❞ (وجهت وجهي).. تحمل هذه الجملة ذلك الإيحاء المزمن بأن حياتك هي رحلة مستمرة، ولو لم تغادر المكان الذي ولدت فيه قط، فإنك أيضًا في رحلة مستمرة، ما دام الزمن يعبرك، ما دامت كل لحظة منه تذهب ولن تعود مهما حصل، فأنت في رحلة.. (وجهت وجهي) تعني أنك اتجهت بكل ما هو مهم فيك، بجوهرك، بشخصك نحوه هو.. إنها تعني أنك حزمت حقائبك، ولم تضع فيها سوى نفسك.. واتجهت إليه. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى

❞ أثر الفراشة تستغيث قصائدي وتستجير بأحرفي في كل سطرٍ أومأت في كل أوراقي تهجت في المسير وتستريح لكنها كُسِرت مثل المرايا في جداري حُطمت وأظن كسرها من ملاحم قصتي سكنت كتابي ألف ليلة سكنت كزوبعةٍ تعج بألف زوبعةٍ تضج بأحرفي سكنت بموجٍ من ملاحم رحلتي وتلاطمت قصائدي بين الورق الكل يبحث أين أنتِ..؟ أين الفرح أين إبتسامتكِ التي ما فارقتك إلى الأبد أين الضحك أبدلتها بالدمع نهراً في فرات مدينتي وصببت تروي النيل من جداول تبكي جداولي حيث مصاب القلب جرحاً صارخاً وتنادي في قوافي الشعر أين انتَ..؟ أنسيتَني..؟ يا خائن الحرمين خنت عقيدتي من يستقيم دون حرفي كافراً فأنا القصيد وأنا الذي من يُلهمك وأنا الذي من جمّلك أنتَ أكتملت بأحرفي بحكايتي فكنتها ما أغربك.. أنسيتَني أتركتني للضاريات للمر في زمن الثعالب والضباع الماكرات جيفُ الحروف سكبتها من دون علمها أحرفي أنسيتَني يا سيد الحرف المعتق في جنين فراشتي حطمتني لمّا نويت على الرحيل على السفر لمّا حزمت حقائبك لمّا طويت دفاترك لملمت أوراقي التي سقطت هناك مزقتها أمطرت زرعي بالمداد  يا سافكاً كل الدماء بلوعتي سطر الغرام كتبته من دون ملهمة الحروف لحن المساء وكل لحناً خنته يا مُجرماً صُنِّفت أنك قاتلاً متسلسلاً أنا والحروف.. قصائدي.. وزهور تنبت في شوارع قد مشينا ذات يوم أجهضتها.. وقتلتنا.. ولبست ثوب الغانيات ورقصت دون أن تقول إلى اللقاء إني كرهتك سيدي صدّق حديثي وأستتر خلف القصيد فَضَحْتني دمعه فَضَحْتني أشواقي إليك مع التنهد والبكاء صدّق حديثي وكرهت فيك أن قلبك يصدقني الحديث وتقولها هي لا تحبك إنما كرهتك من دون الحروف تيمناً فيمن يغيب فيمن يزف رسائله ويغيب عني ألف عام تباً فأنت قد كذبت قد قلت عني ذات يوم حبيبتك ما قلتها إلا رياءً أو نفاقاً كاذباً يا أنت ما أحببتني إني كرهت رسائلك #خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب

❞ وعندما ستطوي أنت كل شيء وتحزم حقائبك وتحمل أحلامك وتمضي بجواز سفرك إلى بطن الحوت ، سألم أنا أوراقي وأحتفظ بها إلى أن يأتي وقتها وأرميها في محرقة المطابع ، واتركها للرياح لتنثر رمادها في العاصفة -وأعرف أن الحقول ستحتضنها ، وأن بذورها ستنمو في رحم الارض ثم إنها -ولو بعد حين- ستزدهر ، وستقف لتبشر بذلك الزمن الاخر ، والاسلوب الآخر، والفهم الآخر. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى