❞ هناك قراءة مبدعة تماماً كالكتابة المبدعة.
أظن أن قرأتي مبدعة نوعاً ما فأنا أرى الأشخاص الذين تدور الرواية حولهم و أسمع أصواتهم في مخيلتي
و إذا كانت الكتابة مبدعة فأنا أكون معهم في القصة وأمشي بينهم وربما أضيف حواراً ونصاً لنفسي ✨💝. ❝ ⏤💙2008💙
❞ هناك قراءة مبدعة تماماً كالكتابة المبدعة.
أظن أن قرأتي مبدعة نوعاً ما فأنا أرى الأشخاص الذين تدور الرواية حولهم و أسمع أصواتهم في مخيلتي
و إذا كانت الكتابة مبدعة فأنا أكون معهم في القصة وأمشي بينهم وربما أضيف حواراً ونصاً لنفسي ✨💝 . ❝
تثير اعجابي جداً الطريقة التي يفسر بها الناس كل ما يحدث لهم ، بحيث يتبين دوماً أنهم شديدو النقاء و الشفافية وعلى حق دائماً .. في مصر يقول المثل الشعبي ( النار متحرقش مؤمن ) أي أن الأذى لن يصيب المؤمن أبداً ، وهو كلام جميل لو تجاوزنا عن حقيقة أن قائل هذا المثل يتحدث عن نفسه دائماً . بعد قليل تتمسك النار بكم الرجل أو قميصه ، فيقول وهو يدهن مرهم الحروق : ( المؤمن منصاب ) !
أي أن البلاء يحدث للمؤمن كثيراً !.. الخلاصة أن الناس لا تصمت أبداً .. دائماً هناك تفسير يثبت أنهم رائعون ..
كانت زوجة صديقي تؤمن – بلا سبب – أنها نقية نبيلة ترفرف بجناحيها ، بينما زوجها – بلا سبب – أيضاً وغد زنيم لا بد أنه يمت بصلة قربى لأبي لهب أو أبرهة الأشرم .. كل تفكيرها كان يدور في هذا النطاق .. وعندما أصيب زوجها بمغص كلوي ودخل المستشفى لم تستطع أن تخفي علامات التشفي ، وقالت لي بصوت مسموع وهي تقف على باب غرفته : -- " الله تعالى يمهل ولا يهمل .. إنه ينتقم لي من هذا الرجل الذي آذاني كثيراً "
حاولت إقناعها أن المرض يروح ويجيء لأسباب فسيولوجية .. وحتى الصالحين من الرجال يمرضون ، وإلا لكانت لدينا قاعدة تقضي بأن كل مريض وغد زنيم .. لكنها قالت في إصرار : - " بل هو انتقام إلهي لي "
شفي زوجها وغادر المستشفى . يبدو أنه لم يكن وغداً بما يكفي ليموت ، وعلى كل حال سوف يساعدها هذا على تكريس قاعدة جديدة لديها ، هي أن أسوأ الأوغاد طراً هم الذين لا يموتون بسهولة .
بعد أسبوع اتصلت بي الزوجة لتخبرني أنها تشرب كثيراً وتبول أكثر . لا تنس أنني طبيب . نصحتها بتحليل الدم لمرض السكري .. بعد أيام عرفت أنها مصابة بالداء فعلا . بدأت العلاج .. وبعد شهر شعرت بألم في صدرها فذهبت للطبيب الذي أخبرها بأنها مصابة بضيق في الشرايين التاجية .. طبعاً لا داعي لأن أقول إن ذات الطبيب شعر بشيء غريب في ثديها الأيسر ونصحها باستشارة جراح .. الجراح رأى أن هذا الشيء مريب وطلب استئصاله لفحصه فقد يكون ورماً خبيثاً .
ذهبت لزيارتها في المستشفى فوجدتها مسرورة جداً .. قالت لي : - " هل رأيت ؟ إن الله تعالى لا يريد لي أن ألقاه بأي ذنب على كاهلي ، لذا يخلص لي ذنوبي بهذه الأمراض .. إنه بلاء والسبب هو أنني شفافة نقية .."
ابتلعت ريقي وقلت في حذر : - " كنت أحسب الأشرار فقط هم الذين يمرضون حسب كلامك .."
