❞ القهوة | Coffee
ما هي القهوة
تعتبر القهوة أو البن (بالإنجليزية: Coffee) على اختلاف أنواعها، المشروب الصباحي الأساسي لمعظم الأشخاص في وقتنا الحاضر؛ نظراً لكونها تتمتع بمذاق، ورائحة منعشة، ومنبهة لكافة حواس الإنسان. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة فإن معدل الإستهلاك السنوي من القهوة حول العالم يقدر بحوالي سبعة ملايين طن، ويتم احتساءها بطرق عدة سواء باختلاف المنطقة أو حتى في البلد ذاتها.
والجدير بالذكر أن أنواع القهوة المختلفة تختلف في طرق تحضيرها ومعالجتها. هناك العديد من فوائد القهوة التي أثبتت علمياً وفي دراسات سريرية، حيث أن شرب القهوة بكميات محددة له تأثير إيجابي على الجسم، ولكن يجب التنويه أيضاً إلى أن الإفراط في شربها له تأثير عكسي على صحة الجسم، وسوف يعاني الشخص من القلق، والاضطراب، أو بما يسمى بتسمم الكافيين (وبالإنجليزية: Caffeinism).
القيمة الغذائية للقهوة
انواع القهوة
القهوة منزوعة الكافيين
القهوة الحلوة أو القهوة التركية
فوائد القهوة
فوائد القهوة العامة
فوائد القهوة للشعر
فوائد القهوة للبشرة
فوائد القهوة للتنحيف
فوائد القهوة الحلوة أو القهوة التركية
فوائد القهوة منزوعة الكافيين
اضرار القهوة
الحالات التي يجب التوقف فيها عن شرب القهوة
نصائح وإرشادات حول شرب القهوة
القيمة الغذائية للقهوة
تحتوي القهوة على الكثير من المواد، والعناصر الغذائية التي تعد مصدر لفوائد القهوة المتعدد، ومن هذه العناصر:
الكافيين (بالانجليزية: Caffeine): تعتبر القهوة من أغنى المصادر الطبيعية بالكافيين، الذي يعد المسؤول الأساسي عن فوائد القهوة المتمثلة بزيادة نشاط الدماغ ومستويات الطاقة في الجسم.
الثيوبرومين.
الثيوفيلين.
كميات كبيرة من مضادات الأكسدة التي تحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض.
مصدر لفيتامين ب١، وفيتامين ب٢، وفيتامين ب3 (النياسين)، وفيتامين ب٥، وفيتامين هـ ولكن بكميات قليلة.
القليل من المعادن مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والفسفور وحمض الفوليك.
مركبات البوليفينول والتي تعد مصدراً للعديد من فوائد القهوة الصحية، مثل:
حمض الكلوروجينيك (بالانجليزية: Chlorogenic Acid) الذي يساعد في التقليل من امتصاص الكربوهيدرات.
حمض الفيروليك (بالانجليزية: Ferulic Acid).
حمض الكافييك (بالانجليزية: Caffeic Acid).
حمض سينابيك (بالانجليزية: Sinapic Acid).
كايمبفيرول (بالانجليزية: Kaempherol).
كيرسيتين (بالانجليزية: Quercetin).
حمض النيكوتينيك (بالانجليزية: Nicotinic Acid).
تريغونلين (بالانجليزية: Trigonelline).
حمض الكينولويك (بالانجليزية: Quinolic Acid).
حمض التانيك (بالانجليزية: Tannic Acid).
حمض بيروجاليك (بالانجليزية: Pyrogallic Acid).
وتختلف تراكيز هذه المركبات في القهوة بحسب؛ كمية القهوة المطحونة، وعملية تحضير القهوة، وجودة الماء المستعمل في تحضيرها، وغيرها من المركبات.
القيمة الغذائية لكل 100 مل من القهوة:
السعرات الحرارية 2 سعرة حرارية
الكالسيوم 5 ملغ
الصوديوم 115 ملغ
البوتاسيوم 116 ملغ
المغنيسيوم 7 ملغ
الفسفور 7 ملغ
الفولات 5 ميكروغرام
فيتامين ب12 0.2 ملغ
انواع القهوة
للقهوة أنواع عديدة جداً والجدير بالذكر أنه وبشكل عام لا تختلف فوائد القهوة باختلاف أنواعها. إلى الآن تم ذكر 120 نوع فقط من أنواع القهوة مع أصنافهم المختلفة في التقارير العلمية، ومن هذه الأنواع:
قهوة أرابيكا أو القهوة العربية (بالانجليزية: Arabica Coffee, Coffea L) والتي تعد أكثر أنواع القهوة إنتشاراً حول العالم، وقد نشأت في إثيوبيا وتشكل حوالي 80% من إنتاج العالم من البن.
قهوة روبوستا (بالانجليزية: Robusta Coffee, C. canephora Pierre ex A. Froehner).
القهوة منزوعة الكافيين.
القهوة الحلوة أو القهوة التركية.
القهوة منزوعة الكافيين
القهوة منزوعة الكافيين (بالانجليزية: Decaffeinated Coffee أو Decaf) هي القهوة المصنوعة من حبوب القهوة العادية المنزوع منها 97% على الأقل من محتواها من الكافيين (مما يعني أنها ليست خالية تماماً من الكافيين)، وذلك قبل تعرض حبوب القهوة لأي من أنواع المعالجة أو التحميص.
يتم نزع الكافيين من القهوة بعدة طرق، ومن المفترض أن خصائص وفوائد القهوة لا تتغير كثيراً بعد هذه العملية، إلا أن اللون قد يتغير أو الطعم قد يصبح أقل حدة؛ وذلك بحسب الطريقة المستخدمة في إزالة الكافيين، وقد يكون ذلك أكثر إرضاء للأشخاص غير القادرين على تحمل مرارة القهوة أو رائحتها، أو الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكافيين.
وتبقى القهوة منزوعة الكافيين محتفظة بخصائص حبوب القهوة، لذا فهي تمد الجسم بفوائد القهوة ذاتها ماعدا تلك التي يقوم بها الكافيين.
القهوة الحلوة أو القهوة التركية
القهوة الحلوة أو التركية هي طريقة لتحضير القهوة نشأت في دول الشرق الأوسط وأوروبا، بما في ذلك تركيا وإيران واليونان. وبما أن القهوة الحلوة غير مفلترة فإن تركيز الكافيين فيها يكون أعلى مقارنة بالأنواع الأخرى.
فوائد القهوة
يعتبر تعديل المزاج، وزيادة نشاط الجسم، وتنبيه العقل والشعور باليقظة، من أهم فوائد القهوة التي يبحث عنها كل من يشرب القهوة.
ولكن أثبتت الدراسات أن هناك فوائد أخرى متعددة للقهوة، حيث تعمل على زيادة مناعة الجسم، وتقليل الوزن، وغيرها من التأثيرات الإيجابية على الإنسان، عند شربها أو استخدامها خارجياً.
