❞ و كان اليوم جمعة في شتاء قارص من يناير و قد صحا من نومه مُتأخِراً بعد ليلة عب فيها من اللذة ما شاء و اعتصر من ضرع الحياة أقصى ما استطاعت الحياة أن تعطيه ، و أغفَى في حضن امرأة و ذاق أحلى قبلة و استمتع بأجمل عِناق .
و أمام إغراء المال قل من كُنَّ يستطعن الصمود .. و من حسن حظه أن أكثر الجميلات
المُترَفات من النساء كُنَّ مثله متخصصات في نفس فنه الرفيع .. و هو كيف يأخذن من الحياة خلاصتها دون أن يشغلن أنفسهن بأن يعطينها شيئاً .
و لهذا كانت الصفقة دائماً طيبة .. و كانت دائماً رابحة .
و لم يُخطئ تقديره مرة واحدة .
و كانت عادته في تلك الأيام بعد أن يلتهم إفطاره الدَسِم أن يمضي يفتش مَناحِله ، و أن يقضي الساعات يتأمل ذلك السعي الدءوب لألوف النحلات الشغالة و هي تمضي إلى الحقول لتعمل في دأب و صمت في جمع الرحيق من الزهور لتعود مُحَمَّلة بمحصولها الوافر قبل الغروب .
و في صمت تعمل في تحويل هذا الرحيق في بطونها إلى شهد .. ثم تصبه في الخلايا لتخزنه ثم تختم عليه بالشمع .. ثم توزع بينها الوظائف ..
البعض يرعى البيض .. و البعض يُطعِم اليرقات الضغيرة التي خرجت من الفقس .. و البعض يطعم الملكة بالغذاء الملكي و ينظفها و يغسلها .. و البعض يمرح بأجنحته على باب الخلية ليكيف هواءها .. و البعض يحرس الباب من الأعداء و ينتشر حول الخلية ليستطلع أخبار أي عدو ..
بينما ألوف الذكور تأكل و تنام في كسل .. و تعيش بلا عمل في انتظار ذلك اليوم الوحيد من كل سنة حينما تغادر الملكة الخلية و تُحَلِق بأجنحتها في الجو .. فيتبعها سرب الذكور .. فتظل ترتفع و ترتفع .. و الذكور يتسابقون خلفها .. حتى يلحق بها أقواهم ، و لهذا الذكر الأقوى من الجميع تترك الملكة نفسها ليلقحها ..
و بعد التلقيح تعود الملكة إلى الخلية لتبدأ دورة جديدة من التكاثر و وضع البيض ..
أما الذكور فيعودون إلى الخلية ليلاقوا حـتفهم .. إذ لم تعد لهم فائدة .. و أصبح تركهم يأكلون عالة على الجميع تبذيراً لا معنى له ..
و لهذا كانت النحلات الشغالة تستقبلهم عند الباب باللدغ و الضرب و الركل .. ثم تلقي بهم إلى الخارج ليتكفل البرد و الجوع بالقضاء على البقية الباقية منهم .
و كان حظ صاحبنا في ذلك اليوم البارد من يناير أن يرى هذه المجزرة الغريبة التي تجري أمام عينيه كأنها شريط سينمائي .
رأى الذكور العائدين بعد التلقيح تقتلهم النحلات الشغالة واحداً بعد الآخر .. و تُلقي بهم في البرد و العراء .
و كان غريباً أن يتأمل حال هذا المجتمع الحشري العجيب حيث لا تحتل العملية الجنسية إلا يوماً واحدا ..ً بل لحظة واحدة من يوم من عامٍ كامل يمضي كله في عمل دءوب مخلص للبناء و الإنتاج .
لحظة واحدة ذات يوم كل عام ينال ينال أحد الذكور حظاً من تلك اللذة .. ثم يجد بعد ذلك مَنْ يقتله على الباب و يقول له . . شـــكـراً . . لـقد أديــت وظيـفـتــك . . و لم يعد لنا بك حاجة ..
