ، ممزوج بالحراره والبرودة، يتسكعُ في جدران الصمت السائد ،يتلألأ في ضوء المغترب الخافض،تُعيد الحداثه طلتها بجمعٍ وفير من الألوان الحديثه بثوبها البترولي، شعرها العبدي وحدهُ الف انثى،يُقيدهُ منديل ازرق من قطنٍ سافر مثل كل المسافرين ،عينيها باقي النساء، قوامها يتموج في عِظامها الرشيقه˝ ،كان هذا واضحا من طواعيه ثوبها الرقراق علي ملمسها المضيئُ وسط عتمة المكان .
في الجهه المقابله لمدخل الرواق نافذه يلمع ضوء نهار الخارج منها ،طلبت منه الإقتراب فدنا وانثنى خوفا تثبتهُ الشجاعه ،استدارت بظهرها ممسكةً طاوله بعرض الحائط وطوله ،بداخلها اشياء لامعه كثيره ،مثل الكريستالات القديمه والبلور الروماني ،وتماثيل كأنها من حضارات متتعدده كالأشوريه ذات الألوان البُنيه و من بينها حضارتنا المتمثلة في هذا التمثال الفرعوني المتورك، كأنه ينتهي من تشهدهِ الثاني من الصلاه.وابي ينتظره ليسأله ما الذي آتى بك إلي هنا ،ولم يدر هل يسأل التمثال ام يسأل نفسه.وبعد سحب هذه المصنوعه التي تشبه النيش أو الفترينات المجهزه لعرض المنتجات الثمينه ،اصبح هذا الحائط ذو المقتنيات الباهظه علي يسار ابي قد أغلق عليه ممر الرواق المؤدي إلى خارج المكان.
ولم يتبقي علي يمينه سوا النافذه البعيده مقدار عشر خطوات وخلفه باقي المنزل المظلم .وكأن فيه جمهور من شياطين وملائكه يفصلهما عن بعضهما ظل يقينه ، وأمامه مليكه الجن هذه .تفتح بابا داخل الحائط بأرقاما سريه .مساحته مترا في نصفه.
انتهت بالفعل مع هذه التكه التي تُسمع عند نجاح عمليه فتح الخزنات ،إلتفتت ناحيته وسحبت باب الحظ الماثوني لتفتحه أمام ناظرهِ ،ليتبين له ثروه من المستحيل جمعها إلا عن طريق هذه التجاره الغير مشروعه من تهريب تراث الحضارات العريقه ،انثنت علي باب خزنتها ليتدلى تربها،يُشفُ خصرها،عارضةً عرضها ،˝خذ ما شئت واقضي أو سرقت ما شئنا واتصلنا بالشرطه˝
هكذا تجرأت تلك القائده الشيطانيه عارضةً عليه ذاتها بهذا الرخص الباهظ الثمن ، وأخرجت من خزنتها قاروره خمر مُزركشه برموز وحروف عربيه لكنه ليس عربي ،قطعت عليه تفكيره بقولها أن هذه القاروره قد مُلئت خمرا ذات مساء لملك شاه عظيم بلاد فارس ،ملك سمرقند ،عُمر هذه القاروره الف عام الان تقريبا او اقل قليلا،دخل علي إثر قولها جبريل السائق البنغالي وهي توبخه علي تأخيره بصنيه من كرستالٍ اسود اضائها جبريل بكأسين فارغين قد وضعهما عليها،
كان ثقل القاروره قد آلمَ معصم اللعوب ،بدا ذلك علي تجويف معصمها الجائع. ❝
❞ بسم الله الرحمن الرحيم
«رنــــــــــــــيم»
بقلمي/ڪـريـمـة جـمـال الـديـن
فِي إحدىٰ ليالي الشتاء الباردة
كانت جالسة على احدىٰ الطرقِ تبكي وترتجف ليس مِن برودة الجو بل مِن قسوة الحياة عليها.
فقد توفىٰ كُلاً من والدها ووالدتها في حادث ولم يمر على وفاتهم أربعة وعشرون ساعة، وكان عمها الحـ*ـير، الذي لايملك في قلبة ذرة رحمة يطردها من بيتها في منتصف الليل، بينما كان الناس لا يفعلون شيئ سوىٰ، ان ينظرو إليها بشفقة ومنهم من كان ينظر لها بسخرية، ظلت جالسة مع شرودها واحزانها و قلبها المحطم، حتى قاطع جلستها سماع صوت شخص ما يقول لها: يا آنسة.
نظرت للشخص بأعين باكية ثم قالت: نعم؟
تحدث الشخص قائلا بتعجب عندما تعرف عليها: رنيم!
انتي قاعدة كدا لية فـِ البرد يا حبيبتي؟
أزاحت نظرها عن المتحدث ثم نظرت أمامها وقالت: نصيبي.
_طب قومي معايا نروح البيت مينفعش تقعدي فـِ الشارع وسط البرد كدا!
: لاء شكراً يا سلمى.
_شكرا اي بس يا هبلة قومي معايا يلا.
نظرت لها رنيم مطولاً ثم أجهشت في بكاء مرير، فاحتضنتها تلك السلمى الحنونة، حتي هدأت
_اي اللي مزعلك كدا بس يا حبيبتي؟! اهدي
لارد
ثم نظرت إلى وجهها وعلمت أنة قد أُغشي عليها، صدمت بشدة وحزنت من أجلها؛ فنادت سائق السيارة الخاصة بها وحملها وتوجهوا إلي المشفى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
\"في المشفى\"
كانت سلمى تجلس بالخارج تنتظر خروج الطبيب لتسألة مابها.
