❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
مقامك حيث اقامك لفظ مصطنع افسد
عقائد الناس وضللهم بفكر الجبرية
وهذا لفظ جديد مصطنع أيها القاري العزيز هو عين فكر الجبرية وهي احد الفرق الضالة التي انحرفت في عقيدة الإيمان بالقدر
فبينما يؤمن اهل السنة ان الله عز وجل علم مقادير الخلالق قبل أن يخلقهم وسجل هذا القدر في اللوح المحفوظ قبل خلق الدنيا علي شقين
الشق الاول هو القدر الكوني وهو كل ما يتعلق بالرزق والاجل والبلاء الذي كتبه الله جبرا علي العبد لا اختيار لهم فيه
فليس للعبد ان يختار رزقه كثير ام قليل وليس له أن يختار عمره طويل أو قصير وليس له أن يتدخل في ابتلاء الله له كما قال عز وجل ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبراءها أن ذلك علي الله يسير لكلا تاسواعلي ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم.
ثم الشق الثاني هو الشق الشرعي
وهو المتعلق بالايمان والكفر والتوحيد والشرك والطاعة والمعصية والسنة والبدعه وهذا تركه الله وفق اختيار العبد رغم علم الله بما يفعله العبد قبل أن يخلقه
ومن هنا فان حقيقة الايمان بالقدر تبين ان الانسان مسير في الامور الكونية ومخير في الامور الشرعية التي يفعلها العبد وفق اختياره وليس مجبرا عليها
الا ان دعاة الجبرية المنحرفين انما جعلوا الانسان مسيرا كونا وشرعا وليس له اختيار ليحتج بذلك علي ترك الاوامر الربانية والوقوع فيما حرمه الله
فان ترك الصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفرائض فهو لا يحتج بتقصيره انما يري ان الله عز وجله هو الذي منعه من اداء الفرائض
وان اكل الربا وارتشي وسرق وزني وقتل فهو لا يلوم نفسه بل يحتج بان الله عز وجل هو الذي اذن بها ولو اراد منعه من الوقوع فيها لما وقع كما احتج الكفار زمن النبي بعبادة الاصنام فقال لو شاء الله ما عبدناهم وكان الله هو الذي اجبرهم علي عبادة الاصنام ولو اراد ان يمنعهم لمنعهم وهذا هو لب القضية
فان كلمة مقامك حيث اقامك عنوان المقال فهي عين كلام هؤلاء الجبرية المنحرفين
فهم يريدون ان يقولو ان الله لو ارادك بين الصالحين لاقامك فيهم ولو ارادك بين العصاة او الكفرة المجرمين لاقامك بينهم وكانك لا اختيار لك في الايمان والكفر والتوحيد والشرك والطاعة والمعصية وغيرها
بل ويحتجون بان مقامك من الله في العلو او السفل هو حيث اقامك الله
فمن اراد الله ان يجعله من المصلين او الذاكرين او المتقين او المومنين اهل الجنات والنعيم فالله هو من يقيمه
وان اراد له ان يكون وسط الزناه والمرتشين والمرابين والقتلة والكفار المجرمين وسط نار الجحيم فالله هو من اقامه وليس للعبد اختيار فيه
ومن هنا يتبين لك خطورة هذا اللفظ علي عقيدة المسلمين
انتهي ....... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
مقامك حيث اقامك لفظ مصطنع افسد
عقائد الناس وضللهم بفكر الجبرية
وهذا لفظ جديد مصطنع أيها القاري العزيز هو عين فكر الجبرية وهي احد الفرق الضالة التي انحرفت في عقيدة الإيمان بالقدر
فبينما يؤمن اهل السنة ان الله عز وجل علم مقادير الخلالق قبل أن يخلقهم وسجل هذا القدر في اللوح المحفوظ قبل خلق الدنيا علي شقين
الشق الاول هو القدر الكوني وهو كل ما يتعلق بالرزق والاجل والبلاء الذي كتبه الله جبرا علي العبد لا اختيار لهم فيه
فليس للعبد ان يختار رزقه كثير ام قليل وليس له أن يختار عمره طويل أو قصير وليس له أن يتدخل في ابتلاء الله له كما قال عز وجل ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبراءها أن ذلك علي الله يسير لكلا تاسواعلي ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم.
