❞ الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل (مثل تويتر وفيسبوك وإنستجرام)، هي مجرد مواقع للّقاء الافتراضي وتبادل الآراء؛ منتديات لا أكثر. فيها، يتكون "عقل جمعي" من خلال المنشورات المتتابعة. هذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور - بسرعة وبدقة - موضوعًا محددًا، نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالًا من التفاعل (المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد). ورغم كل هذه الفرص، فقد نجحت هذه المواقع في "ترميز التافهين" كما يُقال، أي تحويلهم إلى رموز.
ما يجعل كثير من تافهي مشاهير السوشيال ميديا والفاشينستات يظهرون لنا بمظهر "النجاح"، هو أمر يُسأل عنه المجتمع نفسه، الذي دأب على التقليص التدريجي لصور النجاح التي تعرفها البشرية ككل (العمل الجاد والخير للأهل والمواطنة الصالحة وحسن الخلق والأكاديميا والآداب والفنون والرياضة إلخ)، فألغاها جميعًا من قائمة معايير النجاح، حتى اختزلها في المال فقط، فلم يُبقِ إلا عليه وحده معيارًا. لقد حذرنا من ذلك كثيرًا. من يُنكر الآن أن المشاهير والفاشينستات قد حققوا "النجاح" فعلًا، وفقًا لمعيار المال؛ وهو المعيار الوحيد الذي وضعه مجتمعنا نصب أعين شبابه؟. ❝ ⏤آلان دونو
❞ الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل (مثل تويتر وفيسبوك وإنستجرام)، هي مجرد مواقع للّقاء الافتراضي وتبادل الآراء؛ منتديات لا أكثر. فيها، يتكون ˝عقل جمعي˝ من خلال المنشورات المتتابعة. هذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور - بسرعة وبدقة - موضوعًا محددًا، نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالًا من التفاعل (المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد). ورغم كل هذه الفرص، فقد نجحت هذه المواقع في ˝ترميز التافهين˝ كما يُقال، أي تحويلهم إلى رموز.
ما يجعل كثير من تافهي مشاهير السوشيال ميديا والفاشينستات يظهرون لنا بمظهر ˝النجاح˝، هو أمر يُسأل عنه المجتمع نفسه، الذي دأب على التقليص التدريجي لصور النجاح التي تعرفها البشرية ككل (العمل الجاد والخير للأهل والمواطنة الصالحة وحسن الخلق والأكاديميا والآداب والفنون والرياضة إلخ)، فألغاها جميعًا من قائمة معايير النجاح، حتى اختزلها في المال فقط، فلم يُبقِ إلا عليه وحده معيارًا. لقد حذرنا من ذلك كثيرًا. من يُنكر الآن أن المشاهير والفاشينستات قد حققوا ˝النجاح˝ فعلًا، وفقًا لمعيار المال؛ وهو المعيار الوحيد الذي وضعه مجتمعنا نصب أعين شبابه؟. ❝
❞ من المحزن أن يعيش المرء حياة تعشش الكاءبة في ثناياها عندما يتلمس المتاهات التي ولجها ويدرك الطاقات اللامحدودة التي يمتلكها ويرى أنها تعرضت للهدر والتبذير في نشاط زائف مناف للطبيعة.. ❝ ⏤دوستويفسكي
❞ من المحزن أن يعيش المرء حياة تعشش الكاءبة في ثناياها عندما يتلمس المتاهات التي ولجها ويدرك الطاقات اللامحدودة التي يمتلكها ويرى أنها تعرضت للهدر والتبذير في نشاط زائف مناف للطبيعة. ❝
❞ في ما نهوى يسكن ما نخشى...و بين دفتيهما وطن نهوى و وطن نخشى ...لا احد يدري اي بلاء هو ان يضطر الانسان لهجر الوطن ...الم و تيه...كل الناس في تيههم يتامي..اياك ان تنسى ان الاحب من المكان الذي نسكنه هو المكان الذي يسكنا...و الانبل من وجودنا في اوطاننا هو إصلاح باوطانا في قلوبنا...ما هو الوطن! اين انت منه و اين هو منك...امحب...امنتفع...استغل...من انت !. ❝ ⏤إبراهيم الكوني
❞ في ما نهوى يسكن ما نخشى..و بين دفتيهما وطن نهوى و وطن نخشى ..لا احد يدري اي بلاء هو ان يضطر الانسان لهجر الوطن ..الم و تيه..كل الناس في تيههم يتامي.اياك ان تنسى ان الاحب من المكان الذي نسكنه هو المكان الذي يسكنا..و الانبل من وجودنا في اوطاننا هو إصلاح باوطانا في قلوبنا..ما هو الوطن! اين انت منه و اين هو منك..امحب..امنتفع..استغل..من انت !. ❝
❞ ملخص كتاب ❞نظام التفاهة❝ يمكن تصنيف هذا الكتاب في خانة أدبيات "ما بعد الحداثة" كاتجاه فكري يُعنى بنقد مآلات وصيرورة الحداثة الغربية التي استحالت إلى تضخم النزعة المادية والاستهلاكية، ناهيك عن تشييئ الإنسان وتسليعه بدل العمل على تحريره وصون كرامته، وهو ما يعبر عنه الفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو في كتابه الشيق هذا بـ"نظام التفاهة" الذي يمكن تعريفه بأنه "النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم". من الحرفة إلى الوظيفة: يشير مؤلف الكتاب إلى التحول الذي طرأ على تمثلنا لمفهوم وجوهر العمل بحكم سيادة منطق الرأسمالية المتوحشة التي أحالت البشر إلى مجرد آلات مسخرة لتحقيق فائض الإنتاج اللازم لاستمرار المنظومة الاقتصادية، إذ تم الانتقال في هذا الصدد من الحرفة craft التي تفيد الشغف والتخصص والخلق، إلى الوظيفة job بوصفها مجرد وسيلة لتوفير قوت العامل وتأمين بقائه مما يصب في صالح نمو الرأسمال. ومن هنا، فلا عجب إن رأينا على سبيل المثال لا الحصر بائع صحف وكتب لا يكلف نفسه قراءتها، فهي لا تعدو كونها مصدر دخل ورزق بالنسبة إليه.. ❝ ⏤آلان دونو
ملخص كتاب ❞نظام التفاهة❝
يمكن تصنيف هذا الكتاب في خانة أدبيات "ما بعد الحداثة" كاتجاه فكري يُعنى بنقد مآلات وصيرورة الحداثة الغربية التي استحالت إلى تضخم النزعة المادية والاستهلاكية، ناهيك عن تشييئ الإنسان وتسليعه بدل العمل على تحريره وصون كرامته، وهو ما يعبر عنه الفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو في كتابه الشيق هذا بـ"نظام التفاهة" الذي يمكن تعريفه بأنه "النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم".
يشير مؤلف الكتاب إلى التحول الذي طرأ على تمثلنا لمفهوم وجوهر العمل بحكم سيادة منطق الرأسمالية المتوحشة التي أحالت البشر إلى مجرد آلات مسخرة لتحقيق فائض الإنتاج اللازم لاستمرار المنظومة الاقتصادية، إذ تم الانتقال في هذا الصدد من الحرفة craft التي تفيد الشغف والتخصص والخلق، إلى الوظيفة job بوصفها مجرد وسيلة لتوفير قوت العامل وتأمين بقائه مما يصب في صالح نمو الرأسمال. ومن هنا، فلا عجب إن رأينا على سبيل المثال لا الحصر بائع صحف وكتب لا يكلف نفسه قراءتها، فهي لا تعدو كونها مصدر دخل ورزق بالنسبة إليه.
يسلط الفيلسوف الكندي الضوء على حقيقة صادمة مفادها أن الفضاءات التي من المفترض أن تصنف في خانة مضادات الرداءة، وفي مقدمتها الجامعة، أمست لبنة أساسية في نظام التفاهة الذي نعيش في ظله. فبدلاً من أن تضطلع الجامعات بأدوارها التنويرية وتفرز لنا مثقفين نقديين يشتبكون فكرياً مع القضايا والأسئلة المجتمعية الملحّة، أصبحت الجامعات مشتلاً لما يسمى بالخبراء أو "أشباه الخبراء" الذين يحاولون إضفاء الشرعية على الأوليغارشية الاقتصادية المهيمنة والتعمية على تجاوزاتها. فالخبير، كما يؤكد على ذلك إدوارد سعيد، يدفع له لكي يفكر بطريقة معينة. لذلك، فلا غرو أن نجده يشكك في ظاهرة التغير المناخي الناجمة أساساً عن الصناعات الرأسمالية الملوثة، أو حين ينكر المضار الصحية الناجمة عن التدخين.