قالت دون أن تعي قصدي : - " هناك أشخاص يمرضون لأنهم أوغاد ، وأشخاص يمرضون لأنهم ملائكة .."
-" وكيف يعرف الإنسان أنه هذا أو ذاك ؟ "
الإجابة معروفة طبعاً .. لو كنت أنت هو أنت فمن المؤكد أنك نقي النفس رائع ، أما لو كنت شخصاً آخر فهذا عقاب سماوي تستحقه بالتأكيد ..
جميل جداً .. أحب هؤلاء الناس الذين يفهمون كل شيء ولا توجد عندهم أسئلة من أي نوع ، عرفت فيما بعد أنها لا تعاني ورماً خبيثاً وذهبت أزف لها الأخبار الطيبة في التقرير ، فتهلل وجهها وقالت :- " كنت أعرف أنني نقية النفس ولا يمكن أن أصاب بالسرطان أبداً "
سألتها وأنا أضغط على أعصابي :- " حسبت أن المرض يطهرك من آثامك ، وأنت سعيدة به .. دعك من أن معنى كلامك أن الأشرار فقط يصابون بالسرطان وهذا كلام فارغ "
راحت تبحث عن منطق يخرسني فلم تجد .. في النهاية ضاق صدرها وبدأت تتوتر ، وقالت لي :- " ألا تجد ما يشغلك في الحياة سوى أن تحرق دمي وترفع معدلات السكري لدي ؟ "
قلت لها وأنا أخرج من الباب :-" نعم .. هناك أشياء كثيرة تشغلني ، ومن بينها كتابة هذا المقال .. يمكنك كذلك أن تضيفي اسمي إلى قائمة المصائب التي يجب أن تواجهيها لأنك شديدة الطهر والنقاء .."
وأغلقت الباب قبل أن تبلغني السبة التي أطلقتها .. فاصطدمت بالباب وسقطت على الأرض ..
. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ صنعة الكلام
تثير اعجابي جداً الطريقة التي يفسر بها الناس كل ما يحدث لهم ، بحيث يتبين دوماً أنهم شديدو النقاء و الشفافية وعلى حق دائماً .. في مصر يقول المثل الشعبي ( النار متحرقش مؤمن ) أي أن الأذى لن يصيب المؤمن أبداً ، وهو كلام جميل لو تجاوزنا عن حقيقة أن قائل هذا المثل يتحدث عن نفسه دائماً . بعد قليل تتمسك النار بكم الرجل أو قميصه ، فيقول وهو يدهن مرهم الحروق : ( المؤمن منصاب ) !
أي أن البلاء يحدث للمؤمن كثيراً !.. الخلاصة أن الناس لا تصمت أبداً .. دائماً هناك تفسير يثبت أنهم رائعون ..
كانت زوجة صديقي تؤمن – بلا سبب – أنها نقية نبيلة ترفرف بجناحيها ، بينما زوجها – بلا سبب – أيضاً وغد زنيم لا بد أنه يمت بصلة قربى لأبي لهب أو أبرهة الأشرم .. كل تفكيرها كان يدور في هذا النطاق .. وعندما أصيب زوجها بمغص كلوي ودخل المستشفى لم تستطع أن تخفي علامات التشفي ، وقالت لي بصوت مسموع وهي تقف على باب غرفته : " الله تعالى يمهل ولا يهمل .. إنه ينتقم لي من هذا الرجل الذي آذاني كثيراً "
حاولت إقناعها أن المرض يروح ويجيء لأسباب فسيولوجية .. وحتى الصالحين من الرجال يمرضون ، وإلا لكانت لدينا قاعدة تقضي بأن كل مريض وغد زنيم .. لكنها قالت في إصرار : " بل هو انتقام إلهي لي "
شفي زوجها وغادر المستشفى . يبدو أنه لم يكن وغداً بما يكفي ليموت ، وعلى كل حال سوف يساعدها هذا على تكريس قاعدة جديدة لديها ، هي أن أسوأ الأوغاد طراً هم الذين لا يموتون بسهولة .