وفيما يلي نذكر عدداً من فوائد القهوة:
فوائد القهوة العامة
إن فوائد القهوة قد تتضمن:
زيادة نشاط الدماغ وتحفير الذاكرة، وذلك لاحتواء القهوة على مادة الكافيين، بحيث تعتبر من المواد المنبهة.
حماية الفرد من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تقليل احتمالية الإصابة بحصى المرارة، عن طريق شرب 4 أكواب صغيرة من القهوة.
تقليل خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون.
تقليل حدوث الدوار الذي ينتج عن نقصان الضغط بعد الوجبات خاصة عند كبار السن.
تحسين المزاج.
تقليل من الشعور بالإكتئاب.
تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها سرطان الكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكلى، وسرطان القولون، وسرطان الثدي قبل فترة انقطاع الطمث.
تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والحماية من أمراض القلب، وتقليل الخطر الناتج عن مرض ارتفاع ضغط الدم إذا تم تناولها بشكل معتدل.
اقرأ أيضاً: فوائد القهوة الخضراء
فوائد القهوة للشعر
من فوائد القهوة المثبتة هي قدرتها على المحافظة على درجة الحموضة الطبيعية لفروة الرأس، وبالتالي الحفاظ على سلامة ونضارة الشعر الصحية. بالإضافة إلى استخدامها كصبغة طبيعية للشعر لزيادة شدة اللون البني في الشعر.
فوائد القهوة للبشرة
تساهم القهوة في منع العديد من الاضطرابات الجلدية، مثل التقليل من التجاعيد والتصبغات، وتحسين مظهر البشرة ككل. كما أصبحت القهوة واحدة من أهم مقشرات البشرة في وقتنا الحالي، وذلك لأن من فوائد القهوة للبشرة أنها:
تساعد في تقليل الانتفاخات حول العين.
تقلل من السيلوليت.
تساعد في علاج حب الشباب.
تحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية نظراً لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
للمزيد: الفوائد التجميلية للقهوة للوجه والشعر
فوائد القهوة للتنحيف
يعمل الكافيين الموجود في القهوة على زيادة إفراز هرمون الإبينفرين (بالانجليزية: Epinephrine)، الذي يقوم بدوره بتحفيز تكسير الدهون المخزنة بالجسم، بالإضافة إلى دور الكافيين في زيادة معدلات عمليات الأيض، مما يساعد على تعزيز فوائد القهوة في التخلص من الوزن الزائد.
للمزيد: فوائد القهوة للتخسيس والتنحيف
فوائد القهوة الحلوة أو القهوة التركية
قد تتميز القهوة الحلوة عن غيرها من أنواع القهوة بما يلي:
قدرتها على تحسين الأداء الرياضي نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين بكثرة.
احتوائها على مستويات أعلى من المركبات المفيدة الموجودة في أنواع القهوة الأخرى نظراً لأنها غير مصفاة، حيث تحتوي حبوب البن على مركبات مفيدة مثل أحماض الكلوروجينيك، والتي توفر فوائد صحية مثل تخفيف الالتهاب والتحكم في سكر الدم ومستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
احتوائها على مادة الديتيربينويدات (بالانجليزية: Diterpenoids) التي قد تقلل الالتهاب وتحارب العدوى وتدعم صحة القلب.
غالباً ما يتم تحضير القهوة التركية باستخدام الهيل، وهو نوع من التوابل اللذيذة التي تم ربطها بالعديد من المزايا الصحية، على سبيل المثال، يحتوي الهيل على مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.. ❝ ⏤💙2008💙
❞ القهوة | Coffee
ما هي القهوة
تعتبر القهوة أو البن (بالإنجليزية: Coffee) على اختلاف أنواعها، المشروب الصباحي الأساسي لمعظم الأشخاص في وقتنا الحاضر؛ نظراً لكونها تتمتع بمذاق، ورائحة منعشة، ومنبهة لكافة حواس الإنسان. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة فإن معدل الإستهلاك السنوي من القهوة حول العالم يقدر بحوالي سبعة ملايين طن، ويتم احتساءها بطرق عدة سواء باختلاف المنطقة أو حتى في البلد ذاتها.
والجدير بالذكر أن أنواع القهوة المختلفة تختلف في طرق تحضيرها ومعالجتها. هناك العديد من فوائد القهوة التي أثبتت علمياً وفي دراسات سريرية، حيث أن شرب القهوة بكميات محددة له تأثير إيجابي على الجسم، ولكن يجب التنويه أيضاً إلى أن الإفراط في شربها له تأثير عكسي على صحة الجسم، وسوف يعاني الشخص من القلق، والاضطراب، أو بما يسمى بتسمم الكافيين (وبالإنجليزية: Caffeinism).
القيمة الغذائية للقهوة
انواع القهوة
القهوة منزوعة الكافيين
القهوة الحلوة أو القهوة التركية
فوائد القهوة
فوائد القهوة العامة
فوائد القهوة للشعر
فوائد القهوة للبشرة
فوائد القهوة للتنحيف
فوائد القهوة الحلوة أو القهوة التركية
فوائد القهوة منزوعة الكافيين
اضرار القهوة
الحالات التي يجب التوقف فيها عن شرب القهوة
نصائح وإرشادات حول شرب القهوة
القيمة الغذائية للقهوة
تحتوي القهوة على الكثير من المواد، والعناصر الغذائية التي تعد مصدر لفوائد القهوة المتعدد، ومن هذه العناصر:
الكافيين (بالانجليزية: Caffeine): تعتبر القهوة من أغنى المصادر الطبيعية بالكافيين، الذي يعد المسؤول الأساسي عن فوائد القهوة المتمثلة بزيادة نشاط الدماغ ومستويات الطاقة في الجسم.
الثيوبرومين.
الثيوفيلين.
كميات كبيرة من مضادات الأكسدة التي تحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض.
مصدر لفيتامين ب١، وفيتامين ب٢، وفيتامين ب3 (النياسين)، وفيتامين ب٥، وفيتامين هـ ولكن بكميات قليلة.
القليل من المعادن مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والفسفور وحمض الفوليك.
مركبات البوليفينول والتي تعد مصدراً للعديد من فوائد القهوة الصحية، مثل:
حمض الكلوروجينيك (بالانجليزية: Chlorogenic Acid) الذي يساعد في التقليل من امتصاص الكربوهيدرات.
حمض الفيروليك (بالانجليزية: Ferulic Acid).
حمض الكافييك (بالانجليزية: Caffeic Acid).
حمض سينابيك (بالانجليزية: Sinapic Acid).
كايمبفيرول (بالانجليزية: Kaempherol).
كيرسيتين (بالانجليزية: Quercetin).
حمض النيكوتينيك (بالانجليزية: Nicotinic Acid).
تريغونلين (بالانجليزية: Trigonelline).
حمض الكينولويك (بالانجليزية: Quinolic Acid).
حمض التانيك (بالانجليزية: Tannic Acid).
حمض بيروجاليك (بالانجليزية: Pyrogallic Acid).
وتختلف تراكيز هذه المركبات في القهوة بحسب؛ كمية القهوة المطحونة، وعملية تحضير القهوة، وجودة الماء المستعمل في تحضيرها، وغيرها من المركبات.