بعد قليل خرج الطبيب.
فهرولت إلية سريعاً قائلة:هيا مالها يا دكتور؟
تحدث الطبيب قائلاً: دا اغماء يا دكتورة سلمى متقلقيش اهم حاجه متتعرضش لأي ضغط او اي حاجه تأذي نفسيتها.
_هي: تمام يـ دكتور طب هيا هتفوق امتى؟
الطبيب: بكرة الصبح بئذن الله.
_تمام يا دكتور شكرا.
الطبيب: العفو دا واجبي.
ثم رحل.
وظلت سلمي تفكر فيما هوا قادم، قاطع تفكيرها صوت رنين هاتفها، اخرجت الهاتف من الحقيبة ونظرت للأسم الموجود علي الشاشة فابتسمت تلقائياً وردت علي المتصل
قائلة بحب: ازيك يا حبيبي عامل اي؟
هو: الحمدلله بخير يا سوسو وحشتيني والله.
هي بمرح: اي دا يا ولد اي سوسو دي متحترم نفسك.
هو بمرح: بقا انا احترم نفسي يا سوسو ماشي.
هي: رخم والله.
هو: تسلميلي يا سوسو.
لما اشوفك بس يا مراد اااة صحيح هتيجي امتا.
مراد: مش عارف والله يا سوسو ممكن أسبوعين ولا حاجه.
سلمى: ماشي يا حبيبي ربنا معاك ويوفقك يارب.
مراد: يارب يا سوسو.
سلمي:: سوسو تاني هوا مافيش اي اعتبار خالص اني اختك الكبيرة يالاة.
مراد: يالاة انا مراد بية الهاشمي يتقالي يالاة.
هي بمرح: الله يرحم ايام م كنت بغيرلك البامبرز يا معـ*ـن قال مراد باشا الهاشمي قال.
مراد: خلاص يا سلمى يا حبيبة قلبي بلاش فضايح.
سلمى: ياة اخيراً قلت اسمي دا حتي سوسو دا مش لايق عليا.
مراد: تؤ يا سوسو.
سلمى: رخم والله.
وظلو يتحدثون بعدة امور وسط ضحكاتهم؛ حتى انهوا المكالمة، ثم ذهبت سلمى إلي غرفتها الخاصة بها في هذة المشفى فـَ هذةِ المشفى خاصة بها، دلفت إلي الغرفة واغلقتها وتسطحت علي السرير وذهبت في نوم عميق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصباح الباكر أستيقظت سلمى علي اشعة الشمس الذهبية فقامت من على الفراش، ثم دلفت إلى مرحاض غرفتها وغسلت وجهها، ثم ذهبت إلي غرفة رنيم صديقتها التي لاتعرف ما حدث لها لكي تبقى بهذة الحالة التي هي بها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في إحدى غُرف المشفى
أستيقظت من نومها وتذكرت ما حدث أمس وكانت علي وشك البكاء، لولا دلوف سلمى وهيا تشاكسها قائلة: الجميل عامل اي النهاردة؟
نظرت لها تلك الفتاة مطولاً ثم اردفت: الحمدلله
وشكراً ليكي بجد ع اللي عملتية معايا إمبارح.
سلمى وهي تجلس بجوارها: شكر اي بس يا بنتي مافيش شكر بين الاخوات.
رنيم: هوا انتي ساعدتيني لية؟
سلمى: علشان مينفعش أشوف حد فـ مشكلة واسيبة وبذات لو كانت صاحبتي وعشرة عمري.
رنيم: انتي طيبه اوي ياسلمى.
سلمى بمرح: ههههة عارفة المهم احكيلي بقا كنتي قاعدة فـ الشارع بتعيطي كدا لية؟
تذكرت رنيم ماحدث معها وبكت.
سلمى: اهدي يا حبيبتي لو مش عاوزة تقولي مش مشكلة اهم حاجه انك تبقي بخير.
احتضنتها رنيم قائلة بين شهقاتها: ماما وبابا اتوفوا امبارح.
صدمت سلمى عندما قالت رنيم هذا الحديث وتألم قلبها من اجلها ثم أكملت رنيم قائلة: جيت بعد الدفنة والعزا م خلصوا داخلة البيت لاقيت عمي بيطردني وبيقولي اني ماليش اي حاجه.
سلمى: يا حبيبتي واجهتي كل دا لوحدك.
عموما أنتي هتيجي تعيشي معايا.
_لا مش هينفع خالص انا هأجر اي شقة وادور علي شغل.
سلمى: بطلي كلام أهبل يا حبيبتي.
انا قاعدة ساكتالك من ساعتها انتي هتيجي تعيشي معايا زيك زيي.
رفضت رنيم بشدة ولم توافق
سلمى: معقول موحشتكيش بعد السنين دي كلها يا رنيم والله ازعل منك وهتيجي معايا يعني هتيجي معايا
وظلت سلمى تقنع رنيم حتى وافقت.
