❞ صنعة الكلام تثير اعجابي جداً الطريقة التي يفسر بها الناس كل ما يحدث لهم ، بحيث يتبين دوماً أنهم شديدو النقاء و الشفافية وعلى حق دائماً .. في مصر يقول المثل الشعبي ( النار متحرقش مؤمن ) أي أن الأذى لن يصيب المؤمن أبداً ، وهو كلام جميل لو تجاوزنا عن حقيقة أن قائل هذا المثل يتحدث عن نفسه دائماً . بعد قليل تتمسك النار بكم الرجل أو قميصه ، فيقول وهو يدهن مرهم الحروق : ( المؤمن منصاب ) ! أي أن البلاء يحدث للمؤمن كثيراً !.. الخلاصة أن الناس لا تصمت أبداً .. دائماً هناك تفسير يثبت أنهم رائعون .. كانت زوجة صديقي تؤمن – بلا سبب – أنها نقية نبيلة ترفرف بجناحيها ، بينما زوجها – بلا سبب – أيضاً وغد زنيم لا بد أنه يمت بصلة قربى لأبي لهب أو أبرهة الأشرم .. كل تفكيرها كان يدور في هذا النطاق .. وعندما أصيب زوجها بمغص كلوي ودخل المستشفى لم تستطع أن تخفي علامات التشفي ، وقالت لي بصوت مسموع وهي تقف على باب غرفته : -- " الله تعالى يمهل ولا يهمل .. إنه ينتقم لي من هذا الرجل الذي آذاني كثيراً " حاولت إقناعها أن المرض يروح ويجيء لأسباب فسيولوجية .. وحتى الصالحين من الرجال يمرضون ، وإلا لكانت لدينا قاعدة تقضي بأن كل مريض وغد زنيم .. لكنها قالت في إصرار : - " بل هو انتقام إلهي لي " شفي زوجها وغادر المستشفى . يبدو أنه لم يكن وغداً بما يكفي ليموت ، وعلى كل حال سوف يساعدها هذا على تكريس قاعدة جديدة لديها ، هي أن أسوأ الأوغاد طراً هم الذين لا يموتون بسهولة . بعد أسبوع اتصلت بي الزوجة لتخبرني أنها تشرب كثيراً وتبول أكثر . لا تنس أنني طبيب . نصحتها بتحليل الدم لمرض السكري .. بعد أيام عرفت أنها مصابة بالداء فعلا . بدأت العلاج .. وبعد شهر شعرت بألم في صدرها فذهبت للطبيب الذي أخبرها بأنها مصابة بضيق في الشرايين التاجية .. طبعاً لا داعي لأن أقول إن ذات الطبيب شعر بشيء غريب في ثديها الأيسر ونصحها باستشارة جراح .. الجراح رأى أن هذا الشيء مريب وطلب استئصاله لفحصه فقد يكون ورماً خبيثاً . ذهبت لزيارتها في المستشفى فوجدتها مسرورة جداً .. قالت لي : - " هل رأيت ؟ إن الله تعالى لا يريد لي أن ألقاه بأي ذنب على كاهلي ، لذا يخلص لي ذنوبي بهذه الأمراض .. إنه بلاء والسبب هو أنني شفافة نقية .." ابتلعت ريقي وقلت في حذر : - " كنت أحسب الأشرار فقط هم الذين يمرضون حسب كلامك .." قالت دون أن تعي قصدي : - " هناك أشخاص يمرضون لأنهم أوغاد ، وأشخاص يمرضون لأنهم ملائكة .." -" وكيف يعرف الإنسان أنه هذا أو ذاك ؟ " الإجابة معروفة طبعاً .. لو كنت أنت هو أنت فمن المؤكد أنك نقي النفس رائع ، أما لو كنت شخصاً آخر فهذا عقاب سماوي تستحقه بالتأكيد .. جميل جداً .. أحب هؤلاء الناس الذين يفهمون كل شيء ولا توجد عندهم أسئلة من أي نوع ، عرفت فيما بعد أنها لا تعاني ورماً خبيثاً وذهبت أزف لها الأخبار الطيبة في التقرير ، فتهلل وجهها وقالت :- " كنت أعرف أنني نقية النفس ولا يمكن أن أصاب بالسرطان أبداً " سألتها وأنا أضغط على أعصابي :- " حسبت أن المرض يطهرك من آثامك ، وأنت سعيدة به .. دعك من أن معنى كلامك أن الأشرار فقط يصابون بالسرطان وهذا كلام فارغ " راحت تبحث عن منطق يخرسني فلم تجد .. في النهاية ضاق صدرها وبدأت تتوتر ، وقالت لي :- " ألا تجد ما يشغلك في الحياة سوى أن تحرق دمي وترفع معدلات السكري لدي ؟ " قلت لها وأنا أخرج من الباب :-" نعم .. هناك أشياء كثيرة تشغلني ، ومن بينها كتابة هذا المقال .. يمكنك كذلك أن تضيفي اسمي إلى قائمة المصائب التي يجب أن تواجهيها لأنك شديدة الطهر والنقاء .." وأغلقت الباب قبل أن تبلغني السبة التي أطلقتها .. فاصطدمت بالباب وسقطت على الأرض .. . ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ صنعة الكلام
تثير اعجابي جداً الطريقة التي يفسر بها الناس كل ما يحدث لهم ، بحيث يتبين دوماً أنهم شديدو النقاء و الشفافية وعلى حق دائماً . في مصر يقول المثل الشعبي ( النار متحرقش مؤمن ) أي أن الأذى لن يصيب المؤمن أبداً ، وهو كلام جميل لو تجاوزنا عن حقيقة أن قائل هذا المثل يتحدث عن نفسه دائماً . بعد قليل تتمسك النار بكم الرجل أو قميصه ، فيقول وهو يدهن مرهم الحروق : ( المؤمن منصاب ) ! أي أن البلاء يحدث للمؤمن كثيراً !. الخلاصة أن الناس لا تصمت أبداً . دائماً هناك تفسير يثبت أنهم رائعون .
