❞ ملخص كتاب ❞ النبأ العظيم❝ جاء هذا الكتاب ليعرّف المسلم المعاصر وغير المسلم بحقيقة القرآن ولرد الشبهات عن حقيقة تنزيله وإيضاح إعجاز بيانه وجمال صياغته وللتفرقة بينه وبين الحديث كما استشهد على بيان القرآن وقوة حجته بسورة البقرة وترتيبها وما جاء فيها. 1- تحديد معنى القرآن: سُمّي القرآن قرآنًا كَوْنه مَتلوًّا بالألسنة، وكذلك سُمّي كتابًا كَوْنه مُدَوّنًا بالأقلام، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أنه من حقّه العناية بحفظه في الصدور والسطور جميعًا، ولما أراد العلماء تمييز القرآن عن بعض ما عداه مما قد يُشاركه الاسم ولو توهُّمًا، كالأحاديث القدسية وبعض الأحاديث النبوية فقالوا: "القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - المُتعبد بتلاوته "؛ فالتقيّد بكونه (المتعبد بتلاوته ) أخرج ما لم نؤمر بتلاوته كالأحاديث القُدسية، وهي المنزلة من عند الله بألفاظها.
ولما نزل هذا القرآن مُصدّقًا لما قبله من الكتب وجامعًا لما فيها وزائدًا عليها بما شاء الله زيادته، فقد قدّر الله أن يبقى حجة إلى قيام الساعة "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ".. ❝ ⏤محمد عبد الله دراز
ملخص كتاب ❞ النبأ العظيم❝
جاء هذا الكتاب ليعرّف المسلم المعاصر وغير المسلم بحقيقة القرآن ولرد الشبهات عن حقيقة تنزيله وإيضاح إعجاز بيانه وجمال صياغته وللتفرقة بينه وبين الحديث كما استشهد على بيان القرآن وقوة حجته بسورة البقرة وترتيبها وما جاء فيها.
سُمّي القرآن قرآنًا كَوْنه مَتلوًّا بالألسنة، وكذلك سُمّي كتابًا كَوْنه مُدَوّنًا بالأقلام، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أنه من حقّه العناية بحفظه في الصدور والسطور جميعًا، ولما أراد العلماء تمييز القرآن عن بعض ما عداه مما قد يُشاركه الاسم ولو توهُّمًا، كالأحاديث القدسية وبعض الأحاديث النبوية فقالوا: "القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - المُتعبد بتلاوته "؛ فالتقيّد بكونه (المتعبد بتلاوته ) أخرج ما لم نؤمر بتلاوته كالأحاديث القُدسية، وهي المنزلة من عند الله بألفاظها.
ولما نزل هذا القرآن مُصدّقًا لما قبله من الكتب وجامعًا لما فيها وزائدًا عليها بما شاء الله زيادته، فقد قدّر الله أن يبقى حجة إلى قيام الساعة "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ".
نقرأ في القرآن ذاته أنه ليس من كلام النبي، وإنما هو قول رسولٍ كريم هو جبريل عليه السلام، تلقاه من لدن حكيمٍ عليم، ثم نزّله بلسانٍ عربي مبين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فَتَلقّنَه كما يتلقّن التلميذ عن أستاذه نصًّا من النصوص، ولم يكن له فيه عمل من بعد ذلك إلا: الوعي والحفظ، ثم الحكاية والتبليغ، ثم البيان والتفسير، ثم التطبيق والتنفيذ؛ فلقد أكّد القرآن هذا المعنى بألفاظٍ كثيرة فمرة يُعبر بالقراءة والإقراء ومرة يعبر بالتلاوة والترتيل: "لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه "، وكذلك السيرة المطهرة مليئةٌ بالأمثلة التي تَدُل على صدقه وأمانته في دعوى الوحي وأنه لم يكن ليأتي بشيء من القرآن من تلقاء نفسه ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة:
حادثة الإفك وما فعله المنافقون من افتراء بحق السيدة عائشة، ومضى شهرٌ كامل ولم يزد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن قال لها: " يا عائشة، أما أنه بلغني كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت ....... [المزيد]
3- البحث عن مصدر القرآن
4- نواحي إعجاز القرآن الكريم والشبهات حولها
5- خصائص القرآن البيانية
6- إحكام البيان القرآني وتماسكه - الجزء الاول
7- إحكام البيان القرآني وتماسكه - الجزء الثاني
❞ هذا مثل صغير: اقرأ قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة البقرة: الآية ٣١٢] .
وانظر هل ترى كلامًا أبين من هذا في عقول الناس. ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة.
فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه، ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر، ولا يحتسب، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت،
ولو قلت: يرزقه رزقًا كثيرًا لا يدخل تحت حصر وحساب، أصبت.. ❝ ⏤محمد عبد الله دراز
❞ هذا مثل صغير: اقرأ قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [سورة البقرة: الآية ٣١٢] .
وانظر هل ترى كلامًا أبين من هذا في عقول الناس. ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة.
فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه، ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر، ولا يحتسب، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت،
ولو قلت: يرزقه رزقًا كثيرًا لا يدخل تحت حصر وحساب، أصبت. ❝