❞ قال عمر بن الخطاب مرة، جملة هائلة ، تنضح صدقاً ومرارةً وتجربةً..
قال: " إذا أصاب أحدكم وداً من أخيه ، فليتمسك به ، فقلما يصيب ذلك. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ قال عمر بن الخطاب مرة، جملة هائلة ، تنضح صدقاً ومرارةً وتجربةً.
قال: ˝ إذا أصاب أحدكم وداً من أخيه ، فليتمسك به ، فقلما يصيب ذلك. ❝
❞ الخـــروج . . .
كان يزدرد الطعام كأنه يزدرد كُرات من العجين يُلقي بها في جوفه دون تَلذُذ .. و كان الهواء راكداً ثقيلاً .. و كل شيء راكد ثقيل .. و صفحة النهار تبدو كليلٍ بلا نجوم ..
و لم يكن يدري كم من الوقت قد مضى عليه و هو جالس في كُرسيه في مقهى الروف بأعلى البرج ..
ربما بِضع ساعات و هو يجلس نفس الجلسة لم يُحرك إصبعاً .. و ربما بنفس النظرة الذاهلة المحملقة في الهواء دون أن يختلج له جفن ، و كأنما تسمرت نفسه و بات عقله مصلوباً على فكرة واحدة لا يبرحها .. أن يتخلص من حياته .
مريض بلا شفاء .. يتنقل من طبيب إلى طبيب .. و من دواء إلى دواء .. و من مُخدِر إلى مخدر .. و من أمل إلى أمل .. ثم تذوي الآمال ثم يكتشف أنه لم يبق له إلا الصبر .
و في البيت وحده .. و فِراش بارد .. و مائدة عليها عشرات العقاقير، و خِطابات لا يجف حبرها .. تجري سطورها اللاهِثة بنداء واحد لا يهدأ :
سوزان . . سوزان . .
عودي .. أحبك .. لا أستطيع أن أحيا بدونك .. و لا أن أموت بدونك .
حياتي ليل بدون ضوء عينيك .
و دائماً تُرسَل الخطابات و تسافر عبر البحر .. و لا يأتي لها رد ، و لا يُسمَع لها صَدى .
الزوجة الأوروبية عادت إلى بلادها بقلب ينزف ، و تركت وراءها قلباً آخر ينزف .
و في ذلك الصمت الشبيه بالصراخ يعيش ..
و في تلك الغرفة المُترَفة الوثيرة ذات الديكورات الغالية يتقلب .. و كأنما يتقلب على صحراء مُوحِشة تسرح فيها الأفاعي .. ثم ينفد الصبر .. و تنقطع حِبال الإنتظار .
و لا تبقى في ذهنه إلا فكرة واحدة .. أن يتخلص من حياته .
تأتيه الفكرة في البداية زائرة ثم تصبح طَوّافة ثم تُلِح عليه ثم تُقيم في رأسه ثم تتحول إلى حصار ثم تغدو كابوساً قهرياً يحتويه و يجثم عليه و يخنقه رويداً رويداً .
و يتحرك أخيراً .. فينظر إلى ساعته .
لقد مضت أربع سنوات و هو مُتجمد في كُرسيه كتمثال ، و شيء في داخله ينخر في بنيانه و يأكل جوفه .. و بنظرة سريعة عبر الشرفة يطل على الناس الذين يبدون كالنمل الصغير أسفل البرج .. و تتسمر عيناه على الهُوّة التي تَفغُر فاها تحت قدميه .
ثم في لحظة يرمي بنفسه من شاهِق .
و يتجمع الناس أسفل البرج .. و هُم يحكون في ذهول ..
هناك رجل رمى بنفسه من أعلى البرج فسقط على كتفي عامل فقتله لساعته .. أما هو فلم يُصَب بخدش ..
و حينما أفاق الرجل من صدمته و أدرك ما فعل .. إنكَبَّ على شفرة حديد صَدِئة إلتقطها من الطريق و قطع شرايينه .