ثم الشق الثاني هو الشق الشرعي
وهو المتعلق بالايمان والكفر والتوحيد والشرك والطاعة والمعصية والسنة والبدعه وهذا تركه الله وفق اختيار العبد رغم علم الله بما يفعله العبد قبل أن يخلقه
ومن هنا فان حقيقة الايمان بالقدر تبين ان الانسان مسير في الامور الكونية ومخير في الامور الشرعية التي يفعلها العبد وفق اختياره وليس مجبرا عليها
الا ان دعاة الجبرية المنحرفين انما جعلوا الانسان مسيرا كونا وشرعا وليس له اختيار ليحتج بذلك علي ترك الاوامر الربانية والوقوع فيما حرمه الله
فان ترك الصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الفرائض فهو لا يحتج بتقصيره انما يري ان الله عز وجله هو الذي منعه من اداء الفرائض
وان اكل الربا وارتشي وسرق وزني وقتل فهو لا يلوم نفسه بل يحتج بان الله عز وجل هو الذي اذن بها ولو اراد منعه من الوقوع فيها لما وقع كما احتج الكفار زمن النبي بعبادة الاصنام فقال لو شاء الله ما عبدناهم وكان الله هو الذي اجبرهم علي عبادة الاصنام ولو اراد ان يمنعهم لمنعهم وهذا هو لب القضية
فان كلمة مقامك حيث اقامك عنوان المقال فهي عين كلام هؤلاء الجبرية المنحرفين
فهم يريدون ان يقولو ان الله لو ارادك بين الصالحين لاقامك فيهم ولو ارادك بين العصاة او الكفرة المجرمين لاقامك بينهم وكانك لا اختيار لك في الايمان والكفر والتوحيد والشرك والطاعة والمعصية وغيرها
بل ويحتجون بان مقامك من الله في العلو او السفل هو حيث اقامك الله
فمن اراد الله ان يجعله من المصلين او الذاكرين او المتقين او المومنين اهل الجنات والنعيم فالله هو من يقيمه
وان اراد له ان يكون وسط الزناه والمرتشين والمرابين والقتلة والكفار المجرمين وسط نار الجحيم فالله هو من اقامه وليس للعبد اختيار فيه
ومن هنا يتبين لك خطورة هذا اللفظ علي عقيدة المسلمين
انتهي. ❝
❞ ليس لدينا إمام أكبر عند أهل السنة
فإمامنا هو خليل الرحمن إبراهيم
بقلم د محمد عمر
أيها الأخوة الأحباب
لابد أن يعلم أن الإمامة عندنا معاشر أهل السنة هي إمامة دنيا وليس إمامة الدين بمعني أن الإمام عندنا هو ولي أمر المسلمين وقائدهم الذي ولاه الله أمرهم وفق مراده الكوني قال تعالي (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران
وهذه الإمامة ليست دليل صلاح ولا دليل أفضلية علي بقية الرعية فإن أهل السنة يجيزون ولاية المفضول علي الفاضل والدليل إنما هو ولاية سيدنا معاوية علي سيدنا الحسن فالراسخ عندنا أن منزلة سيدنا الحسن ابن علي أفضل من منزلة سيدنا معاوية وكلاهما صحابي ومع هذا فقد تنازل سيدنا الحسن لسيدنا معاوية عن الخلافة طواعية و استدل بها أهل العلم علي جواز ولاية المفضول
وهذه في حق الولاية العامة للمسلمين فتجد أهل السنة جميعهم يؤمنون بأن الولاية العامة إنما كانت خلافة راشدة ثم صارت إلي ملك عضود لا يؤخذ إلا بحد السيف والغلبة والقوة ولا شك أن هذا لا علاقة له بالإيمان والتقوي وهذا أيضا ينطبق علي الإمامات الفرعية مثل إمام الناس في الصلاة فإن الإمام الراتب في المساجد المعين من قبل ولي الأمر هو من يؤم الناس في الصلاة حتي وإن وجد من بين المصلين من هو أكثر منه علما
أما عن التقوي فمحلها القلب وعلمها عند الخالق سبحانه وتعالي.