بعد أسبوع اتصلت بي الزوجة لتخبرني أنها تشرب كثيراً وتبول أكثر . لا تنس أنني طبيب . نصحتها بتحليل الدم لمرض السكري .. بعد أيام عرفت أنها مصابة بالداء فعلا . بدأت العلاج .. وبعد شهر شعرت بألم في صدرها فذهبت للطبيب الذي أخبرها بأنها مصابة بضيق في الشرايين التاجية .. طبعاً لا داعي لأن أقول إن ذات الطبيب شعر بشيء غريب في ثديها الأيسر ونصحها باستشارة جراح .. الجراح رأى أن هذا الشيء مريب وطلب استئصاله لفحصه فقد يكون ورماً خبيثاً .
ذهبت لزيارتها في المستشفى فوجدتها مسرورة جداً .. قالت لي : " هل رأيت ؟ إن الله تعالى لا يريد لي أن ألقاه بأي ذنب على كاهلي ، لذا يخلص لي ذنوبي بهذه الأمراض .. إنه بلاء والسبب هو أنني شفافة نقية .."
ابتلعت ريقي وقلت في حذر : " كنت أحسب الأشرار فقط هم الذين يمرضون حسب كلامك .."
قالت دون أن تعي قصدي : " هناك أشخاص يمرضون لأنهم أوغاد ، وأشخاص يمرضون لأنهم ملائكة .."
" وكيف يعرف الإنسان أنه هذا أو ذاك ؟ "
الإجابة معروفة طبعاً .. لو كنت أنت هو أنت فمن المؤكد أنك نقي النفس رائع ، أما لو كنت شخصاً آخر فهذا عقاب سماوي تستحقه بالتأكيد ..
جميل جداً .. أحب هؤلاء الناس الذين يفهمون كل شيء ولا توجد عندهم أسئلة من أي نوع ، عرفت فيما بعد أنها لا تعاني ورماً خبيثاً وذهبت أزف لها الأخبار الطيبة في التقرير ، فتهلل وجهها وقالت : " كنت أعرف أنني نقية النفس ولا يمكن أن أصاب بالسرطان أبداً "
سألتها وأنا أضغط على أعصابي : " حسبت أن المرض يطهرك من آثامك ، وأنت سعيدة به .. دعك من أن معنى كلامك أن الأشرار فقط يصابون بالسرطان وهذا كلام فارغ "
راحت تبحث عن منطق يخرسني فلم تجد .. في النهاية ضاق صدرها وبدأت تتوتر ، وقالت لي : " ألا تجد ما يشغلك في الحياة سوى أن تحرق دمي وترفع معدلات السكري لدي ؟ "
قلت لها وأنا أخرج من الباب :" نعم .. هناك أشياء كثيرة تشغلني ، ومن بينها كتابة هذا المقال .. يمكنك كذلك أن تضيفي اسمي إلى قائمة المصائب التي يجب أن تواجهيها لأنك شديدة الطهر والنقاء .."
وأغلقت الباب قبل أن تبلغني السبة التي أطلقتها .. فاصطدمت بالباب وسقطت على الأرض ..
❞ الست اللي بتيجي كل يوم! واقفة قدام الباب، بس.. بس النار ماسكة فيها! بتولَع! لكن الغريب إنها مش بتتألم، بس بتعمل إشارات بايديها معناها ˝طفوني˝، قفل أحمد الباب بسرعة وجري على الحمام عشان يجيب جردل الماية ويلحق الست، ما كانش يعرف إنها هي! وبرضه كان خايف تدخل البيت فـ تأذينا معاها غصب عنها، وعشان كده قفل الباب!
ومع كل اللي بيحصل ده أنا واقفة في ذهول!
خرج بعد لحظات شايل الجردل، جري ناحية الباب فتحه، بس ما لقاش الست موجودة! صرخ وقتها تاني وهو بيقول:
- راحت فين؟! ومين اللي عمل فيها كده! ساكنة في أنهي دور دي!
ساب الجردل وقتها وخرج من الشقة بدون وعي قبل ما يديني فرصة اقول أي حاجة، نزل زي المجنون تحت وهو بيدور ع الست! ما لقهاش فـ طلع تاني وكمل لآخر دور في العمارة وبرضه ما لقهاش! ما كانش ليها أي أثر!
خبط ع كل شقق العمارة، بس ما كانش حد شافها ولا حد فاهم حاجة!