و حملوه إلى المستشفى و هو ينزف .. و أسعفوه ..
و حينما فتح عينيه و اكتشف أنه لم يمُت بعد .. إبتلع زجاجة الأقراص المنومة كلها في غفلة من الممرضة ..
و لكنهم غسلوا معدته ، و أعطوه شيئاً .. و أنقذوه ..
و فتح عينيه من جديد ليجد أنه لم يمت بعد ثلاث محاولات قاتلة .. قتل فيها رجل آخر و لم يَمُت .. و سقط مغشياً عليه ..
و في النوم و بين لحظات الخدر ، و فيما يشبه الرؤيا شاهد الرجل نوراً و سمع صوتاً يقول له :
●● ماذا فعلت بنفسك ؟
● أردت أن أقتل نفسي لأستريح .
●● و من أين لك العلم بأنك سوف تستريح .. أعلِمت بما ينتظرك بعد الموت ؟
● إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا .
●● هذا ظنك .. و لا يقتُل الناس أنفسهم بالظن .
● و ماذا كنت أستطيع أن أفعل .. و ماذا بقيَ لي ؟
●● أن تصبر و تنتظر أمرنا ..
● صبِرت .
●● تصبر يوماً آخر إلى غَد .
● سيكون غداً مشئوماً مثل سالفه .
●● كيف علمت .. هل أنت الذي خلقت الأيام .. هل أنت الذي خلقت نفسك ؟
● لا .
●● فكيف تحكم على ما لا تعلم ، و كيف تتصرف فيما لا تملك ؟
● هذا عمري و قد ضقت به .
●● أتعلم ماذا نُخفي لك غداً ؟
● لا .
●● إذاً فهو ليس عُمرك .
● لا أريد أن أعيش .. خلوا بيني و بين الموت .. دعوني .. ارحموني .
●● لو تركناك فما رحمناك .. إنما نحول بينك و بين رغبتك رحمةً مِنا و فضلاً ، و لو تخلينا عنك لهلَكت .
● يا مرحباً بالهلاك .. ما أريد إلا الهلاك .. يا أهلاً بالهلاك .
●● لن يكون الهلاك رقدة مُطمَئنة تحت التراب كما تتصور .
● أريد أن أخرج مما أنا فيه و كَفَى .
●● و لو إلى النار ؟
● و هل هناك نار غير هذه ؟
●● أتصَوَّرت أنه لا وجود إلا لما يقع تحت حسك من جنة و نار .. أظننت أنه لا جنة و لا نار إلا نعيمكم و عذابكم .. أظننتنا فقراء لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالَم .. أتصَوَّرتَ أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي .. و ليس عند رب العالمين غير هذه الكرة الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء .. ؟
بئس ما خَيَّل لك بَصرُك الضرير عن فقرنا .
● ضقت ذرعاً مما أنا فيه .. إنسدت أمامي المسالك .. إنطبقت السماء على الأرض .. إختنقْت .. أريد الخروج .. أريد الخروج .
●● ألا تصبر لحظات أخرى .. أترفض عطيّتنا في الغد قبل أن تراها ؟
● رأيت منها ما يكفيني .
●● هذا رفض لنا و يأس مِنّا و اتهام لحكمتنا و سوء ظن بتدبيرنا و انتقاص لملكنا .. بئس ما قررت لنفسك .. إذهب .. رفضناك كما رفضتنا ، و حرمناك ما حرمت نفسك .. خَلّوا بينه و بين الموت ..
و في تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش .. و مات في هذه المحاولة الرابعة .. و فشلت كل الإسعافات في إنقاذه .
و جاء الغــد . .
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه .
و جاءت سوزان تدق بابه في شوق و في يدها بضع زجاجات من هذا الترياق الجديد و قلبها يطفح بالحب و الأمل .
و لكنه كان قد ذهب .
لم ينتظر العطية .
ظلم المُعطي و العَطيّة و ظلم نفسه و ظلم الغد الذي لم يره و اتهم الرحيم في رحمته و أنكر على المدبر تدبيره .