كانت زوجة صديقي تؤمن – بلا سبب – أنها نقية نبيلة ترفرف بجناحيها ، بينما زوجها – بلا سبب – أيضاً وغد زنيم لا بد أنه يمت بصلة قربى لأبي لهب أو أبرهة الأشرم . كل تفكيرها كان يدور في هذا النطاق . وعندما أصيب زوجها بمغص كلوي ودخل المستشفى لم تستطع أن تخفي علامات التشفي ، وقالت لي بصوت مسموع وهي تقف على باب غرفته : -- " الله تعالى يمهل ولا يهمل . إنه ينتقم لي من هذا الرجل الذي آذاني كثيراً "
حاولت إقناعها أن المرض يروح ويجيء لأسباب فسيولوجية . وحتى الصالحين من الرجال يمرضون ، وإلا لكانت لدينا قاعدة تقضي بأن كل مريض وغد زنيم . لكنها قالت في إصرار : - " بل هو انتقام إلهي لي " شفي زوجها وغادر المستشفى . يبدو أنه لم يكن وغداً بما يكفي ليموت ، وعلى كل حال سوف يساعدها هذا على تكريس قاعدة جديدة لديها ، هي أن أسوأ الأوغاد طراً هم الذين لا يموتون بسهولة . بعد أسبوع اتصلت بي الزوجة لتخبرني أنها تشرب كثيراً وتبول أكثر . لا تنس أنني طبيب . نصحتها بتحليل الدم لمرض السكري . بعد أيام عرفت أنها مصابة بالداء فعلا . بدأت العلاج . وبعد شهر شعرت بألم في صدرها فذهبت للطبيب الذي أخبرها بأنها مصابة بضيق في الشرايين التاجية . طبعاً لا داعي لأن أقول إن ذات الطبيب شعر بشيء غريب في ثديها الأيسر ونصحها باستشارة جراح . الجراح رأى أن هذا الشيء مريب وطلب استئصاله لفحصه فقد يكون ورماً خبيثاً . ذهبت لزيارتها في المستشفى فوجدتها مسرورة جداً . قالت لي : - " هل رأيت ؟ إن الله تعالى لا يريد لي أن ألقاه بأي ذنب على كاهلي ، لذا يخلص لي ذنوبي بهذه الأمراض . إنه بلاء والسبب هو أنني شفافة نقية ." ابتلعت ريقي وقلت في حذر : - " كنت أحسب الأشرار فقط هم الذين يمرضون حسب كلامك ." قالت دون أن تعي قصدي : - " هناك أشخاص يمرضون لأنهم أوغاد ، وأشخاص يمرضون لأنهم ملائكة ."