كذلك كل الإمامات الدنيوية مثل الوزارات والإدارات والمحافظات ورؤساء الوحدات وكبراء المنظمات والهيئات فجميعها إمامات دنيوية مردها إلي الإمامة العامة ولا علاقة لها بالتقوي ولا الإيمان ولا الصلاح ولا الفساد وإن كان ينبغي علي الإمام العام أن يجتهد في اختيار الأصلح دينا وخلقا للإمامات الفرعية.
لكن يبقي الأصل قائما أن جميع الإمامات عند أهل السنة إنما تقع وفق مراد الله الكوني ولا علاقة لها بالدين ولا بالصلاح وليست دليل كثرة علم ولا إيمان ولا تقوي فإن الله عز وجل أخفي الإيمان في قلوب العباد.
أما عن إمامة الدين فليس لدينا إماما في الدين إلا خليل الرحمن إبراهيم الذي ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن فجعله الله عز وجل إماما للمتقين ونفي الإمامة عن نسله من الكفرين قال تعالي( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
هذه إمامة الدين التي أعطاها الله لإبراهيم وجعلها في ذريته من الأنبياء والمرسلين حتي كان آخرهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
هذه الإمامة الدينية التي هي إمامة التوحيد المؤيدة بوحي السماء عن طريق أمين الوحي جبريل تلك الإمامة التي انقطعت بوفاة النبي بعد أن أكمل الله عز وجل للناس دينهم وأتم عليهم النعمة ورضي له الإسلام دينا
قال تعالي ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. )
هذا الدين الذي اكتمل بوفاة النبي فلم يعد بحاجة إلي مزيد من وحي السماء فصار لا حاجة لأهل السنة بإمام لهم في الدين فإمامهم خليل الرحمن إبراهيم حامل لواء التوحيد الذي خلفه في أبناءه حتي آخرهم سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وصار دور علماء السنة الموحدين ليس استحداث أحكام في الدين إنما تعليم الناس هدي الأنبياء والمرسلين الذي جمعه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فالإمامة الدينية يشترط لها العصمة من الخطأ والوحي السماوي وهذا لا يتوفر إلا في الأنبياء والمرسلين من أجل ذلك جعل ربنا الرسل هم الحجة علي البشر وليس أهل العلم الغير معصومين قال تعالي ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
ولما كان أهل العلم غير معصومين إنما يجتهدون فيصيبون ويخطئون فهم ليسوا حجة علي الناس إنما الحجة في النبي وحده ومن سبقه من المرسلين وهذه هي نقطة الخلاف بيننا معاشر أهل السنة وبين المبتدعة والمنحرفين
فإن الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية جعلت اثنا عشر إماما بعد رسول الله كلهم معصومين لا ينبغي في حقهم الخطأ ويأتيهم خبر السماء شأنهم شأن الأنبياء والمرسلين وهذا يفتح لهم باب الوحي بعد رسول الله وهذا يعد من الزندقة نعوذ بالله أن نقول بمثل هذا فنكون من الهالكين.
فعندهم المرشد العام الشيعي مبلغ عن الإمام الاثنا عشر المختفي في سرداب ساموراء بالعراق والذي يبلغ ما يأتيه من وحي السماء للمرشد فيقوم بتبليغه للناس أجمعين
فصار عند الشيعة المرشد العام كأنه إمام لدين الناس وقائم بدور الأنبياء في العصمة والتشريع
وهذه الإمامة الشيعية اقتبسها حسن البنا الماسوني عند تأسيسه لجماعة الخوارج في القرن العشرين حيث نصب نفسه مرشدا عاما وإماما للجماعة وجعل لنفسه العصمة ومنح نفسه حق التشريع وإن خالف كلامه كلام النبي فقد نصب نفسه علي الناس إماما في الدين ولم تأته الشجاعة أن يقول أنا إمام دنيا وهو يعيش تحت إمرة الرؤساء والسلاطين فتعمد أن يتخفي تحت لفظ المرشد العام أو الإمام ليضلل الناس ويسير علي طريقة الشيعة المضللين فلا فارق بين مرشد الشيعة المجوس وبين مرشد الخوارج المارقين وبين إمامة الشيعة المجوسية وبين إمامة الخوارج المارقين
ثم الإمامة عند الفرق القبورية المتعددة التي نصبت شيخا لكل طريقة لا تدري أهو إمام دنيا أم إمام في الدين فإن قالوا إمام دنيا نقول لهم كذبتم فأين هو من الرؤساء والسلاطين وإن قالوا إمام دين فقد زعموا فيه العصمة وأعطوه منزلة الوحي والتشريع التي تخص الأنبياء والمرسلين
بل غلو في كبراءهم حتي جعلوهم عارفين بالله وأقطاب وأوتاد وأبدال ولا ندري أيضا أهي منزلة دنيا أم منزلة دين
حتي المؤسسات الدينية مثل مؤسسة الحرمين والأزهر ومنظمة العالم الإسلامي ودار الفتوي التي يقوم عليها أفراد بمثابة شيخ أو قائد أو إمام وهي وظائف دنيوية ليس أكثر وليس هناك دليل علي صلاح أهلها أو فسادهم إنما هي مناصب لإدارة هذه المؤسسات ليس أكثر فأصحابها بشر يصيبون ويخطئون وليسوا أصحاب عصمة ولا يأتيهم وحي من السماء إنما هم مجرد مديرين لتلك المؤسسات
لكن الناس من جهلهم نصبوهم أئمة في الدين
فإن أخطأوا إنما اتخذهم الناس حجة وراحوا يحتجون بهم في خطأهم كأنهم أنبياء معصومين وهذا هو عين الضلال الذي نحذركم منه
فإن جميع البشر بعد الأنبياء ليسوا بمعصومين ولا يأتيهم وحي السماء وإنما هم يجتهدون فمن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر الاجتهاد وهذا ينطبق علي أهل العلم الربانيين أما رؤوس الخوارج وأهل البدع المضللين
فأولئك أدعياء سوء من ثبت عليه التضليل منهم فلا ينظر إلي وظيفته أو منصبه إنما يترك كلامه بالكلية فهو ليس عندنا من الرسل المعصومين لكن هذه الحيلة الماكرة استغلها المنحلين والمنحرفين للتدليس علي شريعة الأنبياء والمرسلين فقد تخرج فتاوي شاذة ومضللة من هيئات ومؤسسات كبري تعارض صريح الشرع والدين وهم ينسبونها إلي أسماء مؤسسات مثل دار الفتوي أو المجمع الفقهي أو هيئة كبار العلماء المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي أو حتي علي لسان الأزهريين
ويريد أهلها ومروجيها أن يكسبوها قداسة ليضللو بها المسلمين ونحن نقول لهم كذبتم فقد خالف كلامكم كلام الشرع والدين وأنتم بالنسبة لنا مجرد دعاة فإن أصبتم الحق فهذا كلام الشرع والدين وإن انحرفتم تبغون إضلال الناس فكلامكم ليس حجة لنا فحجتنا هو سيد المرسلين
انتهي......... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ ليس لدينا إمام أكبر عند أهل السنة
فإمامنا هو خليل الرحمن إبراهيم
بقلم د محمد عمر
أيها الأخوة الأحباب
لابد أن يعلم أن الإمامة عندنا معاشر أهل السنة هي إمامة دنيا وليس إمامة الدين بمعني أن الإمام عندنا هو ولي أمر المسلمين وقائدهم الذي ولاه الله أمرهم وفق مراده الكوني قال تعالي (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران
وهذه الإمامة ليست دليل صلاح ولا دليل أفضلية علي بقية الرعية فإن أهل السنة يجيزون ولاية المفضول علي الفاضل والدليل إنما هو ولاية سيدنا معاوية علي سيدنا الحسن فالراسخ عندنا أن منزلة سيدنا الحسن ابن علي أفضل من منزلة سيدنا معاوية وكلاهما صحابي ومع هذا فقد تنازل سيدنا الحسن لسيدنا معاوية عن الخلافة طواعية و استدل بها أهل العلم علي جواز ولاية المفضول
وهذه في حق الولاية العامة للمسلمين فتجد أهل السنة جميعهم يؤمنون بأن الولاية العامة إنما كانت خلافة راشدة ثم صارت إلي ملك عضود لا يؤخذ إلا بحد السيف والغلبة والقوة ولا شك أن هذا لا علاقة له بالإيمان والتقوي وهذا أيضا ينطبق علي الإمامات الفرعية مثل إمام الناس في الصلاة فإن الإمام الراتب في المساجد المعين من قبل ولي الأمر هو من يؤم الناس في الصلاة حتي وإن وجد من بين المصلين من هو أكثر منه علما
أما عن التقوي فمحلها القلب وعلمها عند الخالق سبحانه وتعالي.