و خـــرج . .
إلى حيــث لا رحمـــة . . و لا عــودة . .
..
قصة : الخروج
من كتـــاب / نقطــة الغليـــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الخـــروج . . .
كان يزدرد الطعام كأنه يزدرد كُرات من العجين يُلقي بها في جوفه دون تَلذُذ . و كان الهواء راكداً ثقيلاً . و كل شيء راكد ثقيل . و صفحة النهار تبدو كليلٍ بلا نجوم .
و لم يكن يدري كم من الوقت قد مضى عليه و هو جالس في كُرسيه في مقهى الروف بأعلى البرج .
ربما بِضع ساعات و هو يجلس نفس الجلسة لم يُحرك إصبعاً . و ربما بنفس النظرة الذاهلة المحملقة في الهواء دون أن يختلج له جفن ، و كأنما تسمرت نفسه و بات عقله مصلوباً على فكرة واحدة لا يبرحها . أن يتخلص من حياته .
مريض بلا شفاء . يتنقل من طبيب إلى طبيب . و من دواء إلى دواء . و من مُخدِر إلى مخدر . و من أمل إلى أمل . ثم تذوي الآمال ثم يكتشف أنه لم يبق له إلا الصبر .
و في البيت وحده . و فِراش بارد . و مائدة عليها عشرات العقاقير، و خِطابات لا يجف حبرها . تجري سطورها اللاهِثة بنداء واحد لا يهدأ :
سوزان . . سوزان . .
عودي . أحبك . لا أستطيع أن أحيا بدونك . و لا أن أموت بدونك .
حياتي ليل بدون ضوء عينيك .
و دائماً تُرسَل الخطابات و تسافر عبر البحر . و لا يأتي لها رد ، و لا يُسمَع لها صَدى .
الزوجة الأوروبية عادت إلى بلادها بقلب ينزف ، و تركت وراءها قلباً آخر ينزف .
و في ذلك الصمت الشبيه بالصراخ يعيش .
و في تلك الغرفة المُترَفة الوثيرة ذات الديكورات الغالية يتقلب . و كأنما يتقلب على صحراء مُوحِشة تسرح فيها الأفاعي . ثم ينفد الصبر . و تنقطع حِبال الإنتظار .
و لا تبقى في ذهنه إلا فكرة واحدة . أن يتخلص من حياته .
تأتيه الفكرة في البداية زائرة ثم تصبح طَوّافة ثم تُلِح عليه ثم تُقيم في رأسه ثم تتحول إلى حصار ثم تغدو كابوساً قهرياً يحتويه و يجثم عليه و يخنقه رويداً رويداً .
و يتحرك أخيراً . فينظر إلى ساعته .
لقد مضت أربع سنوات و هو مُتجمد في كُرسيه كتمثال ، و شيء في داخله ينخر في بنيانه و يأكل جوفه . و بنظرة سريعة عبر الشرفة يطل على الناس الذين يبدون كالنمل الصغير أسفل البرج . و تتسمر عيناه على الهُوّة التي تَفغُر فاها تحت قدميه .
ثم في لحظة يرمي بنفسه من شاهِق .
و يتجمع الناس أسفل البرج . و هُم يحكون في ذهول .
هناك رجل رمى بنفسه من أعلى البرج فسقط على كتفي عامل فقتله لساعته . أما هو فلم يُصَب بخدش .
و حينما أفاق الرجل من صدمته و أدرك ما فعل . إنكَبَّ على شفرة حديد صَدِئة إلتقطها من الطريق و قطع شرايينه .
و حملوه إلى المستشفى و هو ينزف . و أسعفوه .
و حينما فتح عينيه و اكتشف أنه لم يمُت بعد . إبتلع زجاجة الأقراص المنومة كلها في غفلة من الممرضة .
و لكنهم غسلوا معدته ، و أعطوه شيئاً . و أنقذوه .
و فتح عينيه من جديد ليجد أنه لم يمت بعد ثلاث محاولات قاتلة . قتل فيها رجل آخر و لم يَمُت . و سقط مغشياً عليه .