ثم تدور العجلة بعد ذلك لعام كامل .. لا يذكر أحد تلك اللذة و لا يفكر فيها و لا يسعى إليها .. و إنما ينقطع الكل للبناء و الإنتاج و تكوين الشهد .. الذي يأكله صاحبنا ..
صاحبنا الذي فرغ كل حياته و كل يوم و كل لحظة من سِني عمره في سعي دءوب مستمر لجني اللذة أينما وجدها .. في القاهرة أو روما أو باريس أو لندن أو آثينا .. و كل ما يأتي من أعمال إنما هو في خدمة تلك اللذات و لتكثيرها و تنويعها .
و ذلك هو الإنسان .. و تلك هي الحشرة .. التي نعتبرها في أدنى الدرك الحيواني .
هل كانت مصادفة في ذلك اليوم و صاحبنا يقلب الأمر في فكره .. و قد اعتمد رأسه بين يديه و غرق في التأمل .. أن مرقت رصاصة طائشة من ساحات التدريب القريبة و اخترقت ذلك الرأس .. و أسكتت ما فيه من الفِكر إلى الأبد .. !
أكانت رصاصة طائشة حقاً كما ذُكِر بعد ذلك في محضر البوليس .. أم كانت رصاصة من بندقية مخدوع عرف طريقه إلى رأس غريمه .. أم كانت رصاصة وَجَّهتها العناية الإلهية و قادها مَلَك الموت إلى ذلك الرأس .. هامِساً كعادته في أدب جَم كما يفعل كل الملائكة ..
شـــكـرا . . لـقــد أديــت وظيفـتــك . . و لـم تـعــد للدنيــا بــك حـاجــة .
قصة / شكراً لقد أديت وظيفتك
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و كان اليوم جمعة في شتاء قارص من يناير و قد صحا من نومه مُتأخِراً بعد ليلة عب فيها من اللذة ما شاء و اعتصر من ضرع الحياة أقصى ما استطاعت الحياة أن تعطيه ، و أغفَى في حضن امرأة و ذاق أحلى قبلة و استمتع بأجمل عِناق .
و أمام إغراء المال قل من كُنَّ يستطعن الصمود . و من حسن حظه أن أكثر الجميلات
المُترَفات من النساء كُنَّ مثله متخصصات في نفس فنه الرفيع . و هو كيف يأخذن من الحياة خلاصتها دون أن يشغلن أنفسهن بأن يعطينها شيئاً .
و لهذا كانت الصفقة دائماً طيبة . و كانت دائماً رابحة .
و لم يُخطئ تقديره مرة واحدة .
و كانت عادته في تلك الأيام بعد أن يلتهم إفطاره الدَسِم أن يمضي يفتش مَناحِله ، و أن يقضي الساعات يتأمل ذلك السعي الدءوب لألوف النحلات الشغالة و هي تمضي إلى الحقول لتعمل في دأب و صمت في جمع الرحيق من الزهور لتعود مُحَمَّلة بمحصولها الوافر قبل الغروب .
و في صمت تعمل في تحويل هذا الرحيق في بطونها إلى شهد . ثم تصبه في الخلايا لتخزنه ثم تختم عليه بالشمع . ثم توزع بينها الوظائف .
البعض يرعى البيض . و البعض يُطعِم اليرقات الضغيرة التي خرجت من الفقس . و البعض يطعم الملكة بالغذاء الملكي و ينظفها و يغسلها . و البعض يمرح بأجنحته على باب الخلية ليكيف هواءها . و البعض يحرس الباب من الأعداء و ينتشر حول الخلية ليستطلع أخبار أي عدو .