كذلك كل الإمامات الدنيوية مثل الوزارات والإدارات والمحافظات ورؤساء الوحدات وكبراء المنظمات والهيئات فجميعها إمامات دنيوية مردها إلي الإمامة العامة ولا علاقة لها بالتقوي ولا الإيمان ولا الصلاح ولا الفساد وإن كان ينبغي علي الإمام العام أن يجتهد في اختيار الأصلح دينا وخلقا للإمامات الفرعية.
لكن يبقي الأصل قائما أن جميع الإمامات عند أهل السنة إنما تقع وفق مراد الله الكوني ولا علاقة لها بالدين ولا بالصلاح وليست دليل كثرة علم ولا إيمان ولا تقوي فإن الله عز وجل أخفي الإيمان في قلوب العباد.
أما عن إمامة الدين فليس لدينا إماما في الدين إلا خليل الرحمن إبراهيم الذي ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن فجعله الله عز وجل إماما للمتقين ونفي الإمامة عن نسله من الكفرين قال تعالي( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
هذه إمامة الدين التي أعطاها الله لإبراهيم وجعلها في ذريته من الأنبياء والمرسلين حتي كان آخرهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
هذه الإمامة الدينية التي هي إمامة التوحيد المؤيدة بوحي السماء عن طريق أمين الوحي جبريل تلك الإمامة التي انقطعت بوفاة النبي بعد أن أكمل الله عز وجل للناس دينهم وأتم عليهم النعمة ورضي له الإسلام دينا
قال تعالي ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. )
هذا الدين الذي اكتمل بوفاة النبي فلم يعد بحاجة إلي مزيد من وحي السماء فصار لا حاجة لأهل السنة بإمام لهم في الدين فإمامهم خليل الرحمن إبراهيم حامل لواء التوحيد الذي خلفه في أبناءه حتي آخرهم سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وصار دور علماء السنة الموحدين ليس استحداث أحكام في الدين إنما تعليم الناس هدي الأنبياء والمرسلين الذي جمعه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فالإمامة الدينية يشترط لها العصمة من الخطأ والوحي السماوي وهذا لا يتوفر إلا في الأنبياء والمرسلين من أجل ذلك جعل ربنا الرسل هم الحجة علي البشر وليس أهل العلم الغير معصومين قال تعالي ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
ولما كان أهل العلم غير معصومين إنما يجتهدون فيصيبون ويخطئون فهم ليسوا حجة علي الناس إنما الحجة في النبي وحده ومن سبقه من المرسلين وهذه هي نقطة الخلاف بيننا معاشر أهل السنة وبين المبتدعة والمنحرفين
فإن الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية جعلت اثنا عشر إماما بعد رسول الله كلهم معصومين لا ينبغي في حقهم الخطأ ويأتيهم خبر السماء شأنهم شأن الأنبياء والمرسلين وهذا يفتح لهم باب الوحي بعد رسول الله وهذا يعد من الزندقة نعوذ بالله أن نقول بمثل هذا فنكون من الهالكين.