بس لما رجع الشقة وقعد وهو عمال ينهج من الجري والخوف اللي هو فيه، وأخيرًا قدرت اتكلم، قولت له:
- هي دي الست يا أحمد، اللي بتيجي كل يوم!
قام وقتها وقف بسرعة وهو بيقول بصدمة:
- نعم! هي دي؟ وما قولتيش ليه؟!
- هو أنت ادتني فرصة؟!
- هاتي لي موبايلي بسرعة.
قالها وهو بيحط إيده ع راسه وبيقعد تاني، وروحت أنا الأوضة اجيب له الموبايل، خرجت للصالة واديتهُ له وأنا بقول له بهدوء بعافر عشان اثبت عليه عشان ما يتضايقش أكتر:
- ما تضايقش نفسك يا أحمد، أكيد هنفهم في إيه!
بص لي وما ردش وبعدها فتح الموبايل، جاب الملفات الخاصة بكاميرة المراقبة، وفتح الفيديوهات، قعدت جنبه وقتها وهو بيفتح الفيديو، وكانت الصدمة في اللي شوفناه!
البواب خبط، أحمد فتح له، وبعدها قفل الباب والبواب نزل، ثواني وباب شقتنا اتفتح تاني، ظهر أحمد في الكاميرا، صوته كان طالع وصرخته، بعدها الباب اتقفل، وبعدها بشوية اتفتح تاني، وخرج أحمد وهو بيصرخ وبيتكلم وبيجري زي المجنون تحت وفوق! وبعدها رجع تاني ودخل الشقة وقفل الباب.. كل ده ظهر في الفيديو! إلا.. إلا الست اللي كانت بتولع! ما ظهرتش! أحمد لما فتح الباب تاني مرة بعد ما البواب خبط، فتح للهوا! كان واقف لوحده وقدامه ما فيش حد، ولا في ست، ولا نار، ولا أي حد من أساسه! فراغ وبس! كنا هنتجنن! صرخ أحمد في ذهول:
- إزااااي؟!
ما كانش مصدق اللي شايفه، ولا أنا كنت مستوعبة حاجة، عيدنا الفيديو بدال المرة ألف، بس هو هو اللي بنشوفه كل مرة، كل حاجة بتتكرر زي ما هي إلا الست، ما لهاش أي أثر..!
ما كناش عارفين إيه اللي ممكن يتعمل وقتها! ولا فاهمين إيه اللي بيحصل ده! أخدني أحمد في حضنه وقتها وأنا بعيط وبقول له:
- إحنا لازم نسيب الشقة دي يا أحمد، لازم نمشي من هنا، بسرعة!
غمض عينيه وهو بيرد عليا والحيرة قربت تخلَّص عليه!:
- هنمشي، أكيد، بس محتاج افهم الأول!
ما كنتش متعودة اشوفه في الحالة دي، فـ كنت قلقانة عليه جدًا، طلبت منه إنه يهدى ويدخل يرتاح لحد ما احضر له حاجة يآكلها..
دخل فعلًا الأوضة، وأنا خلصت الأكل وجبته له لحد السرير، حاولت اخليه يآكل وأكلت معاه، بس كمية قليلة جدًا غير العادي! ولما خلصنا رجعت الأكل اللي اتبقى المطبخ، ورجعت الأوضة قعدت جنبه، كنا بنحاول نتكلم في أي حاجة عشان نطرد الموضوع الغريب ده من دماغنا، لكنه كان مسيطر علينا لأقصى درجة..
فضلنا ع الحال ده لحد ما الساعة عدت ٩ بالليل، ما نعرفش الوقت عدى علينا إزاي! لكنه عدى، وفي الوقت ده نمنا ع طول.
صحيت تاني يوم الصبح على صوت خبط باب الشقة! الساعة كانت عدت ١ الضهر! ما اعرفش نمنا كل ده إزاي؟! بس ممكن عشان بداية نومنا كان قلق وأرق وبنصحى كل نص ساعة! مش عارفة، المهم دلوقتي الباب اللي بيخبط..
قلبي اتقبض وحسيت روحي بتروح مني، فضلت اهز في أحمد واصحيه وأنا بنادي عليه برعب:
- يا أحمد، قوم يا أحمد، الباب بيخبط.