بينما ألوف الذكور تأكل و تنام في كسل . و تعيش بلا عمل في انتظار ذلك اليوم الوحيد من كل سنة حينما تغادر الملكة الخلية و تُحَلِق بأجنحتها في الجو . فيتبعها سرب الذكور . فتظل ترتفع و ترتفع . و الذكور يتسابقون خلفها . حتى يلحق بها أقواهم ، و لهذا الذكر الأقوى من الجميع تترك الملكة نفسها ليلقحها .
و بعد التلقيح تعود الملكة إلى الخلية لتبدأ دورة جديدة من التكاثر و وضع البيض .
أما الذكور فيعودون إلى الخلية ليلاقوا حـتفهم . إذ لم تعد لهم فائدة . و أصبح تركهم يأكلون عالة على الجميع تبذيراً لا معنى له .
و لهذا كانت النحلات الشغالة تستقبلهم عند الباب باللدغ و الضرب و الركل . ثم تلقي بهم إلى الخارج ليتكفل البرد و الجوع بالقضاء على البقية الباقية منهم .
و كان حظ صاحبنا في ذلك اليوم البارد من يناير أن يرى هذه المجزرة الغريبة التي تجري أمام عينيه كأنها شريط سينمائي .
رأى الذكور العائدين بعد التلقيح تقتلهم النحلات الشغالة واحداً بعد الآخر . و تُلقي بهم في البرد و العراء .
و كان غريباً أن يتأمل حال هذا المجتمع الحشري العجيب حيث لا تحتل العملية الجنسية إلا يوماً واحدا .ً بل لحظة واحدة من يوم من عامٍ كامل يمضي كله في عمل دءوب مخلص للبناء و الإنتاج .
لحظة واحدة ذات يوم كل عام ينال ينال أحد الذكور حظاً من تلك اللذة . ثم يجد بعد ذلك مَنْ يقتله على الباب و يقول له . . شـــكـراً . . لـقد أديــت وظيـفـتــك . . و لم يعد لنا بك حاجة .
ثم تدور العجلة بعد ذلك لعام كامل . لا يذكر أحد تلك اللذة و لا يفكر فيها و لا يسعى إليها . و إنما ينقطع الكل للبناء و الإنتاج و تكوين الشهد . الذي يأكله صاحبنا .
صاحبنا الذي فرغ كل حياته و كل يوم و كل لحظة من سِني عمره في سعي دءوب مستمر لجني اللذة أينما وجدها . في القاهرة أو روما أو باريس أو لندن أو آثينا . و كل ما يأتي من أعمال إنما هو في خدمة تلك اللذات و لتكثيرها و تنويعها .
و ذلك هو الإنسان . و تلك هي الحشرة . التي نعتبرها في أدنى الدرك الحيواني .
هل كانت مصادفة في ذلك اليوم و صاحبنا يقلب الأمر في فكره . و قد اعتمد رأسه بين يديه و غرق في التأمل . أن مرقت رصاصة طائشة من ساحات التدريب القريبة و اخترقت ذلك الرأس . و أسكتت ما فيه من الفِكر إلى الأبد . !
أكانت رصاصة طائشة حقاً كما ذُكِر بعد ذلك في محضر البوليس . أم كانت رصاصة من بندقية مخدوع عرف طريقه إلى رأس غريمه . أم كانت رصاصة وَجَّهتها العناية الإلهية و قادها مَلَك الموت إلى ذلك الرأس . هامِساً كعادته في أدب جَم كما يفعل كل الملائكة .
شـــكـرا . . لـقــد أديــت وظيفـتــك . . و لـم تـعــد للدنيــا بــك حـاجــة .