ثم جلسوا مع بعضهم وظلوا يتحدثون مع بعضهم البعض
حتى اتت الطبيبة وفحصت رنيم وقالت لها انها بحالة جيدة وكتبت لها علي خروج اتت سلمى لرنيم بثياب جديدة ثم دلفت إلي مرحاض غرفتها وبدلت ثيابها وصعدو إلي السيارة وتوجهوا الي البيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«رنيم الخطيب:فتاة جميلة تمتلك من العمر 26 صديقة سلمى من الطفولة، تفرقوا عندما سافرت سلمى معىٰ والديها وأبيها وأخيها إلي احدى الدول الاوروبية، تخرجت من كلية تجارة وكانت في كل عام الاولى علي دفعتها»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«سلمى الهاشمي: فتاة جميلة تمتلك من العمر28 عاماً، تزوجت في سن العشرين وانجبت فتاة
وفي يوم من الايام كانت عائدة من عملها
وجدت زوجها وابنتها غار\"قون في دما\"ئهم
صدمت بشدة عندما رأت زالك المنظر البـ\"ـشع وظلت تصر\"خ حتى تجمع سكان العمارة وعملوا بما حدث وطلبوا الشر\"طة واتت الشر\"طة وحققت في الامر وتبين انة يوجد كاميرات بالشقة وعرفوا منها من القا\"تل واخذ جزائة،تمتلك مشفى زوجها الراحل»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«مراد الهاشمي شاب في منتصف العشرينات يمتلك من العمر 24 عاماً، يمتلك شركات والدة الراحل ويديرها فالبرغم من صغر سنة الا أنة متفوق في عملة، بالإضافة إلى أنة انهى جامعتة، \"كلية الإعلام\"»
باك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا إلى وجهتم ثم نزلوا من السيارة ودلفوا إلى العمارة التي تسكن بها سلمى ثم صعدوا بالمصعد إلى وجهتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
\" في المصعد\"
سلمى: بصي يا ستي هنروح دلوقتي نسلم علي ماما ويارب تكون عاملة محشي ورق عنب.
نظرت لها رنيم وهي تتحدث ثم تحدثت قائلة ببسمةٍ: يلهوي انتي لسا مهبولة بورق العنب.؟
:دا حتا حتا حتا من قلبي
ضحكت رنيم بشدة ثم قالت من بين ضحكاتها: لسا هبلة زي م انتي؛ مش عارفة اقولك اي بجد يا سلمي ش...
نظرت لها سلمى نظرة نارية قائله : هاااا
رنيم بمرح: لاء ولا حاجه يبشا.
سلمى: اياكي اسمع كلمة شكرا دي تاني.
رنيم: حاضر يا سلومتي.
احتضنتها سلمى قائلة بحنان: قلب سلموتك من جوا.
بعد قليل توقف المصعد وتوجهت كلا من رنيم وسلمى إلي الشقة، فتحت سلمى باب الشقة ثم دلفت ورأت والدتها جالسة تشاهد التلفاز
\"ماما\" نطقت سلمي الكلمة، نظرت لها امها بحزن لانها لم تراها منذ أشهر، بسبب إنشغالها في عملها.
نطقت الام بحزن: اخيراً افتكرتيني يا بنتي
ذهبت سلمي إليها وجلست بجوارها.
سلمى : انا عمري ما نسيتك يا امي حقك عليا بجد الشغل كان كتير عليا اوي ومكنش عندي وقت اجيلك حقك عليا يا امي انا آسفة وعموما انا اخدت اجازة شهر علشان أقعد معاكي متزعليش مني بقا دمعتك غالية عليا اوي يا ماما ثم احتضنتها.
الام: خلاص يا حبيبتي مش زعلانة المهم انك قدامي وبخير.
ثم نظرت الام خلف ابنتها رأت رنيم واقفة
قالت الام: اتفضلي يا بنتي واقفة كدا لية
اتت رنيم وصافحتها.
وجلست بجوارها
الام: بسم الله ماشاء الله ربنا يحميكي يا حبيبتي بس انا بشبة عليكي حاسة اني شفتك قبل كدا.
قاطعتها سلمى قائلة بمرح: فاكرة رنيم يا ماما.
الام: رنيم رنيم مين اوعي تكوني رنيم الخطيب.
رنيم: انا رنيم الخطيب.
الام: حبيبة قلبي وحشتيني اوي يا بنتي.
رنيم: وانتي أكتر يا هجورتي.
الام: دلوقتي أتأكدت انك رنيم.
سلمي: اما انا بقا عرفت رنيم من اول م شفتها ملامحها متغيرتش من أيام الثانوي
رنيم: لا يشيخة
الام وسلمى: اة يشيخة
سلمى: وحشني أكلك يا غالية وبما اني هنا فـ لازم تعمليلي كل يوم محشي ورق عنب.
الام: من عيوني يا حبيبتي وعموما انا عاملة ورق عنب انهاردة.
تحدث سلمى قائلة بطفوله: احلفيييي هيييية هييييية هييييية.