اتنفض وقتها وقام قعد وهو بيحاول يستوعب، وبعدها قام وخرج من الأوضة بسرعة وأنا وراه، وكل ده الخبط ع الباب ما وقفش! خبط هستيري!
فتح باب الشقة، وكان نفس المنظر اللي شوفناه امبارح بيتعاد! الست ماسكة فيها النار، بتستغيث بحركات إيديها إن حد يطفيها من غير ما تنطق حرف، بس اللي كان زيادة ع ده! إنها شاورت على جوا الشقة! وكأنها تقصد حاجة معينة في الشقة بس مش عارفة تقول! ما فهمناش إشارتها، وأحمد ما اهتمش إنه يفهم وقفل الباب من غير ما يتكلم.. بس ما سكتتش! رجعت تخبط تاني، وأقوى من الأول!
فتح في الوقت ده وصرخ فيها بكل قوته:
- أنتي ميييين؟ وعايزززة إيه؟!
- أيمن.
كان صوتها محشرج جدًا وما قالتش غير الاسم ده وبس، وبدأت ترجع بضهرها لحد ما بعدت عن الشقة، وعقبال ما أحمد خرج من باب الشقة عشان يبص عليها، كانت اختفت!
دخل الشقة في جنون وهو بيهبد الباب وبيجري على موبايله، أخد الموبايل وقعد، فتح تسجيل الكاميرا، وشغل الفيديو! واللي حصل في التسجيل هو نفس اللي حصل امبارح!
اتفتح باب الشقة، كان قدام الباب فراغ! فضل الباب مفتوح شوية وبعدين اتقفل! وبعدها رجع اتفتح تاني، ظهر صوت أحمد، وكان صوته هو بس اللي طالع في التسجيل، بعدها خرج على السلم، كان واقف لوحده، وبعدين رجع الشقة تاني بسرعة وقفل الباب!
ما كانش في حد، الست ما كانتش موجودة! يعني إيه؟! أكيد دي مش إنسانة زينا، أكيد جِنِّية أو شبح!
بصيت لأحمد وهو قاعد في ذهول، وقولت له وأنا بترعش:
- دي عفريتة يا أحمد!
بلع ريقه، ورد عليا بصوت مهزوز:
- قومي البسي يا بانسيه، وأنا كمان هلبس عشان هننزل.
هزيت راسي، وبعد لحظات قومت دخلت الأوضة، ودخل هو بعدي بدقايق.
خلصنا لبس، وأخدت شنطتي ونزلنا ع طول.. ودانا أحمد لصاحب العمارة..
لما استقبلنا الراجل، قعد أحمد حكى له اللي حصل، وفرجه على فيديوهات كاميرة المراقبة.. استغرب زينا بالظبط، كان في حيرة كبيرة وخوف، أول مرة حد من سكان العمارة يحكي له حاجة زي دي! ما كانش فاهم ولا مستوعب، لحد ما سأله أحمد فجأة:
- أنت تعرف حد اسمه أيمن؟
اتنفض وقتها الراجل وهو بيبص لأحمد باستغراب، وبعدين سأله بقلق:
- اشمعنا؟ عرفت منين؟!
- أصلها قبل ما تختفي قالت الاسم ده!
رد عليه أحمد بالجملة دي، وبعدين كمل:
- ده حد تعرفه؟
اتنهد الراجل وهو بيقول بعد ما بلع ريقه:
- آه، أعرفه.
سكت لحظات قبل ما يسأل:
- تقدروا توصفوا لي شكل الست دي؟!
في الوقت ده أحمد بص لي، فـ بدأت اوصف لصاحب العمارة شكلها، وصفت له كل التفاصيل المميزة فيها..
ولما انتهيت من كلامي قام وقف وكل ملامح وشه متغيرة، قرب من مكتبه، فتح الدرج وأخد منه صورة، وقرب مني وهو بيمد لي إيده بيها، أخدتها منه وأول ما عيني جت عليها اتصدمت، وحسيت بدماغي وقفت ولساني تقل، وعيوني اتفتح ع آخرها، كانت قربِت تطلع من مكانها! فـ سألني وقتها:
- هي دي الست اللي بتخبط عليكم؟
ما كنتش قادرة ارد، سحب أحمد الصورة من إيدي في اللحظة دي، وبعد ما شافها جاوب في ذهول!:
- آه هي! مين الست دي؟!