قصة / شكراً لقد أديت وظيفتك
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ هروبٌ على شاطئ البحر الذي إمتد منها
لا زلتُ أرقبُ قارب النجاة
لا زلتُ أرقبُ المطر
دائماً أتخيل أني ذاك الملح الذي أضفى نكهةً للطعام
أني ذاك الذي سكن أبيات الغرام
الشاعر الذي تمرد على الحرف فطَوعه
كنت فيما مضى قائداً لجيوشٍ تعاقب عليها الموت
الآن أصبحتُ بلا حلم
استيقظتُ وقد قامت قيامتي
الآن
وبعد غياب الأثر الماثل أمام ناظِريّ
أطلقتُ رصاصةً من جوف بندقيتي التي ورثتُها من جدي
أصبتُها في صدر البُعد الثالث من مسافات حَرَّمتنا اللقاء
ذات حبٍ وذكرياتٍ لا تُنسى
في غضون الدقيقة الواحدة والستون التي لن تأتي
إنتهت معاهدة السلام التي قطعنا
إنتهى رسم بيانات الوجع
أقتفيها هناك مع غروب الشمس
أنتفضُ من سكوني
أتصارعُ مع الحرف
تغلبني دمعةٌ سقطت رُغماً عني.. سَبَقتها في واقع الأمر ألف دمعةٍ رحلت إلى ذاك البعد البعيد
تعذر الوصلُ
والزهرُ عطّرَ شذاهُ المكان
عالقٌ أنا في حلمٍ لم يتحقق
تلك الأنثى على مقربة ميل
تسرقني دائماً دون سابق إنذار
تعصفُ بي
من لذة الحرف حين يكتبني أستنشق الشوق يغزوني بلا قيد
لم أحتمل كل ذاك المصاب
ذات أملٍ قادم
نبت من جوف الألم بعض بريق عذاب
بعيداً عن مشاعري الفتية التي شابت منذ الصغر
بعيداً جداً عن سقوطي عاشقاً دون أدنى شك
بعيداً عن كل مقومات البقاء قيد الأمل
عزمتُ على الرقص
فوق جمرٍ إحترق من لهيب صدري
تتداعى أصواتٌ تراكمت كسقوط ثلجٍ في فصل صيفٍ حدث ذات يوم
يعلو الضجيج صمت سطري
حِدادٌ دون جنازةٍ.. دون مُصابٍ جلل
غير أني ميتٌ قيد الإنتظار
أرقب بعث الروح
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ هروبٌ على شاطئ البحر الذي إمتد منها
لا زلتُ أرقبُ قارب النجاة
لا زلتُ أرقبُ المطر
دائماً أتخيل أني ذاك الملح الذي أضفى نكهةً للطعام
أني ذاك الذي سكن أبيات الغرام
الشاعر الذي تمرد على الحرف فطَوعه
كنت فيما مضى قائداً لجيوشٍ تعاقب عليها الموت
الآن أصبحتُ بلا حلم
استيقظتُ وقد قامت قيامتي
الآن
وبعد غياب الأثر الماثل أمام ناظِريّ
أطلقتُ رصاصةً من جوف بندقيتي التي ورثتُها من جدي
أصبتُها في صدر البُعد الثالث من مسافات حَرَّمتنا اللقاء
ذات حبٍ وذكرياتٍ لا تُنسى
في غضون الدقيقة الواحدة والستون التي لن تأتي
إنتهت معاهدة السلام التي قطعنا
إنتهى رسم بيانات الوجع
أقتفيها هناك مع غروب الشمس
أنتفضُ من سكوني
أتصارعُ مع الحرف
تغلبني دمعةٌ سقطت رُغماً عني. سَبَقتها في واقع الأمر ألف دمعةٍ رحلت إلى ذاك البعد البعيد
تعذر الوصلُ
والزهرُ عطّرَ شذاهُ المكان
عالقٌ أنا في حلمٍ لم يتحقق
تلك الأنثى على مقربة ميل
تسرقني دائماً دون سابق إنذار
تعصفُ بي
من لذة الحرف حين يكتبني أستنشق الشوق يغزوني بلا قيد
لم أحتمل كل ذاك المصاب
ذات أملٍ قادم
نبت من جوف الألم بعض بريق عذاب
بعيداً عن مشاعري الفتية التي شابت منذ الصغر
بعيداً جداً عن سقوطي عاشقاً دون أدنى شك
بعيداً عن كل مقومات البقاء قيد الأمل
عزمتُ على الرقص
فوق جمرٍ إحترق من لهيب صدري