- " وكيف يعرف الإنسان أنه هذا أو ذاك ؟ "
الإجابة معروفة طبعاً . لو كنت أنت هو أنت فمن المؤكد أنك نقي النفس رائع ، أما لو كنت شخصاً آخر فهذا عقاب سماوي تستحقه بالتأكيد . جميل جداً . أحب هؤلاء الناس الذين يفهمون كل شيء ولا توجد عندهم أسئلة من أي نوع ، عرفت فيما بعد أنها لا تعاني ورماً خبيثاً وذهبت أزف لها الأخبار الطيبة في التقرير ، فتهلل وجهها وقالت :- " كنت أعرف أنني نقية النفس ولا يمكن أن أصاب بالسرطان أبداً " سألتها وأنا أضغط على أعصابي :- " حسبت أن المرض يطهرك من آثامك ، وأنت سعيدة به . دعك من أن معنى كلامك أن الأشرار فقط يصابون بالسرطان وهذا كلام فارغ "
راحت تبحث عن منطق يخرسني فلم تجد . في النهاية ضاق صدرها وبدأت تتوتر ، وقالت لي :- " ألا تجد ما يشغلك في الحياة سوى أن تحرق دمي وترفع معدلات السكري لدي ؟ " قلت لها وأنا أخرج من الباب :-" نعم . هناك أشياء كثيرة تشغلني ، ومن بينها كتابة هذا المقال . يمكنك كذلك أن تضيفي اسمي إلى قائمة المصائب التي يجب أن تواجهيها لأنك شديدة الطهر والنقاء ." وأغلقت الباب قبل أن تبلغني السبة التي أطلقتها . فاصطدمت بالباب وسقطت على الأرض. ❝
❞ إن أعظم ما في الحياة لا يعرفه إلا من فقده، ولا يحسه إلا من حرم منه، إنها الصحة يا سادة، الصحة وكفى، فتلك النعمة لا يعرفها سوى المرضى، فلو خيّرتَ أحد المرضى بين ما في الأرض من ذهب ومال وبين صحة كاملة لاختار الصحة وكفى، فبدونها لا حياة ولا متعة ولا فرحة ولا عيشة هنيئة، بل فاقدها يرى ظلاماً وبؤساً، ويحس بموت قلبه وفقد روحه، ولولا أن الله جعل المرض به بعض الألم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولو دام الألم في المرض لكان الموت السريع لهذا المريض من شدة ما يلاقيه من ألم ووجع، فما أجهلنا بتلك النعمة العظيمة، وما أبعدنا عن شكر الله على الصحة والعافية التي ينساها أكثر الناس عندما يتذمر أحدهم ويكفر سخطاً على الله لفقر مادي، أو حرمان من ولدٍ أو ضيق في عيشة، ولكن من يعرف قيمة هذه النعمة وعظمتها لا يهتم لما سواها من عطايا حتى مع الحرية التي تساوى الكثير أيضاً مثل الصحة، ولكنها لا توازيها ولا يوجد مع الصحة ما يوازيها لذا فعلينا بالحفاظ على تلك النعمة بشكرها وعدم تضييعها في ما يضرها من طعام سيء أو شراب ممرض مميت، أو تعاطي أي شيء يقتل الأعضاء والأجهزة الجسدية دون حاجة لذلك، فقد يظل المرء سنوات عديدة في مستنقع الدخان والمخدرات أو شرب الكحوليات والعادات السيئة الجالبة لأمراض مستعصية ويصعب شفاؤها وهو لا يهتم بنفسه ولا صحته، ومن الناس من يُمرض نفسه بأفعال محرمة ومعدية بل في أغلب الأوقات تكون قاتلة، ولكنه يفضل المتعة اللحظية والسعادة الوقتية على صحته، ولكن هذا أو ذاك مع مرور الوقت ترى أحد الأمراض يهاجمه بشراسة أو قد يجمع جسده مرضين أو ثلاثة، فيندم ويصرخ ويئن ويضجر ويقول بأي ذنب حدث لي ذلك؟ وينسى أنه هو من أهلك نفسه وأنه هو من أمرضها وجلب لنفسه الأوبئة والمرض بمحض إرادته وبما أراد، فلو أكل المرء وجبة في اليوم ونام في العراء، والتحف بورق الشجر وتوسد ذراعه، ولم يرى في الحياة أي ولد أو ثروة أو متعة سوى الصحة لكفت، فكم يتمنى كل مريض أن يعود لصحته ولقوته وبعدما يعود سرعان ما ينسى ويطغى، فعلينا بالحفاظ على هذه النعمة واستخدامها في مواضع الخير وما خلقت له، وتجنب مواطن المرض، فجل المرض نحن من نتسبب فيه، وإلا فما يمرض البطن سوى سوء الطعام وسوء التغذية الصحيحة؟ وما يمرض الكبد والكلى سوى ما نتناوله من شراب وطعام ردئ وسيء ولا ينفع الجسم من لحوم فاسدة أو طعام ملوث أو شراب مسرطن وعقاقير مفسدة لأعضائنا، فيجب علينا أيضاً أن نحفز عضلات الجسد بالرياضة أو بالحركة وأن لا نفرط في تناول الطعام ولا السكريات ولا ما يمرضنا من ذلك كله، حتى نعيش حياة جميلة وسعيدة فما أحلى من الصحة والعافية في الدنيا.. ❝ ⏤سيد أحمد أمين
