00 : 03 : 14
ديوان بوح ونوح _ الشاعرة سهر لقماري - ديوان العرب للنشر والتوزيع
❞ شوارع الوصل
قضمتُ شفاهي من غمّي اعتصرت دماً
وعينايَ على الحمراء تغتبنُ
وقلبي ما تمالك نفسه ألماً
فأحسست الضلوع له ستحتقنُ
أجوب شوارعا قد دقها خيل
يُبسمل جيدها من حين تصطفنُ
أهذا كان يوما بيتَ مُسلمةٍ
وهذا النهر كانت منه تجتفنُ؟
وهذا متجر الديباج والبُخُر
لآلِ أميةٍ صار: "مورو كازينو"!
وتلك صوامع قد حُرّفت عُرُباً
وبالآي وأشعارٍ لنا نَزنُ
تُهَز بها جروسٌ صدّعت جُدرا
وبالأمس تؤَذّن تدعو مَن أمِنُوا
حرام يا زمان، لست لي خصما
ولا للأهل في الماضي بها سَكنُوا
تراب الأرض والأغراس تذكرنا
وتمحي دمعة عن خدّ من حزنُوا
كأني أرى جريحا مَن ذا يَعدِلُه؟
ويُشفي غِلّه ممّن له طعنوا
حرامٌ مَزقتْ أوثاري صرختُه
وناحَ بِعودي "زرياب" و"محتسنُ"
لمستُ نارنجةً في زَهرها عِطر
فمالَ الغصنُ نحو نقابي يَقْترنُ
أتيتُ لوصل مورسكيّةٍ تركتْ
بأرضي عطرَها، منه هُنا دَهنوا
أتيتُ بَني العمومة بالسلامِ فهل
سيَقبلُ "طارق" وصْلي لمن هجِنوا
مررت أحيّي حَمرائي بأندلسي
وأرْثي حالي لا حالا لمن دُفنوا
فلستُ ألومُ من في الماضي سَلّمها
ولستُ ألوم مَن مِن بعدهم وَهنوا
لماذا ألومُ روحا هاجرت جسدا
فمَن يهجرْ خَليلا... إنّه الخَوِنُ
في رثاء الأندلس عند زيارة لغرناطة.
💔. ❝ ⏤سهر لقماري