ابتسم الراجل بحزن نص ابتسامة قبل ما يقول وهو بيقعد في صدمة: ..
❞ الست اللي بتيجي كل يوم! واقفة قدام الباب، بس.. بس النار ماسكة فيها! بتولَع! لكن الغريب إنها مش بتتألم، بس بتعمل إشارات بايديها معناها ˝طفوني˝، قفل أحمد الباب بسرعة وجري على الحمام عشان يجيب جردل الماية ويلحق الست، ما كانش يعرف إنها هي! وبرضه كان خايف تدخل البيت فـ تأذينا معاها غصب عنها، وعشان كده قفل الباب!
ومع كل اللي بيحصل ده أنا واقفة في ذهول!
خرج بعد لحظات شايل الجردل، جري ناحية الباب فتحه، بس ما لقاش الست موجودة! صرخ وقتها تاني وهو بيقول:
راحت فين؟! ومين اللي عمل فيها كده! ساكنة في أنهي دور دي!
ساب الجردل وقتها وخرج من الشقة بدون وعي قبل ما يديني فرصة اقول أي حاجة، نزل زي المجنون تحت وهو بيدور ع الست! ما لقهاش فـ طلع تاني وكمل لآخر دور في العمارة وبرضه ما لقهاش! ما كانش ليها أي أثر!
خبط ع كل شقق العمارة، بس ما كانش حد شافها ولا حد فاهم حاجة!
بس لما رجع الشقة وقعد وهو عمال ينهج من الجري والخوف اللي هو فيه، وأخيرًا قدرت اتكلم، قولت له:
هي دي الست يا أحمد، اللي بتيجي كل يوم!
قام وقتها وقف بسرعة وهو بيقول بصدمة:
نعم! هي دي؟ وما قولتيش ليه؟!
هو أنت ادتني فرصة؟!
هاتي لي موبايلي بسرعة.
قالها وهو بيحط إيده ع راسه وبيقعد تاني، وروحت أنا الأوضة اجيب له الموبايل، خرجت للصالة واديتهُ له وأنا بقول له بهدوء بعافر عشان اثبت عليه عشان ما يتضايقش أكتر:
ما تضايقش نفسك يا أحمد، أكيد هنفهم في إيه!
بص لي وما ردش وبعدها فتح الموبايل، جاب الملفات الخاصة بكاميرة المراقبة، وفتح الفيديوهات، قعدت جنبه وقتها وهو بيفتح الفيديو، وكانت الصدمة في اللي شوفناه!
البواب خبط، أحمد فتح له، وبعدها قفل الباب والبواب نزل، ثواني وباب شقتنا اتفتح تاني، ظهر أحمد في الكاميرا، صوته كان طالع وصرخته، بعدها الباب اتقفل، وبعدها بشوية اتفتح تاني، وخرج أحمد وهو بيصرخ وبيتكلم وبيجري زي المجنون تحت وفوق! وبعدها رجع تاني ودخل الشقة وقفل الباب.. كل ده ظهر في الفيديو! إلا.. إلا الست اللي كانت بتولع! ما ظهرتش! أحمد لما فتح الباب تاني مرة بعد ما البواب خبط، فتح للهوا! كان واقف لوحده وقدامه ما فيش حد، ولا في ست، ولا نار، ولا أي حد من أساسه! فراغ وبس! كنا هنتجنن! صرخ أحمد في ذهول:
إزااااي؟!
ما كانش مصدق اللي شايفه، ولا أنا كنت مستوعبة حاجة، عيدنا الفيديو بدال المرة ألف، بس هو هو اللي بنشوفه كل مرة، كل حاجة بتتكرر زي ما هي إلا الست، ما لهاش أي أثر..!
ما كناش عارفين إيه اللي ممكن يتعمل وقتها! ولا فاهمين إيه اللي بيحصل ده! أخدني أحمد في حضنه وقتها وأنا بعيط وبقول له:
إحنا لازم نسيب الشقة دي يا أحمد، لازم نمشي من هنا، بسرعة!