فعندهم المرشد العام الشيعي مبلغ عن الإمام الاثنا عشر المختفي في سرداب ساموراء بالعراق والذي يبلغ ما يأتيه من وحي السماء للمرشد فيقوم بتبليغه للناس أجمعين
فصار عند الشيعة المرشد العام كأنه إمام لدين الناس وقائم بدور الأنبياء في العصمة والتشريع
وهذه الإمامة الشيعية اقتبسها حسن البنا الماسوني عند تأسيسه لجماعة الخوارج في القرن العشرين حيث نصب نفسه مرشدا عاما وإماما للجماعة وجعل لنفسه العصمة ومنح نفسه حق التشريع وإن خالف كلامه كلام النبي فقد نصب نفسه علي الناس إماما في الدين ولم تأته الشجاعة أن يقول أنا إمام دنيا وهو يعيش تحت إمرة الرؤساء والسلاطين فتعمد أن يتخفي تحت لفظ المرشد العام أو الإمام ليضلل الناس ويسير علي طريقة الشيعة المضللين فلا فارق بين مرشد الشيعة المجوس وبين مرشد الخوارج المارقين وبين إمامة الشيعة المجوسية وبين إمامة الخوارج المارقين
ثم الإمامة عند الفرق القبورية المتعددة التي نصبت شيخا لكل طريقة لا تدري أهو إمام دنيا أم إمام في الدين فإن قالوا إمام دنيا نقول لهم كذبتم فأين هو من الرؤساء والسلاطين وإن قالوا إمام دين فقد زعموا فيه العصمة وأعطوه منزلة الوحي والتشريع التي تخص الأنبياء والمرسلين
بل غلو في كبراءهم حتي جعلوهم عارفين بالله وأقطاب وأوتاد وأبدال ولا ندري أيضا أهي منزلة دنيا أم منزلة دين
حتي المؤسسات الدينية مثل مؤسسة الحرمين والأزهر ومنظمة العالم الإسلامي ودار الفتوي التي يقوم عليها أفراد بمثابة شيخ أو قائد أو إمام وهي وظائف دنيوية ليس أكثر وليس هناك دليل علي صلاح أهلها أو فسادهم إنما هي مناصب لإدارة هذه المؤسسات ليس أكثر فأصحابها بشر يصيبون ويخطئون وليسوا أصحاب عصمة ولا يأتيهم وحي من السماء إنما هم مجرد مديرين لتلك المؤسسات
لكن الناس من جهلهم نصبوهم أئمة في الدين
فإن أخطأوا إنما اتخذهم الناس حجة وراحوا يحتجون بهم في خطأهم كأنهم أنبياء معصومين وهذا هو عين الضلال الذي نحذركم منه
فإن جميع البشر بعد الأنبياء ليسوا بمعصومين ولا يأتيهم وحي السماء وإنما هم يجتهدون فمن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر الاجتهاد وهذا ينطبق علي أهل العلم الربانيين أما رؤوس الخوارج وأهل البدع المضللين
فأولئك أدعياء سوء من ثبت عليه التضليل منهم فلا ينظر إلي وظيفته أو منصبه إنما يترك كلامه بالكلية فهو ليس عندنا من الرسل المعصومين لكن هذه الحيلة الماكرة استغلها المنحلين والمنحرفين للتدليس علي شريعة الأنبياء والمرسلين فقد تخرج فتاوي شاذة ومضللة من هيئات ومؤسسات كبري تعارض صريح الشرع والدين وهم ينسبونها إلي أسماء مؤسسات مثل دار الفتوي أو المجمع الفقهي أو هيئة كبار العلماء المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي أو حتي علي لسان الأزهريين
ويريد أهلها ومروجيها أن يكسبوها قداسة ليضللو بها المسلمين ونحن نقول لهم كذبتم فقد خالف كلامكم كلام الشرع والدين وأنتم بالنسبة لنا مجرد دعاة فإن أصبتم الحق فهذا كلام الشرع والدين وإن انحرفتم تبغون إضلال الناس فكلامكم ليس حجة لنا فحجتنا هو سيد المرسلين
انتهي. ❝
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر " أن " لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون " كان " على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر ˝ أن ˝ لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون ˝ كان ˝ على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم. ❝
❞ هناك عدة وسائل حددها الباحثون تساهم في تطور الذكاء الاجتماعي، وهي!!
المشاركة في المناسبات الاجتماعيّة؛ للاندماج مع المجتمع، والتّعامل مع الأصناف المختلفة من النّاس.
الإكثار من الأصدقاء والمعارف الطّيّبين.
التدرّب على الاستماع إلى الآخر، وعدم قطع حديثه أو احتكار الحديث والسيطرة على الجلسة؛ فالاستماع جزء كبير من النّجاح والتّميّز الاجتماعيّ.
