❞ سمعت صوتًا ضخمًا يتردد خلفها كصدى مدوٍ عبر الغابة، صوت وقع أقدام ثقيلة تقترب بسرعة، أثارت الرعب في قلبها، وجعلت الأرض تهتز تحت أقدامها. لم تستطع النظر للخلف وإنما استجمعت نفسها وبدأت تركض تجاه الغابة، ولم تكد تصل إلى حواف الأشجار حتى شعرت بظل كبير يغطي الأرض أمامها، استدارت بحذر، لترى أبشع ما يمكن أن تراه عيناها، وحشًا ضخم الهيئة، أقرب إلى كابوس خرج للتو من أسطورة قديمة، شبيه بالذئاب ولكن بحجم أكبر، عيناه تتوهجان بوهجٍ أحمر شرس، يشع منها الحقد والغضب والشر، ذو أنياب سوداء طويلة، وجسده مغلفًا بفراء أسود لامع يتمايل كألسنة اللهب، أقدامه الحادة تُحفر في الأرض الصلبة كأنها مخالب الوحوش، ويبدو على ملامحه -التي على أهب الاستعداد للانقضاض- أنه لن يتراجع حتى يقبض عليها.. ❝ ⏤

❞ اليوم أنظر للخلف بنظرة تساؤل، وعجز، لا أعرف كيف أمضي قدمًا، لا أعرف من أنا؟! وما يمكنني فعله؟! أنظر لذاتي شخصياتي كثيرة، أحلامي كبيرة، لكنها مجرد أحلام، لا أستطيع آخذ قرار، لا أعلم أي طريق أتخذ؟! ما هو الطريق المناسب، والأصح، والأفضل؟! من أنا، ومن هؤلاء، وماهذا المكان؟! ظننت أن هذا الضياع سينتهى، ظننت أنني تخطيته، ولكن بالنظر للخلف؛ أجد نفسي فقط كنت قد تناسيته، لقد عادت حيرتي، وقلة حيلتي، عاد الخوف مجدداً. أريد أن أصل، إلى أين؟! لا أعلم، ولكن أريد أن أجد طريقي، أجد ذاتي. فلم أجد حلولا سوى النظر إلى السماء، وأخذ نفسًا عميقًا وبقلبًا خائف وعيونًا راجيه وصوتًا باكي أقول:دُلني على الطريق، أرني ذاتي، تركتها عندك استودعتها لديك منذ سنوات، وأيقن أن عندك لاتضيع الودائع، فأرحم ضعفي يا ﷲ، وقلة حيلتي، ودُلني.. ❝ ⏤Hanen Gomaa