و في النوم و بين لحظات الخدر ، و فيما يشبه الرؤيا شاهد الرجل نوراً و سمع صوتاً يقول له :
●● ماذا فعلت بنفسك ؟
● أردت أن أقتل نفسي لأستريح .
●● و من أين لك العلم بأنك سوف تستريح . أعلِمت بما ينتظرك بعد الموت ؟
● إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا .
●● هذا ظنك . و لا يقتُل الناس أنفسهم بالظن .
● و ماذا كنت أستطيع أن أفعل . و ماذا بقيَ لي ؟
●● أن تصبر و تنتظر أمرنا .
● صبِرت .
●● تصبر يوماً آخر إلى غَد .
● سيكون غداً مشئوماً مثل سالفه .
●● كيف علمت . هل أنت الذي خلقت الأيام . هل أنت الذي خلقت نفسك ؟
● لا .
●● فكيف تحكم على ما لا تعلم ، و كيف تتصرف فيما لا تملك ؟
● هذا عمري و قد ضقت به .
●● أتعلم ماذا نُخفي لك غداً ؟
● لا .
●● إذاً فهو ليس عُمرك .
● لا أريد أن أعيش . خلوا بيني و بين الموت . دعوني . ارحموني .
●● لو تركناك فما رحمناك . إنما نحول بينك و بين رغبتك رحمةً مِنا و فضلاً ، و لو تخلينا عنك لهلَكت .
● يا مرحباً بالهلاك . ما أريد إلا الهلاك . يا أهلاً بالهلاك .
●● لن يكون الهلاك رقدة مُطمَئنة تحت التراب كما تتصور .
● أريد أن أخرج مما أنا فيه و كَفَى .
●● و لو إلى النار ؟
● و هل هناك نار غير هذه ؟
●● أتصَوَّرت أنه لا وجود إلا لما يقع تحت حسك من جنة و نار . أظننت أنه لا جنة و لا نار إلا نعيمكم و عذابكم . أظننتنا فقراء لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالَم . أتصَوَّرتَ أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي . و ليس عند رب العالمين غير هذه الكرة الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء . ؟
بئس ما خَيَّل لك بَصرُك الضرير عن فقرنا .
● ضقت ذرعاً مما أنا فيه . إنسدت أمامي المسالك . إنطبقت السماء على الأرض . إختنقْت . أريد الخروج . أريد الخروج .
●● ألا تصبر لحظات أخرى . أترفض عطيّتنا في الغد قبل أن تراها ؟
● رأيت منها ما يكفيني .
●● هذا رفض لنا و يأس مِنّا و اتهام لحكمتنا و سوء ظن بتدبيرنا و انتقاص لملكنا . بئس ما قررت لنفسك . إذهب . رفضناك كما رفضتنا ، و حرمناك ما حرمت نفسك . خَلّوا بينه و بين الموت .
و في تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش . و مات في هذه المحاولة الرابعة . و فشلت كل الإسعافات في إنقاذه .
و جاء الغــد . .
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه .
و جاءت سوزان تدق بابه في شوق و في يدها بضع زجاجات من هذا الترياق الجديد و قلبها يطفح بالحب و الأمل .
و لكنه كان قد ذهب .
لم ينتظر العطية .
ظلم المُعطي و العَطيّة و ظلم نفسه و ظلم الغد الذي لم يره و اتهم الرحيم في رحمته و أنكر على المدبر تدبيره .
و خـــرج . .
إلى حيــث لا رحمـــة . . و لا عــودة . .
.
قصة : الخروج
من كتـــاب / نقطــة الغليـــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ الجواب اللي في آخر الرواية 🌺
إلى منارة قلبي ومرساة حياتي سلمى
لا أعلم كيف أصيغ عباراتي إليكِ فلست متحدثا بارعاً او كاتبا منمقاً ولا أعلم كيف أمسكت هذا القلم لأكتب إليكِ - وهذا شيءٌ لم أفعله طيلة حياتي ولكني وجدت نفسي أفعله من أجلك فقط وعلمت أني سأفعله منذ اللحظة الأولى التي أخبرتني فيها كم انكِ تحبين أن تتناولي الخطابات مع الشخص الذي سوف يُميل إليه قلبك، وأرجو من الله أن أكون هذا الشخص حتى وإن كنتِ ستميلين إليه قليلا وليس بكامل قلبك ...
بعد كل هذه المقدمة لا أعلم من أين أبدأ حديثي ولكني سأبدأ من هناك منذ أول يوم تعرفت عليكِ وكإني لمحت شيئاً بعيداً يلوح لي في الأفق ويخبرني أن أترك العنان لقلبي وأن أصبح بلا خوف أو تردد في بحر هواكي فهذا كله شعرت به منذ اللحظة الأولى التي تحدثنا فيها سويا وكانت محادثة ليست بالقصيرة بل امتدت قرابة الساعة مع أننا لم نكن تعرفنا على بعض بعد ولكنها امتدت ولطالما تمنيت أن تمتد حتى يفنى عمري، أتذكر حينها كم كنت سعيداً وأنا أسمعك تتحدثين عن نفسك وحياتك الماضية وشعرت أيضاً بالحزن عندما تحدثتي عن الأوقات العصية التي مررتِ بها وكم كنت اتمنى أن أكون بجوارك وقت حدوثها ولكني أذكر أني أحسست وقتها بغريزة أبوية لا أعلم من أين أتت تخبرني أن أكون بجوارك وأن أصبح الدرع الواقي لكي منذ ذلك الحين حتى أمنع عنك أي أحساس بالحزن أو اليأس فهذا واجبي - نعم هذا واجبي - قد خُلقت من أجله أن أكون حارسك الخاص في مواجهة الأيام العصية.
وفي غمر هذا الشعور الجميل الفريد أيقظتني عباراتك بأننا لن نتحدث مجدداً وقد تكون هذه آخر محادثة بيننا، لا أستطيع أن اصف لكي مدى شعوري بالحسرة وقتها ولكنني احترمت رغبتك نعم احترمتها وأنا على مضض من ذلك وأخذت جانبا حتى لا اثقلك بمعرفتي وأتذكر حينها أني دعوت الله ألا تكون هذه آخر محادثة بيننا ومرت الليالي والأيام حتى استجاب الله دعوتي ورأيتك تتحدثين معي مرة أخرى لا أستطيع أن أصف لكِ مدى سعادتي حينها ولكني أحسست بشعور غامر يملأ صدري وكان قلبي يخفق بشدة ولا أعلم لماذا ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث سويا كل يوم
وكنت أستيقظ باكراً للذهاب إلى العمل مبتدئاً يومي بقول صباح الخير وكأني ملزم بقولها دون إلزاماً واستمر ذلك الخفقان يزداد يوماً بعد يوم حتى جاء اليوم الذي فجأتني فيه برسمتي حينها تيقنت أننا أصبحنا لبعض وتحليت بالشجاعة لأول مرة معكِ وأقتربت منكِ أكثر فأكثر حتى أخبرتك بشعوري تجاهك
ومنذ ذلك الحين عاهدت نفسي بأن أحبك بكل قلبي وأن لا أدخر جهداً أو وقتاً في إسعادك ورسم البسمة على شفاهك حتى وإن أخفقت يوما أو جعلتك تشعرين بالحزن أو أغضبتك دون قصد - وأقسم بالله الذي أدخل محبتك في قلبي - دون قصد أبداً لقد كنت متيقناً أنكِ سوف تسامحيني وتروقين وتصفين لي فكيف لا يروق العسل لشاربه فأنتِ في قلبك وداخلك صفاءاً لا يشوبه سواداً أو كرهاً لأحد بل تفيضين حباً وسلاماً داخلك لو وُزع على العالم لأنتهت كل معاناته وحروبه
لا أعلم لماذا أسرد لكي كل هذا ولكني أحببت ولو قليلا أن أصف لكي وأشاركك شعوري منذ اللحظة الأولى التي وطأ فيها قدمك حياتي
فوجودك في حياتي كان كالمرساة التي تمسك بها حطام سفينتي قبل أن يغرق في بحر من الظلمات بلا رجعة فلقد مددت يدكِ إلي وأخرجتني مما كنت فيه من ضياع ويأس وحياة بائسة إلى حياة مليئة بالتفاؤل والأمل ومستقبل مضئ أدعو الله فيه أن يجمعني بكِ للأبد في حياتي هذه وفي جنة الخلود إذا كتب الله لنا أن نلتقي هناك فلقد دعوته أن تكوني زوجتي في الدنيا وفي الآخرة
وأخيراً وليس آخراً هذا قسمي لكي مدى الحياة:
سوف أظل على عهدي بحبك ما دام قلبي ينبض بالحياة وحتى بعد أن يتوقف لأنه صار ملكك منذ لحظة خفقانه باسمك
حبيبك مدى الحياة
بلال
(( على بُعد الكثير من الكيلو مترات خلف ذلك النهر الأزرق الذي يسير في هدوء كان هناك قلبا ينبض أملاً وقلماً يخط حباً أمسكه بطلنا بلال ليخط به ما أملاه عليه قلبه إلى حبيبته الصغيرة سلمى التي كان قلبها يتراقص بفرحته وابتسامة ملامحها بقراءة أحرفه ونبض فؤادها الذي لا يكف عن حبه ولكنها لم تكن تعلم أنها ستظل مجرد كلمات يخلدها القدر وما لقلبها إلا هذا القدر ))
اقتباسات #رواية_قدر
وما لقلوبنا إلا القدر 🤍. ❝ ⏤صافي محمود دومة
❞ الجواب اللي في آخر الرواية 🌺
إلى منارة قلبي ومرساة حياتي سلمى
لا أعلم كيف أصيغ عباراتي إليكِ فلست متحدثا بارعاً او كاتبا منمقاً ولا أعلم كيف أمسكت هذا القلم لأكتب إليكِ - وهذا شيءٌ لم أفعله طيلة حياتي ولكني وجدت نفسي أفعله من أجلك فقط وعلمت أني سأفعله منذ اللحظة الأولى التي أخبرتني فيها كم انكِ تحبين أن تتناولي الخطابات مع الشخص الذي سوف يُميل إليه قلبك، وأرجو من الله أن أكون هذا الشخص حتى وإن كنتِ ستميلين إليه قليلا وليس بكامل قلبك ..
بعد كل هذه المقدمة لا أعلم من أين أبدأ حديثي ولكني سأبدأ من هناك منذ أول يوم تعرفت عليكِ وكإني لمحت شيئاً بعيداً يلوح لي في الأفق ويخبرني أن أترك العنان لقلبي وأن أصبح بلا خوف أو تردد في بحر هواكي فهذا كله شعرت به منذ اللحظة الأولى التي تحدثنا فيها سويا وكانت محادثة ليست بالقصيرة بل امتدت قرابة الساعة مع أننا لم نكن تعرفنا على بعض بعد ولكنها امتدت ولطالما تمنيت أن تمتد حتى يفنى عمري، أتذكر حينها كم كنت سعيداً وأنا أسمعك تتحدثين عن نفسك وحياتك الماضية وشعرت أيضاً بالحزن عندما تحدثتي عن الأوقات العصية التي مررتِ بها وكم كنت اتمنى أن أكون بجوارك وقت حدوثها ولكني أذكر أني أحسست وقتها بغريزة أبوية لا أعلم من أين أتت تخبرني أن أكون بجوارك وأن أصبح الدرع الواقي لكي منذ ذلك الحين حتى أمنع عنك أي أحساس بالحزن أو اليأس فهذا واجبي - نعم هذا واجبي - قد خُلقت من أجله أن أكون حارسك الخاص في مواجهة الأيام العصية.