إن نظام التفاهة يعني انسحاب التفكير العميق والتأملي في النظر إلى الأشياء، وبالتالي إفساح المجال أمام تغول النزعة التقنية ذات الطابع التبسيطي والتنميطي الذي تكفله القواعد والأعراف الأكاديمية المرعية. فإلى جانب مثال الخبير، يتخرج في الجامعات سنوياً ما يمكن تسميته بـ"الأمي ....... [المزيد]
يفند "آلان دونو" مسلمات النظرية الكلاسيكية في الاقتصاد الرأسمالي التي تفيد بأن السوق تحركه اعتبارات عقلانية مضبوطة، بحيث يستشهد بالعواقب غير المحسوبة والخارجة عن سيطرتنا التي تسببها الخوارزميات وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما يعرّي المؤلف زيف نظرية "التقاطر إلى الأسفل" التي تفيد بأنه في حالة ما إذا أصبح الأشخاص الأثرياء أكثر ثراء، فإن الثراء سرعان ما سيتقاطر إلى الفئات الاجتماعية محدودة الدخل. فبالرغم من أن الواقع كذب تلك النظرية، فإن افتراضاتها لا تزال تلقى صدى لدى "أشباه الخبراء" الذي يدافعون عنها بشراسة أمام شاشات الإعلام.
ومما يزيد الطين بلة أن القوى والجماعات التي يفترض أن تشكل ثقلاً مضاداً لسطوة الرأسمال قد تم تدجينها وإخضاعها، وهو ما ينطبق على النقابات التي تخلت عن "نهجها المحارب" وأصبحت مهادنة للشركات متعددة الجنسيات، بينما تحول الكثير من قيادات التنظيمات النقابية إلى حمَلة أسهم ومستثمرين في مسعى للحصول على قطعة صغيرة من كعكة النظام السائد. وينسحب ما قيل عن النقابات على الأحزاب اليسارية التي ما عادت تستميت في الدفاع عن ....... [المزيد]
كما هو الحال مع نظيراتها، لم تفلت مجالات الفن والثقافة من سيطرة التافهين أصحاب الذوق الهابط، في حين أضحت الأعمال الفنية والثقافية الرزينة التي تحترم ذائقة المتلقي عملة نادرة. ويعزى ذلك أساساً إلى هيمنة منطق السوق الاقتصادية على المنتجات الفنية، إذ يتم في غالب الأحيان تسخير هذه الأخيرة لتمرير الرسائل وإشباع الحاجيات الضرورية لاستمرار عمل النظام الرأسمالي، في ظل ملكية أصحاب رؤوس الأموال لوسائل الإعلام واستحواذهم على سوق الإعلانات.
يخلص آلان دونو إلى أننا نعيش في ظل "أوليغارشية" (حكم الأقلية) أو "بلوتوقراطية" (حكم الأثرياء) وليس في كنف نظام ديمقراطي يستوعب كافة التوجهات والمصالح، بحيث يسهب المؤلف في الحديث عن واقع تضخم أدوار الشركات العالمية والمنظمات غير الحكومية التي تنهب موارد دول الجنوب من خلال توظيف مصطلحات فضفاضة مثل "الحوكمة"، مما يفضي إلى إفراغ سلطات الحكومات والبرلمانات المنتخبة من محتواها، إذ تصبح هذه الأخيرة مجرد غطاء وواجهة لأصحاب رؤوس الأموال التافهين الذين يتسيدون عالمنا.
وبرأي الفيلسوف الكندي، فإن السبيل للإطاحة بنظام التفاهة لا يمكن أن يتم إلا بكيفية جماعية أو ما يصفه بـ"القطيعة الجمعية"، وليس عبر نُشدان الخلاص الفردي، مع ما يستلزمه ذلك من طرق تفكير راديكالية لإنهاء وجود المؤسسات والقواعد التي تضر بالصالح العام.