تتداعى أصواتٌ تراكمت كسقوط ثلجٍ في فصل صيفٍ حدث ذات يوم
يعلو الضجيج صمت سطري
حِدادٌ دون جنازةٍ. دون مُصابٍ جلل
غير أني ميتٌ قيد الإنتظار
أرقب بعث الروح
❞ كان الجندي رجلاً مثلي، أو مثل السيد هوبيكا. كان بلا رتبة أو أوسمة. وها كل منا أطلق رصاصة على الآخر، كل منا قتل الآخر، بينما، أنا على ثقة، أننا لو كنّا التقينا في الحياة المدنية. لكنا أحسسنا بالود المتبادل، ولكنا تبادلنا أطراف الأحاديث.. ❝ ⏤بوهوميل هرابال
❞ كان الجندي رجلاً مثلي، أو مثل السيد هوبيكا. كان بلا رتبة أو أوسمة. وها كل منا أطلق رصاصة على الآخر، كل منا قتل الآخر، بينما، أنا على ثقة، أننا لو كنّا التقينا في الحياة المدنية. لكنا أحسسنا بالود المتبادل، ولكنا تبادلنا أطراف الأحاديث. ❝
❞ رصاصة الرحمة نطلقها على أنفسنا دون أدنى شعور بالخوف أو بلوم النفس، الولادة الجديدة في بعض الأحيان تحتاج إلى نهاية، والنهايات لا تولد سعيدة... ❝ ⏤شادي أحمد
❞ رصاصة الرحمة نطلقها على أنفسنا دون أدنى شعور بالخوف أو بلوم النفس، الولادة الجديدة في بعض الأحيان تحتاج إلى نهاية، والنهايات لا تولد سعيدة. ❝
❞ وقع الكَلِمْ :
الإنسان كائن بسيط ضعيف قد تجرحه كلمة وتداويه أخرى وتُغيِّر حاله من النقيض للنقيض لذا علينا انتقاء تلك الكلمات قبل أنْ تخرج من ثغورنا حتى لا نتسبب في أذى الغير أو جرحِه أو التقليل منه بطريقة أو بأخرى ، فكما قال السالفون بعض الكلمات نور وبعضها الآخر قبور وقد تضئ كلمتك طريق أحدهم وتُدخِل السرور على قلبه وقد تؤذي آخر سواء قِيلت عن عمد أو بغير قصد فلهذا كان علينا التركيز جيداً فيما يصدُر عنا من أقوال حتى لا نترك أي أثر سلبي داخل نفس أي شخص ويظل يتذكره طيلة العمر بلا قدرة على نسيانه أو تجاوز تأثيره عليه ، فكما يُحب الإنسان أنْ يُعامَل يجب أنْ يُبادر الغير بتلك المعاملة الراقية حتى يَجِد منه ما يُحب ويرضى دون أنْ يؤذيه أحد بشكل أو بآخر ، فحتى الضرر بالكلمة يُرَد كغيره من الحقوق التي لا تُترَك أو تضيع هدراً في تلك الحياة فلها قانون عادل لا يظلم أحداً ، فيجب على كل امرئ أنْ يعرف حدوده وألا يحاول تعديها أو تجاوزها ذات يوم حتى لا يجد نتيجة لا تُرضيه بالمَرة ويندم على كامل أفعاله التي أساء فيها في الماضي بلا قدرة على محو أثرها فيما بَعْد ، فلكل فعل رد فعل يُعَاد لصاحبه يوماً ما فلا بد أنْ يعلم هذا جيداً كي يتقي الله في أفعاله وأقواله حتى يجد ما تسعد به نفسه وينشرح صدره فيُرسِل الله إليه من يُقدِّره ويُحسِن تعامله ويرفع من شأنه ، فالتعامل السوي البسيط يجلب نظيره ويُطبَّق هذا بالمثل على التعامل المُنفِّر الذي يُبعِد عنك الجميع بلا رغبة في معرفة شخص مثلك حاد الطباع ، قاسٍ وقت الحديث ، فالتخلص من الأشخاص المؤذيين هو غاية كل البشر في الوقت الحالي كي يعيشوا في سلام نفسي وأمان لا حد له ولا نهاية بعيداً عن أي صراعات فالعالم ليس بحاجة لمزيد من الشرور ، لتلك الكلمات الجارحة التي تنطلق كرصاصة صُوِّبت تجاهنا بقصد فأَوْدَت بحياتنا على الفور بلا تفكير في أثرها الفتاك تماماً ...