وفي غمر هذا الشعور الجميل الفريد أيقظتني عباراتك بأننا لن نتحدث مجدداً وقد تكون هذه آخر محادثة بيننا، لا أستطيع أن اصف لكي مدى شعوري بالحسرة وقتها ولكنني احترمت رغبتك نعم احترمتها وأنا على مضض من ذلك وأخذت جانبا حتى لا اثقلك بمعرفتي وأتذكر حينها أني دعوت الله ألا تكون هذه آخر محادثة بيننا ومرت الليالي والأيام حتى استجاب الله دعوتي ورأيتك تتحدثين معي مرة أخرى لا أستطيع أن أصف لكِ مدى سعادتي حينها ولكني أحسست بشعور غامر يملأ صدري وكان قلبي يخفق بشدة ولا أعلم لماذا ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث سويا كل يوم
وكنت أستيقظ باكراً للذهاب إلى العمل مبتدئاً يومي بقول صباح الخير وكأني ملزم بقولها دون إلزاماً واستمر ذلك الخفقان يزداد يوماً بعد يوم حتى جاء اليوم الذي فجأتني فيه برسمتي حينها تيقنت أننا أصبحنا لبعض وتحليت بالشجاعة لأول مرة معكِ وأقتربت منكِ أكثر فأكثر حتى أخبرتك بشعوري تجاهك
ومنذ ذلك الحين عاهدت نفسي بأن أحبك بكل قلبي وأن لا أدخر جهداً أو وقتاً في إسعادك ورسم البسمة على شفاهك حتى وإن أخفقت يوما أو جعلتك تشعرين بالحزن أو أغضبتك دون قصد - وأقسم بالله الذي أدخل محبتك في قلبي - دون قصد أبداً لقد كنت متيقناً أنكِ سوف تسامحيني وتروقين وتصفين لي فكيف لا يروق العسل لشاربه فأنتِ في قلبك وداخلك صفاءاً لا يشوبه سواداً أو كرهاً لأحد بل تفيضين حباً وسلاماً داخلك لو وُزع على العالم لأنتهت كل معاناته وحروبه
لا أعلم لماذا أسرد لكي كل هذا ولكني أحببت ولو قليلا أن أصف لكي وأشاركك شعوري منذ اللحظة الأولى التي وطأ فيها قدمك حياتي
فوجودك في حياتي كان كالمرساة التي تمسك بها حطام سفينتي قبل أن يغرق في بحر من الظلمات بلا رجعة فلقد مددت يدكِ إلي وأخرجتني مما كنت فيه من ضياع ويأس وحياة بائسة إلى حياة مليئة بالتفاؤل والأمل ومستقبل مضئ أدعو الله فيه أن يجمعني بكِ للأبد في حياتي هذه وفي جنة الخلود إذا كتب الله لنا أن نلتقي هناك فلقد دعوته أن تكوني زوجتي في الدنيا وفي الآخرة
وأخيراً وليس آخراً هذا قسمي لكي مدى الحياة:
سوف أظل على عهدي بحبك ما دام قلبي ينبض بالحياة وحتى بعد أن يتوقف لأنه صار ملكك منذ لحظة خفقانه باسمك
حبيبك مدى الحياة
بلال
(( على بُعد الكثير من الكيلو مترات خلف ذلك النهر الأزرق الذي يسير في هدوء كان هناك قلبا ينبض أملاً وقلماً يخط حباً أمسكه بطلنا بلال ليخط به ما أملاه عليه قلبه إلى حبيبته الصغيرة سلمى التي كان قلبها يتراقص بفرحته وابتسامة ملامحها بقراءة أحرفه ونبض فؤادها الذي لا يكف عن حبه ولكنها لم تكن تعلم أنها ستظل مجرد كلمات يخلدها القدر وما لقلبها إلا هذا القدر ))
❞ “إنهم أولًا قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب الى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، يحزن قليلًا، ثم يذهب إلى بلده، ويقول (زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا)، ثم إنهم قيمة زعامية، فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الإنسانية والمزايدات الشعبية، وأنت ترى، ياسيدي، لقد أصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التي تدر الربح يمينًا ويسارًا”.