غمض عينيه وهو بيرد عليا والحيرة قربت تخلَّص عليه!:
هنمشي، أكيد، بس محتاج افهم الأول!
ما كنتش متعودة اشوفه في الحالة دي، فـ كنت قلقانة عليه جدًا، طلبت منه إنه يهدى ويدخل يرتاح لحد ما احضر له حاجة يآكلها..
دخل فعلًا الأوضة، وأنا خلصت الأكل وجبته له لحد السرير، حاولت اخليه يآكل وأكلت معاه، بس كمية قليلة جدًا غير العادي! ولما خلصنا رجعت الأكل اللي اتبقى المطبخ، ورجعت الأوضة قعدت جنبه، كنا بنحاول نتكلم في أي حاجة عشان نطرد الموضوع الغريب ده من دماغنا، لكنه كان مسيطر علينا لأقصى درجة..
فضلنا ع الحال ده لحد ما الساعة عدت ٩ بالليل، ما نعرفش الوقت عدى علينا إزاي! لكنه عدى، وفي الوقت ده نمنا ع طول.
صحيت تاني يوم الصبح على صوت خبط باب الشقة! الساعة كانت عدت ١ الضهر! ما اعرفش نمنا كل ده إزاي؟! بس ممكن عشان بداية نومنا كان قلق وأرق وبنصحى كل نص ساعة! مش عارفة، المهم دلوقتي الباب اللي بيخبط..
قلبي اتقبض وحسيت روحي بتروح مني، فضلت اهز في أحمد واصحيه وأنا بنادي عليه برعب:
يا أحمد، قوم يا أحمد، الباب بيخبط.
اتنفض وقتها وقام قعد وهو بيحاول يستوعب، وبعدها قام وخرج من الأوضة بسرعة وأنا وراه، وكل ده الخبط ع الباب ما وقفش! خبط هستيري!
فتح باب الشقة، وكان نفس المنظر اللي شوفناه امبارح بيتعاد! الست ماسكة فيها النار، بتستغيث بحركات إيديها إن حد يطفيها من غير ما تنطق حرف، بس اللي كان زيادة ع ده! إنها شاورت على جوا الشقة! وكأنها تقصد حاجة معينة في الشقة بس مش عارفة تقول! ما فهمناش إشارتها، وأحمد ما اهتمش إنه يفهم وقفل الباب من غير ما يتكلم.. بس ما سكتتش! رجعت تخبط تاني، وأقوى من الأول!
فتح في الوقت ده وصرخ فيها بكل قوته:
أنتي ميييين؟ وعايزززة إيه؟!
أيمن.
كان صوتها محشرج جدًا وما قالتش غير الاسم ده وبس، وبدأت ترجع بضهرها لحد ما بعدت عن الشقة، وعقبال ما أحمد خرج من باب الشقة عشان يبص عليها، كانت اختفت!
دخل الشقة في جنون وهو بيهبد الباب وبيجري على موبايله، أخد الموبايل وقعد، فتح تسجيل الكاميرا، وشغل الفيديو! واللي حصل في التسجيل هو نفس اللي حصل امبارح!
اتفتح باب الشقة، كان قدام الباب فراغ! فضل الباب مفتوح شوية وبعدين اتقفل! وبعدها رجع اتفتح تاني، ظهر صوت أحمد، وكان صوته هو بس اللي طالع في التسجيل، بعدها خرج على السلم، كان واقف لوحده، وبعدين رجع الشقة تاني بسرعة وقفل الباب!
ما كانش في حد، الست ما كانتش موجودة! يعني إيه؟! أكيد دي مش إنسانة زينا، أكيد جِنِّية أو شبح!
بصيت لأحمد وهو قاعد في ذهول، وقولت له وأنا بترعش:
دي عفريتة يا أحمد!
بلع ريقه، ورد عليا بصوت مهزوز:
قومي البسي يا بانسيه، وأنا كمان هلبس عشان هننزل.
هزيت راسي، وبعد لحظات قومت دخلت الأوضة، ودخل هو بعدي بدقايق.
خلصنا لبس، وأخدت شنطتي ونزلنا ع طول.. ودانا أحمد لصاحب العمارة..