#خلود_أيمن #مقالات .
على جريدة كلمة العرب
https://kalemtalarab.com/2024/12/%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8e%d9%84%d9%90%d9%85%d9%92/. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ وقع الكَلِمْ :
الإنسان كائن بسيط ضعيف قد تجرحه كلمة وتداويه أخرى وتُغيِّر حاله من النقيض للنقيض لذا علينا انتقاء تلك الكلمات قبل أنْ تخرج من ثغورنا حتى لا نتسبب في أذى الغير أو جرحِه أو التقليل منه بطريقة أو بأخرى ، فكما قال السالفون بعض الكلمات نور وبعضها الآخر قبور وقد تضئ كلمتك طريق أحدهم وتُدخِل السرور على قلبه وقد تؤذي آخر سواء قِيلت عن عمد أو بغير قصد فلهذا كان علينا التركيز جيداً فيما يصدُر عنا من أقوال حتى لا نترك أي أثر سلبي داخل نفس أي شخص ويظل يتذكره طيلة العمر بلا قدرة على نسيانه أو تجاوز تأثيره عليه ، فكما يُحب الإنسان أنْ يُعامَل يجب أنْ يُبادر الغير بتلك المعاملة الراقية حتى يَجِد منه ما يُحب ويرضى دون أنْ يؤذيه أحد بشكل أو بآخر ، فحتى الضرر بالكلمة يُرَد كغيره من الحقوق التي لا تُترَك أو تضيع هدراً في تلك الحياة فلها قانون عادل لا يظلم أحداً ، فيجب على كل امرئ أنْ يعرف حدوده وألا يحاول تعديها أو تجاوزها ذات يوم حتى لا يجد نتيجة لا تُرضيه بالمَرة ويندم على كامل أفعاله التي أساء فيها في الماضي بلا قدرة على محو أثرها فيما بَعْد ، فلكل فعل رد فعل يُعَاد لصاحبه يوماً ما فلا بد أنْ يعلم هذا جيداً كي يتقي الله في أفعاله وأقواله حتى يجد ما تسعد به نفسه وينشرح صدره فيُرسِل الله إليه من يُقدِّره ويُحسِن تعامله ويرفع من شأنه ، فالتعامل السوي البسيط يجلب نظيره ويُطبَّق هذا بالمثل على التعامل المُنفِّر الذي يُبعِد عنك الجميع بلا رغبة في معرفة شخص مثلك حاد الطباع ، قاسٍ وقت الحديث ، فالتخلص من الأشخاص المؤذيين هو غاية كل البشر في الوقت الحالي كي يعيشوا في سلام نفسي وأمان لا حد له ولا نهاية بعيداً عن أي صراعات فالعالم ليس بحاجة لمزيد من الشرور ، لتلك الكلمات الجارحة التي تنطلق كرصاصة صُوِّبت تجاهنا بقصد فأَوْدَت بحياتنا على الفور بلا تفكير في أثرها الفتاك تماماً ..
#خلود_أيمن#مقالات .
على جريدة كلمة العرب