القيمة الغذائية لكل 100 مل من القهوة:
السعرات الحرارية 2 سعرة حرارية
الكالسيوم 5 ملغ
الصوديوم 115 ملغ
البوتاسيوم 116 ملغ
المغنيسيوم 7 ملغ
الفسفور 7 ملغ
الفولات 5 ميكروغرام
فيتامين ب12 0.2 ملغ
انواع القهوة
للقهوة أنواع عديدة جداً والجدير بالذكر أنه وبشكل عام لا تختلف فوائد القهوة باختلاف أنواعها. إلى الآن تم ذكر 120 نوع فقط من أنواع القهوة مع أصنافهم المختلفة في التقارير العلمية، ومن هذه الأنواع:
قهوة أرابيكا أو القهوة العربية (بالانجليزية: Arabica Coffee, Coffea L) والتي تعد أكثر أنواع القهوة إنتشاراً حول العالم، وقد نشأت في إثيوبيا وتشكل حوالي 80% من إنتاج العالم من البن.
قهوة روبوستا (بالانجليزية: Robusta Coffee, C. canephora Pierre ex A. Froehner).
القهوة منزوعة الكافيين.
القهوة الحلوة أو القهوة التركية.
القهوة منزوعة الكافيين
القهوة منزوعة الكافيين (بالانجليزية: Decaffeinated Coffee أو Decaf) هي القهوة المصنوعة من حبوب القهوة العادية المنزوع منها 97% على الأقل من محتواها من الكافيين (مما يعني أنها ليست خالية تماماً من الكافيين)، وذلك قبل تعرض حبوب القهوة لأي من أنواع المعالجة أو التحميص.
يتم نزع الكافيين من القهوة بعدة طرق، ومن المفترض أن خصائص وفوائد القهوة لا تتغير كثيراً بعد هذه العملية، إلا أن اللون قد يتغير أو الطعم قد يصبح أقل حدة؛ وذلك بحسب الطريقة المستخدمة في إزالة الكافيين، وقد يكون ذلك أكثر إرضاء للأشخاص غير القادرين على تحمل مرارة القهوة أو رائحتها، أو الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكافيين.
وتبقى القهوة منزوعة الكافيين محتفظة بخصائص حبوب القهوة، لذا فهي تمد الجسم بفوائد القهوة ذاتها ماعدا تلك التي يقوم بها الكافيين.
القهوة الحلوة أو القهوة التركية
القهوة الحلوة أو التركية هي طريقة لتحضير القهوة نشأت في دول الشرق الأوسط وأوروبا، بما في ذلك تركيا وإيران واليونان. وبما أن القهوة الحلوة غير مفلترة فإن تركيز الكافيين فيها يكون أعلى مقارنة بالأنواع الأخرى.
فوائد القهوة
يعتبر تعديل المزاج، وزيادة نشاط الجسم، وتنبيه العقل والشعور باليقظة، من أهم فوائد القهوة التي يبحث عنها كل من يشرب القهوة.
ولكن أثبتت الدراسات أن هناك فوائد أخرى متعددة للقهوة، حيث تعمل على زيادة مناعة الجسم، وتقليل الوزن، وغيرها من التأثيرات الإيجابية على الإنسان، عند شربها أو استخدامها خارجياً.
وفيما يلي نذكر عدداً من فوائد القهوة:
فوائد القهوة العامة
إن فوائد القهوة قد تتضمن:
زيادة نشاط الدماغ وتحفير الذاكرة، وذلك لاحتواء القهوة على مادة الكافيين، بحيث تعتبر من المواد المنبهة.
حماية الفرد من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تقليل احتمالية الإصابة بحصى المرارة، عن طريق شرب 4 أكواب صغيرة من القهوة.
تقليل خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون.
تقليل حدوث الدوار الذي ينتج عن نقصان الضغط بعد الوجبات خاصة عند كبار السن.
تحسين المزاج.
تقليل من الشعور بالإكتئاب.
تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها سرطان الكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكلى، وسرطان القولون، وسرطان الثدي قبل فترة انقطاع الطمث.
تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والحماية من أمراض القلب، وتقليل الخطر الناتج عن مرض ارتفاع ضغط الدم إذا تم تناولها بشكل معتدل.
اقرأ أيضاً: فوائد القهوة الخضراء
فوائد القهوة للشعر
من فوائد القهوة المثبتة هي قدرتها على المحافظة على درجة الحموضة الطبيعية لفروة الرأس، وبالتالي الحفاظ على سلامة ونضارة الشعر الصحية. بالإضافة إلى استخدامها كصبغة طبيعية للشعر لزيادة شدة اللون البني في الشعر.
فوائد القهوة للبشرة
تساهم القهوة في منع العديد من الاضطرابات الجلدية، مثل التقليل من التجاعيد والتصبغات، وتحسين مظهر البشرة ككل. كما أصبحت القهوة واحدة من أهم مقشرات البشرة في وقتنا الحالي، وذلك لأن من فوائد القهوة للبشرة أنها:
تساعد في تقليل الانتفاخات حول العين.
تقلل من السيلوليت.
تساعد في علاج حب الشباب.
تحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية نظراً لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
للمزيد: الفوائد التجميلية للقهوة للوجه والشعر
فوائد القهوة للتنحيف
يعمل الكافيين الموجود في القهوة على زيادة إفراز هرمون الإبينفرين (بالانجليزية: Epinephrine)، الذي يقوم بدوره بتحفيز تكسير الدهون المخزنة بالجسم، بالإضافة إلى دور الكافيين في زيادة معدلات عمليات الأيض، مما يساعد على تعزيز فوائد القهوة في التخلص من الوزن الزائد.
للمزيد: فوائد القهوة للتخسيس والتنحيف
فوائد القهوة الحلوة أو القهوة التركية
قد تتميز القهوة الحلوة عن غيرها من أنواع القهوة بما يلي:
قدرتها على تحسين الأداء الرياضي نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين بكثرة.
احتوائها على مستويات أعلى من المركبات المفيدة الموجودة في أنواع القهوة الأخرى نظراً لأنها غير مصفاة، حيث تحتوي حبوب البن على مركبات مفيدة مثل أحماض الكلوروجينيك، والتي توفر فوائد صحية مثل تخفيف الالتهاب والتحكم في سكر الدم ومستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
احتوائها على مادة الديتيربينويدات (بالانجليزية: Diterpenoids) التي قد تقلل الالتهاب وتحارب العدوى وتدعم صحة القلب.
غالباً ما يتم تحضير القهوة التركية باستخدام الهيل، وهو نوع من التوابل اللذيذة التي تم ربطها بالعديد من المزايا الصحية، على سبيل المثال، يحتوي الهيل على مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ❝
❞ خطر لي ذات مساء أن أقوم ببحث في سراديب ذاكرتي .. فأرصد في ورقة كل ما أحفظه من أرقام ..