ولكم يشبه الياسمين السوريّ، برتقال فلسطين الحزين “البرتقال الذي قال لنا فلاح كان يزرعه ثم خرج، أنه يذبل إذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء”.. ❝ ⏤غسان كنفانى
❞ إنهم أولًا قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب الى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، يحزن قليلًا، ثم يذهب إلى بلده، ويقول (زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا)، ثم إنهم قيمة زعامية، فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الإنسانية والمزايدات الشعبية، وأنت ترى، ياسيدي، لقد أصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التي تدر الربح يمينًا ويسارًا”.
ولكم يشبه الياسمين السوريّ، برتقال فلسطين الحزين “البرتقال الذي قال لنا فلاح كان يزرعه ثم خرج، أنه يذبل إذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء”. ❝
❞ - مشهدُ كمشاهد السينما الأمريكية تحدث فيه جريمةُ متعددة الأسباب والدوافع، لكن القاتل الحقيقي ينجح في إخفاء هويته بإتقان.
- مهمةُ أخيرة لضابط ينوي التقاعد، لكن ضميره يجبره على إيجاد الخيط الذي يقوده لحل القضية.- فتاة بريئة تدفع ثمن أطماع الآخرين ورغبتهم في التغلب على تصاريف القدر للاستيلاء على كل شيئ.
يقضي فارس أيامه الأخيرة في العمل، بين أوراق قضية مُعقدة إلى أقصى حد، بداية من العثور على فتاة تعمل في إحدى دور النشر الجديدة متوفاة في منزلها، ومرورًا بالخطابات التي حكت فيها كل ما حدث، عدا أهم شيئ.. هل أنهت حياتها بيدها؟ أم تسلل أحدهم ليتولى فعل ذلك نيابةً عنها؟
تتسع الدائرة لتشمل الجميع، زوجها، صديقتها، رجل ُمجذوب عاشق لها، وأحد المؤلفين الذي ربطته بها علاقةً قوية في آخر فترات حياتها، حتى أن الماضي يتدخل ويقول كلمته ويضفي حدثًا غامضًا آخر على الأحداث المتلاحقة منذ بداية التحقيق. روايةُ سينمائية مثيرة ذات حبكة مشوقة بدايةً من المشهد الأول وحتى النهاية المفاجئة تمامًا.. ❝ ⏤محمد فؤاد عيسي
❞
- مشهدُ كمشاهد السينما الأمريكية تحدث فيه جريمةُ متعددة الأسباب والدوافع، لكن القاتل الحقيقي ينجح في إخفاء هويته بإتقان.
- مهمةُ أخيرة لضابط ينوي التقاعد، لكن ضميره يجبره على إيجاد الخيط الذي يقوده لحل القضية.- فتاة بريئة تدفع ثمن أطماع الآخرين ورغبتهم في التغلب على تصاريف القدر للاستيلاء على كل شيئ.
يقضي فارس أيامه الأخيرة في العمل، بين أوراق قضية مُعقدة إلى أقصى حد، بداية من العثور على فتاة تعمل في إحدى دور النشر الجديدة متوفاة في منزلها، ومرورًا بالخطابات التي حكت فيها كل ما حدث، عدا أهم شيئ. هل أنهت حياتها بيدها؟ أم تسلل أحدهم ليتولى فعل ذلك نيابةً عنها؟
تتسع الدائرة لتشمل الجميع، زوجها، صديقتها، رجل ُمجذوب عاشق لها، وأحد المؤلفين الذي ربطته بها علاقةً قوية في آخر فترات حياتها، حتى أن الماضي يتدخل ويقول كلمته ويضفي حدثًا غامضًا آخر على الأحداث المتلاحقة منذ بداية التحقيق. روايةُ سينمائية مثيرة ذات حبكة مشوقة بدايةً من المشهد الأول وحتى النهاية المفاجئة تمامًا. ❝