نظرت لها كلا من رنيم والام وانفجرو ضاحكين علي فعلتها
وانفجرت بالضحك هي الاخري ثم قالت لـِ رنيم ان تبدل ثيابها لكي يجلسوا مع بعضهم
بدلت رنيم ثيابها إلي عبائة فضفاضة ثم خرجت وجلست معهم
الام: مغطية شعرك لية يا حبيبتي مافيش حد غريب هنا وحتي مراد مش موجود
رنيم: طب هوا ممكن يجي
الام: لاء يا حبيبتي هوا في أجازة ولسا هايجي كمان أسبوعين؛ متقلقيش
ثم انزلت رنيم الحجاب الذي كان يزين وجهها
وظلوا يتحدثوا مع بعضهم بعدة امور
وبعدها نضدج الغذاء وجلسوا يأكلون مع بعضهم بكل مودة وحب
ومر باقي اليوم بدون اي أحداث سوي ان سلمى أخبرت والدتها بما حدث معها وكيف تقابلت هي ورنيم حزنت الام من اجلها كثيرا وكادت ان تبكي وظلت تدعوا الله ان ينصرها علي ذالك الحـ*ـير الذي يسمى عمها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في فجر يوم جديد أستيقظت رنيم ودلفت إلي المرحاض لكي تتوضأ وتصلي صلاة الفجر
خرجت رنيم من المرحاض بعدما انتهت من الوضوء وكانت في طريقها إلي غرفتها لمحت بأعينها شخص ما في الصالة، خافت بشدة، ثم نظرت بجانبها وجدت يد مقشة فأمسكتها
ثم تحركت من مكانها، وراء ذالك اللص من وجهة نظرها، وعندما أقتربت منة ضربتة علي رأسة فصرخ بصوت عالي فأيقظ كل من في البيت
نظرت إلية بخوف ولكن حاولت ان تتخطى ذالك الخوف وأخذت تضربة وتوبخة بينما خرجت الام سلمى من غرفتهم بفزع، ونظرو إلي رنيم وهي تضرب وتوبخ من مرااااد!
سلمى: رنييييم خلااااص
رنيم: اي دا حر\"امي ابن جز*ـة جاي يسر*ـنا الفجر دا بدل م يروح يصلي ويتوب لربنا
مراد: حر\"امي اي بس يست انتي هوا في حد هيسرق بيتة بردو.!
سلمى: دا مراد أخويا يا هبلة نظرت لهم رنيم بصدمة وتمنت أن تنشق الارض وتبتلعها، وكادت أن تبكي
سلمى: خلاص يا حبيبتي متعيطيش
رنيم: فكرتو حر\"امي والله
سلمى: الغلط مش عليكي الغلط ع الناس الكذابة
مراد: كنت عاوز أعماكم مفاجأة دا كان يوم أسود يوم م فكرت أعملكم مفاجأءة
رنيم: انا آسفة يا أستاذ مراد
مراد: حصل خير
ثم ذهب إلي أمة وصافحها وسلمى كذالك
وعلم ان من ضربتة رنيم التي كانت تضربة وهي صغيرة ولم تتركة حتى عندما كبرت
ثم توجة الجميع إلي غرف نومهم حتي أتى الصباح بأحداث جديدة
سلمى:لاء بصي احنا ننضف الشقة اللي تحت لـ مراد وهوا يقعد فيها دا آخر كلام ومتعارضيش يا رنيم
رنيم: بس
سلمى: مبسش قومي قدامي يلا
ضحكت رنيم علي حديثها ثم قاموا هم الاثنين واتو بأدوات التنظيف وذهبوا إلي الشقة لكي ينظفوها ويرتبوها انتهوا من التنظيف والترتيب بعد عناء كبير ثم صعدو إلى الشقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في إحدى الايام كانت رنيم جالسة في الشرفة تنظر وتتأمل المارة في الطريق، قاطع عليها نظرها وتأملها إشتمام شيء ما مألوف إليها ثم اردفت قائلة بغضب: اااة يا مراد الكلب.
لم تكمل حديثها ثم صدع صوت صراخها وصوت المفرقعات الذي أشعلها مراد بجانبها؛ خرجت سريعا من الشرفة ورأتة يضحك عليها بشدة فأمسكت الحذاء الذي كانت ترتدية ورمتة بوجهة، وكادت أن تتقاتل مع لولا أنة فاجأها بقولة: بحبك يا رنومتي.
نظرت لة بصدمة وخجل ولم تقدر علي الحديث جأت لكي ترحل من أمامة، وجدتة يمد لها خاتم من الالماس جميل ورقيق يليق بها
ثم تحدث قائلا بحبٍ : تقبلي تتجوزيني يا رنومتي
نظرت لة بصدمة ولم يتلقى رداً بسبب خجلها ، فاعتبر السكوت علامة الرضا وألبسها الخاتم، ثم صدع من بعدها صوت الذغاريت وصوت الفرحة في المكان
ومرت الايام والشهور والاعوام ومر معها عشق مراد لرنيم تزوج مراد برنيم واتى لها بحقها من عمها وعاشوا مع بعض في حب وإخلاص ومودة
\"وسلمى كانت ومازات دائمة الدعاء لزوجها الراحل وابنتها وكانت تدعو الله دائما أن ترحل إليهم\"
مر عام او أكثر علي زواج رنيم ومراد ومرت معة أشهر علي فراق تلك الجميلة أجل فقد رحلت رنيم عن عالمنا عند ولادتها لطفليها ومرت مع هذة الاعوام الاحزان والافراح!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرورِ أكثر من عشرون عاماً
في ذالك اليوم من كل أسبوع يذهب مراد إلي المقابر ويتحدث مع رنيمة ويبدأ بسرد ما حدث معة طوال الاسبوع من فرح او حزن صغيرة وكبيرة.
تحدث مراد بصوت يشوبة الفرحة والفخر: رنيم ولادنا كبرو وحققوا امنيتك؛ هشام طلع مهندس زي ماكان نفسك؛ ويمنى بقت دكتورة أطفال هيا كمان.
ربنا يرحمك يا حبيبتي.
تمت بحمد الله.. ❝ ⏤Kareema Jamal Al-din
❞ بسم الله الرحمن الرحيم
«رنــــــــــــــيم» بقلمي/ڪـريـمـة جـمـال الـديـن
فِي إحدىٰ ليالي الشتاء الباردة
كانت جالسة على احدىٰ الطرقِ تبكي وترتجف ليس مِن برودة الجو بل مِن قسوة الحياة عليها.
فقد توفىٰ كُلاً من والدها ووالدتها في حادث ولم يمر على وفاتهم أربعة وعشرون ساعة، وكان عمها الحـ*ـير، الذي لايملك في قلبة ذرة رحمة يطردها من بيتها في منتصف الليل، بينما كان الناس لا يفعلون شيئ سوىٰ، ان ينظرو إليها بشفقة ومنهم من كان ينظر لها بسخرية، ظلت جالسة مع شرودها واحزانها و قلبها المحطم، حتى قاطع جلستها سماع صوت شخص ما يقول لها: يا آنسة.
نظرت للشخص بأعين باكية ثم قالت: نعم؟
تحدث الشخص قائلا بتعجب عندما تعرف عليها: رنيم!
انتي قاعدة كدا لية فـِ البرد يا حبيبتي؟
أزاحت نظرها عن المتحدث ثم نظرت أمامها وقالت: نصيبي.
_طب قومي معايا نروح البيت مينفعش تقعدي فـِ الشارع وسط البرد كدا!
: لاء شكراً يا سلمى.
_شكرا اي بس يا هبلة قومي معايا يلا.
نظرت لها رنيم مطولاً ثم أجهشت في بكاء مرير، فاحتضنتها تلك السلمى الحنونة، حتي هدأت
_اي اللي مزعلك كدا بس يا حبيبتي؟! اهدي
لارد
ثم نظرت إلى وجهها وعلمت أنة قد أُغشي عليها، صدمت بشدة وحزنت من أجلها؛ فنادت سائق السيارة الخاصة بها وحملها وتوجهوا إلي المشفى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
˝في المشفى˝
كانت سلمى تجلس بالخارج تنتظر خروج الطبيب لتسألة مابها.
بعد قليل خرج الطبيب.
فهرولت إلية سريعاً قائلة:هيا مالها يا دكتور؟
تحدث الطبيب قائلاً: دا اغماء يا دكتورة سلمى متقلقيش اهم حاجه متتعرضش لأي ضغط او اي حاجه تأذي نفسيتها.
_هي: تمام يـ دكتور طب هيا هتفوق امتى؟
الطبيب: بكرة الصبح بئذن الله.
_تمام يا دكتور شكرا.
الطبيب: العفو دا واجبي.
ثم رحل.
وظلت سلمي تفكر فيما هوا قادم، قاطع تفكيرها صوت رنين هاتفها، اخرجت الهاتف من الحقيبة ونظرت للأسم الموجود علي الشاشة فابتسمت تلقائياً وردت علي المتصل
قائلة بحب: ازيك يا حبيبي عامل اي؟
هو: الحمدلله بخير يا سوسو وحشتيني والله.
هي بمرح: اي دا يا ولد اي سوسو دي متحترم نفسك.
هو بمرح: بقا انا احترم نفسي يا سوسو ماشي.
هي: رخم والله.
هو: تسلميلي يا سوسو.
لما اشوفك بس يا مراد اااة صحيح هتيجي امتا.
مراد: مش عارف والله يا سوسو ممكن أسبوعين ولا حاجه.
سلمى: ماشي يا حبيبي ربنا معاك ويوفقك يارب.
مراد: يارب يا سوسو.
سلمي:: سوسو تاني هوا مافيش اي اعتبار خالص اني اختك الكبيرة يالاة.
مراد: يالاة انا مراد بية الهاشمي يتقالي يالاة.
هي بمرح: الله يرحم ايام م كنت بغيرلك البامبرز يا معـ*ـن قال مراد باشا الهاشمي قال.
مراد: خلاص يا سلمى يا حبيبة قلبي بلاش فضايح.
سلمى: ياة اخيراً قلت اسمي دا حتي سوسو دا مش لايق عليا.
مراد: تؤ يا سوسو.
سلمى: رخم والله.
وظلو يتحدثون بعدة امور وسط ضحكاتهم؛ حتى انهوا المكالمة، ثم ذهبت سلمى إلي غرفتها الخاصة بها في هذة المشفى فـَ هذةِ المشفى خاصة بها، دلفت إلي الغرفة واغلقتها وتسطحت علي السرير وذهبت في نوم عميق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصباح الباكر أستيقظت سلمى علي اشعة الشمس الذهبية فقامت من على الفراش، ثم دلفت إلى مرحاض غرفتها وغسلت وجهها، ثم ذهبت إلي غرفة رنيم صديقتها التي لاتعرف ما حدث لها لكي تبقى بهذة الحالة التي هي بها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في إحدى غُرف المشفى
أستيقظت من نومها وتذكرت ما حدث أمس وكانت علي وشك البكاء، لولا دلوف سلمى وهيا تشاكسها قائلة: الجميل عامل اي النهاردة؟
نظرت لها تلك الفتاة مطولاً ثم اردفت: الحمدلله
وشكراً ليكي بجد ع اللي عملتية معايا إمبارح.
سلمى وهي تجلس بجوارها: شكر اي بس يا بنتي مافيش شكر بين الاخوات.
رنيم: هوا انتي ساعدتيني لية؟
سلمى: علشان مينفعش أشوف حد فـ مشكلة واسيبة وبذات لو كانت صاحبتي وعشرة عمري.
رنيم: انتي طيبه اوي ياسلمى.
سلمى بمرح: ههههة عارفة المهم احكيلي بقا كنتي قاعدة فـ الشارع بتعيطي كدا لية؟
تذكرت رنيم ماحدث معها وبكت.