رقم الباسبور ورقم العربة ورقم الشقة ورقم البطاقة العائلية وتليفونات من أعرف من الأصدقاء والزملاء .. وتليفونات المصالح والجرائد .. وأرقام جدول الضرب التي أحفظها غيباً وعمليات الجمع والطرح والقسمة الأولية التي أعرفها بالبداهة .. وتواريخ ميلادي وميلاد أولادي .. وثوابت الرياضة والطبيعة مثل النسبة التقريبية وسرعة الضوء وسرعة الصوت ومجموع زوايا المثلث ودرجة غليان الماء .. وما تعلمته في كلية الطب عن نسبة سكر الدم وعدد الكريات الحمراء وعدد الكريات البيضاء وحجم الدم وسرعة النبض وسرعة التنفس وجرعات العقاقير ..
وفي لحظات تجمعت تحت يدي عدة صفحات من مئات الأرقام .. تداعت في ذهني ولمعت كالبرق وكأني حاسب إلكتروني .. وكان المشهد مذهلاً .
كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد .. كل عدد يبلغ طوله ستة أو سبعة أرقام ؟
وأين تختفي هذه الأرقام في تلافيف المخ ؟
وكيف يتم استدعاؤها فتلمع في الوعي كالبرق الخاطف ؟
وبأي أسلوب تصطف هذه الأرقام في أعداد متمايزة .. كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه ؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام في ذاكرتنا ولا تختلط ولايطمس بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام .. هناك الأسماء والإصطلاحات والكلمات .. والأشكال والوجوه .. تزدحم بها رأسنا . وهناك معالم الطبيعة التي طُفنا بها والأماكن التي زرناها .. وهناك الروائح .. ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد نذكره ولواعج وأشواق وقصص وسيناريو من آلاف اللقطات .. وهناك الطعوم .. والنكهات .. يأتي الطعم في الفم فيسيل اللعاب شوقاً أو يتحرك الغثيان إشمئزازاً .. ومع كل طعم .. يجري شريط يحكي عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة .. حتى لمسة النسيم الحريرية ورائحة أصداف الشاطئ تحفظها لنا الذاكرة فتهب علينا لفحات الهواء الرطيب مع ذكراها وكأننا نعيشها من جديد .
حتى الأصوات والهمسات والوشوشات والصخَب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج .
وفاصل من موسيقى ..
ومقطع من أغنية ..
ولطمة على وجه ..
وقرقعة عصاً على الظهر ..
وحشرجة ألم ..
كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة .. ومعه بطاقة بالتاريخ والمناسبة وأسماء الأشخاص وظروف الواقعة ومحضر بالأقوال .. معجزة .. إسمها الذاكرة .
إن معنا رقيباً حقيقياً يكتب بالورقة والقلم كل دبة نمل في قلوبنا ؟
وما نتخيل أحياناً أننا نسيناه نكتشف أننا لم ننسه وأنه موجود يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو بعد كأس أو في عيادة طبيب نفسي .. وأحياناً يظهر في زلة لسان أو خطأ إملائي .
لا شيء يُنسَى أبداً .. ولا شيء يضيع .. والماضي مكتوب بالفعل لحظة بلحظة ودقة قلب بدقة قلب .
والسؤال الكبير بل اللغز المحير هو .. أين توجد هذه الصور .. أين هذا الأرشيف السري ؟
وهو سؤال حاول أن يجيب عليه أكثر من عالِم وأكثر من فيلسوف .
الفلاسفة الماديون قالوا إن الذاكرة في المخ .. وإنها ليست أكثر من تغيرات كيميائية كهربائية تحدث لمادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث تماماً كما يحدث لشريط ريكوردر عند التسجيل .. وإن هذه اللفائف المسجلة تُحفَظ بالمخ وإنها تدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما كان .. في أمانة ودِقة .
الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا .
ومصيرها أن تَبلَى وتتآكل كما تبلى النقوش وتتآكل وينتهي شأنها حينما ينتهي الإنسان بالموت وتتآكل خلاياه .
رأي مريح وسهل ولكنه أوقع أصحابه في مطلب لم يستطيعوا الخروج منه ..
فإذا كانت الذاكرة هي مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في الخلايا المخية .. وينبغي أن يكون هناك توازٍ بين الحادثين .. كل نقص في ذاكرة معينة لا بد أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة .. وهو أمر لا يشاهَد في إصابات المخ وأمراضه .. بل ما يشاهد هو العكس .
يصاب مركز الكلمات فلا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف , وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق .. في الأداء الحركي للعضلات التي تنطق الكلمات . إن الموتور هو الذي يتلف بتلف الخلايا .. أما الذاكرة .. أما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة .
♦♦ وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر .
وإنما المخ هو مجرد سنترال يعطي التوصيلة .
هو مجرد أداة تُعَبّر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتًا مسموعًا .. كما يفعل الراديو حينما يحوّل الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع .. فإذا أصيب الراديو بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تتعطل موجة الأثير .. وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو . أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن أن يلتقطها راديو آخر سليم .
وهذا حال الذاكرة .. فهي صور وأفكار ورُؤى مستقلة مسكنها ومستقرها الروح وليس المخ ولا الجسد بحال .. وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في عالم ماديّ .
فإذا أصيب المخ بتلف .. يصاب النطق بالتلف ولا تصاب الذاكرة لأن الذاكرة حكمها حكم الروح ولا يجري عليها ما يجري على الجسد .
التوازي مفقود بين الإثنين مما يدل على أننا أمام مستويين (جسد .. وروح ) لا مستوى واحد إسمه المادة .
وفي حوادث النسيان المرحلي .. الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها ( وهو الموضوع المحبب عند مؤلفي السينما المصريين ) .. ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتُمحى تمامًا من وعيه وتكشط من ذاكرته .
وكان يتحتم تبعًا للنظرية المادية أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية .
لكن من الملاحَظ أن أغلب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفًا جزئيًا محددًا .
مرة أخرى نجد أن التوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي .
وفي حالات التلف المادي الشديد للمخ نتيجة الكسور أو الإلتهابات أو النمو السرطاني , حينما يبدأ النسيان الكامل يلاحظ دائمًا أن هذا النسيان يتخذ نظامًا خاصًا فتُنسَى في البداية أسماء الأعلام وآخر ما يُنسَى هي الكلمات الدالة على الأفعال .
وهذا التسلسل المنتظم في النسيان في مقابل إصابة غير منتظمة .. وفي مقابل تلف مشوش أصاب المخ كيفما اتفق , هو مرة أخرى عدم توازٍ له معنى .. فهنا إصابة في الذاكرة لا علاقة لها من حيث المدى والكم والنظام بالإصابة المادية للمخ .
وهكذا تتحطم النظرية المادية للذاكرة على حائط مسدود .
ونجد أنفسنا أمام ظاهرة متعالية على الجسد وعلى خلايا المخ .
وسوف تموت وتتعفن الخلايا المخية وتظل الذاكرة شاخصة حية بتفصيلاتها ودقائقها تذكرنا في حياتنا الروحية الثانية بكل ما فعلناه .
ولم يكن الجسد إلا جهازاً تنفيذيّاً للفعل وللإفصاح عن النوايا في عالم الدنيا المادي .. كان مجرد أداة للروح ومطية لها .
لم يكن المخ إلا سنترالًا .. وكابلات توصيل .
وكل دوره هو أن يعطي التوصيلة من عالم الروح إلى عالم المادة أو كما يقول برجسون DONNER LA COMMUNICATION ....... يعطي الخط .
كابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر .. كما يفعل الراديو بالموجة اللاسلكية ..
وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي .. فإذا ماتت أجسادنا عدنا أرواحًا .. لنتذاكر ما فعلناه في دنيانا لحظة بلحظة حيث كل حرف وكل فعل مسجل .
بل إن هناك نظريات علمية تمضي لأكثر من هذا فترى أن التحصيل هو في ذاته عملية تذكر لعلم قديم مكنوز ومسطور في الروح .. وليس تعلماً من السبورة .. فنحن لا نكتشف أن 2 × 2 = 4 من عدم , وإنما نولد بها .. وكل ما نفعله أننا نتذكرها .. وكذلك بداهات الرياضة والهندسة والمنطق .. كلها بداهات نولد بها مكنوزة فينا .. وكل ما يحدث أننا نتذكرها .. تُذكِرنا بها الخبرة الدنيوية كل لحظة .
وبالمثل شخصيتنا .. نولد بها مسطورة في روحنا .. وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية عن خيرها وشرها .. فيسجل عليها فعلها .
والتسجيل هو الأمر الجديد الذي يتم في الدنيا .
الإنتقال من حالة النية إلى حالة التلبس .
وهذا ما تُعبِّر عنه الأديان بأن يحق القول على المذنب بعد الإبتلاء والإختبار في الدنيا .. فتحق عليه الضلالة وتلزمه رتبته .
وهو أمر قد سبق إليه علم الله .. علم الحصر لا علم الإلزام .. فالله لا يلزم أحداً بخطيئة ولا يقهره على شر .. وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية .. فعله هو ذاته .. وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانًا الضمير وأحيانًا السريرة وأحيانًا الفؤاد .. ويسميها الله (( السر )) .
(( يعلم السر وأخفَى )) .
ونقول عنها في تعبيراتنا الشعبية عن الموت (( طلع السر الإلهي )) أي صعدت الروح إلى بارئها ..
هذا السر المطلسم هو ابتداء حر ومبادرة أعتقها الله من كل القيود ليكون فعلها هو ذاتها وليكون هواها دالاً عليها .
ومِن هنا لا يصح القول بالحتميات في المجال الإنساني أمثال حتمية الصراع الطبقي والجبرية التاريخية .. لأن الإنسان مجال حر وليس مسمارًا أو ترسًا في ماكينة .
وكما لا يمكن التنبؤ بما يأتي به الغد في حياة فرد فإنه يستحيل القول بالحتم أو الجبر في مجال المجتمعات والتاريخ .. وكل ما يمكن القول به هو الترجيح والإحتمال بناء على مقدمات إحصائية .. وهو ترجيح يخطئ ويصيب ويحدث فيه تفاوت في طرفيه .. فمعدل عمر الإنسان في إنجلترا مثلاً هو ستون سنة .. وهذا المعدل معدل إحصائي مأخوذ من متوسطات أرقام .. وهو غير ملزم بالنسبة للفرد , فقد يعيش فرد مثل برناردشو في إنجلترا أكثر من تسعين سنة ويتجاوز المعدل . وقد يموت في سن العشرين في حادثة . وقد يموت وهو طفل بمرضٍ معدٍ ..
ثم إن المعدل ذاته قابل للتذبذب من طرفيه صعودًا وهبوطًا من سنة لأخرى ..
فلا يصح القول بالحتمية والجَبر في هذا الموضوع .. ولا يجوز إخضاع المجال الإنساني سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو تاريخاً لقالب نظري أو معادلة أو حسبة إحصائية أو فرض فلسفي .
إنما تأتي فكرة الحتمية الخاطئة من التصور الخاطئ للإنسان على أنه جسد بلا نفس وبلا روح وبلا عقل ..واعتبار النفس والعقل مجرد مجموعة الوظائف العليا للجهاز العصبي.
ومن الواقع المشاهد من خضوع الجسم للقوانين الفسيولوجية يستنتج المفكر المادي أن الإنسان والإنسانية بأسرها مغلولة في القوانين المادية.
وهكذا يجعل من الإنسان كتلة مادية أشبه بكتلة القمر محكومة في دورانه حول الأرض والشمس بالحتميات الفلكية.
وينسى أن الإنسان يعيش في مستويين.
مستوى الزمن الخارجي الموضوعي المادي .. زمن الساعة .. وفي هذا الزمن يرتبط بالمواعيد والضرورات الإجتماعية ويعيش في أَسر القوانين والحتميات .
ومستوى زمنه الخاص الداخلي .. زمن الشعور وزمن الحلم .. وفي هذا المستوى يعيش حياة حرة بالفعل .. فيفكر ويحلم ويبتكر ويخترع و يقف من كل المجتمع و التاريخ موقف الثورة .. بل يستطيع أن ينقل هذه الثورة الداخلية إلى فعل خارجي فيقلب المجتمع و يغير التاريخ من أساسه كما حدث في كل الثورات التقدمية .
هذه الثنائية هي صفة ينفرد بها الإنسان .
وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد .. فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان ..
هي الـ (( أنا )) تتصف بالحضور والديمومة والشخوص والكينونة والمثول الدائم في الوعي .. ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي وتغيره .. وتفرض نفسها على الجسد وتحكمه وتقوده وتعلو على ضروراته .. فتفرض عليه الصوم والحرمان إختياراً .
بل قد تقوده إلى الموت فداء وتضحية ..
مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد وذيلًا تابعًا له ومادة تطورت منه .. مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئًا .. وإنما لابد لنا أن نسلم أن هذه النفس عالية على الجسد متعالية عليه وأنها من جوهر مفارق لجوهر الجسد وحاكم عليه .. فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها ومطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
ولا بد أن يتداعى إلى ذهننا الإحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت وتآكل وتعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفًا بالحضور والديمومة والشخوص في الوعي طوال الوقت .. فلا تتآكل كما يتآكل الجسد ولا هي تقع كما يقع الشعر ولا هي تبلى كما تبلى الأسنان .
وإنه لأمر بديهي تمامًا أن نتصور بقاءها بعد الموت .
فإذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسئولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه .. فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية وفكرة ملحة بالحساب وبأن هناك خطأ وصوابًا . وإننا نعلم بداهةً وبالفطرة التي ولدنا بها أن العدل والنظام هو ناموس الوجود .. وأن المسئولية هي القاعدة .
ويفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض .. والقاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي .. لابد أن يعاقَب ويحاسَب .. لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والإنضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك .. والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة .
وفكرة العدل والنظام وضرورة العدل عالم آخر يتم فيه العدل والنظام والمحاسبة .