❞ إن أعظم ما في الحياة لا يعرفه إلا من فقده، ولا يحسه إلا من حرم منه، إنها الصحة يا سادة، الصحة وكفى، فتلك النعمة لا يعرفها سوى المرضى، فلو خيّرتَ أحد المرضى بين ما في الأرض من ذهب ومال وبين صحة كاملة لاختار الصحة وكفى، فبدونها لا حياة ولا متعة ولا فرحة ولا عيشة هنيئة، بل فاقدها يرى ظلاماً وبؤساً، ويحس بموت قلبه وفقد روحه، ولولا أن الله جعل المرض به بعض الألم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولو دام الألم في المرض لكان الموت السريع لهذا المريض من شدة ما يلاقيه من ألم ووجع، فما أجهلنا بتلك النعمة العظيمة، وما أبعدنا عن شكر الله على الصحة والعافية التي ينساها أكثر الناس عندما يتذمر أحدهم ويكفر سخطاً على الله لفقر مادي، أو حرمان من ولدٍ أو ضيق في عيشة، ولكن من يعرف قيمة هذه النعمة وعظمتها لا يهتم لما سواها من عطايا حتى مع الحرية التي تساوى الكثير أيضاً مثل الصحة، ولكنها لا توازيها ولا يوجد مع الصحة ما يوازيها لذا فعلينا بالحفاظ على تلك النعمة بشكرها وعدم تضييعها في ما يضرها من طعام سيء أو شراب ممرض مميت، أو تعاطي أي شيء يقتل الأعضاء والأجهزة الجسدية دون حاجة لذلك، فقد يظل المرء سنوات عديدة في مستنقع الدخان والمخدرات أو شرب الكحوليات والعادات السيئة الجالبة لأمراض مستعصية ويصعب شفاؤها وهو لا يهتم بنفسه ولا صحته، ومن الناس من يُمرض نفسه بأفعال محرمة ومعدية بل في أغلب الأوقات تكون قاتلة، ولكنه يفضل المتعة اللحظية والسعادة الوقتية على صحته، ولكن هذا أو ذاك مع مرور الوقت ترى أحد الأمراض يهاجمه بشراسة أو قد يجمع جسده مرضين أو ثلاثة، فيندم ويصرخ ويئن ويضجر ويقول بأي ذنب حدث لي ذلك؟ وينسى أنه هو من أهلك نفسه وأنه هو من أمرضها وجلب لنفسه الأوبئة والمرض بمحض إرادته وبما أراد، فلو أكل المرء وجبة في اليوم ونام في العراء، والتحف بورق الشجر وتوسد ذراعه، ولم يرى في الحياة أي ولد أو ثروة أو متعة سوى الصحة لكفت، فكم يتمنى كل مريض أن يعود لصحته ولقوته وبعدما يعود سرعان ما ينسى ويطغى، فعلينا بالحفاظ على هذه النعمة واستخدامها في مواضع الخير وما خلقت له، وتجنب مواطن المرض، فجل المرض نحن من نتسبب فيه، وإلا فما يمرض البطن سوى سوء الطعام وسوء التغذية الصحيحة؟ وما يمرض الكبد والكلى سوى ما نتناوله من شراب وطعام ردئ وسيء ولا ينفع الجسم من لحوم فاسدة أو طعام ملوث أو شراب مسرطن وعقاقير مفسدة لأعضائنا، فيجب علينا أيضاً أن نحفز عضلات الجسد بالرياضة أو بالحركة وأن لا نفرط في تناول الطعام ولا السكريات ولا ما يمرضنا من ذلك كله، حتى نعيش حياة جميلة وسعيدة فما أحلى من الصحة والعافية في الدنيا. ❝
❞ ،،ومن ثمَّ فإن الأغراض التي تقع في المنطقة الرمادية، وهي التي تعجز عن الحكم عليها هل تبعث الفرح أم لا؟ احتفظ بها دون الشعور بأي ذنب، وضعها في مكان مكشوف لكي تراها، بحيث لا تنسى وجودها، وإذا أدركت بعد مرور عدَّة أيام أو شهور أنها لم تعُد تغمرك بالفرح، فإنها قد أدَّت مهمتها، ويجب عليك التخلُّص منها،،. ❝ ⏤ماري كوندو
❞ ،،ومن ثمَّ فإن الأغراض التي تقع في المنطقة الرمادية، وهي التي تعجز عن الحكم عليها هل تبعث الفرح أم لا؟ احتفظ بها دون الشعور بأي ذنب، وضعها في مكان مكشوف لكي تراها، بحيث لا تنسى وجودها، وإذا أدركت بعد مرور عدَّة أيام أو شهور أنها لم تعُد تغمرك بالفرح، فإنها قد أدَّت مهمتها، ويجب عليك التخلُّص منها،،. ❝