سلمى: اهدي يا حبيبتي لو مش عاوزة تقولي مش مشكلة اهم حاجه انك تبقي بخير.
احتضنتها رنيم قائلة بين شهقاتها: ماما وبابا اتوفوا امبارح.
صدمت سلمى عندما قالت رنيم هذا الحديث وتألم قلبها من اجلها ثم أكملت رنيم قائلة: جيت بعد الدفنة والعزا م خلصوا داخلة البيت لاقيت عمي بيطردني وبيقولي اني ماليش اي حاجه.
سلمى: يا حبيبتي واجهتي كل دا لوحدك.
عموما أنتي هتيجي تعيشي معايا.
_لا مش هينفع خالص انا هأجر اي شقة وادور علي شغل.
سلمى: بطلي كلام أهبل يا حبيبتي.
انا قاعدة ساكتالك من ساعتها انتي هتيجي تعيشي معايا زيك زيي.
رفضت رنيم بشدة ولم توافق
سلمى: معقول موحشتكيش بعد السنين دي كلها يا رنيم والله ازعل منك وهتيجي معايا يعني هتيجي معايا
وظلت سلمى تقنع رنيم حتى وافقت.
ثم جلسوا مع بعضهم وظلوا يتحدثون مع بعضهم البعض
حتى اتت الطبيبة وفحصت رنيم وقالت لها انها بحالة جيدة وكتبت لها علي خروج اتت سلمى لرنيم بثياب جديدة ثم دلفت إلي مرحاض غرفتها وبدلت ثيابها وصعدو إلي السيارة وتوجهوا الي البيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«رنيم الخطيب:فتاة جميلة تمتلك من العمر 26 صديقة سلمى من الطفولة، تفرقوا عندما سافرت سلمى معىٰ والديها وأبيها وأخيها إلي احدى الدول الاوروبية، تخرجت من كلية تجارة وكانت في كل عام الاولى علي دفعتها» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«سلمى الهاشمي: فتاة جميلة تمتلك من العمر28 عاماً، تزوجت في سن العشرين وانجبت فتاة
وفي يوم من الايام كانت عائدة من عملها
وجدت زوجها وابنتها غار˝قون في دما˝ئهم
صدمت بشدة عندما رأت زالك المنظر البـ˝ـشع وظلت تصر˝خ حتى تجمع سكان العمارة وعملوا بما حدث وطلبوا الشر˝طة واتت الشر˝طة وحققت في الامر وتبين انة يوجد كاميرات بالشقة وعرفوا منها من القا˝تل واخذ جزائة،تمتلك مشفى زوجها الراحل»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«مراد الهاشمي شاب في منتصف العشرينات يمتلك من العمر 24 عاماً، يمتلك شركات والدة الراحل ويديرها فالبرغم من صغر سنة الا أنة متفوق في عملة، بالإضافة إلى أنة انهى جامعتة، ˝كلية الإعلام˝» باك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا إلى وجهتم ثم نزلوا من السيارة ودلفوا إلى العمارة التي تسكن بها سلمى ثم صعدوا بالمصعد إلى وجهتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
˝ في المصعد˝
سلمى: بصي يا ستي هنروح دلوقتي نسلم علي ماما ويارب تكون عاملة محشي ورق عنب.
نظرت لها رنيم وهي تتحدث ثم تحدثت قائلة ببسمةٍ: يلهوي انتي لسا مهبولة بورق العنب.؟
:دا حتا حتا حتا من قلبي
ضحكت رنيم بشدة ثم قالت من بين ضحكاتها: لسا هبلة زي م انتي؛ مش عارفة اقولك اي بجد يا سلمي ش..
نظرت لها سلمى نظرة نارية قائله : هاااا
رنيم بمرح: لاء ولا حاجه يبشا.
سلمى: اياكي اسمع كلمة شكرا دي تاني.
رنيم: حاضر يا سلومتي.
احتضنتها سلمى قائلة بحنان: قلب سلموتك من جوا.
بعد قليل توقف المصعد وتوجهت كلا من رنيم وسلمى إلي الشقة، فتحت سلمى باب الشقة ثم دلفت ورأت والدتها جالسة تشاهد التلفاز
˝ماما˝ نطقت سلمي الكلمة، نظرت لها امها بحزن لانها لم تراها منذ أشهر، بسبب إنشغالها في عملها.
نطقت الام بحزن: اخيراً افتكرتيني يا بنتي
ذهبت سلمي إليها وجلست بجوارها.
سلمى : انا عمري ما نسيتك يا امي حقك عليا بجد الشغل كان كتير عليا اوي ومكنش عندي وقت اجيلك حقك عليا يا امي انا آسفة وعموما انا اخدت اجازة شهر علشان أقعد معاكي متزعليش مني بقا دمعتك غالية عليا اوي يا ماما ثم احتضنتها.
الام: خلاص يا حبيبتي مش زعلانة المهم انك قدامي وبخير.
ثم نظرت الام خلف ابنتها رأت رنيم واقفة
قالت الام: اتفضلي يا بنتي واقفة كدا لية
اتت رنيم وصافحتها.
وجلست بجوارها
الام: بسم الله ماشاء الله ربنا يحميكي يا حبيبتي بس انا بشبة عليكي حاسة اني شفتك قبل كدا.
قاطعتها سلمى قائلة بمرح: فاكرة رنيم يا ماما.
