❞ رواية \"فيلا برج\" العرب
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.
د. وليد قطب. ❝ ⏤Mona Najeeb
❞ رواية ˝فيلا برج˝ العرب
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ: إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝ ⏤عبد الله بن المقفع
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ: إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝ ⏤عبد الله بن المقفع
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝ ⏤عبد الله بن المقفع
❞ لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب. ❝