لما استقبلنا الراجل، قعد أحمد حكى له اللي حصل، وفرجه على فيديوهات كاميرة المراقبة.. استغرب زينا بالظبط، كان في حيرة كبيرة وخوف، أول مرة حد من سكان العمارة يحكي له حاجة زي دي! ما كانش فاهم ولا مستوعب، لحد ما سأله أحمد فجأة:
أنت تعرف حد اسمه أيمن؟
اتنفض وقتها الراجل وهو بيبص لأحمد باستغراب، وبعدين سأله بقلق:
اشمعنا؟ عرفت منين؟!
أصلها قبل ما تختفي قالت الاسم ده!
رد عليه أحمد بالجملة دي، وبعدين كمل:
ده حد تعرفه؟
اتنهد الراجل وهو بيقول بعد ما بلع ريقه:
آه، أعرفه.
سكت لحظات قبل ما يسأل:
تقدروا توصفوا لي شكل الست دي؟!
في الوقت ده أحمد بص لي، فـ بدأت اوصف لصاحب العمارة شكلها، وصفت له كل التفاصيل المميزة فيها..
ولما انتهيت من كلامي قام وقف وكل ملامح وشه متغيرة، قرب من مكتبه، فتح الدرج وأخد منه صورة، وقرب مني وهو بيمد لي إيده بيها، أخدتها منه وأول ما عيني جت عليها اتصدمت، وحسيت بدماغي وقفت ولساني تقل، وعيوني اتفتح ع آخرها، كانت قربِت تطلع من مكانها! فـ سألني وقتها:
هي دي الست اللي بتخبط عليكم؟
ما كنتش قادرة ارد، سحب أحمد الصورة من إيدي في اللحظة دي، وبعد ما شافها جاوب في ذهول!:
آه هي! مين الست دي؟!
ابتسم الراجل بحزن نص ابتسامة قبل ما يقول وهو بيقعد في صدمة: ..
❞ ˝وحدة الأيام و وحدتي˝
قد بدت لي الأيام وحيدةً مثلي تماما كأنها شرعت على البقاء بجانبي أسند رأسي على كتفها و تساندني في وحدتي، عقارب ساعة الأمس المتعثرة بحروف قلمي الرنانة بصوت سطو الشعور بالوحدة ذاك الشعور الملتهب عقب جلوسي على كنبة غرفة جلوس عقلي الشارد مًستحضرةً المرار كالعادة برشفة من فنجان قهوتي البئيس و معه دموعي التي إنسكبت على الخدين معزيةً نفسي أقلب كل مايجلب لي البؤس بملعقة إسترجاع كل ما مر على سطور عمري من ذكريات قد إحتلها التراب دُفنت في مُستنقع الزمان تسقيني بالمرار و الآلم، و اتسكع معها ليلاً على جدران الوحدة، و كان القمرُ خليلي الذي يُسامرني بمعطفِ الونسِ و أحضان الإلفةِ التي باتت كبيت إحتميت بين ذراعيهِ و ملجئ من ملاجئ الحياة.
الكاتبة/رينادا عمر. ❝ ⏤الكاتبة/رينادا عمر.
❞ ˝وحدة الأيام و وحدتي˝
قد بدت لي الأيام وحيدةً مثلي تماما كأنها شرعت على البقاء بجانبي أسند رأسي على كتفها و تساندني في وحدتي، عقارب ساعة الأمس المتعثرة بحروف قلمي الرنانة بصوت سطو الشعور بالوحدة ذاك الشعور الملتهب عقب جلوسي على كنبة غرفة جلوس عقلي الشارد مًستحضرةً المرار كالعادة برشفة من فنجان قهوتي البئيس و معه دموعي التي إنسكبت على الخدين معزيةً نفسي أقلب كل مايجلب لي البؤس بملعقة إسترجاع كل ما مر على سطور عمري من ذكريات قد إحتلها التراب دُفنت في مُستنقع الزمان تسقيني بالمرار و الآلم، و اتسكع معها ليلاً على جدران الوحدة، و كان القمرُ خليلي الذي يُسامرني بمعطفِ الونسِ و أحضان الإلفةِ التي باتت كبيت إحتميت بين ذراعيهِ و ملجئ من ملاجئ الحياة.
الكاتبة/رينادا عمر . ❝