الذهاب إلى المسجد؛ لأداء صلاة الجماعة، والتّواصل مع المصلّين.
حسن التّعامل ولطف الحديث مع الآخرين، والتبسّم في وجوههم، وترك انطباع جيّد عندهم، وتذكّرهم بالهدايا من حين إلى آخر؛ فالهدايا تؤلّف القلب وتزيد المحبة.
اليقين بأنّ هناك آراءً تختلف عن آرائك، ومن المستحيل تطابق وجهات النّظر، لذا يجب النّقاش بهدوء مع الآخرين، والاستماع إلى أفكارهم، والتّكيّف مع اختلافهم.
الإكثار من المطالعة والقراءة في المجالات المختلفة؛ للمشاركة في الحوارات المتنوّعة.
التّدرّب على إحسان الظّنّ بالآخرين؛ لأنّ إساءة الظن تؤدّي إلى البغضاء، وكره الطّرف الآخر في حال كونِ الظّنّ ليس صحيحاً، فضلاً عن اكتساب إثمٍ في أمر نهى الله تعالى عنه.
تجنّب النّصيحة المباشرة في حال وجود من لا يتقبّلها، وإيصال النّصح بالتّلميح.
محاولة ضبط النّفس عند إثارتها، وكتمان الغيظ، والصّبر على حماقات الآخرين واستيعابها.
وصْلُ الأرحام؛ ففيه تطبيق لأمر الله، واكتساب مهارتي التّعامل والذّكاء الاجتماعيّ في آنٍ واحدٍ.
معرفة الوضع النّفسيّ للآخرين، ومعاملتهم على أساسه.
الاهتمام بالجالسين جميعاً، وإشعارهم بأنّهم أشخاص مهمّون لهم وزنهم.
إصلاح الخطأ في حال وقوعه، وعدم الإصرار عليه.. ❝ ⏤باتريك كينج
❞ هناك عدة وسائل حددها الباحثون تساهم في تطور الذكاء الاجتماعي، وهي!!
المشاركة في المناسبات الاجتماعيّة؛ للاندماج مع المجتمع، والتّعامل مع الأصناف المختلفة من النّاس.
الإكثار من الأصدقاء والمعارف الطّيّبين.
التدرّب على الاستماع إلى الآخر، وعدم قطع حديثه أو احتكار الحديث والسيطرة على الجلسة؛ فالاستماع جزء كبير من النّجاح والتّميّز الاجتماعيّ.
الذهاب إلى المسجد؛ لأداء صلاة الجماعة، والتّواصل مع المصلّين.
حسن التّعامل ولطف الحديث مع الآخرين، والتبسّم في وجوههم، وترك انطباع جيّد عندهم، وتذكّرهم بالهدايا من حين إلى آخر؛ فالهدايا تؤلّف القلب وتزيد المحبة.
اليقين بأنّ هناك آراءً تختلف عن آرائك، ومن المستحيل تطابق وجهات النّظر، لذا يجب النّقاش بهدوء مع الآخرين، والاستماع إلى أفكارهم، والتّكيّف مع اختلافهم.
الإكثار من المطالعة والقراءة في المجالات المختلفة؛ للمشاركة في الحوارات المتنوّعة.
التّدرّب على إحسان الظّنّ بالآخرين؛ لأنّ إساءة الظن تؤدّي إلى البغضاء، وكره الطّرف الآخر في حال كونِ الظّنّ ليس صحيحاً، فضلاً عن اكتساب إثمٍ في أمر نهى الله تعالى عنه.
تجنّب النّصيحة المباشرة في حال وجود من لا يتقبّلها، وإيصال النّصح بالتّلميح.
محاولة ضبط النّفس عند إثارتها، وكتمان الغيظ، والصّبر على حماقات الآخرين واستيعابها.
وصْلُ الأرحام؛ ففيه تطبيق لأمر الله، واكتساب مهارتي التّعامل والذّكاء الاجتماعيّ في آنٍ واحدٍ.
معرفة الوضع النّفسيّ للآخرين، ومعاملتهم على أساسه.
الاهتمام بالجالسين جميعاً، وإشعارهم بأنّهم أشخاص مهمّون لهم وزنهم.