الام: رنيم رنيم مين اوعي تكوني رنيم الخطيب.
رنيم: انا رنيم الخطيب.
الام: حبيبة قلبي وحشتيني اوي يا بنتي.
رنيم: وانتي أكتر يا هجورتي.
الام: دلوقتي أتأكدت انك رنيم.
سلمي: اما انا بقا عرفت رنيم من اول م شفتها ملامحها متغيرتش من أيام الثانوي
رنيم: لا يشيخة
الام وسلمى: اة يشيخة
سلمى: وحشني أكلك يا غالية وبما اني هنا فـ لازم تعمليلي كل يوم محشي ورق عنب.
الام: من عيوني يا حبيبتي وعموما انا عاملة ورق عنب انهاردة.
تحدث سلمى قائلة بطفوله: احلفيييي هيييية هييييية هييييية.
نظرت لها كلا من رنيم والام وانفجرو ضاحكين علي فعلتها
وانفجرت بالضحك هي الاخري ثم قالت لـِ رنيم ان تبدل ثيابها لكي يجلسوا مع بعضهم
بدلت رنيم ثيابها إلي عبائة فضفاضة ثم خرجت وجلست معهم
الام: مغطية شعرك لية يا حبيبتي مافيش حد غريب هنا وحتي مراد مش موجود
رنيم: طب هوا ممكن يجي
الام: لاء يا حبيبتي هوا في أجازة ولسا هايجي كمان أسبوعين؛ متقلقيش
ثم انزلت رنيم الحجاب الذي كان يزين وجهها
وظلوا يتحدثوا مع بعضهم بعدة امور
وبعدها نضدج الغذاء وجلسوا يأكلون مع بعضهم بكل مودة وحب
ومر باقي اليوم بدون اي أحداث سوي ان سلمى أخبرت والدتها بما حدث معها وكيف تقابلت هي ورنيم حزنت الام من اجلها كثيرا وكادت ان تبكي وظلت تدعوا الله ان ينصرها علي ذالك الحـ*ـير الذي يسمى عمها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في فجر يوم جديد أستيقظت رنيم ودلفت إلي المرحاض لكي تتوضأ وتصلي صلاة الفجر
خرجت رنيم من المرحاض بعدما انتهت من الوضوء وكانت في طريقها إلي غرفتها لمحت بأعينها شخص ما في الصالة، خافت بشدة، ثم نظرت بجانبها وجدت يد مقشة فأمسكتها
ثم تحركت من مكانها، وراء ذالك اللص من وجهة نظرها، وعندما أقتربت منة ضربتة علي رأسة فصرخ بصوت عالي فأيقظ كل من في البيت
نظرت إلية بخوف ولكن حاولت ان تتخطى ذالك الخوف وأخذت تضربة وتوبخة بينما خرجت الام سلمى من غرفتهم بفزع، ونظرو إلي رنيم وهي تضرب وتوبخ من مرااااد!
سلمى: رنييييم خلااااص
رنيم: اي دا حر˝امي ابن جز*ـة جاي يسر*ـنا الفجر دا بدل م يروح يصلي ويتوب لربنا
مراد: حر˝امي اي بس يست انتي هوا في حد هيسرق بيتة بردو.!
سلمى: دا مراد أخويا يا هبلة نظرت لهم رنيم بصدمة وتمنت أن تنشق الارض وتبتلعها، وكادت أن تبكي
سلمى: خلاص يا حبيبتي متعيطيش
رنيم: فكرتو حر˝امي والله
سلمى: الغلط مش عليكي الغلط ع الناس الكذابة
مراد: كنت عاوز أعماكم مفاجأة دا كان يوم أسود يوم م فكرت أعملكم مفاجأءة
رنيم: انا آسفة يا أستاذ مراد
مراد: حصل خير
ثم ذهب إلي أمة وصافحها وسلمى كذالك
وعلم ان من ضربتة رنيم التي كانت تضربة وهي صغيرة ولم تتركة حتى عندما كبرت
ثم توجة الجميع إلي غرف نومهم حتي أتى الصباح بأحداث جديدة
سلمى:لاء بصي احنا ننضف الشقة اللي تحت لـ مراد وهوا يقعد فيها دا آخر كلام ومتعارضيش يا رنيم
رنيم: بس
سلمى: مبسش قومي قدامي يلا
ضحكت رنيم علي حديثها ثم قاموا هم الاثنين واتو بأدوات التنظيف وذهبوا إلي الشقة لكي ينظفوها ويرتبوها انتهوا من التنظيف والترتيب بعد عناء كبير ثم صعدو إلى الشقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في إحدى الايام كانت رنيم جالسة في الشرفة تنظر وتتأمل المارة في الطريق، قاطع عليها نظرها وتأملها إشتمام شيء ما مألوف إليها ثم اردفت قائلة بغضب: اااة يا مراد الكلب.
لم تكمل حديثها ثم صدع صوت صراخها وصوت المفرقعات الذي أشعلها مراد بجانبها؛ خرجت سريعا من الشرفة ورأتة يضحك عليها بشدة فأمسكت الحذاء الذي كانت ترتدية ورمتة بوجهة، وكادت أن تتقاتل مع لولا أنة فاجأها بقولة: بحبك يا رنومتي.