كل هذا علم نولد به .. وحقيقة تقول بها الفطرة والبداهة .
ولا غرابة في أن يعترف مفكر غربي ألماني وهو (( عمانويل كانت )) بهذه الحقيقة في كتابة (( نقد العقل العلمي )) .
ولا غرابة في أن يصل إلى هذه النتيجة السليمة دون أن يقرأ قرآنًا .
إنها الفطرة والبداهة التي تقوم عليها جميع العلوم .
ولا حاجة لأن يقرأ العقل السليم الكتاب المقدس ليكتشف أن له روحًا و أن له حياة بعد الموت و أن هناك حساباًَ .. فالفطرة السليمة تضيء لصاحبها الطريق إلى هذه الحقائق .
وهذا العلم الذي نولد به .. وهذه البداهة التي نولد بها .. تقوم شاهدة على جميع العلوم المكتسبة وملزمة لها .. فجميع العلوم المكتسبة يجوز فيها الخطأ والصواب .. أما العلم الذي نولد به فهو جزء من نظام الكون المحكم .. وهو الحقيقة الأولى التي نعمل على ضوئها نرى جميع الحقائق الفرعية .. وهي المعيار والمقياس .. وإذا فسد المعيار فسد كل شيء وأصبح كل شيء عبثًا في عبث وهو أمر غير صحيح .
وإذا اتهمنا بالبداهة فإن جميع العلوم والمعارف سوف ينسحب عليها الإتهام وسوف تنهدم لأنها تقوم أصلاً على البداهات .
فنحن هنا أمام أصل من أصول المعرفة ومرجع لا يجوز الشك فيه ( لأن هذا المرجع شأنه شأن الحياة ذاتها ) نحن أمام متن هو لحم المعرفة ودمها . وكما نأتي إلى الحياة مزودين بعضلات لنتحرك بها وندافع عن أنفسنا كذلك نولد مزودين بالبداهات الأولى لنحتكم إليها في إدراك الحق من الباطل والصواب من الخطأ .
وأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك وأنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. وتقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
وحينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة ولا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع ولجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
وبالمثل شهادة الفطرة وحكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. وحينما تقول الفطرة والبداهة مؤيدة بالعلم والفكر والتأمل حينما تقول بوجود الروح والنفس .. وبالحرية وبالمسئولية والمحاسبة , وحينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظامًا .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
وهو يقين مثل يقين العيَان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به .
وهو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي والنظريات العلمية تُستنتَج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع والإطلاق
2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقًا مطلقًا , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ وتطور وتغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا وأوحت بها البداهة .
وهي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح واستراح .. ولوفّر على نفسه كثيراً من الجدل والشقشقة والسفسطة والمكابرة في مسألة الروح والجسد .. والعقل والمخ .. والحرية والجبر .. والمسئولية والحساب .. ولاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته وما يُفتي به قلبه وما تشير به بصيرته .
وذرة من الإخلاص أفضل من قناطير من الكتب .
لنصغي إلى صوت نفوسنا وهمس بصائرنا في إخلاص شديد دون محاولة تشويه ذلك الصوت البكر بحبائل المنطق وشراك الحجج .
وعلى من يشك في كلامي .. وعلى هواة الجدل والنقاش والمقارعة المنطقية أن يعودوا فيقرأوا مقالي من أوله .
..
مقال / الروح
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ خطر لي ذات مساء أن أقوم ببحث في سراديب ذاكرتي . فأرصد في ورقة كل ما أحفظه من أرقام .
رقم الباسبور ورقم العربة ورقم الشقة ورقم البطاقة العائلية وتليفونات من أعرف من الأصدقاء والزملاء . وتليفونات المصالح والجرائد . وأرقام جدول الضرب التي أحفظها غيباً وعمليات الجمع والطرح والقسمة الأولية التي أعرفها بالبداهة . وتواريخ ميلادي وميلاد أولادي . وثوابت الرياضة والطبيعة مثل النسبة التقريبية وسرعة الضوء وسرعة الصوت ومجموع زوايا المثلث ودرجة غليان الماء . وما تعلمته في كلية الطب عن نسبة سكر الدم وعدد الكريات الحمراء وعدد الكريات البيضاء وحجم الدم وسرعة النبض وسرعة التنفس وجرعات العقاقير .
وفي لحظات تجمعت تحت يدي عدة صفحات من مئات الأرقام . تداعت في ذهني ولمعت كالبرق وكأني حاسب إلكتروني . وكان المشهد مذهلاً .
كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد . كل عدد يبلغ طوله ستة أو سبعة أرقام ؟
وأين تختفي هذه الأرقام في تلافيف المخ ؟
وكيف يتم استدعاؤها فتلمع في الوعي كالبرق الخاطف ؟
وبأي أسلوب تصطف هذه الأرقام في أعداد متمايزة . كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه ؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام في ذاكرتنا ولا تختلط ولايطمس بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام . هناك الأسماء والإصطلاحات والكلمات . والأشكال والوجوه . تزدحم بها رأسنا . وهناك معالم الطبيعة التي طُفنا بها والأماكن التي زرناها . وهناك الروائح . ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد نذكره ولواعج وأشواق وقصص وسيناريو من آلاف اللقطات . وهناك الطعوم . والنكهات . يأتي الطعم في الفم فيسيل اللعاب شوقاً أو يتحرك الغثيان إشمئزازاً . ومع كل طعم . يجري شريط يحكي عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة . حتى لمسة النسيم الحريرية ورائحة أصداف الشاطئ تحفظها لنا الذاكرة فتهب علينا لفحات الهواء الرطيب مع ذكراها وكأننا نعيشها من جديد .
حتى الأصوات والهمسات والوشوشات والصخَب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج .
وفاصل من موسيقى .
ومقطع من أغنية .
ولطمة على وجه .
وقرقعة عصاً على الظهر .
وحشرجة ألم .
كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة . ومعه بطاقة بالتاريخ والمناسبة وأسماء الأشخاص وظروف الواقعة ومحضر بالأقوال . معجزة . إسمها الذاكرة .
إن معنا رقيباً حقيقياً يكتب بالورقة والقلم كل دبة نمل في قلوبنا ؟
وما نتخيل أحياناً أننا نسيناه نكتشف أننا لم ننسه وأنه موجود يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو بعد كأس أو في عيادة طبيب نفسي . وأحياناً يظهر في زلة لسان أو خطأ إملائي .
لا شيء يُنسَى أبداً . ولا شيء يضيع . والماضي مكتوب بالفعل لحظة بلحظة ودقة قلب بدقة قلب .
والسؤال الكبير بل اللغز المحير هو . أين توجد هذه الصور . أين هذا الأرشيف السري ؟
وهو سؤال حاول أن يجيب عليه أكثر من عالِم وأكثر من فيلسوف .
الفلاسفة الماديون قالوا إن الذاكرة في المخ . وإنها ليست أكثر من تغيرات كيميائية كهربائية تحدث لمادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث تماماً كما يحدث لشريط ريكوردر عند التسجيل . وإن هذه اللفائف المسجلة تُحفَظ بالمخ وإنها تدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما كان . في أمانة ودِقة .
الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا .
ومصيرها أن تَبلَى وتتآكل كما تبلى النقوش وتتآكل وينتهي شأنها حينما ينتهي الإنسان بالموت وتتآكل خلاياه .
رأي مريح وسهل ولكنه أوقع أصحابه في مطلب لم يستطيعوا الخروج منه .
فإذا كانت الذاكرة هي مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في الخلايا المخية . وينبغي أن يكون هناك توازٍ بين الحادثين . كل نقص في ذاكرة معينة لا بد أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة . وهو أمر لا يشاهَد في إصابات المخ وأمراضه . بل ما يشاهد هو العكس .
يصاب مركز الكلمات فلا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف , وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق . في الأداء الحركي للعضلات التي تنطق الكلمات . إن الموتور هو الذي يتلف بتلف الخلايا . أما الذاكرة . أما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة .
♦♦ وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر .
وإنما المخ هو مجرد سنترال يعطي التوصيلة .
هو مجرد أداة تُعَبّر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتًا مسموعًا . كما يفعل الراديو حينما يحوّل الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع . فإذا أصيب الراديو بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تتعطل موجة الأثير . وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو . أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن أن يلتقطها راديو آخر سليم .
وهذا حال الذاكرة . فهي صور وأفكار ورُؤى مستقلة مسكنها ومستقرها الروح وليس المخ ولا الجسد بحال . وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في عالم ماديّ .
فإذا أصيب المخ بتلف . يصاب النطق بالتلف ولا تصاب الذاكرة لأن الذاكرة حكمها حكم الروح ولا يجري عليها ما يجري على الجسد .
التوازي مفقود بين الإثنين مما يدل على أننا أمام مستويين (جسد . وروح ) لا مستوى واحد إسمه المادة .
وفي حوادث النسيان المرحلي . الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها ( وهو الموضوع المحبب عند مؤلفي السينما المصريين ) . ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتُمحى تمامًا من وعيه وتكشط من ذاكرته .
وكان يتحتم تبعًا للنظرية المادية أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية .
لكن من الملاحَظ أن أغلب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفًا جزئيًا محددًا .
مرة أخرى نجد أن التوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي .
وفي حالات التلف المادي الشديد للمخ نتيجة الكسور أو الإلتهابات أو النمو السرطاني , حينما يبدأ النسيان الكامل يلاحظ دائمًا أن هذا النسيان يتخذ نظامًا خاصًا فتُنسَى في البداية أسماء الأعلام وآخر ما يُنسَى هي الكلمات الدالة على الأفعال .
وهذا التسلسل المنتظم في النسيان في مقابل إصابة غير منتظمة . وفي مقابل تلف مشوش أصاب المخ كيفما اتفق , هو مرة أخرى عدم توازٍ له معنى . فهنا إصابة في الذاكرة لا علاقة لها من حيث المدى والكم والنظام بالإصابة المادية للمخ .
وهكذا تتحطم النظرية المادية للذاكرة على حائط مسدود .
ونجد أنفسنا أمام ظاهرة متعالية على الجسد وعلى خلايا المخ .
وسوف تموت وتتعفن الخلايا المخية وتظل الذاكرة شاخصة حية بتفصيلاتها ودقائقها تذكرنا في حياتنا الروحية الثانية بكل ما فعلناه .
ولم يكن الجسد إلا جهازاً تنفيذيّاً للفعل وللإفصاح عن النوايا في عالم الدنيا المادي . كان مجرد أداة للروح ومطية لها .
لم يكن المخ إلا سنترالًا . وكابلات توصيل .
وكل دوره هو أن يعطي التوصيلة من عالم الروح إلى عالم المادة أو كما يقول برجسون DONNER LA COMMUNICATION .... يعطي الخط .
كابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر . كما يفعل الراديو بالموجة اللاسلكية .
وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي . فإذا ماتت أجسادنا عدنا أرواحًا . لنتذاكر ما فعلناه في دنيانا لحظة بلحظة حيث كل حرف وكل فعل مسجل .
بل إن هناك نظريات علمية تمضي لأكثر من هذا فترى أن التحصيل هو في ذاته عملية تذكر لعلم قديم مكنوز ومسطور في الروح . وليس تعلماً من السبورة . فنحن لا نكتشف أن 2 × 2 = 4 من عدم , وإنما نولد بها . وكل ما نفعله أننا نتذكرها . وكذلك بداهات الرياضة والهندسة والمنطق . كلها بداهات نولد بها مكنوزة فينا . وكل ما يحدث أننا نتذكرها . تُذكِرنا بها الخبرة الدنيوية كل لحظة .
وبالمثل شخصيتنا . نولد بها مسطورة في روحنا . وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية عن خيرها وشرها . فيسجل عليها فعلها .
والتسجيل هو الأمر الجديد الذي يتم في الدنيا .
الإنتقال من حالة النية إلى حالة التلبس .
وهذا ما تُعبِّر عنه الأديان بأن يحق القول على المذنب بعد الإبتلاء والإختبار في الدنيا . فتحق عليه الضلالة وتلزمه رتبته .
وهو أمر قد سبق إليه علم الله . علم الحصر لا علم الإلزام . فالله لا يلزم أحداً بخطيئة ولا يقهره على شر . وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية . فعله هو ذاته . وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر . لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانًا الضمير وأحيانًا السريرة وأحيانًا الفؤاد . ويسميها الله (( السر )) .
(( يعلم السر وأخفَى )) .
ونقول عنها في تعبيراتنا الشعبية عن الموت (( طلع السر الإلهي )) أي صعدت الروح إلى بارئها .
هذا السر المطلسم هو ابتداء حر ومبادرة أعتقها الله من كل القيود ليكون فعلها هو ذاتها وليكون هواها دالاً عليها .
ومِن هنا لا يصح القول بالحتميات في المجال الإنساني أمثال حتمية الصراع الطبقي والجبرية التاريخية . لأن الإنسان مجال حر وليس مسمارًا أو ترسًا في ماكينة .
وكما لا يمكن التنبؤ بما يأتي به الغد في حياة فرد فإنه يستحيل القول بالحتم أو الجبر في مجال المجتمعات والتاريخ . وكل ما يمكن القول به هو الترجيح والإحتمال بناء على مقدمات إحصائية . وهو ترجيح يخطئ ويصيب ويحدث فيه تفاوت في طرفيه . فمعدل عمر الإنسان في إنجلترا مثلاً هو ستون سنة . وهذا المعدل معدل إحصائي مأخوذ من متوسطات أرقام . وهو غير ملزم بالنسبة للفرد , فقد يعيش فرد مثل برناردشو في إنجلترا أكثر من تسعين سنة ويتجاوز المعدل . وقد يموت في سن العشرين في حادثة . وقد يموت وهو طفل بمرضٍ معدٍ .