نظرت لة بصدمة وخجل ولم تقدر علي الحديث جأت لكي ترحل من أمامة، وجدتة يمد لها خاتم من الالماس جميل ورقيق يليق بها
ثم تحدث قائلا بحبٍ : تقبلي تتجوزيني يا رنومتي
نظرت لة بصدمة ولم يتلقى رداً بسبب خجلها ، فاعتبر السكوت علامة الرضا وألبسها الخاتم، ثم صدع من بعدها صوت الذغاريت وصوت الفرحة في المكان
ومرت الايام والشهور والاعوام ومر معها عشق مراد لرنيم تزوج مراد برنيم واتى لها بحقها من عمها وعاشوا مع بعض في حب وإخلاص ومودة
˝وسلمى كانت ومازات دائمة الدعاء لزوجها الراحل وابنتها وكانت تدعو الله دائما أن ترحل إليهم˝
مر عام او أكثر علي زواج رنيم ومراد ومرت معة أشهر علي فراق تلك الجميلة أجل فقد رحلت رنيم عن عالمنا عند ولادتها لطفليها ومرت مع هذة الاعوام الاحزان والافراح!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرورِ أكثر من عشرون عاماً
في ذالك اليوم من كل أسبوع يذهب مراد إلي المقابر ويتحدث مع رنيمة ويبدأ بسرد ما حدث معة طوال الاسبوع من فرح او حزن صغيرة وكبيرة.
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبوقايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره). الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.....
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
............................
قلوب من حجر ..الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.....................
فلاش باك
مصر . قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
...............
الدمام .المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس.. شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله..
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة.
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................
فلاش باك
مصر..امام قاعه الأفراح ..
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و........
انقلبت السيارة .سياره العروسين .وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران..
............................
قلوب من حجر..الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد..
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة..
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر..
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر.
..............................
فلاش باك
منزل سها.
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا.
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف.
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها.
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور..
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط.
وهو يقول: احنا السبب. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي..
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري.
......................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة..
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع.
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف.
ألو. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا.
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه..
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.............................
قلوب من حجر..الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر..
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
...................................
فلاش باك.
منزل سها.
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟. اه مصمم. ويارتني كنت قولت لأ من البداية.. انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي.
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه.
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه..
..............................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح..
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا.
فجأة خطرت له فكرة..
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل..
..................................
وفي الطريق..
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي.
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق..
ولكن.
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال..
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
..............................
قلوب من حجر..الجزء الخامس
ألحقيني يانهي.
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين..
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني..
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي.
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها.
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ . وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي. تليفون سها.
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا.
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه. ايوه فعلا..
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك.
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه.
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص.
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي..
..................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم..
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه..
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا..
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب..
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها..
................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي. سرقنا تعبه وشقاه. سرقنا فرحته. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس.
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك.
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي..
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان.
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران..
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه..
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع..
........................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها.. المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد.
فقالت نرمين يارب..
.............................
قلوب من حجر.. الجزء السادس .
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه.
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها.
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق.
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه.
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات..
وصل مجدي اخيرا الي وجهته..
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا.
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها.
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها.
ولكن..
لم يفتح احد..
حاول مرة. اثنين. ثلاث..
لم يرد او يفتح احد..
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق..
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب.
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ.
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه.
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد.
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف.
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها..
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري..
...........................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي.
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح.
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و...
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما..
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة.
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو. ايوه يامجدي
..............................
قلوب من حجر..الجزء السابع.
فلاش باك.
منزل سها..
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين.
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني.
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك.
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك..
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا..
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي..
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة.. شقته تلك والشقة القديمة..
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب.
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها..
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه..
.............................
ألو. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين.
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك.
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي..
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي.. ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت.
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه..
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي.. هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه.
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا..
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف..
فقالت نرمين: مجدي.. مجدي.. انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها.. مافيش جسد بدون روح..
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه.. ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي..
فقالت نرمين: ألو.. يامجدي.. انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي..
مجدي.. يامجدي رد عليا.. انت موجود؟
.............................
قلوب من حجر.. الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن.
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز.
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين.
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا.
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد.
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه.
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق..
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك..
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت.
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام..
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات..
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه.
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و...
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي.
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث.
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و....
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه..
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها.
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج..
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره..
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه...
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي..
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره.
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي..
مجدي. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا...
مجدي.. يامجدي فوق ورد عليااااا....
.............................
قلوب من حجر.. الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين..
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق.
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد.
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح.
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم..
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام..
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!.. ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين..
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف.
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش.
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي..
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر..
ثم قالت:......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها..
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان.
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا. انا مابحبش المستشفيات.
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر.
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب.
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي.
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير.
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة.
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي.
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي.
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري..
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه..
.........................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة.
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء..
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا..
منغمسا في احزانك. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما..
مر الوقت..
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف..
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة..
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم.
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع.
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين..
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع..
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة.
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان.
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها..
ثم دقت مرات ومرات.
ولكن..
ما من مجيب..
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم.
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و....
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين..
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث..
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي.
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك.
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه..
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه..
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر..
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و........
.............................
قلوب من حجر. الجزء الثاني عشر والأخير..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها..
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس.
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما..
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح..
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك.
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب.
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و..
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة.
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري..
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و...
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا.
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي...
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا.
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب.
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته..
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!..
.................... انتهت القصة🌺. ❝