ثم إن المعدل ذاته قابل للتذبذب من طرفيه صعودًا وهبوطًا من سنة لأخرى .
فلا يصح القول بالحتمية والجَبر في هذا الموضوع . ولا يجوز إخضاع المجال الإنساني سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو تاريخاً لقالب نظري أو معادلة أو حسبة إحصائية أو فرض فلسفي .
إنما تأتي فكرة الحتمية الخاطئة من التصور الخاطئ للإنسان على أنه جسد بلا نفس وبلا روح وبلا عقل .واعتبار النفس والعقل مجرد مجموعة الوظائف العليا للجهاز العصبي.
ومن الواقع المشاهد من خضوع الجسم للقوانين الفسيولوجية يستنتج المفكر المادي أن الإنسان والإنسانية بأسرها مغلولة في القوانين المادية.
وهكذا يجعل من الإنسان كتلة مادية أشبه بكتلة القمر محكومة في دورانه حول الأرض والشمس بالحتميات الفلكية.
وينسى أن الإنسان يعيش في مستويين.
مستوى الزمن الخارجي الموضوعي المادي . زمن الساعة . وفي هذا الزمن يرتبط بالمواعيد والضرورات الإجتماعية ويعيش في أَسر القوانين والحتميات .
ومستوى زمنه الخاص الداخلي . زمن الشعور وزمن الحلم . وفي هذا المستوى يعيش حياة حرة بالفعل . فيفكر ويحلم ويبتكر ويخترع و يقف من كل المجتمع و التاريخ موقف الثورة . بل يستطيع أن ينقل هذه الثورة الداخلية إلى فعل خارجي فيقلب المجتمع و يغير التاريخ من أساسه كما حدث في كل الثورات التقدمية .
هذه الثنائية هي صفة ينفرد بها الإنسان .
وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد . فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان .
هي الـ (( أنا )) تتصف بالحضور والديمومة والشخوص والكينونة والمثول الدائم في الوعي . ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي وتغيره . وتفرض نفسها على الجسد وتحكمه وتقوده وتعلو على ضروراته . فتفرض عليه الصوم والحرمان إختياراً .
بل قد تقوده إلى الموت فداء وتضحية .
مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد وذيلًا تابعًا له ومادة تطورت منه . مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئًا . وإنما لابد لنا أن نسلم أن هذه النفس عالية على الجسد متعالية عليه وأنها من جوهر مفارق لجوهر الجسد وحاكم عليه . فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها ومطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
ولا بد أن يتداعى إلى ذهننا الإحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت وتآكل وتعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفًا بالحضور والديمومة والشخوص في الوعي طوال الوقت . فلا تتآكل كما يتآكل الجسد ولا هي تقع كما يقع الشعر ولا هي تبلى كما تبلى الأسنان .
وإنه لأمر بديهي تمامًا أن نتصور بقاءها بعد الموت .
فإذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسئولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه . فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية وفكرة ملحة بالحساب وبأن هناك خطأ وصوابًا . وإننا نعلم بداهةً وبالفطرة التي ولدنا بها أن العدل والنظام هو ناموس الوجود . وأن المسئولية هي القاعدة .
ويفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض . والقاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي . لابد أن يعاقَب ويحاسَب . لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والإنضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك . والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة .
وفكرة العدل والنظام وضرورة العدل عالم آخر يتم فيه العدل والنظام والمحاسبة .
كل هذا علم نولد به . وحقيقة تقول بها الفطرة والبداهة .
ولا غرابة في أن يعترف مفكر غربي ألماني وهو (( عمانويل كانت )) بهذه الحقيقة في كتابة (( نقد العقل العلمي )) .
ولا غرابة في أن يصل إلى هذه النتيجة السليمة دون أن يقرأ قرآنًا .
إنها الفطرة والبداهة التي تقوم عليها جميع العلوم .
ولا حاجة لأن يقرأ العقل السليم الكتاب المقدس ليكتشف أن له روحًا و أن له حياة بعد الموت و أن هناك حساباًَ . فالفطرة السليمة تضيء لصاحبها الطريق إلى هذه الحقائق .
وهذا العلم الذي نولد به . وهذه البداهة التي نولد بها . تقوم شاهدة على جميع العلوم المكتسبة وملزمة لها . فجميع العلوم المكتسبة يجوز فيها الخطأ والصواب . أما العلم الذي نولد به فهو جزء من نظام الكون المحكم . وهو الحقيقة الأولى التي نعمل على ضوئها نرى جميع الحقائق الفرعية . وهي المعيار والمقياس . وإذا فسد المعيار فسد كل شيء وأصبح كل شيء عبثًا في عبث وهو أمر غير صحيح .
وإذا اتهمنا بالبداهة فإن جميع العلوم والمعارف سوف ينسحب عليها الإتهام وسوف تنهدم لأنها تقوم أصلاً على البداهات .
فنحن هنا أمام أصل من أصول المعرفة ومرجع لا يجوز الشك فيه ( لأن هذا المرجع شأنه شأن الحياة ذاتها ) نحن أمام متن هو لحم المعرفة ودمها . وكما نأتي إلى الحياة مزودين بعضلات لنتحرك بها وندافع عن أنفسنا كذلك نولد مزودين بالبداهات الأولى لنحتكم إليها في إدراك الحق من الباطل والصواب من الخطأ .
وأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك . يأتيك هذا الإدراك وأنت مغمض العينين . يأتيك من داخلك . وتقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
وحينما تقول . أنا سعيد . أنا شقيّ . أنا أتألم . فكلامك يقوم حجة بالغة ولا يجوز تكذيبه بحجة منطقية . بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع ولجاجة لا معنى لها . فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
وبالمثل شهادة الفطرة وحكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى . وحينما تقول الفطرة والبداهة مؤيدة بالعلم والفكر والتأمل حينما تقول بوجود الروح والنفس . وبالحرية وبالمسئولية والمحاسبة , وحينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظامًا . فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
وهو يقين مثل يقين العيَان أو أكثر . فالفطرة عضو مثل العين نولد به .
وهو يقين أعلى من يقين العلم . لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي والنظريات العلمية تُستنتَج من متوسطات الأرقام . أما حكم البداهة فله صفة القطع والإطلاق
2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقًا مطلقًا , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ وتطور وتغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا وأوحت بها البداهة .
وهي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح واستراح . ولوفّر على نفسه كثيراً من الجدل والشقشقة والسفسطة والمكابرة في مسألة الروح والجسد . والعقل والمخ . والحرية والجبر . والمسئولية والحساب . ولاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته وما يُفتي به قلبه وما تشير به بصيرته .
وذرة من الإخلاص أفضل من قناطير من الكتب .
لنصغي إلى صوت نفوسنا وهمس بصائرنا في إخلاص شديد دون محاولة تشويه ذلك الصوت البكر بحبائل المنطق وشراك الحجج .
وعلى من يشك في كلامي . وعلى هواة الجدل والنقاش والمقارعة المنطقية أن يعودوا فيقرأوا مقالي من أوله .
.
مقال / الروح
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